تحرك بخطوتين الى الأمام ببطئ فوق تلة صغيرة تطل على عرين التنين التي استولى عليها العمالقة ، لقد كان قائد العائلة النبيلة غوندوا بلاك ، ثم قفز من فوق التلة متجها بسرعة نحو الحصن الكبير بعينين جادتين حازمتين . كان عليه انقاذ زعيمة محاربي العرين دراغنيل فالكيري فقد أمره الملك يونز بذلك سلفا ، اخبره بوجوب استغلال أوضاع الحرب الحالية وانقاذ تلك الفتاة ، فلو ماتت هناك على ايدي العدو فلن ترقد اشيا بسلام . لقد كانت بمثابة اختها الصغرى بعد كل شيء .
وصل غوندوا لإحدى الأسطح العلوية للحصن بعدما تسلق جداره مستعينا بالثقوب و الأحجار البارزة فيه ..وطبعا لا ننسى براعته في ذلك ، بدى كالصقر الذي يتواجد فوق البنايات العالية .
" حسنا من المفترض أنها مسجونة بأحد الزنزانات بالقبو "
كان غوندوا يراقب محيطه بدقة لم يلاحظ عدد كبير من حراس قوم تاي العملاق بل على العكس كان عددهم قليل جذا بالكاد يمكنك إطلاق عليهم لقب الحراس
" ستكون مهمة سهلة "
يبدوا أن الملك غورد لم يعطي اهتماما بزيادة الحراس لهذه المنطقة ، أكان واثقا من أنها اصبحت ملكه رسميا ولن يتجرأ أحد على استرجاعها ؟ او هذا هو تفكير المغرورين بأنفسهم بشكل مبالغ فيه واستخفافهم بالأخرين .
تسائل غوندوا قبل أن يطير كالصقر من فوق السطح العالي الى داخل ساحة الحصن هبوطا في وسط أعشاب كثيفة دون إثارة اية ضجة ، كان هناك اربعة من العمالقة في المنطقة لكن غوندوا لم يريد مواجهتهم أراد استغلال الوقت قدر الإمكان من أجل الإسراع بمهمته على طريقة التسلل ، لكن هؤلاء العمالقة يحرسون المدخل الذي يؤدي الى القبو حيث تتواجد الزنزانات . للحظة فكر بالهجوم عليهم فحسب لكن تذكر كلام ملكه بالحذر الشديد فقوم تاي مخادعون جذا ، هل يعقل أن يكون هذا العدد القليل مجرد فخ ؟ هل ملكهم حقا بهذا الدهاء ؟ لا لا مستحيل ، هكذا حدث غوندوا نفسه ورغم ذلك لم يكن من النوع المتهور على اي حال .
" سأتسلل فحسب "
وهو مختبئ وسط الأعشاب ، رمى حجارة صغيرة نحو مساحة خالية في الساحة ليستدرج إليها احد العمالقة القريبين من المدخل من اجل كسر ذلك الحاجر ونجح بذلك ، لقد سمع احدهم صوتا وسط ذلك الصمت الذي ساد المكان فإتجه نحو مصدر ذلك الصوت فإذا بالمكان فارغا .
" ماذا ؟ ماكان ذلك ؟ غريب أنا واثق من اني سمعت شيئا ما "
في حين ذلك قرر غوندوا الخروج من كومة الأعشاب بخفة وتسلل نحو المدخل بالرغم من أن التلاثة العمالقة كانوا قريبين منه جذا إلا أنه انحنى واخفى حضوره لبرهة من الوقت ، فنجح بالدخول أخيرا دون أن تتم ملاحظته .ثم استئنف طريقه نحو القبو بعدما دخل ببراعة ، كان هناك رواق طويل وممتد للأمام ، رغم أن هذا الرواق لم يتم بناءه للعمالقة إلا أن مدخله كان كافي للعبور بالنسبة لحجمهم الضخم ، بعد كل عدة اقدام تواجدت مصابيح نارية معلقة بالجدران الحجرية كانت تظهر حتى من بعيد كنقطة صفراء صغيرة ، قبل أن يصل قائد العائلة النبيلة لمدخل القبو اصتدم بعملاقين يحرسان الباب ، لم يلاحظوه بالطبع كانت له خطوات هادئة بينما كان ملتصق بالجدار البارد على ظهره ، تقدم خطوة بخطوة مع تتبع الأجزاء المظلمة فقط من المكان حتى طار نحو العملاقين وصعقهما بالبرق على رأسيهما بنفس التوقيت ، فسقطا كلاهما بالأرض وكأن شيئا لم يحدث . ثم فتح الباب فوصل مباشرة للقبو بعدما نزل من سلالم ليست بطويلة في ظلمة شديدة ، لكن هذا لم يؤثر عليه كانت له رؤية ليلية ممتازة كالقطط . فله تجربة و خبرته التجسسية بالليل على اي حال .
بالقبو ظهرت عدة زنزانات لكنها كانت كلها فارغة طبعا وعلى غير المتوقع كانت هناك بعض المصابيح النارية تضيئ المكان .
