الباب الخشبي الثقيل يُغلق خلفهم بصوت يشبه الرعد البعيد، يتردد صداه في القاعة الواسعة التي ابتلعت أنفاسهم فجأة، كأن القصر نفسه يتنفس معهم، يسحب الهواء من رئتيهم ويحبسه داخل جدرانه العتيقة. الريح تعوي خارجاً، تضرب النوافذ المعتمة بأظافر الكلاب الطافرة التي لا تزال تزمجر وتخدش الزجاج، لكن داخل القصر، الصمت يصبح أثقل، أكثر كثافة، كأنه طبقة من الغبار القديم تتراكم على كلماتهم قبل أن تخرج. الهواء بارد ورطب، يحمل رائحة الخشب المتعفن الممزوجة برائحة معدنية خفيفة، رائحة الدم القديم الذي جف منذ زمن بعيد لكنه لا يزال يلتصق بالأرضيات الرخامية المتشققة.كريس ريدفيلد يقف أولاً، يمسح الدم والعرق عن جبينه بكم قميصه الممزق،
عيناه تتجولان في القاعة الرئيسية التي تبدو كمتحف مهجور لعصر ذهبي انتهى فجأة. الثريات الكريستالية معلقة من السقف العالي، مغطاة بطبقة سميكة من الغبار تجعلها تبدو كأنها أنياب متجمدة في الظلام. اللوحات على الجدران تصور رجالاً ببدلات رسمية ونساء بفساتين طويلة، وجوههم شاحبة تحت ضوء المصابيح القليلة التي لا تزال تعمل، كأنها تنظر إليهم بتعبير يقول: أنتم التالون. الأرضية مغطاة بسجاد فارسي مهترئ، يخفي تحت قدميهما صوت خطواتهم، لكن كل خطوة تترك أثراً في الغبار، كأن القصر يسجل دخولهم كشهود على نهايتهم."هذا المكان... يبدو كأنه قبر حي،" يهمس جيل فالنتاين، صوتها يخرج أخف مما قصدت، كأن الجدران تبتلع الكلمات. هي تقف بجانب كريس، مسدسها لا يزال في يدها، أصابعها مشدودة على المقبض حتى تبيض مفاصلها. شعرها الأسود المربوط مربوط بإحكام، لكن بعض الخصلات انفلتت وتلتصق بجبينها المعرق. عيناها الزرقاوان تتحركان بسرعة، تفحصان كل زاوية، كل ظل، كأنها تتوقع أن يتحرك شيء ما من تلقاء نفسه.باري بيرتون، الرجل الكبير ذو اللحية الحمراء، يقف خلفهما، يحمل قاذفة القنابل على كتفه كأنها جزء من جسده. تنفسه ثقيل، يخرج من صدره العريض كأنه محرك يعمل بجهد. "لا أحب هذا، يا رفاق. لا أحب هذا أبداً. الفتيات في البيت ينتظرنني، وأنا هنا في هذا الجحيم الملعون." صوته خشن، لكنه يحمل نبرة أبوية، كأنه يحاول طمأنة نفسه أكثر من الآخرين. ينظر إلى الباب الذي أغلقوه للتو، يتأكد من أنه مغلق جيداً، ثم يمسح يده على جدار قريب، يترك أثراً في الغبار. "من يبني قصراً كهذا في وسط الغابة؟ ولماذا يتركه مهجوراً؟"ألبرت ويسكر، الكابتن، يقف بعيداً قليلاً، نظارته الشمسية السوداء تخفي عينيه حتى في الظلام الداخلي. هو الوحيد الذي يبدو هادئاً تماماً، كأن ما حدث خارجاً لم يكن سوى تمرين روتيني. يعدل قفازاته الجلدية السوداء ببطء، ثم يرفع رأسه، يفحص السقف والجدران بنظرة علمية، كأنه يقرأ خريطة في ذهنه. "القصر بناه جورج تريفور في الستينيات، للأرل أوزويل إي. سبنسر، أحد مؤسسي أمبريلا. كان مقراً للبحث والتطوير، بعيداً عن الأعين. الآن، هو مجرد نصب تذكاري لأخطائهم." صوته بارد، دقيق، كأنه يقرأ من تقرير رسمي. لا ينظر إلى الآخرين مباشرة، بل يركز على لوحة كبيرة على الحائط، تصور رجلاً عجوزاً ذا عيون حادة، يشبه سبنسر نفسه.كريس يلتفت إليه، يشعر بشيء غير مريح في هدوء ويسكر. "كيف تعرف كل هذا، يا كابتن؟ لم تذكر أنك زرت المكان من قبل." صوته يحمل لمحة من الشك، لكن الإرهاق يجعله يبدو أكثر حدة مما قصد.ويسكر يبتسم ابتسامة خفيفة، لا تصل إلى عينيه.
"المعرفة جزء من الوظيفة، ريدفيلد. الآن، لنضيع الوقت. ننفصل ونبحث عن أي أثر لفريق برافو. جيل، معي إلى الجناح الشرقي. كريس، باري، الغربي. ابقوا على اتصال بالراديو. وكونوا حذرين – هذا المكان مليء بالمفاجآت."الفريق يتردد للحظة، لكن الأوامر هي الأوامر. يتفرقون ببطء، خطواتهم تتردد في القاعة الفارغة. كريس وباري يتجهان نحو الدرج الرئيسي، الذي يتفرع إلى ممرات علوية، بينما جيل وويسكر يختفيان خلف باب جانبي مزخرف بنقوش ذهبية باهتة. الهواء يصبح أكثر برودة مع كل خطوة، كأن القصر يبرد درجة حرارته ليحافظ على أسراره.كريس يصعد الدرج ببطء، يده على مسدسه، عيناه تفحصان الظلال تحت التماثيل الرخامية التي تصطف على الجانبين – تماثيل لكلاب صيد، فمها مفتوح كأنها على وشك النباح. "باري، هل سمعت ذلك؟" يهمس فجأة، يتوقف في منتصف الدرج.باري يتجمد، يستمع. صمت، ثم صوت خفيف، كأن شيئاً يسحب على الأرض في الطابق العلوي. "نعم... يبدو كأن شخصاً يزحف." يرفع قاذفته، يتقدم بخطوات ثقيلة.في الأسفل، جيل تسير بجانب ويسكر في ممر ضيق مضاء بمصابيح جدارية خافتة، الجدران مغطاة بورق حائط أحمر داكن متشقق، يظهر تحته رسومات قديمة لتنانين ووحوش. "كابتن، هذا المكان يعطيني شعوراً سيئاً. كأننا ندخل فخاً." تقول جيل، صوتها منخفض، تحاول كسر الصمت.ويسكر لا يرد فوراً، يمشي بخطوات منتظمة، كأنه يعرف الطريق. "الخوف طبيعي، فالنتاين. لكنه لا يساعد. ركزي على المهمة."فجأة، طلقة نار تدوي من الجناح الغربي، صوتها يتردد كالرعد في الممرات، يجعل الجميع يتجمدون. كريس يصرخ في الراديو: "طلقة! من الغربي! باري، معي!
" يركض صاعداً الدرج بسرعة، قلبه يدق بعنف.جيل تسحب مسدسها، تنظر إلى ويسكر. "كابتن، يجب أن نذهب لمساعدتهم!"لكن ويسكر يختفي فجأة، يدخل باباً جانبياً دون كلمة، يغلقه خلفه بهدوء. جيل تطرق الباب، تصرخ اسمه، لكن لا رد. الظلام يبتلع صوتها، والقصر يبدو أكبر فجأة، أكثر وحشية.كريس وباري يصلان إلى الجناح الغربي، يجدانه باباً مفتوحاً على مصراعيه، غرفة طعام كبيرة مع طاولة طويلة مغطاة بغبار، كراسي مقلوبة، وأرضية ملطخة بدماء جديدة. في الزاوية، جثة زومبي ملقاة، رصاصة في رأسها، ومسدس فارغ بجانب يد مقطوعة. "هذا... هذا ليس من برافو،" يهمس باري، يقترب بحذر.كريس يرفع عينيه، يرى باباً آخر مفتوحاً، يؤدي إلى ممر مظلم. صوت أنين خفيف يأتي من هناك، أنين بشري مؤلم. "هناك شخص ما... حي." يتقدمان معاً، مسدساهما مرفوعان، الظلال تتحرك حولهما كأنها أحياء، والقصر يهمس أسراره القديمة في أذنيهما، يخبرهما أن هذه الليلة لم تنته بعد، وأن الرعب الحقيقي بدأ just now.في الجناح الشرقي، جيل وحدها الآن، تتقدم بحذر، تسمع صوت خطوات خفيفة أمامها، كأن ويسكر يبتعد عمداً. القصر يبدو كمتاهة، كل ممر يؤدي إلى آخر، كل باب يخفي غرفة مليئة بأثاث مغطى بأغطية بيضاء، كأنها أشباح نائمة. رائحة التحلل تزداد، والبرودة تخترق عظامهما. فجأة، صوت آخر، كأن شيئاً يسقط في الطابق العلوي، ثم صمت مطبق.باري يكسر الصمت: "كريس، إذا خرجنا من هذا، سأدعوك على عشاء في البيت. الفتيات يحببن اللحم المشوي." يحاول الضحك، لكن صوته يرتجف.كريس يبتسم رغم الخوف: "صفقة، يا صديقي. لكن دعنا نجد الناجين أولاً."الأنين يزداد، يقودهما إلى غرفة نوم قديمة، سرير كبير مع ستائر ممزقة، وفي الزاوية، ريبيكا تشامبرز جالسة، مصابة، تحمل مسدساً فارغاً، عيناها واسعتان من الرعب. "كريس... باري... الحمد لله... الزومبي... هم هنا... في كل مكان..."القصر يضحك في الظلام، يعرف أن الليلة طويلة، وأن الدماء ستسيل أكثر قبل الفجر.
كريس يدفع الباب الخشبي الثقيل لغرفة الطعام بكتفه، يتأرجح الباب ببطء مع صرير يشبه أنين عجوز يعاني من آلام المفاصل، يتردد الصرير في الغرفة الواسعة التي تفتح أمامهما كفم جائع يبتلع الضوء الخافت من المصباح الوحيد المعلق في السقف. الغرفة فاخرة بشكل مخيف، طاولة طعام طويلة من خشب الماهوغاني الداكن تمتد في الوسط كأنها نهر من الظلام، مغطاة بمفرش أبيض متسخ بالغبار والعفن، عليه أطباق فضية باهتة وكؤوس كريستالية متشققة، كأن آخر عشاء هنا كان قبل عقود ولم ينته بعد. الجدران مزينة بلوحات زيتية كبيرة تصور مشاهد صيد قديمة، كلاب تطارد غزلاناً في غابات مظلمة، والغزلان تنظر إليهم بعيون زجاجية مليئة بالرعب نفسه الذي يشعر به كريس الآن. الثريا فوق الطاولة مهترئة، بلوراتها تتدلى كأسنان مكسورة، والهواء ثقيل برائحة اللحم المتعفن الممزوجة برائحة الشموع الذائبة منذ زمن بعيد، رائحة تجعل المعدة تنقلب والحلق يجف.باري يدخل خلفه مباشرة، خطواته الثقيلة تخلق صدى يتردد على الأرضية الرخامية المغطاة ببقع داكنة تبدو كدماء جافة، يرفع قاذفته بيد واحدة بينما يمسح عرقه بيد الأخرى، عيناه تتسعان تدريجياً وهو يفحص المكان. "يا إلهي، كريس... انظر إلى ذلك." صوته يخرج كهمس خشن، كأنه يخاف أن يوقظ شيئاً نائماً في الظلال.في نهاية الطاولة، تحت الثريا مباشرة، يرون الجثة أولاً. كينيث جيه. ساليفان، عضو فريق برافو، الذي يعرفه كريس جيداً من التدريبات المشتركة، الرجل الهادئ ذو الشعر الأسود القصير والابتسامة الودودة التي كان يوزعها على الجميع. الآن، هو مجرد كومة من اللحم الممزق ملقاة على الأرض، بدلته الرسمية لـS.T.A.R.S.
