لم أظن يومًا أنني سأقف بين نيران الغضب الباردة للجليد وحرارة اللهيب، بينما تتراقص تحت قدميّ الأرض المتشققة. كنت قد تعلمت استخدام النار والجليد معًا، لكن الدمج بين السحر والسيافة… كان شيئًا مختلفًا تمامًا. أعمق، أصعب، وأكثر قسوة.

مونو وقفت أمامي، عينيها ثاقبتان، لم تكن مجرد مدربة، بل بوابة لكل الألم والحدود التي كنت أظن أنني أعرفها. قالت لي بصوت هادئ، لكنه مشحون بالقوة:

"أن تكون سبّاقًا وساحرًا في نفس الوقت… يعني أن تتحدى قوانين جسدك وروحك في الوقت نفسه. من السهل أن تفشل… من المستحيل أن تتقنها بدون أن تكسر نفسك."

ابتسمت ابتسامة لا تحتمل المزاح، لكنها لم تكن مزحة. شعرت بها تغرز يديها في كتفي، وكأنها تريد أن تسحبني إلى أعماق قدراتي الخفية. كنت أعلم أنها ستدفعني إلى حدي، لكنها لم تخبرني بعد أني سأخترق هذا الحد.

بدأنا التدريب في الساحة الحجرية، حيث وضعت مونو أمامي عدة أهداف، بعضها ثابت، وبعضها يتحرك بسرعة البرق. حاولت أن أرفع يدي، أطلق النار، ثم الجليد، ثم أن أندمج مع سيفي في حركة واحدة سلسة. كانت يدي ترتجف، تنفجر بالمانا في الداخل، كأن كل جزء من جسدي يرفض الانصياع.

"ركز على تدفقك، لا تحاول السيطرة على كل شيء… دع السحر يمشي مع السيف، لا تحاول أن تتحكم فيه بالقوة!" صرخت مونو، ووجهها يلمع بشغف حاد.

أخذت نفسًا عميقًا، أشعلت النار من كفيّ، ثم جمدت الهواء حول السيف، محاولة دمج الحركة مع ضربة أفقية سريعة. انفجرت الطاقة في كل مكان، حوّلت الهدف الأول إلى رماد وجليد متكسر. شعرت بدوار شديد، بالحرارة والبرودة تتصارع في عروقي، وفي لحظة، اقتربت من فقدان وعيي.

لكن مونو كانت هناك، كما هي دائمًا. أمسكت بذراعي قبل أن أسقط، نظرت إليّ بحدة، وابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها:

"لم تصل بعد… لكنك اقتربت من فهم ما يعنيه أن تكون ساحرًا وسيفيًا في الوقت نفسه."

جلسنا لثوانٍ، بينما كنت أتنفس بصعوبة، أشعر بكل جزء من جسدي يصرخ، وكل شعور باليأس يتلاشى أمام شعور الانتصار الداخلي. كان شعورًا غريبًا: الألم والفرح، الخوف والقوة، كل شيء متشابك في لحظة واحدة.

مع مرور الأيام، كررت التدريب مرارًا وتكرارًا، كل ضربة سيف تحمل معها انفجارًا من الماء والجليد والنار، وكل محاولة فاشلة كانت تترك ندوبًا في جسدي وروحي، لكنها كانت تزرع داخلي فهمًا جديدًا للانسجام.

وفي نهاية أحد الأيام، بعد أن غابت الشمس خلف الأفق، شعرت لأول مرة أن يديّ وسيفي والسحر أصبحوا واحدًا. لم أعد أرى النار والجليد والماء كأشياء منفصلة، بل كنبض واحد يتدفق من داخلي. كان الهدف الأخير أمامي، صخرة ضخمة تتحرك ببطء. رفعت السيف، أطلقت السحر، و… انطلقت الحركة بسلاسة لم أشعر بها من قبل. ضربت الصخرة بضربة واحدة، انفجرت الطاقة حولي، وحركت كل شيء في المكان. شعرت بالقوة، بالإرادة، بالتحكم… والانتصار الداخلي.

مونو اقتربت، وضعت يدها على كتفي وقالت بابتسامة صافية:

"لقد وصلت، بليك… لقد اخترقت حدودك."

