[كلام من المؤلف : رسميا غدا سوف ينزل اول فصل من الرواية المشتقة من هذه الرواية بعنوان
Side Stories from the World of Bi
أو بالعربي
قصص جانبية من عالم بي إي
أنصح بقراءتها لأنها ستجعل فهمكم للعالم أعمق، ورؤية الأحداث القادمة أوضح.
استمتعوا بالفصل ✦
بدأت العربة المدرعة الثقيلة، التي تشبه حصنًا متحركًا أكثر من كونها مركبة، في شق طريقها بعناد عبر الأنقاض والوحل في ضواحي شنغهاي. كانت السماء ملبدة بالغيوم الثقيلة التي لم تمطر بعد، وكأنها تحبس أنفاسها، عاكسةً التوتر الخانق داخل غرفة الاحتجاز المعدنية. في قلب هذه الغرفة، جلس الدكتور بروس بانر، مُقيَّدًا بأطواق فولاذية مُثبّتة في جدار العربة، لا يمكن لأي قوة بشرية أو غامية عادية أن تكسرها. لم يكن بانر يبدو كوحش، بل كرجل نحيل ومرهق، عيناه الذكيتان تلمعان بلمحة من اليأس الخفي وراء نظاراته السميكة.
في المقعد المواجه له، جلست بيتي روس، عيناها الحمراوان من السهر والألم تتفحصان كل شبر في وجهه، محاولةً أن تبث فيه بعض الطمأنينة. كانت تمد يدها، في تردد، لتلامس قيده المعصمي، لكنها تتراجع في كل مرة.
"بروس، هل أنت بخير؟" همست بيتي، وصوتها بالكاد مسموع فوق هدير المحركات وضوضاء المراوح المروحية التي تحيط بهم.
ابتسم بانر ابتسامة متعبة ومحبة، كان يجد في وجودها العزاء الوحيد في هذا الجحيم. "بخير قدر الإمكان، بيتي. أنا في حوزة والدك، وهذا يعني أنني لست 'بخير' على الإطلاق، لكنني لست وحدي، وهذا هو الأهم."
"سأحميك،" قالت بيتي بحزم، "لن أسمح له بأن يجعلك سلاحًا. أنت... أنت روحي، بروس. سأقنعهم بأنك لست تهديدًا، وأن هذه القوة يمكن السيطرة عليها دون... دون أن يدمروا الإنسان بداخلك."
تنهد بانر بعمق، مدركًا حجم العبء الذي تحمله. "بيتي، أنتِ ترهقين نفسكِ. والدكِ لا يرى سوى الإشعاع الغاما الذي يمكنه أن يقهر الأعداء الكونيين. والمليارديرات يرون فيّ ورقة ضغط أخيرة بعد خسارة ويسكر. هذا الواقع، حبيبتي، يجب أن نتقبله."
قُطع حوارهما بـ "صفعة" صوتية حادة وصارمة أتت من قُمرة القيادة الرئيسية، حيث كان الجنرال روس وكابتن مارفل يراقبان شاشات الرادار. دخلت كارول دانفرز (كابتن مارفل) إلى مقصورة الاحتجاز بهدوء، يكسوها درعها الكوني الأيقوني، وهي تحمل في كل خطوة ثقل النجمة وقوة لا يمكن لبانر أن يتخيلها.
توقفت كارول ببرود أمام القيد. لم تكن تنظر إلى بروس بانر، بل كانت تنظر عبره، إلى الجزيئات الكونية التي تشكل كيانه. "يا دكتور بانر، يجب أن نوقف هذا الحديث العاطفي. نحن على وشك إخراجك من هذه المنطقة، ولدينا تهديدات عالية المستوى لا تحترم المشاعر. ما الذي يمكن أن تتوقعه من فريقك السابق؟ هل سيأتون للإنقاذ؟" سألتها كارول بصوتها الرزين الذي لا يخلو من نبرة التشكيك العسكري.
رفع بانر رأسه، واختفت ابتسامته تمامًا. "إذا كنتِ تسألين عن بليك إيثر أو ميليوداس، فجوابي هو نعم. لا أحد منهم يتخلى عن حلفائه، حتى في مواجهة قوة كونية مثلكِ. أما مونو ونيرو، فهما أكثر ولاءً مني بكثير؛ لديهما دوافع شخصية لا يمكن تخيلها."
"دوافع شخصية؟" استنكرت كارول، "هل تتحدث عن الانتقام، أم عن الفوضى؟ أنا لا أرى سوى كيانات غير بشرية تُطلِق العنان للقوة دون مسؤولية، تهدد استقرار هذا الكوكب. أنتَ، تحديدًا، دكتور بانر، تُصنّف كأحد الأسلحة الكونية الأكثر خطورة على السجل. غضبك يحولك إلى قنبلة نووية متنقلة."
