سبع ساعات من الجحيم سبع ساعات فقط.
منذ أن انفجر المختبر.
منذ أن رأيتُ بابادوك يغوص في الأعماق مع كاتب مجنون وفتاة نائمة.
منذ أن رأيتُ بليك يسقط من الهضبة مثل نيزك أخضر. السماء فوق شنغهاي تحولت إلى غيمة رمادية كثيفة تتخللها شرارات نارية، كأن المدينة تُحرق من الداخل وتُبصق رمادها نحو السماء.
أقف على حافة المدينة، أمسك بكتانتي اللامعة – ليس فيها ذرة صدأ، بل تلمع كأنها صيغت اليوم.
بجانبي ليون، العميل السري الذي كان يحاول قتلي قبل سبع ساعات، وميليوداس، الرجل الذي يأكل تفاحة وكأن العالم لم ينهار. ونحن الآن نعود إلى قلب الجحيم.
إلى مختبر أمبريلا المدمر.
لأن ليون يريد ملفات.
ولأنني أريد أصدقائي.
ولأن ميليوداس يريد إليزابيث. المشهد الأول: الدخول إلى المختبر – أنفاق الرعبنقف أمام فتحة تهوية عملاقة في جانب الجبل.
الباب المعدني مفجَّر، حوافه منحنية إلى الخارج كأن شيئًا انفجر من الداخل.
رائحة الكبريت والدم والمعدن المحترق تملأ الهواء.
أفكر أن هذا المكان يشبه فم وحش مفتوح، ونحن على وشك الدخول فيه طواعية. ليون يرفع يده ويشير إلى الصمت، يخرج مصباحًا تكتيكيًا ويثبته على بندقيته.
ميليوداس ينهي تفاحته، يرمي القشرة في الظلام، ثم يبتسم. يقول ميليوداس:
"رائحة الموتى الأحياء. لطيفة. تذكّرني ببيتي القديم." يرد ليون بصوت منخفض:
"لا تمزح. إذا كانت العينات قد هربت، فكل مستوى سفلي مليء بهم. أحتاج إلى الوصول إلى غرفة السيرفرات في المستوى -3. هناك ملفات تثبت أن أمبريلا كانت تبيع فيروسات بيولوجية للمليارديات." أقول:
"وأنا أحتاج إلى التأكد أن بابادوك لم يصبح وجبة للزومبي. لنذهب." ندخل. الأنفاق مظلمة، مضاءة فقط بأضواء طوارئ حمراء تومض كل عشر ثوانٍ.
الأرض مغطاة بسوائل خضراء لزجة، وبقايا ملابس، وأحذية، وأسلحة مكسورة.
كل خطوة تصدر صوت طقطقة على الزجاج المكسور.
شاشات مكسورة، كراسي مقلوبة، لوحات مفاتيح مغطاة بالدم.
ليون يندفع نحو جهاز سيرفر رئيسي لا يزال يعمل بضعف، يخرج قرص USB أسود ويبدأ في التحميل. يقول ليون وهو يهمس:
"إذا نجحت، سأحصل على دليل كافٍ لإسقاط أمبريلا عالميًا. فقط... أربع دقائق." أقف عند الباب، كتانتي في يدي اليمنى.
ميليوداس يتجول في الغرفة، يلمس الشاشات بأصابعه، يبتسم. يقول ميليوداس:
"هل تعلم؟ في عالمي، كنا نستخدم أجهزة مثل هذه لتسجيل الخطايا. مضحك، أليس كذلك؟" أرد:
"لا تلمس شيئًا. لا أريد انفجارًا آخر." فجأة يأتي صوت خطوات.
لكنها ليست خطوات بشرية.
إنها خطوات متعثرة، بطيئة، مع صوت احتكاك عظام. أرفع كتانتي.
ليون يوقف التحميل مؤقتًا، يخرج مسدسه.
ميليوداس يبتسم ابتسامة شيطانية.
عشرون زومبي يدخلون.
بعضهم يرتدي بدلات مختبر بيضاء ممزقة.
بعضهم جنود أمن بخوذ مكسورة.
عيونهم بيضاء، فكهم مفتوح، أصواتهم همهمة منخفضة. أفكر أنه ليس لدي وقت للعب، وأفعّل تنفس البرق: الشكل الثالث – عاصفة الوميض. أندفع. أكيهيكو – السيافة الخاطفةكتانتي تصدر شرارة زرقاء.
أقطع ثلاثة رؤوس في ضربة واحدة.
الدم الأسود يتناثر، لكنه لا يبطئني.
أدور، أقطع ساقين، ثم أطعن في العين.
كل حركة دقيقة، سريعة، مميتة.
أنا لا أقاتل، أنا أرقص في الظلام. ليون – الدقة القاتلةيطلق النار من مسدسه بوم بوم بوم.
كل رصاصة في الرأس.
لا يضيع رصاصة واحدة.
يتراجع خطوة، يعيد التلقيم، يطلق مرة أخرى. يقول ليون بصوت هادئ:
"الرأس. دائمًا الرأس." ميليوداس – القوة الخاملا سلاح.
فقط يدين عاريتين.
يمسك زومبي من رقبته، يرفعه فوق رأسه، ثم يحطمه على الأرض.
يضرب آخر بقبضة واحدة في الصدر – القفص الصدري ينهار.
يضحك. يقول ميليوداس:
"هؤلاء أضعف من الشياطين التي قاتلتها في الجحيم!" المشهد الرابع: التعاون المثاليالزومبي يزدادون.
الآن أربعون.
يبدأون بالتسلل من الجدران، من فتحات التهوية. يقول ليون:
"السيرفر عند 78%! لا أستطيع التوقف!" أقول:
"ميليوداس – احمِ الجانب الأيسر. أنا اليمين. ليون – لا تمت." ميليوداس يقفز فوق طاولة، يركل زومبي في الهواء..
