الفصل الثاني: أسير الظلام
الظلام كان كل ما يستطيع جين رؤيته هو الظلام المطلق. حاول تحريك يديه، لكنهما كانتا مقيدتين بإحكام خلف ظهره. شعر بألم حاد في رأسه وجفاف في حلقه. كم من الوقت مر منذ أن فقد وعيه؟ ساعات؟ أيام؟حاول تنظيم أفكاره المشوشة. كان في
مهمة للاتحاد... المستودع... عشيرة القمر الأسود... حجر المصير. ثم الرجل المقنع والظلام الذي غمره."أخيراً استيقظت،" قال صوت هادئ من مكان ما في الظلام.ارتجف جين رغماً عنه. كان هناك شيء في ذلك الصوت - نبرة باردة، محسوبة،
خالية من أي عاطفة.فجأة، أضيئت مصابيح خافتة، كاشفة عن الغرفة التي كان محتجزاً فيها. كانت صغيرة، ذات جدران خرسانية عارية، بلا نوافذ. كان مقيداً إلى كرسي معدني مثبت في الأرض.أمامه مباشرة، جلس رجل في الأربعينيات من عمره، أنيق المظهر، يرتدي بدلة سوداء أنيقة. شعره أسود مع خصلة بيضاء بارزة، وعيناه
سوداوان خاليتان من التعبير. كان يراقب جين بفضول هادئ، كعالم يدرس عينة مثيرة للاهتمام."جين سو-هو،" قال الرجل، اسمه يتدفق من لسانه بسلاسة. "صياد مكافآت
من الدرجة C، يعمل بشكل مستقل منذ خمس سنوات. لا يمتلك حجراً خاصاً به، ومع ذلك نجح في التعامل مع وحوش من الدرجة C. مثير للإعجاب."حاول جين إخفاء دهشته. كيف عرف هذا الرجل كل هذه المعلومات عنه؟"من أنت؟" سأل جين، صوته
أجش من الجفاف.ابتسم الرجل ابتسامة باردة. "أين أخلاقي؟ اسمي كانغ دو-هون. البعض يطلق علي 'السيد كانغ'."شعر جين بقشعريرة تسري في عموده الفقري. كانغ
دو-هون - زعيم عشيرة القمر الأسود. الرجل الذي قتل أعضاء من الاتحاد وسعى لجمع أحجار غامضة."ماذا تريد مني؟" سأل جين، محاولاً الحفاظ على هدوئه."مباشر. هذا جيد." قال كانغ، ثم أشار إلى أحد مساعديه الذي كان يقف في الظلال. جاء الرجل بكوب ماء ووضعه على شفتي جين.شرب جين بحذر، متوقعاً أن يكون الماء مسمماً،
لكن عطشه كان شديداً."لنكن واضحين، سيد سو-هو،" تابع كانغ بعد أن انتهى جين من الشرب. "أنت هنا لأنك كنت في المكان الخطأ في الوقت الخطأ. الاتحاد استخدمك
كطُعم.""طُعم؟" كرر جين، غير مصدق."بالطبع. هل تعتقد حقاً أنهم اختاروك لمهاراتك الاستثنائية؟" ضحك كانغ ضحكة خفيفة. "كانوا يعلمون أننا نراقب المستودع. أرسلوك لتلفت انتباهنا بينما يحاولون تتبعنا."بدأت الشكوك تتسلل إلى عقل جين. لماذا اختاره الاتحاد فعلاً؟ صياد مكافآت عادي بدون حجر، لمهمة ضد
مجموعة خطيرة مثل عشيرة القمر الأسود؟"لكنهم فشلوا،" تابع كانغ. "نحن نعرف كل تحركاتهم قبل أن يقوموا بها. لدينا... أصدقاء داخل الاتحاد."الخائن الذي تحدث عنه جو. كان حقيقياً إذن."ما علاقة هذا بي؟" سأل جين. "إذا كنت مجرد طُعم، فلماذا لم تقتلني؟"ابتسم كانغ مرة أخرى، هذه المرة بطريقة جعلت جين يتمنى لو أنه قتله