رد بانر، وقد اشتعلت عيناه بلمعة غضب صامت، "هل تتحدثين عن القوة والمسؤولية، الكابتن دانفرز؟ أنتم من أحضرتم هذا الإشعاع إلى عالمنا، ووالدها... الجنرال روس هو من حاصرني بهذه الظروف. غضبي هو نتيجة مباشرة للخوف والاضطهاد الذي مارستهُ القوة العسكرية، وليس دافعًا لغرض شرير. لم أختر هذا، لكنني أخترت استخدام ما تبقى مني لحماية الأبرياء، بينما أنتِ تخدمين حكومة لا تختلف عن المليارديرات في جوهرها."
تدخل الجنرال ثاديوس "ثندربولت" روس فجأة، يده على مسدسه، وصوته يرتفع ليطغى على صوت العربة. "كفى! بانر، أنتَ أسير دولة، ولست في منتدى أخلاقي! قوة الغاما التي تحملها هي ملك للولايات المتحدة، وستُستخدم لمواجهة تلك الكائنات التي دمرت مفاعلاتنا وأطلقت الفوضى. سننزع منك القوة أو نسيطر عليها. ولن تسمح لك بيتي، ولا أي شيء آخر، بأن تقف في طريق أمن هذا العالم!"
نظرت بيتي إلى والدها بخيبة أمل لاذعة. "أنت لا ترى بروس! أنت ترى مشروعًا!"
"أرى الواقع، يا بيتي! الواقع الذي لا يرحم!" صاح روس، ثم وجه كلامه إلى كارول دانفرز، "الكابتن، هل الأجواء آمنة في الطريق الساحلي؟ يجب أن نُسرع في عملية الإخلاء هذه قبل أن يكتشفوا موقعنا."
ردت كارول بمهنية باردة، "الاستخبارات أكدت أن المنطقة الساحلية هادئة. الميليشيات المحلية انسحبت، وقواتنا الجوية تغطي السماء. لن يتمكن أحد من الوصول إلينا، الجنرال." تلاشت كارول عائدة إلى قُمرة القيادة، تاركةً بيتي و بروس في صمت ثقيل، يقطعه حوار العربة المدرعة.
مرت الدقائق طويلة ومُنهِكة. كانت العربة تسير الآن على طريق ساحلي شبه مُدمَّر. بانر أغمض عينيه، يحاول أن يجد سلامًا داخليًا ليدفع الـ "هالك" إلى الزاوية الأكثر عمقًا في عقله.
فجأة، اهتزت العربة بعنف شديد، كأنها ارتطمت بجدار إسمنتي. تبعه صوت صيحة معدنية مُتألمة من الخارج، ثم دوي انفجار هائل هزَّ زجاج العربة المضاد للرصاص.
"ما هذا؟!" صرخ الجنرال روس من القُمرة.
جاء صوت كارول سريعًا ومُتوتراً عبر جهاز الاتصال، مُختلفًا تمامًا عن هدوئها السابق. "جنرال! سقطت المروحية ألفا! انفجار... إنه ليس قذيفة! شيء... شيء ما اصطدم بها مباشرة من الأعلى!"
ألقى الجنرال روس نظرة سريعة على بانر، وبدأ الشك يراوده حول إمكانيات أصدقاء بانر. "من؟ كيف؟ لم نرصد شيئًا على الرادار!"
في تلك اللحظة، جاء تقرير أكثر رعباً من الطائرة المتبقية (المروحية بيتا).
"بيتا للقيادة! هناك كيان ضئيل للغاية، لكنه يطير بسرعة جنونية! يرتدي معطفًا أصفر! لقد أطلق كرة ذهبية مُتفجرة دمرت المروحية ألفا! إنه يندفع نحو العربة! كينديان، أطلِق! أطلِق النار!"
ثم انقطع الاتصال بصرخة حادة، تلتها موجة صدمة قوية اصطدمت بالعربة المدرعة.
رفع بانر رأسه بسرعة، ونظر إلى بيتي، وقد تجمعت الدماء في عروقه. عرف هذا الكيان، هذا هو غضبها الذهب المُجسَّد.
"إنها مونو،" همس بانر، وشفتيه بالكاد تتحركان.
في الخارج، كانت مونو قد هبطت على حافة الطريق. لم تكن تبدو ككيان ضخم، بل كفتاة صغيرة بشعر أسود قصير، يغطيها معطف مطر أصفر يرفرف حولها. كانت تقف بهدوء، يديها تتدليان، ووهج خافت من الطاقة الذهبية يحيط بها. لقد دمرت للتو إحدى المروحيات بكرة ذهبية متفجرة أطلقتها من كف يدها.
بدأت كارول دانفرز، مُحمَّلة باليأس والغضب، في الطيران خارج العربة، ووجهها مُحاط بهالة من الطاقة الكونية المُتوهجة.
