ملاحظة: قد تجد هذا الفصل مربكاً قليلاً إلم تقرأ فصول المقتطفات لذلك أنصحك بقرائتها أولاً ومن ثُمَّ قراءة هذا الفصل.

_________________________

"والآن لم يتبقى إلا مشكلة واحدة من سيعتني بسَيرا ويساعدها في ايِّ صدمة قد تكون باقية لديها إثر الحادث الغريب هذا!؟" كانت أفكاري تتسابق لإيجاد الحل المناسب بينما أسير عائداً إلى القاعدة.

" نعم! لقد وجدتها!" بالتفكير في مثل هذا الحل المثالي لم أستطع إلا أن أضرب قبضتيَّ يدي على راحة يدي الأخرى بحماس.

" في هذه الحالة لنفعل ذلك فوراً" وكيفَ أخر الأمر أكثر من ذلك وجفنيَّ يكادان ينغلقان في ايِّ لحظة!؟

"«سجن الأبعاد»"

كنتُ مازلتُ في الممر عندما نطقت وأنا أسير ناحية الجدار الأيسر من الممر و لأدخل داخله كما لو أن ذلك هو أكثر الأشياء الطبيعيةً والمنطقيةً في الحياة!

لم أذهب بعيداً داخل سجن الأبعاد ففور دخولي إتجهتُ إلى الزنزانة رقم واحد.

فاتحاً باب الزنزانة ومشاهداً الحجرة داخلها لم أستطع إلا أن تذكر المسرحية السابقة التي قمت بها هنا. فكل كلمة قُلتها أو فعل فعلته كان محسوباً تماماً وذلك لكِ أستترجَ 'كال' في الكلام ويقول ما قال، لمَ ذلك؟

حسناً؟،كان هذا لأنني كنتُ أريدُ تجسيد {حقيقة} لقدرة معينة لزيادة كفائتي بها فضلاً عن محاولة ترقيتها والتي كانت «متلاعب» التي تنبع من {حَقِيقَةِ السَبَبِية} فمن منا لا يدركُ أن لكلِ سبب نتيجة وأن لكلِ نتيجة سبب؟

ومع ذلك مازلتُ أفتقر بالمقارنة مع 'أورن' الذي تكون شخصيته في الغالب شخصية 'متلاعبة' والذي يعشق التلاعب بالآخرين بشتى الطرق.

بينما من ناحية أخرى فإن شخصيتي قائمة على ما يمثله إسمي وعادتي هذه المتمثلة بالتحدث إلى نفسي، وفي الكثير من الأحيان يكون ذلك بصيغة الجمع. بينما عشقي يكون لإحداث سوء الفهم عند حديثي وأفعالي كما حصل عندما قابلت عائلة الدببة أنَذاك.

أفكاري هذه والتي تتدفق بسلاسة لم تأخذ ايَّ وقت تقريباً، فمعَ جسمي المعدل هذا فإن سرعة تفكيري هي أضعاف مضاعفة لما لدى الإنسان الطبيعي.

فما هي إلا ثلاثة ثواني من فتحي باب الزنزانة وإلى إزالتي للجزء الجزء العلوي من الحجرة ورؤية الجسد تحتها. مُنزِلاً يدي إلتقطت الجسد من ملابسه ورفعته عالياً فقط لأنزلهُ إلى الأرض.

لم أكلف نفسي عناء انتظاره ليستيقظ أو حمل جسده وإنما قمت بسحبهِ من ياقته للخروج به إلى خارج سجن الأبعادِ هذا.

لمَ فعلتُ بها ذلك؟ بطبع لأنهُ لا يستحق أكثر من ذلك.

فور وصولي إلى حافة سجن الأبعاد أدرت رأسي لألقي نظرة أخيرة على الزنزانات التي تحتوي على الحجرات ومتذكراً ما تحتويه جميعاً.

" فقط انتظروا أكثرَ قليلاً، فما هو إلا بعض الوقت لأجد المكان المناسب لكم جميعاً" لم يكن هناك رد والذي لو حصل فعلاً لكنت قد شككت في معنى الحياة وإن كنت قد دخلت في فلم رعب عن طريق الخطأ لكن لحسن أو سوء الحظ لم يحدث ما هو خارج عن المألوف ولأخرج من الجهة الأخرى والعودة إلى ممر قاعدتي الخاصة.

كنت مازلتُ أسحب الجسد وأنا أسير ناحية مكتبي الخاص، لكن بعد أقل من دقيقة من السير والسحب رن صوتٌ مفزوعٌ مقاطعاً الهدوء الذي كان يخيم على المكان.

