الصمت بينهما كان ثقيلاً كحجر يُلقى في بئر عميقة. النار أمام الكهف انطفأت تماماً، تاركةً خيوط دخان رمادية تتلوى في الهواء البارد. الديدان كانت تتحرك الآن، ببطء، لكن بثبات، كأنها تعرف أن الوقت في صالحها. الرجل الغامض وقف على صخرته، يده مرفوعة، عيناه – أو ما بدا كعينين تحت القبعة – مثبتتان عليهما.ريبيكا شعرت بقلبها يخفق في حلقها.
"لا يمكننا الهرب." همست، صوتها بالكاد يخرج. "الديدان ستتبعنا."بيلي لم يرد فوراً. كان ينظر إلى الجبل، ثم إلى الغابة الخلفية، ثم إلى إدوارد الذي بدأ يتحرك قليلاً على الصخرة. "ليس هرباً." قال أخيراً، صوته منخفض لكن حازم. "بل خطة. القطار.""القطار؟" ريبيكا رفعت حاجبها. "لقد تركناه.""ليس كله." أشار بيلي إلى الجنوب، حيث كان القطار لا يزال مرئياً جزئياً بين الأشجار. "المحرك الأمامي لا يزال يعمل. سمعتُه وأنا آتٍ. إذا استطعنا تشغيله، يمكننا التحرك.""لكن الديدان—""سنستخدمها." قال، عيناه تلمعان فجأة. "الرجل يسيطر عليها. إذا تحركنا نحو القطار، سيرسلها خلفنا. لكن داخل القطار، يمكننا السيطرة."ريبيكا نظرت إليه، ثم إلى إدوارد. كان وجهه يتغير. الشحوب يزداد، عيناه تفتحان ببطء، لكن بدون تركيز. "إدوارد..." همست.بيلي رأى ذلك أيضاً. "لا وقت." قال، يرفع إدوارد على كتفه مرة أخرى. "نركض الآن."بدأوا يركضون. ليس بعيداً، بل مباشرة نحو القطار. الديدان تبعتهم فوراً،
كأن الرجل أعطى الأمر بصمت. الأرض كانت ترتجف تحت أقدامهم، الديدان تتدفق كسيل أسود. ريبيكا أطلقت رصاصتين من مسدس إدوارد للخلف، أبطأت بعضها، لكنها كانت تعرف أن هذا لن يكفي.وصلوا إلى القطار. الباب الجانبي مفتوح، الداخل مظلم. بيلي رمى إدوارد داخل العربة الأولى، ثم قفز هو، وسحب ريبيكا. "الكابينة!" صاح.ركضوا عبر الممر، أقدامهم تزلق على الدم الجاف. الديدان دخلت خلفهم، تغطي الأرضية. في الكابينة الأمامية، لوحة التحكم كانت مضاءة جزئياً، أضواء حمراء تومض. بيلي ألقى نظرة سريعة. "المحرك يعمل. لكن الفرامل معطلة."ريبيكا نظرت إلى الخارج. الرجل الغامض كان يتحرك الآن، ينزل من الجبل ببطء، الديدان تحيط به كحارس. "سيصل إلينا.""ليس إذا تحركنا." قال بيلي، يجلس في مقعد السائق. "هناك فرامل أمامية وخلفية. يمكننا تشغيلهما معاً لإبطاء القطار، ثم توجيهه.""لكن إلى أين؟" سألته ريبيكا، وهي تساعده في شد الأذرع."السكة تنزل إلى وادٍ. هناك محطة قديمة تحت الأرض، منجم مهجور. إذا وصلنا، يمكننا إغلاق الأبواب."فجأة، صوت من الخلف. إدوارد. كان يقف الآن، جسده يتمايل، عيناه بيضاء تماماً. فمه مفتوح، يصدر أنيناً منخفضاً. الدودة كانت قد وصلت إليه."إدوارد..." همست ريبيكا، دموع في عينيها.بيلي لم يتردد. أخرج سكينه، لكن ريبيكا أمسكت يده. "لا. دعني."رفعت المسدس.
