في أعماق أزقة شنغهاي المحترقة، حيث تتساقط أمطار الرماد من سماء مشققة كجراح قديمة، وقفت كارول دانفرز لأول مرة في حياتها الكونية مذهولة، درعها النجمي يتفتت كزجاج متجمد تحت شمس نووية، شقوق تتسلل عبر سطحه كأوردة سوداء تنبض بالألم. السبعة كانوا يتنفسون بصعوبة، أجسادهم ملطخة بدماء ومانا متفجرة، لكن عيونهم كانت تحمل بريق الانتصار المؤقت، ذلك البريق الذي يولد من اليأس المطلق.بليك، لا يزال يرتجف من آثار تحول كليب رثيأ، رفع يده المغطاة بطبقة من الظلال المتجمدة، وأشار إلى نيرو التي كانت تقف خلفه كظل حاد، عيناها الزرقاوان تتوهجان بأختام مانا معقدة تتشكل في الهواء كخيوط عنكبوت فضية.

نيرو لم تتردد؛ أصابعها رقصت في الهواء بسرعة خارقة، رسمت رموزًا قديمة مستمدة من أعماق شمس المعارف، رموزًا تتوهج بلون أزرق كهربائي يخترق الظلام. الختم الأول انطلق كسهم، اخترق شقوق درع كارول وغرز نفسه في صدرها، يبدأ في امتصاص طاقتها الكونية ببطء مؤلم، كأن يدًا غير مرئية تسحب نجومًا من قلبها.كارول حاولت الصراخ، لكن صوتها خرج مكتومًا، محاصرًا داخل فقاعة من المانا التي بدأت تتشكل حولها. الختم الثاني جاء أسرع، يلف ذراعيها، يجمد حركتها الكونية، يحول طاقتها المتفجرة إلى بلورات صلبة تتساقط كثلج أسود. ميليوداس، لا يزال في شكله المظلم المتصدع، أضاف لمسته بضربة سيف سريعة قطعت تدفق الطاقة من قدميها، مما أجبرها على الركوع رغم إرادتها. غوست رايدر ألقى سلاسله الجهنمية، تلتف حول عنقها كأفعى نارية، تسحب الندم المزيف من روحها النقية، بينما بابادوك دفع مظلته كرمح يغرز في الأرض أمامها، يرسم دائرة جهنمية تحصرها داخل حدود لا تسمح بالهروب.نيرو أكملت الختم الثالث والأخير، دائرة كاملة من الرموز تطوق جسد كارول بالكامل، تتحول إلى قفص شفاف ينبض بضوء أزرق خافت. الطاقة الكونية بدأت تتسرب منها ببطء، تتجمع في كرة صغيرة أمام نيرو، كأنها قلب نجم مصغر يفقد حرارته. كارول حاربت، عيناها تتوهجان بغضب نجمي، لكن الختم كان مؤقتًا فقط، قيدًا هشًا يدوم دقائق معدودة قبل أن ينفجر بعنف، لكنه كان كافيًا. السبعة تراجعوا خطوة، يتنفسون الصعداء للحظة، بينما كارول محاصرة داخل قفصها، جسدها يرتجف من الغضب المكبوت، درعها يعيد بناء نفسه ببطء مؤلم.بليك نظر إليها بعينين متعبة لكن حادة، يعرف أن هذا ليس النهاية، بل مجرد استراحة في عاصفة كونية. المدينة حولهم كانت تنهار، أصوات الجيش تقترب كرعد بعيد، والظلال تطول تحت ضوء قمر مكسور. ني يان أمسك بسكينه الأخضر،

يمسح الدم عنه، بينما مونو استندت على كتف نيرو، عيناها تبحثان عن ويش المفقود. ميليوداس أغلق عينه اليمنى، الثقب الأسود يخفت تدريجيًا، وغوست رايدر أشعل دراجته من جديد، النار تشتعل كتحذير. بابادوك أغلق مظلته ببطء، ينظر إلى الأفق حيث تلوح أضواء الثمانية.الختم بدأ يتصدع بالفعل، شقوق صغيرة تظهر على سطحه، وكارول داخلها بدأت تبتسم ابتسامة باردة، طاقتها تعود كتسونامي مقبل. السبعة تبادلوا نظرات صامتة، يعرفون أن الدقائق القادمة ستحدد مصير المدينة بأكملها، وأن القوة الكونية لن ترحم إذا انفجر القيد.