أستخدم تنفس البرق: ضربة البرق المتسلسل – أقطع ستة زومبي في خط مستقيم.
ليون يطلق النار من خلف مكتب، يستخدمه كغطاء. فجأة، زومبي عملاق (T-103 Tyrant مصغر) يقتحم الباب.
عضلاته منتفخة، ذراعه اليمنى مخلب حديدي. يقول ميليوداس وهو يبتسم:
"أخيرًا... شيء يستحق الضرب." المشهد الخامس: ذروة المعركةأواجه الـ Tyrant المصغر.
أقفز فوقه، أقطع ذراعه المخلبية.
يضربني بذراعه الأخرى – أطير إلى الجدار.
أنهض، أتنفس بعمق: تنفس البرق: الشكل السابع – عاصفة التنين.
كتانتي تصبح سيفًا من البرق النقي.
أندفع، أقطع صدره، أطعن في قلبه.
يسقط. ميليوداس يمسك زومبي، يستخدمه كدرع، ثم يرميه على مجموعة أخرى.
ليون ينهي التحميل. يقول ليون:
"انتهى! لدي كل شيء!" المشهد السادس: الانسحاب – والتأمل في الظلامنخرج من الغرفة.
الأنفاق مليئة بالدخان.
الزومبي الأخير يسقط، ونحن نتنفس بصعوبة.
أمسح كتانتي اللامعة بقطعة قماش، أفكر أن سبع ساعات مرت كأنها أبدية.
لكن بابادوك لا يزال في الأعماق، وبليك في مكان ما في المدينة.
الفريق متفرق، والمدينة تحترق، وسلابي لا يزال طليقًا. أقول لنفسي:
"اللقاء قادم... لكن ليس اليوم." نخرج إلى الهضبة، الدخان يغطي كل شيء.
نخرج من الغرفة، أنا وليون وميليوداس، نتنفس بصعوبة، والدخان يلف الأنفاق مثل ستارة ثقيلة. خطواتنا تتردد على الأرضية المعدنية المتصدعة، والأضواء الحمراء تومض ببطء، ترسم ظلالاً طويلة تتراقص على الجدران. أمسح كتانتي اللامعة بقطعة قماش سريعة، أشعر بالبرق يتدفق في عروقي، جاهزاً لأي شيء آخر قد يخرج من هذا الجحيم. ليون يمسك بقرص الـUSB في جيبه،
ينظر حوله بحذر، مسدسه مرفوع. ميليوداس يمشي بلا مبالاة، يلقي نظرة على الجدران كأنه في نزهة.فجأة، يتوقف الهواء. يصبح ثقيلاً، كأن شيئاً يسحب الأكسجين من الرئتين. أسمع صوتاً خافتاً في البداية، مثل نبض قلب عملاق، ثم يتحول إلى خطوات ثقيلة، تهز الأرض تحت أقدامنا. الجدران ترتجف، وغبار يتساقط من السقف. أرفع كتانتي، أشعر بالتوتر يجمد عضلاتي. ليون يهمس "ما هذا؟" وميليوداس يبتسم، عيناه تضيقان بإثارة.من الظلام في نهاية الممر، يبرز الشيء. أول ما أراه هو الجسم الضخم، بدين ومتورم، لحمي يتمايل مع كل حركة، بلون بنفسجي مائل إلى الرمادي، كأنه لحم فاسد منتفخ تحت ضغط داخلي. يملأ الممر بعرضه، يجبرنا على التراجع خطوة. الرائحة تصل إلينا أولاً، مزيج من الدم المتعفن والكيماويات الحارقة، تجعل معدتي تنقلب. الجزء الأيسر من الجسم هو الرأس الأساسي، فم هائل مفتوح على مصراعيه، مليء بأسنان حادة متداخلة مثل أنياب سمكة قرش، ولحم أحمر داكن مكشوف ينزف سوائل لزجة حول الحواف، يقطر على الأرض ويصدر صوتاً يشبه الغليان.ثم أرى الجزء الثانوي، ينمو من كتف الجسم الضخم الأيمن، كائن نحيل ومشوه، وجه بشري يصرخ بصمت مرعب،
عيونه مغلقة أو مسحوبة للخلف كأنها غرقت في الجمجمة، فمه مفتوح في صرخة أبدية. من جسده النحيل تتدلى أذرع متعددة، أربعة أو أكثر، طويلة ورفيعة مثل أطراف عنكبوت، تنتهي بمخالب صغيرة تتحرك بشكل عشوائي. الذراع اليمنى للجسم الضخم طويلة ومخالبية، تلامس الأرض وتحفر خطوطاً في المعدن. الأرجل سميكة وقوية، مغطاة بنتوءات عظمية حادة تبرز مثل أشواك، تجعل كل خطوة تصدر صوت طحن معدني.الكائن يزأر، صوت مزدوج: هدير عميق من الفم الكبير، وصراخ حاد من الوجه البشري المشوه. يندفع نحونا بسرعة غير متوقعة لجسمه الضخم، يهز الأرض ويرسل موجات من الغبار. أندفع أولاً، أفعّل تنفس البرق فوراً، كتانتي تلمع بشرارة زرقاء حادة. أقفز جانباً لأتجنب الذراع المخلبية التي تهوي نحوي، تحطم الجدار خلفي وترسل شظايا معدنية تتطاير. أهبط على قدمي، أدور وأقطع في الساق اليمنى، شفرتي تخترق اللحم المتورم بسهولة،
