تقدم أورليش بين العدو بسرعة كبيرة ، شق طريقه وسط العمالقة بقوة مع كل تلويحة من سيفه ذبح جنود قوم تاي دون رحمة ، كانوا يسقطون على الأرض كأشجار مقطوعة ، لم يكن يفكر بالموت بل فكر في اختصار الطريق على نفسه بتجاهل البعض منهم ، فقد قام بتحديد مساره بالفعل من أجل الوصول الى خيمة الملك غورد بأسرع وقت قدر الإمكان لأنه اذا ما قتل ملكهم في وقت مبكر فسيفقدون أملهم وشجاعتهم . لكن رغم هذا لم يكن الأمر سهلا نظرا لعدد العمالقة الهائل جذا ، فبهذه الحرب إذا ما غفل أحدهم عن نفسه ولو لجزء من الثانية فقط لطار رأسه عن جسده دون إدراكه حتى . ثم رفع المعلم المقنع من سرعته فزاد تأثير ضرر ضربات سيفه على الأعداء الذين أمامه تحت خوف وقلق العديد منهم منتظرون هلاكهم .

أثناء ذلك ظهر أحد قادة الكتائب الهجومية لقوم تاي وبدى أنه تقدم كثيرا شيئا فشيئا وسط صفوف جنود التحالف . لقد قضى على عدد كبير جذا بأرجحة رمحه الطويل يمينا ويسارا ومع كل ارجحتين متتاليتين أرسل الكثير من الجنود الى السماء وكأنهم خشبات البولينغ التي يتم إسقاطها بالكرة الثقيلة .

شعر جنود التحالف بالهلع والخوف حتى بعضهم سقطوا وبللوا سراويلهم قبل أن تتسارع أنفسهم والصدمة تعلوا اوجههم ، في المقابل قائد الكتيبة ذاك لم يظهر اية رحمة اتجاههم ابدا لوح برمحه فإذا به فصل رؤوسهم عن اجسادهم ، حتى الدروع الثقيلة المتقنة الصنع لجنود التحالف لم تكن لها فائدة كبيرة امام قوة هذا العملاق وحتى العمالقة الأخرين وبالأخص القادة منهم فمابالك بالدروع الخفيفة التي كان يرتديها بعض الجنود . حملت دروعهم بعض اللون الأحمر الذي يمثل ممكلة سبارتا في حين اللون الأصفر الداكن يمثل ممكلة بيس .

" هاهاها أهذه قوة جنود التحالف ؟"

ضحك قائد الكتيبة ذو الشعر الأسود المجعد وسخر من ضعف هؤلاء الأقزام قبل أن يتقدم وسط كومة من الجثث كان بعض الغبار يغطي المنطقة ، فإرتفع صوت تصادم الأسلحة العالي بالجوار وعدة انفجارات هنا وهناك بالإضافة الى صراخ اشخاص يتألمون ، أغوته كل هذه العوامل بأن يلتفت ويستمر بمتعته الخاصة إلا أنه سرعان ما استفاق منها بعدما استذكر الهدف الأساسي من الحرب قبل أن يحدت نفسه

" علي قتل ملكهم اولا "

ثم استمر القائد بالتقدم حتى اختفى الغبار ، فظهر أمامه عدد كبير اخر من الأعداء ، كانت الخطوط الدفاعية لجنود التحالف ، حيث برزت خلفهم الخيمة الحمراء التي تحوي بها الملكان لكنها كانت تحت حماية مشددة ، رسمت ابتسامة عريضة على وجه هذا العملاق وقال

" أتمنى ألا تنتهي هذه الحرب أود سحقهم اكثر واكثر "

عندما خرج كان قد اختفى الغبار حيث برز جسده الضخم ، كان واضحا جذا بالنسبة لأعين خطوط الدفاع قبل أن يعلو صوتهم

" العدو "

وصل الصوت الى كل من بداخل الخيمة الحمراء فتحرك قائد العائلة النبيلة غوندوا بلاك ، لم يكن يرتدي درعا ولاشيء من هذا القبيل بل اكتفى بملابسه المعتادة التي تساعده على خفة الحركة والتسلل ، ذات اللون الأسود بالكامل كباقي أعضاء فرقته ، حتى نصف وجهه كان مغطى من انفه الى ذقنه ، فقط جبهته وعينيه تظهران وشعره الأسود الكثيف

." انه عملاق واحد فقط "

