[منظور أكيهيكو]
كنتُ أسير في ممرٍ يشبه أحشاء وحشٍ صناعيٍّ ميت، جدرانه من الفولاذ المُشوَّه، مغطاة بطبقةٍ رقيقة من الصدأ الأحمر الذي يشبه الدم المجفَّف. الهواء ثقيل، مشبع برائحة الكيماويات المحترقة والزيت العتيق، وكل نفسٍ أسحبه يترك طعمًا معدنيًا على لساني. أضواء الطوارئ الحمراء تومض ببطء، كأنها نبض قلبٍ يحتضر في صدر هذا المختبر الملعون. ليون يمشي على يساري، يده اليمنى تلامس مسدسه باستمرار، أصابعه ترتجف خفيفًا ليس خوفًا، بل ترقبًا، كجنديٍ عاش ليالي راكون سيتي ويعرف أن الصمت دائمًا يسبق العاصفة. ميليوداس على يميني، خطواته خفيفة كالقطة، لكن كل خطوة تحمل وزنًا غير مرئي، كأن الأرض نفسها تتراجع قليلًا تحت قدميه.وصلنا إلى غرفةٍ واسعة، ليست غريبة تمامًا، لكنها تحمل شيئًا من التناقض المقلق. أرضية من البلاط الأسود اللامع، جدران مغطاة بألواح تحكم قديمة، شاشات مكسورة تعرض رموزًا رقمية تتغير ببطء، وفي المنتصف منصة دائرية مرتفعة قليلًا، كأنها مصممة لعرض شيءٍ ما... أو لإخفائه. أنابيب زجاجية مكسورة تحيط بالمنصة، وبداخلها بقايا سائل أخضر متجمد، يشبه الدماء المتحجرة لكائنٍ لم يُولد بعد. لا وحوش هنا، لا زومبي، لا حتى صوت تنفس. فقط صمتٌ ثقيل، كأن المكان ينتظرنا.ثم سمعته.طق... طق... طق...
صوت أقدام. ليس ثقيلًا كجنود أمبريلا، ولا عشوائيًا كزومبي. صوتٌ معدني، رنان، كأن كعب حذاء حديدي يلامس أرضية فولاذية بإيقاعٍ مدروس. هادئ، خفيف، لكنه يملأ الفراغ كله. كل خطوة تتردد في صدري، كأنها تضرب على طبلة أذني مباشرة. ليون رفع مسدسه فورًا، عيناه تضيقان في الظلام. ميليوداس لم يتحرك، لكن عضلات ذراعيه توترت، وابتسامته المعتادة اختفت.طق... طق...الصوت يقترب. من الظلال اليمنى، حيث تنعدم الأضواء تمامًا.ثم ظهر.كائنٌ من زمنٍ آخر، ليس شبحًا، ليس آلة، بل شيءٌ بينهما. شعرٌ وردي فاتح، قصير، منسدل قليلًا على الجانبين كأنه نسيمٌ جمَّده القتال. عينان حادتان، كأنهما شفرتان من الياقوت الأزرق، تعكسان ضوء الطوارئ ببريقٍ بارد. درعٌ معدني أنيق، أزرق غامق مع خطوط فضية، مزين بزخارف ذهبية على الصدر تشبه أجنحة نسرٍ مفتوحة. الدرع يغطي جسده بالكامل تقريبًا، لكنه لا يخفي رشاقته، بل يبرزها، كأن كل لوحة معدنية صُممت لتتحرك مع عضلة. حول خصره حزام جلدي بني، يحمل جرابًا صغيرًا، وربما سكينًا أو أداة. وفي يده اليمنى،
سيفٌ بمقبض ذهبي، ليس سيفًا عاديًا، بل شيءٌ يشبه الضوء المتصلب، نصلٌ فضي يعكس الظلال كمرآة.كنتُ مستغربًا. درع قرون وسطى في مختبر أمبريلا؟ في شنغهاي؟ لكن الدهشة لم تدم. نظرتُ إليه، وهو نظر إلينا، عيناه تتوقفان على ميليوداس للحظة أطول قليلًا. ليون همس: "من أنت؟" لكن قبل أن يخرج الصوت من فمه...ززززت!شرارة زرقاء صغيرة، كنجمةٍ سقطت من السماء، ظهرت فجأة في الهواء أمام ميليوداس. ثم، في أقل من جزء من الثانية، كبرت، تمددت، تحولت إلى خيطٍ من البرق النقي، أزرق لامع، يلتف حول جسد ميليوداس كأفعى كهربائية. لم يكن مجرد صعق، بل قيد، خيوط البرق تربط ذراعيه، ساقيه، عنقه، ترفعه عن الأرض ببطء، كأن الجاذبية نفسها تخضع لها.ميليوداس لم يصرخ. لم يتحرك. فقط عيناه، تلك العينان الخضراوان، تضيقان ببطء، وابتسامةٌ صغيرة، خطيرة، تظهر على شفتيه.عرفتُ فورًا.هذا ليس تحية.
