كنت أقف في شوارع شنغهاي المزدحمة، محاطًا برفاقي: مونو، نيرو، أكيهيكو، وبابادوك. الجوهرة الخضراء في عيني اليمنى كانت تومض بشكل خفيف، مثل نبض قلب غريب يحذرني من شيء لا أستطيع فهمه. رائحة الزلابية المقلية تملأ الهواء، وأصوات الباعة وهدير السيارات جعلت المدينة تبدو وكأنها لا تهدأ أبدًا. لكن في داخلي، كان هناك شعور بالثقل. الرسالة من ليو تشنغ، ذلك الرجل الذي لم أره من قبل، كانت عالقة في ذهني. دعوته لزيارة منزله لمناقشة كتاب "شمس المعارف" جعلتني أشعر أن هذه ليست مجرد زيارة عادية.بدأنا رحلتنا إلى منزل ليو تشنغ، لكننا اكتشفنا أنه ليس في وسط المدينة كما توقعت. كان بعيدًا، في غابة كثيفة خارج شنغهاي. استغرقنا ساعة كاملة بالسيارة، ثم مشينا عبر طريق ترابي ضيق. الأشجار الطويلة كانت تحجب الشمس، مما جعل الجو باردًا قليلاً. كنت أمشي في المقدمة، حقيبتي الصغيرة التي تحتوي على الكتاب مربوطة على ظهري. مونو كانت تسير بجانبي، تنظر حولها بحذر. أكيهيكو وبابادوك كانا يتكلمان عن شيء سخيف خلفي، ونيرو كانت تسير في الخلف، صامتة كالعادة.بعد ساعة من المشي، وصلنا إلى هضبة عالية. كانت مجرد قطعة أرض مسطحة مغطاة بالعشب الأخضر، وفي وسطها منزل خشبي صغير. كان المكان عاديًا جدًا، لا شيء مميز فيه. لا بوابات فخمة، لا زخارف غريبة، فقط كوخ بسيط يبدو وكأنه مكان لشخص يعيش حياة هادئة. توقفنا جميعًا، ننظر إلى المنزل بمزيج من الدهشة والإحباط. لكن هذا؟ مجرد منزل عادي على هضبة عادية.أكيهيكو رفع حاجبيه وأشار إلى الكوخ.
"هل هذا جديًا؟ هذا منزل ليو تشنغ؟ يبدو مثل بيت فلاح!" بابادوك عبس وطقطق بأصابعه.
"إذا كان هذا مضيعة لوقتنا، سأحطم هذا الكوخ بنفسي." مونو نظرت إلى المنزل بعينين متشككتين.
"اهدأ، يا بابادوك. المظاهر قد تكون خادعة. بليك، هل تشعر بشيء غريب؟" نظرت إلى الكوخ، والجوهرة في عيني ومضت مرة أخرى.
"الجوهرة تومض. لا أعرف لماذا، لكن هذا المكان هادئ أكثر مما ينبغي." نيرو تقدمت خطوة، ونظرت إلى المنزل بنظرة هادئة.
"تقدموا. سنعرف الحقيقة عندما نصل.
فجأة، فُتح باب الكوخ الخشبي ببطء، وظهر منه رجل طويل ونحيف، يرتدي بذلة سوداء رسمية. شعره الأسود القصير مشدود إلى الخلف، وعيناه مخفيتان خلف نظارات شمسية داكنة. كان هو نفسه الرجل الذي أعطانا الرسالة في البلدة. وقف أمامنا، يبتسم ابتسامة خفيفة، وكأنه كان يتوقع وصولنا."إذن، لقد أتيتم فعلاً. كنت في انتظاركم." نظرت إليه بحذر، يدي تتحسس حقيبتي.
"أنت نفس الشخص الذي أعطانا الرسالة. من أنت بالضبط؟" "أنا مجرد مساعد للسيد ليو تشنغ، وهذا بيته. تفضلوا." بابادوك صرخ، وهو يشير إلى الكوخ.
"مخبأ؟ تقصد ذلك الكوخ المهترئ؟!" "بالطبع لا، أعني هذه الهضبة." نظرت إلى رفاقي، ورأيت الذهول على وجوههم. أكيهيكو كان فمه مفتوحًا قليلاً، وكأنه لا يصدق ما يسمعه. مونو ضيقت عينيها
. بابادوك بدا وكأنه على وشك الصراخ مرة أخرى، بينما نيرو كانت هادئة، لكن عينيها كانتا تراقبان المساعد بتركيز. أما أنا، فقد شعرت بالحيرة. الهضبة؟ كيف يمكن أن تكون هذه الهضبة العادية منزلًا؟استدار المساعد، وأخرج من جيبه أداة تحكم عن بعد صغيرة، بحجم هاتف محمول، مصنوعة من معدن أسود لامع بأزرار فضية صغيرة. ضغط على زر في المنتصف، وفجأة اهتزت الأرض تحت أقدامنا. بدأت الهضبة تنفتح ببطء، كاشفة عن باب عملاق يساوي طول وعرض الهضبة بأكملها. كان الباب مصنوعًا من معدن رمادي غامق، مزين بخطوط بسيطة تشبه الرموز القديمة التي رأيتها في المتحف. انفتح الباب ليكشف عن ممر طويل مظلم داخل الهضبة، مضاء بمصابيح خافتة معلقة على الجدران الحجرية. كانت الجدران مغطاة بنقوش بسيطة لتنانين وأشكال هندسية، والهواء بداخل الممر كان باردًا ورطبًا، برائحة خفيفة تشبه رائحة الأرض بعد المطر.في داخل الممر، وقف ثلاثة رجال آخرين، يرتدون زيًا أسود موحدًا يشبه زي الحراس، مع بناطيل وقمصان ضيقة، وحزام جلدي يحمل المسدسات ولكن بتصميم غريب. كانوا طوال القامة، بوجوه صلبة وعيون حادة، واضح انهم مدربون على القتال.
