الفصل الثامن: بين الحياة والموت
"آدم!!"
صدى صرخة ملاذ اخترق العتمة، لكن الصوت الوحيد الذي عاد إليها كان الهمس البارد للظلام.
هيسوكا لم يتوقف. أمسك بها بقوة وسحبها إلى الداخل، لكن عينيها ظلتا مثبتتين على المكان الذي اختفى فيه آدم.
"سنعود له لاحقًا." قال هيسوكا، نبرته جافة، كأنه لم يفقد للتو أحدهم.
لكنها لم تستطع تقبل ذلك.
"ماذا لو... ماذا لو كان لا يزال حيًا؟!"
كيرين الذي كان يفتح الطريق أمامهم التفت بنصف وجهه، عيناه تلتمعان بشيء غير واضح. "إن كان محظوظًا، سيظل كذلك حتى نعود."
كلماته كانت أسوأ من الصمت.
"لا!"****"لا يمكن أن نتركه!"
لكن لم يكن لديها خيار.
النفق كان يضيق، الأرضية أصبحت موحلة تحت أقدامهم، والهواء صار أثقل. كأنهم يسيرون في أمعاء وحش قديم، ينتظر اللحظة المناسبة لهضمهم.
ثم...
"قفوا."
كانت تلك أول مرة يتحدث فيها كيرين بنبرة جادة، قاطعة.
نظر الجميع للأمام.
كان هناك شيء... في نهاية النفق.
ضوء خافت، مثل شمعة تحتضر، يترنح على الجدران المتهالكة.
وبين الضوء والظلمة...
شخص ما يقف هناك.
صامت.
ثابت.
يراقبهم.
"من هناك؟!" هيسوكا رفع سكينه، لكن كيرين وضع يده على ذراعه، يمنعه من التسرع.
ثم... الصوت جاء.
هادئ، متزن، لكن مليء بشيء خفي جعل جلد ملاذ يقشعر.
"أخيرًا... وجدتك."
عندها فقط، رأت عينيه.
لون الدم القاتم.