جلستُ على صخرة صغيرة في ساحة التدريب، لا أزال أحاول تهدئة أنفاسي بعد محاولات الأمس المرهقة. بجانبي، كانت مونو، ذات الابتسامة الغريبة التي دائمًا ما توحي بأنها تخفي شيئًا بين الضحك والحزم.

"أتعلم، بليك…" قالت وهي تلتقط كرة من الثلج بجانبها، ثم تحاول رميها نحوي. لم أتوقع ما حدث، فاندفعت الكرة على شكل غريبة، اصطدمت بقدمي، وانزلقت مونو هي الأخرى لتقع في حفرة صغيرة كأنها مشهد كوميدي في فيلم قديم. ضحكت، لكنها لم تكن ضحكة ساكنة؛ كانت ضحكة تقول: "لقد تم خداعك… قليلًا".

نهضتُ مسرعًا، محاولًا تمالك نفسي: "مونو! أنتِ… أنتِ خطيرة جدًا، لماذا دائمًا تجعلينني أبدأ يومي بالسقوط؟"

ابتسمت بطريقة تغلب عليها الغموض وقالت: "لأن اليوم، بليك… ليس يوم سقوطك العادي."

حركت يدها بخفة، وفجأة ظهرت أمامنا دائرة غريبة على الأرض، محفورة بنقوش قديمة متوهجة باللون الذهبي، وكأنها تتنفس. شعرتُ برعشة تمر عبر يديّ.

"ما هذا…؟" سألته بدهشة، بينما كانت مونو تنظر إليّ بعينين لامعتين كالنجوم.

"اليوم،" قالت بصوتها الحازم والمخادع في آن واحد، "ستتعلم كيفية استعمال تعاويذ شمس المعارف."

جمّدني الصمت لدقيقة، ثم حاولت أن أبتسم، لكن ابتسامتي كانت مرتبكة جدًا: "شمس المع… ماذا؟! أنتِ تمزحين، أليس كذلك؟"

مونو رفعت حاجبها، وقالت بابتسامة نصفها جدية ونصفها سخرية: "لا أبدًا، بليك. هذه المرة، لن تتعلم مجرد السيطرة على العناصر… بل ستلمس قوة يمكنها أن تغيّر كل شيء حولك. هل أنت مستعد؟"

أغمضت عيني للحظة، أحاول أن أستجمع شجاعتي، بينما شعرت بنهضة قوية من الحماس تملأ جسدي. لم أكن أعلم بعد ما ينتظرني، لكن شعور المغامرة، الخطر، والتحدي الجديد كان يرقص في داخلي… وأنا أعلم أنني على أعتاب فصل جديد من قوتي… وفجوات جنوني الخاصة بي.

أكملت مونو خطواتها بثقة وأنا أتابع كل حركة منها بترقب، حتى توقفت فجأة، نظرت إليَّ بعينين حادتين وقالت بصوتها الصارم:

"آن الأوان لتتعلم بعض التعويذات من الكتاب."

توقفت عن التنفس للحظة، وكأن الهواء تجمّد في صدري. كنت على وشك أن أنسى وجود الكتاب تمامًا طوال هذه الأسابيع من التدريبات، لكن مونو، وكأنها سحرة نفسها، أخرجته فجأة من الظلام؛ خرج الكتاب محلقًا بين يديها، غلافه الذهبي المزخرف يلمع بخيوط ذهبية خافتة، وكأن كل حرف على الصفحات ينبض بطاقة غامضة. ارتفعت رائحة قديمة تشبه الحبر المحروق ممزوجًا بعطر الغموض، والصفحات تتراقص ببطء وكأنها ترفض أن تُفتح بسهولة.

وضعت مونو الكتاب أمامي، وأشارت إليه بيدها كأنها تقول: "ها هو، مفتاحك لشيء أكبر من كل ما تعلمته." ثم نظرت إليَّ، وقالت بصرامة:

"تعاويذ شمس المعارف ليست سحرًا… إنها أشبه بالشعوذة."

تراجعت خطوة إلى الوراء، وعينيّ تكاد تتسعان:

"و… ما الفرق بين السحر والشعوذة؟"

تنهدت مونو، وأخذت تتحدث ببطء، كل كلمة منها تنقش في ذهني:

"الشعوذة ليست سحرًا أسود، ولا علاقة لها باستعمال السحر أصلاً. هي نظام قوة يعتمد على روح الشخص وجسده كمصدر للطاقة… وكلما استعملت الشعوذة أكثر، كلما دمرت نفسك أكثر. تعاويذها مختلفة عن السحر، فهي أشبه بسحر محرف، باللعب في الواقع نفسه، والتعامل مع كائنات أكبر منا."

شعرت فجأة برعشة تتسلق عمودي الفقري، وقلبي بدأ ينبض بسرعة. كلماتها كانت مثل سكين حادة؛ القوة… والخطر… والمسؤولية كلها تجمعت في لحظة واحدة.

