في ليلة الخميس الرابع والعشرين من يوليو عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين، كانت جبال أركلاي الوعرة التي تحيط بمدينة راكون سيتي الهادئة في الغرب الأوسط الأمريكي تغرق في ظلام كثيف يخترقه صوت عواء بعيد يشبه صرخات بشرية مشوهة، وكانت الرياح الباردة تحمل معها رائحة الدم والتراب المبلول، وكانت الشرطة المحلية قد اكتشفت خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة من الجرائم الغريبة والمروعة، ضحايا يُعثر عليهم في الغابات أو على جوانب الطرق الجبلية، أجسادهم ممزقة ومفترسة كأن وحوشاً ضخمة قد هاجمتهم، عضات عميقة تخترق العظام،

أحشاء مسحوبة إلى الخارج، وجوه محتفظة بتعبير الرعب الأخير، وكانت التقارير الرسمية تتحدث عن حيوانات مفترسة مجهولة، لكن الضباط الذين شاهدوا الجثث كانوا يهمسون فيما بينهم عن شيء أكثر شراً، شيء لا ينتمي إلى عالم الحيوانات المعروف.كانت مدينة راكون سيتي نفسها تبدو هادئة من الخارج، أضواء الشوارع الخافتة، المنازل الصغيرة ذات الحدائق المرتبة، لكن تحت السطح كان الخوف يتسلل إلى قلوب السكان، أطفال يرفضون النوم وحدهم، كلاب تنبح بلا سبب، وأمهات يغلقن النوافذ بإحكام حتى في ليالي الصيف الحارة، وكانت الشرطة المحلية، بقيادة الرئيس براين آيرونز، قد استنفدت كل جهودها في التحقيق، دوريات ليلية، كلاب بوليسية، مصائد، لكن كل شيء باء بالفشل، الضحايا يستمرون في الظهور، والأدلة الوحيدة هي بقايا دماء وبصمات مخالب غير معروفة، وكان آيرونز، الرجل السمين ذو الوجه الأحمر الذي يخفي سراً كبيراً، قد اتصل أخيراً بشركة أمبريلا، الشركة العملاقة للأدوية التي تسيطر على اقتصاد المدينة، طالبًا المساعدة، لكن الرد كان رسمياً وبارداً، سنتابع الأمر.في تلك الليلة بالذات، كانت وحدة النخبة S.T.A.R.S.، خدمة التكتيكات الخاصة والإنقاذ، قد تلقت الأمر بالتحرك الفوري، الوحدة التي تتكون من جنود سابقين وعلماء مدربين، مقسمة إلى فريقين، ألفا وبرافو، وكان الفريق برافو قد أُرسل أولاً في الليلة السابقة، مروحيتهم تحمل ريتشارد آيكين، ريبيكا تشامبرز، إدوارد ديوي، فورست سباير، والطيار كيفن دووليتل، للتحقيق في إشارة استغاثة ضعيفة من الجبال، لكنهم فقدوا الاتصال فجأة بعد ساعات قليلة، آخر رسالة كانت صوت ريبيكا الشابة المرتعشة، شيء هنا، شيء يتحرك في الظلام، ثم صمت مطبق، وكان قائد الفريق ألفا، ألبرت ويسكر، الرجل ذو النظارات الداكنة والابتسامة الباردة، قد أمر بتحرك فوري، لا وقت للانتظار، يجب العثور على برافو قبل فوات الأوان.كانت المروحية التي تحمل الفريق ألفا، كريس ريدفيلد، جيل فالنتاين، باري بيرتون، براد فيكرز، وجوزيف فروست، تقترب من الجبال تحت ضوء قمر شاحب، المحرك يهدر بصوت عالٍ يغطي على نبضات قلوبهم المتسارعة، كريس، الشاب العضلي ذو الشعر البني، كان يمسك ببندقيته بقوة،