ابتسمت، وأنا أشعر لأول مرة أن الألم والمعاناة ليست نهاية، بل بداية الانسجام الحقيقي بين السحر والسيف، بين النار والجليد، بين القوة والإرادة.

بينما شعرت بالانتصار، قررت مونو دفع الحدود أكثر. قالت بابتسامة غامضة:

"الآن، بليك… لنختبر قدرتك على التكيف مع المفاجآت."

فجأة، ظهرت عدة أهداف متحركة، كل واحدة تحمل سحرًا مختلفًا: أعمدة نار تهتز، كرات جليدية تتدحرج بسرعة، ومياه تتفجر من الأرض. كان المشهد كأن الساحة تحولت إلى معركة حقيقية.

رفعت يديّ، أطلقت النار والجليد والماء بالتوازي مع سيفي، لكن في لحظة عدم التركيز، اصطدمت ضربة النار بسيل من الجليد المتساقط بطريقة خاطئة. حدث انفجار هائل، لم يكن مجرد سحر متقاطع… بل كان تصادمًا عنيفًا أصاب الأرض والهواء والطاقة المحيطة.

ارتجت الساحة، وطارت شظايا الصخور والجليد نحوّي، شعرت بحرارة النار تتسلل إلى جسدي، والبرودة تجمد يديّ. حاولت السيطرة، لكن السحر خرج عن نطاقي، وكنت على وشك فقدان وعيي مرة أخرى.

مونو صرخت بصوتها القوي، تسلقت بسرعة، وأمسكت بي قبل أن أقع:

"بليك! ركّز! لا تدع القوة تتغلب عليك!"

وعندما رفعت رأسي، لم أرَ مجرد ساحة تدريب، بل انعكاسات لمشاعري: خوف، غضب، إرادة، ضعف… كل شيء يواجهني في لحظة واحدة. شعرت بالذنب، بالمسؤولية عن الفوضى التي أحدثتها، وبالضغط الذي يثقل قلبي.

ثم، فجأة، حدث شيء لم أتوقعه. شعرت بيد مونو على وجهي، عيونها تلمع بالقلق، ولكن مع دفء غير متوقع:

"لا تخف، بليك… أحيانًا الأخطاء تصنع السحر الحقيقي. ثق بنفسك، دع السحر والسيف يرقصان معًا."

كلماتها اخترقت قلبي، شعرت بقوة جديدة تتدفق بداخلي. بدأت أوازن بين العناصر الثلاثة مرة أخرى، النار، الجليد والماء، متزامنة مع ضربة السيف، وكأن كل شيء بدأ يرقص على إيقاع واحد.

انفجرت الطاقة حولي مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يكن هناك فوضى، لم يكن هناك فقدان للسيطرة. كل شيء كان متناغمًا، كل حركة محسوبة، كل ضربه تترك أثرًا مثاليًا. المشهد كان مذهلاً، كأن الطبيعة نفسها كانت تعترف بأنني أصبحت جزءًا منها، جزءًا من الانسجام الحقيقي بين السحر والسيف.

مونو ابتسمت، وتنفست بعمق، وقالت بصوت دافئ ولكن حازم:

"هذا هو الاختبار الحقيقي، بليك… ليس من السهل، لكنه يشكل قلبك وسحرك في آن واحد. لا تنسى هذه اللحظة."

جلست بعدها على الأرض، يدي متألمة، جسدي منهك، لكن قلبي ينبض بشعور لم أشعر به من قبل: القوة، التحكم، والفهم الحقيقي لحدودي وقدرتي على تجاوزها.

كانت هذه اللحظة، أكثر من مجرد تدريب، كانت درسًا في الحياة، الألم، الفشل، والانتصار، كلها في آن واحد… وكلها مع سحر وسيف.

بعد الانفجار الأول، وهدوء الساحة المليئة بالجليد الممزق والنار الخافتة، شعرت أن جسدي يئن من التعب، لكن عقلي كان في حالة يقظة غير معتادة. مونو جلست أمامي، تنظر إلي بعينين حادتين لكن ممتلئتين بالثقة:

"الآن، بليك… لن يكون الأمر سهلاً. السباق ليس مجرد سرعة جسدية، والسحر ليس مجرد قوة العناصر. دمجهما؟ هذا أصعب شيء يمكن أن تجربه."

