كانت رياح المطار الباردة تصفع وجوه ليون وجيل وريبيكا وهم يركضون بكل ما أوتوا من قوة عبر مدرج الإقلاع المُضاء بضوء الطوارئ الأحمر الخافت. صوت محركات طائرة الشحن البيضاء الضخمة، المليئة بعبوات قنابل Uroboros البيولوجية، كان يمزق سكون الليل. شاهدوا ألبرت ويسكر، الذي كان قد استعاد وعيه وقوته بشكل مُريع بعد الجرعة المضادة الأولى، وهو يتسلق إلى قمرة القيادة.
"إنه يحاول الإقلاع! الطائرة محملة بالقنابل!" صرخت جيل، صوتها يرتجف من الغضب واليأس. "إذا وصل إلى ارتفاع الطيران، سيطلقها عالميًا. سيتحول حلمه عن 'عالم الأقوياء' إلى كابوس الجميع!"
كانت ريبيكا تلهث وهي ترفع حقيبة الإسعافات العسكرية الثقيلة. "لا يمكننا أن ندعه يفعل ذلك! يجب أن نوقفه الآن!" ثم التفتت إلى ليون، وعيناها تحملان نظرة طبية حازمة: "الجرعة الثانية. يجب أن تكون مركزة. هل أنت مستعد، ليون؟"
ليون لم يجب بكلمات، بل بخطواته السريعة. كان يعلم أن ويسكر، تحت تأثير الجرعة المضادة الأولى، كان في أضعف حالاته الجسدية لكنه في أوج جنونه. ركض ليون نحو هيكل الطائرة الضخم، متسلقًا السلم الحديدي المخصص للطوارئ بخفة مُذهلة، بينما كانت جيل وريبيكا تغطيانه بوابل من طلقات الكاتم للصوت التي كانت بالكاد تخترق طبقة الدروع الإضافية التي عزز بها ويسكر الطائرة.
"قف أيها الوغد!" صرخ ليون عندما وصل إلى باب القمرة، مُطلقًا ما تبقى لديه من رصاصات نارية نحو النافذة الزجاجية، دون جدوى.
نظر ويسكر إلى ليون بنظرة باردة وفوقية، تشبه نظرة عالم حشرات على عينة تافهة. ابتسم ابتسامة مُقززة ظهرت فيها عروقه المُنتفخة. "ليون كينيدي. دائماً تتدخل في اللحظة غير المناسبة. لا تفهم طبيعة التطور. هذا هو قدر البشرية. عالم لا يحكمه الضعفاء، بل الأكفاء." ثم دفع ويسكر مقبض التحكم للأمام بقوة، وبدأت الطائرة تكتسب سرعة جنونية على المدرج.
قفز ليون داخل القمرة في اللحظة الأخيرة قبل أن تغلق الآلية الأوتوماتيكية الباب. تدحرج على أرضية القمرة المصنوعة من الألومنيوم، وشعر بأمعائه ترتفع من قوة الدفع.
"أنت لن تذهب إلى أي مكان يا ويسكر!" صاح ليون وهو يتشبث بمقعد الطيار المساعد.
التفت ويسكر، عيناه تلمعان باللون الأصفر القاتم. "أوه، أرى أنك تحمل الجرعة المضادة الثانية، ليون؟ هل تظن أن قطعة من مركب كيميائي يمكن أن توقف إرادة القوة المطلقة؟ أنا لست مجرد إنسان، أنا المستقبل!"
بدأ ويسكر يتحرك بسرعة فائقة، يده تتجه إلى ليون بخطاف مُباغت يهدف إلى كسر عنقه. لكن ليون، رغم تفاجئه، كان أسرع في رد فعله. أطلق بخاخًا مُركزًا من الكيروسين المُعدل نحو وجه ويسكر. هذا التشتيت اللحظي أتاح لليون فرصة حرجة. أمسك بالحقنة التي تحتوي على الجرعة المركزة من المضاد البيولوجي، وغرسها بكل قوته في عظمة الترقوة لويسكر.