ممزقة من الصدر إلى البطن، والدم يتدفق من جرح عميق في حلقه، جرح يشبه عضة هائلة، كأن فكاً عملاقاً قد مزق اللحم والغضروف دفعة واحدة. الدماء حمراء زاهية، جديدة، تتجمع في بركة تحت رأسه، وفقاعات صغيرة تخرج من الفم المفتوح، كأنه لا يزال يحاول التنفس، يحاول قول شيء ما قبل أن يغرق في دمائه. عيناه مفتوحتان، زرقاوان شاحبتان، مليئتان بالصدمة والألم، تنظران إلى السقف كأنها تتوسل إلى السماء التي لم ترحم.لكن الأسوأ لم يأت بعد. فوق الجثة، منحنياً كوحش يتغذى على فريسة، يقف الشيء. زومبي بشري هائل الجثة، رجل كان يوماً ما، الآن بشرته شاحبة متعفنة، رمادية اللون مع بقع خضراء من العفن الذي ينمو تحت الجلد كأنه فطريات في قبو رطب. الملابس الممزقة عليه تبدو كبقايا بدلة مختبر قديمة، ممزقة من الكتفين والصدر، تكشف عن عضلات متورمة بشكل غير طبيعي، كأن الجثة قد انتفخت بعد الموت. عيونه بيضاء تماماً، ميتة، بدون حدقة، مجرد كرات بيضاء تتحرك ببطء في المقلتين، كأنها تبحث عن شيء لم تعد تراه. الفم مفتوح، أسنان صفراء مكسورة، واللعاب يسيل منه مختلطاً بالدماء، وهو يمضغ ببطء قطعة من لحم كينيث، يصدر صوتاً مقززاً،
صوت تمزق اللحم والعظام، كأنها وجبة لذيذة في مطعم جهنمي.كريس يتجمد للحظة، قلبه يدق بعنف حتى يشعر أنه سيخرج من صدره، يده تشد على مسدسه تلقائياً. "كينيث... لا... يا إلهي، لا." صوته يخرج مكسوراً، كأن الكلمات تكسرت في حلقه قبل أن تخرج. هو يعرف كينيث، كان يتحدث معه الأسبوع الماضي عن خططه للتقاعد، عن عائلته في المدينة، عن كيف أنه يريد أن يعيش حياة هادئة بعد كل هذه المهمات.باري يتقدم خطوة، وجهه يشحب تحت لحيته الحمراء، عيناه تتسعان من الرعب. "ما هذا الشيء؟ هذا... هذا ليس بشرياً. كينيث... يا صديقي..." يرفع قاذفته بيدين مرتجفتين قليلاً، لكنه يحاول السيطرة على نفسه، يتذكر بناته في البيت، يتذكر أنه يجب أن يبقى حياً لأجلهن.الزومبي يرفع رأسه ببطء، كأن حركته تتطلب جهداً هائلاً، يصدر أنيناً عميقاً من حلقه، أنيناً يشبه الغرغرة في الماء الراكد، ثم يبدأ في التحرك نحوهما، خطوات بطيئة، متمايلة، ذراعاه ممدودتان أمامه كأنها مخالب تبحث عن لحم جديد. الجلد على وجهه يتقشر قليلاً مع كل حركة، يكشف عن عضلات حمراء تحتها، والرائحة تصبح أقوى، رائحة الموت والتحلل التي تملأ الغرفة كضباب سام.كريس يصرخ: "أطلق النار! في الرأس!" يرفع مسدسه ويبدأ في الإطلاق، طلقة تلو الأخرى، الصوت يدوي في الغرفة كانفجارات صغيرة، يتردد على الجدران ويجعل الثريا تهتز. الرصاص يصيب الصدر أولاً، يمزق الملابس واللحم، لكن الزومبي لا يتوقف، يستمر في التقدم، الدم الأسود يسيل من الجروح ببطء، كأنه زيت thick. باري يطلق من قاذفته قنبلة صغيرة، تنفجر في كتف الزومبي، تمزق الذراع جزئياً، لكن الجثة تستمر، تتمايل لكن لا تسقط."في الرأس، باري! الرأس!"
يصرخ كريس مجدداً، يفرغ مخزنه في الوجه، الرصاص يخترق الجمجمة، يخرج من الخلف مع قطع من الدماغ الرمادي المتعفن. الزومبي يتوقف أخيراً، يهتز للحظة، ثم يسقط على ركبتيه، ثم على وجهه، يصدر صوتاً أخيراً كأن الهواء يخرج من بالون مفرغ، ويبقى ساكناً تماماً، البركة من الدم الأسود تتسع حوله.كريس يقترب ببطء من جثة كينيث، يركع بجانبه، يحاول التحقق من نبضه رغم أنه يعرف أنه متأخر. الدم لا يزال يتدفق weakly من الحلق الممزق، والعيون فارغة الآن، بدون حياة. "كينيث... آسف، يا صديقي. لم نصل في الوقت." صوته يرتجف، يغلق عيني كينيث بأصابعه المرتجفة، يشعر بالدم الدافئ يلتصق بجلده.باري يقف خلفه، ينظر حوله بحذر، يعيد تلقيم سلاحه. "هذا... هذا ليس حادثاً، كريس. هذا فيروس أو شيء ما. أمبريلا... هم وراء هذا، أليس كذلك؟" يسأل، صوته مليء بالغضب المكبوت، يفكر في عائلته، في كيف أن هذا الرعب قد ينتشر إلى المدينة.كريس ينهض ببطء، يمسح دموعه بسرعة قبل أن يراها باري، ينظر إلى الزومبي الساقط. "نعم... يجب أن نجد الآخرين. ريبيكا، ريتشارد... يجب أن يكونوا هنا في مكان ما." يخرجان من الغرفة بسرعة، يركضان عبر الممرات، خطواتهما تتردد كأن القصر يطاردهما.يصلان إلى القاعة الرئيسية، يتوقعان رؤية جيل أو ويسكر، لكن القاعة فارغة تماماً. الغبار لا يزال معلقاً في الهواء، الثريات تتمايل قليلاً من الريح الداخلة من نافذة مكسورة، لكن لا أحد. لا صوت، لا حركة، فقط الصمت الثقيل الذي يبتلع كل شيء. كريس يصرخ:
"جيل! كابتن!" صوته يتردد ويعود إليه فارغاً، كأن القصر قد ابتلع الجميع.باري ينظر حوله، يشد قبضته على سلاحه. "أين ذهبوا؟ كأن... كأن القصر أخذهم." الظلال تطول على الجدران، والقصر يبدو أكبر، أكثر وحشية، يهمس في الظلام أن هذا مجرد البداية، أن الموت يتجول في الممرات، وأن الناجين قليلون جداً.كريس يقف في الوسط، يشعر بالبرودة تخترق عظامه، يعرف أن عليهما الاستمرار، البحث عن مخرج أو عن أصدقاء، لكن الخوف يبدأ في التملك، الخوف من أن يكونا وحدهما الآن في هذا القبر الحي. الريح تعوي خارجاً مجدداً، والكلاب تزمجر في البعيد، لكن داخل القصر، الصمت أصبح عدوهما الأكبر. يتقدمان نحو الدرج المؤدي إلى الطابق العلوي، خطوة بخطوة، مسدساهما مرفوعان، والظلام يبتلعهما تدريجياً، يتركان خلفهما جثتي كينيث والزومبي في غرفة الطعام، كشهادة على أن الرعب الحقيقي لم يبدأ بعد، بل هو ينتظرهما في كل زاوية، في كل باب مغلق، في كل نفس يأخذانه داخل هذا القصر الملعون.
كريس يقف في منتصف القاعة الرئيسية الفارغة، يشعر بالفراغ يبتلعه كحفرة سوداء تتسع تحت قدميه، صوته الذي نادى فيه جيل وويسكر لا يزال يتردد weakly في الجدران العالية، يعود إليه مشوهاً كأن القصر يسخر منه، يقلد صراخه بصوت أجوف يخرج من الشقوق في الرخام. الغبار يرقص في الهواء الراكد تحت ضوء المصابيح الخافتة، يشكل أشكالاً غريبة تبدو كأيدي تمتد نحو وجهه، والريح خارجاً تعوي بقوة أكبر الآن، تضرب النوافذ كأنها تحاول كسر الزجاج لتدخل وتأخذهما معها. باري يدور حوله ببطء،
عيناه تفحصان كل زاوية، كل تمثال رخامي يقف كحارس صامت، لحيته الحمراء مبللة بالعرق الذي يسيل على خديه رغم البرودة القارسة التي تخترق الملابس كسكاكين جليدية."لا أحد... كأن الأرض ابتلعتهم،" يتمتم باري، صوته الخشن يحمل نبرة من اليأس المكبوت، يمسح يده على جبهته وينظر إلى كريس بعينين واسعتين، كأنه يتوسل إلى صديقه أن يقول شيئاً مطمئناً، أي شيء يجعل هذا الكابوس يبدو أقل حقيقة. لكنهما يعرفان أن الوقت ينفذ، أن الرعب الذي رأياه في غرفة الطعام مع كينيث ليس سوى البداية، أن الدماء الطازجة على الأرض تشير إلى أن الموت يتجول هنا، يتنفس نفس الهواء، يشم رائحتهما.كريس يأخذ نفساً عميقاً، يحاول تهدئة نبضه الذي يدق كطبول حرب في صدره، ثم يشير إلى الدرج الرئيسي الذي يتفرع إلى الطابق العلوي. "لا يمكننا البقاء هنا. دعنا نبدأ الاستكشاف الحقيقي. الجناح الشرقي أولاً – ربما جيل هناك. وإذا وجدنا أي ملفات أو أدلة، نأخذها. يجب أن نفهم ما يحدث هنا قبل أن يأكلنا هذا المكان حياً." صوته أكثر صلابة مما يشعر به، يحاول أن يكون القائد الذي يحتاجه باري الآن، رغم أن الخوف يعصف به من الداخل كعاصفة.يبدآن الصعود، خطوة بخطوة،
الدرج الرخامي يصدر صريرًا خفيفًا تحت أحذيتهما الثقيلة، كأن القصر يشتكي من وزنهما، يحاول طردهما. الجدران على الجانبين مزينة بلوحات قديمة تصور عائلات نبيلة في حدائق خضراء، لكن الوجوه في اللوحات تبدو مشوهة قليلاً تحت الغبار، عيونها تتابعهما كأنها حية، تبتسم ابتسامات خبيثة تعرف أسراراً لا يعرفانها. في أعلى الدرج، يتفرع الممر إلى جناحين، الشرقي والغربي، والهواء هنا أثقل، يحمل رائحة الورق القديم الممزوجة برائحة كيميائية خفيفة، رائحة المختبرات التي تخترق الجدران كسم يتسلل ببطء.يختاران الجناح الشرقي أولاً، يدفع كريس الباب الخشبي المزخرف بنقوش ذهبية باهتة، يتأرجح الباب ببطء ليكشف عن ممر طويل مضاء بمصابيح جدارية خافتة، الجدران مغطاة بورق حائط أزرق داكن متشقق، يظهر تحته رسومات قديمة لزهور وطيور، لكن الطيور تبدو الآن كغربان شريرة، منقارها مفتوح كأنها تصرخ. الأرضية مغطاة بسجاد سميك يخفف صوت خطواتهما، لكنه يجعل كل حركة تبدو أكثر سرية، أكثر خطراً، كأن القصر يريد أن يفاجئهما بشيء ما.أول غرفة يدخلانها مكتب فخم، مكتبة كبيرة مع رفوف تصل إلى السقف، مليئة بكتب جلدية قديمة، بعضها مفتوح على الطاولة الخشبية الكبيرة في الوسط، أوراق مبعثرة في كل مكان كأن عاصفة قد مرت من هنا، أدراج مفتوحة، ملفات ملقاة على الأرض. كريس يقترب من الطاولة بحذر، يرفع ملفاً أحمر اللون مغطى بالغبار، يمسحه بكمه ويفتحه، عيناه تتسعان تدريجياً وهو يقرأ.
