13 - كلكامش ، ليلى ، قيصر

الدنيا دوارة فما لا تعتقد حصوله هو ما سيحصل تالياً وما يبدو مستحيلاً في رأي أحدهم هو الواقع عند غيره.

اختلافنا نحن البشر هو امتيازنا وعيبنا الأكبر.مشاعرنا هي ما تلقي بنا إلى التهلكة وهي ما تحدد من وما نحن،متناقض أليس كذلك؟ لكن هذا هو الواقع لا أكثر.

هذه الدنيا بقدر جمالها وطعمها الذي لا يضاها فما هي إلا فاكهة مسمومة كلما ضلَّ ستهلاكنا لها كلما تسممنا وتغيرنا بإثرها في النهاية لن نكون نحن حقاً نحن ولن نكون إلا مجموعة من الأثار التي قد ينتبهُ لها احدٌ أو لا.

لذلك ماذا ستفعل عندما تمتلكُ المقدرة لتصبح أقوى؟ ،عندما تمتلكُ المقدرة لتصبح من ذوي المكانة والجاه؟ ثمّ ماذا بعد؟ هل ستنتقم من كل من أذاك يوماً؟ لتمتلك ما لم تمتلك من قبل؟ لتساعد كل من تستطيع؟ وماذا بعد؟ هل تنقذ شعبكَ من التهلكة؟ أو تنقذ جنسك بأكمله وتكون بطل الأبطال؟ أم هو العكسُ تماماً؟ لتقتل كلَ من تحب وتكون أكثر الأشرار شراً؟

آه ، لقد فعلت ذلك وأكثر، لقد تقمصت جميع الشخصيات بجميع الطرق المتاحة حتى أنني قد قتلتُ في عدد من المرات نفسي بنفسي(1), لكن هذا التناقض ما زال يزاورني كل فترة ، أريد أن أموت٫ أن أنام إلى الأبد.

كانت وما زالت هذه أمنيتي حتى قبل أن أمتلك ايّ قوى، لكن في نفس الوقت لا أستطيع المساعدة إلا في الشعور بالفضول عما تخبئه الحياة لي ومسؤوليتي على هذه الحياة التي تمّ وهبها لي.

لذلك أنا قد طورت ودون علم هذه العادة السيئة، فبمجرد أن أغط في النوم من الممكن أن أنام لأيام وأشهر وحتى سنوات قبل أن أجد الإرادة الكافية لأستيقظ مجدداً فلذة النوم بالنسبة لي لا تقدر بثمن.

على الرغم من ذلك فبوسائلي الحالية يعد إزالة مثل هذه المشكلة سهلاً كالتنفس لكن إن أزلت هذه الرغبة التي رافقتني منذُ أن كنتُ طفلاً والتي هي جزء لا يتجزء مني ألن أفقد نفسي في يومٍ من الأيام ولن أعرف ما أنا حتى!؟ لذلك لا ، فبالنسبةِ لي٫ مشاعري ورغباتي وأفكاري هي ما أنا عليه. يمكن أن تتغير من مرور الزمن ورؤيتي لأشياء أكثر لكن لم ولن أفعل ذلك بالقوةِ أبداً!

أنا أتسائل لكم قد نمت هذه المرة؟

"سـ سيدي سيل وأخيراً، لقد إستيقظت أخيراً!" متفاجئاً توقفت عن التجول بأفكاري ورفعت جسمي وجلست على السرير لأرى مشهداً غريباً فور استيقاظي.

إذ أنه وأمامي كانت سيرا مقيدة بالعديد من السلاسل لكن الغريب أنها لم تكن وهميةً كَالعادة بل كانت متجسدةً بالكامل تقريباً بينما من ناحية أخرى لم يتبقى من سَيرا غير الجلد والعظم ومن مظهرها الشاب سابقاً تحولت إلى إمرأة عجوز على بعد خطوة واحدة من القبر.

بعد لحظة من النظر والتفكير في الأمر كان من الواضح أن سَيرا قد أتت لتفقدي عندما طال غيابي عنها فقط لِتقيدَها سلاسل الوجود التي تركتها قبل نومي تحسباً وملتهمةً حيويتها شيئاً فشيئاً فور دخولها الغرفة.

بفكرة حررتْ القيود سَيرا وهي تنسحب إلى جسدي دون أن يستطيع احدٌ أن يراها وحتى أنا كل ما يكنني هو الشعور بها وهي تعود إلى جسدي من اللامكان. بعد سقوطها أرضاً لم تستطع سيرا الإبقاء على وعيها أكثر من ذلك.