وقفوا في صف واحد، يراقبوننا بصمت.أكيهيكو همس، وهو يحدق في الممر.
"لا أصدق ما أراه." مونو كانت لا تزال تنظر إلى المساعد بحذر.
"هذا... ليس مجرد منزل. ما الذي يخفيه هذا الليو تشنغ؟" بابادوك ضحك بسخرية.
"كوخ مهترئ؟ هه، هذا الرجل يعرف كيف يصنع مدخلاً!" نيرو نظرت إلى الممر بنظرة هادئة.
"هذا المكان ليس عاديًا. أشعر بطاقة غريبة." شعرت بالذهول، لكنني حاولت الحفاظ على هدوئي.
"هذا أكثر مما توقعت. لكننا هنا الآن." تقدم المساعد إلى داخل الممر، ونظر إليّ.
"يا سيد بليك إيثر، ماذا تنتظر؟ هيا، تفضل." نظرت إلى رفاقي، وقلت:
"حسنًا، هذا هو، يا رفاق." فجأة، تحرك الحراس من أماكنهم، ووقفوا في وجه رفاقي، مانعين إياهم من التقدم. أشار أحدهم إليّ وقال:
"يمنع دخول أي شخص سوى السيد المدعو." كانت الصدمة واضحة على وجوه الجميع. أكيهيكو رفع يديه في استسلام ساخر، لكنه بدا منزعجًا. مونو ضيقت عينيها أكثر، وكأنها مستعدة للقتال. بابادوك قبض يديه، وكأنه يفكر في تحطيم الحراس. نيرو، كعادتها، بقيت هادئة، لكن عينيها كانتا تراقبان الحراس بتركيز.استدرت إلى المساعد، وقلت بنبرة حادة:
"هاي، ماذا يعني هذا؟" "أنا آسف إذا أزعجتك، لكن هذا المكان في غابة السرية، ويمنع دخول أي شخص غير مدعو. آسف بشأن ذلك، يمكنهم انتظارك حتى تنتهي." نظرت إلى رفاقي، وشعرت ببعض الإحباط.
"آسف يا جماعة، سأعود بعد أن أنتهي، حسنًا؟" فجأة، اقتربت مونو مني، وعينيها مليئتان بالقلق.
"بليك، تعال للحظة." اقتربت منها، مستغربًا. همست في أذني:
"هذا قد يكون خطيرًا، لذا سأذهب معك." "لكن كيف؟ لم يسمحوا لكِ بالدخول." "سأدخل كتاب شمس المعارف. أنا في النهاية الحامية، وأستطيع الدخول والخروج من الكتاب متى أردت. سأخرج إذا وقعت مشكلة." "حسنًا." نظرت مونو إلى الكتاب في حقيبتي، ووضعت يدها عليه. تحول جسدها إلى ضوء ذهبي خافت، ثم اختفت داخل الكتاب في لحظة، كأنها ذابت في صفحاته. شعرت بثقل خفيف في الحقيبة، كأن الكتاب أصبح أكثر حياة.قبل أن أتحرك، اقتربت نيرو بهدوء.
"أنا أيضًا سأراقب من بعيد، على هيئتي كعصفور. لا أظن أنهم سيلاحظون." "حسنًا." فجأة، تحولت نيرو إلى عصفور أسود صغير، ريشها يلمع تحت ضوء الشمس الخافت. طارت بسرعة وهبطت على كتفي، عيناها الصغيرتان تراقبان الممر. شعرت ببعض الطمأنينة، مع العلم أن مونو ونيرو سيكونان معي، حتى لو بشكل خفي. نظرت إلى المساعد، وتقدمت نحو الممر، قلبي ينبض بسرعة، لكنني كنت مستعدًا لما ينتظرني.
وقفت أمام الممر المظلم داخل الهضبة، قلبي ينبض بسرعة وأنا أنظر إلى المساعد ذو البذلة السوداء. نيرو، في هيئتها كعصفور أسود صغير، كانت واقفة على كتفي، ريشها يلمع بخفة تحت ضوء المصابيح الخافتة. شعرت بثقل كتاب "شمس المعارف" في حقيبتي، وكأنه يذكرني بوجود مونو داخله، مستعدة للخروج إذا حدث شيء. أكيهيكو وبابادوك كانا لا يزالان خارج الممر، ينظران إليّ بقلق وإحباط بعد أن منعهما الحراس من الدخول. أومأت لهم برأسي لأطمئنهم، ثم تبعت المساعد إلى داخل الممر. الباب المعدني العملاق أغلق خلفي بصوت معدني ثقيل، كأنه يقطعني عن العالم الخارجي. الممر كان طويلًا وباردًا، جدرانه الحجرية ملساء ومغطاة بخطوط بسيطة تشبه الرموز القديمة. المصابيح المعلقة على الجدران كانت تضيء بضوء أبيض خافت، مما جعل الظلال تتراقص حولنا. الهواء كان رطبًا، برائحة خفيفة تشبه رائحة الأرض بعد المطر. كانت الأرضية مصنوعة من بلاط أسود مصقول، وكل خطوة كانت تُحدث صدى خافتًا.