"باري... انظر إلى هذا. هذا ليس مجرد قصر مهجور. هذا... قاعدة بحث سرية لأمبريلا."باري يقترب، ينظر فوق كتف كريس، يقرأ بصوت منخفض الكلمات المكتوبة بخط يد مرتب لكن مليء بالإلحاح: "مشروع إبسيلون – فيروس تي، الجيل الجديد. مادة بيولوجية قادرة على إعادة برمجة الخلايا الحية، تحول أي كائن حي إلى وحش شهواني للدماء. الأعراض: غرغرينا سريعة الانتشار، تلف دماغي كامل يحول الضحية إلى زومبي، غريزة قتل لا تشبع تجعل الجسم يستمر في الحركة حتى بعد الموت السريري." الصور المرفقة مرعبة: صور لفئران في أقفاص، أجسامها منتفخة، عيون بيضاء، ثم صور لكلاب، ثم... بشر، وجوههم مشوهة، أفواههم مفتوحة في صرخات صامتة.كريس يقلب الصفحات بأصابع مرتجفة، يجد مذكرة شخصية مكتوبة بخط مضطرب: "التسرب حدث اليوم. الدكتور ماركوس لم يكن حذراً بما فيه الكفاية. العاملون يتحولون واحدًا تلو الآخر. الغرغرينا تبدأ في الأطراف، ثم الدماغ... يفقدون الذاكرة، يصبحون مجرد آلات قتل. الأسلحة البيولوجية هربت – الغربان، الكلاب، حتى الثعابين في الحديقة. إذا قرأ أحد هذا، أغلقوا المختبر قبل فوات الأوان. سبنسر يعرف، لكنه لن يوقف المشروع." الدماء الجافة على الورقة تشير إلى أن الكاتب لم ينته من كتابتها، ربما تحول قبل أن يهرب.باري يلتقط مذكرة أخرى من الأرض، يقرأها بصوت أجش:
"الوباء انفجر بسبب تسرب في المختبر السفلي. مئات العاملين تحولا إلى زومبي في ساعات. الرصاص في الرأس فقط يوقفهم. الأسلحة البيولوجية – B.O.W.s – هربت إلى الغابة. القصر محاصر الآن." ينظر إلى كريس، وجهه شاحب تماماً. "هذا... هذا جنون. أمبريلا كانت تطور أسلحة حية؟ ونحن هنا في وسطها؟"كريس يغلق الملف بقوة، يشعر بالغضب يغلي في عروقه mixed مع الرعب، يضعه في جيبه. "هذا يفسر كينيث... والزومبي. يجب أن نجد الناجين ونخرج قبل أن نتحول نحن أيضاً." يخرجان من المكتب، يستمران في الممر، يفتحان أبواباً أخرى، يجدان المزيد من الملفات المبعثرة في غرف نوم فاخرة، سرير كبير مع ستائر حريرية ممزقة، خزائن مليئة بملابس قديمة، وأوراق تتحدث عن تجارب على بشر، صور لمرضى يصرخون في غرف عزل، عيونهم تتحول إلى بياض ميت.فجأة، يصلان إلى باب زجاجي يؤدي إلى شرفة خارجية، الريح تدخل من شقوق الباب، تحمل رائحة المطر والدم. كريس يدفع الباب بحذر، يخرجان إلى الشرفة الواسعة المطلة على الغابة المظلمة، الأمطار تبدأ في الهطول بغزارة، تبلل ملابسهما فوراً، والرعد يدوي في السماء كأنه يحذر. على الأرضية الرخامية، يرون الجثة. فوريست سبير، عضو فريق برافو، الشاب ذو الشعر الأشقر الذي كان يمزح دائماً في التدريبات، الآن ملقى على ظهره، جسده ممزق تماماً، الملابس ممزقة إلى شرائح، اللحم في صدره وبطنه منهوش بعمق، عظام بيضاء تبرز من الجروح، والدم يختلط بالمطر ليصبح نهراً أحمراً يسيل نحو الحافة.لكن الأسوأ هو الغربان. عشرات الغربان المصابة تحوم حوله، أجنحتها سوداء مبللة، عيونها حمراء ملتهبة بدلاً من السوداء الطبيعية، مناقيرها ملطخة بالدم واللحم، تصدر أصواتاً غريبة، غير طبيعية، كأنها تضحك. واحدة منها تقف على صدر فوريست، تنقر في عينه المفتوحة، تسحبها ببطء كأنها تأكل حلوى. فوريست نفسه... ليس ميتاً تماماً.
جسده يتحرك weakly، أصابعه ترتعش، وأنين خفيف يخرج من حلقه الممزق، كأنه بدأ التحول لكنه لم يكتمل، الغرغرينا تنتشر في أطرافه، الجلد يتحول إلى رمادي متعفن أمام أعينهما."فوريست... لا..." يهمس كريس، يرفع مسدسه تلقائياً، يطلق النار على الغربان، الطلقات تدوي في الليل، تسقط بعضها ميتة، أجسامها الصغيرة تتفجر في رذاذ دم أسود، لكن الباقي يطير نحو وجهيهما، مناقيرها تحاول النقر في العيون. باري يطلق من قاذفته، يفجر مجموعة منها في الهواء، الريش الأسود يتساقط كثلج جهنمي.كريس يركض نحو فوريست، يحاول سحبه داخلًا، لكن الجثة ترتفع فجأة، عيون فوريست تفتحان، بيضاوين تماماً، وفمه ينفتح في صرخة غير بشرية، يحاول عض يد كريس. "هو... تحول!" يصرخ باري، يسحب كريس بعيداً، ويطلقان النار معاً، الرصاص يخترق رأس فوريست، يسقطه أخيراً، الجسم يهتز ثم يسكن، الدم يتدفق من الجمجمة المحطمة.يتراجعان داخل الشرفة، يغلقان الباب بقوة، يسندانه بجسميهما بينما الغربان تخدش الزجاج من الخارج، مناقيرها تترك خطوط دم. كريس يلهث، يمسح الدم عن وجهه، ينظر إلى باري بعينين مليئتين بالرعب. "الفيروس... انتشر في كل شيء. الغربان، الكلاب، البشر... نحن في قلب الجحيم."يستمران في الجناح الشرقي، يفتحان المزيد من الأبواب، يجدان غرفاً مليئة بمعدات مختبرية مهجورة، أنابيب اختبار مكسورة، سوائل خضراء تسيل على الأرض،
رائحة كيميائية قوية تجعل العيون تدمع. ملفات أخرى تكشف عن تجارب على حيوانات، صور لعناكب عملاقة، ثعابين بأنياب سامة، وكلاب زومبي مثل تلك التي هاجمتهم خارجاً. مذكرة أخيرة من سبنسر نفسه: "الفيروس إبسيلون هو المستقبل. قوة لا تُقهر. إذا تسرب، فالقصر سيكون القبر المناسب."البرودة تزداد، والأصوات تبدأ في الاقتراب من الممر، أنين زومبي بعيد، خطوات ثقيلة، والقصر يهمس أكثر، يخبرهما أن الجناح الشرقي مليء بالموتى الذين ينتظرون، أن جيل ربما تكون في وسطهم، وأن الخروج من هنا لن يكون سهلاً، إن كان ممكناً أصلاً. كريس يشد قبضته على مسدسه، يتقدم أولاً، باري خلفه، والظلام يبتلعهما تدريجياً، يتركان خلفهما شرفة الرعب وجثة فوريست الذي كان صديقاً، والآن مجرد وحش آخر في هذا القصر الذي بني على أسرار مدفونة في الدم والفيروس.
كريس يدفع الباب الزجاجي للشرفة بكتفه، الريح الباردة تضربه في الوجه كصفعة قاسية، تحمل معها رذاذ المطر الغزير الذي يبلل ملابسه فوراً، يجعل القماش يلتصق بجسده كطبقة ثانية من الجلد المثقل بالعرق والدم الجاف. الشرفة الواسعة المطلة على الغابة المظلمة تبدو كمنصة معلقة فوق الهاوية، الرخام الأبيض المتشقق مغطى ببرك ماء صغيرة تعكس البرق الذي يشق السماء كسيوف نارية، والرعد يدوي بعنف يهز الأرض تحت قدميهما، كأن السماء نفسها غاضبة من هذا القصر الملعون. الغربان المصابة لا تزال تحوم في الهواء، أجنحتها السوداء المبللة تخفق ببطء غير طبيعي، عيونها الحمراء الملتهبة تتلألأ في الظلام كجواهر دموية، مناقيرها الملطخة باللحم والدم تنقر في الهواء كأنها تبحث عن فريسة جديدة، وصرخاتها الحادة تخترق الليل كسكاكين صدئة.على الأرضية الرخامية، جثة فوريست سبير ملقاة على ظهرها، الشاب الذي كان يضحك دائماً في التدريبات بصوته العالي، يوزع النكات عن الفتيات في المدينة، الآن مجرد كومة من اللحم الممزق، بدلته الرسمية لـS.T.A.R.S. ممزقة إلى شرائح رفيعة، الصدر مفتوح ككتاب دامٍ، الأحشاء بارزة قليلاً تحت المطر الذي يغسل الدم ليصبح نهراً أحمراً يسيل نحو الحافة ويسقط في الفراغ. الوجه شاحب تماماً، العيون مفتوحتان على وسعهما، زرقاوان تحولتا إلى بياض ميت، والفم مفتوح في صرخة صامتة، كأنه حاول الصراخ قبل أن ينهشوه الغربان. واحدة من الطيور تقف على صدره،