" هل كان حصن هذا العرين سجن في الماضي ؟ "
لم يستطع غوندوا إلا أن يتسائل ثم إستسلم بعد لم يصل الى اية اجابة لذلك ، وبعدما تقدم أكثر وجد زنزانة واحدة لم تكن فارغة ، التي كانت مسجونة فيها فالكيري دراغنيل في حالة يرثى لها ملقاة على الأرض كالقمامة ، متسخة وملابسها ممزقة ومليئة بالجروح والكدمات.. شعر غوندوا بألم و غضب شديدين جراء ماشاهدت عيناه .
" سحقا للعمالقة الأوغاد لقد كانوا يعذبونها "
هرع مباشرة نحوها ونزع غطائه الأسود الذي يغطي انفه وفمه بدى الغطاء ككمامة ما .
" فالكيري فالكيري استيقظي "
لاحظ أنها لم تكن ميتة بطبيعة الحال فإرتاح قلبه كثيرا رغم تنفسها الضئيل جذا لكنه كان مبشرا بكونها لازالت على قيد الحياة ، فتمتمت بكلمات بصوت منخفض ومتقطع
" من....أنت... ؟"
" هذا أنا غوندوا قائد العائلة النبيلة لقد جئت لإنقاذك "
" أأه...أنا...أنت...فهمت "
" على مهلك انتظري "
رفع رأسها قرب حضنه وشربها بعض الأدوية التي لديه ، من أدوية للطاقة والمناعة والخ.. على الأقل لتستعيد هذه الفتاة وعيها وبالفعل بعد دقائق فقط استفاقت ، يبدوا أن تلك الأدوية كانت فعالة جذا لابد وأنها باهظة الثمن لكن هذا لم يهم غوندوا ابدا في سبيل إنقاذها .
" هل أنت بخير الأن ؟ "
" أه... نعم شكرا لك يا غوندوا "
" حسنا لكن أولا تفضلي وغيري ملابسك الممزقة هذه "
قدم لها ملابسه السوداء التي كان يخبئها احتياطيا ، كانت ملابس عادية تقريبا من بنطالون ومعطف ، فإرتدتها على اي حال لكن بدت فضفاضة عليها نوعا ما .
" علينا الإسراع والخروج من هنا "
" انتظر قبل ذلك علي فعل شيء "
استغرب غوندوا حول ما تريد فالكيري القيام به
....
" ماذا ؟ اين هي ؟ لقد اختفت كلها ! "
صرخت فالكيري هالعة فتردد صوتها بالمكان الذي كان فارغا تماما لم يكن بعيدا عن الزنزانات تلك فهم لازالوا بالقبو طبعا قبل أن يسألها غوندوا بحيرة
" لماذا أتينا الى هنا ؟ و مالذي اختفى ؟ "
" مند مدة وأنا كنت اضع بعض التنانين المرهقة في هذه المنطقة لكي ترتاح جيذا لكنها ليست هنا ، طبعا هذا من عمل قوم تاي هل قتلوها بمكان ما ؟ "
" فهمت ، هذا حقا مؤسف "
" أردت حقا دعم الحرب بهذه التنانين على الأقل ضد العمالقة "
ظهرت ملامح الحزن و الحصرة على وجه فالكيري فإرتجفت شفتاها الرقيقتان ، وكأنها تحاول كبح جماح عاصفة عاطفية عاتية ، قبل أن تتنهد وتضم ذراعيها الى صدرها ثم وكأنما أضاءت شمعة في ظلمات روحها، تبددت سحب الحزن لتكشف عن نظرة ثاقبة مليئة بالثقة قائلة
" حسنا اتبعني يا غوندوا يبدوا أنه حان وقت إيقاظ ذلك العجوز "
" عجوز ؟ "
بعد ذلك خرجا كلاهما من الحصن من مخرج سري لا تعرفه سوى فالكيري بطبيعة الحال فهذا المكان منزلها قبل كل شيء ، كان الجو جميلا بالخارج وهادئا ايضا . الشمس ساطعة بمنتصف السماء ونورها منعكس على الأرضي الخضراء الممتدة . كأن ليس هناك حرب قائمة على بعد بضعة أميال .
" الى أين نحن متجهين ؟ ليس لدينا وقت لتضييعه "
فأجابت فالكيري على سؤال غوندوا
" لا تقلق ستكون مفاجأة سارة وتستحق "
زاد تسأل وفضول غوندوا حول هذا الأمر ، فإستمروا بالتقدم والصعود على اي حال بين المنحدرات الجبلية الوعرة والصعبة وتجاوز بعض الأشواك السامة.. لم يكن المكان المقصود بعيدا عن الحصن فهو بمنطقة عرين التنين بطبيعة الحال . كانا حذرين في سيرهما بهذه المنحدرات ، والصخور الضخمة التي فوقهما فلو سقطت على رؤوسهما لإنتهت حياتهما .