المكان بدا وكأنه مخبأ سري، شيء يُستخدم لأغراض أكبر بكثير مما كنت أتخيل. شعرت بنيرو تحرك ريشها على كتفي، كأنها تشعر بنفس التوتر الذي يعتريني.سألت المساعد وأنا أتبعه، خطواتي تتردد في الممر.
"هل هذا هو المكان الذي يسكن فيه ليو تشنغ؟" نظر إليّ من خلف نظاراته الشمسية، وابتسم ابتسامة خفيفة.
"في الواقع، هذا المكان هو مخبأ نووي." توقفت للحظة، أحاول استيعاب كلامه.
"ماذا؟!" "نعم، فسيدي ليو هو أثرى ملياردير في الدولة، وهذا المكان هو مخبأه، ومخبأ سبعة من أكبر المليارديرات في العالم في حال وقوع حرب نووية. كما ترى، هو مجهز بكل شيء. وأيضًا، كشف مكانه صعب جدًا لأنه مموه. إنه تحت الأرض، مموه بالهضبة، فمن يراها من بعيد يظنها مجرد هضبة عادية، لكنه مخبأ عملاق." كنت أنظر حولي، أحاول استيعاب الفكرة.
"واو، ولكن لماذا هنا بالذات سنتقابل؟" "حسنًا، هذا أيضًا مكان اجتماع أثرى الأثرياء، من بينهم ليو تشنغ، لكي لا تتسرب اجتماعاتهم ولا تحدث اغتيالات. لذا، هذا المكان الأمثل. كما أنه المركز السري لشركة سيدي." رفعت حاجبي، متفاجئًا.
"شركة؟ الشركة التابعة لسيدك؟" "إنها شركة أدوية مشهورة تهدف إلى صنع علاج للإعاقة والشيخوخة، نظرًا لأن سيدي معاق." توقفت عن السير للحظة، مصدومًا.
"معاق؟!" "لديه شلل رباعي منذ الطفولة، لذلك أصبح حلمه هو صنع دواء للشلل." هززت رأسي بدهشة.
"مذهل. على الرغم من إعاقته، وصل إلى الثراء." ابتسم المساعد، وكأن هذا الموضوع يثير فخره.
"نعم، سيدي مذهل حقًا." واصلنا السير عبر الممر، الذي بدأ يتسع تدريجيًا.
بعد بضع دقائق، وصلنا إلى قاعة واسعة داخل الجبل. كانت القاعة تبدو وكأنها جزء من قصر تحت الأرض. الأرضية كانت مغطاة بسجاد أحمر داكن، والجدران مزينة بلوحات بسيطة تصور مناظر طبيعية صينية تقليدية: جبال مغطاة بالضباب، وأنهار هادئة. كانت هناك طاولات خشبية مصقولة عليها تحف خزفية صغيرة، ومصابيح معلقة من السقف تضيء بضوء دافئ. في وسط القاعة، كان هناك باب زجاجي كبير يؤدي إلى غرفة أخرى، بدت وكأنها مكتب أو صالة استقبال. كل شيء كان نظيفًا ومرتبًا، لكن كان هناك شعور بالجدية في المكان، كأنه مصمم للأغراض المهمة، وليس للعيش اليومي.نظر إليّ المساعد وأشار إلى القاعة.
"هذا هو مكان سكن السيد ليو تشنغ." نظرت حولي، أحاول استيعاب ما أراه. كان المكان مثيرًا للإعجاب، لكنه لم يكن فاخرًا بشكل مبالغ فيه. كان عمليًا، مثل مكان يستخدمه شخص يفكر في البقاء والحماية. نيرو، على كتفي، حركت ريشها بخفة، كأنها تشعر بشيء غريب.
كنت على وشك مقابلة ليو تشنغ، ولم أكن متأكدًا مما سأجده، لكنني كنت مستعدًا لمواجهة الحقيقة، مهما كانت
وصلنا أخيرًا إلى غرفة اجتماعات. دخلت وأنا أشعر بتوتر يعصر معدتي، كأنني أدخل امتحانًا لا أعرف أسئلته. المساعد تبعني وأغلق الباب خلفنا بهدوء. الغرفة كانت دافئة ومظلمة، جدرانها مغطاة بألواح خشبية داكنة مزينة بأعمدة سوداء لامعة ونقوش دقيقة تشبه الرموز القديمة التي رأيتها في الممر. ستائر حمراء ثقيلة كانت معلقة على الجدران، رغم أننا تحت الأرض، مما جعل المكان يبدو منعزلًا عن العالم. في الخلفية، كانت هناك شمعدانات معدنية تحمل شموعًا تتوهج بضوء برتقالي دافئ، ينعكس على الجدران ويزيد من شعور الغموض والجدية. في وسط الغرفة، كانت هناك أريكة كبيرة مبطنة باللون الأحمر الغامق، مريحة ولكنها تحمل نوعًا من الفخامة المحجوزة. جلست عليها، وشعرت بنيرو تتحرك على كتفي، عيناها الصغيرتان تراقبان كل شيء.مقابلي، جلس ثمانية أشخاص على كراسي مرتبة في نصف دائرة، أربعة رجال وأربع نساء، ينظرون إليّ بمزيج من الفضول والتشكك.