دم أسود لزج ينفجر، لكن الجرح يبدأ في الالتئام فوراً، اللحم يتمايل ويغلق نفسه.ليون يتراجع، يطلق النار من مسدسه بسرعة، رصاصات دقيقة نحو الفم الكبير، يصيب بعض الأسنان فتتكسر، لكن الكائن لا يتباطأ، يهز رأسه ويندفع نحوه. ميليوداس يضحك بصوت عالٍ، يقفز مباشرة نحو الجزء النحيل، يمسك إحدى الأذرع المتدلية ويلويها بقوة، يسمع صوت كسر عظام، الوجه المشوه يصرخ بألم حاد. يسحب ميليوداس الذراع ويستخدمها كسلاح، يضرب بها الجسم الضخم، يحطم جزءاً من الجلد المتورم.أنا أستمر في الحركة، أقفز فوق الذراع المخلبية مرة أخرى، أهبط على ظهر الجسم الضخم، أغرز كتانتي في اللحم بين الكتفين، أشعر بالبرق يتدفق من الشفرة إلى الجسم، يحرق اللحم من الداخل. الكائن يهتز بعنف، يحاول الوصول إليّ بالأذرع النحيلة، واحدة تمسك بكاحلي وتسحبني للأسفل، أقطعها بضربة سريعة،
أسقط على الأرض وأتدحرج لأتجنب قدمه الثقيلة التي تهبط حيث كنت، تحطم الأرضية وترسل صدمة تصيب ساقي.ليون يتحرك بذكاء، يستخدم الجدران كغطاء، يطلق رصاصات نحو العيون المغلقة في الوجه المشوه، واحدة تصيب وتنفجر في الجمجمة، الصراخ يصبح أعلى، الجزء النحيل يتخبط بعنف، يضرب ميليوداس في صدره ويرسله طائراً إلى الجدار. ميليوداس ينهض فوراً، يمسح الدم من فمه، يندفع مرة أخرى، يقفز على الجزء النحيل ويبدأ في تمزيق الأذرع واحدة تلو الأخرى بيديه العاريتين، يلويها ويكسرها، الدم يرش على وجهه لكنه يستمر في الضحك.الكائن يدور نحوي، الفم الكبير ينفتح أكثر، يطلق رذاذاً حمضياً يحرق الأرض، أقفز جانباً، الرذاذ يصيب ذراعي قليلاً، يحرق الجلد لكنني أتجاهله، أركض نحو الساق اليسرى، أقطع في النتوءات العظمية، أكسر واحدة، الكائن يعرج قليلاً. ليون يستغل اللحظة، يقترب ويفرغ مخزن مسدسه في الفم،
الرصاص يخترق اللحم الأحمر، يخرج دم أكثر، لكن الكائن يضربه بذراعه اليسرى، يرسل ليون طائراً، يصطدم بالجدار ويسقط، مسدسه يتدحرج بعيداً.أندفع لإنقاذه، أقطع الذراع التي تتبعه، لكن الكائن يستدير بسرعة، الجزء النحيل يمد أذرعاً جديدة تنمو بسرعة، تمسك بي من الخصر وترفعني، تضغط حتى أشعر بأضلاعي تئن. أغرز كتانتي في الذراع، أقطعها من الوسط، أسقط وأتنفس بصعوبة. ميليوداس يقفز على الرأس الأساسي، يغرز يديه في الفم، يسحب الأسنان ويحطمها، الكائن يهتز بعنف، يحاول رميه لكن ميليوداس يتمسك، يبدأ في خنق الجزء النحيل بذراعيه.أنهض، أفعّل الشكل السابع مرة أخرى، كتانتي تتحول إلى سيف برق نقي،
أركض وأقفز عالياً، أهبط على الظهر، أغرز الشفرة في الجزء بين الرأسين، أديرها وأرسل صدمات كهربائية داخل الجسم. الكائن يصرخ صرخة مزدوجة تهز الأنفاق، اللحم يبدأ في الاحتراق من الداخل، دخان أسود يتصاعد. ليون ينهض ببطء، يلتقط مسدسه، يطلق الرصاصات الأخيرة في العيون المغلقة، يفتح ثقوباً تنزف.ميليوداس يقفز للأسفل، يمسك بالذراع المخلبية ويلويها حتى تنكسر، ثم يضرب الوجه المشوه بقبضته مراراً، الجمجمة تتشقق. أنا أستمر في القطع، أقطع شرائح من اللحم المتورم، أكشف العظام الداخلية، أضرب فيها بالبرق. الكائن يترنح، يحاول الزحف نحونا، لكن ساقيه تنهاران تحت الوزن، يسقط على ركبتيه. أقفز أمامه، أغرز كتانتي في الفم الكبير، أدفعها حتى النهاية، أرسل عاصفة برق كاملة داخل الجسم.الكائن يتشنج، الجزء النحيل يتوقف عن الصراخ، اللحم يذوب ويحترق، الدخان يملأ المكان.
أسحب كتانتي، أتراجع، والكائن ينهار أخيراً، جسده الضخم يتحول إلى كومة لحم متفحم ومتشقق، السوائل تتسرب منه ببطء. نتنفس جميعاً بصعوبة، الدم والعرق يغطياننا، الأنفاق تهدأ قليلاً، لكن الرائحة تبقى.أمسح كتانتي مرة أخرى، أنظر إلى ليون وميليوداس، أفكر أن هذا كان مجرد واحد منهم، وهناك المزيد في الأعماق. ليون يتحقق من قرص الـUSB، ميليوداس يضحك خافتاً، يمسح يديه. نستمر في الخروج، الدخان يتبعنا، والمدينة تنتظر在外.