مغمضاً عينيّ تواصلتُ مع الأنا الأخرى الذي أرسلته إلى أقرب مدينة بشرية قبل أن أغط في نومي هذا.

"آه ،جيد إنها فقط سنة وبضعة أشهر!"فور تواصلي معه وردتني الكثير من المعلومات ومن ضمنها الوقت الذي مضى منذُ إرسالي له ليختلط مع البشر في هذا العالم الجديد.

أعدت تركيزي إلى سَيرا وقتربت منها و ضعتُ يدي على جبهتها.

" [بروتوكول تحليل] "

ظهر ذلك الرمز في عينيّ مجدداً و ليسمح لي برؤية ومعرفة كلُ ما هي عليه سَيرا حالياً.

" كيفَ بحق الجحيم؟!" إنزلق فمي عند معرفة ما حدث بالضبط لسَيرا وما هي حالتها حالياً.

وهذا تحديداً ما حصل مع سَيرا فسبب تجسد القيود سابقاً لم يكن كما ظننت بكونها كانت قد إستهلكت حيويتها بل ما هو أبعد من ذلك بكثير.

فما جسَّدَ سلاسل الوجود هو إلتهامها لجزء كبير من القيود التي كانت تقيدها بغض النظر عن نوع تلك القيود.

ولشرح الأمر ببساطة فما عليك سوى التفكير في ماذا سيحصل لو اعتبرنا مثلاً ، الجسد قيداً للروح والعمر قيداً لحيوية الجسم والإرادة قيداً للوعي.

ماذا سيحصل إن تم محو هذه القيود أو إلتهامها شيئاً فشيئاً؟ والجواب بطبع هو ضعف كل من القيد وما يقيده ، كالعضلات التي تغطي العظم فهي تدعمه وتجعل حركة الجسم ممكنه وفي نفس الوقت هي ما يقيد حركتنا في مواقف مختلفة ، لكن بطبع فإن مشكلة سَيرا أكثر تعقيداً وأصعب حلاً من هذا بكثير.

" والآن كيفَ بي لأحُلَ هذه المعضلة هاه؟، يبدو أنه لا يمكنني إلا الإرتجال وأرى إن كان بالإمكانِ إنقاذها" فكرت بالأمر بجديةٍ ولأفعل شيئاً لم أعتقد أني سأفعله بعد هذا الوقت القصير من مجيئي إلى هنا.

"لنذهب إلى مكانٍ أوسع أولاً" حملت جسد سَيرا اللاواعي وأخذتها إلى المكان الذي تقاتلنا فيه سابقاً والذي كان غرفة التجارب القتالية. وبمجرد وصولي إلى منتصف الغرفة وضعت جسدها على الأرض بتأني وناديت.

"إظهر" عند أمري ظهرت الآلاف من السلاسل كان البعض منها ظاهراً لكن الأغلبية منها كانت تلك الوهمية وعلى غير العادة لم تظهر من اللامكان وإنما من جسدي بأكمله فما ظهر هو العضو بأكمله وليس جزئاً كما في العادة.

كانت هذه السلاسل بمختلف الأحجام والألوان لكنها تشترك جميعها في نهايتها المتصلة بجواهر صغيرة نسبياً التي تتخذ شكلَ هرمٍ ثلاثي الأوجه وذات اللون الدموي وتنضح بالشعور الذي يبث الرعب حتى الموت لِكُلِ من لم يشهد المجازر والحرب الضروس في حياته وحتى من يفعل ذلك لن يذهب من ذلك بعقلٍ سليمٍ.

كيفَ عرفت ذلك؟ بطبع من خبرتي في الحياة التي تصل لألف عام والمضروبةِ في حياة الآلاف من الأنا الأخرى.

" ما هي الحقيقة!؟ وما هو الوهم!؟ ما هو الواقع!؟ وما هو الخيال!؟" صرخت ومشاعري تتأرجح.

"ما هي إلا وجهةُ نظر و لها حدٌ مثل كل شيءٍ آخر، إذن ماذا يحدث عند كسر هذا الحد أو تغيره!؟" أعلم أن ما أقول في هذه الحالة التي أنا فيها حالياً قد يبدو هراءً بالكامل ، لكن ما من خيار آخر، فلتعظيم آثار ما أنا على وشكِ فعله فإن للحالة الذهنية والمشاعر الحالية دور كبير في الآثار المترتبة على القدرات أكثر من ما قد يظنه الجميع.