هذا ليس صدفة.
هذه هجوم.والهدف الأول كان ميليوداس، أقوى واحد بيننا.
العدو يعرف.
ويعرف جيدًا.رفعتُ يدي، مانا البرق تتجمع في راحة يدي، ليون يصوب، والسيف الذهبي في يد الفارس يرتفع ببطء، كأنه يعد للضربة التالية.الظلام يبتسم.والمختبر... يستيقظ.
كنتُ أقف هناك، والبرق الأزرق يلف جسد ميليوداس بإحكام، يشد ذراعيه إلى الخلف، يضغط على صدره، يثبت عنقه بقوة تجعل عضلاته تبرز تحت الضغط. لم يكن يصرخ، لم يكن يئن، فقط عيناه الخضراوان مثبتتان على الرجل أمامه، ذلك الفارس ذو الشعر الوردي الفاتح، الواقف بثبات كامل، سيفه في يده اليمنى، وقفته لا تتزحزح."من أنت؟"
سأل ميليوداس، صوته هادئ لكنه يحمل نبرة من يعرف الإجابة مسبقًا، كمن يقرأ اسمًا مألوفًا على صفحة قديمة.الفارس تقدم خطوة واحدة، خطوة مدروسة، ثم أخرج سيفه من غمده ببطء متعمد، النصل الفضي يعكس ضوء الطوارئ الأحمر ببريق حاد."وأخيرًا تقابلنا، يا خطيئة التنين."ميليوداس رفع حاجبًا، وابتسامة صغيرة ظهرت على شفتيه.
"هذه القوة... أجل، لا شك. أنت من الفرسان المقدسين."صرختُ دون تفكير:
"هل تعرفه؟!"ميليوداس أجاب دون أن ينظر إليّ، صوته يحمل نبرة ذكرى بعيدة:
"نعم. هذا غيلثاندر. درّبته قليلاً عندما كنتُ في القصر. كبر. مرت عشر سنوات."غيلثاندر لم يتحرك، لم يرد فورًا، فقط ظل واقفًا، عيناه مثبتتان على ميليوداس.
"لو كان لديكم وقت للكلام، ربما كان يجب أن تستخدموه في محاولة الهرب من هذه القيود."ميليوداس حرّك أصابعه داخل الخيوط الكهربائية، يختبر قوتها بحذر.
"هذا البرق... لماذا أنت هنا؟ تركت المملكة لتمسكني؟"غيلثاندر رفع سيفه ببطء، وضع النصل على رقبة ميليوداس، ليس ليقطع، بل ليضغط برفق، كتحذير.
"الجميع في المملكة يريدون موت فرسان الخطايا السبع. جزء يريد إبادة المتمردين. جزء آخر يريد قتال الأساطير ليثبت قوته."ميليوداس سأل بهدوء:
"وفي أي جزء أنت؟"غيلثاندر أجاب، صوته منخفض لكنه واضح:
"كليهما. لا. أريد أكثر.""أكثر؟""نعم. أريد الانتقام لأبي، زاراتراس، القائد الأعظم. قتلك سيثبت أنني فاقته. وسأصبح أقوى فارس مقدس في التاريخ."ميليوداس مال برأسه قليلاً، والبرق لا يزال يضغط على عنقه.
"تلمح أنني قتلت والدك؟""هل تنكر؟""لا أتذكر الكثير مما حدث."غيلثاندر ضيّق عينيه، صوته أصبح أكثر حدة:
"أنتم الخطايا خائنون بطبيعتكم. وسمعت أنك هنا تبحث عن الأميرة إليزابيث، أليس كذلك..."فجأة تحرك ليون.رفع مسدسه بسرعة، أطلق رصاصة واحدة، دقيقة، تتجه مباشرة نحو رأس غيلثاندر.السيف تحرك في لحظة. صوت معدني حاد.