فعلاً."لأنني فضولي بشأنك، سيد سو-هو. ليس كل يوم أجد شخصاً بدون حجر يستطيع التعامل مع وحوش من الدرجة C. هناك شيء مميز فيك."نهض كانغ وتحرك ببطء حول الكرسي الذي كان جين مقيداً إليه."أتعرف ما هو حجر المصير، سيد سو-هو؟"هز جين رأسه. "لم أسمع به من قبل.""بالطبع لم تسمع. الاتحاد يحتفظ بهذه
المعلومات لنفسه." توقف كانغ خلف جين مباشرة، وانحنى ليهمس في أذنه. "حجر المصير هو أندر وأقوى أنواع الأحجار. يمنح حامله القدرة على رؤية المصائر - المستقبل، إذا أردت تبسيط الأمر."شعر جين بقشعريرة تسري في جسده. رؤية
المستقبل؟ هل كان هذا ممكناً حقاً؟"لكن ليس أي مستقبل،" تابع كانغ، متحركاً ليقف أمام جين مرة أخرى. "المصائر المظلمة تحديداً. الموت. المعاناة. الخسارة. كل ما هو مؤلم ومدمر.""ولماذا تريد شيئاً كهذا؟" سأل جين، محاولاً فهم دوافع هذا الرجل.ضحك كانغ. "لماذا لا أريده؟ تخيل أن تعرف كل كارثة قبل حدوثها. كل خسارة،
كل ألم. وبعض أحجار المصير لا تكتفي بإظهار المصائر - بل تمنحك القدرة على تغييرها."عيون كانغ اشتعلت بحماس غريب، وهو الانفعال الوحيد الذي أظهره حتى الآن."لكن هناك مشكلة،" تابع. "أحجار المصير نادرة جداً. وهي مقسمة. سبعة أجزاء، مبعثرة حول العالم. نحن نجمعها، قطعة تلو الأخرى.""وماذا ستفعل عندما تجمعها
كلها؟" سأل جين.ابتسم كانغ ابتسامة غامضة. "سأعيد كتابة المصير. مصير هذا العالم الفاسد."أشار كانغ إلى أحد مساعديه، الذي تقدم حاملاً صندوقاً صغيراً. فتحه كانغ ببطء، كاشفاً عن حجر يشع بضوء أزرق خافت - نفس الحجر الذي رآه جين في المستودع."جميل، أليس كذلك؟" قال كانغ، عيناه مثبتتان على الحجر. "هذا هو الجزء
الثاني من حجر المصير الأعظم. الجزء الأول بحوزتنا بالفعل."رفع كانغ الحجر بين أصابعه، والضوء الأزرق انعكس على وجهه، مانحاً إياه مظهراً شبحياً."أتعرف ما هو الجزء المثير، سيد سو-هو؟ كل جزء من أجزاء حجر المصير يتوافق مع شخص معين. شخص مقدر له أن يحمله."نظر كانغ مباشرة إلى عيني جين، وللمرة الأولى، رأى جين
شيئاً في تلك العيون السوداء - اهتماماً حقيقياً."وأنا أتساءل... هل أنت واحد من هؤلاء الأشخاص؟"قبل أن يتمكن جين من الرد، فُتح باب الغرفة ودخل رجل طويل يرتدي قناعاً أسود - نفس الرجل الذي واجهه جين في المستودع."سيدي،" قال الرجل
المقنع بصوت منخفض. "لقد وصلوا."أومأ كانغ برأسه. "حسناً. سنستأنف محادثتنا لاحقاً، سيد سو-هو."أغلق الصندوق ووضعه جانباً، ثم نظر إلى جين مرة أخرى."فكر في عرضي. انضم إلينا. ساعدنا في العثور على بقية الأجزاء. قد تكتشف أن مصيرك