"«مَسارْ»-«تَغييرْ»-«قَطعْ»-«حَدْ»- «تَناسُبْ»-«كَسرْ الأغلالْ»"

نظراً لأن هذا شيءٌ توصلت له منذُ فترة قصيرة والحالة الحرجة لسَيرا لم يكن لدي الوقت الكافي لتوليف ايِّ بروتوكول مناسب أو 'نظام' وضطررتُ لفعلها بالطريقة القديمة.

إن هذه القدرات التي أطلقتها لم تؤثر عليّ أو سَيرا وإن ما على هذه السلاسل الممتدة في كل مكان و لِتغلفها تماماً.

" إنطلق!" ووفقاً لأمري توقفت السلاسل عن الإمتداد والحركة بعشوائية متجهةً بسرعة إلى جسد سَيرا اللاواعي وتخترقه من كل جانب ومكان أثناء رفعه وتعليقه في الهواء.

رغم ذلك لم يظهر عليها ايَّ جرح كما لو كان هذا المشهد بأكمله مجرد وهمٍ أو حلم سيء.

لكنَّ جسدي الذي يزداد ضعفاً وإرهاقاً لا يمكن أن يكون أكثر صدقاً لما هو عليه الواقع حقاً.

لا تنخدع بالعدد القليل من القدرات التي نشطتها أو أسمائها التي قد تبدو مبتذلةً قليلاً فإن كلَ واحدة منهن تمثل {حقيقة} معينة من حقائق هذه الحياة التي لا جدال فيها ولا إستثناء!

وكل هذا فقط لعكس ما هو واقع بما أريدُ حُصُولَهُ!

مع كل ثانية تمر يزداد جسدي ضعفاً وتقل الطاقة التي في جسدي والذي قد سبق وعدلته فقط لهكذا مناسبات.

لكن في المقابل بدأ جسد سَيرا يسترجع عافيته ويبدو كما لو أن الزمن يعود به إلى الوراء. لكنني أعلم أن هذا وحدة ليس كافياً فليس جسدها هو الوحيد المتضرر من كل هذا بل حتى وجودها بحد ذاته مهدد بالزوال.

"«غرس»- «كسر الأغلال»"

ومع هذا بدأت السلاسل التي كانت قد تجسدت وأصبحت شبه مادة تصبح أكثر وهمية شيئاً فشيئاً لتعود إلى ما ليس إلا حالتها السابقة و لتنتهي بذلك هذه المسأله السخيفة و يعود كل شيء لما يجب أن يكون عليه.

"آه,من الجيد أنني لم أكن متهوراً أو عنيداً جداً أنَذاك وإلا فلن يكون مصيري مختلفاً عما حدث لهذه الفتاة الصغيرة" حسناً كان هذا متوقاً فماذا تتوقع عند كسر إناء مليئ بالماء مثلاً؟ بطبع سيتناثر ويجف في النهاية وهو ما حدث لسَيرا، لكن على نطاق أبطء.

أما بالنسبةِ لي أنا من كسر جميع قيود الوجود؟ فما حدث لي أشبه بكسر إناء الماء واستبداله بوعاء مصنوع من الماء المقوى بقطع الإناء المكسورة، لذلك بدل أن أقَيدَ بهذا وذاك والذي من المستحيل أن أتقبلهُ ، أختَرتُ أن أكون أنا نفسي ذاك القيد(الإناء) والذي حصل فقط بالتهامي الناجح لقطع قيود الحقائق المحطمة.

"إن مثل هذا الحادث وغيره من الحوادث المشابه ستحدث بالتأكيد في المستقبل لذلك من الأفضل أن اتعجل في تنفيذ خططي"و بقولي هذا ذهبت إلى سَيرا وحملتها على ظهري وأعدتها إلى غرفتها بينما كنت أفكر إن كان عليّ محو هذه الحادثة من ذكرياتها حتى لا تبقى كصدمة قد تؤثر على حياتها.

لكن بالتفكير في كون ايٍّ من هذا لم يكن ليحدث لو لم تدخل غرفتي بتهور وأن هذه قد تكون تجربة لا غنى عنها لكي تضبط حالتها الذهنية قررت ترك الأمر كما هو إلى إشعارٍ أخر.