في زقاق ضيق يتسلل منه رائحة البارود والدم المحترق، كان ماركو يلتصق بالجدار المتشقق، عيناه الخضراوان تتابعان المشهد البعيد حيث يتوهج قفص نيرو الأزرق كنجم محتضر. فيرتشايلد بجانبه، آلة كتابته مضغوطة تحت ذراعه كطفل خائف، وقط الكذب – ذلك الكائن الرمادي بحجم كلب الماني، عضلاته تتحرك تحت فرائه كأنه نسيج من الأكاذيب الحية –

يجلس على كومة أنقاض، ذيله يضرب الأرض بإيقاع صامت.ماركو همس، صوته يخرج كريح عابرة بين الأطلال: "كابتن مارفل... واحدة من أقوى الأبطال في المجرة بأكملها. ذلك الختم؟ مجرد قيد زمني. لن يوقفها أكثر من دقائق."فيرتشايلد رفع حاجبه، أصابعه ترتجف على آلة الكتابة: "كيف تعرفها بهذه الدقة؟"ابتسم ماركو ابتسامة مريرة، عيناه تعودان إلى ذكريات بعيدة كنجوم ميتة: "هي من قبضت على قبيلتي. أحضرتهم إلى هذا الكوكب كسجناء حرب. رأيتها تمزق أساطيل بيد واحدة."قط الكذب رفع رأسه فجأة، أذناه تنتصبان كرادار، عيناه الصفراوان تضيقان في الظلام. صوت أحذية عسكرية يقترب، ثقيل ومنظم، كمطرقة على حديد. ثم انفجر الزقاق بضوء كشافات، جنود بالعشرات يندفعون من المدخل، بنادقهم تطلق نيرانًا كمطر من الرصاص الأحمر، يمزقون الجدران ويحولون الهواء إلى عاصفة معدنية.ماركو دفع فيرتشايلد خلف صندوق مهمل، مسدسه الفضائي يخرج من غمد فخذه كسيف من ضوء أزرق، يطلق حزمًا ليزرية تقطع الجنود الأوائل إلى نصفين، أجسادهم تتفجر في سحب من الدم والدخان. لكن العدد كان ساحقًا، الرصاص ينهمر كمطرقة لا ترحم، يمزق كتف ماركو ويخدش خد فيرتشايلد.ثم جاء قط الكذب.كان تحركه سرابًا، ظلًا رماديًا ينطلق بسرعة تفوق الرؤية،

مخالبها تقطع الهواء بصوت صفير خافت. في لحظة واحدة، قفز على عنق الجندي الأول، أنيابه تغرز في اللحم، تقطع الشريان السباتي بدقة جراحية، الدم ينفجر كينبوع أحمر. لم يتوقف؛ انطلق كالبرق، يقفز من كتف إلى كتف، مخالبها تخدش الحنجرات، تقطع الأوتار، تترك الجنود يسقطون كدمى مقطوعة الأوتار، أجسادهم تهتز في برك دماء تتسع بسرعة.في أقل من عشر ثوان، كان الزقاق صامتًا مرة أخرى، الجنود ملقى على الأرض كأكوام لحم مشوه، وقط الكذب يقف وسط الجثث، فمه ملطخ بالدم، يبدأ بأكل لحم أحدهم ببطء متعمد، أنيابه تمزق العضلات كأنها ورق، عيناه الصفراوان تتوهجان بلمعان وحشي.ماركو وقف ببطء، يمسح الدم عن كتفه، عيناه على القط: "جيد... الآن نتحرك قبل أن يصل التعزيز."لكن في الأفق، بدأ قفص نيرو يتصدع بصوت يشبه كسر زجاج كوني، شقوق تتسع كأوردة سوداء، وداخله، عينا كارول تتوهجان بضوء نجمي غاضب. الوقت ينفذ.