يدها ترتجف. "أنا آسفة." قالت، ثم أطلقت. الرصاصة أصابت رأسه، سقط إدوارد على الأرض، جسده يتشنج للحظة قبل أن يتجمد.القطار بدأ يتحرك. بيلي شد الفرامل الأمامية، ريبيكا الخلفية. الآلة صرخت، المعدن يئن، لكن القطار تسارع. الديدان كانت داخل العربات الآن، تتدفق نحو الكابينة."أغلقي الباب!" صاح بيلي.ريبيكا ركضت، أغلقت الباب المعدني، لكن الديدان كانت تتسلل من الشقوق. القطار كان يتسارع الآن، يهبط المنحدر بسرعة جنونية. الغابة تتلاشى خلفهم، الجبال ترتفع."المحطة!" صاح بيلي. "أراها!"أمامهم، فجوة في الجبل. مدخل مظلم، سكة حديدية قديمة تختفي فيه. القطار دخل، الظلام يبتلعه. الديدان كانت لا تزال خلفهم، لكن الباب المعدني للمحطة بدأ يغلق تلقائياً عندما مر القطار.القطار اهتز بعنف. الفرامل لم تكن كافية. انحرف عن السكة، اصطدم بجدار المحطة، المعدن يتمزق، الزجاج يتحطم. ريبيكا وبيلي أُلقيا إلى الأمام، جسداهما يصطدمان بلوحة التحكم.الصمت. ثم صوت الديدان من بعيد. لكن المحطة كانت مغلقة. أبواب حديدية ثقيلة أغلقت المدخل.ريبيكا فتحت عينيها ببطء. بيلي كان بجانبها، ينزف من جبهته.
"هل... نجحنا؟" سألته.نظر إلى الخارج. الديدان كانت تضرب الأبواب، لكنها لا تدخل. "مؤقتاً." قال. "لكننا تحت الأرض الآن. وهناك شيء آخر."في الظلام، أضواء خافتة بدأت تومض. لافتات قديمة. "منجم أركلاي – القطاع 7". وصوت. ليس ديدان. خطوات. بشرية."من هناك؟" صاح بيلي، يرفع بندقيته.من الظلام، خرج شكل. امرأة. ترتدي معطف مختبر أبيض ممزق. وجهها شاحب، لكن عيناها حيتان. "أنتم... لستم من أمبريلا." قالت، صوتها مرتجف. "لكنكم جلبتم الموت معكم."ريبيكا وقفت ببطء. "من أنتِ؟""أنا... كنتُ هنا منذ سنوات." قالت المرأة. "المنجم ليس مهجوراً. إنه... مختبر. وهم لا يزالون هنا.
القطار توقف أخيراً بصوت صرير معدني طويل، الدخان يتصاعد من العجلات المحترقة، الجدران الممزقة تكشف عن أحشاء حديدية ملتوية. ريبيكا دفع الباب الجانبي المعوج بكتفها، الدم يسيل من جرح في ذراعها، الهواء داخل المحطة بارد ورطب يحمل رائحة عفنة مختلطة بكيماويات قديمة. بيلي خرج خلفها، بندقيته موجهة إلى الظلام، خطواته حذرة على الأرضية الخرسانية المغطاة بطبقة رقيقة من الغبار والزجاج المكسور.المحطة كانت واسعة، أعمدة خرسانية شاهقة تدعم سقفاً منخفضاً، أضواء طوارئ حمراء تومض ببطء في الزوايا، تُلقي ظلالاً طويلة تتحرك كأشباح. في الجدار البعيد، باب حديدي ثقيل مفتوح جزئياً، يكشف عن ممر طويل ينحدر إلى الأسفل، جدرانه مغطاة ببلاط أبيض متسخ، أنابيب نحاسية مكسورة تتسرب منها قطرات ماء بصوت منتظم. لافتة معلقة بشكل مائل تقول "منشأة التدريب – القطاع الغربي – الوصول المصرح به فقط".ريبيكا تقدمت أولاً، مسدسها في يدها،
