كان الهواء فوق الطريق السريع المنهار ثقيلاً برائحة الأوزون والبارود. كانت الأرض في حالة يرثى لها، مُحفَّرة بفعل طاقة المانا، ومشتعلة في الأماكن التي لامستها فيها القذائف الذهبية. في قلب هذه الفوضى، وقفت كارول دانفرز (كابتن مارفل)، مُحاطة بهالة من الضوء النجمي الساطع الذي كان ينبض باستمرار، كالشمس المُصغَّرة التي ترفض أن تخبو.
"ما زلتما تقاومان؟" صوتها كان هادئًا، لكنه يحمل ثقل القوة الكونية التي لا تُقهر. "لقد أهنأتكما بالفعل على شجاعتكما. لكن هذا يزداد إرهاقًا لي، كما أنه بلا طائل لكما. لقد انتهت مهمتكما. لقد هرب أسراكما. ليس ثمة ما تكسبانه ببقائكما هنا."
نيرو، ذات الشعر الأسود القصير والعينين الحمراوين، كانت تقف على بعد أمتار قليلة. كانت ترتدي فستانها الأسود القصير، الذي ظهرت عليه بعض التمزقات الطفيفة في أطرافه السفلية، بينما كانت تتدفق خطوط من الدم على جبهتها. كانت تتنفس ببطء وعمق، تحاول استعادة السيطرة على نبض المانا في جسدها. لقد استنزفت الأختام التي وضعتها على العربة المقلوبة وعلى كارول معظم طاقتها. كل ما تبقى لها الآن هو القليل من طاقة الختم.
"قد تكون مهمتنا قد انتهت في التحرير،" قالت نيرو، وكلماتها كانت تخرج بصعوبة، "لكن مهمتنا في حماية رفاقنا لم تنتهِ بعد. لن نترك هذا المكان إلا بعد أن نضمن أنهم بعيدون بما فيه الكفاية."
ضحكت كارول بهدوء، ضحكة خالية من السخرية، لكنها مليئة بالشفقة: "الموت؟ ما أسهل ما تقولونه، لكنه أصعب ما تفعلونه أمامي. أنتِ، بخاصة، تمتلكين قوة كامنة هائلة، يا نيرو. لماذا تهدرينها على غايات يائسة؟"
قبل أن تتمكن نيرو من الرد، اندفعت الطفلة مونو، ذات الشعر الأسود القصير، والتي ترتدي معطف المطر الأصفر الذي لم يتمزق، نحو كارول. كانت مونو مغطاة بالوهج الذهبي الباهت الذي كان يُميز هجومها، وعيناها تشتعلان بغضب هائل.
"توقفي عن الكلام!" صاحت مونو، ويديها ممدودتان إلى الأمام. "لن تستطيعي فهم الرابط الذي يجمعنا. نحن لسنا عبيدًا، نحن عائلة! والموت في سبيل العائلة هو الشرف بعينه!"
أطلقت مونو وابلًا من الكرات الذهبية المتفجرة. كانت تنطلق بسرعة تفوق الصوت، وتترك خلفها مسارات من الدخان الذهبي المُتوهج.
واجهت كارول هذا الهجوم ببرود مُطلق. لم تتحرك قدمًا واحدة. اكتفت بمد يدها، وأطلقت شعاعًا كونيًا ضخمًا، بلون أصفر ناصع، اصطدم بوابل الكرات الذهبية. تحول التصادم إلى سلسلة متواصلة من الانفجارات المدوية التي أضاءت السماء الداكنة. كان كل اصطدام يُنهي وجود كرة ذهبية، لكن شعاع كارول كان ثابتًا وقوته تتجدد على الفور.
"المانا الخاصة بكِ ممتازة،" قالت كارول، مُخفضة يدها ببطء، "لكنها مجرد طاقة سحرية. طاقتي هي طاقة كونية، مستمدة من مصدر لا نهائي."
كانت مونو تلهث بصعوبة، تتراجع في الجو. لقد استنزفها هذا الهجوم.
في تلك اللحظة، استغلت نيرو التراجع المؤقت لمونو. اندفعت نيرو نحو كارول بسرعة جسدية هائلة، متخلية عن كل التحفظات. لم تستخدم نيرو أي سحر، بل اعتمدت على سرعتها وخبرتها القتالية، محاولة الوصول إلى مسافة تسمح لها بتفعيل ختم مُركّز.
"هذا لكِ!" صرخت نيرو، مُسددة لكمة دقيقة ومُركَّزة نحو كتف كارول الأيمن. كانت محاولة يائسة، لكنها ضرورية لشراء الوقت.
تلقّت كارول اللكمة دون أن تحاول تفاديها. انبعث صوت اصطدام مكتوم وعميق، لكن جسد كارول لم يتزحزح قيد أنملة. شعرت نيرو بألم حاد في ذراعها، وكأنها ضربت جدارًا من الفولاذ.
"قوة جسدية معدومة،" علقت كارول، مُخفضة رأسها لتنظر إلى نيرو بعينين هادئتين.