في أعماق أزقة شنغهاي المحترقة حيث يتردد صدى خطوات المدرعات كرعد بعيد انفجر صوت صفارات الإنذار فجأة كصرخة وحش ميكانيكي أضواء كشافات حمراء قطعت الظلام كسيوف نارية تلتها أصوات محركات دبابات ثقيلة تهز الأرض كزلزال صناعي الجيش وصل الجنرال روس وقف على قمة دبابة عملاقة محاطا بصفوف من الجنود المدرعين بنادقهم تتوهج بطاقة بلازما زرقاء خلفه طائرات هليكوبتر تحوم كصقور حديدية مدافعها الدوارة تدور ببطء مهدد وإلى جانبه باكي بذراعه المعدنية يمسك بندقية قنص عيناه تتتبعان الهدف بدقة آلية هناك هو بروس بانر صاح أحد الجنود عبر مكبر الصوت مصوبا كشافه نحو الزقاق حيث كان السبعة يتراجعون بانر رفع رأسه ببطء عيناه الدامعتان تحولتا فجأة إلى بريق أخضر غاضب الدماء على قميصه الآلام من المعركة السابقة أصوات الرصاص البعيدة كل شيء اندمج في لحظة واحدة لا ليس الآن همس بانر يضغط على رأسه بكلتا يديه لكن الغضب كان أقوى صرخة مكتومة خرجت من حلقه ثم انفجر جسده في موجة من الطاقة الخضراء عضلاته انتفخت كجبال جلده تحول إلى درع أخضر صلب عيناه أصبحتا بركانين من الغضب النقي هالك استيقظ هالك يسحق زأر العملاق الأخضر بصوت يهز المباني قافزا إلى الأمام كصاروخ حي الجنرال روس لم يتردد أطلقوا النار كل الوحدات أوقفوا الوحش

بدأت المعركة في وسط المدينة كعاصفة حديدية الرصاص البلازمي انهمر كمطر أزرق يصطدم بجسد هالك ويترك آثارا محترقة صغيرة فقط هالك اندفع نحو الدبابة الأولى قبضته الضخمة تسحق البرج كعلبة صفيح انفجار هائل يرسل شظايا في كل اتجاه جنود يطيرون كدمى هليكوبتر تهبط محطمة بعد أن رفع هالك ذراعه ولكمها في الهواء باكي قفز من الدبابة ذراعه تطلق صاروخا مصغرا يصيب صدر هالك مفتتحا جرحا أخضر ينزف طاقة غاما لكن هالك لم يتوقف أمسك باكي من ساقه ودفعه نحو صف من الجنود مسويا الأرض بهم في سحابة من الغبار والدم أنت قوي لكن هالك أقوى زأر مقلعا مدفع دبابة ومستخدما إياه كمطرقة عملاقة يسحق بها وحدة كاملة من المدرعات المدينة تحولت إلى ساحة حرب مباني تنهار تحت قدمي هالك شوارع تتشقق كأرض زلزالية نيران المدافع تضيء السماء كألعاب نارية جهنمية الجنرال روس يصرخ في جهازه استدعوا الدعم الجوي أطلقوا الصواريخ النووية التكتيكية إذا لزم الأمر لكن في تلك اللحظة من بين الدخان والرماد خرج العالم كظل أسود هائل جسده ينبض بطاقة نووية مظلمة عيناه بركانان من الفراغ المطلق هو لم يكن هناك من قبل لكنه الآن يقف في قلب العاصفة الجيش يدور نحو التهديد الجديد بنادق تتجه صواريخ تُطلق لكن العالم رفع يده فقط موجة من الطاقة السوداء اجتاحت الشارع تسحق دبابات كورق ترمي جنودا كأوراق خريفية هالك زأر بفرح مجنون ينضم إلى القتال قبضته تلتقي بقبضة العالم في تصادم يهز المدينة بأكملها

الاثنان يتقدمان كآلهة غضب هالك يسحق المدرعات بالخام العالم يمحو الوحدات بموجات نووية سوداء باكي يحاول القنص لكن رصاصته تذوب في الفراغ الجنرال روس يتراجع دبابته تنفجر تحت ضربة مشتركة السماء تمطر رمادا والأرض تهتز تحت أقدامهما السبعة يراقبون من الظلال يتنفسون الصعداء للحظة بينما الجيش ينهار تماما تحت غضب العملاق الأخضر والكيان النووي زئير هالك يتردد هالك يسحق الكل والعالم يبتسم في صمت مطلق المدينة تنهار والليل يبتلع البقايا