ارتفعت صرخة وحشية من حلق ويسكر، صرخة ممزوجة بالانتصار المكبوت والألم الذي لا يوصف. لم تكن صرخة إنسان، بل صرخة كائن يتحول ويتفكك من الداخل.
"لا... مستحيل!" همس ويسكر، وعيناه تشتعلان بغضب خامد. "أنت... لقد دمرت... خطتي... ثلاث مرات!"
تفككت عضلات ويسكر الخارقة مؤقتًا، وسقطت يده عن مقبض التحكم. في تلك اللحظة الحرجة، وبينما كانت الطائرة على وشك الارتفاع، قفز ليون نحو أجهزة التحكم.
"أوقف الطائرة، ليون!" صرخت جيل عبر جهاز الاتصال، صوتها يخرج من السماعات مُشوّشًا بالرياح.
"لا أستطيع! نحن سريعون جدًا! سنسحق!" رد ليون وهو يحاول سحب مقبض التوجيه الأيسر. "نحن في نهاية المدرج! يجب أن أهبط اضطراريا! هل هناك أي نفق قريب؟"
ريبيكا، التي كانت تقف بالقرب من خريطة المطار في سيارة القيادة، صرخت: "نفق الصيانة! على بعد مائة متر يسارًا! هو نفق ضخم، لكن... الطائرة قد لا تتسع له!"
"هذا هو خيارنا الوحيد!" قال ليون. "تمسكي جيدًا يا جيل!"
انحرفت الطائرة العملاقة عن المدرج، واخترقت السياج الفاصل بين المطار والمنطقة الصناعية بضجيج مُدوي وتطاير للشظايا. وجه ليون الطائرة نحو نفق الصيانة الأسمنتي الضخم. كان النفق يبدو كفم وحش يبتلع الظلام. دخلت الطائرة، وكشطت أجنحتها الجدارين الجانبيين للنفق بصرير معدني مرعب.
كان ليون داخل القمرة يصارع ويسكر الذي كان يتلوى من الألم، لكنه تمكن من كبح جماح الطائرة جزئياً. لكن الطائرة كانت أطول من أن تستوعبها عُمق النفق بأكمله.
"أخرج... الآن... ليون!" تمتم ويسكر بضعف.
"أنت من سيخرج أولاً!" دفع ليون ويسكر بقوة، مما جعله يرتطم بالنافذة الزجاجية المُتصدعة.
في تلك اللحظة، اصطدم مقدمة الطائرة بقوة هائلة بالجدار الداخلي للنفق. تحولت الطائرة إلى كرة من المعدن الملتوي والوقود المشتعل. انكسرت مقدمتها وتبعثرت.
وجد ليون نفسه مُلقى في ممر النفق المُظلم والمليء بالدخان، جسده يعاني من رضوض لا حصر لها، لكنه حي. كانت النيران تتصاعد من مؤخرة الطائرة المُحطمة. نظر ليون حوله: أين ويسكر؟
زحف ليون نحو القمرة المقلوبة. وجد ويسكر مُلقى على الأرض، مغطى بالدماء وجسده يتفكك بشكل مرئي تحت تأثير الجرعة المضادة والاصطدام. كان ويسكر بالكاد يتنفس.
"لقد... فشلت مجددًا... أيها المحقق... التافه..." همس ويسكر، ثم بصق قطرة من الدم الأسود. "لكن... هذا ليس... النهاية... الأقوياء... سينتصرون..."
"لا يوجد أقوياء ولا ضعفاء، يا ويسكر. هناك فقط المجانين الذين يحاولون قتل الجميع باسم التطور." قال ليون، وهو يمسك مسدسه المُتضرر ويصوبه نحو رأس ويسكر.
في تلك اللحظة، سمع ليون أصواتًا قادمة من المدخل: "ليون! هل أنت بخير؟"
كانت جيل وريبيكا تتقدمان بحذر، ومعهما فريق صغير من قوات التدخل السريع التابعة للجيش، بعد أن تبعوا مسار الطائرة.
"أنا بخير. لكنه هنا." أشار ليون إلى ويسكر.
اقتربت ريبيكا وفحصت ويسكر بسرعة. "إنه حي، ولكن بالكاد. الجهاز التنفسي والقلب يعملان ببطء. الجرعة المركزة دمرت قدرته على التجديد. لقد أوقفناه، ليون."
