6 - الحقيقة المدفونة في الظلال

الفصل السادس: الحقيقة المدفونة في الظلال

كانت الغرفة باردة، رغم أنفاسهم الحارة المشبعة بالتوتر.

”هم وجدوا أثرك أيضًا، ولن يتوقفوا حتى يجدوا رأسك.“

تلك الكلمات لم تخرج من ذهن ملاذ، كأنها وشم محفور في عظامها. لكن الأهم من ذلك، كان رد فعل هيسوكا.

لم يظهر عليه الفزع، لم يتراجع، لم يسأل حتى "من هم؟" وكأنه كان يعرف بالفعل.

وهذا ما جعل الأمر أسوأ.

جلست ملاذ في مكانها، يداها مشدودتان إلى فخذيها، بينما حاولت قراءة تعابير هيسوكا، لكنه كان أشبه بجدار صلب. لا شيء يظهر عليه... سوى هدوء لم يعجبها.

أما آدم، فقد ابتلع ريقه بصعوبة، عينيه تتحركان بين الاثنين وكأنه ينتظر لحظة الانفجار.

وأخيرًا، بعد لحظة بدت وكأنها أبدية، تمتم هيسوكا بصوت منخفض:

"كم عددهم؟"

كان ذلك السؤال وحده كافيًا ليؤكد كل شيء.

لم يسأل "هل أنت متأكد؟"، لم يسأل "كيف؟"، بل سأل مباشرة عن العدد.

كان يعرف أنهم سيأتون.

كيرين أمال رأسه قليلاً، كأنما كان يتوقع هذه الاستجابة تمامًا. ثم أجاب بصوت هادئ، لكن كل كلمة فيه كانت تحمل وزن جبل:

"أكثر مما تستطيع مواجهته وحدك."

ارتعش الهواء بينهما، كما لو أن الكلمات بحد ذاتها كانت تحمل خطرًا ملموسًا.

ملاذ شعرت بانقباض معدتها. أدركت أن هذا لم يكن مجرد تحذير عادي... بل إعلان حرب.

لكن قبل أن تتمكن من السؤال، تحدث كيرين مجددًا، هذه المرة ناظراً مباشرة إلى ملاذ.

"وأنتِ... هل أنتِ مستعدة للموت من أجل هذا؟"

لم تتوقع أن تكون جزءًا من هذه المعادلة بهذه السرعة. نظرت إليه بعينين متسعتين، قبل أن تجيب بصوت أقرب إلى الهمس:

"عن ماذا تتحدث؟"

هيسوكا قاطع الحديث أخيرًا، بصوت جليدي حاد:

"اتركها خارج هذا."

لكن كيرين لم يتحرك، لم يبدُ عليه التأثر، فقط استمر في النظر إلى ملاذ.

"الفتاة مرتبطة بك الآن، سواء شئت أم أبيت. سيأتون من أجلها كما سيأتون من أجلك."

شعرت ملاذ بعرق بارد يسيل على عنقها. هل هذا يعني... أن حياتها لم تعد ملكها بعد الآن؟

لكن هيسوكا لم يكن في مزاج للنقاش. في خطوة واحدة، كان أمام كيرين، قبضته مشدودة بجانبه.

"قلت لك، اتركها خارج هذا."

لحظة صمت. ثم ابتسم كيرين ابتسامة خفيفة، لكنه لم يقل شيئًا.

وكأن شيئًا قد تم تأكيده للتو.

لكن قبل أن يفتح أحد فمه ليكسر الصمت، دوى صوتٌ خارجي حطم سكون الليل.

"وجدناهم!"

انقبضت عضلات هيسوكا فورًا. كيرين نهض من مكانه بسلاسة، كأنما كان مستعدًا لهذه اللحظة منذ البداية.

آدم تجمد، بينما ملاذ شعرت بجسدها يشتعل بالأدرينالين.

طرق عنيف على الباب.

ثم...

تحطم الزجاج.

2025/03/25 · 2 مشاهدة · 382 كلمة
ASO
نادي الروايات - 2025