بدأت المحاولة الأولى: ركضت بسرعة، أطلقت النار من السيف بينما كان جسدي يمر عبر أعمدة جليدية. كل خطوة كانت صعبة، كل تنفس كان متزامنًا بصعوبة، وكل حركة خاطئة جعل النار تنكسر، والجليد يذوب في وقت خاطئ. شعرت بالإحباط، وكأن جسدي وعقلي لا يتحدثان نفس اللغة.

مونو اقتربت مني، وهمست بصوت حازم:

"ركز على قلبك، لا على جسدك فقط. اجعل السحر جزءًا من خطواتك، وليس عائقًا. كل حركة، كل تنفس، كل ضربة سيف… يجب أن تكون سيمفونية واحدة."

أخذت نفسًا عميقًا، وأعدت المحاولة. هذه المرة ركضت ببطء نسبي، لكنني سمحت للعناصر بالانسياب مع كل خطوة: النار تتبع حركتي، الجليد يحمي قدمي من الأرض، والماء يملأ الفجوات بين الحركات. شعرت لأول مرة بلمحة من الانسجام، رغم أنه كان هشًا جدًا.

مرت ساعات طويلة، كل محاولة كانت أصعب من سابقتها، وكل خطأ يعيدني إلى نقطة البداية. كنت أقع مرارًا، أصرخ من الألم، وأرى مونو ترفع حاجبيها بابتسامة نصفها استهزاء، نصفها تشجيع.

"لم تصل بعد، بليك… لكنك بدأت ترى الطريق."

ثم جاءت اللحظة التي بدأت فيها ألاحظ فرقًا حقيقيًا: أثناء سباقي حول أعمدة النار والجليد، لم أعد أرى كل عنصر كقوة منفصلة. أصبح السحر امتدادًا لحركتي، والجسم امتدادًا للعناصر. السيف أصبح جسرًا بين السرعة والسحر، والجري لم يكن مجرد سباق، بل رقصة مع النار والجليد والماء.

كانت اللحظة الصغيرة الأولى: خطوة واحدة صحيحة، ضربة سيف متزامنة مع تدفق النار، جليد يحمي الأرض تحت قدمي، والماء يملأ الفجوة بين العناصر. لم يكن مثالياً، لكنه شعور لم أشعر به من قبل. شعرت بارتعاش داخلي، شعور بأنني بدأت أخيرًا أفهم معنى الانسجام بين السباق والسحر.

مونو ابتسمت، وقالت ببرودها المعتاد لكنها مليئة بالفخر:

"حسنًا، هذا هو ما أسميه البداية الحقيقية، بليك. الطريق طويل، لكنه بدأ الآن. لا تتوقع الكمال… فقط استمر في المشي، أو بالأحرى… في الركض، مع السحر في قلبك."

جلست بعدها على الأرض، أتنفس بصعوبة، جسدي منهك، لكن شيء بداخلي كان ينبض بقوة: لم أعد أرى السباق والسحر كشيئين منفصلين. لقد بدأوا يرقصون معًا، ولأول مرة شعرت بأنني قد أتمكن، يومًا ما، من السيطرة على الانسجام بينهما.

كانت هذه المرحلة مجرد بداية… بداية رحلة لم تنته بعد، رحلة من الفشل، الألم، والتمرين المستمر، لكنها أيضًا بداية القوة الحقيقية: القوة التي تجمع بين السيف والسحر، بين السرعة والانضباط، بين الإرادة والمهارة.

جلست على الأرض، جسدي يئن من التعب، ويدي ما زالت ترتجف من الإرهاق الذي شعرت به طوال ساعات التدريب. النار والجليد ما زالا يتلاعبان في ذهني، وكل حركة خاطئة تراودني كذكرى حادة. حاولت أن أتنفس ببطء، لكن كل شهيق كان مؤلمًا، وكل زفير يترك شعورًا بالثقل في صدري.

مونو جلست بجانبي، لم تتحدث في البداية. كانت عيناها تتبعاني بهدوء، نظراتها الصارمة المعتادة التي تحولت اليوم إلى شيء أكثر دفئًا، أقرب إلى القلق. لم أستطع التظاهر بالقوة أمامها، ولم أرغب بذلك. هذه المرة، كان التعب الحقيقي يختزل كل حاجز بيننا.