بعد الإنتهاء من الأمر المتعلق بسَيرا سرت خارجاً ومتعدياً الباب الذي صنعته باستخدام قدرتي والذي لا يستطيع أحد رؤيته غيري أو من أسمح لهم بذلك ناهيك عن إيجاده وحتى لو حدث فإن المرور عبره دون إذنٍ مني مستحيل تقريباً وحتى لو حدث هذا فلقد جهزت الإجرائات اللازمة للقضاء على هكذا تهديد.

كان المكان تماماً كما تركته آخر مرةٍ ؛ السماء المظلمة والثلوج المتساقطة ،الأراضي والأشجار المصبوغة بالأبيض والهدوء والصمت الغير طبيعي الذي يخيم على المكان كلها لا تزال كما هي.

تحركتُ بأريحية باتجاه إحدى الأشجار القريبة وبمجرد وصولي إليها قمت بلمسها ووضع يدي اليمنى على جذعها.

"«تغيير»"

بذلك تحولت الشجرة بأكملها إلى جزيئات من الغبار الرمادي المائل إلى اللون الأسود وهي تحوم في الهواء وتتجمع حولي بينما سقطت الثلوج المتراكمة على الشجرة إلى الأسفل لكنني لم أفعل غير تحريك جناحيّ قليلاً لتُغَطِيَنِي منها.

بتَجَمَّع وتكثف هذه الجزيئات معاً تشكلت الخطوط العريضة لما يبدو أنه ثمرة تين سوداء و لتسقط هذه الثمرة في يدي بعد أن مددت يدي اليمنى في المكان الذي توقعت سقوطها فيه.

لم أستغرق حتى لحظة للتفكير وتناولتها مباشرة. كان الشعور الذي أعطته عند تناولها لا يضاها ولم يكن ذلك فقط ، فجميع الطاقة التي فقدتها عند حل المسأله السابقة عادت من جديد وأمتلأ جسدي بالطاقة والحيوية وهذا عند إحتساب أن تركيب جسمي مختلف عن باقي الأجناس فهو فريد من نوعه والذي صممته خصيصاً ليحمل كميات من الطاقة والتي لا يستطيع ايَّ أحد في عالمي حتى البدء في تخيلها.

مع ذلك لم يكن ذلك كافياً لمحو الإرهاق العقلي أو الروحي الذي حدث لي. لذلك حان الوقت للقيام بالخطوة التالية حتى يتسنى لي العودة للنوم براحة.

"«تغيير»-«كسر الأغلال»"

منحياً وممسكاً الأرض المليئة بالثلوج صرحت بهدوء ، فقط لتتحول الأرض إلى ثلاث مناطق ملونة بألوان مختلفة؛ رمادية٫ سوداء٫ وذهبية. ولم تتعدى كل من هذه الأراضي الملونة المترين المكعبين.

ومع إكتمال ذلك تحولتْ إلى جزيئات من الغبار بنفس اللون، وبعد أقل من ثانية تكونت ثلاثة أجساد بشرية وعلى التوالي؛ عجوز بشعر رمادي متكأ على عصى لا يمكن تمييزها إلا بلونها الأسود الذي يشبه السبج ٫ فتاة بشعر أسود وجسم رشيق ،رجل معضل بطول المترين تقريباً بشعرٍ ذهبي قصير.

كانت جميع هذه الأجساد ترتدي ملابساً تناسبها بشكلٍ دقيق ومذهل لكن ومثل ما حصل عندما تكون جسد الصقر سابقاً ضلَّت هذه الأجساد جامدة بلا حياة و بعيون مغمضة.

"[نظام - تجسيد الروح]"

فجأة فتحت هذه الأجساد عيونها برتباك للحظة فقط ليحل محله التفاهم و تتوجه أنظارهم جميعاً بتجاهي بنظراتٍ يملئها التساؤل والفضول.

" لا أعتقد أنني أحتاج لشرح الوضع الحالي وما نحن بصدده فالجميع هنا يعرف كل شيءٍ يعرفه الأخر لكن وتحسباً فقط سأخبركم شفهياً بما على الثلاث منكم فعله" لم يتكلم الثلاثة بشيء وإنما اكتفوا بالإيماء بصمت. حسناً ليس وكأني قد توقعت منهم الرد على أية حال.

" إذن ما على الثلاثة منكم فعله هو التوجه إلى الدولة القريبة والتي يسكنها الجنس البشري والإختلاط بهم تماماً، لمساعدة ودعم أورن الذي سيكون محور هذه الخطة عند الحاجة ، فضلاً عن صنع إسمٍ ومكانةٍ لأنفسكم!" تكلمتُ بشكلٍ عام قبل البدء بالدخول في التفاصيل.