تسارعت أنفاسي، وبدأت أعيد ترتيب أفكاري داخل نفسي، أحاول أن أتنفس ببطء، لكن كل كلمة قالتها مونو جعلت جسدي يرتجف:

"إذن… إذاً، هذا… خطير… أن أتعلم الشعوذة."

ابتسمت مونو ابتسامة غامضة، وضعت يدها على كتفي قائلهة:

"لا، ليس خطيرًا عليك… فأنت مالك كتاب شمس المعارف، واحد من أقوى كتب الشعوذة على الإطلاق."

شعرت بيدها تثقل كتفي قليلاً، وكأنها تملؤني بثقل المسؤولية. توتري أصبح أكثر حدة، أفكاري تتقاطع بين الخوف من المجهول، الرغبة في القوة، وفضول لا يمكن كبحه.

جلست للحظة، أغمضت عيني، أحاول تهدئة نفسي، ثم بدأت أردد بهمس داخلي:

"يمكنني فعلها… يجب أن أفعلها… أنا… بليك… أستطيع السيطرة… فقط أستطيع…"

كانت كلماتي تتلعثم، شعوري مشوش، لكن بداخلي شعلة صغيرة من العزيمة بدأت تشتعل، محاولة أن تتحدى خوفي. حتى وأنا متوتر، شعرت بشيء جديد… شيء يقول لي: هذا هو الطريق… الطريق الذي سيجعلني أقوى، ولكن بثمن…

قلتُ في نفسي، محاولًا أن أُخفي الارتجاف الذي كان يعبث بيدي:

"حسنًا يا بليك… حاول أن تكون متفائلًا. إنها مجرد تعاويذ، لقد مررت بما هو أسوأ… أشباح، شياطين، دماء… هذه ليست إلا كلمات على ورق… أليس كذلك؟"

لكن قلبي لم يصدقني، كان يخبط في صدري وكأنه يريد الهرب قبل أن أفتح الصفحة الأولى.

رفعتُ عيني نحو مونو، وترددي يفضحني، وسألتها بصوت خافت:

"حسناً… كم عدد التعاويذ التي… سنكون مضطرين لتعلمها؟"

لم ترد بسرعة. كانت عيناها مثبتتين على الكتاب الذي تحمله بين يديها الصغيرتين، يديها بالكاد تحتملان وزنه، كأن الكتاب أضخم من حجمه المادي، وكأنه يزن تاريخًا من الأرواح التي لُعنت به.

قالت أخيرًا، بنبرة غامضة مزيج من الحزم والهدوء:

"شمس المعارف يحتوي على سبعمائة وثلاثٍ وثلاثين تعويذة… لكننا سنتعلم منها فقط ثلاثًا حالياً."

شعرت بلساني يجف، وابتسامة عصبية حاولت أن تتسلل إلى وجهي وفشلت. ثلاث فقط؟ جزء مني ارتاح، لكن الجزء الآخر تساءل فورًا: لماذا فقط ثلاث؟ ولماذا لدي إحساس أن هذه الثلاث وحدها قد تغيّر كل شيء؟

حدقتُ في غلاف الكتاب مرة أخرى، ولمحت النقوش تلمع بخفة، كأنها تبتسم بسخرية من خوفي. لم يكن مجرد كتاب… كان شيئًا حيًّا، يتنفس، يراقب، وربما… يختبرني.

ابتلعت ريقي بصعوبة، ثم همست لنفسي:

"ثلاث فقط… يمكنني التعامل مع ثلاث… أليس كذلك؟"

حين نطقت مونو بالرقم "733"، شعرت وكأن الأرض اهتزت تحت قدمي. سبعمائة وثلاثة وثلاثون؟!

عقلي لم يستوعب الرقم. مجرد فكرة أن هذا الكتاب يحتوي على كل تلك التعاويذ جعلتني أرتجف. كيف يمكن لعقل بشري أن يستوعب كل هذا؟ كيف يمكن لجسد أن يتحمل حتى جزءًا صغيرًا منه؟

بينما كنت غارقًا في ذهولي، تابعت مونو ببرود وكأنها تلقي خبرًا عاديًا:

"سوف نتعلم ثلاث تعويذات فقط، لأنه الوقت لا يسعفنا لتعلم المزيد."

ارتحت قليلًا، لكنني حاولت أن ألتقط أنفاسي بسؤال آخر، شبه هارب من فمي:

"بالمناسبة… كم مر على أي حال منذ بدأنا التدريب؟"

فكرت مونو قليلًا، وضعت إصبعها على ذقنها ثم قالت:

"حوالي ستة أشهر… يعني ما يقارب ستة أسابيع في العالم الخارجي."

تجمدت عيناي، صرخت بلا وعي:

"تبااا! هذا كثير!"

ابتسمت مونو ابتسامة جانبية، ثم أكملت حديثها وكأنها تستمتع بإسقاط القنابل واحدة تلو الأخرى:

"وأيضًا… أنت في الحقيقة تتعلم الكثير من تعويذات الكتاب."