تحدث غوندوا بمخرج الخيمة التي يحرسها القائد جوجتا وكروغر الضخم اللذان عبرا عن تفاجئهما فهما لم يشعرا ابدا بغوندوا وهو يخرج حتى ظهر وسطهما فجأة قبل أن يتحدث

" كونا يقضين "

كانت هناك نظرة حادة من عينيه مما ابتلع جوجتا ريقه فقال في ارتباك

" حاضر سيد غوندوا "

تقدم قائد العائلة النبيلة ببطئ قبل أن يأمر الخطوط الدفاعية بإفساح الطريق له ، فعلوا ما أمروا به مباشرة ، الى أن واجه غوندوا قائد الكتيبة لقوم تاي وكلمه بنبرة حادة

" الى هنا لا يمكنك العبور أكثر "

" حقا ؟! "

ضغط قائد الكتيبة على رمحه بقوة بكلا يديه قبل أن يحدث نفسه

" هذا الرجل قوي جذا.. أنا متحمس "

بينما حدث غوندوا نفسه هو الأخر وقد ضاقت عينيه الحادتين

" وصوله الى هنا يعني أنه قضى على عدد كبير جذا من الخطوط الهجومية إنه ليس جندي عادي "

" انتظر "

انطلق صوت أنثوي مألوف في صفوف الخطوط الدفاعية ، صوت جميل عذب وفي نفس الوقت حمل وزنا من الثقة ، كانت الأميرة نوريانا وبجانبها غون بورج الذي بدى كظلها . انبثقت شرارة من الإعجاب في عيون الجنود ، كأنما أضاءت شمعة في ليلة مظلمة عندما سمحت لهم فرصة رؤية وجه أميرتهم الجميل عن قرب ، ارتدت الأميرة درعا فضيا خفيفا يحمي أعضائها الحيوية من صدرها الى ظهرها المرن ، ثم تقدمت باتجاه قائد العائلة النبيلة قبل أن تقول بوجه حازم

" أيها القائد غوندوا دع هذا العدو لي رجاءا "

" مالذي تعتقدين أنك فاعلة ؟ "

" هذا واضح أيها القائد اريد اثبات نفسي "

حدق غوندوا في عيون الأميرة الخضراوتين المتوهجتين التي تعكس شخصيتها الملكية وأطال في ذلك قبل أن يلاحظ جديتها واصرارها الكبير ثم اطلق تنهيدة وتحدث بهدوء

" حسنا سأعده لك إذا "

بعدها وجه نظره لغون وتغيرت نبرة صوته الى صوت خشن حاد

" وأنت إدعمها بحياتك "

استشعر غون نظرات قائد العائلة النبيلة المرعبة قبل أن يرد في ارتباك

" حاضر "

" انت لا تمزح معي "

تحدث القائد العملاق عندما رأى غوندوا يتراجع حتى رد هذا الأخير بإستفزاز

" إنهما كافيان لك "

" ماذا ؟ "

شعر العملاق بإنزعاج شديد من هذه السخرية التي تلقاها لكن سرعان ما ظبط نفسه وقال بإبتسامة شريرة

" حسنا سأقضي على هذين الطفلين وأقتلكم جميعا "

" هل الأميرة ستقاتل هذا العملاق حقا ؟! ، لا يبدوا كجندي عادي فقط "

تحدث بعض جنود سبارتا في توتر . لقد شعورا بالقلق على أميرتهم حتى قاطهم جندي اخر قائلا

" لا تجعلوا مستوى الأميرة بمستوانا "

ثم واصل

" إنها الأميرة كما تعلمون وكلنا نعلم مدى إمكانياتها العالية إنها فقط تحتاج لفرصة حقيقية "

" هذا صحيح معك حق "

كانت الأميرة نوريانا تحمل رمحها الذهبي اللون على ظهرها قبل أن تحدث نفسها

" اردت أن أكون بالخطوط الهجومية رفقة المعلم اورليش والرفاق لكن والدي أصر على ابقائي هنا بالخطوط الدفاعية ، اعتقد أني محظوظة لأنه على الأقل جعلني اشارك بالحرب "

ثم امسكت شعرها الطويل الفضي اللون وربطته على شكل ذيل الحصان واخرجت سلاحها العظيم قبل أن تقول بصوت مسموع مليئ بالثقة

" هيا بنا يأيها الهجين "

صرخ غون منزعجا

"من تنعتيه بالهجين ؟ "

في حين حدث غوندوا نفسه

" سأتدخل إن ساءت الأمور بطبيعة الحال لكن سأكتفي بالمراقبة حاليا "

استحضرت الأميرة شفرات من الجليد حول سلاحها قبل أن تطلقها نحو العملاق لكن هذا الأخير حطمها برمحه الطويل وكأنها لا شيء ثم لفت انتباهه حركة سريعة على يمينه فإذا به يرى غون الذي كان مستعدا لإطلاق كرة نارية من راحة يده لكن العملاق قابله بجدار صخري صلب انشأه بالوقت المناسب . فصد الكرة النارية .

