99 - اتمنى بشدة ان تكون هنا

الدرج الحلزوني ينزل بنا كأننا نبتلع أنفاسنا. كل خطوة تُصدر صوتًا معدنيًا خافتًا، كأن المبنى نفسه يتنهد. نحن في المستوى -٦، والهواء هنا أثقل،

مشبع برائحة الكلور الممزوج بالدم. إليزابيث تمشي خلفي، ذراعها المصابة معلقة في رباط مؤقت. فيرتشايلد يمسك بكمي، يهمس أحيانًا أسماء وحوش لم يعد يؤمن بوجودها."كم تبقى؟" تسأل إليزابيث، صوتها يتردد بين الجدران."طابق واحد." أجيب دون أن أنظر خلفي. "ثم -٧. ثم الآلة."لكن الدرج ينتهي فجأة. أمامنا ممر ضيق، أرضيته معدنية مبللة، ينتهي بباب مفتوح على غرفة غمر. خزان ماء هائل، سطحه يعكس مصابيح الطوارئ الحمراء كدماء متجمدة. لا سلالم. لا جسور. فقط الماء."علينا العبور." أقول، أرفع مظلتي كعصا استكشاف.إليزابيث تتقدم خطوة. قدمها تزلق على لوح معدني مبلل. لا أسمع صراخها. أسمع فقط صوت السقوط، ثم بلطشة عنيفة.ألتفت. إليزابيث تختفي تحت السطح. فقاعات. ثم ظل ضخم يتحرك تحت الماء، يقطع الضوء الأحمر كسكين.قرش. ليس قرشًا عاديًا. تجربة أمبريلا. جلده معدني، أسنان كالمناشير، عيناه مصباحان أحمران. يدور حولها كصياد يستمتع بفريسته.لا وقت للتفكير.أرمي معطفي، أقفز.الماء بارد كالثلج. أغوص. أرى إليزابيث تُسحب للأسفل، ذراعها المصابة تترك أثر دم. القرش يفتح فمه.

أفتح مظلتي تحت الماء. تنفس البرق يشحن القماش. أدفع نفسي نحوه.القرش يلتفت. يندفع.أضربه بطرف المظلة في العين اليمنى. انفجار كهربائي. الماء يتوهج أزرق. القرش يرتجف، يصدر صوتًا معدنيًا كالصرير.لكن لا يموت.يضرب بذيله. أُرمى جانبًا. أصطدم بجدار الخزان. الدم يملأ فمي.أرى إليزابيث تطفو، تكاد تغرق.أسبح نحوها. أمسك بيدها. أسحبها للأعلى.لكن القرش يعود.هذه المرة، أفتح المظلة كدرع. أضع إليزابيث خلفي.القرش يندفع.

أدفع المظلة في فمه المفتوح.تنفس البرق – أقصى طاقة.الكهرباء تنفجر داخل جسده. الدم يغلي. العينان تنفجران. الجسد يتشنج، ثم يهبط ببطء إلى القاع.أخرج إليزابيث إلى السطح. فيرتشايلد يسحبنا من الحافة.نتنفس. ننزف. لكننا أحياء."شكرًا..." تهمس إليزابيث."لا تشكريني بعد." أقول، أنظر إلى الباب في الطرف الآخر. مكتوب عليه:-٧"الآلة تنتظر."

الماء لا يزال يقطر من معطفي، يرسم خطوطًا سوداء على الأرضية المعدنية. إليزابيث تسعل، تمسك بذراع فيرتشايلد، وجهها شاحب كورقة قديمة. أنا أمشي أمامهم، مظلتي مغلقة، طرفها يلامس الأرض بإيقاع منتظم: طق... طق... طق. الباب الذي يحمل علامة -٧ يقف في نهاية الممر الطويل،