في وسط ساحة القتال المحترقة، حيث كانت أجساد الجنود الممزقة تتكدس كأكوام حديد مشوه، والدخان يتصاعد كأعمدة سوداء تلامس السماء المشققة، ظهرت بيتي روس فجأة من خلف صف الدبابات المحطمة. شعرها البني المحمر يتطاير كراية في عاصفة، عيناها الزرقاوان مليئتان بدموع لم تسقط بعد، جسدها النحيل يرتجف لكن صوتها كان قوياً كالرعد."أبي، توقف!" صاحت، وهي تندفع نحو والدها الواقف على دبابته المتصدعة. "أبي، أرجوك! بروس ليس وحشاً، هو بروس بانر، الرجل الذي أحببته، الذي ضحى بكل شيء لإنقاذنا!"الجنرال روس التفت ببطء، وجهه الحديدي يتجمد للحظة، عيناه الرماديتان تضيقان في مزيج من الغضب والألم القديم."بيتي، ماذا تفعلين هنا؟" صاح، صوته يهز كالمدفع. "ألم أخبرك بالبقاء في القاعدة؟ هذه حرب يا ابنتي،

حرب ضد وحوش تهدد البشرية. أنت لا تفهمين!"بيتي هزت رأسها بعنف، دموعها تسقط الآن كالمطر على وجهها المغبر."لا أبي، أنا أفهم أكثر مما تظن. تذكر عندما كان بروس في المختبر معنا، عندما كان يحاول السيطرة على غضبه من أجلنا جميعاً. أنت من حوّلته إلى هذا، أنت ومشروعك اللعين، أنت من دفعته إلى الحافة!"الجنرال روس ضرب بقبضته على درع الدبابة، مما أحدث صوتاً معدنياً حاداً."يكفي بيتي!" صاح، صوته يرتفع فوق زئير هالك في الخلفية. "هذا الشيء الذي ترينه ليس بروس، إنه هالك، وحش دمر مدناً بأكملها، قتل آلافاً. هو سلاح نووي حي، وأنا مسؤول عن إيقافه مهما كلف الأمر."بيتي اقتربت خطوة أخرى، يدها المرتجفة تمتد نحو والدها."أبي، أرجوك استمع إليّ لمرة واحدة في حياتك. بروس لا يزال هناك بداخله، أراه في عينيه حتى الآن. عندما ينظر إليّ يهدأ لثانية. تذكر عندما كنا في نيو مكسيكو، عندما أنقذني من الصحراء، عندما قال إنه يحبني رغم كل شيء. أنت لا ترى إلا الوحش، لكن أنا أرى الرجل!"الجنرال روس أمسك بكتفها بقوة، يداه القاسيتان تضغطان على معطفها العسكري القديم."ابتعدي بيتي!" صاح، وهو يدفعها بلطف لكن بحزم نحو أحد الجنود خلفه. "احموها، أخرجوها من هنا فوراً! هذه ليست لعبة يا ابنتي، هؤلاء الوحوش سيدمرون كل شيء إذا لم نوقفهم الآن."بيتي حاربت الجنود الذين حاولوا سحبها."لا!" صاحت، وهي تكافح. "أبي، أنت مخطئ! بروس ليس العدو الحقيقي، المليارديرات هم من يتحكمون بالخيوط، هم من أطلقوا هذه الفوضى كلها. تذكر تقارير المخابرات التي أرسلتها لك عن الثمانية، عن فيكتور راموس وكيف يستخدمون الجيش كدمى.