"انسحبي الآن،" صرخت كارول، وصوتها يتضخم بقوة النجم، "هذا ليس قتالكِ، أيتها الكائنة غير البشرية! عودي أدراجكِ!"
أجابت مونو بصوت بارد، يتردد صداه وكأنه يأتي من عمق الصخور، "لقد أخذتم حليفنا. سنستعيده."
"لن تأخذيه،" ردت كارول، وهي ترفع يدها لتبدأ في تركيز شعاع كوني.
في اللحظة نفسها، هزت العربة المدرعة للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة من جهة لم تكن متوقعة. انفجار عنيف عند العجلات الأمامية، سببه حقل مانا مُركَّز. العربة فقدت توازنها وانقلبت بعنف.
"ماذا الآن؟!" صرخ الجنرال روس، وهو يحاول تثبيت نفسه.
في تلك اللحظة، جاء صوت نيرو باردًا وهادئًا من جهاز الاتصال العسكري، الذي ما زال يعمل جزئيًا.
"الجنرال روس. الكابتن دانفرز. إخلاء الموقع انتهى. لقد وضعنا أختامنا حول منطقة قطرها ميل واحد. ستجدون أنفسكم عاجزين عن استخدام أجهزتكم الإلكترونية أو قدرتكم الكونية بشكل كامل. الآن، استسلموا، وسلموا لنا بروس بانر."
شعر بروس بانر بالصدمة، فالأختام الثلاثية التي استخدمتها نيرو سابقًا كانت قوية بما يكفي لكسر درع كارول. لكن الآن، وقد طوقت المنطقة بأكملها...
في الخارج، كانت مونو تبتسم لأول مرة، بينما استدارت كارول دانفرز بغضب مكبوت نحو مصدر الصوت غير المرئي، لتبدأ معركة الإرادات الكونية ضد السحر المحظور
انقلبت العربة المدرعة على جانبها في دوي معدني أصم، مما ألقى بـ بروس بانر وبيتي روس والجنرال روس في حالة من الفوضى القصوى. بيتي صرخت عندما ارتطمت بالزاوية، بينما الجنرال روس أطلق سباباً عسكرياً وهو يمسك بمسدسه. أما بانر، فظل هادئاً، عينيه تراقب بعناية عبر النافذة المكسورة الجزئية التهديدين في الخارج.
في هذه الأثناء، تصاعد التوتر على الطريق الساحلي. وقفت مونو، بمعطفها الأصفر، هادئةً ومُحاطة بهالة ذهبية من المانا المتدفقة. في مواجهتها، كانت كارول دانفرز، قائدة النجم، تشتعل بالضوء الكوني، محاصرة داخل حقل مانا غير مرئي، كأنها نجمة محتجزة في قفص منسوج من الظل.
"ألا تفهمين؟" رنت كارول بصوتها القوي، الذي بدأ يخبو قليلاً تحت تأثير الأختام المُركَّزة التي وضعتها نيرو. "قدرة واحدة مني كافية لمحو هذا الطريق وكل ما عليه. أنا قوة لا يمكنكم التغلب عليها بالمناورات السحرية."
ظهرت نيرو فجأة على سطح العربة المقلوبة. كانت شاحبة وباردة كالثلج، وعيناها تحملان تركيزاً حاداً. كانت نيرو تعرف، مثل مونو، أن كارول دانفرز تتجاوز قدراتهم بفارق شاسع. لقد شاهدتا القوة الكونية وهي تمتص طاقة ميليوداس وتصد لكمة الهالك. ولكن التراجع لم يكن خياراً. بالنسبة لنيرو، كان هذا القتال تضحية ضرورية لتشتيت كارول وإفساح المجال لني يان لإنهاء المهمة.
"نعلم تفوقكِ، أيّتها الكابتن،" أجابت نيرو، صوتها هادئ ومتقطع، وكأنها تتحدث من مسافة بعيدة. "ولكنّكم قللتم من شأن حلفائنا. هذا الختم حولكِ ليس لتقييدكِ بالكامل، بل لـ تشتيتكِ."
انحنى جسد نيرو بشكل طفيف. لقد بدأت طاقة المانا تتسرب من جلدها، ليس في هجوم، بل في ختم الضعف الذي وضعته على جسدها هي نفسها. كان هذا الختم يهدف إلى تقليل حاجز المقاومة الخاص بها، مما يسمح لها بضخ كميات هائلة من المانا دفعة واحدة دون أن ينفجر جسدها، لكن بثمن استنزاف طاقتها الحيوية بالكامل في وقت قياسي.
رفعت نيرو يدها نحو السماء. "سأستنزف نفسي بالكامل الآن، فقط لأجعل تركيزكِ مُنقسمًا بين قوة الأختام وهذه الفتاة." أشارت نيرو إلى مونو. "أنتِ تواجهين قوة مُركَّزة، لا مُطلقة. وهذا يكفي."