لكن الهواء هنا مختلف. أثقل. كأن شيئًا ما يتنفس معنا."هل تسمعون؟" يهمس فيرتشايلد.أومئ برأسي. صوت خافت. ليس خطوات. ليس أنين. رفرفة. مثل أجنحة جلدية تلامس الجدران.نتقدم. الممر يضيق تدريجيًا، الجدران مغطاة بطبقة من الصدأ والعفن. المصابيح الحمراء تومض ببطء، كأنها قلب يحتضر. ثم... يتوقف الضوء تمامًا.ظلام دامس.أرفع مظلتي. لا تنفس البرق. لا أريد أن أضيء المكان. أريد أن أرى ما يختبئ.ثم يبدأ.رفرفة قوية. سقف الممر يهتز. شيء يسقط أمامنا. ثم اثنان. ثلاثة. خمسة.مخلوقات مجنحة.ليست طيورًا. ليست خفافيش. تجارب أمبريلا. أجسادها نحيلة كالرماح، أجنحتها جلدية ممزقة، أطرافها مخالب منحنية كالمناجل. عيونهم صفراء، متوهجة. أفواههم مليئة بأسنان صغيرة حادة، تُصدر صوت نقرة عندما يفتحونها.الأولى تهاجم.أدير مظلتي بسرعة. ضربة جانبية. الطرف المعدني يصطدم بجناحها، يُصدر صوت كسر عظم. المخلوق يصرخ – صوت حاد كصفير قطار – ويسقط،

لكنه ينهض فورًا.الثانية والثالثة تنقضان من الأعلى.أدفع إليزابيث وفيرتشايلد خلفي. "ابتعدا!"أفتح المظلة جزئيًا كدرع. الأولى تصطدم بالقماش، مخالبها تمزق النسيج. أدير المظلة، أستخدم قوتها لأرميها جانبًا. الثانية تُحاول الالتفاف. أضرب بطرف المظلة في ركبتها – لا ركبة، لكن المفصل الجلدي. تتعثر، تسقط.لكنهن لا يتوقفن.الخامسة تطير منخفضة، تُحاول قطع ساقي. أقفز فوقها، أهبط بقوة، أدفع المظلة للأسفل كرمح. تخترق جناحها. تُثبتها في الأرض. ترفرف بجنون، لكنها لا تتحرر."كم عددهن؟" يصرخ فيرتشايلد."لا أعرف!" أصرخ ردًا. "لكن لا يهم!"أدور حول نفسي. المظلة تُصبح سيفًا، درعًا، رمحًا. كل حركة محسوبة.

لا طاقة خارقة. فقط الجسد، العقل، المظلة.واحدة تقترب من إليزابيث. أرمي المظلة كرمح. تخترق صدرها. تُسقطها. أركض، أسحب المظلة، أعود.الآن أربعة باقيات.يحاولون تطويقي. أتراجع خطوة، خطوتين. أستخدم الجدران. أضرب واحدة في الوجه – كسر فك. أستخدم قوة الارتداد لأضرب أخرى في الجناح – تمزيق الغشاء.لكنهن سريعات. مخالب تُخدش ذراعي. دم. ألم. لا أتوقف.أرى فجوة. أركض نحو الحائط، أقفز، أستخدم المظلة كعمود، أدور في الهواء. ضربة دائرية. أصيب اثنتين في وقت واحد. واحدة تسقط. الأخرى تترنح.الأخيرة – الأكبر – تطير عاليًا، ثم تنقض كصاعقة.أفتح المظلة كاملة. أستقبلها.تصطدم. القوة تُرميني للخلف. أسقط، أتدحرج. المظلة تُثبت في الأرض. المخلوق يرفرف فوقي، مخالب في كتفي.أمسك بطرف المظلة، أديرها بقوة. كسر الرقبة.يسقط المخلوق فوقي. ميت.أدفعه جانبًا. أنهض.الصمت.فقط أنفاسنا. وصوت قطرات الماء من السقف.إليزابيث تنظر إلي، عيناها واسعتان. "كيف... بدون البرق؟"أمسح الدم عن وجهي. "المظلة ليست سلاحًا. إنها أنا."فيرتشايلد يقترب من الباب. يضع يده عليه."مفتوح." يقول.أنظر إلى الجثث. خمسة مخلوقات. أجنحتها ممزقة. دماؤها سوداء."كانوا حراسًا." أقول. "للآلة."إليزابيث تقترب، تمسك بذراعي. "ماذا لو كان هناك المزيد؟""سنقتلهم." أجيب. "كلهم."

