في اللحظة التي نظر فيها يوري مباشرة في عيني الرجل، شعر وكأن جسده لم يعد هنا.

فجأة، رأى نفسه في مكان آخر…

كان هناك طفل صغير، يقف وسط الظلام.

كان يبكي، لكنه لم يكن صوته… بل كان صوت طفل آخر، طفل ذو شعر أبيض مثله.

ثم…

ظهر نفس الرجل ذو الندبة، لكن كان أصغر سنًا، ينظر إليه بنفس النظرة القاسية.

الرجل الأصغر سنًا (بصوت هادئ لكن قاسٍ): "يوري… لا يمكنك البقاء هنا. إنهم سيأتون لأخذك."

الطفل (بصوت مرتجف): "لكن… أنا لا أفهم…"

الرجل (بحدة): "اصمت. ستفهم يومًا ما."

ثم…

كل شيء احترق.

صرخات… نار… ظلال تلتهم كل شيء.

وفجأة، عاد يوري إلى الواقع.

تراجع خطوة، أنفاسه ثقيلة، وعيناه متسعتان.

أما الرجل الغامض، فقد كان يراقبه بصمت، وكأنه ينتظر رد فعله.

الرجل (بصوت هادئ): "بدأت تتذكر، أليس كذلك؟"

لكن قبل أن يتمكن يوري من قول شيء، اختفى الرجل مرة أخرى داخل الظلام.

ثم، صوته جاء من العدم:

الرجل: "إن كنت تريد الحقيقة، تعال إليّ في مدينة النسيان."

ثم…

اختفى تمامًا.

وقف الجميع في صمت بعد اختفاء الرجل، كل واحد منهم يحاول استيعاب ما حدث.

لكن يوري… كان يعلم الآن شيئًا واحدًا.

الرجل الغامض كان جزءًا من ماضيه.

لكنه لم يكن متأكدًا إن كان عدوًا… أم شيئًا آخر.

لكن لم يكن هناك خيار.

عليه الذهاب إلى مدينة النسيان.

رين (يكسر الصمت أخيرًا): "حسنًا… الأمور تزداد غرابة."

كايا (تنظر إلى يوري، عيناها مليئتان بالأسئلة): "ماذا رأيت؟"

لم يجب يوري.

لكنه نظر إلى الأفق، حيث مدينة النسيان تنتظرهم.

ثم، دون أن ينظر إلى الخلف، بدأ بالسير.

الماضي كان يناديه… وكان عليه مواجهته، مهما كان الثمن.

وقف يوري، كايا، رين، وإيلا على تل يطل على مدينة النسيان.

كانت المدينة مختلفة عن أي مكان رأوه من قبل…

مبانيها كانت مغطاة بالضباب، الطرقات مليئة بالظلال المتحركة، والسماء فوقها كانت رمادية، بلا شمس ولا قمر.

كل شيء فيها بدا… ميتًا، ومع ذلك، كان ينبض بشيء غير طبيعي.

رين (بصوت منخفض، لكنه مليء بالقلق): "هذا المكان… لا يشعرني بالراحة على الإطلاق."

كايا (تراقب الظلال تتحرك في الشوارع): "هذه ليست مدينة عادية… إنها فخ بحد ذاتها."

إيلا (تمسك يدها على صدرها، وتشعر بطاقة غريبة): "هناك شيء هنا… شيء قديم."

أما يوري، فلم يتحرك.

لم يكن خائفًا.

بل كان يشعر… وكأنه عاد إلى بيته.

حين دخلوا المدينة، شعروا بشيء غريب…

كلما تقدموا، بدأت رؤوسهم تصبح ثقيلة، وذكريات غريبة بدأت تتلاعب بعقولهم.

رين (يضع يده على رأسه، يتنفس بصعوبة): "ما هذا الشعور…؟"

كايا (تنظر إلى يوري بقلق): "هل تشعر بهذا أيضًا؟"

لكن يوري لم يرد.

لأن عقله لم يكن هنا بعد الآن.

بل كان… في ذكرى أخرى.

في عقله، وجد يوري نفسه طفلًا صغيرًا مرة أخرى.

كان يقف في غرفة ضخمة، مليئة بالكتب القديمة، والشموع المشتعلة.

وفي المنتصف… كان هناك رجلٌ يرتدي عباءة رمادية، ووجهه مغطى بقناع نصفه أسود ونصفه أبيض.

الرجل المقنع (بصوت منخفض لكنه واضح): "إنها ليست قوة عادية، يوري… إنها لعنة."

الطفل، الذي كان يوري نفسه، نظر إليه بعينين واسعتين، وكأنه لا يفهم.

الطفل يوري: "لكن… قالوا لي إنني مميز."

ضحك الرجل قليلًا، لكنها لم تكن ضحكة فرح… بل ضحكة شخص يعرف الحقيقة المظلمة.

الرجل المقنع: "مميز؟ لا، لست مميزًا… أنت خطأ."

وفجأة، بدأت الغرفة تحترق، وأصوات الصراخ ملأت المكان.

ثم، قبل أن ينتهي المشهد، همس الرجل بشيء جعل قلب يوري يتوقف للحظة.

الرجل المقنع: "الهروب لن يغير قدرك، يوري… لأنك ولدت لسبب واحد فقط."

ثم اختفت الرؤية…

وعاد يوري إلى الواقع، أنفاسه ثقيلة.

لكن الآن، عرف شيئًا واحدًا…

هذه المدينة تحمل الإجابة التي كان يبحث عنها.

2025/04/08 · 1 مشاهدة · 548 كلمة
yury
نادي الروايات - 2025