" هذا المعتوه مالذي يفكر فيه ؟ "

سخر العملاق في نفسه لكن سرعان ما قاطعت تفكيره هجمة من الجليد اتت من يساره ، لقد لمحها قبل أن تصيبه فقذفها بعيدا بأرجحة رمحه بيد واحدة بينما كان لايزال ذلك الجدار الصخري قائما امام وجه غون قبل أن يتدارك هذا الأخير خطورة الموقف و يتراجع الى الخلف بجانب الأميرة قائلا

" سحقا هجمات كهذه اهدار للطاقة فحسب "

" صحيح "

وافقته الأميرة في رأيه ثم تحدثت بملامح متحمسة مع توجيه حافة رمحها للأمام

" إذا علينا القتال بأسلوب مختلف واقوى فقط "

" لا تجعلي الأمر يبدوا سهلا "

رد عليها غون بعدما تنهد ، ثم انطلاقا كلاهما بنفس التوقيت نحو عدوهما وقد كانت أعين هذا الاخير تتحرك مع حركات الاميرة وغون يمينا ويسارا ، لكن فجأة توقف نظره على غون فقط قبل أن يهز العملاق الأرض من تحت قدمي عدوه فيفقده توازنه ويسقط ثم بدأت الأرض بإبتلاعه ، وقبل أن يغرق غون بالكامل تحت الأرض أطلقت نوريانا عاصفة من الرياح بتلويح رمحها نحو مكان صديقها بعدما إلتفتت لكي تنقده ، فسحبته العاصفة القوية من الأرض قبل أن تبتلعه .

" لقد كان ذلك وشيكا حقا "

تحدث غون وشعر بالقلق بعدما أدرك حقا خطورة هذا العدو قبل أن يومأ برأسه للأميرة فترد عليه بالمثل ، ثم قامت بإغلاق كلا عينيها وشحنت طاقتها جيذا مطلقة هالة قوية خرجت منها بعض شرارة صقيع الجليد والرياح تحت دهشة جنود سبارتا

" هذا هو الزينرو الخاص بالأميرة ! "

" صحيح ويبدوا أكثر قوة من ذي قبل "

في نفس الوقت فرض غون لمسته الخاصة بالمحيط ، لقد تغير لون بشرته الى أبيض ناصع ثم تضخمت عضلاته قليلا مما تمزقت ملابسه القتالية عند كتفيه وركبتيه وطال شعره الأسود البني الذي ضرب ظهره مع تغير لون عينيه الى اللون الأحمر ، فضلا عن بروز تمدد بعض من أنيابه وأظافر أصابعه الحادتين كالسيف .

" ماهذا ؟! "

" إنه شكل مصاص الدماء "

" ماذا ؟ هل هم موجودين اصلا ؟ "

" لا أعلم بالظبط لكن هذا الذي أمام أعيننا انه كذلك وكما سمعت عنه ايضا بأنه هجين فقط "

تحدث بعض الجنود مع بعضهم البعض في دهشة من تحول غون حتى قاطعهم غوندوا وأمرمهم بالتراجع أكثر للخلف لأن الأمر سيشتد حقا الأن ، فعل الجنود ما أمروا به مباشرة بعدما ابتلعوا ريقهم في حين غوندوا بقي في مكانه مكتفيا بالمراقبة قبل أن يحدث نفسه

" أروني حقا ما أنتم قادرين على فعله "

" ارجوا أن لا تكون عائقا لي "

تحدثت الأميرة مازحتا غون قبل أن يرد عليها مبتسما

" لا تغتري بنفسك "

" حسنا لنطح بهذا الأحمق أرضا "

قالت ذلك وهي تمسك رمحها الذهبي وهالتها في ارتفاع بينما تحدث العملاق بتلهف واعجاب

" ذلك الرمح يبدوا جيذا اعتقد أنه سلاح اسطوري "