نحن نستمر في التعمق، خطواتنا تتردد في الأنفاق الضيقة، الدخان يخفت قليلاً لكنه يعلق في الرئتين مثل سم. الأضواء الحمراء تومض بإيقاع غير منتظم، ترسم وجوهنا بظلال دموية. أنا أتقدم، كتانتي اللامعة مرفوعة أمامي، أشعر بالبرق ينبض في أطراف أصابعي، جاهزاً لأي شيء. ليون يمشي خلفي مباشرة، مسدسه جاهز، يمسح الجدران بعينيه الحادتين. ميليوداس يسير في المؤخرة، يدندن لحناً خافتاً، كأنه في حديقة.الممر يضيق، يتحول إلى درج حلزوني ينزل إلى أعماق أكبر،
الهواء يصبح أكثر برودة ورطوبة، رائحة الرطوبة المعفنة تخترق الأنف. أسمع صوت تقطير ماء بعيد، ثم شيئاً آخر، خدشاً خفيفاً على المعدن، مثل مخالب تتحسس الطريق. أرفع يدي لأشير بالتوقف، ليون يتجمد، ميليوداس يصمت فجأة.من أسفل الدرج، في الظلام الكثيف، تظهر العيون أولاً. حمراء ساطعة، مثل فحم مشتعل، اثنتان ثم أربعة، تتحركان بسرعة. ثم يخرج المخلوق كله، يقفز خطوتين إلى الأعلى، يهبط أمامنا بثقل يهز الدرج. ذئب ضخم، أكبر من أي كلب رأيته، جسده مشوه ومتحول، الفراء ممزق في أجزاء كبيرة، يكشف عن لحم أحمر مكشوف ينزف ببطء. نتوءات عظمية حادة تبرز من ظهره وجانبيه، مثل أضلاع ممزقة خرجت من الجلد، لامعة وبيضاء، تنتهي بحواف حادة كالسكاكين. الرأس منخفض، الفكين مفتوحان في زئير مستمر،
أسنان طويلة ومنشارية، لعاب يقطر منها. العيون الحمراء تثبت علينا، تضيقان، ثم يندفع.أنا أتحرك أولاً، أقفز جانباً لأتجنب القفزة الأولى، المخلوب يهبط حيث كنت، مخالبة تحفر في المعدن، ترسل شرارات. أدور وأقطع في الساق الأمامية، كتانتي تخترق اللحم بسهولة، دم أحمر داكن يرش، لكن المخلوق لا يتوقف، يدور بسرعة ويهاجم بفكيه. أرفع الشفرة لأصد الهجوم، الأسنان تصطدم بالمعدن، تصدر صوتاً حاداً يرن في أذني. ليون يطلق النار فوراً، رصاصات في الصدر،
تصيب النتوءات العظمية فتتكسر قطع، لكن المخلوق يزأر ويندفع نحوه.ميليوداس يقفز من الخلف، يمسك بالذيل الممزق ويسحب بقوة، يجبر المخلوق على الدوران. يضرب بقبضته في الجانب، يحطم نتوءاً عظمياً، الدم يتناثر. المخلوق يعض في ذراع ميليوداس، يغرز أسنانه، لكن ميليوداس لا يصرخ، يضحك فقط ويلوي الرقبة بيده الأخرى، يسمع صوت كسر. أنا أستغل اللحظة، أركض وأقفز على ظهره، أغرز كتانتي بين النتوءات، أديرها وأرسل صدمة برق، الجسم يتشنج، الفراء يحترق قليلاً.ليون يتراجع على الدرج، يعيد التلقيم، يطلق في العين اليمنى، الرصاصة تخترق وتنفجر داخل الجمجمة، الدم يرش. المخلوق يعرج، يهاجم ليون بعنف، يدفعه إلى الجدار. أقفز من الظهر، أهبط أمامه، أقطع في الفك السفلي، أكسر أسناناً، الزئير يتحول إلى عواء ألم. ميليوداس يمسك بالرقبة من الخلف، يرفع المخلوق قليلاً، يضرب رأسه في الجدار مراراً، الجمجمة تتشقق.أنا أستمر، أقطع في البطن، أكشف الأحشاء، أضرب بالبرق داخل الجرح،
الكهرباء تنتشر في الجسم. ليون يطلق الرصاصات الأخيرة في العين الأخرى، يعمي المخلوق. يتخبط بعشوائية، يضرب النتوءات في الجدران، يحطمها. ميليوداس يلوي الرقبة بكل قوته، يسمع صوت انكسار نهائي، الجسم يرتخي. أغرز كتانتي في القلب من الأسفل، أدفعها حتى النهاية، أرسل عاصفة كاملة. المخلوق يتشنج آخر مرة، ثم ينهار، الدم يغطي الدرج، العيون الحمراء تخفت.نقف فوق الجثة، نتنفس بصعوبة، الدم يلطخنا جميعاً. أمسح كتانتي، أنظر إلى الأعماق، أفكر أن هذا المكان لن يتوقف عن إخراج المزيد. ليون يتحقق من مسدسه، ميليوداس ي mesح يديه، يبتسم. نستمر في النزول، الدرج يبدو لا نهاية له، والظلام يزداد.
نحن ننزل الدرج الحلزوني، والدم من الذئب المتحول يلطخ أحذيتنا ويترك أثراً لزجاً. الهواء يزداد كثافة، كأننا نغوص في مستنقع حي. أنا أتقدم بخطوات محسوبة، كتانتي اللامعة في يدي اليمنى، أستمع لكل صوت: تقطير الماء، صرير المعدن، أنفاسنا الثلاثة. ليون خلفي مباشرة، مسدسه مرفوع، عيناه تضيقان في كل زاوية. ميليوداس يسير بخفة، يدندن لحناً من عالم آخر، كأننا في رحلة ترفيهية.فجأة، يتوقف الدرج.
أمامنا ممر واسع، سقفه منخفض، جدرانه مغطاة بأنابيب متشابكة تنزف سوائل خضراء. الأضواء الحمراء مكسورة، تتأرجح، ترسم ظلالاً طويلة. أرفع يدي: توقف.
أسمع صوتاً… ليس خطوة، بل تموجاً، كأن شيئاً يتدحرج داخل لحم.ثم يظهرن.
ثلاثة.