عيناه تتفحصان الغابة السوداء تحتها، جيل، الفتاة ذات الشعر القصير والعزيمة الحديدية، كانت تراجع الخريطة على جهازها المحمول، باري، الرجل الكبير ذو اللحية، كان يتحقق من ذخيرته مرة أخرى، براد، الطيار، كان يركز على الطيران في الظروف الجوية السيئة، وجوزيف، الشاب المتحمس، كان يحاول كسر التوتر بنكات خفيفة لم يضحك عليها أحد.عندما هبطت المروحية في منطقة مفتوحة قريبة من موقع فقدان برافو، كان الهواء بارداً ورطباً، ورائحة الدم القوية تضرب أنوفهم فوراً، كريس كان الأول الذي خرج، بندقيته مرفوعة، عيناه تتكيفان مع الظلام، ثم تبعه الباقون، خطواتهم حذرة على الأرض المليئة بالأوراق المتساقطة والأغصان المكسورة، وجدوا أول دليل بعد دقائق قليلة، شاحنة عسكرية مدمرة، أبوابها مفتوحة بعنف، جثتان لسائقين ملقاة على الأرض، رقابهما مقطوعة بأنياب حادة، وكان هناك قفص مكسور في الخلف، بطاقة تعريف ملقاة بجانبه، بيلي كوان، سجين محكوم بالإعدام، قتل ثلاثة وعشرين شخصاً، مفقود، وكان ويسكر، الذي انضم إليهم لاحقاً عبر اتصال لاسلكي، قد أمر بأخذ الحيطة، كوان خطر، مدرب قوات خاصة، لا تواجهوه منفردين.قبل أن يتمكنوا من التقدم أكثر، سمعوا صوت طلق ناري بعيداً، ثم صراخاً، كان مصدره القطار المتوقف في النفق الجبلي، إكليبتيك إكسبريس، الذي كان يقل موظفي أمبريلا في رحلة داخلية، وعندما اقتربوا من القطار، كانت النوافذ مكسورة، الدماء تغطي الجدران، جثث متناثرة في العربات، بعضها ممزق، وبعضها يتحرك ببطء، زومبي بوجوه شاحبة وعيون بيضاء، يزحفون نحو أي صوت، كريس أطلق النار أولاً، رصاصة في الرأس تسقط أحدهم، ثم تبعه جيل وباري، الرصاص يدوي في الليل، الزومبي يسقطون واحداً تلو الآخر،

لكن عددهم كان كبيراً، وكان هناك شيء آخر، ديدان سوداء عملاقة تخرج من الجثث، تتحرك بسرعة، تخترق الجدران، تهاجم بأفواه مفتوحة مليئة بأسنان حادة.في خضم الفوضى، انفصل جوزيف عن الفريق، صوته يصرخ عبر اللاسلكي، شيء هنا، شيء كبير، ثم صمت، عندما وجده كريس، كان جوزيف ملقى على الأرض، صدره مفتوح، قلبه مسحوب، وكان هناك كلب زومبي، كلب دوبرمان مشوه، عظامه بارزة، عيناه حمراء، يقفز نحو كريس، لكن باري أطلق النار عليه، الرصاص يمزق جسده، لكن الكلب استمر في التقدم حتى انفجر رأسه، كان الفريق الآن في حالة تأهب قصوى، يتراجعون نحو المروحية، لكن براد أبلغهم أن المحرك تعطل، شيء ما في الوقود، رائحة غريبة، وكان ويسكر، الذي كان يراقب من بعيد، قد أمر بالبقاء في الموقع، سنرسل دعماً، لكن الدعم لم يأتِ.في تلك اللحظة، ظهرت ريبيكا تشامبرز من الظلام، وجهها شاحب، ملابسها ملطخة بالدم، تحمل بندقية إدوارد، كانت تحكي بسرعة، بيلي كوان، هو ليس القاتل، ساعدني، الديدان، الزومبي، القطار، إدوارد مات، تحول، قتلته، وكان بيلي يقف خلفها، الرجل ذو الشعر الأشقر والندوب، يحمل بندقية M4، عيناه حادتان، لا تطلقوا النار، أنا لست عدوكم، لكن كريس رفع سلاحه، أنت المطلوب، بيلي ابتسم ابتسامة مريرة، المطلوب لجرائم لم أرتكبها، اسألوا أمبريلا، هم من بدأوا هذا.قبل أن يرد كريس، اهتزت الأرض، صوت خطوات ثقيلة، شيء ضخم يقترب، كان التيرانت، النموذج T-103، الوحش الذي أُطلق سراحه عن طريق الخطأ في التسرب، جسده الرمادي العضلي، مخلبه الضخم، عيناه فارغتان، يسير نحو الفريق ببطء لكنه حتمي، باري أطلق قذيفة من قاذفته، الانفجار يمزق ذراع الوحش، لكن التيرانت استمر، يتجدد ببطء، الدم الأسود يتدفق، وكانت الديدان تخرج من الأرض، تحيط بهم، كريس أمر بالتراجع، نحو القصر، القصر القديم في أعلى الجبل، المكان الذي يُشاع أنه مقر أمبريلا السري.كان الجري عبر الغابة كابوساً، الأغصان تضرب وجوههم، الزومبي يخرجون من الظلال، الكلاب تقفز، بيلي يطلق النار بدقة، يغطي ريبيكا، جيل تفتح الباب بقفل إلكتروني سرقته من جثة، باري يحمل الذخيرة،