"يجب أن نأخذه حياً." قال ليون، وهو يسحب ويسكر من ذراعه بصعوبة. "يجب أن نعرف من أين حصل على كل هذا الدعم."
بينما كانوا يخرجون ويسكر المنهار من الطائرة المُحطمة، كان الدخان الكثيف يتصاعد من النفق. لاحظ ليون أن قنابل Uroboros كانت لا تزال سليمة، لكنها محاصرة بين حطام الطائرة والجدار.
في هذه الأثناء، في نفس المدينة، كانت طائرة عسكرية صغيرة تحلق بعيدًا عن الضوء، تحمل شحنة أخرى من المعتقلين.
كان الجنرال روس ينظر من نافذة الطائرة إلى الأضواء البعيدة للمطار المُحطم. في المقعد المقابل له، كان بروس بانر، مُقيدًا ومُكممًا بشكل مُحكم، ينظر إليه بعينين تحملان خيبة أمل عميقة.
"لا تحاول أن تنظر إليّ بهذه الطريقة، يا بانر." قال روس ببرود عسكري. "أنقذت حياة الآلاف بالقبض عليك. أنت خطر كوني يجب السيطرة عليه. العالم يحتاج إلى سلاح لمواجهة الكائنات الكونية الجديدة، وسوف تكون أنت هذا السلاح."
"هذا ليس سلاحًا، يا جنرال."
كانت هذه الكلمات تنطقها بيتي روس، التي كانت جالسة إلى جانب بانر، رغم أوامر والدها الصارمة بعدم التدخل. كانت عيناها مُحمرتين من البكاء.
"إنه إنسان، يا أبي. إنه بروس! القوة التي بداخله هي رد فعل على الألم، وليست سلاحًا."
نظر الجنرال روس إلى ابنته بنظرة حادة، ثم تنهد. "أنت لا تفهمين، بيتي. لقد رأيت ما فعله. دمر دبابتين وطائرة هليكوبتر في أقل من دقيقة. يجب أن أُسخّر هذه القوة لحماية العالم، قبل أن يسخّرها أي شخص آخر للدمار."
"وبأي ثمن، يا جنرال؟"
كان الصوت هذه المرة قادماً من كابتن مارفل (كارول دانفرز)، التي كانت تجلس في آخر الطائرة، تتعافى من القتال العنيف مع ميليوداس وبليك وفريقه. كانت لا تزال تضع يدها على كتفها الذي أصيب بـ Full Counter المظلم.
"هذا ليس من شأنك، يا كابتن." رد روس بفظاظة.
"بالتأكيد هو من شأني." قالت كارول ببرود وثقة. "أنا هنا لأوقف الأخطار الكونية. وهذا الرجل، بروس بانر، هو خطر، لكنه ليس مجنونًا أو شريرًا. أنت تستخدم القوة لفرض سيطرتك، وهذا ما جعل ويسكر يفكر بهذه الطريقة في المقام الأول. إن محاولة تحويله إلى سلاح ستؤدي إلى كارثة أكبر."
"خطتنا في السيطرة على العبقرية لخدمة الجيش أمر داخلي، كارول."
"كل شيء أصبح كونياً الآن، يا جنرال." قطعت كارول الحوار بحدة. "لقد دخلنا في عصر جديد. وأول قاعدة فيه هي أن قوة الغضب لا تُقهر بالقيود، بل بالثقة. لقد رأيت كيف قاتل الأبطال السبعة. أنت الآن تتحالف مع أناس خطرين (المليارديرات) وتعتقل أبطالًا (بانر). يجب أن تُعيد النظر في تحالفاتك."
صمت الجنرال روس للحظة، ثم نظر إلى بانر، ثم إلى ابنته. شعر ببعض التردد، لكن غروره العسكري كان أكبر من أن يسمح له بالتراجع.
"سنرى، يا كابتن. سنرى."
في تلك الأثناء، في مقر المليارديرات السري الواقع في قلب الجبل، كانت الخسائر تُحتسب في جو من الذعر والتخطيط المُضطرب.