رفعت كارول يدها ببطء، وشكلت قبضة صغيرة. لم تطلق كارول هجومًا، بل أطلقت قوة ضغط فيزيائي خفيفة ناتجة عن تحريك الهواء بقوة هائلة.
تلقّت نيرو الضربة في صدرها. شعرت وكأن شاحنة سريعة اصطدمت بها. طارت نيرو في الهواء، ثم تحطمت على الطريق الإسمنتي، تاركة حفرة صغيرة. بقيت نيرو مُلقاة على الأرض، تحاول التقاط أنفاسها، وعيناها تحدقان في كارول. لقد فشلت في الاقتراب لتركيب أي ختم.
رأت مونو المشهد، فزادت حدة غضبها. كان الخوف يختلط بالغضب الآن.
"لن أسمح لكِ بإيذائها!" زمجرت مونو، مُحلقة أعلى في الجو لزيادة الزخم.
استدارت كارول ببطء نحو مونو، وكانت هالة الضوء حولها تزداد سطوعًا. "كل محاولاتك فاشلة، يا مونو. أنتِ ونيرو مُرهقتان بالفعل. لن تستطيعا إحداث خدش واحد في درعي الكوني."
"ربما لا أستطيع إحداث خدش،" قالت مونو، مُركِّزة كل ما تبقى من مانا ذهبية في يديها. لم تصنع كرات متفجرة؛ بل ركزت كل شيء في شعاع ذهبي واحد، ضخم وسميك. "لكنني أستطيع التأخير!"
اندفع الشعاع الذهبي بحدة وقوة، مُحدثًا صوت صفير حاد في الهواء. واجهته كارول مرة أخرى بذراع واحدة، لكن هذه المرة، اختارت أن تطلق ومضة كونية قصيرة ومركزة بدلاً من الشعاع المستمر.
اصطدمت الومضة بالشعاع الذهبي. كان تأثير الاصطدام مدمرًا ومذهلاً. تبخر الشعاع الذهبي تمامًا في الهواء، مُخلفًا وراءه غازًا متأينًا ورائحة كبريت.
والأسوأ من ذلك، أن الومضة الكونية لم تتوقف. لقد اخترقت شعاع مونو، واستمرت في طريقها نحوها.
"احذري!" صرخت نيرو بصوت عالٍ من الأسفل، وهي تحاول أن تقف.
حاولت مونو تفادي الومضة، لكنها كانت سريعة جداً. أصابتها الومضة في كتفها الأيمن. لم تُخترق مونو بالكامل، لكن قوة الومضة كانت كافية لتمزيق الرداء الأصفر وحرق جلدها. صرخت مونو من الألم، وتوقف طيرانها فجأة. بدأت تسقط نحو الأرض بسرعة، جسدها يخونها.
رغم إصاباتها وذراعها المُرتجفة، نجحت نيرو في القفز وتلقت جسد مونو الساقط. تحطمت الفتاتان على الطريق، لكن جسد نيرو كان بمثابة وسادة لمونو.
بقيت نيرو تحتضن مونو، تحاول حمايتها من أي هجوم لاحق. كانت أنفاسها قصيرة ومتقطعة.
"لماذا..." تمتمت مونو، والألم يعصرها، "لماذا لم نهرب؟"
أجابت نيرو بهدوء مُتناهٍ، وهي لا تزال تحدق في كارول الواقفة بثبات: "قلت لكِ، لن أترك هذا المكان حتى نضمن نجاتهم. الوقت الذي استغرقناه هنا، مهما كان مؤلمًا، هو الوقت الذي كسبه بليك وني يان وبروس بانر."
تقدمت كارول نحو الفتاتين ببطء، خطواتها موزونة وهادئة. كانت تنظر إليهما بأسف عميق.
"انظرا إليكما. أنتِ، يا مونو، فقدتِ معظم قوتكِ الذهبية وأصبتِ بجرح بليغ. وأنتِ، يا نيرو، تكاد عظامكِ تتفتت من الداخل. لقد انتهى القتال. لقد انتصرتُ."
توقفت كارول فوقهما مباشرة. كان الضوء المنبعث منها قويًا لدرجة أنه كان يُشكل ظلالًا واضحة ومُخيفة على وجهي الفتاتين.
"سأُنهي هذا الآن،" قالت كارول، بنبرة حاسمة. "سأُبطل قواكما، وأُعيدكما إلى القاعدة العسكرية. لا يوجد مزيد من النقاش."
رفعت كارول يدها، وبدأت شحنة هائلة من الطاقة الكونية تتجمع في كفها. كان الأمر يبدو وكأنها تستعد لإطلاق ضربة قاضية تنهي وجودهما في هذه الجبهة إلى الأبد.
في تلك اللحظة الحرجة، تمكنت نيرو من حشد آخر ما لديها من تركيز. لم يكن لديها طاقة هجوم، ولا قوة دفاع جسدية. كل ما لديها هو سحر الختم.
