كان التنين الأسود العظيم ريوغاريون محلقا في سماء الحرب ومن فكه الواسع اندفعت نيران ساخنة كأنها نهر من الحمم المتدفقة ، تحرق كل ما تلمسه ، صرخ العمالقة وهم يرون الموت يقترب منهم من السماء حاولوا الهرب لكن ألسنة اللهب الطويلة كانت اسرع منهم فإحترقوا واحدا تلو الأخر حتى تحولت أجسامهم الضخمة الى رماد. تحت دهشة محاربي الفالكيري مما حصل فحتى تنانينهم تلك التي يمتطونها شعرت برهبة ريوغاريون فنزلت لسطح الأرض حانية رأسها احتراما لهذا التنين الأسود الأسطوري.
ثم أطلق هذا الأخير هديرا مدويا بالأرجاء سمعه كذلك من بداخل خيمة الملكان، زعيم نخبة الجواسيس لمملكة بيس المدعوا بآرك ونائب قائد العائلة النبيلة كيريوا، اللذان كانا أول من شعرا بأن الوضع خارجا تغير كثيرا لكنهما لم يعرفا او اي احد اخر معهما بالخيمة ماهية ومصدر ذلك الهدير المرعب غير أنه وحش ما سواء كان حليفا ام عدوا لم يرد اي واحد منهم إلقاء نظرة على ما يجري بالخارج فساد الصمت بالمكان. فأصوات الصراخ والهزات الأرضية من حين لأخر... كانت كافية لإدخال القلق الى قلوبهم.
في حين ذلك فالكيري وغوندوا كانا على ظهر التنين الأسطوري بطبيعة الحال فصدمت فالكيري بتواجد أتباعها مع صف العدو لقد أدركت شيئا مما حصل ، شعرت بالحزن والغضب لكنها كبتت مشاعرها مكتفية بالصمت حتى غوندوا الجالس خلفها شعر بها فقد لاحظ هو الأخر خيانة محاربي الفالكيري، حاول قول شيء ما لها لكنها سبقته صارختا بأعلى صوتها قائلة :
"أيها الأغبياء ماذا تفعلون عندكم؟ استجمعوا شجاعتكم "
رغم الإرتفاع وصل صوتها الى أذان اتباعها ، لم يصدقوا ما رأوه ظنوا أن زعيمتهم قد لقت حذفها على يد العمالقة، قبل أن تتوسعت أعينهم وابتهجت ملامحهم. لقد رأو الأمل بعودتها كما لو أن الشمس أشرقت عليهم
." إنها الزعيمة... هي حية ترزق "
" أظهروا قوتكم وشجاعتكم أيها المحاربين وسأسامحكم فنحن لا نهاب شيء "
تأثر محاربي الفالكيري بكلامها ، بعضهم من أردف دموع الندم ومن كبث مشاعره من أجل المضي قدما..وهكذا استعادت الزعيمة أتباعها بصف جيش التحالف . كانت قطعة مهمة جذا لتغيير مجرى الحرب .
" أنا حقا أسفة يا غوندوا لأن الأمر آل لهذه الدرجة "
نزلت بعض الدموع من عينيها لم تستطع كبث مشاعرها الحزينة بعد كل شيء قبل أن تتابع
" لكن ماذا أفعل ؟ إنهم عائلتي "
"علينا هزيمة العدو، هذا ما علينا فعله الأن "
تحدت غوندوا حاول أن يكون باردا بعض الشيء لأن خيانة أتباعها للمملكة كان أمرا حساسا جذا لكن فالكيري تعلم أن ليس هذا هو السبب فقط لقساوته بل لأن الأمر ايضا متعلق بشخصيته .
" صحيح "
ردت فالكيري محاولتا الإبتهاج قدر المستطاع قبل أن يطلب منها غوندوا الهبوط بالتنين قليلا من أجل النزول لسطح الأرض حيث الحرب مشتعلة .
كان العمالقة يحترقون هنا وهناك من نيران ريوغاريون لم يستطع جنود التحالف كبح سعادتهم. رفعوا أسلحتهم صارخين بكل حماس.. بعد مشاهدتهم لزعيمة عرين التنين وكلامها لإتباعها لكن لم يكن هذا الذي جعلهم مذهولين بل التنين الأسطوري الذي بحضوره القوي والمرعب أنسى الجميع بخيانة محاربي العرين ولو كان لفترة قصيرة فقط .