ارتبكت، جفّ حلقي:

"ماذا؟"

استعملت كلمة "الكثير"؟ ماذا تعني؟

نظرتُ إليها بذهول، وكأنني لم أفهم شيئًا:

"مالذي تعنينه؟"

أشارت بيدها الصغيرة، وبدأت تعدّ بأصابعها واحدًا تلو الآخر:

"حسنًا، سوف أحسبهم لك:

1/ زيادة قدرتك على التحمل، وزيادة قوة حواسك الخمس.

2/ استطاعتك رؤية الأرواح والجن.

3/ قدرتك على استعمال الحاجز.

4/ سحر النار… والسبب الرئيسي في أنني علمتك إياه هو كونك مالك الكتاب.

5/ وأخيرًا… استعمالك لسيف قاتل الجن."

شعرت أن قلبي توقف لثوانٍ، نظرت إليها بذهول، كأن أحدهم سكب دلوًا من الماء البارد فوقي:

"إذن… كل هذا… كان تعاويذ من الكتاب؟!"

هزّت رأسها بهدوء، وبابتسامة ساخرة قالت:

"نعم، هل ظننت نفسك موهوبًا بالفطرة؟ إنه الكتاب… هو من ساعدك، أيها الأحمق."

صمتُّ، وشيء ثقيل سقط في داخلي. شعرت وكأن كل ما بنيته من ثقة، كل فخر شعرت به وأنا أتدرب وأتعلم… كان مجرد وهم.

كنت دائمًا أقول لنفسي إنني أتطور بقوتي الخاصة، إنني أصنع خطواتي بعرقي وألمي… لكن الحقيقة التي رمتها مونو في وجهي الآن… كانت كالسيف.

أخفضت بصري، وعضضت شفتي بصمت. إحباط عميق اجتاحني، شعرت أنني مجرد طفل يتمسك بلعبة لم يصنعها، مجرد ظل يتحرك على خيوط غيره.

"هل… هل أنا حقًا قوي؟ أم أنني مجرد وعاء سخيف لكتاب ملعون؟"

ظلت كلمتها الأخيرة تتردد في رأسي: "أيها الأحمق… الكتاب هو من ساعدك."

كأنها طعنة في كبريائي، طعنة جعلتني أختنق بصمتي. شعرت بثقل يجثم على صدري، وبكل تدريباتي الماضية تنهار كبرج ورقي. هل كنت مجرد دمية؟ مجرد انعكاس لشيء أقدم وأقوى مني؟

خفضت بصري، نظراتي مثبتة على التراب، كأن الأرض وحدها تفهم الإحباط الذي يسكنني. عضضت شفتي بقوة حتى كدت أذوق دمي، وداخل عقلي دوى صوت خافت:

"أنا… لم أكن شيئًا بدونه."

لكن مونو، كما لو أنها قرأت أفكاري، اقتربت خطوة، ثم وضعت يدها بخفة على كتفي. دفء لم أتوقعه تسلل من أصابعها إلى داخلي. لم تكن قسوتها المعتادة، بل نبرة هادئة تحمل شيئًا مختلفًا.

قالت بصوت منخفض، لكنه اخترق صدري كالسهم:

"أنت محبط الآن، لأنك اكتشفت أن الكتاب ساعدك… لكنك غافل عن حقيقة أهم."

رفعت عيني ببطء نحوها، ووجدت ابتسامة صغيرة تزين ملامحها. ابتسامة لم تكن ساخرة هذه المرة، بل مطمئنة.

"الكتاب أعطاك أدوات… لكنه لم يجبرك على استعمالها. هل تعتقد أن أي شخص يمكنه أن يتعلم الحاجز بهذه السرعة؟ أو أن يروض سحر النار خلال أيام؟ أنت يا بليك… لست مجرد مالك للكتاب، أنت موهوب به. أنت الوحيد الذي جعل هذه التعاويذ تنبض بالحياة."

ارتجفت عيناي، وكأن دمعة صغيرة قاومت الظهور. كلماتها اخترقت الحاجز الأسود الذي صنعه إحباطي. جزء مني لم يصدق… لكن جزءًا آخر شعر بشيء يشبه الشرارة، شرارة انطلقت في صدري.

مونو ضحكت قليلًا ثم تابعت:

"لو لم تكن أنت، لكان الكتاب ابتلع صاحبه منذ الصفحة الأولى. أنت جعلت السحر ينصهر مع جسدك، وأثبت أن موهبتك ليست وهماً. الكتاب قدّم لك الطريق… لكنك وحدك من مشى فيه."

أخذت نفسًا عميقًا، وكأن صدري تحرر من ثقل الجبال. نعم… صحيح، أنا الذي وقفت بوجهي أمام الجن، أنا الذي نزفت وتدربت حتى انهارت قدماي، أنا الذي أصررت على الوقوف مرة بعد مرة.