" أنتَ… أترك ملابسي الآن!"

"هههه، أترك هذا ما تقولين أليس كذلك؟ بالتأكيد٫ لم لا؟" بفتح قبضتي فجأة سقط رأسها الذي كان يعتمد عليّ في رفعه وليرتطمَ بالأرض بقوة كبيرة بعض الشيء.

"أنتَ...كيفَ تجرؤ…على فعل ذلك بي أيها الوغد القبيح!"

"قبيح؟ من؟ أنا!؟ هل يمكن أنكِ ضربتي رأسكِ بقوة لذلك أصبحتي تتلفظين بالعكس أم أنكِ قد جـ"

" يكفي! لقد فهم بالفعل وجهة نظرك لذا توقف عن ملأ رأسي بهرائكَ هذا!"

كما هو متوقع، أنتَ لا تتوقف عن تسليتي أبداً. لكن دعوته بكال لا يبدو مناسباً بعد ستبدالي لذكرياته عن كونه ذكراً بأخرى جديدة يكون فيها أنثى منذُ أول يوم له في هذه الحياة. بطبع لن يكون الأمر بهذه السهولة بالنسبةِ لهُ، فلقد فعلتُ شيئاً والذي بعده سيتمنى لو أن كلمة أمنية أو طلب لم تخطر ببالهِ قط!

"لماذا أنتَ محدقٌ بي هكذا! كما لو لا تنظر إلا أطرف مزحة في الوجود! أنا لن أتحمل هذا أكثر من ذلك، بسرعة أزل هذا المخدر من جسدي حتى أستطيع تحريكَ جسدي قليلاً!"

"صحيح!، كيفَ لي أن أنسى هكذا شيءٍ مهم!؟" بطبع ليس وكأنني قد نسيتُ، لكن كيفَ بي لتفويتِ تعبيركِ الرائع هذا؟

"بالمناسبة سيلين أنتِ وإلم تخني ذاكرتي دكتورة نفسية أليس كذلك؟" كنت قد انحنيت بالفعل بجانب جسده في ما هو مستلقاً على الأرض وعيناه تنظر إلى السقف بينما كنت أنظر إلى الأسفل ونحو رأسه عندما سألته هذا السؤال الذي أعرف إجابته مقدماً بينما ناديته بالإسم الذي كان قد أطلقه عليه والداه بالتبني عندما حولته إلى أنثى ورضيعاً فوق ذلك.

" هذا صحيح، لكن ما هو المغزى من سؤلكَ هذا وأنا في هذا الموقف!"

"لا تستعجلي الأمور، إن شرحَ هذا الأمر وغيره من الأمور التي يجب عليكِ معرفتها مزعج للغاية، لذلك إليكِ هذا" كان إصبع السبابة ليدي اليمنى قد وصل بالفعلِ إلى جبهتها بينما كنتُ أتكلم بذلك.

"{نظام - مشاركة}"

"هذا…" لم يكمل كلامه قبل أن يغمض عينيه لاستيعاب المعلومات التي كنتُ قد شاركتها معه بينما من ناحية أخرى كنتُ قد حركت يدي مجدداً لتقبض على رأسه بأكمله في قبضتي.

" [بروتوكول - شفاء بسيط]"

إننظرتُ لدقيقة كاملة حتى فتح هذا الوغد عينيه مجدداً، أعني لم تكن بتلك المعرفة الثقيلة فهي مجرد بعض المعلومات عن هذا العالم وما قد واجهتهُ سَيرا سابقاً وما هي الواجبات التي يلزم أن يقوم بها في أثناء نومي. بطبع فحتى بإخراجي له من سجن الأبعاد إلا أنني لم ولن أحرره بالكامل أبداً.

" والآن فلتقفي وتذهبي للقيام بما أخبرتك به، فقط في حالة حدوث شيءٍ كبير ولا يمكنكِ التعامل معهُ يمكنكِ إيقاظي بالطريقة التي أخبرتكِ بها"

" فقط لتأكيد ما فهمته من المعلومات التي قد قدمتها بخصوص الفتاة، فإن ما قد يكون قد سَّببَ صدمةً نفسيةً لديها هو عضو قد ظهر لديكَ حديثاً بسبب دخولك لهذا البُعدِ الجديد صحيح؟"

"نعم، ويكفيكِ كلاماً فأنا أحتاج إلى الراحة حقاً الآن!، وداعاً" لم أطق الانتظار أكثر من ذلك، لذلك لم أسهب في الحديث مع هذا العالِم المجنون وتجهتُ إلى غرفتي لأرتاح أخيراً.

