في صباح اليوم التالي، كان يوري، كايا، ورين يقفون عند بوابة الأكاديمية.

رين (بضحكة وهو يحمل حقيبته): "كنت أعلم أنك لن تذهب وحدك، يا يوري."

يوري (ينظر إليه بصمت، لكنه لم يكن مندهشًا من وجوده).

رين (يرفع حاجبه وهو يضع يده على خصره): "ماذا؟ هل ظننت أنك ستخرج في مغامرة دوني؟ مستحيل."

كايا (تعقد ذراعيها): "إذن، نحن ثلاثة."

لكن قبل أن يتمكنوا من المغادرة، ظهر أورفين، وعيناه مليئتان بالمعرفة.

أورفين (بهدوء، لكنه كان يحمل ثقلًا في صوته): "يوري… أنت تبحث عن ماضيك، أليس كذلك؟"

يوري لم يتحرك، لكنه لم يكن بحاجة إلى الإجابة.

أورفين أغمض عينيه للحظة، ثم فتحهما مجددًا، ونظر إلى يوري بجدية.

أورفين: "إذن، عليك أن تبدأ من المكان الذي بدأ فيه كل شيء."

رين (يرفع حاجبه): "وأين يكون ذلك؟"

أورفين استدار، وحدق في الأفق.

ثم، بصوت هادئ، نطق باسم المكان الذي سيغير كل شيء.

أورفين: "مدينة النسيان."

سادت لحظة صمت ثقيلة.

حتى كايا، التي نادرًا ما تُظهر دهشتها، بدت مصدومة.

كايا (بهمس): "مدينة النسيان…؟ هل تعني المكان الذي يُقال إن الناس يذهبون إليه ويُنسون للأبد؟"

أورفين لم يبتسم.

أورفين: "نعم. وإذا كان هناك مكان يخفي إجابات عن ماضيك، يوري… فسيكون هناك."

نظر يوري نحو الأفق للحظة.

ثم، دون تردد، بدأ بالسير نحو البوابة.

لم يكن هناك عودة الآن.

الحقيقة كانت تنتظره… في مدينة النسيان.

خرج يوري، كايا، ورين من بوابة الأكاديمية، خطاهم ثقيلة لكن عزمهم كان واضحًا. كانت مدينة النسيان تنتظرهم، وهي مكان يقال إنه يبتلع الذكريات، ولا يخرج منه أحد كما دخل.

لكن يوري لم يكن لديه خيار.

كان يعلم أن ماضيه هناك… وكان عليه مواجهته.

لكن قبل أن يبتعدوا كثيرًا عن الأكاديمية، سمعوا صوت خطوات سريعة خلفهم.

؟؟؟ (بصوت حاد لكن يحمل قلقًا خفيًا): "إذا كنتم تعتقدون أنكم ستغادرون من دوني، فأنتم أغبياء أكثر مما توقعت."

استداروا جميعًا… ورأوا إيلا تقف هناك، يداها على خصرها، وعيناها مليئتان بالإصرار.

رين (يرفع حاجبه بابتسامة مستفزة): "أوه؟ لم أعلم أنكِ تحبين المغامرات، إيلا."

إيلا (تنظر إليه بحدة): "أنا لا أفعل."

ثم نظرت إلى يوري، مباشرة في عينيه.

إيلا (بهدوء لكن بثبات): "لكن هذه ليست مغامرة… هذا بحث عن الحقيقة. وأنا لن أتركك تذهب وحدك."

لم يرد يوري، لكنه لم يعترض أيضًا.

نظر إلى كايا ، التي بدت للحظة وكأنها تريد قول شيء، لكنها فقط زفرت وأدارت وجهها.

كايا (بصوت منخفض): "حسنًا، أربعة أفضل من ثلاثة."

رين (يضحك وهو يشبك يديه خلف رأسه): "حسنًا، أصبح لدينا فريق كامل. لنذهب قبل أن يقرر أحد آخر الانضمام إلينا."

وهكذا… بدأوا رحلتهم نحو مدينة النسيان.

كانت الرحلة طويلة، والطريق وعرًا، لكن لم يكن هذا ما أقلقهم.

بل كان الصمت الثقيل الذي خيَّم على الغابة المحيطة بهم.

رين (يتمتم، وهو يراقب الأشجار بحذر): "هذا المكان… يبدو غير طبيعي."

كايا (تراقب الظلال حولها): "هناك شيء خاطئ هنا."

أما يوري، فكان يشعر بشيء مختلف.

شعور مألوف… كما لو أنه قد مرّ من هذا الطريق من قبل.

ثم، فجأة، توقفت إيلا عن المشي.

إيلا (بهمس): "هناك شخص هنا."

في اللحظة نفسها، ظهر ظل ضخم من بين الأشجار، وعيناه تلمعان بلون أحمر!

؟؟؟ (بصوت خشن): "لم أتوقع أن أرى وجهك هنا، يوري."

تجمد الجميع في أماكنهم.

أما يوري، فقد نظر إلى ذلك الشخص وشعر بشيء غريب… وكأنه رآه من قبل.

كان الرجل الذي ظهر أمامهم طويل القامة، يرتدي درعًا داكنًا، وعلى ظهره سيف ضخم مغطى بالندوب، وكأنه خاض مئات المعارك.

لكن أكثر ما لفت نظرهم… كان وجهه.

كان يحمل ندبة عميقة تمتد من جبينه إلى خده، وعيناه كانتا باردتين، كأنهما تنظران إلى شخص ميّت.

الرجل الغامض (يتقدم ببطء): "إذن، لقد كبرت أخيرًا، يوري."

شعر يوري بشيء غريب.

لم يكن يعرف هذا الرجل… لكنه شعر وكأنه يعرفه في أعماقه.

رين (يضع يده على سيفه بحذر): "من هذا؟"

كايا (بصوت منخفض، لكنها مستعدة للقتال): "كيف يعرف يوري؟"

أما إيلا، فقد كانت تراقب المشهد بصمت، لكن داخلها كان هناك شعور غريب… كأنها تشعر بطاقة هذا الرجل في مكان ما من قبل.

إيلا (في عقلها): "هذه الهالة… ليست هالة شخص عادي."

لكن قبل أن يتمكن أي منهم من قول شيء آخر، تحدث الرجل الغامض مجددًا.

الرجل الغامض: "أنا… شخص كان يجب أن يكون ميتًا."

ثم، فجأة، اختفى من مكانه… وظهر مباشرة أمام يوري!

قبل أن يتمكن أي منهم من التحرك، أمسك يوري من ياقة ملابسه، ورفع وجهه حتى صار قريبًا جدًا منه.

الرجل الغامض (بصوت منخفض لكنه مرعب): "هل تتذكرني الآن، أيها الفتى؟"

2025/04/08 · 1 مشاهدة · 682 كلمة
yury
نادي الروايات - 2025