تنقر في الخد ببطء، تسحب شريحة من الجلد كأنها تأكل وجبة شهية، والجثة ترتعش weakly، أصابع اليد اليمنى تتحركان كأن الحياة لا تزال تتشبث بها، الغرغرينا تنتشر في الأطراف ببقع رمادية متعفنة تتسع أمام أعينهما كحبر يذوب في الماء."فوريست... يا إلهي، فوريست!" يصرخ كريس، صوته يخرج مكسوراً، يركض نحو الجثة دون تفكير، يدفع الغربان بيده، يشعر بمنقار واحد يخدش ذراعه، يترك خطاً أحمراً ينزف. باري يطلق النار من قاذفته، القنبلة الصغيرة تنفجر في الهواء، تفجر مجموعة من الغربان في رذاذ من الريش الأسود والدم الأسود، الأجسام الصغيرة تسقط كحجارة سوداء، لكن الباقي يهاجم بعنف أكبر، يطير نحو وجهيهما كسحابة من الظلام الحي.كريس يمسك بكتف فوريست، يحاول قلبه، لكن الجثة ترتفع فجأة، الرأس يدور ببطء غير طبيعي، العيون البيضاء تثبتان عليه، والفم ينفتح في أنين عميق، غرغرة من حلق ممزق، اليد ترتفع نحو عنق كريس كأنها مخلب. "هو... تحول! أطلق النار!" يصرخ باري، يسحب كريس بعيداً بقوة، والرصاص يدوي من مسدسيهما معاً، الطلقات تخترق الجمجمة، تخرج من الخلف مع قطع من الدماغ الرمادي المتعفن، الجثة تهتز للحظة ثم تسقط ساكنة أخيراً، الدم يتدفق من الثقوب كزيت أسود.كريس يتراجع، يلهث بعنف، يمسح الدم عن وجهه، عيناه مليئتان بدموع الغضب والحزن المكبوت. "كان... كان صديقاً. هؤلاء الغربان... الفيروس في كل شيء." باري يغلق الباب الزجاجي بقوة، يسنده بجسده بينما الطيور تخدش الزجاج من الخارج، مناقيرها تترك خطوطاً دموية طويلة، صرخاتها تتردد كلعنات. يعودان داخل الممر، البرودة تخترق عظامهما، والمطر يطرق النوافذ كأصابع ميتة تحاول الدخول.يستمران في الجناح الشرقي، يفتحان أبواباً أخرى بحذر، الغرف مليئة بمعدات مختبرية مهجورة، أنابيب اختبار مكسورة على الأرض،
سوائل خضراء لزجة تسيل ببطء كدماء حية، رائحة كيميائية قوية تجعل الرأس يدور والمعدة تنقلب. في إحدى الغرف، يسمعان صوتاً خفيفاً، أنيناً بشرياً مؤلماً يأتي من خلف باب خشبي مغلق، كأن شخصاً يعاني في الظلام. كريس يدفع الباب ببطء، يرفع مسدسه، والغرفة تكشف عن ممر ضيق يؤدي إلى قاعة كبيرة، أرضيتها مغطاة ببلاط أبيض متسخ، جدرانها مليئة بتماثيل رخامية لثعابين ملتفة، عيونها مرصعة بحجارة حمراء تتلألأ في الضوء الخافت.فجأة، صوت رجل يصرخ من بعيد: "لا... ابتعدي عني... يا إلهي، السم!" كريس وباري يركضان نحو الصوت، يدخلان غرفة جانبية مليئة بأثاث قديم مغطى بأغطية بيضاء، وفي الوسط، ريتشارد آيكين، عضو فريق برافو، الرجل ذو الشعر البني والابتسامة الودودة، ملقى على الأرض، يتلوى من الألم، يده تمسك ساقه اليمنى حيث جرح عميق ينزف دماً أسود، الجلد حول الجرح منتفخ وأرجواني، عروق سوداء تنتشر كجذور شجرة سامة تحت الجلد."ريتشارد! ما الذي حدث؟" يركض كريس نحوه، يركع بجانبه، يحاول فحص الجرح. ريتشارد يلهث، وجهه شاحب تماماً، عرق بارد يسيل على جبهته، عيناه واسعتان من الرعب. "ثعبان... ثعبان عملاق... يدعى يون... لدغتني... السم يحرق... كأنه نار في عروقي..." صوته ضعيف، يرتجف، يشير بيده المرتجفة نحو الزاوية حيث حفرة في الجدار، كأن شيئاً هائلاً قد خرج منها، والأرض ملطخة بإفرازات لزجة خضراء.باري يفحص الغرفة بحذر، يرفع قاذفته. "ثعبان عملاق؟ هذا من تجاربهم أيضاً... يجب أن نجد مصلاً، سريعاً!" كريس يبحث في الخزائن القريبة، يجد حقيبة طبية مفتوحة، يخرج أمبولة زرقاء مكتوب عليها "مصل ضد سم يون"، يحقنها في ذراع ريتشارد بسرعة، الرجل يئن من الألم ثم يهدأ قليلاً، التنفس يصبح أكثر انتظاماً، العروق السوداء تتراجع ببطء. "شكراً... يا رفاق... أشعر بتحسن... لكن السم قوي... لن يدوم طويلاً."ريتشارد ينهض بمساعدتهما، يعرج على ساقه، وجهه لا يزال شاحباً لكن عيناه مليئتان بالعزم. "ريبيكا... الطبيبة... هي هنا في مكان ما... كانت تبحث عن أدوية... اذهبوا إليها... غرفة التخزين في الطابق العلوي." يشير نحو درج حلزوني في الزاوية، لكنه فجأة يتجمد، يمسك بطنه، السم يعود بقوة أكبر، يسقط على ركبتيه.
"لا... يعود... اذهبوا... سأغطي ظهوركم..." يرفع مسدسه بيد مرتجفة، لكن كريس يعرف أنه لن ينجو طويلاً.يتركانه مؤقتاً، يصعدان الدرج بسرعة، القلب يدق بعنف، والقصر يبدو أكثر حياة الآن، الجدران تهمس بأصوات خفيفة، كأن الأرواح الميتة تتحدث. يصلان إلى غرفة تخزين أدوية، الباب مغلق جزئياً، ومن الداخل صوت فتاة صغيرة تهمس لنفسها. كريس يدفع الباب بحذر، يرى ريبيكا تشامبرز، الطبيبة الشابة البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً فقط، الوحيدة الناجية من برافو، مختبئة خلف رفوف مليئة بأمبولات وأعشاب مجففة، وجهها الجميل شاحب، عيناها الخضراوان واسعتان من الرعب، شعرها البني المربوط مربوط بفوضى، بدلتها الطبية ملطخة بالدم."من... من أنتم؟" تهمس، ترفع مسدساً صغيراً بيدين مرتجفتين، لكن كريس يرفع يديه. "ريبيكا، نحن ألفا... كريس وباري... جئنا للإنقاذ." عيناها تتسعان من الارتياح، تسقط المسدس، تركض نحوهما، تعانقهما بسرعة. "الحمد لله... الكل مات... الزومبي... الوحوش... ريتشارد... هل رأيتموه؟"كريس يخبرها باختصار، عيناها تمتلئان بالدموع، لكنها تمسحها بسرعة، الطبيبة فيها تستيقظ. "السم... يمكنني مساعدته مؤقتاً، لكن يون... الثعبان... هو سلاح بيولوجي، السم يعود دائماً." تساعدهما في البحث عن أعشاب شافية، تجمع نباتات حمراء وخضراء وزرقاء من الرفوف، تخلطها في وعاء صغير بيدين ماهرتين رغم الرعب، تشرح بصوت هادئ: "الأحمر للشفاء، الأخضر للسموم، الأزرق للقوة... هكذا يعمل النظام هنا، أمبريلا استخدمت الأعشاب لمكافحة تجاربها."تخرجان معاً، ريبيكا تقود الطريق إلى غرفة موسيقى قريبة، بيانو كبير في الوسط مغطى بالغبار، لوحة مفاتيح عاجية صفراء من الزمن. "هناك غرفة سرية... لفتحها، يجب عزف لحن معين... سمعت العلماء يتحدثون عنه." تجلس على المقعد، أصابعها الرقيقة تتحرك على المفاتيح بسرعة، لحن "Moonlight Sonata" يملأ الغرفة، الصوت الجميل يتردد في القصر كأنه يوقظ الأرواح،
والجدار الجانبي يتحرك ببطء، يكشف عن غرفة سرية مليئة بأسلحة وملفات إضافية، خرائط للمختبر السفلي.لكن في الجناح الآخر، جيل فالنتاين تسير وحدها في الممرات المظلمة، قلبها يدق بعنف منذ اختفاء ويسكر، الظلال تتحرك حولها كأحياء، والأصوات البعيدة للزومبي تجعلها تشد على مسدسها أكثر. فجأة، صوت خطوات ثقيلة، باري يظهر من زاوية، وجهه شاحب، عيناه تتجنبان عينيها. "جيل! الحمد لله... كريس في الشرقي... تعالي، نحتاج مساعدتك."يتقدمان معاً، يقاتلان زومبي يخرجون من الأبواب، باري يطلق قنابله بقوة، يفجر رؤوسهم في رذاذ دم أسود، لكنه يتصرف بشكل غريب، يتردد أحياناً، ينظر خلفه كأنه يتوقع شخصاً، يهمس لنفسه كلمات غير مفهومة. "باري، ما بك؟ أنت... تبدو مضطرباً." تسأل جيل أثناء إعادة تلقيم مسدسها، بعد قتال عنيف مع كلب زومبي هائج.باري يتوقف، يمسح عرقه، صوته خشن ومكسور: "لا شيء... فقط... الفتيات في البيت... يجب أن أعود إليهن." لكنه يكذب، جيل تشعر بذلك، عيناه مليئتان بشيء أعمق، خوف من شيء آخر غير الوحوش. ويسكر ابتززه، صور عائلته في يده، تهديدات باردة في الراديو الخفي، "افعل ما أقول، بيرتون، أو بناتك سيدفعن الثمن." باري يساعدها في قتال وحش عنكبوت عملاق ينزل من السقف، يطلق النار بغضب مكبوت، لكنه يتردد عندما يسمع صوت ويسكر في أذنه، يدفع جيل جانباً في اللحظة الخاطئة، كأنه يتبع أوامر خفية.القصر يضحك في الظلام، الجدران تهتز قليلاً، والأسرار تتكشف ببطء، ريتشارد في الأسفل يئن أخيراً، السم ينتصر، جسده يتشنج ثم يسكن إلى الأبد، صرخته الأخيرة تتردد في الممرات كتحذير. ريبيكا وكريس يتقدمان إلى الغرفة السرية، يجدان خريطة للمختبر، بينما جيل وباري يقاتلان نحو اللقاء، الخيانة تلوح في الهواء كسم آخر، والليلة تطول أكثر، الدماء تسيل، والقصر يحتفظ بأسراره جيداً، ينتظر اللحظة التي يبتلع فيها الجميع.