أبي، استيقظ!"الجنرال روس هز رأسه بعنف، عيناه تشتعلان بالغضب."كفى هراء بيتي!" صاح. "الثمانية حلفاؤنا، هم من يمولون هذه العملية، يقدمون التكنولوجيا المتقدمة لإيقاف التهديدات مثل هذه. أنت تتحدثين عن مؤامرات، وأنا أرى الواقع أمامي: وحش أخضر يسحق رجالي، وكيان نووي يمحو وحدات بأكملها."في تلك اللحظة، رفع هالك رأسه من بين الأنقاض، عيناه الخضراوان تلتقطان بيتي في الزحام. جسده الضخم يتجمد لثانية واحدة، زئيره يخفت إلى همهمة عميقة."بيتي..." همس صوتاً غير مفهوم لكنه مليء بالألم والذكريات.بيتي عادت خطوة إلى الأمام، عيناها تلتقيان بعيني هالك."بروس!" صاحت، صوتها يخترق الضجيج. "بروس، أنا هنا! توقف أرجوك، لا تؤذِ أبي. هو مخطئ لكنه والدي!"هالك وقف ساكناً، عضلاته ترتجف كأنه يحارب نفسه من الداخل، عيناه تضيقان ثم تتسعان في صراع داخلي."بيتي..." كررت اسمه بصوت أكثر ليونة. "بروس، تذكر الليالي في المختبر، عندما كنت تحميني من نفسك. تذكر الوعد الذي قطعته لي بأنك ستسيطر على الغضب. أرجوك، عد إليّ!"الجنرال روس رأى الفرصة في تلك الثانية من الهدوء، عيناه تشتعلان بانتصار بارد."الآن!" صاح في جهازه. "أطلقوا السلاح السري! الوحدة ألفا، فعلوا الآلة فوراً!"من بين الأنقاض، خرجت مركبة عملاقة تشبه الدبابة، لكنها مزودة ببرج ضخم يتوهج بلون أزرق كهربائي. الآلة كانت سلاحاً صوتياً تجريبياً مصمماً لإصدار موجات فوق صوتية عالية التردد، قادرة على تمزيق الأعصاب والخلايا من الداخل."أطلقوا!" صاح الجنرال روس.الآلة انطلقت بصوت عويل حاد يخترق الهواء كسكين ساخن. موجات صوتية غير مرئية اجتاحت الساحة، تستهدف العالم مباشرة الذي كان يقف في الوسط يمحو جنوداً بموجاته السوداء. الموجات الصوتية ضربت العالم كمطرقة عملاقة،

جسده الأسود يهتز للحظة، عيناه الفراغيتان تضيقان في ألم واضح.لكن بدلاً من السقوط، رفع رأسه ببطء، صوت عميق يخرج منه كزلزال تحت الأرض."لا..." همس العالم، صوته يتردد في عقول الجميع كأنه يأتي من داخل رؤوسهم. "أنتم... تظنون أن الصوت... يؤذيني؟"ثم انفجر غضبه. موجة نووية سوداء أكبر من السابقة اجتاحت الآلة، تسحقها كورق مبلل. البرج ينفجر في سحابة من الشرارات والدخان، الجنود حولها يطيرون كأوراق في إعصار.العالم تقدم خطوة، جسده ينبض بطاقة أكبر، عيناه تحترقان بالغضب المطلق."أنتم أيقظتم... النواة!" صاح، صوته يهز الأرض. "الآن ستدفعون الثمن!"هالك، الذي كان لا يزال ينظر إلى بيتي، زأر مرة أخرى، غضبه يعود أقوى من قبل بعد أن رأى الآلة تهاجم حليفه الجديد.بيتي صاحت مرة أخيرة: "أبي، توقف أرجوك!"لكن الجنرال روس دفعها بعيداً نحو الجنود."احموها!" صاح. "هذه الحرب لن تنتهي إلا بموت أحدهما!"القتال استمر، العالم يطلق موجات سوداء تهز المدينة بأكملها، هالك يسحق كل ما أمامه، والدماء والحديد يختلطان في بحر من الفوضى، بينما بيتي تبكي في الخلفية، صوتها يضيع في الضجيج.