فيرتشايلد ينظر إلى نهاية الممر."كانوا حراسًا.""سنقتل الباقين."

الممر ينتهي ببابين معدنيين كبيرين، عليهما لوحة مكسورة: -٧ – مستودع التجارب. لم نصل بعد إلى الهدوء. صوت أقدام ثقيلة يملأ المكان من الخلف. ألتفت.جنود.ثلاثون، أربعون، ربما أكثر. صفوف منتظمة، بنادق آلية، دروع سوداء، خوذات مُضيئة بأضواء حمراء. حراس أمبريلا الحقيقيون.

ليسوا تجارب. ليسوا ستاندات. بشر مدربون للقتل."أوقفوهم!" يصرخ القائد من الخلف. "لا يخرج أحد حيًا!"أدفع إليزابيث وفيرتشايلد خلفي. "ابتعدا عن الجدران!"أول رصاصة تمر فوق رأسي. أنحني، أركض. لا تنفس البرق. لا قوة خارقة. فقط الجسد، العقل، المظلة.أقفز على الحائط الأيسر، أستخدمه كدفعة، أهبط بين أول جنديين. مظلة مفتوحة جزئيًا – درع. الرصاص يصطدم بالقماش، يُبطئ. أديرها، أضرب الأول في الرقبة – كسر حنجرة. أسحب بندقيته قبل أن تسقط، أرميها في وجه الثاني –

ضربة في الخوذة.ثلاثة آخرون يطلقون النار. أتدحرج تحت الرصاص، أقفز، أضرب بطرف المظلة في ركبة الأول – كسر. أستخدم جسده كدرع بشري، أدفع به نحو الثاني – اصطدام. أضرب الثالث في الرسغ – تسقط البندقية."لا تتركوه يقترب!" يصرخ القائد.لكنني بالفعل في الوسط.أركض بينهم كظل. مظلة كسيف. ضربة في الكوع – كسر. ضربة في الركبة – سقوط. ضربة في الخوذة – دوار. أستخدم أجسادهم ضد بعضهم: أدفع واحدًا في آخر، أرمي خوذة في وجه ثالث.رصاصة تخدش كتفي.

ألم. أتجاهله.أرى إليزابيث وفيرتشايلد يركضان نحو الباب. "لا تتوقفوا!"أقفز فوق جندي ساقط، أهبط خلف صف. أضرب اثنين في الظهر – كسر عمود فقري. أسحب قنبلة دخان من حزام أحدهم، أرميها في الوسط.دخان أبيض كثيف.الرصاص يعمى. أتحرك في الدخان كشبح. أسمع صرخات، أصوات اصطدام. أضرب، أكسر، أرمي.عندما ينقشع الدخان، عشرة فقط باقون. يتراجعون. يعيدون التحميل.أرى الباب. إليزابيث وفيرتشايلد يقفان أمامه. يدفعان.أركض.رصاصة في ساقي. أتعثر. أنهض.أخرى في ظهري – الدرع يوقفها، لكن الألم يشتعل.أصل إليهم."ادفعوا!" أصرخ.ندفع الباب معًا. يفتح بصوت ثقيل.نقفز داخل المستودع.الباب يُغلق خلفنا بقوة. صوت قفل آلي.ننهار على الأرض. نتنفس بصعوبة. الدم يسيل من جروحي. إليزابيث تمسك بذراعي. فيرتشايلد ينظر إلى الظلام أمامنا."هذه المرة..." يهمس فيرتشايلد، صوته مكسور، "هذه المرة... يجب أن تكون الآلة هنا."إليزابيث تضغط على جرحي. "يجب."أنظر إلى الظلام.لا أضواء. لا أصوات. فقط صمت ثقيل.أغمض عيني.من كل قلبي... أتمنى أن تكون هنا

2025/10/28 · 3 مشاهدة · 1024 كلمة
TOD18
نادي الروايات - 2025