كريس يخرج من الغرفة السرية خلف البيانو، الخريطة المجعدة في يده ترسم خطوطاً معقدة للمختبر السفلي كأنها أوردة في جسم عملاق نائم تحت القصر، الهواء حوله أثقل الآن، يحمل رائحة الدم الطازج الممزوجة برائحة البارود الذي لا يزال يدخن من فوهة مسدسه، واللحن الأخير من "Moonlight Sonata" لا يزال يتردد weakly في أذنيه كأن الأوتار العتيقة ترفض الصمت، تذكر الجميع بأن هذا المكان ليس مجرد حجارة وبناء، بل كائن حي يتنفس أسراره من خلال الشقوق في الجدران. ريبيكا تسير بجانبه، خطواتها الخفيفة على السجاد المهترئ تكاد لا تسمع، لكن يديها الماهرتين لا تزالان ترتجفان قليلاً من خلط الأعشاب، عيناها الخضراوان تفحصان كل زاوية كأنها تبحث عن شبح آخر من فريق برافو، وجهها الشاب يبدو أكبر سناً الآن تحت ضوء المصابيح الخافتة التي تتمايل كأن الريح الداخلية تهزها عمداً."الخريطة تقول إن المختبر السفلي مليء بالعينات،" تهمس ريبيكا، صوتها الهادئ يحمل نبرة الطبيبة التي رأت الكثير من الموت في ساعات قليلة، تمسك بحقيبتها الطبية بإحكام كأنها درع وحيد، "لكن يجب أن نكون حذرين... الوحوش هنا ليست عشوائية، إنها مصممة... للصيد." كريس يومئ، يشد قبضته على مسدسه، الإرهاق يثقل كتفيه لكن الغضب يدفعه قدماً، يفكر في جيل، في باري، في ويسكر الذي اختفى كشبح، وفي كل هذا الجحيم الذي بنته أمبريلا تحت ستار الدواء.يتقدمان في الممر الضيق الذي يتفرع من قاعة الموسيقى، الجدران الخشبية الداكنة مغطاة بطبقة من الغبار تتراكم كثلج رمادي، والأرضية تصدر صريرًا خفيفًا تحت أحذيتهما كأنها تعلن عن وجودهما لكل شيء مخفي في الظلام. فجأة، أنين عميق يأتي من الأمام، غرغرة رطبة كأن شخصاً يغرق في مستنقع، ومن الزاوية الأولى يخرج زومبي، عامل مختبر سابق بمعطف أبيض ممزق، بشرته رمادية متعفنة تتقشر في أماكن، عيونه بيضاء ميتة تتحركان ببطء كأنهما تبحثان عن ضوء لم يعد موجوداً، ذراعاه ممدودتان أمامهما كمخالب، أصابعه منحنية بشكل غير طبيعي من الغرغرينا التي انتشرت في المفاصل.كريس يرفع مسدسه فوراً،
يطلق طلقتين دقيقتين في الرأس، الصوت يدوي في الممر كانفجار صغير، الجمجمة تنفجر في رذاذ من الدم الأسود والقطع الرمادية، الجثة تسقط على ركبتيها ثم على وجهها، لكن قبل أن يتنفسا، يخرج آخر، ثم ثالث، من أبواب جانبية مفتوحة، يتحركون ببطء لكنهم لا يتوقفون، أفواههم مفتوحة في أنين جماعي يملأ الممر كجوقة من الموتى. ريبيكا تطلق من مسدسها الصغير، تصيب واحدًا في الكتف لكنه يستمر، "الرأس! دائمًا الرأس!" تصرخ، وكريس يفرغ مخزنه، الرصاص يخترق الجماجم واحدة تلو الأخرى، الأجسام تسقط كدمى مكسورة، الدم الأسود يتسع على الأرض في برك لزجة تعكس الضوء الخافت.لكن الصوت يجذب المزيد، من السقف تسقط غربان شريرة، أجنحتها السوداء المبللة بالدم تخفق بعنف، عيونها حمراء كالجمر، مناقيرها حادة كسكاكين، تهاجم وجهيهما مباشرة، تنقر في اللحم الحي. كريس يغطي ريبيكا بجسده، يطلق النار في الهواء، يسقط اثنتين، الريش الأسود يتساقط كمطر جهنمي، لكن واحدة تخدش خده، تترك خطاً أحمراً ينزف، وريبيكا تصرخ وهي تطلق على أخرى، الطائر ينفجر في رذاذ دم أسود. يركضان، يدفعان باباً جانبياً، يغلقانه خلفهما، والغربان تخدش الخشب من الخارج، صرخاتها تتردد كلعنات لا تنتهي.في الغرفة الجديدة، ممر حلزوني ينزل إلى الأسفل، رائحة الرطوبة والعفن تزداد، كأن الهواء نفسه متعفن من السنين. "القبو... الخريطة تقول إن هناك مدخلاً للمختبر،" يهمس كريس، يعيد تلقيم مسدسه بأصابع سريعة، والدرج الخشبي يصر تحت أقدامهما كأنه يشتكي من الوزن. في منتصف النزول، صوت حفيف خفيف من الأعلى، كأن شيئاً طويلاً يزحف على الجدران، ثم يسقط فجأة أمامهما – يون، الثعبان العملاق، جسده الأخضر اللامع يمتد لأمتار، قطره كذراع رجل، عيونه صفراء مشقوقة تتلألأ في الظلام، فمه مفتوح يكشف عن أنياب طويلة تقطر سمًا أخضر لزجاً، جلده مغطى بندوب من التجارب،
حراشف منحنية بشكل غير طبيعي تجعله أسرع، أقوى.الثعبان يهاجم فوراً، يلتوي حول ساق كريس، يشد بقوة هائلة، الأنياب تغرز في فخذه، السم يحرق كالنار السائلة، ينتشر في عروقه كصاعقة. كريس يصرخ، يطلق النار في الرأس من قرب، الرصاص يمزق الحراشف، الدم الأخضر يرش على وجهه، لكن يون لا يموت بسهولة، يضرب بذيله، يرمي ريبيكا على الجدار، ثم يختبئ في الظلام مجدداً، يزحف إلى الشقوق في السقف كأنه جزء من القصر نفسه. ريبيكا تركض إليه، تحقن مصلاً من حقيبتها، "هذا سيبطئه... لكن السم قوي، يجب أن نتحرك!" كريس ينهض بعرج، الألم يعصف به لكنه يبتلع صرخته، يتقدمان، والثعبان يتبعهما من بعيد، حفيفه يتردد كتهديد مستمر.في أسفل الدرج، باب حديدي يؤدي إلى القبو، الرطوبة تكثف، الماء يقطر من السقف كدموع، والأرض مغطاة بطبقة من الوحل اللزج. هناك، في الظلام، صوت نقرات سريعة، أرجل طويلة تخدش الأرض، ثم تظهر العناكب العملاقة، حجم كلب كبير، أجسامها سوداء مشعرة، عيونها المتعددة حمراء تتلألأ كجواهر ملعونة، أنيابها تقطر سمًا أصفر، تتحرك بسرعة مذهلة، تقفز من الجدران. واحدة تهاجم ريبيكا، تلدغ ذراعها، لكن كريس يفجر رأسها بقاذفة اقترضها من باري سابقاً، الانفجار يملأ القبو برذاذ من السائل الأخضر الحمضي الذي يحرق الأرض. الآخريات يحاصرنهما، يبيضن خيوطاً لزجة تحاول حبسهما، لكن النار من قنبلة يدوية تفجر المجموعة، الأجسام تنفجر في لهيب،
الصراخ الحشري يملأ المكان كأن الجحيم نفسه يئن.
لكن الأسوأ يأتي من العمق، صوت خطوات ثقيلة غير منتظمة، كأن شيئاً مشوهاً يجر قدمه، ثم تظهر ليزا تريفور، ابنة المهندس جورج تريفور الذي بنى القصر في الستينيات، المختطفة والمُجرب عليها بفيروس الجد، البروجينيتور، الذي جعلها خالدة بشكل ملعون. جسدها مشوه تماماً، الجلد ممزق في أماكن يكشف عن عضلات حمراء منتفخة، وجهها نصف بشري نصف وحشي، عين واحدة بشرية مليئة بالحزن، الأخرى بيضاء ميتة، ذراعاها غير متساويتين، واحدة طويلة كمخلب، الأخرى قصيرة مشوهة، وهي تتحرك ببطء لكن لا تتوقف، الرصاص يخترق جسدها لكن الجروح تلتئم ببطء، الخلايا تتجدد أمام أعينهما كأن الوقت يعود إلى الوراء في لحمها."ماما... أين ماما؟" تئن ليزا بصوت مكسور، مزيج من طفلة ووحش، تقترب منهما، الدم يسيل من جروح قديمة لا تشفى تماماً، رائحتها عفنة كقبر مفتوح. كريس يطلق النار، الرصاص يمزق صدرها، لكنها تستمر، تضرب بذراعها، ترميه على الجدار، الألم يعصف بضلوعه. ريبيكا تصرخ، ترمي قنبلة حمضية من المختبر، تحرق جلدها، ليزا تصرخ صرخة تخترق الروح، لكنها لا تموت، تتراجع إلى الظلام، تختبئ في الزوايا، تنتظر الفرصة التالية، خالدة في عذابها، تذكير بأن أمبريلا لم تخلق وحوشاً فقط، بل لعنات أبدية.في الجناح الآخر، جيل وباري يواجهان الزومبي والغربان، ثعبان يون يلدغ باري في كتفه، السم ينتشر لكنه يحقن مصلاً سريعاً، يستمران، العناكب تهاجم من السقف، باري يفجرها بقاذفته، لكن تصرفه الغريب يزداد، يترك جيل تواجه واحدة وحدها للحظة، عيناه مليئتان بالذنب من ابتزاز ويسكر. ثم يسمعان صرخة ليزا من بعيد، الصدى يتردد في القصر كله، والجميع يعرف أن الرعب الحقيقي لم يبدأ بعد، الوحوش متنوعة، لا تنتهي، والقصر يحتضنها كأم ملعونة، ينتظر أن يبتلع الناجين واحداً تلو الآخر، الدم يسيل في الممرات، والليلة تطول كأبدية من الألم والخيانة والموت الذي لا يأتي سريعاً بما فيه الكفاية.
كريس يدفع الباب الخلفي للقصر بكتفه، الخشب العتيق يتأرجح بصرير يشبه أنين بوابة قبو قديم، يفتح على الفناء الخلفي الواسع الذي يبدو كغابة مصغرة داخل جدران حجرية متآكلة، الأمطار الغزيرة تحول الأرض إلى مستنقع طيني يبتلع الأحذية مع كل خطوة، والريح تعوي بين الأشجار الملتوية التي تنمو بشكل فوضوي كأنها أيدي ميتة تمتد نحو السماء السوداء، البرق يشق الغيوم كسيوف نارية تكشف للحظات عن الظلال المتحركة في العشب الطويل الرطب، عشب يخفي تحت أوراقه المتساقطة بقايا عظام حيوانات وأشلاء بشرية مبعثرة، رائحة التراب المبلل الممزوجة برائحة اللحم المتعفن تخترق الأنف كسم جهنمي يجعل المعدة تنقلب والعيون تدمع رغم الإرادة.ريبيكا تتبعه بحذر، حقيبتها الطبية معلقة على كتفها كعبء إضافي، خطواتها الخفيفة تغرق في الطين بصوت مكتوم، عيناها الخضراوان تفحصان الظلام بسرعة، الخوف يجعل وجهها الشاب يبدو أكثر شحوباً تحت ضوء القمر الخافت الذي يتسلل من بين الغيوم كشفرة فضية. "الفناء... الخريطة تقول إن هناك مدخلاً للأنفاق من هنا، لكن... اسمع ذلك،" تهمس، صوتها يرتجف قليلاً رغم محاولتها السيطرة، والأنين البعيد يتحول فجأة إلى زمجرة قريبة، كلاب زومبي أخرى تندفع من بين الأشجار، أجسامها النحيلة المنتفخة في أماكن غير طبيعية، جلدها رمادي متشقق يكشف عن عضلات حمراء نابضة، عيونها حمراء ملتهبة كالجمر في الظلام،
أفواهها مفتوحة على مصراعيها تكشف عن أنياب منحنية تقطر لعاباً أسود لزجاً، تتحرك بسرعة مذهلة رغم الطين، تقفز فوق الجذوع المتساقطة كأنها شبح من الجحيم.الكلب الأول يقفز مباشرة نحو كريس، فمه ينفتح ليعض رقبته، لكن كريس يطلق النار من مسدسه، الطلقة تخترق الجمجمة، الدماغ يتناثر في رذاذ أسود يختلط بالمطر، الجثة تسقط أمامه لكن الزخم يجعلها تتدحرج وتصطدم بساقه، يفقد توازنه للحظة. ريبيكا تصرخ، تطلق من مسدسها الصغير على كلب آخر يقترب منها، تصيب عينه، الوحش يئن بألم لكنه يستمر، يعض ذراعها سطحياً قبل أن يفجر كريس رأسه بطلقتين، الدم الأسود يرش على وجهها، يحرق الجلد قليلاً كحمض. المزيد يأتي، ثلاثة، أربعة، زمجرتهم تملأ الفناء كجوقة من الذئاب المسعورة، يحاصرونهما، يدورون حولهما كأنهم يلعبون لعبة صيد قبل القتل.كريس يحمي ريبيكا بجسده، يطلق النار بسرعة، يفرغ مخزنه في رؤوسهم، الجثث تسقط واحدة تلو الأخرى، لكن واحد يقفز من الخلف، يعض كتفه بعمق، الألم يعصف به كصاعقة، الدم يتدفق دافئاً تحت قميصه. ريبيكا ترمي قنبلة يدوية صغيرة من حقيبتها، تنفجر في وسطهم، تفجر اثنين في قطع متفحمة، الرائحة المحترقة تملأ الهواء، والكلب الأخير يتراجع يئن قبل أن يسقط برصاصة أخيرة من كريس. يلهثان، يركضان عبر الفناء، الطين يلتصق بأحذيتهما، يبطئ حركتهما، والمطر يغسل الدم عن وجوههما لكن الخوف يبقى ملتصقاً كالدم الجاف.في نهاية الفناء، منزل الحراس المدمر يلوح كشبح مهجور، جدرانه الحجرية متصدعة، النوافذ مكسورة كعيون فارغة، السقف منهار جزئياً يكشف عن السماء العاصفة، والأبواب مفتوحة على مصراعيها تتمايل مع الريح كأفواه تصرخ. يدخلان بحذر، الأرضية الخشبية المتعفنة تصر تحت أقدامهما، الغرف مليئة بأثاث مقلوب، طاولات مكسورة، كراسي محطمة، وجدران ملطخة بدماء جافة تشكل بقعاً تشبه وجوهاً مشوهة. رائحة الرطوبة والعفن تزداد، ممزوجة برائحة كيميائية حلوة غريبة، كأن شيئاً نباتياً ينمو في الداخل بجنون.فجأة، الأرض تهتز قليلاً، صوت حفيف أوراق هائل يأتي من القبو، ثم تنفجر الأرضية في الوسط، جذور خضراء عملاقة تندفع للأعلى، نبات 42، الوحش النباتي الهائل، جذعه السميك كشجرة قديمة مغطى بأوراق مسننة حادة كالسكاكين، أزهاره الحمراء المنتفخة تقطر سائلاً لزجاً، وكروم طويلة ملتفة تتحرك كأفعى حية، تمتص الدماء من جثث العاملين المعلقة فيها كدمى، الجثث شاحبة تماماً، عيونها فارغة، الدم يتدفق في الأنابيب النباتية كعروق حية. النبات ينمو بجنون، يتغذى على خزان أسماك قرش مصابة في القبو، الأسماك الميتة تطفو في الماء الملوث، أجسامها منتفخة بالفيروس، دماؤها تغذي الجذور عبر تسرب كيميائي.الكروم تهاجم فوراً، تلتف حول ساق ريبيكا، تسحبها نحو الفم المركزي الذي ينفتح كفجوة جائعة، أسنان نباتية حادة تقطر إنزيمات هاضمة. كريس يطلق النار، الرصاص يمزق الأوراق لكنها تتجدد بسرعة، النبات يئن بصوت عميق يهز الجدران. "V-JOLT! الملفات ذكرتها... مادة كيميائية تقتل النباتات!" تصرخ ريبيكا، تكافح للوصول إلى حقيبتها، تخلط بسرعة مواد من أنابيب، V-JOLT،