الرصاصة تتفتت في الهواء، تتحول إلى شظايا صغيرة تسقط على الأرض.في تلك اللحظة، تحرك ميليوداس.البرق بدأ يتشقق. شقوق صغيرة تظهر على الخيوط، ثم تتسع.
يداه تحررتا أولاً، ثم ساقاه. قفز فجأة، لكمة قوية موجهة نحو وجه غيلثاندر.لكن غيلثاندر كان أسرع.ضرب بطاقة كهربائية من طرف السيف، موجة زرقاء نقية، ليست صعقة، بل دفعة مركزة. ضربت صدر ميليوداس مباشرة.طار.اخترق الجدار الخلفي بقوة، ثم الجدار التالي، ثم الثالث. استمر يطير عبر الممرات، يخترق الجدران واحدًا تلو الآخر، حتى انفجر خارج المختبر، ارتفع في سماء شنغهاي المحترقة، اختفى بين الدخان والنار وأضواء المدينة.سقط الصمت للحظة.ليون أعاد تعبئة مسدسه بسرعة، عيناه لا تتركان غيلثاندر. أنا رفعت يدي، المانا تتجمع في راحة يدي، البرق يبدأ يتجمع حول أصابعي.غيلثاندر نظر إلينا، سيفه لا يزال مرفوعًا."الآن، دوركما."الأرض اهتزت قليلاً.المختبر استيقظ.
الغرفة كانت صامتة لثانية واحدة، ثانية كافية لأسمع فيها نبضي الخاص يرن في أذني كطبل حرب. ثم رفع غيلثاندر سيفه إلى الأعلى، ليس بسرعة، بل ببطء متعمد، كأنه يرسم خطًا في الهواء يعلن به بداية العاصفة.لم ينطق كلمة.لكن السقف انشق.ليس انشقاقًا عاديًا. لم يكن هناك صوت انفجار، لا دخان، لا شظايا. فقط خطٌ أزرق رفيع، كأنه شفرة من الضوء، قطع السقف من الأعلى إلى الأسفل، ثم اتسع، وانفجر البرق.برقٌ من السماء نفسها، يخترق المبنى، يضرب الأرض أمام ليون مباشرة.الانفجار لم يكن صوتيًا. كان طاقة. موجة صدمة كهربائية، زرقاء بيضاء، انتشرت في كل اتجاه، مزقت الألواح المعدنية، حطمت الشاشات، فجرت الأنابيب، ورفعت الغبار والحطام في لحظة. رأيت ليون يطير إلى الخلف، جسده يتقلّب في الهواء، مسدسه يخرج من يده، وجهه يتجمد في لحظة الدهشة.لم أفكر.تنفس البرق – الشكل الأول.جسدي تحرك قبل عقلي. المانا اندفعت في عروقي، ليست كهرباء، بل إرادة.
خطوة واحدة، وكنتُ أمام ليون. ذراعي اليمنى حول خصره، ذراعي اليسرى ترفع درعًا من البرق الخاص بي، أزرق داكن، أكثر كثافة، يصد الموجة الكهربائية بصوتٍ كأنه معدن يصطدم بمعدن.الانفجار ضرب الدرع. اهتز جسدي. عضلاتي تشنجت. لكن لم أتراجع.ثم دفعتني القوة إلى الخلف.ليس خطوة. ليس مترين. عشرة، عشرين، ثلاثين مترًا. اخترقتُ جدارًا، ثم آخر، ثم سقطتُ في ممرٍ جانبي، ليون في حضني، جسده لا يزال فاقدًا للوعي جزئيًا، دمه يسيل من جرحٍ في جبهته.لم يكن هناك وقت.وضعته على الأرض، خلف حاوية معدنية متصدعة.
"ابقَ هنا."لم يرد. لكن عيناه فتحتا، وأومأ برأسه بضعف.عدتُ أدراجي.الغرفة الرئيسية الآن حفرة. السقف مفتوح، الجدران متصدعة، الأرض محترقة، والدخان يتصاعد ببطء. وفي المنتصف، غيلثاندر. لا يزال واقفًا. سيفه في يده. لم يتحرك سنتيمترًا.نظر إليّ."واحدٌ سقط. بقي واحد."رفعتُ يدي. البرق يتجمع حول ذراعي، ليس كخيوط، بل كدرع، كسيف، كإرادة.