في الوقت ذاته، كانت مونو قد جمعت طاقتها بالكامل. تحولت يداها الصغيرتان إلى نقطتي تركيز ذهبيتين مشعتين. كانت الكرات الذهبية التي أطلقتها سابقًا مجرد إطلاق للغضب. أما الآن، فقد حولت مونو هذه القوة إلى أسلوب قتالي مُركّز، تستخدم فيه الغضب كوقود. رفعت مونو رأسها، وعيناها اللامعتان تعكسان صورة كارول.
"اذهبي الآن،" أمرت نيرو مونو، وهي تغطي المنطقة بعاصفة من وابل متقطع من أشعة المانا الخارقة التي تسللت نحو درع كارول.
وبسرعة تفوق إدراك البشر، انطلقت مونو نحو كارول. لم يكن طيرانها مجرد حركة، بل كان تجسيداً للغضب المحض مُغلَّفاً بمانا ذهبية. كان هدفها ليس الهزيمة، بل التصادم الأولي لكسر جدار العجز النفسي.
في تلك اللحظة، رفعت كارول قبضتها نحو مونو، وتأججت طاقة نجمية داخل يدها. كان الشعاع الكوني أقوى من أي شيء واجهته مونو. لكن مونو أطلقت، في توقيت محسوب، الكرة الذهبية المُتفجرة باتجاه قبضة كارول.
حدث التصادم! اصطدمت طاقة المانا المُركَّزة للقذيفة الذهبية بالضوء النجمي لكارول. لم تُلغِ الكرة الذهبية الشعاع، بل استنزفت جزءًا هائلاً من تركيزه الكوني، مما أضعف الشعاع بنسبة كافية ليسمح لمونو بالتجنب والالتفاف، بدلاً من التبخر.
استفادت نيرو من لحظة التشتيت هذه. أطلقت ألف إبرة مانا خارقة من جسدها المُستنزَف، كأنها وميض أخير قبل الانطفاء. لم تُصب الإبر كارول، بل تغلغلت في طبقات الجو المحيطة، مما زاد من تركيز حقل الضعف وأربك مستشعرات كارول الكونية.
انفجرت المعركة. مونو، تستخدم سرعتها وقذفاتها الذهبية الموجهة للهجوم، بينما نيرو تستنزف نفسها لدعم حقل الضعف السحري الذي يحاصر كارول. كارول، من جانبها، كانت تدافع وتهاجم بقوة، لكن حركتها كانت أبطأ، وقدراتها كانت تستنفذ ضعف طاقتها المعتادة، مما خلق نافذة ضيقة من التكافؤ الاصطناعي.
داخل العربة المدرعة المقلوبة، كان المشهد لا يقل عنفاً. الجنرال روس يحاول جاهداً فتح باب الطوارئ لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب انقلاب العربة، بينما كانت بيتي تُهدئ بروس بانر الذي كان يحاول جاهداً كبت غضبه الهادر خوفاً من أن يؤذي بيتي بالتحول غير المنضبط.
"علينا الخروج من هنا،" صرخ الجنرال روس، وهو يلتقط جهاز الاتصال اللاسلكي. "إلى أي وحدة أقرب؟ نحتاج للدعم الفوري! الكابتن دانفرز محاصرة!"
في تلك اللحظة، سمع الثلاثة صوتاً مُخيفاً جداً فوق ضجيج القتال الخارجي.
كان الصوت عبارة عن صوت معدن حاد يمزق الفولاذ المُقوّى، وكأنه يقطع ورقة رقيقة.
توقف الجنرال روس للحظة، وعيناه متسعتان من الرعب. نظر إلى بانر، ووجد بانر ينظر إلى نقطة واحدة على الباب الخلفي للعربة.
في غضون ثوانٍ، ظهر خط أحمر متوهج على الباب الفولاذي السميك، يمتد من الأعلى إلى الأسفل، وكأنه خط قلم حبر أحمر رسمه فنان.
ازداد وهج الخط، ثم انفجر الباب الداخلي بأكمله إلى شظايا معدنية صغيرة، تناثرت في الهواء.
في مدخل الفجوة التي ظهرت، وقف ني يان، مرتدياً ملابسه السوداء الضيقة كظل الليل. في يده اليمنى، أمسك بـ خنجر فضي لامع، كان لا يزال يتصاعد منه دخان وأزيز، دلالة على سرعة وتركيز القطع. كانت عيناه، على الرغم من القناع الذي يرتديه، تحملان تركيزاً شرساً لا يقبل التراجع، مزيجاً من الغضب البارد واليأس.
وجه ني يان خنجره على الفور نحو قيد بانر.
"أنا هنا لإنهاء هذا العبث،" نطق ني يان بصوت خشن ومكتوم، وهو يتقدم خطوة واحدة داخل العربة. "لم آتِ لإنقاذك يا دكتور بانر، بل لأخذ ورقة المساومة الخاصة بك من أيدي هؤلاء العسكريين."