وأخيرا بعد كل تلك الصعاب وطأت أقدامهما على أرض مستوية نوعا ما ، فإندهش غوندوا على ما أمامه ، كانت هناك فوهة ضخمة جذا بدت حالكة الظلام وكأنها فم وحش جائع ينتظر فريسته. على جانبي الكهف شلالان هائجان يزدانان بألوان قوس قزح ، وكأنهما دموع عمالقة تسقط في هوة لا قرار لها . في الأسفل بحيرة متلألئة كجوهرة لامعة ، تستقبل مياه الشلالين المتدفقة ، ثم تتسرب بخبث عبر وادٍ طويل . عندما التف خلفه لكي يرى مدى طول هذا الوادي لم يكن يستطيع رؤية نهايته بسبب الصخور الكبيرة التي تحجب ذلك بالأفق .
" لقد وصلنا لندخل الكهف "
تحدثت فالكيري ثم تقدمت أولا لكي يتبعها غوندوا من خلفها وسط الظلام الدامس حتى ظهر بعض نور الشمس من فتحات وتشققات بسقف الكهف فأنار المكان شيئا ما . ثم نتيجة ذلك توسعت عينا غوندوا وفتح فمه متفاجئا في ذهول عندما رأى أمامه مخلوقا ضخما جذا مستلقي على بطنه لمحه هذا الأخير بعينيه الحمراء ، كان رأسه فقط بحجم منزل كبير وكثيف الشعر من أعلى رأسه حتى أسفل ذقنه التي بدت كلحية شائبة عليه ، جسده لم يكن به شعر لكن مغطى بحراشف سوداء بدت صلبة جذا على ظهره ، ثم ذيله الطويل والمقوس الممتد على أرضية الكهف . بالأخير أطلق هذا المخلوق انفاسا من انفه بدت كرياح قوية جذا على غوندوا الذي تجمد بمكانه في ارتعاب قبل أن يبتلع ريقه .
" هذا....."
" أجل ، هذا هو العجوز الذي ذكرته لك إنه التنين العظيم ريوغاريون . "
...
أثناء ذلك لازالت حرب المماليك الثانية مستمرة ، لقد أطلق عرق الكاغانيرا كراو دون فيغر بالفعل ، بعدما فكو عنه السلاسل ركض بأقصى سرعة بقدميه قبل أن ينقض على أول دفعة رأتها عينه من العمالقة ومزقهم بمخالبه الطويلة . كان وحشا حرفيا حتى بالنسبة لقوم تاي ، من الصعب التصديق أن هذه الجثة قاتمة اللون القاتلة كانت تخص بشري في زمن من الأزمنة الماضية . كان برفقته روجيردو مرتديا درعا خفيفا كان يستغل انشغال العمالقة بهجمات كراو ثم يقوم بالضربة القاضية عن طريق إصابتهم بنصله القصير تحت هلع وقلق العدو .
" متى كان لهم حليف كهذا ؟ "
" أنه ليس بشري ! "
تعجب وتسائل قوم تاي عن هذا الوحش الذي مزق قومهم إربا إربا ، واحدا تلو الأخر .
" هاجموه كلكم مع بعض "
صرخ أحد جنود العمالقة الشجعان فتبعه عدد كبير بحماس من أجل القضاء على تلك الجثة المدمرة لكن هذا الأخير خسف بهم برياح شديدة بأرجحة يده اليمنى ثم قضى عليهم عن طريق إحراقهم بنار ملتهبة بأرجحة يده اليسرى قبل أن يطلق صياحه الوحشي ، فبرزت أسنانه الحادة كالسيف وأعينه الحمراء .في حين كان عرق الكاغانيرا يساهمون بمدافعهم التي تطلق كرات سوداء متفجرة ، سقطت على رؤوس العمالقة ففجرتهم الى اشلاء . أما البعض الأخر من العرق كانوا في الخلف يطلقون أسهم نارية حارقة بأقواسهم ، لم يعلم جنود قوم تاي من أين أتت تلك الأسهم النارية من شدة سرعتها ، فغرست بأجسادهم كالإبر المتراكمة بقطعة من الصوف . كل هذا كان بقيادة ليونهان الذي نظم التشكيلة وحدد زوايا الإطلاق وأعطى الأوامر بالوقت المناسبة ، كانت له استراتيجية فعالة جذا .
بالرغم من أن هذه أول مشاركة لهم بحرب في حياتهم إلا أنهم كانوا أذكياء جذا وقدموا أداء مبهرا .
جعلوا كل من دانيس وبراد بالإضافة الى ايما وكايتوا يتجمدون مكانهم ، لم يتوقعوا أن يكون هذا العرق بهذه القوة ، سمعوا منهم بأنهم عرق ذكي جذا لكن استغلال ذكائهم هكذا أمر رهيب رغم عددهم القليل جذا بالنسبة للحرب . خاصة ذلك الوحش الحليف المدعو كراو فقد زادت تسائلاتهم حول كيفية ترويض عرق الكاغانيرا لهذه القوة المدمرة .
" حسنا هذا أقوى دعم رأته عيناي على الإطلاق "
تحدت براد مبتسما بحماس
" لهذا كان لزعيمهم ثقة كبيرة جذا "
قال دانيس بإبتسامة قبل أن يتابع بملامح حازمة
" لا تنسوا أننا بحرب هنا..صحيح لقد أنقذونا حاليا لكن لن نقف مكتوفي الأيدي فلنقدم كل مالدينا نحن كذلك "
" معك حق لنسحق هؤلاء العمالقة "
رد كل من ايما وكايتوا متحفزين
....