" هذا سلاح جدي ولن تحصل عليه ابدا "

" حقا ! لقد زادت تقثكما بعدما رفعتما قليلا من طاقتكما فقط "

ثم أردف القائد العملاق فظهرت ملامح جادة على وجهه

" أنتما فقط بشر أقزام نهايتكم على يدي هي شرف لكما"

" أنا واثقة من نفسي جيذا لقد تطورت كثيرا عن اخر مرة قاتلت فيها قتال حقيقي "

حدثت الاميرة نفسها قبل أن تنطلق بسرعة فائقة نحو العملاق فتدخل ضده في ملحمة قريبة المدى ، برمحهما اللذان يتصادمان بقوة كبيرة ، ومع كل تصادم سريع تتطاير شرارة قوية وشدايا الجليد والصخر تصيب أماكن عشوائية ، اثناء ذلك وبدون سابق انذار بمسافة أقدام قليلة ، ظهر غون فوق رأس العملاق الذي توسعت عيناه قبل أن يتلقى هذا الأخير كرة حمراء ملتهبة مغلفة بالبرق على وجهه ، تزامن مع ذلك اطلاق الأميرة لهجمتها من سيوف جليدية تحوم حولها عاصفة من الرياح بعدما لاحظت انخفاض دفاع عدوها بفضل ما فعله غون . مما قذف العدو بعيدا بعدما تلقى هجمة الأميرة فتحطم درعه الثقيل ساقطا بالأرض التي اهتزت اثناء سقوط هذا الكائن العملاق وكأن زلزالا ضرب لوهلة من الزمن .

" اخيرا اصبناه "

تحدثت الأميرة وهي تلهث فرد عليها غون بسؤال

" هل انتهينا منه ؟ "

" يبدوا الأمر كذلك "

لاحظ جميع المتفرجين من الجنود قوة هاذين الشابين وهتفوا لهما

" فلتحيا الأميرة نوريانا وزميلها الهجين "

شعر غون بالإنزعاج فصرخ عليهم

" لا تنادوني بذلك أيها الأغبياء "

تركت الأميرة ضحكة مكتومة كرد فعل على وجه صديقها المنزعج . بينما تحقق غوندوا من جثة العملاق الغارق بدمائه قبل أن يبشر الأميرة وصديقها على حسن عملهما عن طريق تحريك رأسه إيجابا ، ثم حدث نفسه

" إنه ميت "

سقط غون على ركبتيه منهكا وفقد تحوله قائلا

" هذا كان متعبا جذا لقد قمت بتنشيط كلا من تحولي والزينرو بنفس الوقت "

في حين خفضت هالة الأميرة الى ان اختفت موافقة صديقها في كلامه قبل أن تجلس على الأرض . فشعرت براحة كبيرة وكأنها أزالت حملا ثقيلا من على ظهرها

" هذا صحيح لقد تعبت انا ايضا "

سمع الملك يونز الضجيج بالخارج الذي لا يتوقف فسأل

" كيف هو الوضع بالخطوط الدفاعية ؟ "

اجابه كيريو بعدما رأى كل ما حدت سلفا

" لقد كان احد قادة قوم تاي لكن تم انهاء أمره بالفعل "

" كعادته غوندوا دائما ما يكون عند حسن الظن "

تحدث الملك ثم اخبره كيريو مصححا له

" كلا جلالتك من قضى على العدو ليس القائد غوندوا بل كانت الأميرة نوريانا ورفيقها غون بورج "

تفاجئ يونز وتوسعت عيناه دهشتا

" حقا ! ابنتي فعلت ذلك ؟ "

" صحيح لقد كان غوندوا يراقبها كذلك "

" فهمت "

تنهد الملك واظهر بعض ملامح القلق قبل أن تتدخل الحكيمة ريغا قائلة

" جلالتك عليك الثقة قليلا في ابنتك لديها كل الإمكانيات للقتال "

حدق الملك جيذا وأخد وقته في ذلك الى أن تحدث

" معك حق "

...