الجنرال روس لم يستوعب المشهد. "من أنت بحق الجحيم؟ لص؟"
رد ني يان ببرود شديد: "أنا اللص الذي سيُحرِّر سلاحكم. ابتعد عن هذا الرجل، أيّها الجنرال. هذه هي ضربة الافتتاح للانتقام."
في لحظة، تحرك ني يان، متفادياً رصاصة أطلقها الجنرال روس بعصبية، واندفع نحو بانر والخنجر يلمع بضوء خافت، يستعد لقطع القيد الفولاذي بثقة عمياء.
قبل ساعة من الفوضى، في أحد الأقبية المهجورة والمُظلِمة على أطراف الضاحية، كان الصمت يلف أربعة شخصيات، يُشكلون معًا فريق الإنقاذ الأكثر غرابة وتناقضًا. كانت الأجواء باردة وساكنة، تعكس التركيز المطلق المُوجّه نحو الشاشات المشتعلة أمامهم.
كانت نيرو تقف أمام شاشة كبيرة عرضت مسار العربة المدرعة والطائرات المروحية المرافقة، تحلل بحرص كل دورية استخباراتية وكل توقيع طاقة في المنطقة. إلى جوارها، جلس ني يان، متقشفًا بملابسه السوداء، يعقد ذراعيه بصبر جاف، وعيناه تراقبان باهتمام حركة الجنود في الصور الحرارية. مونو، الصغيرة بمعطفها الأصفر، جلست على صندوق خشبي، هدوؤها أشبه ببركة ماء ساكنة تخفي في أعماقها تيارًا هائلاً. أما غوست رايدر (جوني بليز)، فكان يقف كالتمثال في الزاوية، هالة النار الجهنمية تحيط به بشكل خفيف، يده قابضة على مقود دراجته النارية التي كانت تقف صامتة ومُحمّلة بالطاقة.
"المسار واضح الآن،" قالت نيرو بصوتها الهادئ، وهي تشير إلى نقطة حمراء تتحرك على الخريطة. "سيعبرون الممر الساحلي شبه المنهار خلال ستين دقيقة بالضبط. الجنرال روس يعتقد أن هذا المسار هو الأبعد عن بؤر الصراع، لذا فهو الأكثر أمانًا. وهو محظور بوجود كابتن مارفل."
توقف ني يان عن التنفس للحظة، ثم قال بحدة: "وجودها يغير كل شيء. هي قوة كونية. حتى مع أختام نيرو، لن تتمكنوا من إيقافها، فقط إبطائها. لماذا لا ننتظر حتى ينفصلوا، أو حتى تكون هي بعيدة عن العربة؟"
هزت نيرو رأسها ببطء، وعيناها الرماديتان لم ترفّا. "ليس لدينا رفاهية الانتظار. لقد رأينا ما حدث لبليك ولـ ميليوداس. في كل لحظة تأخير، تزداد احتمالية أن يتمكن الجنرال روس من تجربة شيء فظيع على الدكتور بانر، أو أن يطلق المليارديرات وحوشهم المتبقية. يجب أن تكون العملية الآن، وبأقصى قدر من التضحية."
التفتت نيرو إلى مونو، التي كانت تستمع بصمت عميق. "مونو. أنتِ الوحيدة القادرة على مواجهة قوة الكابتن دانفرز على المستوى الأولي، وإن كان ذلك لمدة محدودة جداً. لديكِ تركيز الغضب النقي الذي يمكن أن يتصدى لطاقتها الكونية. سنستخدم خطة الافتتاح التي وضعناها."
رفعت مونو رأسها، وعيناها الذهبيتان تلمعان بالقرار. "سأقوم بذلك. سأقوم بتدمير المروحية الأولى لأجبرها على النزول. بمجرد أن تنزل، سأستخدم كل ما لديّ لإشغالها بالكامل. كل ثانية واحدة سأكسبها هي حياة لشخص آخر."
"وهنا يأتي دوري،" تدخلت نيرو، وهي تشير إلى أربع نقاط زرقاء صغيرة على الخريطة. "لقد نشرت أختامي الموهنة مسبقًا حول المنطقة الساحلية بأكملها. سأفعلها عن بعد بمجرد أن تبدئي القتال. هذا سيعيق طاقتها الكونية وتركيزها العقلي. لكني سأضطر للانضمام إليكِ. سأضع على نفسي ختم الضعف لزيادة معدل المانا المتدفقة من جسدي. لن يكون قتالاً، بل سيكون استنزافًا لطاقتي الحيوية لدعمكِ وتعطيلها."
أصابت كلمات نيرو ني يان بالإحباط. "هذا جنون! تضحية ذاتية! ستموتين!"