ثلاثة كائنات مشوهة، تخرج من الظلام كأنها تنبثق من كابوس.
جسد أنثوي في الأصل، لكنه الآن مغطى بلحم متغير، أحمر وبني ووردي داكن، لزج وخشن في آن.
بدلاً من الرأس: بوق ضخم، قمع لحمي بخطوط أفقية، يخرج من عنق ملفوف بأنسجة تشبه الأفاعي الحية.
الذراع اليسرى: مخالب قرنية، ثلاثة أصابع حادة كالسيوف.
الذراع اليمنى: بشرية لكن متورمة، أصابعها ممدودة كالأنابيب.
الجذع: الساق اليسرى ملفوفة بلولب لحمي ضخم، يدور حولها كأنه يبتلعها.
الساق اليمنى: مكشوفة، بقايا ملابس داخلية ممزقة، حزام معدني على الخصر، قدم تنتهي بحذاء مدبب مربوط بخنجر. ثلاثتهن يقفن في خط، البوق يتذبذب، يصدر صوتاً رطباً، كأنهن يتنفسن من خلاله.أكيهيكو (بصوت منخفض، حذر):
"لا تتحركوا. هذه ليست زومبي. هذه... طفرة. لا أعرف قدراتها. ليون، غطاء. ميليوداس، لا تقترب حتى أفهم."
ليون (جدي، يرفع المسدس):
"أرى ثلاثة أهداف. الأولوية: البوق. إذا كان يطلق شيئاً، سنموت. أحتاج 3 ثوانٍ لكل رأس."
ميليوداس (يبتسم، يفرقع أصابعه):
"أوه، بنات مشوهات؟ لطيف! أحب التحديات. أيهما أبدأ؟ الوسطى تبدو الأجمل!"
الكائنات تتحرك فجأة.
البوق ينفتح، يطلق موجة صوتية تهز الأنفاق، الأنابيب تنفجر، سوائل تتناثر. أندفع جانباً، أشعر بالضغط في أذني. ليون يسقط على ركبة، يضغط على أذنيه. ميليوداس يضحك، يقفز عالياً فوق الموجة.ميليوداس:
"هذا كل شيء؟ كنت أتوقع انفجاراً!"
الكائن الوسطى تندفع، الذراع المخلبية تقطع الهواء. أقفز فوقها، أهبط خلفها، أقطع في اللولب اللحمي على ساقها. اللحم يتمزق، لكن ينمو فوراً، يلتف حول كتانتي، يسحبها. أترك الشفرة، أخرج سكيناً صغيرة من حزامي، أطعن في البوق. الصوت يتحول إلى صراخ رطب.ليون يطلق النار:
بوم بوم بوم
ثلاث رصاصات في البوق الأيمن. ينفجر، سوائل خضراء ترش. الكائن يترنح.ليون:
"واحدة انتهت. الاثنتان الباقيتان: اليسرى لديها خنجر. احذروا."
الكائن اليسرى تقفز، الخنجر في ساقها يتوهج، تطعن به نحو ميليوداس. يمسك الخنجر بيده العارية، يكسره، ثم يضربها في البوق بقبضته. الصوت ينقطع، لكن الجسم يتفجر بلحم جديد، يلتف حول ذراعه.ميليوداس (يضحك):
"أوه، تحبني؟! للأسف، أنا مخطوب!"
أنا أركض نحو الكائن الوسطى، أستعيد كتانتي بضربة برق، أقطع اللولب كله. الساق تنفصل، لكن الكائن يزحف بذراعيه، البوق يفتح مرة أخرى. أغرز كتانتي فيه، أرسل عاصفة برق. الجسم يتشنج، يحترق من الداخل.ليون يطلق في الكائن اليمنى، يصيب الحزام المعدني، ينفجر، يقطع جزءاً من الجذع. ميليوداس يمسك الكائن اليسرى من البوق، يسحبه للخارج، يخرج أنبوب لحمي طويل، يرميه جانباً. الكائن يصرخ، يحاول الزحف.أكيهيكو (حذر):
"لا تتركوهن يقتربن. إذا التف اللحم حولك، سيمتصك."
أقفز، أقطع رأس الكائن اليمنى، البوق يتدحرج، يستمر في التنفس لبضع ثوانٍ. ميليوداس يضرب الكائن اليسرى في الأرض، يحطم الجذع. ليون يفرغ مخزنه في البوق الأخير.الثلاثة ينهارون، اللحم يذوب، يترك بركاً خضراء.
نقف وسط الدخان، نتنفس بصعوبة.ليون (جدي):
"هذه ليست نهايتها. أمبريلا صنعت جيشاً."
ميليوداس (مرح):
"جيش؟ رائع! أحتاج تمريناً!"
أكيهيكو (حذر):
"صمت. اسمعوا... هناك المزيد."
من بعيد، صوت بوق آخر.
أعمق. أكبر. نستمر في النزول.
[منظور بابادوك]
الريح تضرب وجهي كسياط جليدية، وأنا أقف على رقبة التنين، أمسك بقرن صخري ينبض بدفء غريب تحت أصابعي. السماء فوقنا رمادية كاملة، لا شمس ولا نجوم، فقط دخان شنغهاي يتسلل إلى الأعلى كأن المدينة نفسها تئن في احتضارها.