غمغمت نيرو بصوت خافت، وهي تضغط على جرحها: "الختم الثامن... ختم الوهن المؤقت."
أطلقت نيرو موجة ضعيفة، لكنها مُركزة للغاية، من المانا الحمراء التي تشكلت على شكل حروف ورموز سحرية دقيقة. تحرك الختم بسرعة نحو كارول، مُستهدفًا التوقيع الطاقي لهالتها الكونية.
كان الختم ضعيفًا جدًا بسبب استنزاف نيرو، لكنه كان كافيًا للتسلل إلى المجال الطاقي الخارجي لكارول.
لم تدرك كارول ما حدث حتى فوات الأوان. عندما أتمت نيرو عبارتها، اخترق الختم هالة كارول الكونية. لم يُوقفها، لكنه أبطأ شحن طاقتها لثانية واحدة فقط.
تلك الثانية كانت الفاصل بين الموت والنجاة.
"ماذا فعلتِ؟" صاحت كارول، والدهشة والغضب يخنقان صوتها. كانت شحنة الطاقة في يدها تتضاءل فجأة.
استغلت مونو اللحظة. "نيرو! الآن!"
على الرغم من الألم والجرح، دفعت مونو نيرو بعيدًا عن طريق الضربة القادمة، ثم استخدمت آخر ما تبقى لديها من مانا (بقية بسيطة من المانا الشافية التي لم تستخدمها) لتغطية جسدها و جسد نيرو بغلاف ذهبي سميك لكنه هش.
في تلك اللحظة، استعادت كارول السيطرة، وأطلقت الطاقة المشحونة. لم تكن الضربة قوية كما أرادت، لكنها كانت لا تزال ضخمة.
اصطدم هجوم كارول الكوني بالغلاف الذهبي الهش. انبعث صوت انفجار مدوي. تحطم الغلاف الذهبي فورًا، لكنه استهلك جزءًا ضئيلاً من قوة الضربة.
انفجرت بقية الطاقة الكونية، مُلقية بمونو ونيرو بعيدًا كقطعتي قماش باليتين. سقطتا على الأرض على بعد أمتار، مُغطاتان بالأتربة والجروح. لكنهما، بأعجوبة، بقيتا على قيد الحياة. لقد نجحتا في النجاة من الضربة القاضية.
توقفت كارول، تنظر إلى موقع السقوط بذهول. كان وجهها خالياً من التعب، لكن كانت عيناها تُظهران غضباً بارداً. لقد سُمح لهما بالنجاة، ليس بسبب قوتهما، بل بسبب استخدام نيرو الذكي لآخر قطرة من سحر الختم.
"لا يمكن..." تمتمت كارول، "لم يُسمح لهن بالنجاة."
وبينما كانت كارول تستعد لتوجيه ضربة أخرى، أو الاقتراب لإنهاء المقاومة، لم يكن هناك المزيد من الأصوات أو الضحكات أو الصراخ.
لقد انتهى الأمر.
في تلك اللحظة، لم يكن هناك صوت سوى تكتكة الشرر المنبعث من بقايا الانفجار الكوني الأخير. كانت نيرو مُلقاة على الأرض، جسدها متشنج قليلاً، ومانا الختم فيها قد تبددت بالكامل، لكنها كانت تتنفس. كانت مونو تنهض ببطء، كتفها الأيمن ينزف بغزارة تحت بقايا الرداء الأصفر الممزق جزئياً. كانت عينها تلمع بغضب حارق، لكنها غضب يائس.
وقفت كارول دانفرز على بعد عشرة أمتار، تبدو خالية من أي إصابة، لكن ملامحها عكست نفاذ الصبر. لقد أدركت أن هاتين الفتاتين ترفضان الاستسلام بطريقة عنيدة ومُستفزة لقوتها الكونية.
"ألا تفهمان؟" قالت كارول، وصوتها يرتفع لأول مرة قليلاً. "لقد استنفدت طاقتكما. لقد نجوتما بمعجزة من ضربة كان يجب أن تُبخركما. إذا لم تستسلما الآن، سأضطر لاستخدام قوة لن تترك وراءها شيئًا لدفنه."
لم ترد مونو بالكلمات، بل بالانحناء نحو نيرو المُلقاة. كان على مونو أن تتأكد من أن رفيقتها بخير، وأن التضحية لم تذهب سدى. لم تكن تضحية بالمعنى الدرامي، بل مجرد تكتيك شراء وقت قاتل نفذته نيرو ببراعة.
"نيرو..." تمتمت مونو، محاولة جس نبضها.
أجابت نيرو بصوت متعب بالكاد سُمع: "اذهبي... يجب أن... تشتتيها... أكثر. لقد... كسبنا... ما يكفي... من الوقت..."
أدركت مونو أن نيرو لم تعد قادرة على الحركة. كانت نيرو لا تزال تفكر في هدف الهروب، وليس في خلاصها الشخصي. هذا الإدراك أشعل شيئًا أخيرًا في روح مونو المتعبة.