نظرت إلى يدي، التي كانت ترتجف قبل قليل… الآن بدت مختلفة. وكأن النار التي كنت أراها في الخارج، بدأت أراها تشتعل بداخلي.

همست لنفسي بابتسامة مرتبكة:

"موهوب به… ها؟ ربما… ربما هذا صحيح."

رفعت رأسي نحو مونو، وفي عينيّ لمعة جديدة، لمعة تحدٍ لم تمت بعد:

"إذن… فلنرَ ما يمكن أن أفعله بثلاث تعويذات أخرى."

مدّت مونو الكتاب نحوي، بكل بساطة، كأنها تعطيني حجرًا عاديًا، لكن ثِقل شمس المعارف في يدي جعل قلبي يرتجف وكأنني أمسك ببوابة نحو المجهول. نظرت إليّ بعينيها الباردتين، وقالت بابتسامة صغيرة تحمل مزيجًا من السخرية والجدية:

"أنت من سيختار، بليك. لا أنا."

رفعت حاجبي متفاجئًا:

"ماذا؟!"

"الكتاب لا يعطي تعاويذه إلا لصاحبه. كل صفحة فيه تحمل تعويذة مختلفة… لكن وحدك أنت من يقرر أي صفحة يفتح. اختر بعشوائية، ودع الكتاب يريك قدرك."

شعرت بالعرق يتصبب من جبهتي، يدي ترتجف وأنا أضع أصابعي على أطراف الصفحات القديمة. الأوراق بدت وكأنها تتنفس، تلمع بخفة تحت ضوء لم أفهم مصدره. كل جزء مني أراد أن يتراجع، أن يغلق الكتاب وأرميه بعيدًا… لكن عيني مونو الثابتة منحتني نوعًا من الثقة الغريبة.

حسنا بليك… مجرد صفحة. افتح صفحة وانتهى الأمر.

فتحت الكتاب بعشوائية، لتقابلني حروف ملتوية وغريبة، أشكال وكأنها شُوهت عمدًا لتُربك القارئ. جمدت في مكاني.

"أنا… أنا لا أفهم شيئًا." همست بارتباك.

اقتربت مونو ببطء، ثم رفعت يدها نحو وجهها. فجأة، انبثق نور أزرق خافت من عينها اليمنى، أشبه بخيط منقوش داخل القزحية. الضوء انعكس في عينيّ، وشعرت بحرارة غريبة تنتشر في رأسي.

"لا تقلق… الآن سترى." قالت بصوت ناعم هذه المرة، يختلف عن صرامتها المعتادة.

لم أفهم كيف أو ماذا فعلت، لكن الحروف على الصفحة بدأت تتغير أمام عينيّ. التشويش تحول إلى وضوح، والغموض انصهر في كلمات بلغة مألوفة. لحظتها، أحسست كأنني ولدت بقدرة جديدة.

زفرت بعمق، ثم ركزت نظري على السطر الأول.

كان العنوان يلمع بخفة، يحدق في داخلي أكثر مما أنا أحدق فيه:

"مرآة وهمية."

تجمد لساني، وصوتي خرج مرتجفًا:

"مرآة وهمية؟"

زفرت بعمق، ثم ركزت نظري على السطر الأول.

الحروف التي قبل لحظات كانت مجرد خربشات لا معنى لها، تحولت الآن إلى كلمات واضحة تتوهج على الصفحة كأنها منقوشة بنار خافتة.

قرأتها بصوت مبحوح، وقلبي يخفق بجنون:

"مرآة وهمية."

شعرت بقشعريرة تزحف على عمودي الفقري. مجرد الاسم وحده حمل شيئًا مريبًا… كأن الكلمة نفسها لم تُكتب بالحبر بل بالظلال.

نظرت نحو مونو، مترقبًا رد فعلها، فوجدتها تبتسم بتلك الطريقة التي لا أعرف أهي تهكم أم إعجاب.

قالت وهي تضع يدها على خاصرتها:

"المرآة الوهمية… اختيار جريء يا بليك."

ابتلعت ريقي بصعوبة. "اختيار؟! لقد فتحت الصفحة عشوائيًا فقط!"

ضحكت ضحكة قصيرة، ثم انحنت قليلًا نحوي وكأنها تكشف سرًا خطيرًا:

"لا توجد عشوائية مع هذا الكتاب. إنه دائمًا يكشف لك ما تحتاج، لا ما تريد."

عينيّ ظلت معلقة على الكلمات، لكن عقلي كان غارقًا في سؤال واحد: ما الذي يعنيه هذا؟

بدأت مونو تتحدث بنبرة ثقيلة، تكاد كلماتها تحمل وزنًا لا يُحتمل:

"مرآة وهمية… هي تعويذة هدفها الأساسي أن تُسبب لك الانفصام."

تجمدت ملامحي، شعرت وكأن الأرض انسحبت من تحتي.