لاحظ جورا من مكانه غير البعيد سهاما نارية وقذائف تسقط كالشهب على العدو ، علم مباشرة من يكون سبب ذلك فترك ابتسامة خفيفة .
" لقد وصلوا أخيرا "
رغم غبار الحرب الذي يختفي جزء منه تارتا ثم يعود بكثافة تارتا أخرى إلا أن جورا كانت له رؤية جيذة قبل أن يعود الى تركيزه وقوس حاجبيه نحو عملاق ضحم مدرع ، لقد كان جنرال الكتائب حيث تحدث هذا الأخير بنبرة خشنة
" هل قضيت على كل هؤلاء لوحدك ؟ "
كان حول جورا عدد كبير من جثث العمالقة وكإجابة على سؤال الجنرال رد قائلا
" وماذا إن كنت أنا من فعل ذلك "
مسك الجنرال جبهته ورفع رأسه ضاحكا ، أبقى جورا على تركيزه التام ، لم يخفض اي من دفاعاته قبل أن يحدث نفسه
" عندما وصلت الى هنا وجدت هذه الجثث...نعم شخص واحد يستطيع فعل ذلك إنه المعلم أورليش لقد مر من هنا لكن لماذا لم يقضي على هذا الجنرال ؟ يبدوا أنه أراد التوجه للملك مباشرة لايمكنني استنتاج شيء اخر غير هذا... فهمت يريد اختباري ضد هذا العدو.. لقد تعمد فعل ذلك لكي أقاتل هذا الدب الأحمق "
ابتسم جورا بحماس شديد ثم تابع مع نفسه
" لكن أنا طماع جذا يا معلم لن اكتفي بهذا فحسب "
" مابالك تبتسم ؟ هل ترى جنتك من الأن ؟ "
سخر الجنرال ثم سحب سيفه الطويل من على ظهره وتابع قائلا
" أنا المسؤول عن هذه الخطوط الدفاعية لن تمر من بعدي ابدا "
أمر جورا ذئبه الشيطاني كاغي بالهجوم فور استعداد العدو ، ركض الذئب بسرعة ثم قفز نحو الجنرال بقوة غاشمة فاتحا فكه المليئ بالأسنان الحادة كالسيف ، لكن العملاق أمسك الذئب بيداه العرياتان وقذفه بعيدا كما يقذف بالذباب .
" أتعتقد أن هذا الجرو----"
قطع كلامه شعور سيء من خلفه ، لقد كان جورا مستعدا لتوجيه صعقة برقية مع هجمة ملتهبة بواسطة خنجريه لكن الجنرال كان مدركا لذلك فتحدث ساخرا
" أمزح فقط "
ثم و قبل أن يلامس جسد جورا ضربة من سيف العملاق الذي تصادم مع خنجري المتلقي مما ترك صوتا حادا ، فطار جورا بعيدا الى الخلف نتيجة ذلك . ثم استعاد هذا الأخير توازنه قبل الإقتراب من الإرتطام بصخرة ضخمة كانت خلفه ، ظهر كاغي بجانبه وبدى بخير حتى فوجئ جورا بتقدم الجنرال نحوه بسرعة فائقة رغم ضخامته تلك الى أن كان بينهما ياردات فقط ، لوح بسيفه الضخم فصده جورا بخنحريه ، كان مغلفين بالصخر وهالته الأورجوانية التي غلفت كذلك جسده كله ورغم ذلك شعر بظغط شديد من ضربة الجنرال الذي تحدث بنبرة متفاجئة .
" حقا انت قوي كما توقعت "
كان ظغط العملاق مستمرا بقوة على جورا فتشكلت حفرة كبيرة بالأرض حولهما نتيجة ذلك . وأخيرا رفع الجنرال سيفه نوعا ما من أجل زيادة قوة ضربته التالية لكن جورا وبالوقت المثالي استغل تلك الثغرة مطلقا ألسنة لهب أحرقت بطن العملاق المدرعة ، مما سمح لجورا بفرصة للتراجع قليلا والخروج من الحفرة لإلتقاط أنفاسه ، لكن بدى أن ألسنة اللهب لم تؤثر بهذا العدو بشكل كبير . هذا إن أترث حتى ولو بقليل ، فكل ما كان يشغل تفكير جورا هو الإفلات من ذلك الظغط الهائل .