أطلقت تنهيدة طويلة، أغلقت عيني، وشعرت بأن دموعي تكاد تنهمر رغم محاولتي السيطرة عليها. مونو مدّت يدها ببطء، لمست كتفي برفق:

"لقد فعلت جيدًا، بليك… أعلم أن الأمر يبدو مستحيلًا الآن، لكنك بدأت تشعر بالانسجام."

ابتسمت بمرارة، أسمع صوت قلبي ينبض بقوة:

"الانسجام… أشعر أنني بعيد جدًا عنه… أحاول… لكن كل خطوة أشعر أني أفشل فيها."

مونو ضحكت بخفة، ضحكتها لم تكن سخرة، بل مزيج من المرح والارتياح:

"الخطأ جزء منك، بليك. كل ما فعلت اليوم… كل سقوط، كل ضربة خاطئة، كل حرق في يدك… كل ذلك جزء منك. لا تحاول الهروب منه."

شعرت بشيء يذوب داخلي، شعور لم أشعر به منذ زمن طويل. شعور بالراحة وسط الفوضى، شعور بالقبول رغم الأخطاء، وكأن ثقل العالم يخف على كتفي للحظة.

تقدمت مونو، جلست أقرب، وأخذت تضبط ضمادات يدي التي احترقت قليلاً خلال التدريب، لكن لمستها كانت أكثر من مجرد رعاية جسدية: كانت رعاية روح، كانت اعترافًا بالجهد، بالآلام، بالرحلة التي خضتها.

"أنظر إليّ، بليك. لست هنا لتكون مثاليًا. لست هنا لتكسب كل شيء. أنت هنا لتتعلم أن تكون نفسك… السباق والساحر معًا، هذا أنت… ليس أي شخص آخر."

ابتسمت للمرة الأولى منذ ساعات، شعرت بشيء دافئ يتسلل إلى صدري: شعور بالأمان، شعور بأنني لست وحيدًا في هذه الرحلة الطويلة. كانت مونو دائمًا صارمة، لكنها اليوم كانت أكثر إنسانية من أي وقت مضى.

جلست صامتًا لبعض الوقت، وأدركت أن كل الألم، كل الفشل، كل التعب، لم يكن عبثًا. كل لحظة كانت تعليمًا، وكل سقوط كان خطوة نحو فهم نفسي وقوتي الحقيقية.

ثم نظرت إليّ مونو، وقالت بصوت هادئ لكن حازم:

"تذكر، بليك… القوة الحقيقية ليست في السيطرة على النار أو الجليد فقط، بل في القدرة على الاستمرار عندما ينهار كل شيء. في قدرتك على أن تقف رغم كل الألم. وفي النهاية… في قلبك."

أغمضت عيني، وابتسمت ابتسامة صغيرة. شعرت بيدهها تسحب يديها، وأخذنا جلسة صمت طويلة، فقط نتشارك لحظة إنسانية نادرة. لم يكن هناك تعليم، لا تدريب، ولا سباق، ولا عناصر… فقط نحن، أنا ومونو، صامتين، نشارك شعور الانتصار الداخلي بعد محنة طويلة.

ثم فجأة، خرجت ضحكتها المعتادة، المزيج بين المزاح والجدية:

"حسنًا، لقد عانيت بما فيه الكفاية اليوم. لن يكون التدريب التالي بهذا السوء… على الأقل، ليس قبل أن تنام جيدًا."

ابتسمت، ضحكت معها بخفّة، وادركت شيء مهم: لقد تجاوزنا حدود الجسد والعقل معًا، وشعرت للمرة الأولى أنني لست مجرد طالب يتعلم، بل شريك في رحلة، وأن وجود مونو بجانبي لا يقتصر على التدريب، بل على كل لحظة، كل سقوط، وكل انتصار.

جلست هناك، ناظرًا إلى السماء التي بدأت تتلون بألوان الغروب، شعرت بالطمأنينة لأول مرة منذ زمن طويل. شعرت أن كل شيء ممكن… طالما أمتلك الإرادة والقلب الذي لا يعرف الاستسلام.