"لن أسقط بهذه السهولة."تقدمتُ خطوة.الأرض تحت قدمي تشققت.تنفس البرق – الشكل الثاني: الخطوة الصامتة.في لحظة، اختفيت.ظهرتُ خلفه.لكمة موجهة نحو ظهره، مشحونة بالمانا، قوية بما يكفي لتحطيم جدار.لكنه استدار.سيفه تصدى. صوت التصادم كان كصاعقة في مكان مغلق. الشرارة الكهربائية انتشرت بيننا، أزرق داكن ضد أزرق فاتح.تراجعتُ خطوة.هو تقدم خطوتين."جيد،" قال بهدوء. "لستَ مجرد إنسان.""ولستَ مجرد فارس."رفع سيفه مرة أخرى.السماء فوقنا، من خلال السقف المفتوح، بدأت تتجمع فيها غيوم سوداء، غير طبيعية، تدور بسرعة.البرق يبدأ يتجمع في طرف نصله.أنا أيضًا.المانا في جسدي تصل إلى ذروتها.الآن، نحن وجهًا لوجه.لا ليون. لا ميليوداس. لا أحد.فقط أنا، وهو.والعاصفة تبدأ.
الغبار لا يزال يتساقط من السقف المفتوح، والأرض تحت قدمي متشققة من الضربة السابقة. وقفتُ أمامه، كاتانا في يدي اليمنى، قبضتي مشدودة حتى ابيضت مفاصل أصابعي.
تنفس البرق يجري في عروقي، ليس كطاقة خارجية، بل كجزء من نبضي، يدور في حلقة سريعة، يغذي عضلاتي، يشحذ حواسي.غيلثاندر لم يتحرك بعد. سيفه مرفوع قليلاً، طرف النصل يشير إلى الأرض، لكن البرق يتجمع حوله باستمرار، يلف الدرع، يرقص على الحواف المعدنية.بدأتُ أنا.تنفس البرق – الشكل الثالث: الخطوة المتتالية.خطوة، ظهور، ضربة أفقية من اليمين إلى اليسار، موجهة نحو صدره. الكاتانا تقطع الهواء بسرعة لا تُرى، النصل يترك أثرًا أزرق خافت.تصدى بسيفه. ليس بحركة كبيرة، فقط رفع طفيف، نصل يلامس نصل، شرارة تنطلق، أُدفع إلى الخلف نصف متر.لم أتوقف.الشكل الرابع: الدوامة.دوران كامل، قدم يسارية تدور، كاتانا تتبع في قوس دائري، ضربة علوية تنزل من الأعلى نحو كتفه الأيمن.تصدى مرة أخرى. هذه المرة بحركة جانبية، سيفه يحرف مساري، يدفعني إلى الجانب. فقدتُ توازني لجزء من الثانية.استغلها.برق من سيفه، ليس خيطًا، بل موجة عريضة، ضربت صدري مباشرة. لم أرها قادمة. الضربة رفعت جسدي، رمتني خمسة أمتار، اصطدمتُ بالجدار،
الكاتانا تسقط من يدي، تتزحلق على الأرض.نهضتُ فورًا. أمسكتُ الكاتانا بسرعة. تنفس البرق يزداد سرعة، يعوض الألم في صدري.هجمتُ مرة أخرى.سلسلة من الشكل الأول والثاني متتالية: خطوة، ظهور خلفه، طعنة نحو الظهر. لكنه استدار قبل أن أصل، سيفه يصد الطعنة، يدفعني إلى الخلف بقوة كتفه.ضربة أخرى منه، هذه المرة برق مركز في طرف السيف، يخترق درعي الكهربائي، يضرب كتفي الأيسر. الألم حاد، لكن لم أتراجع.الشكل الخامس: الانقضاض.قفزة عالية، كاتانا مشحونة بالكامل، تنزل من الأعلى بكل وزني، موجهة نحو رأسه.تصدى بسيفه المرفوع، ليس صدًا عاديًا، بل دفعة كهربائية قوية من الأسفل إلى الأعلى. الضربة رفعت جسدي مرة أخرى، رمتني إلى السقف، اخترقتُ لوحًا معدنيًا، سقطتُ على الجانب الآخر.الأنفاس ثقيلة. الكاتانا لا تزال في يدي. الدم يسيل من فمي.نهضتُ.هجمتُ مرة أخرى،