كان جورا وذئبه الشيطاني بالإضافة الى زرارا ضد قائد كتيبة من العمالقة

" هل مازلتم مصرين على هزيمتي ؟ "

تحدث قائد الكتيبة وهو يرجع فأسه للخلف بكلا يديه مستعدا لتنفيد هجومه

" هزيمتك ؟ بل نريد رأسك الأصلع "

تحدث زرارا بصوت خشن ثم رد عليه العملاق الأصلع قائلا بكل ثقة

" يا لغرورك بالنسبة لحجمك "

قبل أن يرمي فأسه التي تتأرجح بشكل دائري بسرعة فائقة نحو خصمه الذي تلقاها ففوجئ بقوة هذه الضربة رغم أنه حاول صدها ألا أنه قذف الى الخلف وكاد أن يصتدم بجورا لولا لم يمسكه بيده و يستعيد توازنه بصعوبة

" انت ركز ولا تتهور وإلا لقيت حتفك هنا "

وبخ جورا زرارا على افعاله

" اخرس "

صرخ زرارا وفرك شعره البني القصير مزيلا الغبار والحصى من عليه وصفع خديه بقوة بكلا يداه تاركا اثار اصابعه على وجهه ، ففوجئ بجرح خرج منه دما على خده ، كان بسبب الضربة السابقة ، امتد جرحه الى لحيته السوداء الخفيفة ، فزاد انزعاجه ثم تحدث بنبرة حادة

" حسنا لن اتهاون الأن أبدا "

تعجب جورا من افعال وسلوك هذا المرتزق الغريبة المتقلبة غير المتناسقة مع سنه قبل أن يتحدث

" يبدوا أنك استعدت رباطة جأشك بطريقة ما "

غلف زرارا ذراعيه ، احدها بعاصفة من الرياح واخرى مغلفة بالكامل من الجليد ، قفز عاليا قبل أن يطلق عدة ضربات متتالية بعيدة المدى ، من موجات رياح وأشواك جليدية حادة بحجم سيف ، في المقابل لم يكن هناك متسع من الوقت بالنسبة للعملاق من اجل تفادي هجمة المرتزق ، فأضطر لصنع جدار صخري سميك من الأرض أمام مسار الضربات فصد الكثير منها لكن زرارا شخص خبيث لقد باغته وغير اتجاه بعض الأشواك الجليدية بتوجيه أصابعه ، بعضها اتجه ليمين العملاق واخرى ليساره ، تفاجئ هذا الأخير وشعر بالقلق فهو لم يكن يتوقع ذلك ، فتلقى تلك الأشواك وغرست بوجهه ورقبته وحتى بجوانب خصره المكشوف . كان يرتدي درعا خفيفا ، شعر بألم حاد وشديد ، ففكر بالبتراجع لأن ليس بمقدوره فعل شيء غير ذلك لكن فوجئ بأن قدميه عالقتين في الأرض فزاد قلقه وخوفه . لقد جمدهما زرارا مسبقا دون ادراك العملاق في حين يرى نظرات المرتزق المتعالية وابتسامته المتكبرة بينما كان يفقد الكثير من الدم حتى أمر جورا ذئبه بالهجوم فورا ، استجاب كاغي لأوامر صاحبه وقفز عاليا نحو العملاق قبل أن يعضه من رقبته وينزع كتلة ضخمة من اللحم الأحمر المغطى بدماء دافئة تسيل كالشلال ، مما سقط رأس العملاق على الأرض في مشهد فظيع بينما لازال جسده دون الرأس واقفا شامخا .

" انت لماذا قمت بالضربة القاضية ؟ لقد كان ملكي أنا "

صرخ زرارا منزعجا فأجابه جورا بلا مبالاة

" لا أعلم عما تتحدث الذئب انطلق من تلقاء نفسه "

" هاه اتظنني غبي ؟ "

كان كاغي يأكل تلك الكتلة من اللحم الخاصة بالعملاق بشراهة كبيرة ، حيث برزت اسنانه الحادة كالسيف ولونت باللون الأحمر الدموي ، شعر زرارا بالإشمئزاز عندما شاهد ذلك قبل أن يسأل

" ألا تطعم ذئبك ام ماذا ؟ "

لم يجبه جورا لأنه لم يعطي لهذا الفعل اهتمام كبير ، لقد كان ذلك العملاق المتبجح عدوا على اي حال .