ظهرت بعض البقع السوداء على الدرع الثقيل الرمادي للعملاق نتيحة ما فعله جورا ، مما استشاط الجنرال غضبا قبل أن يصرخ
" لقد لطخت درعي الجميل "
اشتعلت عيناه الحمراوتين بنيران ملتهبة وبدأ بضرب الأرض بسيفه عدة ضربات مستمرة ونتيجة ذلك بدأت أرضية المنطقة بالتشقق وصولا الى حيث يتواجد جورا ، فكان يقفز هذا الاخير من مكان ومن صخرة لأخرى متجنبا الشقوق . فلو سقط بإحداها لا انتهى أمره لأنها حقا بدت عميقة كخندق عميق جذا ، ثم توقف الجنرال عن ضرب الأرض وكأنه تعب قليلا بينما كان يلهث ووجهه مليئ بالعرق ، في حين جورا وهو معلق بالهواء أطلق تقنية مشكلة من رماح من الصخر مغلفة بالبرق وكان قد أطلق عليها من قبل بتقنية الخمسمائة طلقة . كانت الرماح الصخرية العديدة فوقه مستعدة للإطلاق ، ثم لوح جورا بذراعه الى الأسفل فتسارعت الرماح نحو الجنرال الذي تفاجئ بهذه الضربة المتجهة إليه . لم يكن لديه متسع من الوقت للتفكير ناهيك عن تعبه شيئا ما ، فصنع جدار صخري طويل أمامه لصد الرماح وبالفعل نجح بذلك او هكذا ظن بالبداية حتى فوجئ بثقوب بجداره كانت الرماح تدور بسرعة عنيفة كالمثقاب ، فإخترقته ثم اخترقت أجزاء من درع الجنرال وحطمت نصفه كذراعيه واسفل ركبتيه وشيئا بسيط من بطنه الذي كان مكشوفا فبرزت عضلات بطنه القوية بدت وكأن احد ما قام بنحتها .
فزاد تعب الجنرال ولهثه قبل أن يشعر بالإنزعاج الشديد فدرعه الجميل لقد تحطم نصفه الأن ، من الواضح أنه كان يعتز بهذا الدرع لسبب ما . هبط جورا على منطقة آمنة بالفعل ثم حدث نفسه
" يبدوا أن هذه التقنية تطورت كثيرا عن ذي قبل رغم هذا لم تكن كافية لإسقاطه "
شعر جورا بوخزة حادة عندما استشعر كمية الغضب والحقد من ذلك العملاق المثار غضبا ، لقد أطلق هذا الأخير صرخة ترددت على المنطقة بأكملها لكن قليل من استطاع الانتباه لها لكثرة صياحات الجنود سواء من ألم او حماس أو أصوات تصادم الأسلحة والإنفجارات بالحرب . على اي حال ذلك الغضب المطلق لم يشعر جورا بالخوف بل جعله أكثر حذرا حتى لو بدى الجنرال الأن أصعب مما كان عليه من قبل .
انفجرت هالة هذا العملاق الغاضب بعدما ألقى سيفه بعيدا ، قبل أن يطلق نحو جورا صخور ضخمة كانت من حوله ، ثم مباشرة أطلق كرات نارية ، كانت طلقاته تطلق بالإستمرار بالتلويح بيداه دون توقف ، فكر جورا بكيفية التعامل مع هذا الوضع لكن ليس لديه كل الوقت للتفكير فقرر تفادي كل الطلقات الموجهة إليه ، رغم سطحية الفكرة إلا أنها بدأت تكون ناجحة لكن الجنرال لا يتوقف ابدا.. طلقة بعد طلقة مع إلتهاب واشتعال عينيه أكثر من ذي قبل حرفيا بدى وكأنه بركان ما انفجر .بالنسبة لجورا لم تكن محاولة تفادي كل الطلقات القرار الأنسب ، فلم تعد تجدي الأن ، لأن كادت إحدى تلك الطلقات الصخرية والنارية أن تصيبه وقبل أن يفكر في حل أخر أصابته بعضها كما كان يخشى مما جعله يسقط بالأرض مصابا وملطخ بدمائه وقبل أن تصيبه التالية غلف نفسه بكرة صخرية مما جعله يأخد بعض الوقت لإلتقاط أنفاسه ، وهو بالداخل كان بمقدرته سماع صوت إرتطام طلقات عدوه وإنفجارها بسطح دفاعه . ثم أزيل تماما لأنه وبكل بساطة لا يمكنه الحفاظ عليه للأبد ولكن كان الوقت المناسب لذلك حيث كانت الطلقات لم تصل إليه بعد ، فضرب الأرض بقدميه وقفز عاليا جذا وكأنه يطير بفضل عنصر الرياح قبل أن يتبث نفسه بالهواء ، فإنفجرت الأرض من تحته التي تلقت الطلقات الصخرية والنارية . وقبل أن يقوم العملاق بتغيير مسار طلقاته المستمرة الى المسار الجديد الى حيث يوجد جورا ، لاحظ هذا الأخير ذئبه الأسود كاغي مسرعا بأقصى سرعة ممكنة نحو الجنرال ، فقام بعضه عضة قوية جذا بأسنانه الحادة كالسيف ، فمن شدة تركيز العملاق الغاضب على جورا فقط لقد نسى الذئب وهذا ما جعله يتوقف عن إرسال الطلقات للحظة من الوقت وطبعا هذا ما كان يحتاجه جورا الذي ترك ابتسامة شريرة وكأنه رأى فوزه
" أحسنت يا كاغي "
ظهر تنين ناري ضخم من الحمم ، كانت تقنية قوية جذا من جورا وكان قد أطلق عليها من قبل بتقنية تنين الحمم البركاني ، لكنها الأن أكثر قوة وخطورة مند أخر مرة استعملها ضد المدعو زولاد . لقد تدرب على تطوريها كثيرا ولو بالتخطيط لها في رأسه فقط .
