مقتطفات من مذكرات* «ڤالن تِيرم»
*ترجمة«-_-Dlela»
_ الفصل مهم نوعاً ما فهو مقدمة عن هذا الكوكب وسكانه،علاقاتهم،قوتهم،وكيفَ اكتسبوا هذه القوة.
________________________________________________
إنه اليوم الثالث بعد القمر الدموي وهو اليوم الذي أعتزمُ فيه مغادرةِ المستوطنة(1) والبحث عن هذا الطريق الذي سيقودني لعدم تكرار ما حدث في تلك الليلة الدموية! وكسر تلك القيود التي تمنع جنسنا من التقدم!.
لقد خرجت من بيت الخشب المتهالك هذا و لأنظر حولي وما كان في الخارج كان مشهداً يجعل عين الرجل تحمر من الألم والغضب النقي بينما تسيل الدماء من عيون النساء من الوهن والحزن والغبطة ،هل بإمكانك تخيل هكذا مشهد؟،بيوت محروقة، أرض مغطاة بدماء شعبي وقطع أجسادهم التي مزقها ذلك الجنس اللعين بوحشية عنهم وهم أحياء!
'هذا لا يمكن أن يستمر' هذا المشهد والذكريات التي تدفقت في رأسي فور رؤيتي لهُ، ما كان يجب أن يجعلني خائفاً ويائساً لم يزدني إلا يقيناً وإيماناً بقراري.
مشيتُ ببطء وعلى مهل إلى بوابة الخروج وأنا أطبع هذه المشاهد أمامي, آلاف القتلا، أيتام يملؤن المستوطنة، الآلاف من النساء الأرامل، البيوت المهدمة والعائلات المُفَرقة!، فلن أنسى ولن أسمح لنفسي بنسياني لهذا أبداً!
"ڤالن،أنتظر! إلى أين تظن نفسك ذاهباً!؟"
حال وصولي بالقرب من البوابة وعندما كنت على وشكِ الغادرة نادى عليَّ صوتٌ رنان مليء بالحياة والأمل. بعد ما حصل ،هناك شخص واحد أعرفه لصوته مثل هذه الخصائص وهذا أكثر شخص أردت عدم مواجهته حتى أني اخترت هذا الوقت تحديداً كونه مشغولاً فيهِ.
"هاي،ڤالن!"
لقد أسرعت من المشي حتى تحولت إلى الركض،لكن في اللحظة التالية لتجاهلي ندائه عليَّ...
"هاي، فرت! لانك! فالتمسكا هذا اللعين من أجلي!"
رن الصوت من جديد،ومع ذلك هذه المرة لم يكن موجهاً لي وإنما كان موجهاً ناحية الحراس الذين يحرسون البوابة وتحديداً إثنينِ منهم ليُدرا رأسيهما فور سماع النداء بأسمائهما،وإنفاق لحظة لإلقاء نظرة على المُنادي واستيعاب ما يريده ، تحركا في وسط الطريق وليسدا طرقي للمغادرة بوجوهٍ لا تعرف هل تضحك أم تبكي على ما يحدث.
وحتى مع سدهم لطرقي لم يرف لي جفن فلا إرادتي بهذا الضعف ولا هدفي هو ذاك الهدف الذي يمكن إيقافه بسدهم عليّ طريقي والصراخ لي لأتوقف!
في طريقٍ محتمٍ ألا أرى فيه غير الجدران والعقبات. كيفَ بي لأتوقف في بدايته هكذا فقط!؟
لقد زدت من سرعتي في الركض وليردوا عليَّ بستخدامهم لقدراتهم الفطرية وستخدام القوة لإنزالي. جذور خضراء هي ما أطلقاه ناحيتي فرغم كون هذه الهجمات لم تكن قاتلة إلا أنها كافيه لتأخيري وربما حتى القبض عليّ،كانت هذه الجذور الخضراء تكاد تحاصرني لكن هل الأمر بهذه السهولة لإنزالي بعد نجاتي من ليلة الجحيم تلك!؟
" إطلاق! " صررت على أسناني لإطلاق أول الأختام التي وضعتها على نفسي بعد هياجي في تلك الليلة، وبذلك إنطلقت مني هالة متعطشة للدماء والقتل والإنحلال، لتذبل بذلك كل الجذور المحيطة بي ولتتحول أصابع يدي الخضراء إلى اللون البني الجاف وليظهر رمز معقد على باطن كف كلتا يَديَّ.