" هناك شيء يسقط من السماء "
" ماذا ؟ ذلك.. "
تسائل بعض جنود سبارتا حول ماهية الجسم ذاك فأدركوا أنه غوندوا قبل أن تصتدم قدميه بالأرض وسطهم . لقد ارتاحت قلوبهم فقد ظنوا بالبداية أنه حليف ما للعدو .
" سيد غوندوا أأنت بخير ؟ "
" لا تقلق علي "
رد غوندوا على الجندي وأردف قائلا بنظرات حادة
" الأهم حاليا علينا سحق بقية العمالقة الذين أمامنا "
ثم صرخ أحد الجنود بحماس محفزا زملائه من الجنود، فتقدموا بروح قتالية عالية حتى ظهر احد قادة الكتائب الخمسة للعمالقة يخطوا أمام غوندوا وتحدت
" يا للإزعاج من أين جاء هذا الكائن الضخم ؟ "
" جاء من المنطقة التي استوليتم عليها يا غبي "
تحدت غوندوا مستفزا العملاق لكن يبدوا أن هذا الأخير لم يتأثر بذلك ثم قال بحماس وبإبتسامة عريضة
" حسنا لا يهم ، لقد انقلبت الأوضاع رأسا على عقب لكن سأقتلك على الأقل "
" حاول إن استطعت "
رد غوندوا ثم أطلق كرات لهب مغلفة بالبرق نحو عدوه ولكن العملاق كان حذرا جذا ايضا ومدرعا بالكامل بدرع ثقيل قبل أن يرفع الأرض من تحت قدميه متجنبا الضربة التي وجهت إليه. فأخرج هراوة شائكة من خلف ظهره وبينما لا يزال بالهواء لوح بسلاحه مطلقا أشواكا مندفعة نحو غوندوا كانت تتضخم كلما تقترب من هذفها، فأطر قائد العائلة النبيلة للتراجع للخلف بعدة خطوات متتالية متفاديا الأشواك الضخمة لكنه أصيب بالأخيرة على فخده مما سال منه دماء حمراء بعدما ترنح قليلا ، قبل أن يخرج جاهدا الشوكة بكلتا يداه ويرميها بعيدا . فقد جعله هذا يلهث حقا .
" طفح الكيل "
تشكلت من حول عنق غوندوا غيوم سوداء ملتفة وممتدة الى ذراعيه ويديه، كانت متناسقة مع ملابسه سوداء اللون. لقد كان طور شبح سبارتا ، تحت قلق العملاق الذي شعر بشعور سيء فعلا قبل أن يختفي غوندوا من أمام ناظريه مما زاد من قلقه وتوتره .
" ماذا ؟ أين هو ؟ "
حتى شاهد صور عديدة لاحقة لغوندوا من أمامه وخلفه ويمينه وحتى يساره وكل اتجاه تسقط عليه عينه ، ثم فوجئ بألم حاد وشديد على ظهره، لقد طعنه غوندوا بعدة طعنات بواسطة سكاكين فسال دم العملاق كالشلال مدركا شيئا واحدا هذا هو هلاكه . فجثى على ركبتيه وارتطم وجهه بالأرض لم يستطع حتى نطق كلمة أخيرة .
تلاشت الغيوم السوداء من حول غوندوا ثم اطلق تنهيدة قبل أن يلتفت على يمينه فشاهد قائد مجموعة مرتزقة الشمال براد ذو الشعر الأزرق الفاتح كالصقيع ضد قائد كتيبة من قوم تاي، بدى كلاهما منهكين لابد وأنهما في نهاية قتالهما حتى تحركت الأرض من تحت قدمي براد مطلقا سيوفا حادة من الجليد نحو عدوه وفي المقابل العملاق صدها بجدار أرضي صلب لكن ما لم يكن يعلمه هو أن براد أرسل عاصفة رياح لولابية قوية سقطت على رأس قائد الكتيبة كالنيزك ، فإبتلعته قاضية عليه .
كان التعب واضحا على براد خاصة وأنه واجه العديد من العمالقة سلفا .