"لن أذهب،" همست مونو لنفسها، ثم رفعت رأسها لتواجه كارول، التي كانت تبدأ في شحن طاقتها مرة أخرى. "لم ينتهِ القتال بعد."
تراجعت كارول خطوة، الدهشة تعود إلى عينيها. "وماذا بقي لديكِ، أيتها الطفلة؟ لقد أطلقتِ آخر قطرة مانا هجومية في جسدكِ. هل تنتظرين مني أن أشفق عليكِ؟"
في تلك اللحظة، لم تعد مونو تفكر بالمانا أو القوة الجسدية. كانت تفكر في شيء آخر، شيء تعلمت التعامل معه في تدريباتها السابقة مع بليك: القوة الروحية المُتجسدة.
أغمضت مونو عينيها للحظة، وركزت. لم تركز على المانا في جسدها، بل على الروح الصغرى التي تعرفها، الكيان الذي تعايشت معه منذ تدريباتها الأولى.
"أيها الروح الصغرى... يا ويش..." نادت مونو بصوت خافت، لكنه مليء بالإرادة.
بدأت الأرض حول مونو ترتجف بهدوء. لم يكن اهتزازًا فيزيائيًا، بل اهتزازًا في كثافة المانا. من الهواء المضاء بالضوء النجمي لكارول، بدأت مادة أثيرية تتشكل وتتكثف ببطء.
ظهر ويش. لم يظهر ككرة نور صغيرة كما كان في البداية، بل تجسد كشعلة نارية متحركة وخطيرة، لكن هذه المرة، كانت النيران المحيطة به تميل إلى اللون الأزرق النقي، مما يدل على كثافة روحية هائلة. كان ويش يُشبه تنينًا صغيراً من النار النقية، لكنه كان مصنوعًا من الروح والمانا المتكثفة.
نظرت كارول إلى الكيان الجديد بفضول وحذر. "ما هذا؟ هل هو كائن مُستدعى؟"
"هذا هو ويش،" قالت مونو، ووجها شاحب، لكن صوتها كان ثابتًا. "إنه تجسيد لروحي وطاقتي. وهو ليس سحرًا... إنه جوهر وجودي."
تجسد ويش بالكامل، وبمجرد أن أدرك الخطر الموجه نحو مونو، أطلق صرخة روحية حادة ومختلفة عن أي صوت سمعته كارول من قبل. اندفع ويش نحو كارول بسرعة جنونية، متحولاً إلى كرة من النيران الزرقاء النقية.
لم تتردد كارول. رفعت يدها، ووجهت شعاعًا كونيًا ضخمًا نحو ويش.
اصطدم الشعاع الكوني بويش. كان الأمر مختلفًا هذه المرة. لم ينفجر ويش، بل امتص الشعاع الكوني لجزء من الثانية. ثم، زاد حجم ويش، وتوهجت نيرانه الزرقاء بشكل أكبر.
"ماذا؟!" قالت كارول، والدهشة الحقيقية تظهر على ملامحها. "إنه يمتص طاقتي؟"
ردت مونو، والجهد ظاهر عليها للحفاظ على تجسد ويش: "نعم! ويش لا يهزم بالطاقة المباشرة. إنه كائن روحي. كلما ضربته، زادت طاقته الروحية اشتعالًا."
كان ويش الآن عملاقًا نسبياً، بحجم شاحنة صغيرة، ويُحلق بتهور حول كارول، مُطلقًا كرات نارية زرقاء نقية. كانت هذه الكرات النارية، رغم صغرها، تستهدف نقاط ضعف في درع كارول الكوني.
اضطرت كارول إلى الدفاع. بدأت في إطلاق ومضات قصيرة ومتتالية لردع ويش. كانت كل ومضة تضرب الكيان الناري، تقلص حجمه قليلاً، لكنه كان يعود للتجدد فورًا بفضل الإرادة الهائلة لمونو، وبسبب أن طاقة كارول نفسها كانت تغذيه بطريقة غير مباشرة.
"هذا لا يُحتمل!" زمجرت كارول. "إنه كابوس لوجستي! كيف يمكن أن أهزم كيانًا يتغذى على طاقته المضادة؟"
"لن تفهمي!" صرخت مونو، مُحاولة استغلال انشغال كارول. كانت تُركز كل إرادتها في ويش، وتضخ فيه ما تبقى من مانا ذهبية كوقود أخير.
دار قتال محموم ومذهل بين القوة الكونية المطلقة والروح الناري المُتجسد. كان ويش يتحرك ببراعة، يتجنب الضربات الكبرى، ويُركز هجماته الزرقاء على نقاط مُحددة في درع كارول.
شعرت كارول بالإحباط. لم تستطع إيذاء هذا الكيان بشكل دائم. لقد كان يُشبه مطرقة مصنوعة من الريش؛ لا يسبب ضررًا كبيرًا، لكنه مزعج ومُستهلِك للطاقة.
قررت كارول إنهاء الأمر بطريقتها الخاصة.