أسرع، أقوى. سلسلة ضربات متتالية: يمين، يسار، طعنة، قوس، دوران، كل ضربة مشحونة بتنفس البرق، النصل يترك آثارًا زرقاء في الهواء.كل ضربة تصدى لها.ليس بصعوبة. ليس بجهد. بسلاسة، كأنه يقرأ حركاتي قبل أن أفكر فيها.ضربة جانبية مني، تصدى، دفع سيفه إلى الأمام، اخترق درعي الكهربائي، ضرب بطني بقوة كهربائية مركزة. طرتُ إلى الخلف، اصطدمتُ بجدار، انهار جزء منه عليّ.خرجتُ من تحت الحطام. الكاتانا مكسورة في منتصف النصل.رميتها جانبًا.تنفس البرق – الشكل السادس: الاندفاع الكامل.كل المانا في جسدي، كل التنفس، يركز في قدميّ. اندفعتُ إليه بسرعة قصوى، لكمة يمنى مشحونة، موجهة نحو وجهه.أمسك بقبضتي بيده اليسرى.لكمة يسرى مني، أمسك بها بيده اليمنى.رفعني عن الأرض.برق من سيفه، ضرب صدري مباشرة، ليس دفعة،
بل صعقة كاملة، تخترق كل عضلة، كل عصب.فقدتُ الوعي لثانية.عندما استعدتُ الإحساس، كنتُ ملقى على الأرض، جسدي يرتجف، التنفس البرق يتلاشى، المانا تنفد.غيلثاندر وقف فوقي.سيفه مرفوع.ضربة واحدة، ليست قاتلة، لكنها كافية.النصل ضرب كتفي الأيمن، اخترق اللحم، ثبتني على الأرض.لم أستطع الحركة.لم أستطع التنفس.دمي يسيل على الأرض.رفع سيفه مرة أخرى.ضربة أخرى، هذه المرة في ساقي اليسرى.ثم اليمنى.ثم صدري.كل ضربة دقيقة، ليست للقتل، بل للإذلال، للكسر.لم أستطع الرد.لم أستطع حتى رفع يدي.الكاتانا مكسورة.التنفس البرق انتهى.غيلثاندر وقف، سيفه ملطخ بدمي.نظر إليّ من الأعلى."انتهى."سقطتُ.الأرض باردة.الظلام يغلق.الهزيمة كاملة.
الألم يغرق جسدي، كل عضلة مشلولة، الدم يتسرب ببطء من جروحي المفتوحة، والرؤية تذوب في ضباب أحمر. غيلثاندر فوقي، سيفه مرفوع، النصل يلمع ببرق مركز، جاهز للضربة النهائية. لا أستطيع رفع إصبع، تنفس البرق انطفأ تمامًا، والكاتانا المكسورة بعيدة، خارج الوصول.النصل يبدأ في الهبوط.ببطء.ثم...انفجار من السقف المفتوح. حطام معدني يتطاير في كل اتجاه، وميليوداس يهبط مباشرة بيني وبين غيلثاندر. قدماه تضربان الأرض بقوة تجعل الشقوق تنتشر كشبكة عنكبوت، وجسده محاط بهالة سوداء كثيفة، عيناه خضراوان لامعتان،