...
في نفس الوقت كان كل من إيما وكايتوا يقاتلان قائد كتيبة كذلك بل واشتدت عليهما المعركة كثيرا ، امتلئت اوجهما بالكدمات والدماء، مع تمزق واتساخ بنطلون وسترة كايتوا السوداوين، بدى اقرب لمتشرد. من الواضح أن هذا العملاق قوي حقا الذي ينظر لهما بنظرات متعالية قبل أن يسألهما بإزدراء
" ما خطبكما ؟ أهذا كل ما لديكما ؟ "
في حين كانا يلهثان ولم يردا على سؤاله حاولا الحفاظ على ذلك لطاقتهما والتركيز مهما كان الوضع يائسا وعدم التأثر بكلام العدو ، على الأقل تذكرا نصائح وتعليمات معلمهما اورليش في وضع كهذا .
" صحيح أننا استنزفنا اغلب طاقتنا بقتالنا السابق ضد جنود العمالقة لكن علينا تجاوز حدودنا هنا والأن وإلا لن نتطور أبدا "
حدتث ايما نفسها ثم نظرت نحو كايتوا فأومأ لها ايجابا ، كان بينهما قدرة تواصلية قوية لا يحتاجان للكلمات من أجل أن يفهم أحدهما الأخر . فإذا ما قاتلا جيذا مع تفاهمهما فسيشكلان ثنائي رهيب.
فحتى بعد إدراكهما أن تقنياتهما السابقة لم تعد تجدي أمام هذا العملاق ورغم ذلك لم يستسلما ابدا لدرجة أن عدوهما اندهش بقوة اصرارهما. كانت أعينهما تتوهح بالعزيمة .لم يهم إيما حالتها المزرية من بنطلونها أسود اللون المتسخ الى قميصها الأبيض الملطخ بدمائها المبطن بقطعة من الدروع الخفيفة لحماية بعضا من الجزء العلوي لجسدها من الأمام.
فغرست سيفها بالأرض بعدما ظغطت على المقبض بقوة فإذا بها تطلق من حولها عاصفة رياح قوية قبل أن تغلف سيفها بنار حارقة وهكذا تكون قد حققت شروط تفعيل الزينرو لأول مرة بفضل إيقاظها عنصرا جديدا ألا وهو الرياح . بينما كايتوا فعل الزينرو هو الأخر لكن لم يظهر عنصر جديد لأنه يملك عنصرين بالفعل فكل ما في الأمر لقد طور عنصر الجليد والأرض خاصة الأول الذي كان نقطة ظعفه لتفعيل الزينرو .
أخيرا شعر العملاق الذي أمامهما بشيء حرك حماسه فترك ابتسامة خفيفة ثم قال
" استيقظتما اذا، يبدوا أني سأستمتع قليلا "
اندفعا كلا منهما نحو العدو العملاق ، لوحت ايما بسيفها الملتهب بالنار في حين كايتوا اطلق ضربات متتالية بسلاح اليد العظيمة بينما مغلفا يده الاخرى بالصخر ، في المقابل العملاق اكتفى بالدفاع مغلفا كامل جسده بصخور صلبة فبالنهاية كان له درع خفيف ليس إلا ، فتلقى عدد كبير من ضرباتهما وأخيرا بدأ يتأثر عكس السابق حيث كان طاغيا عليهما لدرجة كان يلعب معهما فقط .فتحطم درعه الصخري قبل أن يتم ضربه بتقنايتهما الأخيرة تحت تفاجئه من ذلك فقدف للخلف ساقطا بالأرض مصابا ومغطى بدمائه. لكنه رغم هذا قاوم ونهض مجدذا، كان الحماس الذي على وجهه وكأنه لم يتأثر عكس ما يظهر عليه
" ما أصلبه "
" صحيح "
تعجبا ايما وكايتوا من صلابة هذا العملاق وما جعلهما يشعران بالإستفزاز هو أن عدوهما اخيرا اخرج سلاحه من على ظهره . لقد كان دبوسا وهو نوع من الهراوات لكن له رأس ثقيل في نهاية المقبض لتوجيه الضربات .