نظرت نيرو إليه بنظرة حكيمة وغامضة. "الأمر لا يتعلق بالموت، بل بالدور. كلٌ منا يجب أن يلعب دوره كاملاً. أنتَ، ني يان، هو العامل الحاسم. بمجرد أن أُعلن أنا ومونو انغماسنا في القتال، ومهما كانت شدته، يجب أن تخترق العربة. السرعة القصوى، والدقة المطلقة. لديك دقيقة واحدة قبل أن يتمكن الجنرال من استدعاء دعم جوي إضافي، أو قبل أن تتمكن الكابتن دانفرز من كسر الأختام."
"الجنود المتبقون..." همس ني يان، وهو ينظر نحو غوست رايدر في الزاوية.
في تلك اللحظة، تحرك جوني بليز. تحولت عيناه إلى نار جهنم بيضاء.
"أنتما،" قال جوني بليز، وصوته يتردد وكأنه هدير نار قديم، "تقاتلان عدواً يهدد عالمكما. أما أنا، فأنا هنا للعدالة. هذا الجنرال ورجاله هم خدم لنفس الفساد الذي سلب أختك، يا ني يان، وسلب حياتي أنا أيضاً. مهمتي بسيطة: التطهير بالنار. سأبقى في الخلف، وعندما يتحرك الجنود، سأشغلهم بالكامل حتى تنهي مهمتك يا ني يان."
ني يان أومأ برأسه ببطء، ثم وضع يده على مقبض خنجره الفضي، كان الخنجر يمتص طاقة الغضب بداخله. "الخطة واضحة إذن. التضحية بالجسد، من أجل هدف أسمى. أنا مستعد. فلتبدأ المسرحية الآن."
(العودة إلى الحاضر: ذروة الصراع)
...انفجرت المعركة. مونو، تستخدم سرعتها وقذفاتها الذهبية الموجهة للهجوم، بينما نيرو تستنزف نفسها لدعم حقل الضعف السحري الذي يحاصر كارول. كارول، من جانبها، كانت تدافع وتهاجم بقوة، لكن حركتها كانت أبطأ، وقدراتها كانت تستنفذ ضعف طاقتها المعتادة، مما خلق نافذة ضيقة من التكافؤ الاصطناعي.
داخل العربة المدرعة المقلوبة، كان المشهد لا يقل عنفاً. الجنرال روس يحاول جاهداً فتح باب الطوارئ لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب انقلاب العربة، بينما كانت بيتي تُهدئ بروس بانر الذي كان يحاول جاهداً كبت غضبه الهادر خوفاً من أن يؤذي بيتي بالتحول غير المنضبط.
"علينا الخروج من هنا،" صرخ الجنرال روس، وهو يلتقط جهاز الاتصال اللاسلكي. "إلى أي وحدة أقرب؟ نحتاج للدعم الفوري! الكابتن دانفرز محاصرة!"
في تلك اللحظة، سمع الثلاثة صوتاً مُخيفاً جداً فوق ضجيج القتال الخارجي.
كان الصوت عبارة عن صوت معدن حاد يمزق الفولاذ المُقوّى، وكأنه يقطع ورقة رقيقة.
توقف الجنرال روس للحظة، وعيناه متسعتان من الرعب. نظر إلى بانر، ووجد بانر ينظر إلى نقطة واحدة على الباب الخلفي للعربة.
في غضون ثوانٍ، ظهر خط أحمر متوهج على الباب الفولاذي السميك، يمتد من الأعلى إلى الأسفل، وكأنه خط قلم حبر أحمر رسمه فنان.
ازداد وهج الخط، ثم انفجر الباب الداخلي بأكمله إلى شظايا معدنية صغيرة، تناثرت في الهواء.
في مدخل الفجوة التي ظهرت، وقف ني يان، مرتدياً ملابسه السوداء الضيقة كظل الليل. في يده اليمنى، أمسك بـ خنجر فضي لامع، كان لا يزال يتصاعد منه دخان وأزيز، دلالة على سرعة وتركيز القطع. كانت عيناه، على الرغم من القناع الذي يرتديه، تحملان تركيزاً شرساً لا يقبل التراجع، مزيجاً من الغضب البارد واليأس.
وجه ني يان خنجره على الفور نحو قيد بانر.
"أنا هنا لإنهاء هذا العبث،" نطق ني يان بصوت خشن ومكتوم، وهو يتقدم خطوة واحدة داخل العربة. "لم آتِ لإنقاذك يا دكتور بانر، بل لأخذ ورقة المساومة الخاصة بك من أيدي هؤلاء العسكريين."
الجنرال روس لم يستوعب المشهد. "من أنت بحق الجحيم؟ لص؟"
رد ني يان ببرود شديد: "أنا اللص الذي سيُحرِّر سلاحكم. ابتعد عن هذا الرجل، أيّها الجنرال. هذه هي ضربة الافتتاح للانتقام."
