حين فتح يوري عينيه، لم تكن عيناه كما كانت من قبل.
كانتا تلمعان بوهج أزرق داكن، كأنهما محيط بلا قاع.
ثم، دون تحذير…
اختفى.
الجنرال الأول (بعينين متسعتين، وهو يبحث حوله بسرعة): "أين…؟!"
لكن قبل أن يكمل كلمته، ظهر يوري أمامه، وقبل أن يتمكن من الدفاع، تلقى ضربة مباشرة في وجهه!
بوووووووووووم!!!!
طارت جثة الجنرال عبر الأشجار، مدمرة كل شيء في طريقها.
لكن يوري لم يتوقف.
بل اختفى مجددًا، وظهر خلف الجنرال الثالث وسحب خنجره منه بقوة!
ثم، بدون أي تردد…
طعن الخنجر في صدر الجنرال الثالث نفسه.
الجنرال الثالث (يتجمد، وهو ينظر إلى صدره بصدمة): "ماذا…؟!"
ثم، ببطء، سقط على الأرض، ولم يتحرك بعدها.
وقف يوري، جسده مغطى بالدماء، لكنه لم يكن ضعيفًا بعد الآن.
كان قوته كانت شبه تحررت بالكامل.
لكن… لم يكن هذا هو يوري الذي عرفوه.
كان شخصًا مختلفًا.
إيلا (تنظر إليه بعيون واسعة، وهمست بخوف): "يوري…؟"
لكن يوري لم يتحرك.
فقط نظر إليها للحظة، ثم استدار، واختفى في الظلام.
إلى أين ذهب؟
ولماذا رحل بهذه الطريقة؟
لم يكن أحد يعلم…
لكنهم جميعًا شعروا بأن ما يحدث الآن… هو بداية النهاية.
الفصل المائة وسبعة وسبعون: يوري يختفي في الظلام
اختفى يوري في لحظة، كما لو أن الأرض ابتلعته، تاركًا وراءه إيلا، كايا، ورين وسط المعركة.
لكن الشيء الغريب…
هو أن لا أحد استطاع تتبع أثره.
حتى كايا، التي يمكنها رؤية الظلال، لم تستطع العثور عليه.
كايا (تضيق عينيها، وملامحها تصبح مظلمة): "هذا ليس طبيعيًا… يوري لا يختفي هكذا."
أما إيلا، فقد كانت تحدق في المكان الذي كان يقف فيه يوري قبل لحظات، عقلها يرفض تصديق ما حدث.
إيلا (بهمس، تشعر بفراغ رهيب في صدرها): "لقد رحل…"
لكن رين لم يكن من النوع الذي يستسلم للأجواء الثقيلة.
رين (يتنفس بصعوبة، ثم يتحدث بسخرية وهو يشير إلى الجنرال الثالث الذي سقط ميتًا): "حسنًا، على الأقل تخلصنا من أحدهم."
لكن إيلا لم تهتم، بل رفعت رأسها ببطء، وعيناها ممتلئتان بالتصميم.
إيلا (بصوت هادئ لكنه حازم): "يوري لم يذهب بعيدًا… سأجده."
في مكان بعيد عن ساحة المعركة، كان يوري يسير ببطء، أنفاسه ثقيلة، ويداه مغطاة بالدماء.
لكنه لم يكن جريحًا…
بل كان يشعر بشيء غريب يتحرك داخله، شيء لا يستطيع السيطرة عليه.
وقف أمام بحيرة مظلمة، انعكاسه كان مشوشًا، وعيناه لا تزالان تلمعان بذلك الضوء الأزرق القاتم.
يوري (في عقله، وهو يراقب نفسه): "ما الذي… أصبحتُ عليه؟"
لكن قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، تحرك شيء خلفه.
استدار يوري بسرعة، وتوتر جسده بالكامل عندما رأى الرجل المقنع يقف هناك مجددًا.
الرجل المقنع (بابتسامة هادئة، وعيناه تلمعان عبر القناع): "يبدو أنك بدأت تفهم… من تكون حقًا."
لم يتحرك يوري، لكنه شد قبضتيه، وكأنه مستعد للهجوم في أي لحظة.
الرجل المقنع (يتقدم خطوة، صوته يزداد عمقًا): "أنت لست مجرد إنسان، يوري… لم تكن يومًا كذلك."
شعر يوري بشيء غريب في داخله…
كأن هذا الرجل يعرف كل شيء عنه، حتى أكثر مما يعرف هو نفسه.
الرجل المقنع (يهمس، كأنه يلقي سرًا خطيرًا): "أنت… المفتاح الأخير."
وفي تلك اللحظة، عاد الألم إلى رأس يوري، وانهار على ركبتيه، بينما الذكريات القديمة بدأت تغزو عقله من جديد.
رأى يوري نفسه صغيرًا، واقفًا في قاعة ضخمة، محاطًا بأشخاص في عباءات سوداء.
في وسط القاعة، كان هناك الإمبراطور، ينظر إليه بعيون باردة.
الإمبراطور (بصوت هادئ لكنه قاتل): "إنه ليس مثل الآخرين… إنه شيء مختلف تمامًا."
ثم…
رأى جسده الصغير يتحرك وحده، الطاقة السوداء تتدفق منه، وكأن هناك شيئًا آخر يتحكم به.
أحد الرجال في العباءات السوداء (بخوف واضح): "لا يمكننا السيطرة عليه… إنه خطير جدًا!"
ثم، فجأة، امتلأت القاعة بالصراخ والدماء.