في لحظة انفجار الآلة الصوتية، حيث تطايرت الشرارات كنجوم محترقة والدخان يغطي الساحة كغيمة سوداء كثيفة، حدث ما لم يحدث من قبل. هالك، الذي كان يقف مذهولاً أمام بيتي، شعر بشيء ينفجر داخل صدره الأخضر الضخم. لم يكن غضباً عادياً، بل طاقة غاما نقية، خام، غير مكبوحة، تتدفق من كل خلية في جسده كأن مفاعلاً نووياً قد انهار بداخله. عيناه الخضراوان تحولتا إلى بركانين من الضوء الأخضر المتوهج، جسده ينتفخ أكثر، عضلاته تتمدد وتتصلب كجبال من حديد حي، جلده ينبض بأوردة خضراء تتوهج كأنابيب بلازما. زئيره لم يعد صوتاً، بل موجة صدمية تهز الأرض، تكسر النوافذ في المباني البعيدة، وترسل موجات من الغبار تتصاعد كأعاصير صغيرة."هالك... يدمر... كل شيء!" صاح صوته، لكنه لم يكن صوت هالك المعتاد، بل صوت آلة تدمير حرفية، خالية من أي عاطفة، أي ذكرى، أي بروس بانر. كان كأن الوحش قد ابتلع الإنسان تماماً.اندفع إلى الأمام بسرعة لم يسبق لها مثيل، قدماه تخلقان حفراً عميقة في الأسفلت كل خطوة. أمسك بدبابة كاملة بيد واحدة، رفعها كلعبة، ثم سحقها بين كفيه كعلبة صفيح، الوقود ينفجر في كرة نارية عملاقة تضيء السماء. الجنود الذين حاولوا التصويب عليه طاروا كدمى قماش، أجسادهم تتحطم على الجدران البعيدة. هليكوبتر حاولت الهروب، لكنه قفز ارتفاعاً يفوق المباني، أمسك بذيلها، ودفعها نحو الأرض كصاروخ، الانفجار يبتلع وحدة كاملة من المدرعات.الجنرال روس، الذي كان يصرخ أوامر الانسحاب،

رأى الرعب الحقيقي لأول مرة. وجهه شحب، يده ترتجف على الجهاز."انسحاب فوري!" صاح في الجهاز، صوته يرتجف لأول مرة. "كل الوحدات، تراجعوا! هذا ليس هالك... هذا شيطان!"الدبابات المتبقية بدأت بالتراجع بسرعة، عجلاتها تدور بجنون، تترك وراءها جنوداً مذعورين يركضون. باكي، بذراعه المعدنية المحطمة جزئياً، أطلق رصاصة أخيرة ثم ركض مع الباقين. بيتي، التي كانت تسحبها الجنود، نظرت إلى الوراء بعينين واسعتين من الرعب."بروس... لا..." همست، لكن صوتها ضاع في الزئير.هالك لم يتوقف. كان يحكم كل ما أمامه. رفع يده، ضرب الأرض بقبضته، موجة صدمية اجتاحت الشارع، تكسر المباني كأنها من ورق، السيارات تطير، الأشجاء تنقلع من جذورها. كل ضربة كانت دقيقة في تدميرها، آلية، لا تهدف إلى عدو محدد، بل إلى محو كل شيء. المدينة كانت تنهار أمامه كبيت من ورق في إعصار.لكن في تلك اللحظة، بدأ العالم يتحرك أيضاً. الغضب الذي أيقظته الآلة الصوتية لم يهدأ. جسده الأسود ينبض بطاقة نووية مظلمة، عيناه الفراغيتان تتوهجان كثقوب سوداء. رفع يديه، موجات سوداء عملاقة تنطلق، تمحو صفوفاً كاملة من المدرعات الهاربة، تحولها إلى غبار أسود. لم يكن يميز بين جندي ومدني، كل شيء أمامه كان هدفاً."النواة... تدمر... كل شيء..." همس صوته في عقول الجميع، ثم صاح بصوت يهز السماء: "لا رحمة... لا نهاية!"موجاته السوداء بدأت تتجه نحو الأحياء السكنية البعيدة، مباني سكنية تنهار، أصوات صراخ المدنيين تتعالى من بعيد. سيارة مليئة بعائلة تحاول الهروب تنفجر في سحابة سوداء. العالم كان يهدد المدينة بأكملها.من بعيد، على سطح مبنى مهجور، كان بليك والآخرون يشاهدون المشهد بأنفاس محبوسة. نيرو جالسة على الأرض، جسدها يرتجف من الإرهاق، أختامها الزرقاء لا تزال تتوهج weakly حول يديها. مونو مستندة على جدار، عيناها فارغتين بعد فقدان ويش. ميليوداس يمسح الدم عن سيفه، عينه اليمنى مغلقة. غوست رايدر يقف بجانب دراجته، النار في عينيه خافتة. ني يان يضغط على جروحه، وبروس بانر... لا، هالك لم يكن معهم الآن."هذا... هذا ليس هالك الذي نعرفه،" قال بليك بصوت منخفض، عيناه مثبتتان على الدمار. "هو آلة الآن. إذا لم نوقفه، شنغهاي ستُمحى من الخريطة. المدنيون... الأبرياء..."نيرو رفعت رأسها بصعوبة، صوتها ضعيف."قواي... كلها موجهة نحو ختم كابتن مارفل. القفص يستهلك كل مانا لدي. لا أستطيع حتى الوقوف، ناهيك عن القتال. أنا آسفة..."مونو هزت رأسها، دموعها تسيل.