السم النباتي، سائل أخضر لامع. كريس يغطيها، يفجر كروم بقنبلة، يرمي الزجاجة في الفم المركزي، السائل ينتشر، النبات يتشنج بعنف، الأوراق تذبل بسرعة، الجذور تنكمش كأن النار تحرقها من الداخل، صرخة نباتية تخترق الأذنين، ثم ينهار كله، يتحول إلى كومة من الأوراق المتعفنة، يكشف عن باب سري في القبو.ي نزلان، الخزان المكسور يغرق الأرض في ماء مالح ملطخ بدماء الأسماك، الطريق مفتوح الآن إلى الأنفاق تحت الفناء، ممرات حجرية ضيقة رطبة، الماء يقطر من السقف كدموع لا تنتهي، الضوء الخافت من مصباح كريس يرسم ظلالاً طويلة على الجدران المليئة بالجذور الميتة والعظام المبعثرة. يتقدمان ببطء، الأنفاق متاهة، الروائح تزداد عفنة، صوت قطرات الماء يتردد كساعة موت.فجأة، صوت أنين بشري ضعيف من ممر جانبي، يركضان نحوه، يجدان إنريكو ماريني، قائد فريق برافو، الرجل القوي ذو الشارب الأسود، ملقى على الأرض، صدره ملطخ بالدم، جرح رصاصة في بطنه، يلهث بصعوبة، عيناه واسعتان من الألم والصدمة. "كريس... ريبيكا... أنتم... بخير..." يهمس، يمسك يد كريس بقوة ضعيفة، الدم يتدفق من فمه. "هناك... خائن... في S.T.A.R.S.... واحد منا... يبيعنا... لأمبريلا... احذروا..."كريس يركع بجانبه، يحاول إيقاف النزيف بقميصه، "من؟ إنريكو، من الخائن؟" لكن إنريكو ينظر خلفهما فجأة، عيناه تتسعان من الرعب، "لا... هو..." صوت طلقة قناص يدوي فجأة من الظلام، الرصاصة تخترق رأس إنريكو، الدماغ يتناثر على الجدار، الجثة تهتز ثم تسكن، العيون فارغة إلى الأبد. كريس يدفع ريبيكا جانباً، يطلق النار في الظلام، لكن لا أحد، فقط صدى الطلقة يتردد، والظلال تبتلع القناص الغامض، يتركان الجثة خلفهما، الخيانة تحرق في قلب كريس كالسم، والأنفاق تستمر أعمق، نحو المختبر، نحو الحقيقة المدفونة في الدم والأسرار، والقصر يضحك في الأعلى، يعرف أن الخائن قريب، يتنفس نفس الهواء، ينتظر اللحظة المناسبة ليضرب مجدداً.
كريس يمسك المفتاح الرئيسي بيده المغطاة بالطين والدم، المعدن البارد يلتصق بجلده كأنه جزء من جسده الآن، النقوش العتيقة عليه – رمز أمبريلا المخفي تحت غطاء من الزخارف القديمة – تتلألأ weakly تحت ضوء المصباح اليدوي الذي يتمايل في يده الأخرى، يرسم ظلالاً متمايلة على جدران الأنفاق الرطبة التي تتسع تدريجياً كأنها أمعاء حيوان عملاق يبتلع كل شيء. الدم من جرح إنريكو لا يزال ملطخاً على قميصه، رائحته المعدنية الحادة تمتزج برائحة التراب الرطب والعفن القديم الذي ينبعث من كل شق في الحجر، والماء يقطر من السقف بإيقاع منتظم كساعة موت تحسب الثواني المتبقية لحياتهما. ريبيكا تسير بجانبه، تنفسها المتسارع يخرج كسحب بيضاء صغيرة في البرودة الشديدة، عيناها الخضراوان مليئتان بالإرهاق لكن العزم يجعلهما تتلألآن كجوهرتين في الظلام، تحمل حقيبتها الطبية بإحكام كأنها آخر رابط لها بالعالم الطبيعي."المفتاح... هذا سيفتح الأبواب الرئيسية في القصر،" تهمس ريبيكا، صوتها يتردد في الأنفاق كأن الجدران تكرره بصوت أجوف، تمسح عرقاً ممزوجاً بدموع عن جبينها، "لكن يجب أن نعود الآن...
الطريق إلى المختبر يمر من هناك. إنريكو... كان يقصد ويسكر، أليس كذلك؟ الخائن..." كريس لا يرد فوراً، يشد قبضته على المفتاح حتى تبيض مفاصله، الغضب يغلي في صدره كسم ينتشر ببطء، يفكر في الكابتن الذي اختفى منذ البداية، في النظرات الباردة خلف النظارة الشمسية، في المعرفة المفرطة بهذا المكان الملعون.يخرجان من الأنفاق عبر باب حديدي صدئ، يدفعانه بجهد مشترك، يتأرجح الباب بصرير يخترق الصمت كصرخة مكتومة، يكشف عن الفناء الخلفي مرة أخرى، لكن القصر يبدو أكبر الآن تحت عاصفة المطر التي هدأت قليلاً، النوافذ المعتمة تنظر إليهم كعيون ميتة، والأبواب الرئيسية تلوح في البعيد كفك عملاق مفتوح ينتظر ابتلاعهما. يركضان عبر العشب الرطب، الطين يلتصق بأحذيتهما، يبطئ خطواتهما، والريح تعوي من جديد كأنها تحذر من شيء قادم. يصلان إلى الباب الرئيسي، كريس يدخل المفتاح في القفل، يديره ببطء، الصوت المعدني يتردد كحكم نهائي، الباب ينفتح ببطء، يكشف عن القاعة الرئيسية التي تبدو أكثر ظلاماً الآن، الغبار يرقص في الهواء كأرواح صغيرة، والصمت الثقيل يبتلع أنفاسهما.لكن الهدوء لا يدوم، صوت خطوات سريعة غير بشرية يأتي من الممرات العلوية، خدش مخالب حادة على الرخام، ثم يندفعون – الهانترز، مخلوقات طيور مفترسة سريعة وقاتلة، أجسامها نحيلة عضلية مغطاة بجلد أخضر رمادي متقشر، رؤوسهم كالديناصورات الصغيرة مع فكوك حديدية مليئة بأسنان منحنية كالمناجل، عيونهم صفراء مشقوقة تتلألأ في الظلام، ذراعاهم طويلة تنتهي بمخالب حادة تقطع الهواء بسرعة مذهلة، يتحركون على قدمين قويتين، يقفزون من جدار إلى جدار كأنهم ظلال حية.الهانتر الأول يقفز من الدرج العلوي مباشرة نحو كريس، فكه ينفتح بصوت معدني، يحاول عض رقبته، لكن كريس يدفعه بكتفه،
يطلق النار من مسدسه، الطلقات تخترق الصدر لكن الوحش يستمر، مخلبه يخدش ذراعه بعمق، الدم يتدفق ساخناً. ريبيكا تصرخ، تطلق من مسدسها على آخر يقترب منها، تصيب عينه، الوحش يئن بصوت حاد يخترق الأذنين، لكنه يقفز عليها، يلقيها على الأرض، فكه يقترب من وجهها. كريس يركض، يفجر رأسه بطلقة من قرب، الدم الأخضر اللزج يرش على الرخام، لكن المزيد يأتي، ثلاثة، أربعة، يحاصرونهما في القاعة، يدورون حولهما بسرعة، ينتظرون اللحظة الضعيفة.كريس يغطي ريبيكا، يطلق النار باستمرار، يفرغ مخزنه في رؤوسهم، الجثث تسقط مع صوت ثقيل، لكن واحد يقفز من الخلف، مخلبه يخترق كتف ريبيكا، يسحبها بعيداً، تصرخ من الألم. كريس يرمي قنبلة يدوية، تنفجر في وسطهم، تفجر اثنين في قطع متفحمة، الرائحة المحترقة تملأ القاعة، والأخير يتراجع يئن قبل أن يسقط برصاصة أخيرة. يركض كريس إلى ريبيكا، يساعدها في النهوض، يحقن مصلاً من حقيبتها، "ابقي معي... لا تتوقفي الآن."يتقدمان في الممرات، يستخدمان المفتاح لفتح أبواب جديدة، لكن الأرضية فجأة تنهار تحت أقدامهما، حفرة مخفية تبتلعهما، يسقطان في الظلام، يهبطان على أرض رطبة في قبر جورج تريفور، المهندس الذي بنى القصر في الستينيات، الجدران الحجرية مغطاة بنقوش قديمة، تابوت حجري في الوسط مفتوح، جثة جورج المتعفنة ملقاة داخلها، جلده أسود متقلص على العظام، عيناه فارغتان، ومذكرات مبعثرة حوله تكشف الحقيقة: القصر لم يكن مجرد منزل أو مختبر، بل سجن لعائلة تريفور، سبنسر اختطف ابنته ليزا للتجارب، حبس الأم في الأبراج، قتل الابن، وجورج نفسه مات مسموماً بعد أن اكتشف الخطة، القصر بني كمتاهة لإخفاء الأسرار، الأنفاق القديمة تحتها كانت طرق هروب فاشلة، كل باب يؤدي إلى موت أبطأ.كريس يقرأ المذكرات بسرعة، الغضب يعصف به، "هذا... كل شيء سجن... عائلة بريئة دمرت لأجل فيروس." ريبيكا تساعده في الخروج عبر سلم حبلي قديم، يعودان إلى الأنفاق القديمة تحت القصر، متاهة من الممرات الحجرية الرطبة، الشموع العتيقة لا تزال مشتعلة بطريقة غامضة، ترسل ضوءاً أصفر خافتاً على الجدران المليئة بالكتابات اليائسة: "الحرية وهم"، "سبنسر الشيطان"، عظام مبعثرة في الزوايا، أرواح العائلة لا تزال تئن في الريح.في الأنفاق، ينفصلان قليلاً، كريس يسمع صرخة ريبيكا من بعيد، يركض نحوها، يجدها محاصرة بهانتر آخر، الوحش يقفز عليها، مخلبه يخدش صدرها،
لكن كريس يطلق النار، ينقذها في اللحظة الأخيرة، يحملها على كتفه، يتقدمان معاً، الدم يسيل من جروحها لكنها تبتسم weakly، "شكراً... لم أكن لأنجو بدونك."في الجهة الأخرى، جيل تسير في الأنفاق مع باري، الظلام يضغط عليهما، صوت قطرات الماء يتردد كإيقاع قلب متوتر، باري يبدو أكثر توتراً، عيناه تتجنبان عينيها، يمسك قاذفته بيدين مرتجفتين قليلاً. عند تقاطع، ممرات تتفرع، واحد يؤدي إلى اليسار مليء بالظلال، الآخر إلى اليمين أكثر إضاءة. "جيل... انتظري هنا، سأتحقق من الطريق," يقول باري، صوته خشن لكنه يحمل نبرة غريبة، كأنه يتبع أوامر خفية من ويسكر في أذنه عبر الراديو السري.جيل تتردد، تشعر بالشك، "لا، باري، معاً... شيء ما غريب فيك." لكن باري يصر، يتقدم وحده في الممر الداكن، يتركها تنتظر، قلبها يدق بعنف. إذا انتظرت، هانتر يأتي من الخلف، يهاجمها، وباري يعود متأخراً، ينقذها لكنه يتردد، يسمح للوحش بخدشها بعمق، الخيانة تلوح في عينيه. إذا تقدمت وحدها، تتجنب الفخ، تجد باري لاحقاً مصاباً، يعترف جزئياً بالابتزاز، يبقى حياً ليقاتل معها، لكن الشك يبقى بينهما كسم آخر.الأنفاق تستمر، الظلال تتحرك، والقصر فوق يهمس أسراره، عائلة تريفور تلعن الجميع، الهانترز يزمجرون في البعيد، والخائن يضحك في الظلام، ينتظر اللحظة التي ينهي فيها اللعبة، الدم يسيل في الممرات، والفلاش باك يقترب من نهايته، لكن الرعب الحقيقي في القصر لم يبدأ بعد، بل هو ينتظر في المختبر السفلي، حيث تنتظر التجارب الأخيرة، والحقيقة الدامية التي ستغير كل شيء إلى الأبد.