كريس يقود الطريق، وعندما وصلوا إلى بوابة القصر، كانت مفتوحة، كأن شخصاً ما ينتظرهم، داخل القصر كانت الأضواء خافتة، الجدران مزينة بلوحات قديمة، تماثيل رخامية، لكن الدماء على الأرض، جثث حراس أمبريلا، وكان هناك صوت، صوت آلة كاتبة، تك تك تك، في غرفة بعيدة.كانت ريبيكا تتذكر الآن كل شيء، كيف بدأت الليلة السابقة، عندما هبطت مروحيتهم اضطرارياً، كيف وجدت القطار، كيف قتلت إدوارد بعد تحوله، كيف تعرفت على بيلي، كيف هربا من الديدان، كيف وصلا إلى المنجم، كيف واجها ماركوس، الرجل الذي لم يمت حقاً، الطفيلي الذي يعيش في الدم، وكانت تعرف الآن أن الكارثة لم تبدأ في هذه الليلة، بل قبل عشرين عاماً، في تجارب ماركوس على الأطفال، في الخيانة، في السرقة، في الجنون.داخل القصر، كان الفريق يتحرك بحذر، يفتش الغرف، يجد ملفات، تسجيلات، صور، أدلة على تجارب أمبريلا، فيروس T، فيروس G، الطفيليات، التيرانت، وكان ويسكر، الذي كان يراقب عبر الكاميرات، يبتسم ابتسامة خبيثة، كل شيء يسير حسب الخطة، التسرب المُدار، إزالة الأدلة، القضاء على الشهود، لكن شيئاً ما كان خاطئاً، التيرانت لم يعد تحت السيطرة، الديدان تنتشر، ماركوس يغني في الظلام، والفريق ألفا، مع بيلي وريبيكا، كانوا يقتربون من قلب الجحيم.كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجراً، والقصر يهتز، صوت انفجار بعيد، ثم صمت، ثم صوت خطوات، خطوات ثقيلة، التيرانت يقترب، وبيلي يرفع بندقيته، جاهز للقتال، ريبيكا تتحقق من الذخيرة، كريس ينظر إلى جيل، عيناه تقولان، سنخرج من هنا أحياء، أو نموت معاً، وكانت الشمس تبدأ في الشروق خلف الجبال، لكن الظلام داخل القصر كان أعمق من أي ليل، وكانت الكارثة التي ستغير راكون سيتي إلى الأبد قد بدأت بالفعل، في تلك الليلة، في ذلك القصر، مع أولئك الأبطال الذين لم يعرفوا بعد أن العدو الحقيقي ليس الوحوش، بل البشر الذين خلقوها.

.

يصل فريق ألفا بقيادة الكابتن ألبرت ويسكر، الذي يحمل درجة الدكتوراه في العلوم، إلى المنطقة بهليكوبتر يقوده براد فيكرز، والرياح الباردة تهب بقوة حول الشفرات الدوارة التي تقطع الضباب الكثيف الذي يغطي قمم جبال أركلاي، والمحرك يهدر بصوت عميق يتردد بين المنحدرات الصخرية والغابات الكثيفة التي تبدو كبحر أسود لا نهاية له تحت ضوء القمر الشاحب، وكان ويسكر يجلس في المقعد الأمامي بجانب براد، نظاراته الداكنة تعكس أضواء لوحة القيادة، يداه تتقلبان في ملف رفيع يحتوي على صور جوية وتقارير استخباراتية، عيناه حادتان كالصقر،

