-








لقد تدكرت وجود تعويدة شفاء في الكتاب .
جلست القرفصاء، و بدأت بالتفحص بعناية لأعتر على التعويدة "الشفاء السماوي" .
ابتسمت قليلا، فقد كانت تعويدة مفيدة جدا، و لها فعالية كبيرة على العظام المتكسرة .
فقط بعد أن ركزت في القراءة .
تردد ذلك الصوت الخشن مرة أخرى، ترن تررن
"لقد تم تعلم مهارة الشفاء السماوي"
لكل شخص في هذه اللعبة مخزون غير مرئي تستطيع أن تستغله كخزانة للأغراض .
قمت بوضع الكتاب في المخزون، و أطلقت تنهيدة صغيرة .
لم أعالج أقدامي، للأسف الهرب من هذا المكان كالذهاب إلى الموت .
قلعة محصنة بالحراس، مستواهم ضعيف جدا و إن أردت وضعهم في السلسلة الحيوانية .
فقد كانوا كالأرانب البيضاء، التي ستفقد الوعي من زمجرة واحدة من الأسد .
ببساطة كانت هالاتهم هزيلة، و معداتهم أساسية و غير كافية للقضاء على مقاتل خبير واحد .
أجل، إنهم مجموعة سيتم ذبحها فقط عن طريق الركل بالمانا .
على حسب معايير اللعبة، فلن ينالوا حتى لقب حارس .
و لكن مستوى كوان كان أقلا من ذلك، بعدم استطاعته خلق تلات أسهم من المانا من تعويدة بدائية لعنصر الضوء .
ليس هناك أي فائدة من محاولة الهروب بالقوة الغاشمة .
لقد حان وقت استعمال موهبتي الخالصة .
"آككك..آككك"
لقد صرخت بصوت مرتفع لأنقله لأقرب حارس موجود .
"ما الذي يجري!."
حافة أعيني أصبحت رطبة، دراعي تخدش أنحاء جسدي بقسوة .
أنا أملك القدرة على ذرف الدموع بسهولة تامة .
الحارس بدأ يصاب بالذعر قليلا، ليمسك برأسي محاولا مساعدتي .
"هل أنت بخير؟! ما الذي يؤلمك بالظبط!"
"إن-ي أعاني من صد-اع حاد"
أنا تكلمت كطفل يحاول منع نفسه من البكاء .
لنوقف الخطوة الأولى هنا، الخطوة التانية ستبدأ .
"شكرا لمساعدتك لي أيها الحارس المحترم، لقد تعرضت لتعديب جسدي قاسي للغاية من قبل حراس آخرين ..
لندع دمعة تسقط هنا .
"أيها المحترم، أنت خامس حارس أقابله، كل حارس قابلته قد نعتني بأسوء الألقاب كالقمامة أو صاحب الدماء العفنة .!"
قمت بتغطية وجهي لأواصل البكاء .
"أنا حقا ممتن للقائي بحارس محترم مثلك"
قمت بالإبتسام قليلا .
"لقد أظهرت تعاطفا لي، و حاولت مساندتي، لأكون صريحا لم أقابل شخصا لطيفا مثلك في حياتي، أنا سعيد جدا"
هذه كذبة، ففور رؤيتي لوجه هذا الرجل، إستدكرت أنه الشخصية التي قامت بتنفيد الإعدام على كوان .
و لكن، لنكن واقعيين هل هناك بشري يكره أن يتم مدحه، الحارس بدأ بحك دقنه بحرج شديد .
"لم أقم بأي شيئ مميز"
أنا قمت بالإبتسام بوجه ممتلئ بالدموع، لننتقل للخطوة التالثة .
"لم أعد أمتلك أي رغبة في العيش، فمعرفتي بشخصية والدي الظالمة قد تسببت في جرح عميق في صدري، كل ما في الأمر أن أمي التي اهتمت بي منذ يوم ولادتي، أجل، لقد قاست الأمرين باعتنائها بالأمور المادية من جهة و بطفل رضيع من جهة أخرى . لقد اهتمت بي بصدق، لقد تمسكت بتلك الإبتسامة حتى النهاية، حتى بعد أن تملكها وباء قاتل في ضواحي المدينة، لقد ظلت متشبتة بتلك الإبتسامة الحنونة، لا أستطيع نسيان تلك المشاعر المتدفقة خلالي مهما حاولت نسيان الأمر .!"
"لقد قامت بعناقي بشدة، الدماء تسيل ببطئ من فمها، بالرغم من كل ذلك لم تنفك الإبتسمة أن تفارق محياها، لقد بدأت أدرك ما يحدث حولي، أعز شخص بالنسبة لي يموت ببطئ أمامي، ما الذي أستطيع فعله!.؟"
لندع دمعة تسقط هنا أيضا .
أدائي قريب للمتالية .