نزل التنين البركاني المجنح باللهب نحو الجنرال الذي لم يعد بإستطاعته فعل شيء بعدما شاهد ذلك ، قرر الفرار من المكان في ارتعاب لكن تفكيره وفعله كانا متأخرين جذا ، فهو بداخل نطاق تقنية جورا . لقد فات الأوان . عند اقتراب التنين من جسد العملاق بدأ درعه بالدوابان وحتى جلده بدأ بالإحمرار والسخونة وكأنه يتم شواءه ، فزاد تعرقه وخوفه الذي كما لم يشعر به من قبل ، لقد فقد قدرته على الإدراك ، فسقط بالأرض بينما كان يركض مرعوبا وبلا جدوى ثم وأخيرا سقط التنين على وجهه مما حدث انفجار عظيم بالمنطقة قبل أن يتحول جسد الجنرال الى فحم وكأنه تراب أسود .
بينما ذلك ظهر جنود من قوم تاي خلف صخرة كبيرة مذهولين من شدة هذا الإنفجار ، لقد حمتهم هذه الصخرة ، ويبدوا أنهم كانوا في حدود نطاق تقنية جورا رغم ذلك لم يستطيعوا إلا أن يسمحوا بأن تعتليهم الصدمة قبل أن يلاحظهم جورا الذي اتجه نحوهم سيرا على الأرض بخطوات بطيئة فتبعه كاغي وكان مسرعا نحو صاحبه .
حرك جورا الصخرة الكبيرة ورماها جانبا كاشفا عن المختبئين من العمالقة .
" سحقا لقد كشفنا "
" ماذا نفعل يا نائب الجنرال ؟ "
" اخرس "
صرخ نائب الجنرال على التابع وكان يطحن في اسنانه واعتلاه نوع من التوتر والقلق ، كيف لا وقد قتل جنرال الكتائب امام أعينه .
" حسنا يبدوا أنك لقد قتلت ذلك الوغد أنا شاكر لك ، هذا يعني أنا من سيحصل على منصب الجنرال اخيرا "
تحدت النائب وكان متوتر في طريقة كلامه شيئا ما وكأنه يريد المماطلة بينما يبحث عن اي طريقة للهرب من هذا الوضع .
" هذا إن كنت لا تزال على قيد الحياة "
رد عليه جورا ببرودة دم وهو على أتم الإستعداد ممسكا بمقبظ خنجريه من كلا جانبي خصريه .
" صحيح أنه قتل الجنرال لكنه لايزال شخص واحد فقط "
صرخ نائب الجنرال بعينين حازمتين وكأن توتره لقد اختفى او كان يدعي الصلابة أمام تابعيه مما تشجعوا فرفعوا أسلحتهم من فؤوس ورماح ثم أكمل النائب في شجاعة
" لا تستهن بنا ياهذا نحن كتيبة الجنرال "
في حين أطلق جورا تنهيدة طويلة قبل أن يقول بصوت حاد
" أنتم العمالقة لا تنتهون ابدا لقد سئمت منكم حقا "
توهجت عينا جورا الزرقاء بشرارة من اللون الأبيض ، بدت كعيني وحش غاضب لا يرحم يريد الإنقضاض على فريسة ما . جعل ذلك العمالقة أمامه مرتعدين وابتلعوا ريقهم قبل أن يسيل شلال من العرق على جبينهم . فسقطوا على ركبهم في خوف شديد من هول رعب هذا الذي أمام ناظرهم .
...
لفت ذلك الإنفجار السابق العديد من الأشخاص بالحرب لكن لم يكن لجيش التحالف كل الوقت للتعبير عن رد فعلهم على ما حدث ، فقد اشتد عليهم الحصار من طرف قوم تاي وهذا بديهي نظرا لعدد العمالقة كان يفوق عدد جيش التحالف بكثير جذا . فمن الصعب او حتى شبه مستحيل أن تكون لهم إمكانية القضاء على العدو بهذا العدد فقط . خاصة ما عزز قوة العمالقة أكثر تنانين ظهرت محلقتا في السماء ، نفتث النيران هنا وهناك على جيش التحالف ، كان يمتطيها محاربي الفالكيري وهذا ما جعل الأمر أكثر غرابة وصدمة بالنسبة لجيش سبارتا وحليفه بيس . فمعرفتهم وعلاقتهم بقبيلة عرين التنين الجيذة تمتد عبر قرون عديدة ، وتورثها الأجيال جيلاً بعد جيل .
هذا ما جعلهم مستغربين..فمالذي تغير الأن ؟ ولماذا ؟ هل حقا يجرأون على ذلك وأصبحوا حلفاء للعدو ؟
تسائلات كثيرة وسط الحرب جاءت في بال أغلب الجنود في صدمة مما حدث .
" لماذا يهاجموننا ؟ نحن حلفاء "
" إنها خيانة "
كان استنتاجهم طبيعي نظرا لما شاهدوه من محاربي العرين فهو واقع وليس كابوس او رؤية مستقبل مشؤوم .