وابتسامته الخفيفة لا تكشف عن أي توتر رغم الظروف، بينما براد فيكرز، الطيار ذو الوجه الشاحب والعرق الذي يلمع على جبهته، يمسك بعصا التحكم بقوة، أصابعه ترتجف قليلاً مع كل اهتزاز للمروحية في التيارات الهوائية المتقلبة.في المقعد الخلفي، كان كريس ريدفيلد الشجاع يجلس بجانب النافذة، عضلاته البارزة مشدودة تحت السترة التكتيكية السوداء، بندقيته Samurai Edge موضوعة على ركبتيه، عيناه الزرقاوان تتفحصان الظلام أسفله بتركيز مطلق، يداه تتحركان تلقائياً للتحقق من الذخيرة في جيوبه، وقلبه ينبض بإيقاع سريع لكنه منتظم، كجندي اعتاد على المواجهات، وإلى جانبه جيل فالنتاين الذكية والماهرة في الفتح، تجلس بهدوء ظاهري، شعرها القصير مربوط بإحكام، أصابعها الرفيعة تلعب بأداة فتح الأقفال المعدنية الصغيرة التي تحملها دائماً، عيناها الخضراوان تتابعان الخريطة الإلكترونية على جهازها المحمول، تحفظ كل تفصيل في المنطقة، كل طريق، كل كهف، كل مبنى مهجور، وهي تعرف أن مهاراتها في اختراق الأنظمة ستكون مفتاح البقاء إذا وصلوا إلى أي منشأة مغلقة.أما باري بيرتون القوي ذو العائلة الكبيرة، فيجلس في الوسط، جسده الضخم يملأ المقعد، لحيته الكثيفة تخفي تعبيراً من القلق العميق، يفكر في زوجته كاثي وابنتيه مويرا وبولي في المنزل، يمسك بقاذفة القنابل اليدوية بيد واحدة وبندقيته الكبيرة Colt Python بأخرى، أصابعه الخشنة تتحرك على المعدن البارد كأنها تطمئن نفسها، وصوته الجهوري يخرج أحياناً في همس، "سنعود جميعاً، أقسم على ذلك"، لكن الكلمات تبدو أكثر لنفسه من للآخرين، وإلى جانبه جوزيف فروست، الشاب المتحمس ذو الشعر الأشقب المصفف بطريقة عفوية، يحاول كسر الصمت بنكات خفيفة، "يا رجال، إذا وجدنا دببة، أنا أول من يرقص معها"، لكن ضحكته المتكلفة تتلاشى سريعاً في الجو الثقيل،

عيناه تتسعان كلما مر ضوء كاشف على شيء غامض في الغابة.يبدأ براد في خفض الارتفاع تدريجياً، صوت المحرك يهدأ قليلاً، والأضواء الكاشفة تخترق الضباب لتكشف عن الصورة المروعة أسفله، هليكوبتر الفريق برافو محطمة تماماً، ذيلها مكسور كأن قوة هائلة قد ضربتها، شفراتها الرئيسية منحنية وممزقة، الجسم الرئيسي ملقى على جانبه في وسط حفرة عميقة محاطة بأشجار محترقة وأغصان متكسرة، وبقايا دخان خفيف تتصاعد من المحرك المحطم، والأرض حولها ملطخة بالزيت والدم، وكان كيفن دووليتل، قائد الطائرة وطيار برافو، ملقى على الأرض بجانب الباب المفتوح بعنف، جسده ممزق بطريقة وحشية، صدره مفتوح كأن مخلباً عملاقاً قد شقه، ذراعاه ممدودتان كأنه حاول الزحف بعيداً عن شيء ما، وجهه محتفظ بتعبير الرعب الأخير، فمه مفتوح في صرخة صامتة، عيناه مفتوحتان على وسعهما تحدقان في السماء، والدماء المتجمدة تغطي الأرض حوله كبحيرة سوداء في ضوء القمر.لكن بقية أعضاء الفريق برافو، ريتشارد آيكين، ريبيكا تشامبرز، إدوارد ديوي، فورست سباير، كانوا مفقودين تماماً، لا أثر لأجسادهم، لا معداتهم المتناثرة، لا أي دليل على وجودهم، لا بصمات أقدام تخرج من الحطام، لا أصوات استغاثة، لا حتى قطعة من ملابسهم، فقط فراغ مخيف يحيط بالمشهد، كأن شيئاً قد ابتلعهم أو سحبهم إلى الظلام دون صوت، وكان ويسكر يرفع حاجباً واحداً، يهمس لبراد، "أنزلنا هنا، يبدو أن الأمور أسوأ مما توقعنا"، صوته هادئ وبارد كالعادة، لكن عيناه تلمعان بلمعان غريب، كمن يرى خطته تتكشف أمامه، وبراد يهز رأسه، يخفض المروحية ببطء، الأرض ترتفع لتلتقي بهم، والفريق يستعد للخروج، أسلحتهم مرفوعة، أنفاسهم تتصاعد في الهواء البارد، والظلام ينتظرهم كفك مفتوح جاهز للإطباق.