"حسناً، يا مونو، إذا كان هذا الكيان روحيًا... فسأستخدم قوة تتجاوز الوجود الروحي والمادي معًا!"
توقفت كارول عن إطلاق الومضات. أغمضت عينيها، وبدأت هالتها النجمية تزداد كثافة. هذه المرة، لم تكن مجرد شحن للطاقة؛ كانت تحولًا كاملاً. تحول جسد كارول إلى كتلة من الطاقة النجمية الخالصة، وكانت تردد: "الوضع الثنائي: طاقة نجمية نقية."
عندما فتحت كارول عينيها، لم تعد فيهما نظرة بشرية. لقد أصبحتا نقيًا من الضوء الأبيض المُطلق.
"الآن، سأُلغي وجودكِ!" قالت كارول، وصوتها يُشبه دوي النجوم المنفجرة.
مدت كارول يدها نحو ويش. لم تُطلق شعاعًا، بل أطلقت موجة من الضوء الأبيض النقي المُركَّز. لم تكن الموجة طاقة حارقة، بل كانت قوة إبطال الوجود.
اصطدمت الموجة بويش.
صرخ ويش صرخة روحية أخيرة، مسموعة بشكل غريب عبر الفراغ. لم يستطع الروح الناري المقاومة. بدلاً من التجدد أو الامتصاص، بدأ ويش في الاضمحلال. تحولت نيرانه الزرقاء إلى رماد أسود، ثم تلاشت تمامًا.
في غضون ثانية واحدة، تم إلغاء وجود ويش من العالم. لم يبق منه شيء.
شعرت مونو بالصدمة الروحية. وكأن جزءًا من روحها قد اقتُطع. سقطت مونو على ركبتيها، وعيناها تحدقان في المكان الذي كان فيه ويش قبل لحظة. كانت الآن وحيدة تمامًا.
"انتهى الأمر،" قالت كارول، وعادت إلى شكلها البشري، لكنها ظلت مُحاطة بهالة نجمية ضخمة. "لا يمكن هزيمة طاقة نجمية نقية بقوة روحية صغرى. كان قتالكِ الأخير بلا فائدة، يا مونو."
في تلك اللحظة، كانت مونو قد فقدت الوعي. سقطت على الأرض بجانب نيرو، جسدها متشنج قليلاً، واهنة تماماً.
نظر كارول إليهما، واقتربت خطوة. لقد انتهت المقاومة.
وهنا، في اللحظة التي كانت كارول على وشك أن ترفع يدها لتقييد الفتاتين
كانت مونو ونيرو مُلقاتين على الطريق المنهار، أجسادهما مغطاة بالتراب والنزيف، تبدوان وكأنهما لا حول لهما ولا قوة. وقفت كارول دانفرز فوقهما مباشرة، وهالتها النجمية تضيء المشهد باللون الأصفر القوي. لقد بدا النصر حاسماً، والمقاومة قد خمدت تماماً.
"لقد انتهى كل شيء،" قالت كارول بنبرة باردة ونهائية، ورفعت يدها لتشحن طاقة مُقيدة، ليست قاتلة، بل كافية لشل حركتهما بشكل دائم. "لقد أثبتما ولاءكما، وهذا يُحسب لكما. لكن الآن يجب أن تدفعا ثمن تمرُدكما."
وبينما كانت يد كارول على وشك أن تطلق الحزمة المُقيدة، حدث ما لم تتوقعه.
تحركتا.
في لحظة خاطفة، عندما كانت كارول مُقتنعة تمامًا بأنهما فاقدتا الوعي، قفزت نيرو، التي كانت مُلقاة وكأنها جثة، قفزة هائلة مستخدمة آخر قوة جسدية لديها. كانت قفزة مدفوعة بالأدرينالين النقي وتكتيك مدروس. لقد كانت نيرو تنتظر تلك اللحظة بالضبط، اللحظة التي تتأكد فيها كارول من انتهاء القتال وتُخفض فيها حذرها ولو لجزء من الثانية.
"ختم... الالتصاق!" صاحت نيرو بصوت أجش، وهي لا تزال في الهواء.
كان سحر الختم هو آخر ما تبقى لديها، وقد استغلت التظاهر بالإغماء لتركيز طاقة كافية لختم أخير وضعيف. أطلقت نيرو شبكة من المانا الحمراء الشفافة، بالكاد مرئية، التي تشكلت على هيئة رموز سحرية ضخمة. لم تكن هذه الشبكة تهدف إلى التقييد بالكامل، بل إلى الالتصاق المؤقت.
في الوقت ذاته، نهضت مونو فجأة. لم تكن مونو مُغمى عليها؛ لقد كانت تتظاهر بفقدان الوعي بعد تدمير ويش، مُعتمدة على الصدمة الروحية الظاهرة لتغطية خدعتها.
"المانا الذهبية... دفاع!" صرخت مونو، مُستغلة الوهن اللحظي في تركيز كارول بسبب هجوم الختم غير المتوقع.