مرتبط بنا أكثر مما تتخيل."ثم غادر كانغ الغرفة، تاركاً جين وحيداً مع الرجل المقنع."السيد كانغ متساهل معك،" قال الرجل المقنع. "لو كان الأمر بيدي، لكنت ميتاً بالفعل.""من أنت؟" سأل جين."يمكنك أن تدعوني 'القناع'،" قال الرجل. "أنا المسؤول عن الأمن هنا."تقدم القناع وأمسك بذقن جين بقوة. "إذا حاولت الهرب،
سأجعلك تتمنى الموت. مفهوم؟"أومأ جين برأسه قدر استطاعته، والقناع تركه وغادر الغرفة، تاركاً إياه في الظلام مرة أخرى.بمجرد أن أصبح وحيداً، بدأ جين يختبر قيوده. كانت محكمة، لكن ليست مستحيلة. كصياد مكافآت، تعلم كيفية التحرر من معظم
أنواع القيود. المشكلة الحقيقية كانت في معرفة أين هو وكيف يمكنه الهرب.وكان هناك سؤال آخر يطارده: هل كان الاتحاد يعلم حقاً أنه سيُستخدم كطُعم؟ هل خدعوه عمداً؟لم يكن لديه وقت للتفكير في ذلك الآن. كان عليه التركيز على الهرب والعودة
إلى مين-آه. كانت ستقلق عليه إذا لم يعد.بعد ساعات من المحاولات، نجح أخيراً في إرخاء القيود قليلاً. كانت يداه تنزفان من الاحتكاك، لكنه تجاهل الألم. كان على وشك التحرر عندما فُتح الباب مرة أخرى.توقف فوراً، متظاهراً بأنه لا يزال مقيداً بإحكام. لكن من دخل لم يكن كانغ أو القناع.كانت امرأة شابة، جميلة بشكل استثنائي، ذات
شعر أسود طويل وعينين بنفسجيتين. كانت ترتدي فستاناً أحمر أنيقاً وتحمل صينية طعام."مرحباً، صياد المكافآت،" قالت بصوت ناعم. "أحضرت لك شيئاً لتأكله."راقبها جين بحذر وهي تضع الصينية على طاولة صغيرة بجانبه."من أنت؟" سأل.ابتسمت. "اسمي
سونغ هاي-ين. أنا... زميلة للسيد كانغ.""هل أنت عضو في عشيرة القمر الأسود أيضاً؟"ضحكت ضحكة خفيفة. "دعنا نقول إنني حليفة. لست مهتمة بالانتماءات."تقدمت وفكت قيود يديه، مما فاجأ جين."لا تفكر في الهرب،" قالت،
ملاحظة نظرة الأمل في عينيه. "هذا المكان محمي بأكثر من مجرد أقفال وحراس. هناك حواجز سحرية في كل مكان. لن تصل إلى الباب الأمامي."فرك جين معصميه المتألمين. "لماذا تساعدينني؟""لأنني لا أحب رؤية الناس يعاملون كحيوانات،" قالت
ببساطة. "حتى الأسرى يستحقون بعض الكرامة."راقبها جين وهي تجلس على كرسي مقابل له. كان هناك شيء غريب في هذه المرأة - جمالها كان مذهلاً، لكن عينيها كانتا باردتين وحاسبتين."السيد كانغ مهتم بك،" قالت. "هذا نادر. عادة ما يكون... أقل اهتماماً بالأشخاص.""لماذا؟" سأل جين. "ما الذي يجعلني
مميزاً؟"ابتسمت ابتسامة غامضة. "ربما لأنك نجحت حيث فشل الكثيرون. أو ربما هناك شيء آخر يراه فيك."نظرت إلى الطعام. "يجب أن تأكل. ستحتاج إلى قوتك.""لماذا؟ هل سيعذبونني؟"هزت رأسها. "لا، ليس أسلوب السيد كانغ. إنه
يفضل... الإقناع بدلاً من الإكراه."تناول جين الطعام بحذر - أرز وخضروات ولحم. كان جائعاً جداً، لكنه أكل ببطء، مراقباً هاي-ين."كم مضى على وجودي هنا؟" سأل."يومان،" أجابت. "أصدقاؤك في الاتحاد يبحثون عنك، بالطبع. لكنهم لن يجدوك.