في لحظة، تحرك ني يان، متفادياً رصاصة أطلقها الجنرال روس بعصبية، واندفع نحو بانر والخنجر يلمع بضوء خافت، يستعد لقطع القيد الفولاذي بثقة عمياء.
في تلك اللحظة بالضبط، سُمع صراخ مروع من الخارج، ليس من كارول، بل من الجنود المتبقين.
كان هذا هو جرس الافتتاح لـ جوني بليز.
اندفع غوست رايدر بدراجته النارية المشتعلة نحو صف الجنود المحاصرين. اشتعلت الأرض تحت عجلات دراجته النارية بنيران الجحيم النقية. وبدلًا من الهجوم بـ "عين الندم" التي لا تعمل على الأبرياء، بدأ بليز بجلد الجنود بسلاسله المشتعلة، التي لم تُحرق أجسادهم، بل ألقت الخوف والندم في أرواحهم، مُشلَّةً حركتهم ومُفقِدةً إياهم الرغبة في القتال.
كانت الفوضى مكتملة. في الأعلى: مونو ونيرو تستنزفان قوة كونية. في الجانب: غوست رايدر يُطهّر ساحة المعركة بالخوف. وفي القلب: ني يان، اللص، يضع خنجره على حلق الجنرال وروس على قيد بانر.
لم يعد لدى الجنرال روس أي دعم، ولم يعد لدى بانر أي مجال للهروب الداخلي.
الخنجر الفضي اصطدم بقيد بانر الفولاذي...
اندفع ني يان نحو القيد الفولاذي، والخنجر الفضي يضيء بحدة فائقة، ثم اهتز المعدن الثقيل للقيد تحت ضغط القطع. على الرغم من أن الخنجر تمكن من شق الفولاذ، إلا أنه لم ينجح في فصل القيد على الفور، مما منح الجنرال روس جزءًا من الثانية للاستجابة.
"أنت لا تعرف ما تفعله!" صرخ روس وهو يحاول الاندفاع نحو مسدسه، لكن ني يان كان أسرع.
ببراعة لص مُتمرس وعنيف،
دفع ني يان الجنرال بركبته، مما ألقاه أرضًا وسط حطام العربة المقلوبة. وفي اللحظة التالية، كان الخنجر قد عاد، وقطع القيد الفولاذي السميك بتحرك دقيق وثانٍ. سقطت الأطواق الثقيلة على الأرض بضجيج معدني، وبات بروس بانر حراً.
في الوقت ذاته، كان الجنود القلائل الذين نجوا من تحطم المروحية الأولى يدركون حجم الكارثة. شاهدوا مونو وهي تتبادل قذائف الطاقة مع كابتن مارفل، بينما نيرو تُطلق أشعة المانا الخارقة لتثبيت الختم. تحرك الجنود المتبقون نحو العربة المقلوبة، مدفوعين ببروتوكولاتهم العسكرية، وحاولوا الرد برشاشاتهم الثقيلة على مصدر الفوضى.
هنا، دخل غوست رايدر (جوني بليز) قلب الحدث.
لم يهاجم الجنود بـ النار الكيميائية العادية، بل بـ نار الجحيم الكونية التي تلتهم الإرادة. عندما رأى جوني بليز الجنود يوجهون أسلحتهم نحو مونو ونيرو، أطلق العنان لسلاسل الندم المشتعلة.
"أنا لست هنا لمعاقبة الأبرياء!" رن صوت جوني بليز، الصادر من جمجمته المشتعلة، كأنه صدى جهنم. "لكنّكم تخدمون الظلم وتتركون أبناءكم يتعرضون للقسوة باسم 'الأمن'! الندم هو ثمن طاعتكم!"
هاجم الجنود جوني بليز، وأطلقوا وابلاً من الرصاص الذي اخترق جسده الناري دون أن يجد شيئاً يضره. حتى أن بعضهم حاول إطلاق قذائف صاروخية صغيرة على دراجته النارية، لكن الدراجة نفسها كانت كياناً من النار الخالصة، وقد امتصت القذائف دون أن تتأثر.
في المقابل، كانت سلاسل جوني بليز المشتعلة تمتد إليهم. لم يجلد السلاسل أجسادهم، بل ضربت الأرض أمامهم لتطلق موجة من حرارة الندم. تراجع الجنود بخوف، فكلما حاولوا إطلاق النار، رأوا في أذهانهم أخطاءهم الماضية، تظهر في وميض مؤلم: جندي يتذكر عجزه عن حماية عائلته، وآخر يرى لحظة خيانته لرفيقه. توقفوا عن القتال، وشُلَّت حركتهم، وبعضهم سقط على ركبتيه يصرخ.
دمر غوست رايدر جميع الجنود المتبقين دون أن يقتل أحداً منهم جسديًا، بل قام بتدمير إرادتهم القتالية. كانت الساحة الآن خالية، ولم يبقَ سوى العربة المقلوبة والجنرال روس في الداخل.