كريس يدفع الباب الحديدي الثقيل في نهاية الأنفاق القديمة، المفصلات الصدئة تصرخ بصوت يشبه أنين أرواح عائلة تريفور التي لا تزال تتردد في الجدران، كأن القصر نفسه يحتج على دخولهم إلى أعماقه الحقيقية، الباب يتأرجح ببطء ليكشف عن درج حلزوني ينزل إلى الأسفل، منحوت في صخر جبل أركلاي نفسه، الدرجات الرطبة مغطاة بطبقة من الطحالب الخضراء اللزجة التي تنزلق تحت الأحذية كأنها تحاول إسقاطهم في الهاوية، الهواء يصبح أثقل فجأة، بارداً ورطباً يحمل رائحة الكيمياء الحادة الممزوجة برائحة الدم والتحلل، رائحة تجعل الرأس يدور والمعدة تنقلب كأن الجبل نفسه يتنفس سموم أمبريلا منذ عقود. المصابيح الطارئة الحمراء على الجدران تومض بإيقاع غير منتظم، ترسل ضوءاً دموياً يرسم ظلالاً طويلة على الصخر الخشن، ظلال تبدو كأيدي مشوهة تمتد لتمسك بهما، والصمت المطبق يُقطع فقط بصوت قطرات الماء التي تسقط من السقف كدموع لا تنتهي، كأن الجبل يبكي على ما يُخفى تحته.ريبيكا تتبعه بخطوات مترددة، حقيبتها الطبية تثقل كتفها أكثر الآن، الإرهاق يجعل وجهها الشاب يبدو شاحباً تحت الضوء الأحمر،
عيناها الخضراوان تفحصان كل زاوية كأنها تتوقع أن يخرج شبح ليزا تريفور من الصخر نفسه، تنفسها المتقطع يخرج كسحب صغيرة في البرودة، ويدها تمسك بذراع كريس بقوة أكبر مما تقصد، كأنها تخاف أن يبتلعها الظلام وحدها. "كريس... هذا المكان... أعمق مما تخيلت. الخريطة كانت صحيحة، لكن... أشعر أننا ندخل قلب الوحش." صوتها يهمس، يتردد في الدرج كأن الجدران تكرره بصوت أعمق، أكثر شراً، وكريس يومئ دون كلام، قلبه يدق بعنف في صدره، الغضب من خيانة إنريكو يغلي في عروقه كالسم، يفكر في جيل، في باري، في ويسكر الذي اختفى كأنه جزء من هذا الجبل الملعون.يصلان أخيراً إلى المعمل تحت الأرض، الباب الأخير ينفتح تلقائياً بصوت هيدروليكي خافت، يكشف عن قاعة واسعة منحوتة في الصخر، مضاءة بمصابيح فلورسنت بيضاء قاسية تخترق العيون بعد الظلام الطويل، الجدران مغطاة بألواح معدنية لامعة ملطخة ببقع دم جافة وبصمات أيدي يائسة، الطاولات الطويلة مليئة بأجهزة كمبيوتر قديمة تومض بشاشات خضراء، أنابيب اختبار مكسورة تسيل منها سوائل ملونة تتجمع في برك على الأرض، رائحة الفورمالديهايد القوية تملأ الهواء كأن الموتى لا يزالون هنا، محفوظين في الخزانات الزجاجية الكبيرة التي تصطف على الجانبين، خزانات مليئة بسائل أخضر غائم، داخلها أجسام مشوهة تطفو ببطء، بشر كانوا يوماً ما، الآن مجرد عينات، عيونهم مفتوحة في صرخات صامتة، أطرافهم منتفخة بالفيروس.كريس يتقدم بحذر، مسدسه مرفوع، يفحص الغرفة بسرعة، الشاشات تومض ببيانات قديمة، رسوم بيانية لانتشار الفيروس، صور لزومبي وهانترز وتايرانت، كأن هذا المكان هو الرحم الذي ولدت منه كل الكوابيس التي واجهاها. ريبيكا تتجه إلى طاولة قريبة، تجد جهاز عرض أفلام قديم، شريط فيديو مكتوب عليه "تقرير ويسكر – سري"، تضغط على التشغيل بأصابع مرتجفة، والشاشة الكبيرة في الوسط تضيء فجأة، تكشف عن وجه ألبرت ويسكر، الكابتن، نظارته الشمسية السوداء تخفي عينيه كالعادة، لكنه يبتسم ابتسامة باردة لا تصل إلى الشفاه، صوته الدقيق يملأ الغرفة كأنه هنا، يتحدث مباشرة إليهما."إذا كنتم تشاهدون هذا، فأنتم الناجون القليلون. أنا ألبرت ويسكر، عميل أمبريلا منذ البداية. S.T.A.R.S.
لم يُرسلوا للإنقاذ، بل للاختبار. أحضرتهم إلى هنا لأرى كيف تؤدي الوحوش ضد محترفين مسلحين، بيانات حية لتحسين الأسلحة البيولوجية. التايرانت، السلاح الفائق، جاهز الآن. سأدمر المعمل لإخفاء الأدلة، ثم أسرق العينات وأبيعها لأعلى مزايد. سبنسر يثق بي، لكني أفوق الجميع. مرحباً بالجحيم، رفاقي." الفيديو ينتهي بضحكة خفيفة، ثم الشاشة تسود، تترك الصمت يبتلع الغرفة كالصاعقة.كريس يتجمد، قبضته تشد على المسدس حتى ترتجف، الغضب يعصف به كعاصفة، "الخائن... كان ويسكر منذ البداية. هو من جلبنا هنا... لنموت كفئران تجارب." صوته يخرج مكسوراً، يركل طاولة قريبة، الأدوات تتناثر على الأرض بصوت معدني حاد. ريبيكا تمسك ذراعه، عيناها مليئتان بالدموع لكنها تمسحها بسرعة، "كريس... الملفات هنا... انظر." تفتح ملفات على كمبيوتر قريب، الشاشة تكشف عن وثائق سرية: صور لويسكر مع سبنسر، تقارير عن دفعات مالية هائلة، خطط لسرقة التايرانت، الوحش الفائق في الخزانة المركزية، جسده العملاق يطفو في السائل، عضلاته المنتفخة، مخالب هائلة، عيناه مغلقتان لكن الجسد يتحرك weakly كأنه يحلم بقتل.فجأة، إنذار يدوي في الغرفة، أضواء حمراء تومض، صوت ويسكر يتردد من مكبرات الصوت: "وقت التدمير. وداعاً، S.T.A.R.S." الأبواب تغلق تلقائياً، الغاز يبدأ في التسرب من الفتحات، والتايرانت في الخزانة يبدأ في الاستيقاظ، الزجاج يتصدع ببطء. كريس يمسك ريبيكا، يركضان نحو مخرج طوارئ، يستخدمان المفتاح لفتحه، يهربان إلى الممرات السفلية، والمعمل يبدأ في الانهيار خلفهما، الانفجارات تدوي كالرعد في أعماق الجبل.في الجهة الأخرى، جيل وباري يصلان إلى المعمل من مدخل آخر، يشاهدان نفس الفيديو، جيل تصرخ من الصدمة، باري ينهار جزئياً، يعترف أخيراً بالابتزاز: "ويسكر... هددني بعائلتي... آسف، جيل... لم أكن أريد..." لكنهما يهربان معاً، الخيانة تتحول إلى تحالف هش، والتايرانت يتحرر في الظلام، خطواته الثقيلة تتردد في الأنفاق كحكم الموت.المعمل يحترق، الأسرار تذوب في اللهب، لكن ويسكر يهرب بعينات التايرانت، يختفي في الظلام، يترك S.T.A.R.S. يقاتلون للنجاة، الجبل يهتز بعنف، والفلاش باك يصل إلى نهايته، لكن الرعب الحقيقي في القصر لم ينته، بل تحول إلى مطاردة أخيرة، تايرانت يزمجر في الأعماق، والناجون يركضون نحو السطح، نحو الفجر الذي قد لا يأتي أبداً، الدم يسيل في الممرات، والخيانة تترك ندوباً أعمق من أي جرح، والقصر ينهار تدريجياً، يأخذ معه أسرار أمبريلا، لكن الوحوش تنجو،
تنتظر الفرصة التالية للانتشار في العالم.