"لقد سألتها إن كانت بخير، لكن هل تعلم ما أجابتني به؟"
"أنا سعيدة لوجودك في هذا العالم، إبني العزيز"
كيكي، إلتفت لأرى ملامح وجهه الصامتة، لقد أتقنت التمثيل في سن التامنة .
في ذلك الوقت أردت اختبار دروة تمثيلي، أذهب مع أمي إلى المقهى و أسرق هاتفها .
فور إدراك أمي باختفاء هاتفها بدأت طرح أسئلة معاتبة .
"أنا لم أقم بسرقة هاتفك أمي"
"أنا سوف أقوم بالأمور بطريقة أفضل، لقد قمتي بتربيتي بشكل حسن فكيف استطعتي التشكيك بي؟!"
في بادئ الأمر كانت ردود فعل الزبائن و العاملين منزعجة .
لقد كانوا في جو هادئ يتمتعون برشف القهوة و أكل الغداء، لكن فجأة ظهرت أم مع إبنها الصغير ليبدؤا بالتحدث بصوت مرتفع .
لكن نضرتهم قد تغييرت مع مرور الوقت، "العاطفة" هذه إحدى الخطايا العشرة للجنس البشري .
كأشخاص لم يتعايشوا مع العالم الحديث، و اكتفوا بالقصائد و المقولات القديمة .
لن يستطيعوا مجابهتي من هذه الناحية، و ستصنف على أنها موهبة نادرة .
"أنا بخير، لا تجعل نار الإنتقام تعمي عينيك، لتفقد الوع-ي بعذ دلك"
أنا قمت بتغطية وجهي مرة أخرى لأبدأ بالبكاء مرة أخرى .
في هذا الجو الثخن بالكآبة، لم يستطع الحارس كبح نفسه .
"هل أمك قد توفيت؟!"
"لقد أخبرني الطبيب أنها في غيبوبة قوية، و قد لا تستيقظ أبدا"
"لقد جئت إلى الحاكم طلبا للمساعدة، و لتسهيل الأمور قمت بتقديم نفسي كإبنه الشرعي، لكن لم أتوقع هذا الترحيب الشيطاني"
أنا قمت بالإبتسام، هذه لم تكن بسمة سعادة أو طمأنينة، هي ابتسامة مرغمة على وجهي لكي أماثل تعابيره. أنا قمت بالقيام بهذا من أجل زرع ذرة الذنب فيه.
"إن كانت أمي على وشك الموت، أريد حضور أنفاسها الأخيرة، أود أن أحضنها و أخبرها أنني آسف على المتاعب التي سببتها، و أشكرها على تربية قمامة مثلي"
قام الحارس بالسعال في يديه .
"اححم، أنا لم أدري أن لديك ظروف مثل هذه"
كما توقعت، لقد بدأ بالتعاطف معي، هيا قم بقول الكلمة السحرية .
"لا يجب أن تفقد الأمل في العيش، أنا متأكد أن خبر موتك سيجعل أمك حزينة"
الجو قد أصبح ألطف الآن .
كيكي، عن طريق هذا الأداء الصغير، لقد تلاعبت بقلبه و مشاعره بشكل كلي .
"أنت طفل بريئ و لاذنب لك ي كل هذا، دعني أساعدك للهروب"
هذا الشخص لطيف للغاية، إنه لم يستطع منع نفسه من يد العون لشخص ضعيف أمامه .
حتى لو كان هذا الشخص محتجز بتهمة تزوير الأقاويل، و ينتظر الإعدام .
لأكون صادقا، أنا فخور بنفسي حاليا، رغم أن القدرة على الكذب ليست شيئا يدعوا للتفاخر .
"الهروب؟ كيف!"
"هناك ممر خلفي يؤدي إلى المخرج"
كما توقعت، هناك ممر سري كمنفد تاني للهروب .
لكن معرفته للمر تعني أمرا واحدا فقط، أن الممر معروف لأغلب الحراس في القصر .
"الممر الخلفي، معروف لأغلب الحراس أيس كذلك؟"
"لا، أنا الوحيد الذي أعرف مكانه، لأنني من أنشأه"
يبدوا أن حظي ليس عاثرا قبل كل شيئ .
ليصرخ بعدها الرجل بنبرة خافتة، نحتاج للعبور قبل موعد العشاء .
حاولت النهوض، لكن لم أستطع منع صوتي من الولوج .
آككك آككك ..
ليتقدم نحوي الحارس و يقوم بحملي على ظهره .
"هكذا سنكون أسرع"
"شكرا جزيلا لك"
الرجل قام بحملي و كأنني ريشة لا تزن شيئا، و بخطوات خفيفة غير مسموعة واصل تقدمه .
كيكي، لقد تلقيت فجأة رحلة فاخرة على ضهر الحارس، آلهة الحظ بجانبي .






-



رأيكم بالفصل؟!، قرائة ممتعة .



2017/09/14 · 538 مشاهدة · 1052 كلمة
RyuGi
نادي الروايات - 2024