" أنا اعترف أنتما تستحقان الموت بسلاحي هذا "
ثم ضرب الأرض بسلاحه بقوة كبيرة فإذا بالأرض تتحرك من تحت قدمي ايما وكايتوا ، لقد وجه صخور الأرض من حوله نحوهما بسرعة فائقة ومتتالية ، كان يضرب تلك الصخور بسلاحه كما يضرب بكرة التنس . حاولا كلاهما تجنب تلك الضربات الخطيرة وحتى صدها تارتا اذا لم يكن هناك مجال للتفادي لكن بلا جدوى، فقط فكرة تجنبها ليست سهلة فما بالك بصدها. إذ أصابتهما ببعض الصخور فسقطا مصابين بجروح ، مقاومان ألمهما بشدة ثم نهضا شيئا فشيئا..
" سحقا مالذي ينقصنا الأن ؟ "
" نحتاج لبعض الوقت "
فكر كلاهما لبرهة حول ما يستلزم الأمر للقضاء على العدو لكن ليس هناك وقت كثير لذلك ، قبل أن تلمع فكرة ما برأس إيما
" لحظة.. ماذا لو قمت بذلك... دمج فنون الدفاع الخاصة بعائلتي وعنصري الحاليين.. سحقا لا أعرف ما إن كنت سأنجح ام لا فالبكاد أتذكر الأساسيات.. بل علي ذلك ليس هناك وقت للتردد "
ثم نظرت نحو كايتوا و تحدتث بصوت مسموع
" قم بتشتيته لبعض الوقت "
تعجب كايتوا من طلبها وكأن هذا سيكون سهلا لكن لم يكن ليشك بإصرار وعزم ايما، شعر حقا وكأنها توصلت لحل مؤكد ، فترك إبتسامة ثم قفز نحو العدو متشابكا معه في ملحمة قريبة المدى رغم أنه تلقى كثيرا من الضربات المؤلمة من سلاح العملاق . لكنه لا يخشى اي شيء في سبيل التغلب خصمه .
في حين كانت ايما تستغل إلهاء كايتوا لقائد الكتيبة ، فأطلقت تنفس بطيء وعميق بعد أن اغلقت كلا عينيها . لقد كانت في قمة التركيز قبل أن تطلق تنفس منتظم محاولتا تذكر اساسيات فنون الدفاع بكل هدوء ثم وأخيرا فتحت عينيها مشتعلة بتوهج رهيب،
لم يفهم كايتوا شيئا عندما رأى ظهر إيما فجأة أمام عينيه غارستا سيفها الملتهب بالنار والمغلف بعاصفة من الرياح بجسد العملاق الذي كان في حالة صدمة مما شاهده وكأن شبحا ما ظهر أمام ناظريه .
" كايتواااااااا "
صاحت إيما بأعلى صوتها واستجاب لها المعني كان مدركا لما كانت تحتاج له إيما
" فهمتك "
وبينما كان لا يزال السيف مغروسا بجسد العدو قام كايتوا بتعزيز ضربة ايما بتقنيته بعنصري الجليد والأرض ، شكل سلاسل صخرية قيدت العملاق حتى لا يقوم بأي حركة تؤدي الى خلخلة تقنياتهما ثم أرسل كتلات من الجليد، وقبل أن تصتدم بالعدو ابتعدت ايما بالوقت المناسب فإخترقت ضربة كايتوا جسد العدو فإنهار هذا الأخير بالأرض مهزوما . وهكذا بإتحاد قوتيهما استطاعا القضاء على قائد الكتيبة العملاق ، لقد تطلب الأمر الكثير منهما حقا .
...
وسط الحرب ، اكتفى جيش التحالف بالتشابك مع جنود العمالقة بقيادة أمير مملكة بيس دانيس قبل أن يظهر ضد أحد قادة الكتائب الخمسة، بدى وكأنهما بنهاية قتالهما ممتلئين بكدمات نتيجة الصراع وبعض الدماء التي تغطي اوجههما تخبر عن معركة طاحنة دارت بينهما. رغم هذا كان دانيس متماسكا، ثم أرخى دفاعاته برمي ترسه الثقيل جانبا، قبل أن يلوح بسيفه العظيم بقوة ساحقة، مطلقا أمواجا من الماء وكأنها بحر هائج مندفعة نحو قائد الكتيبة ، كانت تقنية قوية جذا جعلت عدوه غير قادر على التنفس بعدما حبس أنفاسه لبرهة من الزمن ظنا منه أن تقنية دانيس لن تستمر لوقت طويل عكس السابق حتى أدرك أنها مهارة مميتة بحق، شعر وكأنه يغرق تحت المحيط حقا ومهما حاول السباحة يجذبه التيار للقاع حتى اختفت الأمواج وظهر العملاق ملقا بالأرض جثة هامدة مبللة.