كان ليو تشنغ (الملياردير الصيني) يضرب على الطاولة بغضب، بينما كانت سيليا هارت (المليارديرة الأمريكية) تتحدث إلى جهاز اتصال.
"لقد فقدنا ويسكر! لقد فشل في نشر قنابل Uroboros! اللعنة على ليون كينيدي وفريقه!" صرخ ليو تشنغ. "والآن الجنرال روس يريد أن يعتقلنا جميعًا إذا لم نسلم بانر له. ماذا نفعل الآن؟ خسارتنا لـ غيلثاندر وويسكر جعلتنا عراة أمام هجوم بليك!"
تدخل فيكتور راموس (الملياردير الإسباني): "البيو-جايانت جاهز. لكنه مصمم لمواجهة الوحوش، وليس السحرة أو الكائنات الكونية. يجب أن نستخدم ورقتنا الرابحة الأخيرة."
التفتت سيليا هارت، ونظرت إلى الشاشة التي تُظهر غرفة احتجاز صغيرة. كانت لين، أخت ني يان، مُقيدة على كرسي، وهناك شخصان من الحراس يقفان بجوارها.
"ورقتنا الرابحة، يا فيكتور، هي نقطة ضعف بليك الأساسية: الأخت." قالت سيليا بصوت بارد. "ولدينا طريقة أخرى لإحضار الكتاب إلينا... إذا لم نستطع إحضار بليك إلينا، فسوف نذهب إليه."
تحدثت سيليا ببطء وثقة إلى جهاز الاتصال مرة أخرى: "اخرجوا العملاء الجدد. أريد فريق المرتزقة الكونيين على أهبة الاستعداد. أريدهم أن يتوجهوا فوراً إلى الضفة الغربية للمدينة. لديهم هدفان: الأول، الإمساك بـ بليك والحصول على كتاب شمس المعارف. الثاني، القبض على الوحوش البيولوجية في تلك المنطقة، وخاصة القط الزومبي."
"ولكن يا سيدتي، هؤلاء المرتزقة كلفونا ثروة طائلة، وهم لا يعملون إلا للمهمات الأكثر جنوناً وخطورة." قال حارس أمن متفاجئ.
"بالضبط." ابتسمت سيليا ببرود. "هذا هو جنوننا الأخير. هذه هي فرصتنا الوحيدة لتحويل الخسارة إلى نصر. هيا بنا. أرسلوا المرتزقة الكونيين. دعونا نُري بليك ما هو الثمن الحقيقي لإنقاذ أخته، والثمن الحقيقي لمواجهة العالم الجديد!"
انتهت الأوامر، وبدأت الآلة الجهنمية للمليارديرات تتحرك بخطواتها الأخيرة، مستعدة للمواجهة النهائية في الضفة الغربية.
في ظلمة نفق الصيانة الدامس، كانت رائحة الوقود المُحترق والبارود تملأ الهواء كطبقة سميكة. ليون، وجيل، وريبيكا، وقفوا حول الجسد المنهار لألبرت ويسكر، الذي كان يتلوى بين أكوام حطام الطائرة المُتفحمة. كان ويسكر بالكاد يُبدي مقاومة، لكن عينه اليمنى، رغم ضعفها، كانت لا تزال تحمل شرارة غضب متأججة.
"يجب أن نُسرع في إخراجه من هنا، قبل أن تنفجر خزانات الوقود،" همس ليون، وهو يمسح الدماء والأوساخ عن وجهه.
"مهلاً!" صرخت ريبيكا فجأة، وهي تُشير إلى حركة مُريبة بجوار ويسكر. "ماذا يفعل؟"
كانت يد ويسكر، رغم ضعفها الشديد، تتجه ببطء مؤلم نحو جيبه الداخلي. قبل أن يتمكن ليون من منعه، سحب ويسكر حقنة صغيرة ذات سائل أسود كثيف اللون. كانت حقنة من تركيز عالي جدًا من فيروس Uroboros.
"لا..." تمتم ليون بيأس، مُدركًا أن هذا ليس ضعفًا، بل محاولة انتحارية أخيرة لإثبات نظريته المريضة عن التطور.