وابتسامة خطيرة على شفتيه.غيلثاندر يتراجع خطوة واحدة، سيفه يتحرك دفاعيًا.ميليوداس لا ينتظر.لكمة يمنى مباشرة نحو وجه غيلثاندر. ليست سريعة فقط، بل ثقيلة، تحمل وزن جبل. غيلثاندر يرفع سيفه للصد، لكن القوة تدفع ذراعه إلى الخلف، وجسده ينزلق مترين.ضربة ثانية، يسرى هذه المرة، موجهة نحو الصدر. غيلثاندر يستدير، يصد بكتفه المدرع، لكن الضربة تخترق الدرع، تترك شقًا واضحًا، وتدفع صدره إلى الداخل.غيلثاندر يرد. سيفه يطلق موجة برق عريضة، زرقاء بيضاء، تملأ الفراغ بينهما.ميليوداس يقفز فوقها. دوران في الهواء، ركلة علوية تنزل على كتف غيلثاندر. الدرع ينبعج، العظم يصدر صوتًا، وغيلثاندر ينحني للأمام.لكنه لا يسقط.يستدير بسرعة، سيفه يقطع أفقيًا، موجه نحو رقبة ميليوداس.ميليوداس ينخفض، يمر تحت النصل، يمسك بمعصم غيلثاندر، يلويه. صوت كسر واضح. السيف يسقط.لكمة في البطن. غيلثاندر يطير إلى الخلف، يخترق جدارًا، يستمر حتى يصطدم بآخر.ميليوداس يندفع خلفه. سلسلة لكمات متتالية: يمين، يسار، علوية، جانبية. كل ضربة تصيب بدقة، تخترق الدرع، تكسر العظام، ترسل غيلثاندر يتأرجح كدمية.غيلثاندر يحاول الرد. يرفع يده اليسرى، برق ينطلق من أصابعه.ميليوداس يمسك بالمعصم، يضغط، يسحق العظم. البرق يتلاشى.ركلة أخيرة في الصدر. غيلثاندر يطير عبر الغرفة، يخترق السقف مرة أخرى، يختفي في السماء.ميليوداس يقف، يتنفس بهدوء، ينظر إلى الفتحة في السقف.ثم ينظر إليّ."لا تتحرك."الظلام يغلق عيني.فقدتُ الوعي.
في غرفة المليارديرات، كانت الجدران مغطاة بشاشات عملاقة تعرض لقطات حية من كل ركن في شنغهاي. الدخان يتصاعد من الشوارع، وحوش الحبر تتسلل بين المباني، والزومبي يتكاثرون في الأنفاق مثل النمل الأبيض. الإضاءة الخافتة من مصابيح LED بيضاء تجعل وجوههم تبدو شاحبة، مشدودة، كأن كل واحد منهم يحمل وزن المدينة على كتفيه. ليو تشنغ جلس في كرسيه المتحرك في نهاية الطاولة الطويلة، يداه متشابكتان أمام وجهه، عيناه مثبتتان على الشاشة الرئيسية حيث تظهر فرقة S.T.A.R.S. تتحرك في الممر الرئيسي للمختبر.كريس ريدفيلد كان في المقدمة، بندقيته الثقيلة جاهزة، يتحرك بخطى مدروسة، يمسح كل زاوية بسرعة. خلفه جيل فالنتاين، ماهرة في الفتح، تفتح أبوابًا معدنية بأدواتها بسرعة، بينما ريبيكا تشامبرز تحمل حقيبة إسعافات وتراقب الجوانب. كلير ريدفيلد تغطي الخلف مع مسدسها، وباري بيرتون يحمل قاذفة صواريخ ثقيلة على كتفه. كانوا يتقدمون بكفاءة عسكرية، يطلقون النار على موجات الزومبي التي تخرج من الظلام. كل طلقة دقيقة، كل رأس ينفجر بدم أسود، كل جثة تسقط دون أن يتوقفوا. كانوا آلة، مصممة للكارثة."انظروا إليهم،" قال فيكتور راموس، رجل العقارات ذو اللحية الرمادية، صوته يرتجف قليلاً وهو يشير إلى الشاشة.
