في تلك الليلة، عندما نام يوري أخيرًا… لم يكن نومه عاديًا.
لقد رأى حلماً.
لكنه لم يكن مجرد حلم… بل ذكرى.
رأى نفسه طفلاً صغيرًا، يقف في قاعة ضخمة، الجدران كانت مليئة بالنقوش الغريبة، والسقف كان مرصعًا بالكريستالات المتوهجة.
ثم، أمامه… وقف الرجل الغامض!
لكنه لم يكن لوحده.
بجانبه، كان هناك شخص آخر… الإمبراطور نفسه!
لكن حينها، لم يكن يبدو بنفس البرود الذي رآه به اليوم.
الإمبراطور (بصوت منخفض لكنه غاضب): "أنت لا تستطيع حمايته إلى الأبد، لوكير."
"لوكير؟"
ذلك الرجل الغامض… هل هذا اسمه؟
لوكير (بصوت هادئ لكنه حازم): "يوري ليس مجرد طفل عادي، وأنت تعلم ذلك."
الإمبراطور (يضيق عينيه): "لهذا السبب لا يمكنه أن يبقى حياً."
ثم، فجأة، تحولت الذكرى إلى دمار.
أصوات صراخ… نار… شخص يسحبه بعيدًا… ثم الفراغ.
ثم…
استيقظ يوري فجأة، جسده مغطى بالعرق.
تنفس ببطء، وعيناه متسعتان.
ثم همس في نفسه بصوت لا يسمعه أحد غيره:
يوري (في عقله): "...من أنا حقًا؟"
الفصل الخامس والأربعون: الحقيقة المدفونة في الرماد
جلس يوري على سريره، قلبه ينبض بسرعة، لكنه لم يكن بسبب القتال أو التعب هذه المرة.
لقد رأى شيئًا… رأى لمحة من ماضيه.
الرجل الغامض… لوكير.
الإمبراطور… كان يعرفه منذ طفولته.
لكن ما كان أكثر رعبًا هو كلمات الإمبراطور في الذكرى: "لا يمكنه أن يبقى حياً."
لماذا؟
لم يكن لدى يوري إجابة.
لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا… الحقيقة التي يبحث عنها ليست في الحاضر، بل في الماضي الذي لا يتذكره.
في مكان آخر، بعيدًا عن الأكاديمية، داخل القصر الملكي، كان الإمبراطور جالسًا على عرشه، بينما أمامه كان يجلس رجل مغلف بالسواد بالكامل، وجهه مخفي تحت قناع فضي.
الرجل المقنع: "إذن، لقد وجده."
الإمبراطور (بصوت منخفض، لكن قوته تملأ المكان): "ليس فقط وجده… بل بدأ يتذكر."
الرجل المقنع: "هل تريدني أن أقتله قبل أن يتذكر كل شيء؟"
ضحك الإمبراطور قليلاً، ثم وقف ببطء.
الإمبراطور: "لا… دعه. أريد أن أرى إلى أين ستأخذه ذكرياته."
ثم أدار ظهره، ونظر إلى نافذة القصر، حيث القمر كان مشرقًا بشكل غريب.
الإمبراطور (بصوت هادئ لكنه مرعب): "في النهاية، لن يكون أمامه خيار سوى العودة إلي."
في الأكاديمية، لم يكن يوري قادرًا على النوم مجددًا.
لذا قرر أن يفعل الشيء الوحيد الذي يجيده… التحرك.
خرج من الغرفة بهدوء، لكن لم يكن يعلم أن إيلا كانت تراقبه من الظلال.
إيلا (بصوت خافت، وهي تمسك بيديها معًا): "يوري…"
لكنها لم تتبعه على الفور.
أرادت أن ترى إلى أين سيذهب.
حين خرج يوري من الأكاديمية، وقف في وسط الساحة، يتأمل القمر للحظة.
كان يعلم أن عليه البحث عن الحقيقة بنفسه.
ثم، فجأة، سمع صوتًا خلفه.
كايا (بصوت منخفض، لكن فيه شيء من الحدة): "أنت تخطط للذهاب وحدك، أليس كذلك؟"
استدار يوري، ونظر إليها بصمت.
كايا (تعقد ذراعيها، وعيناها ضيقتان): "لم أكن بحاجة إلى إجابة منك، أعرف أنك تفكر بهذا."
ثم تقدمت خطوة للأمام، وحدقت فيه بعينين مليئتين بشيء لم يكن قد رآه فيها من قبل.
كايا (بهمس): "لماذا… لماذا تحاول دائمًا أن تحمل كل شيء وحدك؟"
لم يجب يوري.
لكنه لم يكن بحاجة لذلك.
كايا كانت تعلم.
رأت ذلك في عينيه.
كايا (تخفض عينيها للحظة، ثم بصوت أكثر هدوءًا): "إن كنت ستذهب… فلن أسمح لك بالذهاب وحدك."
اتسعت عينا يوري قليلًا، لكنها لم تمنحه فرصة للاعتراض.
كايا (تنظر إليه مباشرة): "نحن معًا في هذا، يوري… سواء أردت ذلك أم لا."
وقف يوري وكايا تحت القمر، وسط الصمت الذي لم يكن ثقيلًا هذه المرة، بل كان… هادئًا.
كايا (بصوت ناعم، لكنها لم تكن تنظر إليه): "أنت تعلم، منذ أن التقينا لأول مرة، كنتُ أعلم أنك مختلف."
يوري (ينظر إليها بصمت، لكنه يستمع باهتمام).
كايا: "لكنك أيضًا… كنتَ أكثر شخص مزعج عرفته في حياتي."
ضحكت بخفة، لكنها لم تكن مجرد مزحة.
ثم استدارت ببطء، ونظرت إلى عينيه مباشرة.
كايا (بهمس، لكنه كان واضحًا في الهواء البارد): "لكنني لا أريد أن أخسرك، يوري."
لم تكن بحاجة إلى سماع رد.
لكنها رأت في عينيه شيئًا… شيئًا لم يكن قد أدركه بنفسه حتى الآن.
ثم، قبل أن تعطيه فرصة للتحرك، وضعت يدها برفق على كتفه.
كايا (بابتسامة صغيرة، لكنها دافئة): "إذن؟ هل سنذهب معًا أم ماذا؟"
ظل يوري ينظر إليها للحظة، ثم…
أومأ برأسه ببطء.