ثم سمعا صوتا عاليا جذا بالقرب من منطقتهما وعندما التفتا نحو مصدر الصوت شاهدا قائد مرتزقة الشمال براد وكان يقضي على جنود العمالقة بقبضات ضخمة مشكلة من الجليد تحطم رؤوس قوم تاي العملاقة واحدا تلو الأخر ، ثم بنفس المنطقة كان كايتوا رفقة ايما وبدى عليهما الإنهاك من القتال المستمر الذي لا ينتهي والجروح التي تعرضوا لها ، بالإضافة ليس هناك اي وقت لخفض الدفاع وعلاج تلك الجروح ففوجئوا بعدد من الفؤوس والرماح والصخور المتجهة نحوهما ، شعر كلاهما بالعجز عندما رأو ذلك ، كيف سينجون من هجوم كهذا . بالرغم من ملاحظة براد لهما لكن لن يسعفه الوقت لإنقاذهما بالوقت المناسب حتى اقتربت سلسلة الهجمات تلك من ايما وصديقها قبل أن تتوسع اعينهما وتتسارع انفسهما في ارتعاب شديد ، الى أن برز ظهر شخص مرتدي رداء ازرق امام اعينهما المندهشتين ، صد بدرعه الثقيل الذي غرسه بالأرض كل الفؤوس والرماح قبل أن يحرك يديه العاريتين مشكلا افعى ضخمة من الماء إلتهمت الصخور واعادت توجيهها لمطلقيها قاضية على العمالقة . بلعت ايما لسانها من شدة دهشتها على مهارة هذا الأمير الأشقر فسألت في نفسها

" مذهل ما كان ذلك ؟! "

" شكرا لك يا دانيس "

شكر كايتوا المنقد في لهث ثم فعلت ايما المثل ، فسألهما إن كانا بخير ، أجاباه أنهما كذلك بفضله قبل أن يساعدهما الأمير على النهوض والوقوف على قدميهما .

" أنتم..هل الجميع بخير ؟ "

سأل قائد مرتزقة الشمال بعدما وصل متأخرا فرد عليه دانيس

" نعم نحن بخير "

" لا ترخوا دفاعكما ابدا ولو شعرتما بالعجز تراجعا للخطوط الدفاعية "

تحدث براد لقد شعر بالقلق على ايما ورفيقها

" لا تقلق يمكننا التحمل أكثر "

تحدثت ايما ووافقها كايتوا في كلامها لكن بدى عليهما نوعا ما من عدم الرضى على قوة تحملهما .

" فلنكن حذرين يا رفاق "

تحدث دانيس ثم فوجئ بأجسام تتطاير حولهم بالهواء ، كانت اجساد جنود التحالف ثم اكمل

" إنهم قادمون استعدا ،"

" حاضر "

أظهر كلا من ايما وكايتوا اصرارهما على مواصلة الحرب قبل أن يخرج من وسط الغبار عدد هائل من جنود العمالقة وتم محاصرتهم من كل جانب في شكل دائرة ، يقتربون منهم خطوة بخطوة بأقدامهم الضخمة واعينهم الغاضبة المخيفة .

" لا تقلقوا ابقو يقيظين فقط "

تحدث براد في حين كان دانيس يراقب بعينيه عدد قوم تاي الذين يحاصرونهم يمينا ويسارا وحتى بالأمام والخلف ، اقترب الحصار من هم كثيرا وقبل أن ينوي براد اطلاق مهارته لاحظ شيء ما يسقط من السماء في استغراب ، بدى ظل الشيء كروي الشكل وسط الغبار ، سقطت الكرة على العمالقة قبل أن تنفجر ودمرت العدو الذي بالأمام وبعضا من اليمين . لقد تحولوا الى اشلاء ، ففك الحصار .

فوجئ كل من ايما وكايتوا ومن معهما مما حذت فزاد تفاجئهم عندما التفتوا نحو مصدر الكرة تلك بظهور ظل أجسام لها عجلات وسط ذلك الغبار وبجانبها أجساد ظلية واقفين فوق تلة ، فتسائل واستغرب دانيس ومن معه من ذلك ، الى أن اتضحت صورتهم جيذا فرسمت ابتسامة عريضة على وجه الأمير الأشقر عندما رأى هويتهم ومن يقودهم .

لقد كان حفيد زعيم عرق الكاغانيرا ' ليونهان ' وعلى يساره قائد الحراس ' روجيردو ' ، بينما خلفهما العرق الذي يجر مدافع حديدية الصنع بعجلات والبعض الأخر منهم يحمل أقواسا طويلة ، في حين كان بالمقدمة عربة تحمل جسم الرهيب ' كراو دون فيغر ' مقيدا بسلاسل سميكة جذا حول جسده من رقبته الى قدميه ، يحدق بأعين حمراء مرعبة .

.

.

.

2024/10/20 · 144 مشاهدة · 3026 كلمة
Samiryuku
نادي الروايات - 2024