أصابعها مشدودة على الزناد، كل خطوة تُصدر صوتاً خفيفاً على الأرضية المبللة. بيلي تبعها، يغطي الخلف، عيناه تتفحصان الزوايا المظلمة حيث تتجمع الظلال. الممر كان يتسع تدريجياً، يتحول إلى قاعة كبيرة، صفوف من المقاعد الخشبية المقلوبة، شاشات عرض مكسورة، لوحات إعلانية ممزقة تظهر رسومات لجنود يرتدون بدلات واقية، شعار أمبريلا بارز في الوسط.في منتصف القاعة، مكتب كبير مغطى بأوراق مبعثرة، ملفات مفتوحة، صور فوتوغرافية لتجارب، أنابيب اختبار فارغة، جهاز تسجيل قديم لا يزال يعمل، صوته خافت لكنه واضح. ريبيكا اقتربت، ضغطت على زر التشغيل، صوت رجل يتحدث بلغة رسمية باردة:
"اليوم 47. التجربة على العينة B-03 ناجحة جزئياً. الطفيلي يندمج مع الخلايا العصبية، لكن السيطرة لا تزال غير مستقرة. الدكتور ماركوس يصر على زيادة الجرعة. نهاية التسجيل."بيلي فتح أحد الملفات، صفحات مليئة بمخططات، رسومات لديدان طويلة، هياكل بشرية معدلة، ملاحظات بخط يد دقيق: "المرحلة الثالثة – دمج الطفيلي مع الجينوم البشري. الهدف: جندي لا يموت. المشرف: جيمس ماركوس." صورة ملصقة في الصفحة الأخيرة، رجل في منتصف العمر، شعر أسود، نظارات، ابتسامة خفيفة، تحتها "مدير منشأة التدريب – مؤسس مشارك، شركة أمبريلا."ريبيكا انتقلت إلى الجدار الجانبي، لوحات زجاجية مكسورة، خلفها غرف صغيرة، أسرة معدنية، أجهزة مراقبة، بقايا أجساد محترقة جزئياً، عظام متفحمة، ملابس ممزقة تحمل شعار أمبريلا. في إحدى الغرف، باب مفتوح يكشف عن ممر آخر، لافتة فوقها "مختبر الطفيليات – الوصول محظور."بيلي أشار إلى الباب. تقدما معاً، الممر أضيق، الجدران مغطاة ببقع سوداء، رائحة كيماوية قوية، أرضية مبللة بسائل لزج. في النهاية، غرفة كبيرة، طاولات معدنية، أحواض زجاجية مكسورة، سائل أخضر يتسرب على الأرض، أنابيب متصلة بأجساد معلقة، بعضها بشري، بعضها حيواني، كلها ميتة، عيون مفتوحة، ديدان صغيرة تتحرك داخل التجويفات.في المنتصف، مكتب زجاجي مرتفع، شاشة كبيرة لا تزال تعمل، تعرض تسجيلاً قديماً: جيمس ماركوس يقف أمام مجموعة من الجنود، يتحدث: "الديدان ليست مجرد طفيليات. إنها المستقبل. جندي لا ينام، لا يخاف، لا يموت. أمبريلا ستصنع جيشاً لا يُقهر.
" الصوت يتكرر، حلقة لا تنتهي.ريبيكا توقفت أمام لوحة تحكم، أضواء خضراء تومض، ملفات إلكترونية مفتوحة، تقارير يومية،
تواريخ تعود إلى سنوات، آخرها قبل أسابيع فقط. بيلي فتح درجاً، وجد دفتر ملاحظات، صفحات مكتوبة بخط ماركوس: "السيطرة الكاملة ممكنة عبر الترددات الصوتية. الغناء ليس استعارة. إنه مفتاح."صوت من بعيد، خطوات ثقيلة، معدنية. ريبيكا وبيلي التفتا، باب في الجدار الخلفي يفتح ببطء، ضوء أبيض قوي ينبعث من الداخل، ظلال طويلة تتحرك. لم يكن هناك وقت للتفكير. ركضا نحو الممر الجانبي، أقدامهما تزلق على السائل، الظلام يبتلعهما مرة أخرى، صوت الخطوات يقترب من الخلف، والشاشة لا تزال تعرض وجه ماركوس، يبتسم.