لم يكن لدى مونو ما يكفي من المانا لإطلاق كرات متفجرة أو شعاع قوي. لذلك، ركزت كل طاقتها المتبقية في تغطية جسدها وطريق هربها بغلاف ذهبي سميك وثقيل، لا يقاوم، لكنه يبطئ أي حركة.
نجحت شبكة الختم الحمراء الضعيفة في الالتصاق بكارول للحظة. لم تُقيدها، بل تسببت في أن تلتصق ملابسها بذراعيها وجذعها بشكل بسيط وغير مريح.
تجمَّدت كارول للحظة، غير مصدقة أن هاتين الفتاتين المُنهكتين استطاعتا خداعها.
"خدعة؟" همست كارول، والغضب يتصاعد داخلها. "تجرؤان على خداعي؟"
وباستخدام قوة جسدية خالصة، مزَّقت كارول شبكة الختم الحمراء بسهولة. تبدد الختم على الفور. لكن الثواني الثمينة كانت قد مُررت.
"اذهبي!" صرخت مونو لنيرو، وهي تدفعها نحو الغلاف الذهبي الذي وضعته على الأرض.
بدأت الفتاتان في الركض عبر الغلاف الذهبي الثقيل، والذي كان بالكاد يمنحهما أي سرعة، لكنه كان يمنحهما بعض الحماية الهشة.
اندفعت كارول خلفهما، وهي الآن غاضبة بالفعل. "لن تذهبا إلى أي مكان!"
أطلقت كارول شعاعاً كونياً عريضاً لم يكن موجهاً للقتل، بل لإحداث صدمة قوية. ضرب الشعاع الأرض خلف الفتاتين مباشرة. تسبب الانفجار في تدمير جزء كبير من الطريق المنهار، وأرسل موجة ضغط هائلة أطاحت بالفتاتين، رغم الغلاف الذهبي الواهن.
تحطمت مونو ونيرو مرة أخرى على الأرض، قريباً جداً من حافة الطريق المنهار.
تقدمت كارول نحوها ببطء، وكانت هالتها النجمية تشتعل بقوة غير مسبوقة. "لقد خسرتم محاولتكم الأخيرة. والآن، يجب أن تتقبلا العواقب."
في اللحظة التي كانت فيها كارول على وشك أن تطلق رصاصة النهاية، حدث شيء غير متوقع.
جاء من جهة الغابة المظلمة، صوت هدير مُرعب يشبه زئير ألف حيوان مُحتضر، تلاه صوت مُحرك دراجة نارية يمزق الصمت.
أوقف هذا الصوت كارول عن الحركة. نظرت بحدة نحو مصدر الصوت.
انطلق كيان من الظلام، مُحاطاً بالنار التي لم تكن تحرق شيئاً، يركب دراجة نارية ضخمة بدت وكأنها خُلقت من الهيكل العظمي والمعادن المُتآكلة. كانت النار تلتف حوله، وتُضيء جمجمته المشتعلة باللون البرتقالي المُخيف.
كان غوست رايدر.
توقف رايدر بين كارول والفتاتين المُلقاتين. كانت النار تنبعث من كل جزء من جسده ودراجته، لكنها لم تكن تشعل الطريق الأسفل منه. كانت هذه النار كياناً روحياً مختلفاً تماماً عن ويش.
"ابعدي،" قال رايدر بصوت عميق ورخيم، وصوته يتردد وكأنه قادم من باطن الأرض. "هؤلاء الفتاتان ليستا لكِ."
نظرت كارول إلى رايدر بملامح مُنقبضة. "يا للغرابة، أيها الكيان الناري. لقد ظننت أنك قد هربت مع ذلك الرجل الأخضر الهارب. ما هذا الهراء؟"
"ما تظنينه وما أفكر فيه شيئان مُختلفان،" رد رايدر. كانت عيناه، أو بالأحرى الثقبان المشتعلان بالنار في جمجمته، تحدقان بكارول مباشرة. "لدي حسابات أخرى يجب تسويتها في هذه المنطقة، وأنتِ تقفين في طريقي الآن. اذهبي."
"لن أذهب،" قالت كارول، مُشبعة هالتها بطاقة أكبر. "أنتَ لستَ من يُصدر الأوامر لي. ومهما كنتَ قويًا، فأنا أمتلك القوة الكونية. لن تستطيع هزيمتي، وستواجه نفس مصير الفتاتين."
ضحك رايدر ضحكة عميقة ومُرعبة. كانت ضحكة خالية من الفكاهة، مليئة بالشر المطلق.
في تلك اللحظة، تحركت عينا رايدر بعيداً عن كارول، ونظر إلى اتجاه الطريق المنهار حيث كان هناك ظل لشاحنة صغيرة تبتعد مسرعة في الأفق، تحمل على متنها ني يان وبروس بانر.
"انظرا إليّ،" قال رايدر بصوت مُرتفع، مُوجهاً كلامه إلى الشاحنة البعيدة. "أهربا بعيداً. سوف أشغلها. لا تنظرا خلفكما أبداً."