لم ينتظر ويسكر. غرس الحقنة بعنف في عنقه المتورم، وتدفقت المادة السائلة إلى داخله بسرعة مريعة. في ثوانٍ، بدأ جسده يتضخم ويتشوه. الجلد الأسود المتقرح بدأ يغطي جسده، والأشرطة الفيروسية السوداء ذات الأطراف المضيئة بدأت تنمو وتتشابك حوله كأفعوانيات حية.
صرخت جيل وهي تتراجع، "إنه... يتحول! لقد حقن نفسه بالـ Uroboros المركزة!"
في غضون لحظات قليلة، لم يعد ويسكر. بل وُجدوا أمامهم كائناً ضخماً من اللحم الفاسد والديدان الفيروسية، يفوق في حجمه أي تحول بيولوجي شاهدوه من قبل. كان وحشًا من نوع Uroboros العملاق، يملأ بعرضه الضيق جزءًا كبيراً من النفق. انطلقت منه هدير أشبه بصيحة تنين محتضر، واهتزت جدران النفق بقوة هذا الصوت.
"لا يمكننا محاربته بهذه القوة داخل نفق ضيق!" قال ليون، وهو يدرك أنهم حُشروا في مصيدة. "أخرجوا من النفق فورًا! ابحثوا عن أي منفذ!"
"لا يوجد منفذ، ليون!" صاحت ريبيكا، وهي تُطلق طلقات مسدسها على الكائن المتحول دون أن تُحدث أي أثر. "الجدار خلفنا مغلق بحطام الطائرة! والمقدمة مُحكمة بالوحش!"
اندفع الوحش Uroboros الضخم نحوهم، ذراعيه الفيروسيتان تلوحان في الهواء بحثًا عن لحم بشري.
"يجب أن نُبعده عن قنابل Uroboros! إذا انفجرت، سنكون أول الضحايا!" قال ليون. ثم التفت إلى جيل: "جيل! حاولي جذب انتباهه بعيدًا عن الحطام! ريبيكا، هل لديك قنابل؟"
"لدي اثنتان فقط من القنابل الحارقة!" ردت ريبيكا، وهي تفتح حقيبة الإسعافات بسرعة. "لكن الجلد الفيروسي سميك جداً، لن تؤثر فيه إلا إذا اخترقت الطبقات الخارجية!"
"يجب أن نُضعفه أولاً! أنا سأفعلها!"
اندفع ليون نحو الوحش Uroboros بخطوات سريعة. سحب سلاحه الأقوى المتبقي من الطائرة: قاذفة صواريخ RPG صغيرة كان قد أخذها احتياطياً. كان يعلم أن لديه فرصة واحدة فقط لإصابة نقطة ضعف الكائن.
"انحرفي يا جيل!" صرخ ليون.
أطلقت جيل وابلًا من الرصاص المُنير حول الوحش لتشتيت انتباهه. استغل ليون هذه اللحظة، ركع على ركبة واحدة، وصوّب قاذفة الصواريخ نحو الكتلة المركزية لقلب الكائن، حيث كان الفيروس يتجمع.
بوووووم!
انفجر الصاروخ بقوة هائلة، مما أدى إلى تمزيق جزء كبير من الكتلة الفيروسية المركزية. اهتز الوحش بعنف، وصدر منه صوت صراخ مشوه، وتطايرت منه قطع سوداء مُحترقة. لكن الوحش لم يمت. بل نما غضبه وتحركه بشكل أكثر جنونًا وعنفًا.
"الآن، ريبيكا!" صاح ليون وهو يلقي بقاذفة الصواريخ الفارغة.
تقدمت ريبيكا بشجاعة مذهلة، ألقت قنبلتها الحارقة الأولى نحو الحفرة المفتوحة التي أحدثها ليون بالصاروخ. اشتعلت النيران في الأشرطة الفيروسية، لكن الفيروس كان يقاوم بشكل رهيب.
"إنه يغلق الجرح بسرعة!" صرخت جيل، وهي تطلق النار على أطراف الكائن لتشتيت قدرته على التجديد.