"ماذا!؟" خرجت مني الكلمة كصرخة مشروخة.

لكنها لم تتوقف، بل واصلت بنفس الهدوء القاسي:

"سوف أشرح لك… عندما تستعمل هذه التعويذة، يسيطر على جسدك قرينك من بُعد آخر."

ارتجف صوتي، محاولًا الإمساك بخيط المعنى:

"مهلاً… ماذا تعنين بالقرين؟"

مونو شبكت يديها وجلست أمامي، استعدادًا لشرح بدا وكأنه سيطول للأبد. وأنا… جلست أستمع، أُخفي ارتباكي خلف صمتٍ ثقيل، بينما قلبي يقرع جدار صدري بقوة، وكأن جسدي كله يعترض قبل أن أسمع حتى التفاصيل.

بدأت مونو شرحها، وكأنها ترفع ستارًا ثقيلاً عن حقيقة لم يكن يجب أن تُكشف.

قالت بصوت حاد وواثق:

"القرين هو نسخة منك… نقيضك في كل شيء. هو يعرف أنك موجود، لكن معظم البشر لا يعرفون بوجوده. يولد معك عادةً ويعيش حياتك كاملة… لكن في عالمه الخاص: عالم المرايا، العالم المعكوس. هناك يفعل كل ما تفعله… لكن بالعكس."

توقفت لحظة، كأنها تُمهّد لصفعة قادمة.

"فالإنسان الطيب… قرينه شرير. والإنسان الشرير… قرينه طيب. إنهم أشبه بظلالنا. لا يستطيعون أذيتنا… إلا إذا تمكنوا من الدخول إلى عالمنا، والاستحواذ على نسختنا الأصلية. وهذا يحدث عادةً عندما يطيل شخص النظر في المرآة… حينها يتمكن القرين من العبور والسيطرة. لأنه بلا جسد مادي… والطريقة الوحيدة ليعيش هي أن يستولي على جسد منسوخه."

شعرت بالبرودة تزحف إلى أطرافي، وصدري يضيق كأن قيدًا غير مرئي بدأ يلتف حول رئتي.

"قرين… نسخة مني؟ نسخة تعرفني… وتنتظر لحظة ضعفي كي تحل مكاني؟"

شعرت بالغثيان.

لكن مونو لم تتركني لألتقط أنفاسي. تابعت ببرودٍ قاتل:

"ميزة هذه التعويذة الفريدة هي أنك إذا خسرت قتالاً أو كنت على وشك الموت… يمكنك تبادل الأجساد مع قرينك. فيستطيع هو التحكم بجسدك مؤقتًا… ومع ذلك تصبح أقوى، وتُشفى جروحك."

رفعت رأسي بسرعة، الدهشة تملأني:

"مذهل! هذه التعويذة… مفيدة جدًا!"

لكن ابتسامة انتصار قصيرة سرعان ما تبعثرت حين قاطعتني مونو بحدة:

"كما قلتُ… هي تعويذة. ولها سلبياتها."

تلعثمت الكلمات على لساني، نبرتي ارتجفت:

"مـ… ماذا تقصدين؟"

أجابت بعينين ثابتتين، كأنها تُخبرني بحكم إعدام:

"لكي تعود إلى جسدك… يجب أن تذهب أولًا إلى حديقة الظلال."

تجمدت. "حديقة… الظلال؟"

أومأت بثقة، ثم شرحت ببطء، كل كلمة كطعنة باردة:

"إنها ليست مكانًا حقيقيًا. مجرد فضاء وهمي، يظهر بجانب بوابة المانا الخاصة بك عندما تستعمل هذه التعويذة. عالم داخل وعيك… حيث تلتقي بقرينك. وهذه اللقاءات تحدث في لحظات معينة: عندما تقترب من الموت… أو عندما تعيش تجربة عاطفية عنيفة. هناك… عليك أن تنتصر عليه في نقاش. أن تُقنعه. أن تثبت له أنك الأصل. إن فشلت…"

توقفت لحظة، ثم وجهت أنظارها الحادة نحوي:

"سيستحوذ على جسدك إلى الأبد… وتصبح أنت القرين، عالقًا في العالم المعكوس… مجرد ظل."

ارتجف قلبي حتى شعرت أنه سيقفز من صدري.

"مستحيل… هل أُخاطر أن أفقد نفسي… أن أصبح مجرد وهم في مرآة؟"

شعرت ببركان من الخوف يشتعل بداخلي، حتى أن يدي المرتجفتين بالكاد أمسكتا بالكتاب.

صرخت من أعماقي، لم أعد أحتمل:

"هل جننتِ يا مونو!؟ تريدين مني أن أسمح لقرينٍ ملعون أن يدخل جسدي؟ أن أُقامره على حياتي نفسها؟ هذا ليس تدريبًا… هذا جنون!"