كانت كلمات رايدر بمثابة تضحية حاسمة. لقد كان يُعلن عن نيته في التدخل لضمان هروب المتحالفين.
ازداد غضب كارول. "إذاً هذا هو الأمر! أنتَ لست هنا لقتالي، بل لضمان هروبهما. لن أسمح لك بذلك!"
اندفعت كارول نحو رايدر. لم تُطلق شعاعًا؛ بل حولت جسدها إلى صاروخ كوني مُركز، ووجهت لكمة قاضية نحو صدر غوست رايدر.
لم يتحرك رايدر. استقبل الهجوم.
اصطدمت كارول بصدر رايدر. انبعث صوت اصطدام ضخم، صوت يشبه تحطم جبلين. تسببت اللكمة في إطلاق موجة صدمية نجمية هائلة حطمت ما تبقى من الطريق الإسمنتي، وأرسلت مونو ونيرو المُغمى عليهما تقريباً إلى حافة الهاوية.
على الرغم من القوة المذهلة للكمة، لم ينكسر جسد رايدر. كان جسده الناري يحترق بقوة أكبر للحظة، لكنه صمد.
"أنتِ قوية،" قال رايدر، ودخان كثيف ينبعث من حوله.
"أنا قوية لدرجة أنني أستطيع أن أُنهيكَ الآن!" ردت كارول.
رفعت كارول يدها. لم تعد هناك مساومة. لقد كانت تنوي تدمير هذا الكيان الناري على الفور.
"انفجار كوني حاد!"
أطلقت كارول شعاعاً ضخماً، مُركزاً لدرجة لا تُصدق، باللون الأبيض الساطع، موجهاً إلى صدر رايدر.
لم يستطع رايدر الصمود أمام هذه القوة النجمية المركزة. واخترق الشعاع جسده الناري.
"آآآه!" أطلق رايدر صرخة مؤلمة مُخيفة.
لم ينتهِ رايدر، لكن قوة الضربة كانت هائلة. رفعته من الأرض، وأرسلته في مسار مُتوهج عبر سماء الليل. لم يسقط رايدر قريباً؛ بل اخترق الأفق، لدرجة أن نيران جمجمته بدت كأنها نجم مُنطلق نحو الغرب.
قذفته كارول إلى البعيد الآخر من المدينة.
وقفت كارول، تستعيد أنفاسها، ونظرت نحو الطريق الذي اختفى فيه رايدر. كانت هالتها قد استنزفت قليلاً من الضربة.
"كيان مُزعج،" تمتمت كارول.
استدارت كارول نحو الفتاتين المُلقاتين، مونو ونيرو. لم يكن هناك المزيد من المقاومة. لقد انتهى القتال فعلاً. لقد نجح ني يان وبروس بانر في الهرب، لكن الثمن كان سقوط مونو ونيرو، وتدخل غوست رايدر الذي هُزم بضربة واحدة.
بعد أن أرسلت كارول دانفرز غوست رايدر ليطير عبر الأفق، عادت عيناها لتركز على الهدف الأصلي. كانت القوة الكونية التي تحيط بها ما تزال تنبض بعنف، تعكس غضبها من إضاعة الوقت بسبب كيان غير متوقع.
تقدمت كارول نحو مونو ونيرو، اللتين كانتا مُلقاتين قرب حافة الهاوية التي تسبب فيها انفجارها الأخير. كانتا مُتعبتين، مُصابتين، لكنهما لم تكونا ميتتين. كانت كارول مُستعدة لإنهاء الأمر الآن وبشكل نهائي.
"المقاومة الأخيرة كانت تكتيكاً جيداً،" قالت كارول، بنبرة خالية من العواطف. "لكن انتهى الأمر. لقد ذهب حليفاكما، وها قد ذهب مُلهيكما الجديد. لم يبقَ لكما شيء لتكسباه هنا."
بدأت كارول تشحن طاقتها لتقييدهما. لكن هذه المرة، كانت ستستخدم قوة أكبر لضمان عدم وجود أي مقاومة أخرى، حتى لو تطلب الأمر شل قواهما بشكل مؤقت ومؤلم.
وبينما كانت كارول على وشك إطلاق حزمتها المقيدة، حدث ما لم تتوقعه للمرة الثالثة.
بدلاً من البقاء ساكنتين، بدأت نيرو ومونو في الحركة. لم تكن حركة سريعة أو قفزاً يائساً، بل كانت حركة بطيئة ومؤلمة تدل على إرادة تتجاوز الألم الجسدي.
ساعدت نيرو، التي بدت أكثر تحملاً للألم الجسدي على الرغم من استنزافها لمانا الختم، مونو على الوقوف. تكئتا على بعضهما البعض، كان جسد نيرو الهزيل بمثابة دعم لمونو، التي كان كتفها الأيمن ينزف بغزارة.
وقفتا معاً، مونو ونيرو، متكئتين على بعضهما البعض، كتلة من الإصرار المُتعب.