أثناء بحثهم في الغابة الكثيفة التي تغطي منحدرات جبال أركلاي، حيث الأشجار الضخمة تتشابك أغصانها كأيدٍ عملاقة تحجب ضوء القمر، والأوراق الرطبة تتكسر تحت أحذيتهم الثقيلة مع كل خطوة حذرة، كان الفريق يتقدم بتشكيلة واسعة، كريس في المقدمة يمسح الظلام بضوء مصباحه المثبت على بندقيته، جيل إلى يمينه تتحقق من أي أثر أو علامة على الأرض الطينية، باري في الخلف يغطي الجانب الأيسر بقاذفته الجاهزة، وويسكر في الوسط يوجههم بصوته الهادئ الذي يحمل سلطة لا تُخطئ، وجوزيف يتجول قليلاً إلى الأمام يبحث عن أي إشارة، عيناه تتفحصان الشجيرات الكثيفة والأرض المغطاة بالأوراق المتساقطة، الهواء ثقيل برائحة التراب المبلول والشيء الآخر، رائحة معدنية خفيفة تشبه الدم الجاف، وكانت الرياح تهمس بين الأشجار كأنها تحذر من شيء يقترب.فجأة، انقضت الكلاب الدوبرمان المتوحشة من الظلام، ليست كلاباً عادية بل مصابة بطفرة مرعبة تجعلها أقوى وأسرع، جلودها ممزقة تكشف عن عضلات حمراء نابضة وعظام بارزة، عيونها حمراء متوهجة كجمر مشتعل، أفواهها مفتوحة على أنياب طويلة منحنية ملطخة باللعاب الأصفر والدماء الجافة، أجسادها مشوهة بورمات غريبة تنبض كأنها قلوب إضافية، وكانت عددها أكثر من عشرة، تنطلق كالبرق من بين الشجيرات، مخالبها تخدش الصخور، أنفاسها الساخنة تملأ الهواء برائحة الفساد، وكان جوزيف الأقرب إليها، يدور ليواجه الوحش الأول الذي قفز نحوه مباشرة، يطلق رصاصة من مسدسه تصيب كتفه لكن الكلب لا يتوقف، يقفز على صدره يمزقه بأنيابه، يسحب لحمه بقوة وحشية، الدم يرش على الأوراق، جوزيف يصرخ صرخة مدوية تخترق الليل، يحاول دفع الكلب بعيداً بيديه لكن كلاب أخرى تنضم، واحدة تمسك بساقه تسحبها بعنف، أخرى تقفز على ظهره تمزق كتفه، جسده يتلوى على الأرض في بركة من دمه، يطلق النار عشوائياً يصيب كلباً واحداً يسقط ميتاً لكنه لا يوقف الباقين،