قفزت واقفًا، الكتاب يكاد ينزلق من يدي المرتجفتين. كنت أتنفس بسرعة، كل نفس كطعنة، وقلبي يتخبط في صدري كطائر حُشر في قفص ضيق.

لكن مونو لم ترتبك. لم تتأثر حتى بصوتي المشتعل. رفعت رأسها نحوي، وعينيها تتوهجان بضوء غامض، ثم قالت بهدوء غريب:

"بليك… إنك أقوى بكثير مما تظن. أنت لست مجرد طفل يلهو مع السحر. أنت مالك شمس المعارف. وإن لم تؤمن أنك قادر على الانتصار على قرينك… فلن ينتصر أحد."

تجمدت في مكاني. كلماتها اخترقت غضبي كخنجر بارد. أنا قادر؟ أنا… أستطيع؟

لكن الخوف كان يصرخ داخلي: ماذا لو لم أستطع؟ ماذا لو أصبحت أنا الظل؟

اقتربت مني بخطوات هادئة، ثم رفعت يدها الصغيرة ولمست الكتاب بين يدي.

قالت بصوت منخفض، كأنها تُلقي تعويذة على قلبي لا على الكتاب:

"صدقني يا بليك… لقد هزمتَ ما لا يُهزم. تعلمت السحر أسرع مما كنت أتصور. أنت موهوب… وربما لهذا اختارك الكتاب. ولأجل ذلك… ستفوز على قرينك."

أغمضت عيني للحظة، زفرت ببطء، محاولًا أن أوقف الزلزال في داخلي. ثم نظرت إليها، وشيء في صدري بدأ يشتعل من جديد… عزيمة، رغم كل خوفي.

ابتلعت ريقي، ثم جلست على الأرض، والكتاب بين يدي. فتحت الصفحة مجددًا، الكلمات الغريبة ترقص أمام عيني.

تمتمت:

"حسنًا… لنرَ إلى أي جحيم ستأخذني هذه التعويذة."

بدأت أقرأ بصوتٍ متقطع في البداية، ثم أقوى… الكلمات الغريبة تتدفق من لساني كأنها كانت هناك منذ ولادتي.

وفي اللحظة التي نطقت فيها آخر مقطع… شعرت وكأن الأرض اختفت.

هواء بارد اخترق صدري. الظلام انشقّ أمامي كستارة، ومن خلفه برز عالم آخر… انعكاس مشوّه للواقع، أرض فضية تمتد بلا نهاية، أشجار كأنها من زجاج أسود، وسماء تموج بألوان معكوسة، لا نهار ولا ليل.

أدركت فجأة… أنني قد وصلت.

حديقة الظلال.

وقفت في وسط تلك الحديقة الغريبة، الصمت يثقل على صدري حتى صرت أسمع دقات قلبي كقرع الطبول. الهواء هنا لم يكن هواءً… بل كأنه زجاج مطحون يتنفس.

وفجأة… ظهرت المرآة.

لم تكن مرآة عادية، بل سطحًا مظلمًا يتلألأ كبحيرة سوداء وسط العدم. لم أرَ انعكاسي فيه… بل شيئًا آخر كان يتحرك من خلفه، يقترب ببطء.

ثم انشق السطح كالماء، وخرج منه… أنا.

لكن لم يكن أنا.

كان نسخةً منكوسة، نسخةً ملوثة. شعره الأسود بدا أفتح، بشرته أبهت كوجهٍ ميت، وعيناه… عينيّ تمامًا لكن أعمق، يطل منهما شيء لا يُشبهني: هدوء قاتل، وسخرية كأنها سكين. ابتسم ابتسامة باردة جعلت معدتي تنقلب.

قال بصوت هو صوتي… لكن منحرف، كأن صداه يخرج من أعماق بئر:

"أخيرًا التقينا… بليك."

ارتجفت. لم أرد أولًا. لم أعرف حتى من أين أبدأ. لكنه لم ينتظر.

"لطالما نظرت إليّ من خلال المرايا… وأنت لا تدري. أنا ظلّك، صدى خطواتك. كل مرة ابتسمتَ كنتُ أعبس. كل مرة بكيتَ كنتُ أضحك. كل مرة اخترتَ أن تكون ضعيفًا… كنتُ أتخيل كيف سيكون لو كنتُ مكانك."

صرخت وأنا أحاول أن أخفي رعبي:

"أنت لستَ أنا!"

ضحك، ضحكة قصيرة متكسرة، ثم اقترب خطوة، وصوت خطواته على الأرض الفضية ارتطم في رأسي.

"بل أنا أنت. لكن من دون قيودك السخيفة. من دون رحمتك. من دون خوفك من أن تُجرح أحدًا. أنا القوة التي ترفضها. أنا الحقيقة التي تهرب منها."

ضغطت قبضتي، شعرت بالعرق يتصبب من جبيني.

"الحقيقة؟ الحقيقة أنك مجرد طفيلي! لا وجود لك من دوني."

اقترب أكثر، حتى كدت أشم رائحة باردة منه، كرائحة حديد صدئ.