" اه " تهندت
'في النهاية لم أستطع المغادةَ بهدوء' فكرت بتظلم،لكن لم يثنيني هذا عن طريقي.لقد أخذت لمحة أخيرة عن مطاردِ،شعر أزرق قصير، عيون زمردية ، ملامح لفتاة لا يمكن وصفها إلا بالجميلة. كما هو متوقع عند رؤيتها لا يرغب قلبي إلا في الإستسلام لأحضانها.
"تِندا،اسف" نطقت باعتذار واستأنفت فعلي في المغادرةَ بأقصى ما أستطيع من سرعة وليرن صوتها من جديد.
"ڤالن، أيها الأحمق!،كل ما أردتُ قوله لكَ أنني في إنتظارِ عودتك!، أحمق!"
'أنا أعرف ذلك،لكن أنا أعلم أنني عند توديعك فإن جميع الشجاعة التي جمعتها والحزم الذي يملأ قلبي سيتبخر على الفور' رديتُ عليها في عقلي باعتذار واستسلام.
………
بعد السير لساعة كنت قد خرجت من الغابة التي تتواجد فيها المستوطنة وتوقفت فورأ لأخرج الخريطة التي احتفظ فيها في الحقيبة على ظهري. كانت الخريطة مليئة بالتفاصيل والأكثر تكراراً هي علامة الأنياب الحمراء التي تبدو كما لو رسمت بدم البشر. رؤية هذه الخريطة ذكرني بالصندوق الذي عثرت عليه من قبل عندما كنت في السادسة عشر من عمري أي ما مجموعه خمسة سنوات تقريبا منذُ حصولي عليه.لم يكن في ذلك الصندوق سوى شيئين أحدهما هي هذه الخريطة والأخر كان كتاباً يدعي بـ"سحر الكلمات" لقد كان كتاباً مدهشاً يتحدث عن تحول الكلمات إلى قوة باستخدام طريقة فريدة تتمحور حول المعنى،الإرادة وأخيراً المانا ومع ذلك لم يذكر من هو مؤلف هذا الكتاب الذي يبدو من خارج عالمنا!
لقد كانت محتويات هذا الكتاب هي ما ساعدني في إنقاذ حياتي في ليلة القمر الدموي الأخيرة.وهو ما أعتمد عليه في إنقاذ حياة شعبي ورفع الأغلال عنهم.
تمثل(الأنياب الحمراء) هذه العلامات مناطق تواجد الوحوش الخطرة والمجموعات العدائية منها وحسب عدد الأنياب المرسومة على المنطقة،ومع ذلك لا يمكن الإعتماد على هذه الخريطة بالكامل فمن الواضح كونها تم رسمها منذُ زمنٍ طويل والكثير يمكن أن يتغير في هذه الفترة الطويلة من الوقت. لذلك يلزم الحذر والفطنة للبقاء حياً في هذه المناطق.والجدير بالذكر كون أغلب المناطق عليها أنياب حمراء مما يظهر الخطر الذي ينطوي عليه بحثي هذا. ومع ذلك تحركت قدماي قُدماً للأمام دون تأخير بمجرد تحديد وجهتي التالية.
………
خمس سنوات هذه هي المدة التي قضيتها وأنا أحاول البقاء على قيد الحياة أثناء العمل لتحقيقِ هدفي هذا،وهي نفس المدة منذُ أن كتبت في مذكراتي أخر مرة. فلم أجد الوقت أو العقلية لذلك وأنا محاط على الدوام بالخطر وحياتي على المحك،لكن هذا اليوم كان مختلفاً ففي الأمس وعندما كنت على وشكِ الإنتهاء من شرب الماء من الجدول الصغير في الغابة التي كنت فيها والعودة إلى الكهف الذي كنتُ اختبئ فيه وإذا بي أصادف حيواناً على قائمتين بدل الأربع ولم يكن ايَّ حيوان فقد كان بشرياً(2).البشر،الذين يطلق عليهم بالمنبوذين من قِبل باقي الأجناس. فهم قد تم نبذهم من فصيلتهم الخاصة (الحيوانات،الوحوش)وهم من الأضعف من باقي الأجناس ،لكن لهذا كنت أكثر تفاجاً من وجود بشري بمفردة هنا في منطقة تحتوي على الوحوش التي دخلت تحولها الأول وحتى الثاني!
