كان يوري ينظر إلى إيلا، عينيه بالكاد تركزان، لكن كان هناك شيء واضح…
كان يشعر بها.
إيلا (بصوت مرتجف، لكنها تحاول التماسك): "أنت مستيقظ…!"
كان جسده لا يزال ضعيفًا، لم يكن قادرًا حتى على الجلوس، لكن مجرد أنه استعاد وعيه كان كافيًا ليجعل قلبها يهدأ قليلاً.
لكن قبل أن تتمكن من قول المزيد، تحركت الظلال في مدخل الكهف.
كايا كانت واقفة هناك، ملامحها لا تُظهر أي مشاعر واضحة، لكن عينيها كانتا تحملان شيئًا معقدًا، لا يمكن تفسيره.
للحظة، لم تتحرك، فقط نظرت إلى يوري، ثم إلى يد إيلا، التي لا تزال ممسكة بيده.
ثم، بهدوء…
استدارت، وغادرت دون أن تقول كلمة.
حين خرجت كايا إلى الهواء البارد، شعرت بشيء يضغط على صدرها.
لماذا؟
لماذا شعرت بأن شيئًا ما انكسر داخلها عندما رأت إيلا بجانبه؟
كانت تعرف يوري منذ مدة طويلة، قاتلت بجانبه، حمت ظهره، رأت كيف يتطور…
لكن…
لم تكن الوحيدة التي رآها.
أدركت الآن أن إيلا كانت أقرب إليه مما اعتقدت.
ثم، فجأة، سمعت صوتًا من خلفها.
رين (بصوت ساخر، لكنه يحمل فهماً خفيًا): "هل تهربين؟"
لم تلتفت إليه، فقط أغمضت عينيها للحظة.
كايا (بهدوء، لكنها متوترة): "لستُ في مزاج للحديث."
رين (يميل برأسه، يبتسم بخفة): "أوه، لا حاجة للحديث. أعتقد أنني فهمت كل شيء بالفعل."
رفعت كايا عينيها إليه أخيرًا، نظرتها باردة، لكنها لم تكن تنكر كلماته.
رين (يضحك، يعقد ذراعيه): "أتعلمين؟ لم أتوقع هذا منك، كايا. ظننتكِ لا تهتمين بأشياء كهذه."
لم ترد.
لكن داخلها، كانت مشوشة أكثر من أي وقت مضى.
في الداخل، كان يوري لا يزال مستلقيًا، لكن نظراته لم تفارق إيلا.
لم تكن تتحدث كثيرًا، لكن يده كانت لا تزال تمسك بيده.
ثم، بعد لحظة، شعرت إيلا بلمسة خفيفة.
لم يكن الأمر واضحًا، لكن… يوري شدّ على يدها قليلًا.
كأنه لا يريدها أن تبتعد.
شعرت إيلا بوجنتيها تزدادان احمرارًا، لكنها لم تترك يده.
ثم، بصوت بالكاد يُسمع، همست:
إيلا: "أنت لست وحدك، يوري."
كان يعلم ذلك بالفعل… لكنه الآن شعر به أكثر من أي وقت مضى.
مرت أيام، وبدأ جسد يوري يتعافى ببطء، لكن رغم ذلك، كان لا يزال ضعيفًا.
خلال هذا الوقت، كانت إيلا دائمًا بجانبه، تساعده في الجلوس، تطعمه حين لا يستطيع تحريك يده، تتأكد من أنه بخير.
لكن الأغرب من ذلك…
هو أن كايا بدأت تتصرف بغرابة.
لم تعد تتحدث مع إيلا كثيرًا، وأصبحت تختفي كثيرًا في الظلال.
حتى رين لاحظ ذلك، لكنه قرر عدم التدخل…
على الأقل، ليس بعد.
لكن في إحدى الليالي، حين كان الجميع نائمين، تحركت إيلا ببطء بجانب يوري.
نظرت إليه للحظة، ثم، بهدوء، انحنت نحوه، ووضعت قبلة صغيرة على خده.
ثم، دون أن تقول شيئًا، عادت إلى مكانها، وأغمضت عينيها، وقلبها ينبض بقوة.
لكنها لم تكن تعلم…
أن يوري لم يكن نائمًا تمامًا.
لقد شعر بكل شيء.
الفصل المائة وستة وعشرون: نبضات لا تهدأ
ظل يوري مستلقيًا، عيناه نصف مغلقتين، لكنه كان مستيقظًا تمامًا.
لقد شعر بقبلة إيلا، وشعر بحرارة شفتيها وهي تلامس خده.
لم يكن الأمر كالحرب، لم يكن كالدماء، لم يكن كالقتال المستمر الذي عاشه طوال حياته.
كان شيئًا مختلفًا.
كان… هادئًا، دافئًا.
شيئًا لم يفهمه تمامًا، لكنه لم يكن يمانعه.
حين فتحت إيلا عينيها في الصباح، شعرت فورًا بنظرات تراقبها.
استدارت ببطء… ورأت يوري ينظر إليها.
لم يكن يتكلم، بالطبع، لكنه كان ينظر إليها بطريقة مختلفة.
وكأن هناك شيئًا تغير.
شعرت إيلا بوجنتيها تزدادان احمرارًا، وأدارت وجهها بسرعة.
إيلا (تحاول التصرف بطبيعية): "أوه! أنت مستيقظ؟ كيف تشعر؟"
لم يجب يوري، لكنه لم يبعد نظره عنها أيضًا.
كانت يدها لا تزال قريبة منه… وشيء داخله أراد أن يمسك بها مرة أخرى.
لكن قبل أن يفعل أي شيء، دخل رين فجأة، مما قطع التوتر تمامًا.
رين (بضحك وهو يرفع حاجبه): "يا لها من لحظة حميمة في الصباح!"
شعرت إيلا بوجهها يزداد احمرارًا، بينما حدق فيها يوري للحظة أخرى، ثم أدار وجهه ببطء، وكأنه لا يريد أن يتم كشفه.
لكن… رين لاحظ ذلك.
وبابتسامة مستفزة، قرر أن يستمتع بالأمر قليلاً.