"خطأ. أنت الذي لا وجود له من دوني. أنت لست سوى الوجه الذي قُدّر له أن يعيش هنا… في العالم العادي. وأنا… أنا الأصل. أنا الذي يستحق أن يحيا. كل ما فعلتَه من خير… لم يجلب لك سوى الألم والخيانة. كل من أحببتهم رحلوا، أو خانوا، أو ماتوا أمامك. أخبرني، بليك… ألم يحن الوقت أن تترك لي القيادة؟"

صرخت بغضب، رغم أن قلبي كان يهتز خوفًا:

"لن أسمح لك أن تلمس حياتي! نعم، لقد خنتُ… وخُنت. فقدتُ من أحببت. لكن هذا لا يجعلني ضعيفًا. هذا يجعلني… إنسانًا!"

ابتسم ابتسامة ملتوية، كأنه استمتع بجوابي أكثر مما ضايقه:

"إنسانًا؟ كلمة جميلة… لكنها مجرد ذريعة لتبرير عجزك. الإنسان كذبة، والظل هو الحقيقة. حينما يسقط النور… من يبقى؟ أنا. حينما تتحطم أوهامك… من ينهض؟ أنا. أنت تبني عالمًا هشًا من الأحلام… وأنا أهدمه لأعيد تشكيله كما يجب أن يكون."

تقدمت نحوه، والغضب يشعل صدري:

"لا… أنت مجرد صورة معكوسة. نسخة مزيفة. قد تملك وجهي وصوتي… لكنك لا تملك قلبي. ولن أسمح لظلٍ بلا قلب أن يستحوذ على جسدي."

ارتفعت ضحكته، وارتد صداها في الحديقة كلها، كأنها ارتطمت بألف مرآة خفية.

"سوف ترى… من منا سيكون الأصل ومن سيكون الظل."

وعندها… بدأت الأرض تحتنا تهتز، وأشجار الزجاج الأسود تتشقق كأنها مرآة تُكسر ببطء. الهواء صار أثقل، وكأن العالم نفسه يستعد للحكم بيننا.

وقفت وجهاً لوجه مع قريني… وبدأت المعركة الحقيقية، ليس بالدم والسيوف، بل بالأفكار والإرادة.

وقفت أمام قريني، أشعر بالبرودة تمتد من قدمي إلى رأسي. كان صامتًا للحظة، عيناه تلمعان بذكاء متطرف، ثم بدأ الكلام بصوت بارد:

"لنبدأ، بليك. دائمًا ما تتحدث عن الخير والشر، عن القوة والمسؤولية… لكن هل تساءلت يومًا لماذا تستمر في الكفاح؟ لماذا لا تسمح لي أن أتحكم بما يجب أن يكون؟"

رفعت حاجبي، وشعرت بغضبٍ داخلي، لكني أجبت بهدوء:

"لأن القوة الحقيقية ليست في فرض السيطرة، بل في القدرة على الاختيار. أنا أختار أن أتحمل المسؤولية، حتى لو كان ذلك أصعب من أن أستسلم."

ابتسم ابتسامة ملتوية، وكأنها سخرية:

"الاختيار؟ مجرد كلمة يستخدمها الضعفاء لتبرير عجزهم. القوة الحقيقية… هي أن تفعل ما تريد دون قيود. أنا لا أقيد نفسي، أنا أستفيد من كل فرصة، لا أسمح لأي شيء أن يقيدني."

تنفست بعمق، محاولًا السيطرة على توتري، وأجبته:

"لكن الحرية الحقيقية ليست بدون قيود. بدون قواعد أو مسؤولية، تصبح القوة مجرد فوضى. القوة بلا هدف، بلا ضمير، بلا قيمة… مجرد لعبة فارغة."

ضحك، ضحكة قصيرة لكنها مليئة بالتهكم:

"اللعب فارغ؟ أنت تلعب حياتك، وأنا أعيش حياتي الحقيقية. أنت تحمي الناس، وأنا أعيش دون أن أحمّل نفسي بالوهم. أنا… أصدق نفسي."

هززت رأسي، محاولًا أن أظهر صلابة:

"الصدق مع النفس لا يعني أن تهمل الآخرين. المسؤولية هي ما يمنح القوة قيمتها. أنا لا أستطيع أن أكون حرًا على حساب من حولي."

تقدم خطوة نحوي، وعيناه تلمعان بشراسة:

"حرّ؟ أنت تسمي نفسك حرًا، لكنك أسير لعواطفك، أسير لماضيك، أسير لأحلامك الضائعة. القوة بلا قيود… فقط بها يمكن أن تكون حقيقيًا. أنت ضعيف، وأنت تعرف ذلك."

ابتسمت بمرارة، لكن لم أتراجع:

"ضعيف؟ ربما… لكن ضعفي ليس عجزًا، بل وعي. أعرف حدودي، وأعرف مسؤولياتي. القوة الحقيقية… هي أن تكون قادرًا على التوازن بين الإرادة والرحمة."