لقد تعاملت مع البشر عدت مرات في هذه الخمسة سنوات وفي إحداها كنت قد بقيت لثلاث أشهر في مستوطنة بشرية عندما أصبت بجروح خطيرة وكدت أفقد حياتي ،لحسن الحظ كنت قريبا من تلك المستوطنة وتعلمت لغتهم في ذلك الوقت وإن لم يكن بتلك الطلاقة.بعد ذلك كلمته بهدوء.
"هاي,أيها البشري هنا تعال بسرعة" لقد كان متفاجئاً فبمجرد سماع صوتي قفز من الخوف وهو يأرجح بسيفه يميناً وشمالناً،حسناً؟ لم يكن ذلك مفاجئاً بصراحة فمع تمويه جسدي الطبيعي(3) وكوني في بقعة مخفية نسبياً فلا عجب أنهُ لم يلاحظني، لذلك ناديت عليه مجدداً.
"هاي,أنت بشري إلى هنا تعال بسرعة" لقد لوحتُ وهذه المرة هو لاحظني وبعد التحديق بي بتمعن تقدم ناحيتي وبعد لحظات وقف أمامي بينما كنت جالساً ومختبئاً بين الحشائش والأشجار وأشرت له بإصبعي ليجلس مثلي.
"أنت…أنا" لقد حاول الكلام لكن منعتهُ بالإشارة إليه ليصمت ويتبعني. لقد نفذ ذلك بسلاسة وأخذته إلى الكهف بينما نسير ببطء وظهورنا منحنية لقد كنت أسير والبشري خلفي ومع ذلك لم أخذل حرسي أبداً،فلا يمكن أن يكون المرء أكثر حذراً عند مواجهة شخصٍ غريب في البرية. في النهاية وصلنا إلى الكهف.
لقد كنت قد سبق وغطيت مدخل الكهف بالشجيرات والنباتات المتسلقة لتمويهه. وحال دخولنا الكهف قمت بتقديم نفسي اولاً.
"أنا ڤالن تيرم،مجرد مغامر منفرد" لقد قدمت نفسي بالطريقة التي يقدم البشر فيها أنفسهم عادة.
"ريتك هكن، محارب محترف، وأصدقائي ينادونني بريت لذلك يمكنك ذلك أيضاً "
حسناً،محارب محترف؟ هذا مثير للإعجاب بالنسبة لبشري للوصول لهذا المستوى إن كان حقيقياً حقاً.
"إذاً ريت، ما الذي جاء بك إلى هذا المكان بمفردك؟"
لقد كان سؤالاً حيرني حقاً،فهذا المكان ليس إلا جحيماً للأفراد مثلنا وما لم يكن للفرد هدف مهم للغاية فلن يخطو خطوة واحدة هنا.
"هذا…"
"إن كان الأمر شخصياً فلا داعيَ لإخباري"
لقد رديتُ عليه فور رؤيته متردداً في إخباري،لكنه دحض ذلك بسرعة.
"لا،لا،لم أقصد ذلك ،لقد ترددتُ فقط لأن كلَ من أخبرته من قبل بذلك قد سخر مني أو ضحك عليَّ"
"إذاً هل ستخبرني أم لا؟"
"بالتأكيد"
"إذاً ماذا تنتظر؟"
"حسناً،في واقع الأمر إن هدفي بسيط للغاية ألا وهو أن أصبح أقوى فقط!"
"فقط؟"
لقد كان غريباً أعني يريد الأخرون أن يصبحوا أقوى أيضاً لكن لأسباب مختلفة مثل الشهرة،حماية ما يعتزون به،الإنتقام،إثبات الذات وغيرها الكثير،لكن هذا لا يوجد سبب هكذا فقط؟ ،لا عجب بما حدث له.
"نعم أن أصبح أقوى فقط!"
لقد أجاب بسرعة كما لو توقع ذلك ولكن هذه المرة بالتشديد على كلمة فقط.
"لا تهتم،لكن كيف تريد أن تصبح أقوى بالضبط؟، فإن لم أكن مخطئاً فإن المحارب المحترف يقف في ذروة القوة في جنسك،أليس كذلك؟"
"نعم فالأمر كما تقول ،وأنا لا أملك لزيادة قوتي غير محاربة الوحوش ومحاولة كسر حدود جنسي!" بالتأكيد فماذا كنت أتوقع؟ هذه القيود ومن ذو وجودنا وهي تمنعنا نحن الأجناس المنخفضة والضعيفة من المضي قدماً،ولا سبيل لكسرها لحد الآن، نعم لحد الآن!