كريس يركض في الممر السفلي الضيق، الجدران الصخرية تهتز بعنف من الانفجارات البعيدة التي تدوي كرعد تحت الأرض، الغبار يتساقط من السقف كثلج رمادي يغطي شعره وكتفيه، يخلق طبقة خفيفة تجعل الرؤية أصعب في الضوء الأحمر الوميضي للإنذار، ريبيكا تتعثر خلفه، جرحها في الصدر من الهانتر ينزف weakly رغم الضمادة السريعة، تنفسها المتقطع يتردد في الممر كأنين طفل خائف، يدها تمسك بذراعه بقوة أخيرة، عيناها الخضراوان مليئتان بالألم لكن العزم يجعلهما تتلألآن كنجمتين في الظلام. الغاز السام يتسرب من الفتحات في الجدران، يحرق الرئتين كأنه نار سائلة، رائحته الكيميائية الحلوة المرة تملأ الهواء كسم أمبريلا الأخير، والحرارة ترتفع تدريجياً مع كل انفجار يقترب، يجعل العرق يسيل على جبين كريس مختلطاً بالدم والغبار.فجأة، صوت خطوات هادئة أمامهما، نظارة شمسية تلمع في الضوء الأحمر، ويسكر يقف في نهاية الممر، بدلته السوداء نظيفة بشكل مستحيل وسط الفوضى، ابتسامته الباردة تكشف عن أسنان بيضاء مثالية، مسدسه مرفوع بيد واحدة كأنه يرحب بضيوف متأخرين. "كريس... ريبيكا... تهنئتي، وصلتما إلى هنا. لكن اللعبة انتهت." صوته الدقيق يتردد في الممر كأنه يخرج من مكبرات الصوت في رأس كريس، يرفع مسدسه ببطء،
يصوب مباشرة على ريبيكا التي تتجمد بجانبه، عيناها تتسعان من الصدمة.الطلقة تدوي فجأة، الرصاصة تخترق صدر ريبيكا، ترميها على الجدار بقوة، الدم يرش على الصخر، لكنها لا تسقط، تلهث بعنف، يدها تمسك الصدر حيث الدرع الواقي تحت بدلتها يبرز مكسوراً، الرصاصة محاصرة فيه كمعجزة أخيرة. "أنت... أحمق، ويسكر..." تهمس، صوتها ضعيف لكن مليء بالكراهية، تسقط على ركبتيها لكنها ترفع مسدسها الصغير، تطلق طلقة ترددية تصيب كتفه، يتراجع خطوة واحدة، الدم الأحمر يتدفق على بدلته السوداء لأول مرة.كريس يصرخ بغضب، يطلق النار بسرعة، الطلقات تدوي كعاصفة، تصيب ذراع ويسكر، صدره، لكنه يضحك فقط، يتراجع نحو الباب الخلفي، "لن تموتوا بسهولة، أليس كذلك؟ جيد... التايرانت سيحب ذلك." يضغط على زر في جيبه، الخزانة المركزية في المعمل تنفجر خلفه، الزجاج يتناثر في آلاف القطع اللامعة، والتايرانت T-002 يخرج من السائل الأخضر، الوحش الأبيض العاري الهائل، جسده العضلي المنتفخ بدون جلد حقيقي، بشرته بيضاء شاحبة شفافة تكشف عن عروق سوداء نابضة، قلبه الأحمر المنتفخ يدق بعنف مرئياً تحت الصدر، مخلبه اليمنى طويل كسيف، عيناه حمراء ميتة بدون حدقة، يتحرك ببطء أولاً ثم بسرعة مذهلة، زمجرته تهز الجدران كزلزال.ويسكر يدير ظهره للهروب، يضحك بصوت عالٍ، لكن التايرانت لا يميز، مخلبه يخترق صدره فجأة من الخلف، يرفعه في الهواء كدمية مكسورة، الدم يرش كشلال أحمر، القلب يخرج من الصدر ممزقاً، ويسكر يلهث للحظة، عيناه تتسعان من الصدمة الحقيقية لأول مرة، "لا... أنا... المتفوق..." ثم يسقط ساكناً، الجثة تتدلى من المخلب قبل أن يرميها التايرانت جانباً كقمامة، عيناه الحمراء تثبتان على كريس وريبيكا، زمجرته تملأ الممر كوعد بالموت.كريس يسحب ريبيكا، يركضان نحو المخرج، التايرانت يتبعهما بخطوات ثقيلة تهز الأرض، المخلب يخدش الجدران، يترك خطوطاً عميقة في الصخر، الانفجارات تقترب، النار تلحق بهما كتنين غاضب.في سيناريو جيل، الأمور تختلف قليلاً، جيل وباري يصلان إلى غرفة التحكم الرئيسية، الشاشات تومض بفيديو ويسكر نفسه، لكنه حي أمامهما، يقف خلف زجاج واقٍ، ابتسامته الباردة تكبر على الشاشة. "جيل... باري... مرحى بالوصول. باري، أخبرتك أن عائلتك في أمان إذا ساعدتني، أليس كذلك؟
الكذبة كانت ضرورية... بناتك بخير، لكنك الآن عديم الفائدة." صوته يتردد، يضغط زراً، الأبواب تغلق، الغاز يتسرب، لكن باري يغضب أخيراً، الخيانة والكذبة تحررانه من الخوف، يرفع قاذفته، يفجر الزجاج بقنبلة، يركض نحو ويسكر، "أيها الوغد! بناتي... كذبت عليّ!" يطلق النار بغضب، يصيب ساقه، ويسكر يئن لأول مرة، يتراجع، لكن التايرانت يتحرر في اللحظة نفسها، مخلبه يخترق صدر ويسكر كما في السيناريو الآخر، يرفعه عالياً، الدم يرش على وجه باري، "لا... مستحيل..." يهمس ويسكر قبل أن يموت، الجثة تسقط، والتايرانت يزمجر نحو جيل وباري.باري ينقلب تماماً الآن، يحمي جيل بجسده، يطلق قنابله على التايرانت، يصيب عينه، يبطئه قليلاً، "جيل... اركضي! سأغطيك!" يصرخ، الغضب من الكذبة يجعله يقاتل كوحش آخر، ينجو مؤقتاً، يهربان معاً نحو السطح، التايرانت يطارد، خطواته تهز الجبل كله.السيناريوهات تتلاقى في النهاية، كريس وريبيكا يلتقيان بجيل وباري في الممرات العلوية، الجميع مصابين، يلهثون، الدم يغطي ملابسهم، التايرانت يقترب من الخلف، زمجرته تهز كل شيء، الجبل ينهار تدريجياً، النار تلحق، والمطاردة الأخيرة تبدأ نحو السطح، نحو المروحية التي تنتظر في الفناء، برادفورد يصرخ في الراديو، "سارعوا! القصر ينهار!" التايرانت يخترق الجدران، مخلبه يمزق كل شيء في طريقه، والناجون يركضون، يطلقون النار، يرمون القنابل، لكن الوحش لا يتوقف، قوته الهائلة تجعله إلهاً من الموت الأبيض، الشاشات في الممرات تومض بكلمات ويسكر الأخيرة المسجلة: "التايرانت... الكمال... أمبريلا ستنهض من الرماد."القصر يحترق، الجبل يصرخ، والتايرانت يزمجر، المطاردة تستمر إلى السطح، حيث السماء تفتح أخيراً، المطر يهطل بغزارة، والمروحية تنتظر كأمل أخير، لكن التايرانت يخرج من الأرض، يقفز عالياً، والمعركة النهائية تبدأ تحت العاصفة، الرصاص يدوي، القنابل تنفجر، والدم الأحمر يختلط بالمطر، الناجون يقاتلون للحياة، للانتقام، للخروج من جحيم أركلاي، والفجر يلوح في الأفق، دامياً كالجراح التي لن تشفى أبداً.
كريس يندفع في الممر الأخير، الجدران الصخرية تنهار حوله كأن الجبل نفسه يغضب من وجودهم، قطع الحجر الكبيرة تسقط من السقف بصوت مدوٍ يهز الأرض، يغطي الغبار الهواء كسحابة كثيفة تجعل التنفس عذاباً، والنار تلحق بهما من الخلف كتنين غاضب يلعق كل شيء في طريقه، لهيب أحمر يضيء الممر بلمعان جهنمي يرسم ظلالاً مشوهة على وجوههما المغطاة بالعرق والدم. ريبيكا تتعثر، ساقها المجروحة تخونها، لكن كريس يمسك ذراعها بقوة، يسحبها قدماً، "لا تتوقفي الآن! السطح قريب!" يصرخ، صوته يخترق الضجيج كأمر أخير، والتايرانت خلفهما يزمجر بصوت يهز العظام، خطواته الثقيلة تخترق الأرضيات، مخلبه يمزق الجدران كورق، الوحش الأبيض يقترب بسرعة غير طبيعية، عيناه الحمراء الملتهبة تثبتان عليهما كوعد بالموت البطيء.فجأة، صوت إنذار حاد يدوي في كل مكان، أضواء حمراء تومض بعنف، وصوت آلي بارد يتردد من مكبرات الصوت المخفية: "تسلسل التفجير الذاتي مُفعل. تدمير كامل للمنشأة في خمس دقائق. إخلاء فوري." ويسكر، حتى في موته، ترك هديته الأخيرة، يحرق كل شيء ليخفي أسراره، الانفجارات الأولى تدوي في الأعماق، تهز الجبل كله كزلزال غاضب، الشقوق تتسع في الجدران، والحرارة ترتفع كأن الجحيم يفتح أبوابه.كريس وجيل يلتقيان أخيراً في القاعة الرئيسية، مع باري وريبيكا، الأربعة يلهثون، مصابين، ملطخين بالدم والغبار، لكن عيونهم مليئة بالعزم الأخير. باري يحمل قاذفته بيد مرتجفة، لحيته الحمراء محترقة في الأطراف، "الدرج! إلى السطح!" يصرخ، يغطي الجميع بإطلاق نار على التايرانت الذي يندفع من الممر، القنبلة تفجر صدره، تبطئه للحظات، اللحم الأبيض يتناثر لكنه يتجدد ببطء، الوحش يزمجر بغضب أكبر. يركضون صاعدين الدرج الرئيسي، الرخام يتصدع تحت أقدامهم، الثريات تسقط خلفهم في انفجارات زجاجية، والقصر يئن ككائن حي يموت ببطء.
يخرجون أخيراً إلى السطح، الفناء الخلفي تحت السماء العاصفة، المطر يهطل بغزارة كأنه يحاول إخماد النار التي تخرج من النوافذ، البرق يشق الغيوم كسيوف نارية، والريح تعوي بقوة تجعل الوقوف صعباً. صوت المروحية يدوي فجأة من الأعلى، برادفورد يعود بالهليكوبتر، الأضواء الكاشفة تخترق الظلام كأمل إلهي، "سارعوا! القصر ينهار!" يصرخ في الراديو، يحوم فوق الفناء، الحبل ينزل لإنقاذهم.لكن التايرانت يخرج من الأرض، يقفز عالياً كوحش من أسطورة، جسده الأبيض الدامي يبرز تحت المطر، مخلبه يمد نحو المروحية، زمجرته تخترق الليل كصرخة الموت نفسه. جيل تلتقط قذيفة إشارة من حقيبتها، تشعلها بأصابع مرتجفة، الضوء الأحمر يشتعل عالياً في السماء، إشارة يائسة لبراد، "الصواريخ! ألقِ القاذفة!" تصرخ في الراديو.براد يفهم فوراً، يفتح الباب، يلقي قاذفة الصواريخ إلى الأسفل، السلاح يسقط في الطين أمامهم، كريس يلتقطه بسرعة، يصوب على التايرانت الذي يقفز نحوها، "هذا للجميع!" يصرخ، يطلق الصاروخ، الشعلة الحمراء تخترق المطر، تصيب صدر الوحش مباشرة، تنفجر في كرة نار هائلة، اللحم الأبيض يتناثر في قطع متفحمة، التايرانت يزمجر صرخة أخيرة تخترق الروح، ثم يسقط على ركبتيه، الجسم يتفكك، ينهار في الطين، ميتاً أخيراً، الدخان الأسود يتصاعد من الجثة المحترقة.الأربعة يتسلقون الحبل بسرعة، أيديهم ملطخة بالدم والطين، يدخلون المروحية، براد يرفعها عالياً، والقصر تحت يبدأ في الانهيار، الانفجارات تدوي كسيمفونية الموت، الأعمدة تسقط، الجدران تنهار، كرة نار هائلة تبتلع كل شيء، القصر يغرق في اللهب والدخان، يختفي في الجبل كأنه لم يكن، الجبل نفسه يهتز بعنف أخير، ثم يسكن، تاركاً فوهة سوداء مليئة بالرماد.في المروحية، كريس يجلس بجانب جيل، يمسك يدها بقوة، باري يعانق ريبيكا التي تبتسم weakly رغم الإرهاق، الأدلة في حقيبتهم – الملفات، الأفلام، العينات المسروقة – تدين أمبريلا إلى الأبد، جاهزة لكشف المؤامرة العالمية، الشركة التي بنت إمبراطوريتها على الدم والفيروسات. الشمس تشرق أخيراً في الأفق، أشعتها الذهبية تخترق الغيوم، تضيء وجوههم المتعبة، والمروحية تطير بعيداً، تاركة جحيم أركلاي خلفهم، لكن الجراح تبقى، والحرب ضد أمبريلا بدأت للتو..