التنين يحلق ببطء متعمد، جناحاه العظميان يصنعان ريحاً عاصفة تجعل مظلتي ترفرف كراية مهزومة. خلفي، فيرتشايلد يعانق آلة الكتابة بذراعيه الممتلئتين، عيناه المحمومتان مثبتتان على الصفحة الفارغة كأنها بوابة للخلاص. إليزابيث نائمة على رقعة من الجلد الصخري، شعرها الفضي القريب من الأبيض يتطاير كألسنة ضوء قمري، جسدها البالغ يرتاح بأنوثة كاملة، منحنياتها تبرز تحت الثوب الممزق بطريقة تجعل النظر إليها يشبه النظر إلى تمثال حي. ماركو يجلس متقاطع الساقين، يمسح دماء الريف عن قرنيه بقطعة قماش ممزقة، وكلما نظر إلى الأسفل كان يهمس "يا إله السماء" بلغة لم أسمعها من قبل.التنين يهبط فجأة. ليس هبوطاً، بل توقفاً متكبراً. يمد جناحيه كأنه يعرض عضلاته، ثم يلامس الأرض بأرجله الأربعة ببطء ملكي، كأن الأرض نفسها يجب أن تشكره على السماح لها بحمل وزنه. الغابة حولنا كثيفة
، أشجار الصنوبر الخضراء تطل برؤوس مورقة، والأرض مغطاة بطبقة من الأوراق الرطبة والطحالب الناعمة. التنين يزأر زئيراً خافتاً، ليس خوفاً، بل إعلاناً. يرفع رأسه العملاق، عيناه الخضراوان المتوهجتان تتفحصان المكان كأنه يقيّم ما إذا كان يستحق وجوده."أنا أنزلكم هنا"، يقول بصوت يشبه صوت جبل يتكلم، عميق ومتهكل. "لأنني أريد." ينفث لهباً عادياً من فتحتي أنفه، يحرق بعض الأوراق القريبة ويملأ الهواء برائحة الخشب المحترق.أقفز من رقبته، أهبط على الأرض بركبة واحدة، مظلتي ترتطم بالتراب الناعم. التنين ينظر إليّ من عل، قرناه المنحنيان يلمعان تحت ضوء الدخان. "أنا سموغ. خمسمائة عام. أنا." يرفع ذقنه، والدخان يخرج من فتحتي أنفه كأنه يدخن سيجارة عملاقة.فيرتشايلد ينزل بصعوبة، آلة الكتابة تزن ذراعيه الممتلئتين، يتعثر ويسقط على ركبتيه. التنين ينظر إليه بازدراء. "الكاتب." يمد لسانه الطويل، يلعق شفتيه، صوت احتكاك الصخور. "اكتب."إليزابيث تستيقظ، ترمش عينيها الزرقاويتين، تنظر حولها بدهشة. "أين نحن؟"
صوتها ناعم لكنه متعب، جسدها يتحرك بأنوثة كاملة عندما تجلس. التنين يخفض رأسه حتى يصبح على مستوى وجهها، عينه اليمنى أكبر من رأسها. "غابة. مملكتي." يزأر بخفة، والأشجار تهتز. "نامي."ماركو ينزل آخر واحد، يقف بجانبي، ينظر إلى التنين باحترام. "في قبيلتنا، التنانين أساطير. أنت... حقيقي." التنين يضحك، صوت يشبه انهيار جبل. "أنا سموغ." يمد جناحه الأيمن، يغطي السماء فوقنا جزئياً. "انظروا."أمشي ببطء حول التنين، أتفحص جسده. الجلد صخري، لكنه يتحرك كأنه حي، خطوط نارية عادية تتوهج في الشقوق، كأن ناراً تحترق داخله. ذيله طويل، ينتهي بمطرقة عظمية، يضرب الأرض بخفة، يصنع حفرة صغيرة. "لماذا أنزلتنا هنا؟" أسأل. التنين ينظر إليّ بعين واحدة، يرفع حاجبه الصخري. "أريد."فيرتشايلد يجلس على جذع شجرة، يفتح آلة الكتابة، يبدأ في الكتابة بسرعة. "ثلاثة أيام. الكتاب الأخير." أصابعه ترتجف، لكن الكلمات تتدفق. التنين ينظر إليه. "اكتب عني."إليزابيث تقترب من التنين، تمد يدها، تلمس جلده الصخري. "أنت دافئ." التنين يخفض رأسه أكثر، يسمح لها باللمس. "أنا نار." يغلق عينيه نصف إغلاق.ماركو يجلس على الأرض، يخرج قرن صغير من جيبه، يبدأ في نحته بسكين. "سأصنع تمثالاً لك.
أنا أقف جانباً، أنظر إلى الغابة. الدخان يخفت قليلاً، لكن السماء لا تزال رمادية. أسمع صوتاً بعيداً، صفيراً. إشارتي. أخرج الجهاز الصغير من جيبي، أضغط عليه. التنين يلاحظ. "أصدقاؤك." أومئ. "قريبون. المدينة تحترق." التنين يزأر، صوت يهز الأرض. "لنذهب."يرفع جناحيه، يضربهما بقوة، الريح تهب عاصفة، الأشجار تنحني. يقلع، يحلق فوق الغابة، يزأر زئيراً يهز السماء. نحن ننظر إليه، ظلّه العملاق يغطي الأرض. فيرتشايلد يكتب بجنون. إليزابيث تضحك لأول مرة. ماركو يرفع تمثاله الصغير. أقف جانباً، أنظر إلى الغابة. الدخان يخفت قليلاً، لكن السماء لا تزال رمادية. أسمع صوتاً بعيداً، صفيراً. إشارتي. أخرج الجهاز الصغير من جيبي، أضغط عليه. التنين يلاحظ. "أصدقاؤك." أومئ. "قريبون. المدينة تحترق." التنين يزأر
أقف أمام سموغ، يدي على مقبض مظلتي، والغابة حولنا صامتة كأنها تترقب. التنين يرفع رأسه العملاق ببطء، عيناه الخضراوان تضيقان كشفرتين، ثم ينفث لهباً عادياً يحرق حفنة من الأوراق أمامي، يترك رماداً يتطاير في الهواء. الصمت يمتد ثانيتين، ثلاثاً، ثم يتكلم بصوت يهز الأرض تحت أقدامنا."انتهى."