نظرت إليهما كارول في صمت لعدة ثوانٍ. لقد توقفت عن شحن طاقتها، والدهشة تحولت إلى شيء آخر في عينيها.
"ماذا تفعلان؟" سألت كارول، وصوتها يُعبّر عن ارتباك حقيقي. "لم تعد لديكما أي طاقة للمقاومة. جسداكما يصرخان بالاستسلام. ما زالتا تقاومان، لماذا؟"
ردت نيرو بصوت أجش، لكنه ثابت كالصخر: "الاستسلام... ليس... خياراً مطروحاً على طاولتنا."
ثم تحدثت مونو، ووجهها مُتجهّم، وعيناها تلمعان بغضب مُتجدد: "طالما أننا... نتنفس، نحن نُقاوم. لقد كسبنا الوقت لرفاقنا. مهمتنا... لم تنتهِ إلا إذا توقف نبضنا. وإلى أن يحدث ذلك... نحن نرفض الاستسلام."
كانت هذه العبارات بسيطة، لكن ثقل الإرادة الكامن فيها كان هائلاً. لقد كانت هذه الإرادة أكثر قوة وتأثيراً من أي شعاع ذهبي أو ختم سحري. لقد كانت قوة الإيمان بشيء يتجاوز الذات.
نظرت كارول إليهما طويلاً. في تلك اللحظة، لم تعد كارول ترى أمامهما مجرد فتاتين مُتسللتين يجب إخضاعهما. بل رأت خصمين.
تلاشت الهالة القوية من حول كارول تدريجياً، وعادت إلى وضعها الطبيعي، وإن كانت لا تزال قوية.
"هل تتوقعان مني أن أصفق لكما على هذا العناد الفارغ؟" سألت كارول، لكن نبرتها لم تكن ساخرة.
"لا نتوقع شيئاً،" أجابت نيرو. "نحن نفعل ما يجب علينا فعله. لا يهم إن أعجبتكِ مقاومتنا أم لم تُعجبكِ."
ابتسمت كارول ابتسامة نادرة، ابتسامة باردة لكنها صادقة. رفعت يدها، لكن هذه المرة لم تطلق طاقة، بل خفضت يدها ببطء، وكأنها تستسلم لواقع جديد.
"مدهش،" قالت كارول، وصوتها يحمل نبرة مدح واضحة. "لقد قاتلتما ضد كوني، وضد كيان ناري، وضدي، بينما جسداكما ينهار تدريجياً. لقد استنزفتما نفسيكما بالكامل. ومع ذلك، أنتما تقفان الآن، رافضتين السقوط."
تنهدت كارول، ثم تابعت بجدية لم تظهر بها من قبل في هذا الفصل: "لقد كنت أنظر إليكما كتهديدات يجب إخضاعها بسرعة. وكنت أستخدم ضدهما الحد الأدنى من القوة الضرورية. كنت أرى فيكما مجرد طاقة سحرية يجب إيقافها. لكن... لقد أثبتما لي أنكما لستما مجرد طاقة. أنتما إرادة حقيقية."
نظرت كارول إلى مونو ونيرو، اللتين كانتا لا تزالان تتكئان على بعضهما البعض، رافضتين حتى التمايل.
"لذا، هذا سيتغير الآن،" أعلنت كارول.
حدقت الفتاتان فيها بتركيز، رغم الألم المُبرح.
تابعت كارول، وارتفعت هالة الطاقة حولها مرة أخرى، لكنها هذه المرة كانت مختلفة، أكثر كثافة وتركيزاً، لم تعد عبارة عن ضوء نجمي متفجر، بل قوة مُحتواة ومُركزة.
"لن أتعامل معكما بعد الآن كتهديدين ثانويين،" قالت كارول، وعيناها تلمعان بضوء ذهبي نقي. "أنتما خصمان جديران ومُحترمان. وخصم جدير لا يمكن إخضاعه بضربات تحذيرية."
"من الآن فصاعدًا، لن يكون هذا قتالاً لشراء الوقت أو للهرب،" استرسلت كارول، ووقفت في وضع قتالي مُستعد. "سيكون هذا القتال الحقيقي."
شحنت كارول طاقتها بالكامل، مُستعدة لاستخدام أقصى ما لديها. كانت تنوي إنهاء هذا الأمر بضربة واحدة حاسمة، ضربة قاضية تليق بخصمين أجبراها على استخدام قوتها الكونية الكاملة.
"استعدا،" قالت كارول بصوت عميق ومُهدد. "لا مجال للمزاح الآن."
توقفت مونو ونيرو عن التنفس للحظة. لقد أدركتا أن المرحلة السابقة، بكل ما فيها من ألم وضربات قوية، لم تكن سوى مجرد تنبيه من كابتن مارفل. القتال الذي كان على وشك البدء سيكون شيئاً آخر تماماً.
نظرت نيرو إلى مونو، وهزت رأسها بإيجاب. ثم نظرت مونو إلى كارول، وارتسمت على وجهها ابتسامة يائسة.
كان القتال الحقيقي على وشك البدء.