فلقد كان لدي إختراقٌ في بحثي مؤخراً،لكن لقد واجهتني عقبة،وهذا البشري قد جاء في وقته،وكان هذا أول ما خطر لي عند معرفة كونه محارباً محترفاً،فذلك يعني كونه قادراً على محاربة الوحوش التي أكملت تحولها الثاني،وهو ما يكفي لمساعدتي.
"إذاً هل أنتَ مستعد أن تساعدني مقابل زيادة قوتك؟" سألته بجديةٍ،فرغم كون اطلاعه على هذا يبدو مبكراً إلا أنه لم يعد بوسعي الإنتظار أكثر،ومازلت سأتخذ احتياطاتي لأيِّ حتمال ممكن.
"لديك طريقة لزيادة قوتي؟ كيفَ يكون ذلك ممكناً؟" لا يمكن إلقاء اللوم عليه لكونه مشككاً لكن ليس لدي وقت لإثبات نظريتي لذلك أريته ما أعنيه مباشرة.
"إطلاق"همست وتحولت يدي من خضراء إلى لون اللحاء الجاف وانطلقت مني الهالة المتعطشة للدماء والإنحلال،أما هالة القتل فلقد حاولت إخفائها قدر المستطاع وكلمته بسرعة لكي لا يفزع و يهاجمني.
"إنظر هذا ما أتحدث عنه" لقد أريته القليل من قوتي وأنا أشرح له عن هذه القوة وما الثمن الذي عليه دفعه لاكتسابها (4).
"حسناً أنا موافق، لكن هل تثق بي حقاً؟ أعني لم يمضي أكثر من بضع دقائق على تعارفنا"
"إن ذلك يعتمد عليك وعلى أفعالك،لكن نعم فمبدئاً أنا أثق بك"
"إذاً ماذا سنفعل ،وما الذي تحتاج مساعدتي فيه؟" لقد توصلنا لاتفاق تقريبي بيننا،وبقي العمل فقط.
"أولاً يجب علينا الذهاب إلى هنا،ثم سنعثر على شيءٍ أحتاجه هناك " قلت ذلك مشيراً إلى جزءٍ من الخريطة والذي يمثل سلسلة الجبال الشرقية من غابة الرهبة (5).
"هل،أنتَ متأكد من ذلك؟" أكد ريت على إستعدادي للمخاطرة بحياتي فهذا الجزء معلم بأربع أنياب حمراء،وحتى المحارب المحترف عند دخوله مثل هذه المناطق فهو يحكم عملياً على نفسه بالفناء.وفي هكذا مناطق يكون العدد مننا نحن الأجناس المنخفضة غير مهم إطلاقاً!
لكن لم يكن هناك خيار آخر لدي فالإختراق الوحيد الذي تمكنت من العثور عليه موجود في هذا المكان بالتحديد.
"نعم،ولا تقلق كثيراً لقد سبق وأن زرت ذلك المكان وكما ترى هاأنا حيٌ معافا أمامك"
مع أني لم أكذب في ذلك لكن لقد أخفيت حقيقة كوني كدت أموت هناك عدة مرات.
"حسناً"
"إذاً، فلترتاح جيداً ،فأمامنا رحلة شاقة بعد ذلك"
……………
إنه صباح اليوم الحادي والعشرين من بدأ رحلتنا عندما وصلنا إلى وجهتنا،لقد كان كهفاً كبيراً في أحد جبال هذه السلسلة الجبلية.لم يكن الكهف ايَّ كهفٍ عادي ، فلقد كان يخص نوعاً محدداً من الوحوش وهو ما جئت من أجله.
فهذه الوحوش مميزة للغاية، فهي على الرغم من انخفاض كل من حجمها (6) وأعدادها نسبياً، إلا أنها تعوض ذلك في كونها تتمتع بمانا لا نهائية تقريباً،على عكسنا تماماً نحن الأجناس المنخفضة التي لا يمكنها حتى الوصول إلى الوحش الذي أكمل تحوله الثاني من حيث المانا.
"هاي ڤالن،أعتقد أني وجتُ ما نبحث عنه!"
"أعلم فأنا من أرشدك في الأصل للسير لهذا المكان،ورجائاً أخفض صوتك إلا أذا كنت متشوقاً لرؤية جدك بهذه السرعة!"