"يقتلون كل شيء في طريقهم. كأنهم في راكون سيتي مرة أخرى. هؤلاء الأمريكيون لا يرحمون."سيليا هارت، مليارديرة التكنولوجيا، ضربَت الطاولة بقبضتها، وشاشة صغيرة اهتزت أمامها. "هذا بالضبط ما أخشاه. S.T.A.R.S. ليسوا مجرد شرطة. هم صيادو أمبريلا. إذا وصلوا إلى الأعماق، سيجدون كل شيء. الملفات، العينات، كل شيء يربطنا بتلك اللعينة الشركة."ليو تشنغ رفع يده ببطء، صوته هادئ لكنه حاد كسكين. "دعهم يقتلون الزومبي. هذا يوفر علينا الجهد. المهم أن يبقوا بعيدين عن المستويات السفلية. كاكيوين والباقين سيأخذون العينات قبل أن يلمسوها."زارا خان، إمبراطورة الأزياء، هزَّت رأسها، أصابعها تفرك قلادة ماسية حول عنقها. "توفِّر الجهد؟ المدينة تحترق، ليو. الريف هربوا، التنين اختفى، والآن هؤلاء الوحوش من كتب فيرتشايلد تتجول بحرية. كل استثمار لدي في الشرق الأوسط يتهاوى. الوسطاء يتصلون كل دقيقة، يسألون عن التعويضات."إيثان كروز، رجل الطاقة، صفَّر شفتيه ونظر إلى ساعته. "الطاقة في المدينة انقطعت بنسبة 70%. محطاتي الثلاث في الضواحي تحت السيطرة الآن من تلك... الكائنات الحبرية. خسرتُ ملايين في الساعة الواحدة. وإذا وصلت الجيوش الأمريكية، سيتوقفون عن الدفع تمامًا."ليليان وونغ، من الأدوية، أمسكتْ بكأس ماء بيدها المرتجفة قليلاً. "الأدوية؟ لا تضحكوا. عينات G-Virus الخاصة بي كانت في ذلك المختبر. إذا سرقت، فهي نهايتنا. سنُحاكَم كمجرمي حرب، مثل أولئك في أمبريلا. أنا دفعتُ مليارات لأحصل عليها، والآن تتدحرج في أيدي لصوص.
"ديفيد أوكوي، ملك النقل، ضرب الطاولة بقبضته الكبيرة. "النقل؟ الشاحنات متوقفة، المطارات مغلقة، السفن تهرب. خسرتُ عقودًا مع الحكومة الصينية. إذا انهار كل شيء، كيف سنهرب نحن؟ طائرتي الخاصة جاهزة، لكن إذا أغلقوا المجال الجوي..."هيلينا روسو، تاجرة الفنون والمجوهرات، رفعتْ صوتها لأول مرة، عيناها مليئتان بالغضب. "الفنون؟ مجوهراتي في المتاحف الآن تحت سيطرة وحوش! خسرتُ مجموعةً بمليارات، وكلها بسبب ذلك الكاتب الملعون فيرتشايلد. كان يجب أن نُحرقْ كتبه منذ البداية."لوكاس بيرغ، عبقري البرمجيات، كان الأكثر هدوءًا، أصابعه تتحرك على لوحة مفاتيح افتراضية أمامه. "الهاكرز الآن يسرقون بياناتي. كل خوادمي في الشرق معرضة. إذا وصلت S.T.A.R.S. إلى النواة، سيكتشفون الروابط بيننا وبين أمبريلا. الـ blockchain الخاص بي لن يحمي شيئًا."ليو تشنغ رفع يده مرة أخرى، صوته يقطع الضجيج. "كفى. الخسائر مؤقتة. سنتعافى. المهم الآن السيطرة."الباب الجانبي انفتح. دخلت السكرتيرة الرئيسية، امرأة في الأربعينيات، بدلة سوداء مشدودة، وجهها شاحب، تحمل تابلتًا في يدها. وقفتْ أمام الطاولة، صوتها ثابت رغم التوتر.
"سيدي تشنغ، السادة... أحدث التقارير."سيليا هارت أشارتْ إليها بسرعة. "تكلمي. الريف؟""المخلوقات الفضائية المعروفة بقبيلة الريف، معهم ذلك القط الغريب الذي يُدعى 'قط الكذب'، قد هربوا بالكامل. آخر إشارة لهم كانت في الغابة الشرقية، لكن الطائرات بدون طيار فقدتْهم. يبدو أنهم يعرفون كيف يختفون."فيكتور راموس صفَّر شفتيه. "الريف؟ تلك الكائنات القرنية؟ كانوا يُباعون بملايين لكل واحدة. الآن هربوا؟ من أطلقْ سراحهم؟"السكرتيرة تابعتْ دون توقف. "ثانيًا، التنين الأسطوري سموغ قد هرب واختفى من المدينة بالكامل. لا نستطيع تتبعه. آخر رؤية كانت فوق الهضبة، ثم اختفى في السحب. الرادارات لا تلتقطه."زارا خان ضربَتْ الطاولة. "تنين؟ تنين حقيقي؟ كيف سمحْنا بذلك؟ هذا ليس في العقود. إذا ظهر في الشمال، خسرنا كل شيء.""ثالثًا، ملفات تم سرقتها من المختبر. تشمل بيانات عن G-Virus، وروابطنا بأمبريلا، وخطط الخلود. إذا لم نمسكْ بمن أخذها، ستكون كارثة. قد تؤدي إلى إعادة فتح تحقيقات أمبريلا."إيثان كروز رفعْ صوته. "ملفاتي عن الطاقة النووية كانت هناك! إذا وصلتْ إلى الـ FBI، انتهينا."السكرتيرة تابعتْ: "رابعًا، تم اكتشاف موقع هالك رئيسي. سيُرسل المغتالون وأصحاب الستاند مع البطلين للإمساك به. الجيش الأمريكي في الطريق، متوقع وصولهم خلال ساعات."