في المنتصف، كان ليو تشنغ، جالسًا على كرسي متحرك كهربائي أسود لامع، مزود بأزرار وشاشة صغيرة على الجانب. كان في الأربعينيات، نحيفًا، بشرته شاحبة، وشعره الأسود القصير مشدود إلى الخلف. عيناه كانتا عميقتين، كأنهما تخفيان أسرارًا، ويده اليمنى كانت ترتجف قليلاً بسبب إعاقته.إلى يساره، امرأة في الخمسينيات، ذات شعر أشقر قصير مصفف بدقة، ترتدي بدلة رمادية أنيقة. نظارتها الرفيعة جعلتها تبدو كمديرة تنفيذية صارمة. كانت هذه سيليا هارت، مليارديرة في مجال التكنولوجيا.
إلى يمينها، رجل في الستينيات، ذو شعر أبيض كثيف ووجه مليء بالتجاعيد، يرتدي قميصًا أبيض وبنطالًا داكنًا، يدخن سيجارًا صغيرًا. كان فيكتور راموس، مستثمر عقاري.
بجانبه، امرأة شابة في الثلاثينيات، بشرتها سمراء، شعرها أسود طويل مربوط في كعكة أنيقة، ترتدي فستانًا أسود بسيطًا ولكنه باهظ الثمن. كانت زارا خان، مليارديرة في مجال الأزياء.
إلى يسار ليو، رجل في الأربعينيات، ذو لحية قصيرة وشعر بني فوضوي قليلاً، يرتدي جاكيت جلدي بني. كان إيثان كروز، صاحب شركات الطاقة.
بجانبه، امرأة في الخامسة والأربعين، شعرها بني محمر مربوط بشريط أحمر، ترتدي بدلة خضراء داكنة. كانت ليليان وونغ، مليارديرة في صناعة الأدوية.
إلى يمين ليو، رجل في الخمسينيات، ذو بشرة داكنة وشعر أسود قصير، يرتدي بدلة زرقاء داكنة. كان ديفيد أوكوي، مالك شركات النقل.
بجانبه، امرأة في الستينيات، ذات شعر رمادي طويل مضفر، ترتدي رداءً طويلًا أزرق مزينًا بأنماط زهرية. كانت هيلينا روسو، مليارديرة في مجال الفنون والمجوهرات.
أخيرًا، رجل في الثلاثينيات، ذو شعر أشقر فاتح وعيون زرقاء حادة، يرتدي بدلة بيضاء مصممة خصيصًا. كان لوكاس بيرغ، ملياردير في مجال البرمجيات.نظر إليّ المساعد، وأشار إلى الثمانية.
"هؤلاء هم المليارديرات الثمانية الذين اتخذوا هذا المكان ملجأ. أيها السادة، هذا هو بليك إيثر، صاحب كتاب شمس المعارف."
ليو تشنغ رفع عينيه نحوي من كرسيه المتحرك، بنظرة فاحصة.
"إذن، أنت صاحب الكتاب. تبدو لي يافعًا." قبل أن أرد، صرخت زارا خان، وهي تضرب يدها على الطاولة أمامها.
"لا بد أنه يكذب! من المستحيل أن يكون فتى صغير مثله يحمل كتاب شمس المعارف الحقيقي!" شعرت بالغضب يتصاعد داخلي، وجهي يحمر من الانزعاج. كيف يجرؤون على التشكيك بي أمام هؤلاء الأشخاص؟ نظرت إلى ليو تشنغ، ثم إلى زارا، وشعرت بثقل الكتاب في حقيبتي يذكرني بما أنا عليه. لم أكن هنا لألعب ألعابهم أو أتحمل سخريتهم. وضعت يدي في الحقيبة، وسحبت كتاب "شمس المعارف" ببطء. كان غلافه الجلدي الثقيل يلمع تحت ضوء الشموع، والرموز الذهبية عليه تبدو وكأنها تتحرك بخفة. رفعته أمامهم، وقلت بنبرة حادة:
"هل هذا يبدو لكم مزيفًا؟ هذا هو الكتاب، وأنا من يحمله." نظروا إلى الكتاب بصمت، وشعرت بنيرو على كتفي تتحرك قليلاً، كأنها تشعر بتوتر اللحظة. سيليا هارت ضيقت عينيها خلف نظارتها.
"مثير للإعجاب، لكنني لا أستثمر في الأشياء دون دليل. أثبت أنه ليس مزورا." فيكتور راموس نفث دخان سيجاره، وابتسم بسخرية.
"فتى، إذا كان هذا الكتاب حقيقيًا، فأنت تملك واحد من أغلى ادوات في العالم." زارا خان عبست، وهي تعدل فستانها.
"لا يزال يبدو لي كمراهق يحاول لفت الانتباه."
إيثان كروز ضحك بخفة، وهو يميل إلى الخلف في كرسيه.