"امم"
"جيد جداً، والآن تعرف ما عليكَ فعله،لذا قم بذلك كما لو أن حياتك على المحك لأنها فعلياً كذلك!"
لم يجبني هذه المرة لكنني متأكد من أنه يأخذ ذلك على محمل الجد بعدما تعرفت عليه أكثر في رحلتنا هذه.
لقد دخل ريت إلى الكهف بينما بقيت مختبئاً جيداً وبعيداً عن الكهف لمسافة جيدة للمراقبة. وبعد الإنتظار لخمسة دقائق تقريباً.بدأت أسمع بعض الأصوات القادمة من مدخل الكهف و ليتبعها رؤيتي لريت وهو يركض مهرولاً بينما يتبعه أكثر من خمسة عشر من هذه المخلوقات الشبيه بالسنوريات. لقد انتظرت إلى أن فقدت رؤيتهم لدخول الكهف.
كان الكهف طويلاً نوعاً ما ومتشعباً لكن لحسن الحظ لم يكن عَليَّ السير بعيداً عن مدخل الكهف لأجد ضالتي وما وجدته داخله كان ثلاثة من هذه الوحوش بالغة وخمسة من الصغار، وجدراناً مرصعة بكرستالات سوداء مزرقة لكن المساحة قبل وبعد دخولي هذا الجزء من الكهف كانت متباينة لكن لم يذهلني ذلك كون أن هذه لست المرة الأولى لي هنا .
عندما رأتني الوحوش البالغة كان ردها فوراً بالهجوم عَليَّ ،لكن لقد سبق وأن إستعدت لذلك فثلاث من أختامي التي فككتها كافية للقضاء على الثلاثة في التحول الثاني جميعاً ولم يفدهم المانا مهما بلغت ، فهجمات الإنحلال الخاصة بي تقضي على حيويتهم بسرعة وفي دقيقة كنت قد قتلتهم وكذلك بدأت بأدخال جثثهم لحقيبة ظهري وحتى تلك الصغيرة لم تسلم،فلقد وضعتها وهي حية داخل كيس كنت قد وضعته في الحقيبة. بعد ذلك كنت قد أخذت معولاً معدنياً للتنقيب عن بعض هذه الكريستالات وبعد وضع مجموعة منها في الحقيبة كنت قد بدأت الخروج و الذهاب الى المكان الذي اتفقنا عليه أنا و ريت لِلَمِ شملنا.
…………
"إذاً كيفَ سيفيدنا هؤلاء في زيادة قوتنا؟"
لقد كان سؤالاً منطقياً طرحه(على غير عادة) وهو ينظرُ إلى الجثث الثلاث والأشبال الخمسة ومجموعة الكريستالات.
"هل تعرف ما الذي يميز هذه الوحوش وهذه الكريستالات؟" رديت عليه بسؤاله بدلاً من إجابته مباشرة.
"لا؟ ما الذي قد يجعلها مميزة؟" رد عَليَّ
"حسناً، إنها القدرة العرقية لهذه الوحوش التي إكتسبتها من العيش بالقرب من هذه الكريستالات وأكلها لها"
"والتي هي؟"
"تشويه المساحة، وهذا ما تعتمد عليه هذه الوحوش لتحصل على إحتياطي مانا هائل"
"إذاً كيفَ سيفيدنا معرفة هذا؟ فالقدرات العرقية لا يمكن نقلها أو استنساخها أليس كذلك؟" كان تساءل ريت في محلة لكن لم يكن هذا ما كنت أخطط لفعله بها.
"أنت محق، لكن هذا ليس ما أريدُ فعله، فقط فكر في الأمر ما الذي يحد مننا الأجناس كجنسك (7)وجنسي مقارنة بالوحوش والأجناس المتفوقة في القوة؟"
"التحول؟ فلا يمكننا الخضوع لذلك لزيادة قوتنا كما تفع الوحوش مثلاً"
"أنتَ قريب، لكن ما أقصدة هو المانا ،احتياطات المانا لدينا منخفضة للغاية مقارنة بتلك الأجناس ،فبعد الوصول لحد معين من تراكم الطاقة يبدأ جسمنا برفضها تماماً ولا يهم ما نفعله لزيادة احتياطات المانا لدينا فهي تبقى كما هي دون زيادة"
"لقد فهمت وجهة نظرك، لكن يبقى السؤال ما الذي تنوي فعله حقاً؟"
"بسيط للغاية، ألا تمر المانا عبر أوعيتنا لتصل للقلب ومن هناك يضخه القلب عبر الجسم ومن ثم تملأه بالكامل؟ إذاً المشكلة هي كون استيعاب الجسم للمانا منخفض ايّ لا توجد مساحة لتخزين المزيد وما علينا فعله هو زيادة تلك المساحة!"