كلمة واحدة، لكنها تقع كصخرة في بركة ساكنة.
"أخرجتكم من المخبأ. حملتكم فوق ظهري. أنزلتكم هنا. اتفاقنا انتهى."
يمد جناحيه قليلاً، يصنع ظلاً يغطي الجميع، كأن السماء نفسها تنخفض.
"أنا سموغ. خمسمائة عام. لا أحتاج أحداً. أعود إلى جبلي. الأرض البعيدة. هناك أنام. هناك أحكم. هناك أنا."أتقدم خطوة، أرفع صوتي قليلاً.
"سموغ، انتظر. نحن بحاجة إليك. المدينة تحترق. سلابي طليق. أصدقائي في خطر. أنت الوحيد الذي يستطيع—" يزأر.
ليس زئيراً عادياً. زئيراً يهز الأشجار، يسقط أوراقاً كالمطر، يجعل الطيور تهرب من أعشاشها. الأرض ترتجف تحت أقدامي، أشعر باهتزاز في صدري، كأن قلبي يريد الخروج. لهب ينفث من فمه، يمر فوق رؤوسنا بمسافة شعرة، يحرق الهواء نفسه، يترك رائحة احتراق حارقة. "لا!"
صوته يصبح أعمق، كأن الجبل نفسه يتكلم.
"أنا لا أحتاج أسبابكم. لا أحتاج أصدقاءكم. لا أحتاج مدينتكم. أنا سموغ. أنا لا أخدم. أنا أحكم."
يخفض رأسه حتى يصبح على مستوى وجهي، عيناه تضيقان، أرى انعكاسي فيهما، صغيراً، ضعيفاً.
"تريدون إقناعي؟"
يفتح فمه قليلاً، أرى الأسنان الحادة كالسيوف، اللهب يتجمع في حلقه، يضيء الغابة بلون برتقالي دامٍ.
"أنا آكل الجيوش. أحرق القلاع. أذيب الصخور. أنتم..."
يشم الهواء، أشم رائحة الخوف من فيرتشايلد خلفي.
"أنتم مجرد لحم. لحم يتكلم."فيرتشايلد يتقدم خطوة، آلة الكتابة في يديه ترتجف، صوته يخرج متقطعاً.
"سموغ... أنت... أنت أسطورة. أنا كاتب. أستطيع أن أكتب عنك. أجعل اسمك يعيش ألف عام أخرى. أجعل العالم يخافك. يحبك. يتذكرك." التنين ينظر إليه، عيناه تضيقان أكثر.
"كتابة؟"
يضحك، صوت يشبه انهيار جبل.
"أنا لا أحتاج كتابتك. أنا خمسمائة عام. أنا لا أموت. أنا لا أُنسى. أنا سموغ."
يمد ذراعه الأمامية، مخلبه يلامس الأرض أمام فيرتشايلد، يحفر حفرة عميقة بسهولة.
"لكن إذا أردت الكتابة... اكتب هذا: من يزعجني، يصبح رماداً."إليزابيث تقترب، خطواتها هادئة، جسدها يتحرك بأنوثة تجعل التنين يرفع حاجبه. صوتها ناعم لكنه ثابت.
"سموغ... أنت قوي. أنت عظيم. لكننا لسنا أعداءك. نحن... ممتنون. أنت أنقذتنا. دعنا نرد الجميل. ساعدنا، وسنخدمك. سنغني لك. سنحكي عنك. سن—" يزأر مرة أخرى، أعلى هذه المرة.
الأرض تنشق قليلاً تحت أقدامنا، جذور الأشجار تبرز. اللهب يخرج من فمه، يحرق شجرة كاملة على بعد عشرة أمتار، تشتعل فوراً، النار تنتشر بسرعة.
"أنا لا أحتاج خدمة!"
يخفض رأسه حتى يصبح أمام إليزابيث، فمه مفتوح، اللهب يتجمع، أرى الحرارة تشوه الهواء.
"أنا لا أحتاج أغاني! أنا لا أحتاج حكايات! أنا سموغ! أنا النار! أنا الصخر!"
يشمها، أشم رائحة شعرها الفضي يحترق قليلاً.
"أنت جميلة. لكن الجمال يحترق. كل شيء يحترق."ماركو يتقدم، قرناه ترتجفان، يرفع يديه.
"في قبيلتنا، التنانين مقدسة. أنت إله. نحن نعبدك. سنبني لك معبداً. سنقدم لك قرابين. سن—" التنين يدير رأسه بسرعة، عيناه تشتعلان.
"معبد؟"
يضرب ذيله في الأرض، يصنع حفرة بعمق متر، التراب يتطاير في وجوهنا.
"أنا لا أحتاج معبداً! أنا الجبل نفسه! أنا المعبد! أنا الإله!"
يفتح فمه كاملاً، اللهب يخرج كعمود، يحرق السماء فوقنا، النار تمر فوق رؤوسنا، أشعر بحرارتها تحرق شعري، أشم رائحة الجلد المحترق.
"اتركوني! أذهبوا! أو آكلكم! سأبدأ بالكاتب. لحمه طري. ثم الأميرة. لحمها حلو. ثم الريف. قرناه مقرمشة. ثم أنت، يا مظلة. عظامك صلبة، لكنني أكسرها."أرفع مظلتي، أقف أمامه، قلبي يدق بقوة، لكنني لا أتراجع.
"سموغ... إذا أكلتنا، ستندم. نحن أصدقاء. نحن—" يزأر زئيراً أخيراً، يهز الغابة كلها، الأشجار تنحني، الطيور تصرخ، الأرض ترتجف كأن زلزالاً يحدث.
"لا أصدقاء! لا ندم! أنا سموغ! أنا وحدي!"
يمد جناحيه، يضربهما، الريح تهب عاصفة، ترمينا على الأرض.