"هيا، دعونا نرى بعض السحر. أنا لا أضيع وقتي في الاجتماعات العادية." ليليان وونغ عدلت شريط شعرها، وتحدثت بنبرة هادئة ولكن حادة.
"إذا كان الكتاب حقيقيًا، فهو قد يغير قواعد اللعبة في كل الصناعات." ديفيد أوكوي نظر إليّ بهدوء، وكأنه يقيم قيمتي.
"الشباب لا يعني الضعف. لكنك بحاجة إلى أكثر من كتاب لإقناعنا." هيلينا روسو لمست جديلتها، وابتسمت ابتسامة دافئة ولكن ماكرة.
"إنه جميل كقطعة فنية، لكن الجمال وحده لا يكفي. ما الذي يمكن أن يفعله؟" لوكاس بيرغ، ببدلته البيضاء، مال إلى الأمام، عيناه الزرقاوان تلمعان.
"إذا كان هذا الكتاب يحمل أسرارًا تكنولوجية، فأنا مهتم. أرني شيئًا يستحق وقتي."
شعرت بالتوتر يتصاعد داخلي، لكنني لم أكن هنا لإثبات شيء لهم. كنت هنا لمعرفة الحقيقة عن الكتاب وعن جدي ثيودور. لكن عيونهم الثمانية كانت مثبتة عليّ، وكأنني في قفص. نيرو على كتفي حركت ريشها بخفة، وكأنها تحثني على البقاء هادئًا. لكنني كنت أعلم أن هذه اللحظة ستحدد كل شيء. كنت على وشك الرد، لكن شيئًا ما في نظرة ليو تشنغ جعلني أتوقف. كان يراقبني بصمت، وكأنه يعرف شيئًا لا أعرفه.
نظر ليو تشنغ، من كرسيه المتحرك، مال إلى الأمام قليلاً، عيناه الذكيتان مثبتتان عليّ.
"إذن، أخبرنا، كيف حصلت على الكتاب؟" ترددت للحظة. كنت أعلم أن الكذب لن يجدي نفعًا. عيناه كانتا كأنهما تستطيعان رؤية ما وراء كلماتي. تنفست بعمق، وحاولت أن أبدو هادئًا.
"حسنًا، لقد وجدته بالصدفة في منزلي." توقف الجميع عن الحركة للحظة. سيليا هارت رفعت حاجبها، وكأنني قلت شيئًا سخيفًا. فيكتور راموس نفث دخان سيجاره، وابتسم بسخرية. زارا خان ضحكت بخفة، وهي تهز رأسها كأنها لا تصدقني. إيثان كروز عبس، وكأنه يفكر إن كنت أمزح. ليليان وونغ عدلت شريط شعرها، ونظرت إليّ بنظرة متشككة. ديفيد أوكوي ظل صامتًا، لكنه كان يراقبني بتركيز. هيلينا روسو لمست جديلتها، وابتسمت ابتسامة ماكرة. لوكاس بيرغ كان يعبث بهاتفه، لكنه رفع عينيه للحظة، وكأنه ينتظر تفسيرًا أفضل. شعرت بالإحباط يتصاعد داخلي. كيف يجرؤون على التشكيك بي بعد كل ما مررت به؟ليو تشنغ أكمل كلامه، صوته هادئ ولكن فيه نبرة تحدي.
"كيف تثبت أن هذا الكتاب حقيقي؟" شعرت بالغضب يغلي في صدري. بعد كل هذا، لا يزالون لا يصدقونني؟ نظرت إلى الكتاب على الطاولة، ثم إلى وجوههم المترقبة. كنت قد سئمت من نظراتهم المتعالية. قررت أن أريهم ما يمكن أن يفعله الكتاب. أمسكت الكتاب بكلتا يدي، وفتحته على صفحة تعويذة روح في الضوء. الرموز الذهبية على الصفحة بدأت تتوهج بخفة، وشعرت بطاقة دافئة تنتقل إلى أصابعي. رددت تعويذة "روح في الضوء" بصوت منخفض، كل كلمة تخرج مني كأنها جزء مني. فجأة، انبثق ضوء أبيض ناعم من الصفحة، كأنه ضباب لامع يتشكل في الهواء. الضوء بدأ يتجمع، وتكثف تدريجيًا حتى ظهرت ريمي، واقفة أمامي. كانت ترتدي رداءها الأبيض المتدفق، شعرها الأصفر الطويل يتماوج كأنه يطفو، وعيناها الزرقاوان تلمعان بضوء خافت. وقفت بهدوء، كأنها تنتظر أوامري، لكن وجودها وحده كان كافيًا ليملأ الغرفة بهالة سحرية.المليارديرات جمدوا في أماكنهم.
سيليا هارت أسقطت قلمها على الطاولة، عيناها مفتوحتان على وسعهما. فيكتور راموس كاد يسقط سيجاره من فمه. زارا خان غطت فمها بيدها، وكأنها لا تصدق ما تراه. إيثان كروز مال إلى الأمام، عيناه تلمعان بالدهشة. ليليان وونغ أمسكت بشريط شعرها بقوة، وكأنها تحاول الحفاظ على هدوئها. ديفيد أوكوي، الذي كان صامتًا طوال الوقت، أومأ برأسه ببطء، كأنه أدرك شيئًا. هيلينا روسو لمست جديلتها، وعيناها مملوءتان بالإعجاب. لوكاس بيرغ أسقط هاتفه على الأرض، وكأنه نسي وجوده. حتى المساعد، الذي كان واقفًا خلفي، بدا مصدومًا، نظاراته الشمسية تنزلق قليلاً على أنفه.ليو تشنغ رفع يده، وصرخ بنبرة مليئة بالحماس.