"خامسًا، أخبار مفرحة نسبيًا: تم إلحاق ضرر بأحد حلفاء بليك، المدعو أكيهيكو، من قبل الفارس المقدس غيلثاندر. لم يُقتَلْ بالكامل، لكنه خارج القتال مؤقتًا."ديفيد أوكوي ابتسم لأول مرة. "جيد. غيلثاندر يعمل. لكن الفارس المقدس؟ من أين جئْنا بهذا؟"هيلينا روسو نظرتْ إلى ليو. "هذا يعني أن غيلثاندر نجح جزئيًا. لكن إذا عاد بليك، فالكتاب لا يزال معه."لوكاس بيرغ أضاف: "الهاكرز يقولون إن أكيهيكو سقط. لكن ميليوداس هرب. التنين هرب. الريف هربوا. الملفات سرقت. هذا ليس فوزًا."ليو تشنغ أمسكْ بذراع كرسيه، صوته منخفض لكنه قاطع. "ليس فوزًا، لكنه ليس هزيمة. S.T.A.R.S. في المختبر الآن، يقتلون الزومبي نيابة عنّا. أرسلوا كاكيوين وفريقه لاستعادة الملفات. غيلثاندر سيتابع بليك. أما التنين والريف، دعوهم يهربون. المدينة ستُفجَّر إذا لزم الأمر. لدينا الجيش الأمريكي قادم، وهم يريدون الهالك. سنتفاوض."سيليا هارت وقفتْ، صوتها حاد. "تفاوض؟ المدينة ملكنا! خسرنا مليارات، والآن نركع أمام أمريكا؟ أنا دفعتُ لأمبريلا مليارات لأحصل على تلك العينات، وأنت تتحدث عن تفجير كل شيء؟"فيكتور راموس أضاف: "هي محقة. عقاراتي في الشرق كلها تحت التهديد. إذا فجَّرْنا، كيف نعيد البناء؟ الريف كانوا سيدرُّون ملايين في السوق السوداء."زارا خان هزَّتْ رأسها. "وأزيائي؟ التصاميم الخاصة بي مرتبطة بالجينات الجديدة من أمبريلا. إذا سرقت، تنتهي إمبراطوريتي."إيثان كروز: "الطاقة. محطاتي النووية كانت ستغير العالم. الآن الوحوش تأكلها."ليليان وونغ:
"الأدوية. G-Virus كان مفتاح الخلود. خسرناه بسبب ذلك البطل."ديفيد أوكوي: "النقل. كل شيء متوقف. لا طائرات، لا سفن."هيلينا روسو: "المجوهرات. مجموعتي الخاصة بأحجار الدم كانت فريدة."لوكاس بيرغ: "البيانات. الهاكرز يسرقون كل شيء."ليو تشنغ رفعْ صوته قليلاً لأول مرة. "كفى! الخسائر مؤقتة. أمبريلا سقطتْ، لكننا اشتريناها. سنعيد بناء أكبر. S.T.A.R.S. تقتل الزومبي، غيلثاندر يتعامل مع الأبطال، والجيش يأتي لينقذنا. أرسلوا الستاندز الآن. استعيدوا الملفات. أوقفوا التنين إذا استطعتم. المدينة ستُفجَّر إذا اقتربتْ الفوضى من الحدود. هذا قراري."السكرتيرة أومأتْ برأسها وخرجتْ بسرعة.الشاشات تظهر S.T.A.R.S. تقتل آخر موجة زومبي، تتقدم نحو الأعماق.المليارديرات صمتوا، ينظرون إلى بعضهم، الغضب يحرق عيونهم، لكن لا خيار أمامهم.المدينة تحترق.واللعبة مستمرة
[نهاية المجلد الخامس]