"هذا منطقي للغاية، لكن كيف ستفعل ذلك؟"
كيف ها، لقد كان سؤالاً حير الكثيرين ، لكن…
"هل تذكر ما علمتك إياه قبل أيام؟"
"تعني قوة الكلمات أو كما أسميتها أنا بالتعاويذ؟"(ريت)
"نعم هذا بالتحديد ، مع المعرفة التي لدي بالتعاويذ كما أسميتها وهذه الوحوش والكريستالات يجب أن يكون كافياً لنا لصنع تعويذة تقوم لفتح مساحة بأمكانها خزن المانا ولتتصل بالقلب. لإنهاء المصير البائس الذي يعاني منه شعبنا!"
"حسناً؟ كل هذا مذهل ومعقد ولكن بقي أهم سؤال،هل بإمكاني أن أكون الأول لتجربة ذلك؟ ارجوووووووك!" عند سماعي لذلك بقيت عاجزاً عن الكلام لبقية اليوم حرفياً!
________________________________________________
ملاحظة (ملاحظات)الكاتب:
1_ لقد ذكرت كلمة 'مستوطنة' تحديداً لأنه في هذا العصر لا يوجد لديهم دول أو مدن لأنهم متفرقون وكثافتهم السكانية لا تسمح بذلك فضلاً عن هجمات الوحوش التي يعانون منها كل ليلة قمر دموي لذلك لا وجود للقرى أيضاً لأنها إن وجدت سوف تدمر بفعل الوحوش.
2_ عذراً على الألفاظ إن كانت مسيئة نوعاً ما ،لكن تذكر فهذه المذكرات من وجهة نظر جنس أخر وهو يلتقي بالبشر.
3_ لتذكير لون جسده وشعره أخضر كالنباتات.
4_ لم أذكر التفاصيل كونها مقتطفات وليست قصة كاملة.
5_ مهم نوعاً ما فقط حاول تذكرة.
6_ في هذا الكوكب يكون لقوة الوحوش علاقة طردية بحجمها وسيرد ذكر ذلك بالتفصيل في الفصول القادمة.
7_ كما ترون لم يذكر إسم جنس ڤالن لكونه في الحقيقة لا يمتلكون في هذا الوقت اسمناً محدداً ،فهم يمتلكون العديد من الأعراق والتي تختلف عن بعضها كثيراً في الكثير من صفاتها،فضلاً عن كونهم متفرقين للغاية بفعل الوحوش
8_ كما قد تستنتج فإن جنس التِيرم جاء إسمه من الإسم الأخير لـ ڤالن تيرم وهذا يبين أهمية مافعله حقاً.
9_ هل تتذكرون إسم الكوكب الذي فيه سِيَلْ حالياً. ريڤا هو اسم الكوكب الذي يأتي من…
هل تستطيعون إستنتاج من أين أتى الاسم ولماذا؟ فكما تم الإشارة إليه أعلاه فهذه الأجناس معادية لبعضها ، إذاً كيفَ إتفقوا على إسم واحد؟ تستطيعون الإجابة في التعليقات إن أحببتم.
10_المانا هنا لها اسم مختلف لكن من أجل السلاسة في القراءة وعدم الخلط هي هكذا.
11_ في هذا الكتاب(كسر القيود) لا تحكي القصة أو تذهب لعوالم أخرى ولكن هل يعني ذلك أنها ستكون مملة؟ ،كلا أأكد لكم لن تكون كذلك وما سيحصل تالياً سيكون أكثر إثارة.
12_ سؤال من القلب إلى القلب هل تحبون هذه الرواية أم لا؟ وماذا عن فصول المقتطفات؟ هل هي جيدة وتحديداً هذا الفصل هل أعجبتكم قصة ڤالن؟ هل تريدون المزيد من المقتطفات من مذكراته؟ بالمناسبة فشخصية ريتك هي تجسيد لشخصية المزارعين في الروايات مع أنه لم يذكر عنه الكثير لكن إن أردتم ذلك يمكنني أن أقتطف لكم من حياته بقدر ما تريدوا، فقط إذكروا ذلك في التعليقات.