"حسنًا، لقد تأكدنا الآن أن هذا هو كتاب شمس المعارف الحقيقي!" نظرت إلى ريمي، وشعرت ببعض الذنب لاستدعائها بهذه الطريقة.
"آسف لأنني أخرجتك بسبب تافه مثل هذا." ريمي ابتسمت بهدوء، صوتها ناعم كالنسيم.
"لا بأس، أنا لست مستاءة." ليو تشنغ نظر إليّ، وابتسامته الآن أكثر دفئًا، ولكن لا تزال هناك نظرة غامضة في عينيه.
"نحن نتأسف حقًا. في النهاية، هناك مئات النسخ المزيفة من شمس المعارف حول العالم، لكننا وأخيرًا وجدنا الكتاب الأصلي." شعرت بنيرو تتحرك على كتفي، وكأنها تحثني على الحذر. نظرت إلى ليو مباشرة، وحاولت أن أبدو واثقًا.
"إذن، ما الذي تريدونه من الكتاب؟" ليو مال إلى الأمام في كرسيه المتحرك، وصوته أصبح أكثر جدية.
"حسنًا، من دون لف أو دوران، سأخبرك." شعرت بقلبي ينبض بسرعة. كنت على وشك سماع الحقيقة، أو على الأقل جزء منها. المليارديرات كانوا يراقبونني، وريمي وقفت بجانبي، كأنها تذكرني بقوتي. نيرو على كتفي، ومونو في الكتاب، جعلاني أشعر أنني لست وحدي. لكن كلمات ليو القادمة كانت ستغير كل شيء، وكنت أعلم ذلك!
[منظور بابادوك]
اكنتُ واقفًا على الهضبة العالية وسط غابة كثيفة خارج شنغهاي، محاطًا بالعشب الأخضر وأشجارٍ طويلة تحجب أشعة الشمس. كان الجو باردًا قليلًا، وتفوح رائحة التربة الرطبة في الهواء. أكيهيكو كان إلى جانبي، يتذمر كعادته، بينما الحراس الثلاثة الذين منعونا من الدخول كانوا واقفين كالتماثيل عند مدخل الممر الذي اختفى فيه بليك مع ذلك المساعد الغريب. شعرتُ بالضيق يغلي في صدري. ما هذا الهراء؟ أيتركوننا هنا ننتظر كالأطفال بينما بليك يدخل ذلك المخبأ السري؟ الكوخ المهترئ أمامنا لم يكن سوى واجهة، والهضبة بأكملها كانت مخبأً تحت الأرض. لكن ما أثار غضبي أكثر هو أننا نقف هنا كالحيوانات المقيدة، دون أدنى فكرة عما يجري في الداخل.نظرتُ إلى أكيهيكو، الذي كان يعبث بجاكيته، يبدو مضطربًا. وجهه النحيف كان متجهمًا، وشعره الأشقر الفوضوي يتماوج مع نسمات الريح الخفيفة. حاول أن يبدو هادئًا، لكن عينيه الضيقتين كانتا تفضحانه. أما أنا، فقد شعرتُ بطاقتي الخام تتدفق في عروقي، تدفعني للتحرك. عضلاتي كانت مشدودة، وقبضتيّ مغلقتان دون وعي. جلدي الرمادي كان يلمع قليلًا تحت ضوء الشمس الخافت، وشعرتُ وكأنني على وشك الانفجار من الملل.قلتُ بنبرة غاضبة:
"ما هذا الهراء؟ أسنظل هنا ننتظر بليك كالخدم؟" رفع أكيهيكو رأسه، ونظر إليّ بنظرة مترددة.
"اهدأ، يا بابادوك. بليك قال إنه سيعود قريبًا. لا نريد أن نعرضه للخطر." ضحكتُ بسخرية، وأشرتُ إلى الحراس الذين كانوا يراقبوننا كالصقور.
"نعرضه للخطر؟ هؤلاء يعاملوننا كالحيوانات، وأنت تقول ننتظر؟ لا، أنا سأدخل، ولو اضطررت لضرب هؤلاء الحراس واحدًا تلو الآخر!" هز أكيهيكو رأسه، ورفع يديه باستسلام.
"يا رجل، هذا ليس وقت بطولاتك. إن دخلنا، قد نُعرّض بليك لمشكلة." قلتُ وأنا أقترب خطوة من الحراس:
"بليك؟ ذلك الفتى لديه الكتاب، ونيرو ومونو معه. إن كان هناك خطر، فهو قادر على تدبر أمره. لكنني لا أحب أن أقف هنا كالكلب عند الباب!" أمسك أكيهيكو ذراعي، محاولًا إيقافي.
"بابادوك، أنا جاد، لا تُحدث مشكلة!" نظرتُ إليه بنظرة تحدٍ، وقلت:
"أفلت ذراعي، أكيهيكو. إما أن تأتي معي، أو تبقى هنا كالجبان!" تنهد أكيهيكو، كأنه يعلم أنه لا فائدة من مناقشتي.