" اللعنة "
لعن احد محاربي الفالكيري قام بعض شفتيه وبدى تعبيره معقدا ومشاعره مختلطة ، فسالت من عينيه دموع كالشلال قبل أن يطحن اسنانه .
" اسف اسف ليس لدينا اي خيار لا نعلم حتى اين هي زعيمتنا ؟ هل هي حية ام ميتة ؟ وعلى الأرجح لقد قتلها ذلك الملك اللعين وليس لنا سوى اتباع أوامره...سحقا لماذا لا أستطيع التضحية بحياتي ؟ ألم أعد الزعيمة بذلك.. أنا حقا أسف... "
محاربي الفالكيري أرغموا على القتال ضد حلفائهم ، هؤلاء من أصبحوا عبيدا لقوم تاي هم حقا كالكلاب الظالة دون سيدها . كانت التنانين تستجيب لهم فتطلق ألسنة لهب تحرق جنود التحالف . هذه هي التنانين التي ذكرتها الزعيمة فالكيري من قبل التي حافظت عليها بمنطقة ما بالقبو حتى جاء احتلال قوم تاي وقاموا بإستغلال هذه القوة لصالحهم بعدما استولوا على عرين التنين .لقد خسر جيش التحالف أكثر من نصفهم مند بداية هذه الحرب الى اللحظة الحالية ، لم يصدق قائد مرتزقة الشمال براد ما حدت . لقد فقدوا المرتزقة نصف رجالهم كذلك لكن كان على براد التركيز على ما أمامه حاليا قبل أن يقوم زرارا بسؤاله في قلق .
" أيها القائد هناك الكثير منهم حقا مالعمل ؟ "
" إهدأ "
أمره بالهدوء وعينيه مركزتين جذا ، حاول تأدية دوره كقائد لهذه المجموعة من المرتزقة المتبقيين الذين ظهروا خلفه وكان التعب واضحا بأوجههم . لم يكن عليهم ظغط من العمالقة فقط بل الذي جعل الرعب يتسلل الى قلوبهم هو تواجد خمسة من قادة الكتائب الهجومية بنفس المكان معهم ، وهذا ما كان مركز عليه براد لم يشعر بالخوف بالقدر ما كان يشعر بالحذر فهذه حرب ليس كل شخص قادر على رمي نفسه إليها دون تحمل عواقبها ونتائجها الحثمية ووجب تقبل المصير التي تقرره .
فوق ذلك مازاد الطين بلة هو تم اكتشاف موقع عرق الكاغانيرا الذين كانوا يساهمون بالحرب من بعيد عن طريق مدافعهم واقواسهم . فإهتزت الأرض من تحت أقدامهم . لقد كانوا العمالقة متجهين نحوهم قبل أن يقوموا بكسر تشكيلة العرق بأسلحتهم الضخمة ، فقتلوا العديد منهم ثم باللحظة المناسبة تفرق باقي العرق وانسحبوا بأوامر من ليونهان . لقد قاموا بتشتيت انتباههم بذكاء وفروا من ايدي العدو . بدى حفيد الزعيم مستاءا جذا كان عددهم حوالي الألف رجل والأن تقلص العدد الى التلث اي خسرا أكثر من نصف رجالهم ، جعله هذا يعض شفتيه حزنا عليهم وعلى نسائهم اللواتي هم في انتظار عودة رجالهم قي قلق وخوف والأطفال في انتظار أبائهم.. حتى روجيردو وكراو لم يكونا بجانب ليونهان ، فهما في معركة بمنطقة ما بالحرب بالرغم من ذلك كان من واجب روجيردو رفقة كراو بأمر من حفيد الزعيم في حالة خروج الجثة عن السيطرة .
كان كل من ايما وكايتوا بالإضافة الى دانيس قرب القائد براد ، صدموا هم كذلك حول أمر خيانة محاربي الفالكيري كما بدى لهم ، لكن كان على ايما والبقية ظغط اخر قوي ألا وهو ظهور أولئك الخمسة من قادة العمالقة ، فقط محاربة واحد منهم يعتبر أمر صعب ناهيك عن اجتماعهم معا في منطقة واحدة ، ابتلعت ايما ريقها قبل أن تتسارع دقات قلبها . لقد حاولت جاهدة أن تهدأ من روعها حتى تدخل صوت دانيس
" إهدئي يا إيما أعلم أن ما يحصل جنوني الأن لكن لن نستفيد شيئا من الخوف والقلق "
" اللعنة اعلم ذلك لكن لا أنفك عن الإرتجاف "
حدتث ايما نفسها لقد كان لعامل التعب والإنهاك دورا كبير في ذلك ، فحتى كايتوا لما نظر لها شعر بنفس شعورها قبل أن يسترجع لحظات مقابلتهم لذلك المرعب الخودة السوداء جاغانورث مما زاده توترا وعرقا . كانت تلك الأوقات كابوسا لهم .