"غداً، عند الفجر، أقلع. من يقترب مني، يصبح رماداً. من يتكلم، يصبح وجبة. من ينظر، يصبح ذكرى." يستدير، يمشي ببطء نحو مركز الغابة، كل خطوة تهز الأرض، ذيله يحفر خطاً عميقاً. يستلقي تحت شجرة عملاقة، يغلق عينيه، لكن اللهب لا يزال يخرج من أنفه بإيقاع منتظم. نحن نجلس على الأرض، نتنفس بصعوبة، الخوف يلفنا كغيمة. فيرتشايلد يمسك آلة الكتابة بيدين مرتجفتين. إليزابيث تضع يدها على صدرها، عيناها واسعتان. ماركو ينظر إلى التنين، قرناه منخفضان. أنا أمسك مظلتي، أنظر إلى السماء، أفكر أننا الآن وحيدون. الغابة صامتة.
التنين نائم.
لكن اللهب لا يزال يخرج.
والفجر قادم.
الفجر يأتي ببطء، ضوء باهت يتسلل بين الأشجار، يلون الغابة بظلال رمادية. سموغ يستيقظ قبل أن نفعل، يزأر زئيراً خافتاً يهز الأرض، ثم يرفع جناحيه ببطء متكبر. لا ينظر إلينا. لا يتكلم. يقلع فقط، يضرب الهواء بقوة تجعل الأشجار تنحني، يصعد إلى السماء، يتجه نحو الأفق البعيد حيث جباله تنتظره. ظله العملاق يختفي تدريجياً، يترك الغابة فارغة، صامتة،
كأن شيئاً هائلاً غادر ولم يعد.نحن نجلس في دائرة صغيرة، الدخان من المدينة لا يزال يلوح في الأفق. ماركو ينهض أولاً، يمسح قرنيه، ينظر حولنا بعينين حادتين. يمشي بين الأشجار، يدفع الأغصان جانباً، ثم يعود بعد دقائق. "وجدت كهفاً. صغير، لكنه آمن. مدخله مخفي خلف شجيرات كثيفة. يتسع للريف كلهم. ماء قريب. لا وحوش." يشير بيده نحو الشرق. "ننقلهم الآن. يحتاجون مأوى حتى نجد حلاً."نبدأ في الحركة. أحمل أحد الريف المصابين على كتفي، فيرتشايلد يساعد آخر، إليزابيث تمشي بجانبنا، خطواتها بطيئة بسبب جرح في ساقها. ماركو يقود الطريق، يفتح ممراً بين الأشجار. الكهف ضيق من الخارج، لكنه يتسع داخلياً، جدرانه رطبة، سقفه منخفض، لكنه جاف. نضع الريف في الداخل، نرتب أغطية من الأوراق والأغصان. قط الكذب يقف على صخرة، بحجم وشق متوسط، فراؤه الأزرق يلمع، يراقبنا بعينيه الزرقاوين الحادتين.
فيرتشايلد يجلس على الأرض، يفتح آلة الكتابة، يمسحها بقطعة قماش. "يجب أن نذهب إلى منزلي. في ضواحي المدينة. هناك مكتبي. هناك أوراقي. هناك... السلام الذي أحتاجه لكتابة الكتاب الأخير." ينظر إليّ. "الرواية التي ستحتوي كل الوحوش. سلابي في الصدارة. ثلاثة أيام فقط. لا وقت للانتظار." يشير إلى قط الكذب الذي يقف بجانبه. "يأتي معنا. يمشي على قدميه. يكشف الكذب. قد نحتاجه."أومئ، أعد مظلتي، أتحقق من الجهاز الصغير. "ننطلق الآن. المدينة ليست بعيدة. لكن الطريق خطر." أنظر إلى ماركو. "أنت تبقى هنا مع الريف؟"ماركو يهز رأسه، يتقدم خطوة. "لا. أذهب معكم." صوته ثابت، لكن عيناه تتجولان.أرفع حاجبي. "لماذا؟ الريف يحتاجونك. أنت زعيمهم."يبتسم ابتسامة صغيرة، قرناه ترتفعان قليلاً. "أنا مدين لكم بحياتي. أنتم أخرجتموني من المستوى -7. أريد مساعدتكم. أحارب معكم."قط الكذب يفتح فمه فجأة، يقول بصوت حاد: "كذب."الجميع يتجمد. ماركو ينظر إليه، ثم يضحك ضحكة قصيرة. "حسناً. حسناً. أنا لا أكذب جيداً." يتنهد، ينظر إلينا مباشرة. "الهدف الحقيقي... مركبتنا الفضائية. سقطت في المدينة. شكلها شجرة عملاقة. معدنية. خضراء. إذا وجدناها، أستطيع إصلاحها. أرجع قومي إلى كوكبنا. أنتم تساعدونني، أنا أساعدكم. صفقة عادلة."أفكر ثانية،
ثم أومئ. "موافق. لكن إذا وجدناها، نأخذكم أولاً. ثم نكمل طريقنا."إليزابيث تقترب، تضع يدها على ذراعي. "أنا أبقى هنا." صوتها هادئ، لكنه حازم. "جراحي لم تلتئم. سأكون عبئاً في المدينة. أبقى مع الريف. أحميهم. أشفى. عندما تعودون، أكون جاهزة." تنظر إليّ بعينين زرقاويتين، فيهما قوة رغم التعب.أومئ ببطء. "حسناً. احذري. سنعود قريباً."نخرج من الكهف. أنا، فيرتشايلد، ماركو، وقط الكذب يمشي بجانبنا على قدميه الأربع، خطواته خفيفة وسريعة. نمشي عبر الغابة، الأشجار تفتح لنا طريقاً، الدخان في الأفق يزداد كثافة. المدينة تنتظر. منزل فيرتشايلد ينتظر. الكتاب ينتظر.ننطلق.