بدأ اليوم مشمسًا، لكن قلبي كان مثقلاً بالتوتر أكثر من أي وقت مضى. أمامي كان الهدف واضحًا: خصم اصطناعي ضخم، صُنع ليختبر كل ما تعلمته. لم يكن مجرد تدريب عادي—هذه هي المرة الأولى التي سأدمج فيها كل ما تعلمته: السباق، الماء، الأرض، النار، وحتى لمسة الجليد، معًا في انسجام واحد.

مونو وقفت بجانبي، عيناها تلمعان بالحزم والدعم:

"تذكر، بليك… اليوم لا يتعلق بالفوز، بل بالتحكم، بالانسجام، وبقوة إرادتك. كل عنصر، كل خطوة، كل حركة… هي أنت."

ابتسمت بخفة، أخذت نفسًا عميقًا، ثم انطلقت. خطواتي كانت سريعة، خفيفة، كأنني أتحرك على الهواء نفسه. الهواء يصرخ من حولي، وكل حجر على الأرض يتحرك تحت قدمي. مع كل خطوة، شعرت بأن المانا في جسدي تتدفق بشكل متزامن مع حركتي.

أول محاولة: أطلقت كرة ماء صغيرة، محاولًا توجيهها نحو الهدف أثناء الجري. فشلت الكرة في الانحراف كما أردت، اصطدمت بالحائط الجانبي وانفجرت إلى رشات. شعرت بالإحباط، لكن مونو صرخت بصوت حازم:

"ركز على الانسجام، ليس السرعة فقط!"

أخذت نفسًا آخر، ركضت أسرع، هذه المرة أدمجت خطوة الأرض مع تدفق الماء، محاولة أن أصنع سلسلة متصلة من الحركات: أقدامي تضغط الأرض، ماؤي ينساب معها، أطلق كرة نار صغيرة لتعزيز الهجوم… لكن فجأة، فقدت توازني عند زاوية حادة، وانفجرت النار في اتجاه خاطئ، أصابت جزءًا من الهدف، لكن بقوة هائلة.

ارتجف جسدي من الدهشة والخوف:

"لقد كدت أخطئ…" همست، والعرق يقطر من وجهي.

مونو ركضت بجانبي، تمد يدها لتثبتني، لكن عيناها كانت مليئة بالإثارة:

"هذا أفضل! هذا ما كنت أريده! أخطأت، لكن شعرت بكل عنصر يتفاعل معك! الآن أنت تعرف حدودك!"

استعدت توازني، تنفست بعمق، وركضت مجددًا. هذه المرة، دمجت الماء والجليد مع خطواتي، أطلقت كرة نار صغيرة أمام الهدف، بينما يحيط بها هالة من الجليد لتوجيهها بدقة. شعرت بالانسجام لأول مرة: النار لا تحرق الماء، الجليد لا يبطئ النار، وقدمي تتحرك كأنها جزء من تدفق المانا.

وصلت الكرة إلى الهدف مباشرة، انفجرت بطريقة متزامنة، ورميت نفسي نحو الخصم في حركة هجومية مزدوجة، أطلق خلالها موجة أرضية تدفع الخصم للخلف، متبوعة بانفجار من النار والجليد. الهدف اصطدم، تمايل، ثم سقط بشكل محسوب.

توقفت، أنفاسي تتسارع، قلبي ينبض بعنف، عيني تتألقان بإحساس بالانتصار الداخلي لأول مرة. مونو ابتسمت، وقفت أمامي، مسحت العرق عن وجهي بلمسة حانية:

"رأيت ذلك؟ هذا أنت، بليك. السباق والساحر، لا شيء يمكن أن يوقفك عندما تتحد مع نفسك."

ابتسمت، شعرت بثقة لم أشعر بها من قبل، ثم نظرت إلى الأفق: هذه كانت البداية فقط. لم يكن الانتصار مجرد إسقاط هدف اصطناعي، بل الانتصار على كل شكوك داخلي، على كل لحظة فشل، على كل خيبة أمل.

اليوم، لأول مرة، شعرت بأنني مستعد… لأي شيء.

2025/09/22 · 10 مشاهدة · 2147 كلمة
TOD18
نادي الروايات - 2025