الشاشة الكبيرة في غرفة التحكم الرئيسية لمنشأة التدريب كانت تعرض أربعة مربعات منفصلة، كل واحدة تُظهر زاوية مختلفة من المختبر الذي دخلته ريبيكا وبيلي. ويسكر جلس في المقعد الأمامي، ساقاه متقاطعتان، نظارته الشمسية تعكس الضوء الأزرق البارد للشاشات. بيركين وقف خلفه، يداه في جيوب معطفه الأبيض، أصابعه تطرق على الزجاج بإيقاع منتظم.في المربع الأيسر العلوي، ريبيكا تقف أمام لوحة التحكم، أصابعها تتحرك بسرعة على الأزرار، عيناها تضيقان وهي تقرأ الملفات. في المربع الأيمن السفلي، بيلي يفتح الدرج، يخرج الدفتر،
يقلب الصفحات بسرعة. الصوت كان واضحاً، خطواتهما، أنفاسهما، حتى صوت قطرات السائل على الأرضية."ممتاز." قال ويسكر، صوته هادئ كالعادة. "الآنسة تشامبرز تفعل بالضبط ما نريده. ستجد ما يكفي لتجعلها تثق بنا."بيركين لم يرد. كان يراقب الشاشة، عيناه مثبتتان على وجه ريبيكا. فجأة، الشاشات اهتزت. ضوضاء بيضاء، خطوط سوداء تتحرك عبر الصورة، ثم توقفت كلها على صورة واحدة: الرجل الغامض. وجهه الآن مرئي بوضوح، شاحب، عيناه سوداوان تماماً، ابتسامة عريضة تكشف عن أسنان حادة غير بشرية."مرحباً، أيها الخونة." قال، صوته يخرج من كل مكبرات الصوت في الغرفة، عميق، مشوه، كأنه يأتي من تحت الأرض. "تعتقدان أنكما تسيطران؟"ويسكر لم يتحرك. بيركين تراجع خطوة، يده تتحرك نحو مسدسه."أنتما قتلتما جيمس ماركوس." استمر الرجل، عيناه تضيقان. "سرقتما عمله، لوثتما مختبره، أطلقتما الطفيليات في القطار. الآن، تدفعان الثمن."الشاشات انطفأت فجأة. الغرفة غرقت في الظلام، فقط ضوء الطوارئ الأحمر يومض. صوت خطوات ثقيلة بدأ يقترب من الباب الخلفي، بطيء، منتظم، معدني. ويسكر وقف، يخرج مسدسه. بيركين نظر إلى الشاشة السوداء، ثم إلى الباب."هو ليس ميتاً.
" همس بيركين.الباب انفتح ببطء. الظلال تحركت. لا أحد. فقط صوت. نفس الصوت. يغني. بلغة قديمة، كأنها تعويذة. الديدان بدأت تخرج من الشقوق في الأرضية، صغيرة، سوداء، تتحرك نحو أقدامهما.ويسكر أطلق النار. الرصاصة اخترقت الظلام، لكن لا هدف. الديدان وصلت إلى حذائه، بدأت تتسلق. بيركين ركض نحو الباب الجانبي، لكنه كان مغلقاً. الديدان الآن تغطي الأرض، تتدفق كسيل.في المختبر، ريبيكا وبيلي سمعا الطلقة. التفتا. الشاشة الكبيرة أضاءت مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يكن هناك وجه. فقط كلمات مكتوبة بالدم:"الموت للخونة."الديدان بدأت تخرج من الجدران. ريبيكا وبيلي ركضا.