"حسنًا، لكن إن حدث شيء، أنت المسؤول!" ابتسمتُ بسخرية، وقلت:
"هذا ما يعجبني فيك، دائمًا تتذمر لكنك في النهاية تتبعني." اقتربتُ من الحراس، ورفعت يدي ببطء، كأنني أنوي التحية. لكن بدلًا من ذلك، استخدمتُ احد تقنياتي. حركتُ يدي بحركة دائرية، فانبعثت موجة خفيفة من طاقة زرقاء باهتة، كالنسيم البارد. لم يكن لدى الحراس فرصة للرد. بدأت عيونهم تغمض، وسقطوا واحدًا تلو الآخر على العشب، وهم يشخرون كأكياس البطاطس المرمية. كانوا يرتدون زيًا أسود موحدًا، بناطيل وقمصان ضيقة، وحزامًا جلديًا يحمل أسلحة غريبة، مزيجًا بين المسدسات وأدوات سحرية. وجوههم كانت صلبة، كالجنود المدربين، لكنهم الآن بدوا هزيلين وهم نائمون.نظر أكيهيكو إلى الحراس، فمه مفتوح بدهشة.
"يا إلهي، بابادوك! هل فعلتها حقًا؟" قلتُ وأنا أبتسم:
"أجل، فعلتها. هيا، بدلًا من أن تقف تنظر!" تقدمنا نحو الممر المظلم، مضاء بمصابيح خافتة معلقة على الجدران الحجرية الملساء. كانت الجدران مزينة بنقوش بسيطة، رموز قديمة تشبه تلك التي رأيناها في المتحف. الأرضية كانت من بلاط أسود مصقول، وكل خطوة كانت تُحدث صدى خفيفًا. الهواء كان باردًا ورطبًا، برائحة قوية للتربة الرطبة. أكيهيكو كان يسير خلفي، ينظر يمينًا ويسارًا كقط خائف.همس أكيهيكو:
"لا أظن أن هذه فكرة جيدة." قلتُ وأنا أبتسم بسخرية:
"إن لم تعجبك، ارجع وانتظر مع الحراس النائمين." رد أكيهيكو، محاولًا تخفيف التوتر:
"لا، أنا معك. لكن إن وقعنا في مشكلة، سأقول إنك أنت من أجبرني!" ضحكتُ بخفة، وواصلنا السير في الممر الذي كان يتعمق أكثر في الجبل. كنتُ أشعر بقوتي تدفعني للأمام، لكن في الوقت ذاته، كان هناك شعور خفي ينذرني بأننا نقترب من شيء أكبر مما نتخيل. بليك كان في الداخل، وكنتُ أعلم أنه قادر على حماية نفسه، لكنني لم أكن لأتركه وحيدًا. الممر كان يزداد ظلامًا، وكنتُ مستعدًا لمواجهة أي شيء ينتظرنا.
[منظور بليك إيثر]
ريمي كانت تقف إلى جانبي، رداؤها الأبيض يتماوج بخفة، وعيناها الزرقاوان تلمعان بهدوء.ليو تشنغ، من كرسيه المتحرك، مال إلى الأمام، عيناه الذكيتان تلمعان بنور غامض.
"إن هذا الكتاب سيكون مفيدًا جدًا لنا وللجنس البشري. إنه موسوعة كاملة عن مجتمع الجن، نقاط ضعفهم و قوتهم، تطورهم وأسرارهم. إن حصلنا على هذه المعلومات، فسوف نتطور كبشر في كل شيء." نظرتُ إليه، أحاول استيعاب كلامه.
"إذن، هذا هو سببكم؟" أكمل ليو، صوته يحمل نبرة جدية:
"وأيضًا سبب آخر. هذا الكتاب هو مفتاح لقبر جدي، الإمبراطور تشين شي هوانغ، أول إمبراطور للصين." توقف قلبي للحظة. تذكرتُ رؤية "اللمس الحسي" التي رأيتها عندما لمستُ لوحة قديمة رأيتها في متحف شنغهاي عادت إلى ذهني: صورة لتشين شي هوانغ، محاطًا بجيش من الطين، وكأنه يحرس سرًا لا يمكن لأحد فهمه. لكن شيئًا ما كان يزعجني. لم يكن هناك أي إشارة إلى الكتاب في تلك الرؤية أو اللوحة.أكمل ليو، وهو ينظر إليّ بتركيز:
"لقد وجدنا أخيرًا، بعد مئات السنين، مكان قبره في جبال الهيمالايا. لكن القبر مفخخ جدًا، ونحتاج إلى كتاب شمس المعارف لفتحه." فكرتُ في كلامه. جبال الهيمالايا؟ قبر مفخخ؟ الكتاب كمفتاح؟ شيء ما لم يكن منطقيًا. كنتُ قد رأيتُ ماضي تشين شي هوانغ في رؤياي، ولم يظهر الكتاب أبدًا، ولا حتى تلميح له. كيف يمكن أن يكون الكتاب مفتاحًا إذا لم يكن له أي علاقة بالإمبراطور؟ شعرتُ بالحيرة. نظرتُ إلى الكتاب أمامي، ثم إلى ليو. كان هناك شيء غامض في كلامه، كأنه يخفي شيئًا. لم أستطع أن أثق به، ليس بعد تلك الرؤية.قررتُ أخيرًا، وقلتُ بحزم:
"آسف، لن أستطيع مساعدتكم." نظر إليّ ليو، عيناه تضيء بنظرة غريبة، مزيج من الدهشة والغضب المكبوت. المليارديرات الآخرون تبادلوا النظرات، وبعضهم بدأ يتململ في مقاعده. سيليا هارت ضيقت عينيها، وزاكر خان عبست باستنكار.سأل ليو بهدوء، لكن صوته كان يحمل نبرة تهديد خفيفة:
"لمَ لا يمكن؟" أجبتُ، وأنا أحاول الحفاظ على هدوئي:
"بصفتي مالك الكتاب، لا يمكنني إعطاءه لأي شخص. ذلك سيسبب لعنة تستمر ثلاثة عشر يومًا حتى موتي. وأيضًا، هذا الكتاب هو ما سيوصلني إلى كشف أسرار جدي، ثيودور إيثر، المالك السابق للكتاب. لذا، آسف، لا أستطيع." نظر إليّ فيكتور راموس، وهو ينفث دخان سيجاره.