تنهد دانيس بشكل عميق كادت عينيه أن تخرج من مكانيهما. كان على علم بأن تقنيته هذه تستنزف اغلب طاقته ورغم هذا راهن على ذلك ، لم يرد أن يظهر انهياره للجنود من حوله فرفع سيفه الطويل للسماء وصرخ بأعلى صوت ممكن بما بقي له من طاقة معبرا عن نصره تحت أنظار ومسامع جنود التحالف في مشهد مهيب حيث لمع درعه الفضي الخفيف وبرزت ملابسه الزرقاء الفاخرة تحت سماء الحرب ، جعلهم هذا أكثر شجاعة وقوة.. فإرتفعت معنوياتهم وقوتهم في مهاجمة جنود العمالقة. فحتما دانيس بهذه الحرب كان قائدا ممتازا لهذا الجيش حتى لو لم يكن قائدا رسميا .
ثم لفت انتباه دانيس مرتزقة الشمال او بالأحرى ما تبقى منهم على قيد الحياة، كانوا تقريبا نصف ما كانوا عليه سابقا ، تجمعوا كلهم ضد قائد كتيبة من العمالقة ، احد متعلق بظهره ومن هو ممسك بذراع واخر بذراع أخرى.. حرفيا كانوا متشبتين بعدوهم بكل إصرار وقوة . بدى الأمر مضحكا نوعا ما من منظور دانيس فهؤلاء الهمجيين حقا اسم على مسمى لكنهم استطاعوا فعلا هزيمة قائد الكتيبة العملاق بعددهم وطريقة قتالهم الغريبة والعشوائية مستعنين بأسلحتهم الحادة كالفؤوس القصيرة والأنصال وقوة عناصرهم الطبيعية كالرياح والجليد كما ظهر من بعضهم . وكما هو متوقع منهم شرعوا بالصراخ بحماس كبير بعد تحقيق نصرهم الكبير. لقد امتلكوا روح المحاربين حقا .
وهكذا مع التنين العظيم الذي احرق العديد من جنود قوم تاي بنيرانه الفتاكة، والجثة كراو دون فيغر الذي يقاتل هنا وهناك بمساعدة مرافقه روجيردو . بدأت الغلبة تكون في صالح جيش التحالف .
...
أثناء ذلك، داخل خيمة الملك غورد تاي الضخمة التي زينتها رموز غريبة وأضواء خافتة ، ظهر اورليش مواجها وجه لوجه ملك العمالقة الذي وقف شامخا كالجبل مع مسافة كافية بينهما ، كان الحزم واضحا ومرسوما على عينيهما وكل واحد منهما له مبادئ خاصة يعتقد أنها الأصح ، قبل أن يتكلم اورليش بهدوء
" اذا لازلت متمسكا بتفكيرك السطحي هذا "
" سطحي ؟ لن تفهم مدى عظمة هدفي أبدا "
" لا أحتاج الى فهم ذلك انت كتاب مفتوح "
" سواء شئت أم أبيت فأنا الملك العملاق المنتظر الذي سيسيطر على العالم بالنهاية يا أورليش "
" ماذا تعتقد نفسك ؟ "
" العملاق الذي سيجلب لك الهلاك "
رد غورد بإبتسامة مجنونة ، قبل اشتداد الوضع بينهما وتصادمت هالتهما بكل قوة مزلزلة أركان الخيمة وكأن رعدين مرعبين اصطدما مع بعضهما البعض. بعد أن تطايرت ذرات الغبار حولهما وكأنها شرر يتطاير من نار ، فنظراتهما كانت تخبر على أن كل منهما يريد إلتهام الأخر .
.
.
.