" كلكامش كالعادة أنتَ ستتولى دور العجوز غريب الأطوار الذي لا يسبر غوره الذي يحب جعل الأشخاص المختلفين يدينون له بالجميل "

"ليلى أنتِ ستتولينَ دور الجمال البارد من الخارج ولكن الدافئ واللطيف من الداخل باختصار كوني كما أنتي فقط. لكن لا تنسي جمع جميع أنواع المعلومات والذي هو اختصاصك "

"قيصر كما في إسمكَ أريدُكَ أن تكون الفاتح في الحرب التي قد ننوي إشعالها لذلك عليكَ الذهاب في رحلة حول هذا العالم ومقاتلة كل من تستطيع من الأجناس و الأشخاص الأقوياء وجمع جميع المعلومات الممكنة عنهم وعن الأراضي التي تمر بها"

"بالنسبة للأحداث العارض والمفاجئة فأنتم مخولون لتولي الأمر حسب حكمكم الخاص فهذه ليست أول مرة نقوم بها بعمل مماثل.

تبقى ملاحظة أخيرة وهي أن أجسادكم قد سبق وعدلتها لتناسب طبيعة هذا العالم والطاقة الموجودة فيه لذا يمكنكم الإرتقاء بالسلطة كما يفعل سكان هذا العالم بل وحتى أفضل منهم أما عن كيفية الإرتقاء و استخدام هذه الطاقة فسيبقى حسب حكمكم الخاص والمعلومات التي تجمعونها جميعاً"

"إذن هل لدى أحدٍ منكم ايُّ سؤالٍ قبل ذهابكم لإتمتم عملكم جميعاً؟" مع أنني أعرف بالفعل ما سيجبون به لكن مازال عليّ سؤالهم.

"أنتَ لا تَقُول لي....أنكَ فعلت كُلَ هذا فقط....لترتاح من كل العمل الشاق وتذهب لتنام....أليس كذلك!؟" تكلم الثلاثي على توالي بجمل متقطعة فقط ليتكلموا في نفس الوقت عند وصولهم للمقطع الأخير ونظارتهم لا تبشر بالخير.

"نعم؟ لا هذا فقط جزء من الخطـ-" مسحت العرق البارد داخلياً قبل أن أتكلم، فقط ليتم مقاطعة خطابي الذي كنت قد أعددته منذُ فترة طويلة لهكذا حدث بالذات.

"سيل أنت تعلم أن الرغبة في النوم تسري فينا جميعاً لذا أنا متأكدة من أنك لن تغدر بنا أليس صحيحاً؟"(2) كانت ليلى هي من قاطعني لكن لا حاجةَ للبقية للكلام حتى أعرف أنهم مستاؤون بالفعلِ من ذلك.

"هذا صحيح. لكن أنا من يتولى القيادة هذه المرة، وفي كل مرة تولى أحدكم القيادة فيها لم أتململ أبداً لذلك ليس من حق احدٍ لومي على ايِّ شيء" ومع هذا الجواب سكت الثلاثة لبرةٍ قبل الإستدارة والذهاب إلى عملهم.

كانت سرعتهم سريعة للغاية ولا يمكن إطلاقاً تسمية بالبشر بعد الآن فغير الشكل لا يبدو أنهم يشبهونهم بشيء.

_________________________

ملاحظة(ملاحظات) الكاتب:

1_ يقصد قتل الأنا الأخرى لبعضها الأخر لكن في هذه الحالة تكون ذكرياتهم مختومة تماماً .

2_ إن سيل وجميع الأنا الأخرى هم شخص واحد لكن في نفس الوقت هم أشخاص مختلفون ومع أن الأمر قد يبدو معقداً للوهلة الأولى إلا أنه وعند التفكيرُ بتمعن وتركيز في محتوى القصة لن يعود كذلك.

3_ بهذا الفصل يبدأ القوس الثاني لهذه القصة والذي هو 'مُحَركُ العَرَائِس' أما لمن قد يتسائل فإن القوس الأول هو ' نهاية و بداية '

4_ إن كان لدى احدٍ ايَّ سؤال حول القصة أو لم يفهم شيئاً ما فما عليك سوى الكتابة في التعليقات أو التواصل معي برابط التلكرام في قسم الدعم، وإن شاء الله سأجيب عليك.

2022/04/05 · 79 مشاهدة · 2318 كلمة
-_-Dlela
نادي الروايات - 2025