توقف للحظة، ثم قال بصوت أكثر جدية، كأنه يحاول كسر إرادتي:

"الرحمة؟ مجرد قيد على من يريد أن يحيا حقًا. لماذا تخاف من أن تكون قويًا على حساب الآخرين؟ لماذا تقيد نفسك؟"

رفعت صوتي، أسمع نفسي أزداد ثقة:

"لأن ما يجعلنا بشرًا ليست القوة وحدها… بل ما نفعله بها. القوة بدون قلب… لا شيء. القوة التي تُستخدم للتسلط أو لتدمير الآخرين ليست قوة… بل عبث."

ابتسم ابتسامة هادئة لأول مرة منذ بدأ الحوار، وكأن كلامي أصابه مفاجأة:

"عبث؟ ربما… لكنك تعيش في وهم، بليك. العالم ليس مكانًا للرحمة، العالم للنجاة فقط."

اقتربت خطوة أخرى، أردت أن أضع كل شيء على المحك:

"النجاة وحدها ليست هدفًا. إذا لم يكن هناك شيء للعيش من أجله، لماذا نستمر؟ أنا أقاتل لأجل من أحب، لأجل كل شيء يستحق أن نحميه. القوة بلا هدف… مجرد فراغ."

صمت قريني لبرهة، أرى الصراع في عينيه، ثم تنهد:

"ربما… ربما أنت مختلف عني، بليك. ربما لديك شيء… لا أستطيع فهمه بعد."

ابتسمت، وقلت بصوت ثابت،واثق:

"نعم… أنا مختلف، لأنني أختار أن أكون إنسانًا كاملًا، حتى مع كل ضعفاتي. وأنا… لن أسمح لك أن تأخذ جسدي أو حياتي."

نظر إليّ، ثم، بصوت هادئ لكنه مليء بالرهبة، قال أخيرًا:

"حسنًا… يبدو أنك قد تفوقت… هذه المرة. اسمي… كليب رثيأ."

ابتسمت بخفة، أشعر بالانتصار، لكن شيئًا بداخلي يعلم أن المعركة الحقيقية لم تنته بعد

استيقظت فجأة، عيني تتأرجح بين ضبابية الوعي وصفاء المكان. جسدي كله كان يئن من الإجهاد، وروحي تشعر بثقل غريب، كأنها عادت من رحلة عبر أبعاد لم أرها من قبل. حاولت تحريك يديّ، وكل حركة كانت مؤلمة لكنها ممتلئة بشعور قوي… بشعور الانتصار.

أبطأت أنفاسي، أسمع دقات قلبي تتسارع، وعيناي تبحثان عن شيء مألوف… وفجأة، كانت هناك مونو، واقفة أمامي، عيناها تلمعان بالفخر والفرح، ابتسامتها المعتادة ممتدة هذه المرة بصدق حقيقي.

"بليك…" قالت وهي تخطو خطوة نحوّ، ثم رفعت يدها لتلمس كتفي. "لقد فعلتها… لقد استطعت هزيمة قرينك في النقاش!"

ابتسمت، شعرت بشيء دافئ يغمر صدري، لم يكن مجرد فرحة عادية، بل شعور لا يوصف بالانتصار الداخلي، بالقدرة على مواجهة أعماق نفسي والتغلب عليها.

"حقًا؟" همست، ولا أصدق ما سمعته.

مونو ضحكت بخفة، ضحكتها كانت مثل شروق الشمس بعد عاصفة طويلة:

"نعم، هذا أنت… لم أرَك أبدًا بهذه القوة، ليس جسديًا فقط، بل عقلي وروحي أيضًا. لقد نجحت."

شعرت بأن دموعي تكاد تنهمر، لكن هذه المرة كانت دموع الفرح، دموع الانتصار على الخوف والشكوك، على كل شيء بدا مستحيلاً قبل لحظات.

ابتسمت لها، قلبي ينبض بسرعة، وقالت بابتسامة أكبر:

"الآن، يمكنك أن تفخر بنفسك، بليك… أنت لست مجرد مالك للكتاب، أنت من استطاع أن يقف في وجه نفسه ويخرج منتصرًا."

وأنا أيضًا ضحكت، ضحكة مختلطة بين الإرهاق والفرحة، شعرت أن كل الألم، كل التجربة، كل فقدان للوعي كان يستحق لحظة كهذه. شعرت أنني… فعلتها، وأن أي تحدٍ قادم، مهما كان، يمكن أن أواجهه.

كانت مونو تقف هناك، تراقبني بعينين مليئتين بالاعتراف والدفء، وأنا أنظر إليها… وأشعر لأول مرة أنني لست و

حيدًا، وأنني مستعد لكل ما سيأتي بعد ذلك.

2025/09/24 · 4 مشاهدة · 3828 كلمة
TOD18
نادي الروايات - 2025