"لن نسمح لك بالنجاة! أنت دمرت حياتنا، ويسكر!" صاحت جيل بمرارة، متذكرة سنوات الكابوس التي عاشتها بسبب مؤامرات أمبريلا وويسكر. "لن تجد خلاصًا في هذا التطور الملعون!"
وباندفاع مستميت وشجاع، قفزت جيل فوق كتف ليون المصدوم، واعتلت جزءاً من حطام الطائرة. وجهت سلاحها ببراعة نحو عين الوحش الوحيدة المتوهجة. فشلت.
لكن تضحية جيل أعطت ريبيكا فرصة. ألقت ريبيكا القنبلة الحارقة الثانية والأخيرة في المنطقة التي أصابتها جيل، وارتفعت سحابة من الدخان السام والنار الحارقة.
صرخ الكائن صرخة أخيرة مروعة، وبدأت أجزاء من جسده الأسود تنهار. كان التجديد قد توقف، والتدمير كان أسرع من التئام الفيروس.
"اضرباه!" صاح ليون، وهو يطلق النار بكل ما تبقى لديه من ذخيرة نحو رأس الوحش.
مع آخر رصاصة من مسدس ليون، سقط الكائن Uroboros الضخم، وتحول جسده إلى كتلة من الرماد واللحم المُتفسخ.
في تلك اللحظة، اهتز النفق بعنف غير عادي.
"ماذا يحدث؟!" صرخت ريبيكا.
"الاصطدام الأخير تسبب بضرر أكبر في الأساسات مما توقعنا!" قال ليون. "الانهيار! النفق ينهار!"
كانت الأسقف والأرضيات تتصدع. بدأت كتل خرسانية ضخمة تتساقط من سقف النفق فوقهم.
"اهدأوا! يجب أن نخرج من هنا!" صاح ليون، وهو يمسك بذراع جيل ويدفع ريبيكا إلى الأمام.
ركضوا بأقصى سرعة نحو مخرج النفق، حيث كان فريق التدخل السريع ينتظرهم. في اللحظة التي خرجوا فيها إلى ضوء الليل، انهار النفق بالكامل خلفهم.
كتلة هائلة من الأسمنت والحطام المعدني والتراب سدت مدخل النفق، دافنة تحتها بقايا الوحش Uroboros وقنابل الفيروس ويسكر، وغالباً، جثة ويسكر نفسه.
وقف ليون وجيل وريبيكا على أرض المطار، يلهثون، متعبين، لكنهم آمنون. نظروا إلى كتلة الانهيار خلفهم.
"هل انتهى الأمر حقًا؟" همست جيل، وعيناها مليئتان بالتعب والحذر.
"لقد انتهت ورقة Uroboros الرابحة، ودفن ويسكر تحتها." قال ليون، وهو يمسح الدماء عن كتفه. "لكنني أشعر أن هذا ليس إلا فصلًا واحدًا في هذه الحرب المجنونة. المليارديرات ما زالوا يملكون أوراقًا أخرى."
أمر ليون فريق التدخل السريع بتأمين المنطقة بالكامل ومنع أي أحد من الاقتراب من موقع الانهيار.
"يجب أن نجد الجنرال روس ونبلغ عن وضع ويسكر." قال ليون، وهو ينظر إلى الأفق حيث كانت تلوح أضواء المدينة البعيدة، مكان بليك وفريقه. "الحرب الآن انتقلت إلى مكان آخر."
كانت ريبيكا تنظر إلى يديها المُلطختين بالدماء، ثم إلى ليون.
"ما الذي سنفعله الآن، ليون؟ لقد نجونا من تهديد بيولوجي، لكن التهديد الكوني ما زال قائمًا. وهؤلاء المليارديرات لن يستسلموا."
تنهد ليون، ثم نظر إلى جيل التي كانت تقف بجوار عربة الإسعاف العسكرية.
"سنواصل القتال، جيل. سنساعد بليك وفريقه. يجب أن نوقف هؤلاء الناس قبل أن يُحولوا العالم كله إلى مسرح لتجاربهم المريضة. لقد نجحنا في إيقاف ويسكر، والآن يجب أن نوقف رؤساءه."
[نهاية المجلد السادس]