"أنا منهكة. ويش ذهب... لا أستطيع استدعاء أي شيء الآن."ميليوداس ضحك ضحكة مريرة."أنا بالكاد أقف. وضعي المظلم استهلك كل شيء. لو واجهته الآن، سأكون مجرد لقمة."غوست رايدر هز رأسه، سلاسله تصدر صوتاً معدنياً."ناري خافتة. عين الندم لن تعمل على وحش لا يشعر بالذنب."ني يان عض على شفتيه."سكيني مكسور. وأنا أنزف. لا فرصة."بليك وقف، يمسك سيفه بيد مرتجفة."إذن... نحن جميعاً منهكون. لكن لا يمكننا السماح لهالك والعالم بتدمير المدنيين. يجب أن يكون هناك طريقة..."فجأة، تقدم بابادوك من الظلال. مظلته في يده، عيناه حادتان كالسكاكين، جسده الضخم يقف كصخرة."سأوقف هذا الوحش،" قال بصوت عميق، هادئ، لكنه يحمل قوة جحيمية. "أنا لم أستخدم قوتي الكاملة بعد. دعوني أذهب."بليك التفت إليه بسرعة."بابادوك، أنت مجنون؟ هالك الآن آلة تدمير! والعالم ي Moho كل شيء! أنت وحدك..."بابادوك ابتسم ابتسامة باردة."أنا بابادوك. أنا لا أقاتل بالقوة فقط. أنا أقاتل بالرعب. دعني أذكّره بما يعني أن تكون وحشاً حقيقياً."قبل أن يرد أحد، قفز بابادوك من السطح، مظلته تفتح كجناح أسود، يهبط أمام هالك مباشرة في وسط الساحة. الأرض تهتز تحت قدميه، الدخان يحيط به كعباءة.هالك التفت، عيناه المتوهجتان تنظران إليه."أنت... صغير..." زأر.بابادوك رفع مظلته، عيناه تتوهجان بنار جهنمية."صغير؟" قال بصوت يتردد كأجراس في جحيم. "أنا الرعب الذي يأتي في الليل.

أنا الظل الذي يبتلع الأطفال. جربني، عملاق."هالك زأر وضرب بقبضته نحو بابادوك، الأرض تتشقق. لكن بابادوك لم يتحرك. المظلة فتحت، امتصت الضربة، ثم ردتها بموجة من الرعب النفسي – رؤى من كوابيس هالك، ذكريات بروس المكبوتة، وجوه الضحايا. هالك تراجع خطوة، يمسك رأسه."لا... لا..." زأر.بابادوك تقدم."أنت وحش؟ أنا صنعت الوحوش. تعال، دعني أريك الجحيم الحقيقي."القتال بدأ. هالك يضرب بقبضات عملاقة، بابادوك يراوغ كظل، مظلته تقطع الهواء، تطلق موجات رعب تجعل هالك يصرخ. كل ضربة من بابادوك لا تؤذي الجسد فقط، بل الروح. هالك يحاول السحق، لكن بابادوك يستخدم قوة الجحيم – سلاسل من نار جهنمية، رؤى من الموتى، ضربات تخترق الدروع."أنت تدمر المدنيين؟" صاح بابادوك وهو يطعن مظلته في صدر هالك، نار جهنمية تدخل الجرح. "أنا أحمي الأبرياء! توقف، أو سأرسلك إلى الجحيم بنفسي!"هالك زأر، يمسك بابادوك، يرفعه، لكن بابادوك يفتح فمه، يطلق صرخة جحيمية تهز الروح. هالك يسقط على ركبته، عيناه تفقدان الوهج تدريجياً.من بعيد، بليك والآخرون يشاهدون مذهولين."هو... يوقفه..." همست نيرو.لكن العالم لا يزال يدمر، موجاته السوداء تقترب من الأحياء. القتال لم ينته بعد

2025/11/16 · 15 مشاهدة · 2935 كلمة
TOD18
نادي الروايات - 2025