مع أن مساحة القاعدة كبيرة نوعاً ما والمشي فيها يستغرق الكثير من الوقت إلا أنني قمت بتصميمها بشكلٍ فريد بحيث ما كان سيستغرق مني نصف ساعة من السير إلى غرفتي أصبح خمسة دقائق فقط.

مستلقياً على السرير نطقت بما قد يكون آخر ما أنطق به للعديد من السنوات القادمة.

"إطلاق!" كما في المرة الماضية عند نومي أطرقت جزء من 'سلاسل الوجود' لتغطي الغرفة بأكملها، لكن لن أكتفي بذلك فقط لأكمل بمزيد من الاحترازات الأمنية من جانبي.

"{نظام - القلعة المتكاملة}!"

لم أكلف نفسي عناء إنتظار التغيرات التي ستحدث نتيجة فعلي هذا وأغمضت عينيّ و ليسترخي جسدي بالكامل وأنا أحاول أن أغطَ في النومِ، فقط…

'هاي سيل هذا أنا أورن، لن تصدقَ هذا، إن الرحلة التي كان من المتوقع أن تستغرق أكثر من عشرينَ يوماً إنتهت في أحد عشر يوماً فقط، هل تعرف لماذا!؟'

' اللعنة، أنتَ تفعل ذلك لإغاظتي فقط أليس كذلك!؟'

' لا، لا، بالتأكيدِ لا! إنما شعرت أنكَ قد تريد سماع هذا!'

' فقط قل ولا تسحب الأمر أكثر من ذلك وإلا فأنتَ تعرف ما سأفعله بعد ذلك!'

'إن الأمر فقط أننا إلتقينا في منتصف رحلتنا برجلٍ كان يطير على وحشٍ طائر كبير للغاية والذي يبدو من مظهره(الوحش) أنه أقل قوة بقليل من سَيرا تلك والذي ظهر لاحقاً أنه كان صديقاً لأبي بالتبني وليُظهَرَ قدرته في تسخير هذه الطاقة الغريبة لصنع ما يشبه عقود العبودية للسيطرة على الوحوش في هذا العالم!'

' إذاً ما الفريد في الأمر؟ ليس وكأنكَ تحتاج إلى مثل هذا الشيء للتلاعب والسيطرة على أحدهم ما دام يمتلك الذكاء الأساسي والذي قد أظهرته وحوش هذا العالم بالفعل. لذا مجدداً، أنتَ لا تفعل كل هذا فقط لإزعاجيَ ،أليس كذلك!؟'

' دعني انهي كلامي أولاً، فقط فكر في ما حدث عند دخولك لهذا العالم…لقد كان ذلك الشعور المزعج بالثقل صحيح؟ وجميعنا يعلم أنه صادر من هالة الوجود لشيءٍ ما ليس حياً ولكنه حيٌ في نفس الوقت والذي ضغط عليكَ 'لتطفلكَ' على هذا العالم ايَّ على منطقته لـ'

'كلام جميل لكن هلا أسرعتَ قليلاً!'

'نعم٫نعم بأية حال، فإن ما أقصده هو ماذا لو فعلنا كما فعل هذا الرجل ولكن على نطاق أوسع بكثير وبمساعدة القدرات مثل «مَسَار» و«تَرَابط» لتَقيد وربما حتى إستعباد هذا الوجود!'

'أنتَ...لن تتغير أبداً هل كل ما تفكر بهِ هو التلاعب بالأخرين؟ حتى أنا لن تعفيني من عادتك السيئة هذه!؟ إن أرتَ فعل شيءٍ ففعله بنفسكَ ولا تدخلني في الأمر، بإمكانك إغراء الآخرين كما تشاء لكن بالنسبةِ لي فأنا أريد النوم فحسب! لذلك فقط وداعاً!'

'... حسناً، لكن مـ'

'ولا حتى حرفاً أخر، رجاءً!!'

'....'

وأخيراً لقد كدت أجنُ من هذا الوغد المثير للأعصاب.

'آه، فقط لننامَ الآن…' كانت هذه آخر أفكاري قبل أن أغطَ في نومٍ عميق لمن يعلم لكمٍ من الوقت....

2022/04/08 · 71 مشاهدة · 1355 كلمة
-_-Dlela
نادي الروايات - 2025