الممر الجانبي كان يتفرع إلى درج حلزوني يهبط إلى الأسفل، الدرجات معدنية صدئة، كل خطوة تصدر صوتاً حاداً يتردد في الفراغ. ريبيكا أمسكت بالدرابزين البارد، أصابعها تترك أثراً من الدم على الحديد، بيلي خلفها، بندقيته موجهة إلى الأعلى، عيناه تتفحصان الظلال التي تتحرك مع كل وميض للأضواء الحمراء. الهواء كان أثقل هنا، رطوبة مختلطة برائحة معدنية، كأن الدم والكيماويات قد تجمدا في الجدران.الدرج انتهى عند باب خشبي قديم، مقبضه نحاسي متآكل، لافتة صغيرة معلقة بجانبه مكتوب عليها "القاعة الدراسية – الدفعة الأولى – 1972".
ريبيكا دفعت الباب، المفصلات صرخت، الغرفة كانت واسعة، صفوف من المقاعد الخشبية الصغيرة مرتبة في نصف دائرة، سبورة سوداء كبيرة في الأمام، عليها بقايا كتابة بالطباشير الباهت: "الدرس 12: الاندماج البيولوجي – الدكتور ماركوس".الجدران مغطاة بصور فوتوغرافية مؤطرة، مجموعة من المراهقين، أعمارهم لا تتجاوز السابعة عشرة، يرتدون زياً رسمياً أسود، شعار أمبريلا صغير على الصدر، وجوههم شاحبة لكن عيونهم لامعة، ابتسامات مصطنعة. تحت كل صورة اسم وتاريخ: "جوناثان كلارك – 1972"، "إليزابيث وونغ – 1973"، "مايكل ريد – 1972". في الزاوية، صورة جماعية، عشرون وجهاً، ماركوس في المنتصف، يده على كتف صبي نحيف، ابتسامته عريضة.بيلي اقترب من السبورة، أزاح الغبار بكمّه، كشف عن رسم تخطيطي:
جسم بشري، أعضاء مُعلَّمة، خطوط حمراء تربط الدماغ بالعمود الفقري، كلمة "الطفيلي" مكتوبة بخط كبير. على الطاولة الأمامية، دفتر مفتوح، صفحات مكتوبة بخط طفولي: "اليوم 89. الحقنة الثالثة. أشعر بالديدان داخل رأسي. الدكتور ماركوس يقول إنها تجعلني أقوى. لكنني أسمع أصواتاً." التاريخ: 15 يونيو 1973.ريبيكا فتحت خزانة جانبية، ملفات بلاستيكية، تقارير طبية، صور أشعة، أجساد مشوهة، عظام ممتدة، جلد متشقق، عيون بيضاء. تقرير مكتوب بخط ماركوس: "العينة 14 – التحول الكامل. الطفيلي يحل محل الجهاز العصبي. الجسم يبقى حياً بعد الموت السريري. نجاح." صورة ملحقة: صبي، نفس الصبي من الصورة الجماعية، الآن عارياً، جسده مغطى بديدان سوداء تخرج من الفم والأنف.في الجدار الخلفي، باب صغير، مكتوب فوقه "غرفة العزل". بيلي دفعه، الغرفة كانت صغيرة، جدران مبطنة، أرضية معدنية، بقع دم جافة، سلاسل معلقة من السقف، أجهزة مراقبة مكسورة. على الأرض، هيكل عظمي صغير، يرتدي بقايا زي أسود، جمجمته مفتوحة، ديدان صغيرة ميتة متجمعة داخل التجويف.ريبيكا ركعت، لمست الجمجمة، أغلقت عينيها للحظة. بيلي وقف خلفها، ينظر إلى الجدران، حيث كانت كتابات محفورة بالأظافر: "هو يكذب"، "لا تثقوا به"، "نحن لسنا طلاباً". في الزاوية، دفتر آخر، صفحة واحدة مكتوبة بدم: "ماركوس يريد جيشاً. نحن أول فوج. لن نخرج أحياء."صوت من بعيد، خطوات ثقيلة، معدنية. ريبيكا وبيلي التفتا، الباب الرئيسي للقاعة يفتح ببطء، ضوء أبيض قوي ينبعث، ظلال طويلة تتحرك. لم يكن هناك وقت. ركضا نحو الممر الجانبي، أقدامهما تزلق على الأرضية، الظلام يبتلعهما، صوت الخطوات يقترب، والصور على الجدران تبدو وكأنها تبتسم.