رغم ما قاله الأمير الأشقر دانيس من تحفيز وواقع عن الحرب ، بدأ كايتوا بالهدوء قليلا لكن يبقى الكلام اسهل من الفعل وهذا لا يعني أن دانيس لم يكن خائفا بل إدعى الصلابة فقط . كانت له هذه العادة على اي حال فدائما ما كان يفعل ذلك مع أخته الصغرى ليلي ومحاولاته لحمايتها من كل خطر حتى لو كان بسيطا وتافها . يمكن تسميته بعقدة الأخت وطبعا حتى لو ضحى بحياته من اجلها لا يهمه الأمر . لقد كان هذا النوع من الأخوة قبل أن يعتبر نفسه أميرا ، نوع نبيل بحق وكيف لا وهو أمير مملكة بيس وولي العهد .
فأجبروا هؤلاء وباقي جيش التحالف بالإضافة الى المرتزقة على التراجع شيئا فشيئا دون وعي أغلبيتهم حتى وجدوا أنفسهم بالخطوط الدفاعية في ارتعاد ، مما جعل جنود الدفاع يبتلعون ريقهم ، فلقد أجبر العدو على تراجع الجميع للخلف .
" اجمعوا شتات أنفسكم لا تسمحوا لهم بالتقدم أكثر "
صرخ قائد الجنود جوجتا من الخلف ثم اضاف
" تذكروا دوركم علينا حماية هذه الخيمة خلفنا "
حفزت كلماته الكثير من الجنود فرفعوا أسلحتهم في سبيل حماية الخيمة الملكية ، حتى المرتزقة تأثروا بكلماته رغم أنهم لم يكن لديهم ذلك الولاء الكبير لملك المملكة لعل الأمر يرجع لغريزتهم الهمجية فقط . على عكس الجنود لهم ولاء كبير لملكهم .
كان القادة الخمسة في تقدم مستمر لكن كانت خطواتهم بطيئة والأرعب كان فوقهم التنانين ، فاتحة فكها الكبير فبرزت تلك الأسنان الحادة ، مستعدة لإطلاق لهيبها من احر من الجمر . تحت توتر الكثير من الجنود لكن سرعان هذا لم يعد يهمهم ، لقد تقدموا فحسب لم يعد هناك مجال للتفكير ، عليهم حماية خيمة الملكان فقط.. سقطت عليهم ألسنة من اللهب واحرقت العديد منهم مما جعل محاربي الفالكيري يغلقون اعينهم في تألم .لم يريدوا مشاهدة ذلك .
تحفيز جوجتا السابق غير مجدي بتاتا بالوضع الراهن ، فقد تسلل الخوف والرعب الى قلوب جيش التحالف فتلاشت قوتهم وعزيمتهم وسقطت أسلحتهم وجتث ركبهم بالأرض في بؤس من ضعف أنفسهم . هذا ما عليه البشر ضعفاء بغض النظر عن مدى قوتهم من الخارج ، كانوا هشين بما يكفي للإنهيار في ظل الظروف المناسبة .
" إنها النهاية "
" سحقا هل علينا الموت بهذه الطريقة ؟ "
حرفيا لقد أدركوا خسارتهم تحت ظغط كل هذا من الخوف والرعب والأسوء نهايتهم على يد حليفهم عرين التنين ، فحتى اصحاب العزيمة لم يكن لهم صوت تحفيز وبعضهم رأى أنه لا توجد فائدة لذلك أصلا ، لقد فات الأوان . هناك تنانين محلقة تطلق النار وخمسة من قادة العدو يتقدمون خطوة بخطوة ومع كل خطوة يقضون على كل ما في طريقهم بدون رحمة او شفقة ، وخلفهم الكثير من جنودهم مقارنة بباقي جيش التحالف والمرتزقة والكل يعتبرون غير كافيين ابدا لمجابهة حتى نصف عدد العدو .
حتى اختفى الغبار المنتشر بالحرب الذي كان يغطي اغلبية المنطقة ، تبع ذلك ظهور أجنحة ضخمة جذا ترفرف ببطئ شديد في السماء مصدرة صوت ثقيل و مهيب مع الرياح مما جعلت الغبار يختفي وكأنه لم يكن موجود . فساد الصمت على المكان فجأة ، كان من الواضح بالنسبة لكل شخص متواجد بالحرب أن ذلك القادم مخلوقا ضخما جذا وهائل فتوسعت أعينهم وفتحت أفواههم في إرتعاب عندما اقترب ذلك المخلوق فوقهم لدرجة قد يقتل الشخص العادي فور رؤيته لتلك الضخامة فقط من شدة كمية الرعب التي كان يطلقها هذا التنين الأسود العظيم ، فالتنانين العادية تلك تعتبر لاشيء مقارنة مع هذا الكائن الهائل ، فحجمها يمثل حجم إحدى قدميه الأربعة فقط .
ثم برزت الزعيمة دراغنيل فالكيري وخلفها غوندو ،فوق ظهر التنين العظيم الذي كان يحلق على إرتفاع حوالي مائة قدم من مستوى سطح الأرض . حيث قالت الزعيمة بإبتسامة شغوفة
" لقد لحقنا بالحرب أخيرا "
.
.
.