اللحم يتمزق من ذراعه، صدره يُفتح ككتاب، أمعاؤه تخرج جزئياً، وكانت صرخاته تتحول إلى أنين غرغرة مليئة بالدم، عيناه تتسعان في رعب مطلق قبل أن تغمض إلى الأبد.كان الذعر ينتشر كالنار في الهشيم، كريس يدور يطلق النار على أقرب كلب يقفز نحوه، الرصاص يمزق رأسه يرشه دماً أسود لزجاً، جيل تتراجع خطوتين تسدد مسدسها بدقة تصيب كلباً في عينه يسقط يتلوى، باري يطلق قذيفة من قاذفته تنفجر وسط ثلاثة كلاب ترميها متفحمة، لكن الباقيات كانت أسرع، تقفز بارتفاع غير طبيعي، مخالبها تخدش الهواء، أنيابها تلمع، وكان ويسكر يطلق النار بهدوء حسابي يسقط كلاباً اثنتين بطلقتين فقط، لكن الفريق كان يتراجع الآن، الغابة مليئة بصرخات الكلاب ودوي الطلقات، الدم يتناثر على الأشجار، والأرض تتحول إلى مستنقع أحمر، وكان براد فيكرز، الذي كان يراقب من المروحية، يرى المشهد من الأعلى، يداه ترتجفان على عصا التحكم، عرقه يتساقط على لوحة القيادة، قلبه يدق بعنف، يرى جوزيف يُمزق إربًا، الكلاب تتدفق كالسيل، الفريق يطلق النار لكنهم مغلوبون، فيصرخ في اللاسلكي، لا أستطيع، لا أستطيع البقاء، ثم يرفع المروحية فجأة، الشفرات تدور بسرعة، يصعد بعيداً تاركاً الفريق خلفه، صوته يرتجف، آسفين، آسفين، لا أستطيع، وكانت المروحية تبتعد في السماء، صوتها يتلاشى تدريجياً، تاركة الفريق وحدهم مع الكلاب المتوحشة التي تطاردهم الآن بجنون.كان كريس يصرخ، براد، عد إلينا، لكن الصوت كان يبتعد، وكانت الكلاب تقترب أكثر، خمسة أو ستة باقيات، عيونها الحمراء تلمع في الظلام،

أنفاسها الساخنة تملأ الهواء، مخالبها تخدش الأرض، وكان ويسكر يشير بيده نحو الأفق، هناك، القصر، قصر سبنسر المهجور الضخم، يلوح في الأفق كملاذ أخير، مبنى عملاق من الحجر الرمادي الداكن، أبراجه الشاهقة تخترق السماء، نوافذه السوداء كعيون ميتة، جدرانه مغطاة بالكروم وبعد الشقوق، يبدو كوحش نائم في قلب الغابة، وكان الفريق يركض الآن بكل قوته، كريس في المقدمة يدفع الأغصان بعيداً، جيل خلفه تطلق النار على كلب يقترب من يمينها، الرصاص يمزق فكه لكنه يستمر يزحف، باري يغطي الخلف يطلق قذيفة أخرى تنفجر خلفهم ترمي كلبين في الهواء متفحمين، أجسادهما تتحطم على الأشجار، وويسكر يركض بسرعة مذهلة لشخص يبدو هادئاً، مسدسه يطلق بدقة يسقط كلباً يقفز نحوه، لكن الكلاب كانت لا تنتهي، تقفز من الجانبين، واحدة تقفز على باري تمسك بساقه تمزق الجلد، يصرخ يدفعها بعيداً يسحق رأسها بقاذفته، الدم الأسود يرش على سرواله، والألم يجعله يعرج قليلاً لكنه يستمر في الركض، والغابة تتردد بصرخاتهم ونباح الكلاب وعويل الرياح، الأشجار تضربهم، الأغصان تخدش وجوههم، التراب يلتصق بأحذيتهم، والقصر يقترب ببطء، بوابته الحديدية الصدئة مفتوحة جزئياً كفك مفتوح، الجدران العالية مغطاة باللبلاب المتسلق، والنوافذ السوداء تبدو كعيون تراقبهم، وكان الفريق يشعر بالأمل ينمو مع كل خطوة، القصر، الملاذ، الوحيد الذي يفصل بينهم وبين الموت، كريس يدفع البوابة بكتفه يفتحها بعنف، يركضون إلى داخل الساحة الداخلية، النوافذ الكبيرة في المدخل الرئيسي، يصعدون الدرج الحجري المتصدع، كريس يدفع الباب الخشبي الثقيل بكل قوته، يفتح بصرير مخيف، يدخلون، يغلقونه خلفهم، يدفعونه بأجسادهم، الكلاب تقفز على الزجاج تخدش بالمخالب، أنيابها تضرب الخشب، لكن الباب يقاوم، يتنفسون بصعق، الدم يقطر من جروحهم، الخوف يملأ عيونهم، والقصر يحتضنهم في صمته المخيف، ملاذ أخير أمام الجحيم الذي تركوه خلفهم.

2025/11/05 · 13 مشاهدة · 2509 كلمة
TOD18
نادي الروايات - 2025