"من هو هذا ثيودور إيثر بحق الجحيم؟" شعرتُ بالصدمة. كيف لا يعرفون عن جدي؟
"ماذا؟!" أكمل ليو، وهو يرفع يده لتهدئة الآخرين:
"هل أنت متأكد؟ سنعرض عليك ملياري وسبعمائة وعشرين مليون دولار مقابل الكتاب." هززتُ رأسي بحزم.
"لا أريد، شكرًا." ساد الصمت للحظة. المليارديرات نظروا إليّ، بعضهم بدهشة والبعض الآخر بغضب. ليو تشنغ حدق بي، وعيناه تضيقان بنظرة باردة، كأنه يقرأ أفكاري. ثم قال، بصوت هادئ ولكنه مرعب:
"حسنًا، بما أنك لا تريد إعطاءنا الكتاب بالود، فسوف نأخذه بالقوة." تجمدتُ في مكاني.
"ماذا؟!" فجأة، فُتح الباب الخشبي للغرفة بعنف، واندفع ثمانية جنود إلى الداخل. كانوا يرتدون زيًا أسود موحدًا، بناطيل وقمصان ضيقة، وأحزمة جلدية تحمل أسلحة غريبة تشبه المسدسات ولكنها مزودة بحجارة متوهجة. وجوههم كانت مغطاة بأقنعة سوداء، تظهر فقط عيونهم الحادة. وقفوا في صف واحد، ووجّهوا أسلحتهم نحوي، أصوات المعدن تتردد في الغرفة وهم يجهزون أسلحتهم.ليو تشنغ قال بهدوء مرعب:
"أعطنا الكتاب، ولن تُسفك أي دماء." شعرتُ بالخوف يتسرب إلى قلبي، لكنني بدأتُ أضحك، ضحكة عصبية.
"هل تظن أنك ستقتلني بمجرد رصاصات؟" فجأة، بدأ الكتاب على الطاولة يتوهج بنور ذهبي ساطع. الرموز على غلافه أضاءت كأنها نار، وانبعث منه ضوء دافئ ملأ الغرفة. فتح الكتاب نفسه، وخرجت مونو من صفحاته كأنها شبح يتشكل من الضوء. ظهرت في ردائها الاصفر الطويل، شعرها الاسود القصير يتطاير كأنه لهب، وعيناها تلمعان بقوة سحرية. وقفت في وضعية قتالية، يداها مشدودتان، وطاقة ذهبية خافتة تتوهج حولهما.
في اللحظة ذاتها، تحولت نيرو على كتفي إلى هيئتها البشرية. ريشها الأسود تبدد كضباب، وظهرت في شكلها الحقيقي: فتاة متوسطة الطول ذات شعر أسود قصير وبشرة شاحبة،عيناها الحمراوان كانتا تلمعان بنظرة قتالية، ووقفت إلى جانبي، يداها جاهزتان لإطلاق تعويذتها.
ريمي، التي كانت تقف بجانبي، اتخذت وضعية قتالية أيضًا. رداؤها الأبيض بدا كأنه يتوهج، ورفعت يديها، طاقة ذهبية خافتة تتجمع حولهما. قالت بنبرة هادئة ولكن حادة:
"أي شخص يؤذي السيد بليك سيلقى حتفه." أمسكتُ بيدي، وسحبتُ سيفي من العدم. كان سيفًا طويلًا ذا نصل فضي لامع، مزين برموز ذهبية تشبه تلك الموجودة على الكتاب. رفعته أمامي، ونظرتُ إلى الجنود والمليارديرات بنظرة تحدٍ.
"تعالوا إلينا، أيها الأوغاد!" المليارديرات تراجعوا في مقاعدهم، وجوههم مليئة بالصدمة. ليو تشنغ ظل هادئًا، لكن عينيه كانتا تلمعان بنظرة غامضة، كأنه كان يخطط لشيء آخر. الجنود شددوا قبضتهم على أسلحتهم، مستعدين للهجوم. الغرفة كانت مشحونة بالتوتر، وكنتُ أعلم أن المعركة على وشك البدء.