داخل العربة، كان ني يان يوجه خنجره الفضي الحاد نحو حلق الجنرال روس الملقى على الأرض. كان الجنرال يحدق في اللص الشاب بعينين مليئتين بالصدمة والغضب.
"أيها الوغد! لا تجرؤ على..." حاول الجنرال روس أن يتحدث.
"الصمت!" أمر ني يان، وقد اشتد صوته تحت قناعه. "أنتَ يا روس! أنتَ لست أفضل من فيكتور راموس أو ليو تشنغ! أنتَ تستخدم العلم كسلاح، وتُقيِّد الباحثين، وتُدمِّر العائلات باسم 'الأمن القومي'! لقد فقدت أختي بسبب أمثالك. ثمن تحرير بانر هو رأسك!"
كان ني يان على وشك أن يضغط بالخنجر، عندما تدخلت بيتي روس بسرعة فائقة، وهي تضع نفسها بين ني يان ووالدها.
"توقف! أرجوك!" توسلت بيتي، وقد سالت دموعها، ليس خوفًا على نفسها، بل خوفًا من تحول المشهد إلى مذبحة. "هو والدي، ني يان. أنا أعرف من أنت، وماذا فعلوا بأختك. لكن القتل لن يجعلك أفضل منهم. هذا ليس عدلاً. العدالة ليست انتقامًا دمويًا."
تصلب جسد ني يان للحظة. خنجره لم يعد يتصاعد منه الدخان، بل أصبح باردًا وثقيلاً في يده. لقد ذكرته بيتي بشيء لم يرغب في تذكره: أخته لين. أخته التي كانت تتمنى له السلام، وليس العنف.
نظر ني يان إلى بيتي، ثم إلى بانر الذي كان يقف ببطء، يتحسس معصميه المحرّرين. ثم نظر ني يان إلى الجنرال روس، الذي كان يتنفس بصعوبة.
"أنتِ تتوسلين إليّ كي أُظهر الرحمة تجاه رجل لم يُظهر أي رحمة تجاه ابنكِ بانر أو تجاه عائلتي؟" سأل ني يان بصوت يملؤه السخرية المريرة. "أنتِ تطلبين مني أن أتخلى عن حقي في العدالة البسيطة، أيّتها الآنسة روس."
"أنا أطلب منك أن تكون أفضل منه،" أجابت بيتي بحزم، وهي تحدق في عينيه من خلف قناعه. "والدي ارتكب أخطاءً فادحة، وعليه أن يدفع ثمنها أمام القانون أو أمام ضميره، وليس على يد شخص يائس مثلك. إذا قتلته، ستموت روح أختك بداخلك. أرجوك، أطلِق سراح بروس، وكفى."
تنهد ني يان بعمق، وكان التردد يعصر قلبه بين الرغبة في الانتقام، والكلمات المُرَّة الصادقة التي سمعها من بيتي. خفض ني يان الخنجر ببطء، وكأنه يضع ثقلاً هائلاً على الأرض.
"حسناً،" قال ني يان، بقرار حاسم. "أنا لست جلادًا، أيّها الجنرال. عِش، وعِش في عار إخفاقك. هذا الرجل، بانر، سيأتي معي. وإذا حاولت تعقبنا أو إذا تعرضت أختي لأي أذى، أُقسِم بنار الجحيم الذي يقف في الخارج أنني سأعود لانتزاع رأسك بنفسي."
دون أن ينتظر رد الجنرال روس، الذي كان مذهولًا تمامًا ومغطى بالوحل، أشار ني يان إلى بروس بانر. "دكتور بانر، هيا بنا! مونو ونيرو لن تصمدا طويلاً."
أومأ بانر برأسه، وبدا على وجهه مزيج من الامتنان والأسف. ألقى نظرة أخيرة على بيتي، ثم تحرك بسرعة مع ني يان نحو فتحة العربة الممزقة، تاركين الجنرال روس وبيتي في حالة من الصدمة العارمة داخل الحصن المدمر، بينما كانت أصوات الانفجارات الكونية لا تزال تهز الساحل.
خرج ني يان وبروس بانر من العربة ليجدوا غوست رايدر واقفاً في انتظارهم، تحيط به هالة من الجنود المشلولين بالندم. أشار ني يان إلى غوست رايدر بالانطلاق، وقام بانر بتسلق الدراجة النارية الملتهبة خلف جوني بليز.
انطلقت دراجة غوست رايدر النارية المشتعلة، تحمل بانر وني يان بعيدًا عن الفوضى. في الخلف، كانت مونو ونيرو لا تزالان تقاتلان كابتن مارفل على الساحل، معركةٌ من النيران الكونية والسحر المحظور، كسبتا فيها وقتاً ثميناً بدمائهما وطاقتهما الحيوية.