هذا المكان محمي جيداً."يومان. كانت مين-آه ستكون قلقة للغاية الآن."أختي..." بدأ جين."مين-آه، صحيح؟" قاطعته هاي-ين. "لا تقلق. هي بخير. في الواقع، السيد كانغ أرسل شخصاً للتأكد من سلامتها."تجمد جين، شعور بالرعب يجتاح جسده. "إذا لمستموها—""لا أحد سيؤذيها،" قالت هاي-ين بهدوء. "طالما أنت متعاون. السيد
كانغ ليس وحشاً، جين. إنه فقط... مصمم.""مصمم على ماذا بالضبط؟"تنهدت هاي-ين. "على تغيير العالم. على إصلاح الأخطاء. على منع المآسي قبل حدوثها.""باستخدام حجر المصير؟"أومأت برأسها. "أحجار المصير هي مفتاح كل شيء. لكن جمعها ليس بالأمر السهل. كل جزء محمي، مخبأ. وكل جزء يحتاج إلى حامل
متوافق معه.""وهو يعتقد أنني قد أكون متوافقاً مع أحد الأجزاء؟"ابتسمت هاي-ين. "أنت تتعلم بسرعة. نعم، هذا ما يشتبه به. هناك... علامات يبحث عنها.""ما نوع العلامات؟""القدرة على البقاء على قيد الحياة في مواقف مستحيلة. القدرة على
التعامل مع تهديدات تفوق قدراتك الظاهرة. حدس غير عادي."نظرت إليه بفضول. "هل سبق لك أن شعرت بشيء من هذا القبيل، جين؟ لحظات عرفت فيها أشياء لم يكن من المفترض أن تعرفها؟"تردد جين. كانت هناك لحظات - أوقات شعر فيها بخطر
قبل حدوثه، أو عرف بالضبط أين سيظهر وحش قبل أن يراه. لكنه اعتبرها دائماً مجرد خبرة وحدس جيد."لا أعرف عما تتحدثين،" كذب.ابتسمت كأنها تعرف أنه يكذب. "بالطبع. على أي حال، سيعود السيد كانغ قريباً. سيريك شيئاً... مثيراً للاهتمام."نهضت وجمعت الصينية الفارغة. "نصيحة، جين: استمع إلى ما يقوله. قد لا
تتفق معه، لكن ما سيريك إياه حقيقي."توقفت عند الباب. "وتذكر، سلامة أختك تعتمد على تعاونك."ثم غادرت، تاركة جين وحيداً مرة أخرى، لكن هذه المرة بدون قيود.فكر في الهرب فوراً، لكن كلمات هاي-ين عن الحواجز السحرية جعلته يتردد.
وكان هناك تهديد مبطن لمين-آه. لا يمكنه المخاطرة بسلامتها.بدلاً من ذلك، بدأ يستكشف الغرفة، بحثاً عن أي شيء قد يساعده. كانت خالية تقريباً - الكرسي المعدني، الطاولة الصغيرة، سرير بسيط في الزاوية. لا نوافذ، باب واحد فقط، على الأرجح محروس من الخارج.بعد ساعة تقريباً، فُتح الباب مرة أخرى. كان كانغ، هذه
المرة برفقة رجل آخر - شاب في أواخر العشرينات، ذو شعر أشقر مصبوغ وابتسامة ساخرة."آمل أن تكون قد استرحت، سيد سو-هو،" قال كانغ. "هذا تشا مين-جون، أحد... زملائي."نظر مين-جون إلى جين باحتقار واضح. "هذا هو الصياد الذي تحدثت عنه؟ لا يبدو مميزاً."تجاهل كانغ تعليقه. "حان الوقت لنريك شيئاً، سيد سو-هو. شيئاً قد يغير
نظرتك إلينا."أشار إلى جين ليتبعه. تردد جين للحظة، ثم قرر الامتثال. كان هذا فرصته لمعرفة المزيد عن المكان، ربما العثور على طريق للهرب.قادهم كانغ عبر ممر طويل مضاء بمصابيح خافتة. كان المكان يبدو كمجمع تحت الأرض - جدران خرسانية،
أبواب معدنية، لا نوافذ. رأى جين عدة أعضاء من عشيرة القمر الأسود يتحركون في المكان، جميعهم يرتدون عباءات سوداء مع رمز القمر."أين نحن؟" سأل جين."في مكان آمن،" أجاب كانغ ببساطة. "بعيداً عن أعين الاتحاد."وصلوا أخيراً إلى باب كبير محروس بحارسين. فتح كانغ الباب، كاشفاً عن غرفة واسعة مليئة بالشاشات
والمعدات التكنولوجية."مركز المراقبة الخاص بنا،" شرح كانغ. "من هنا نراقب... كل شيء تقريباً."كانت الشاشات تعرض مشاهد مختلفة - شوارع نيوسيول، مقر الاتحاد، مناطق مختلفة من المدينة. إحدى الشاشات جعلت قلب جين يتوقف - كانت تعرض مدخل الأكاديمية التي تدرس فيها مين-آه.لاحظ كانغ نظرته. "لا تقلق، نحن فقط
نراقب. لا نتدخل إلا عند الضرورة."توجه كانغ إلى شاشة كبيرة في وسط الغرفة وضغط على بعض الأزرار. ظهرت صورة لمبنى ضخم - مقر الاتحاد."ما أريد أن أريك إياه، سيد سو-هو، هو الحقيقة عن أصدقائك في الاتحاد."ضغط على زر آخر، وظهرت
تسجيلات لاجتماعات سرية. تعرف جين على بعض الوجوه - كان جو سونغ-هو هناك، وكذلك يو-ري وهيون-سو."هذا اجتماع حدث قبل يومين من تجنيدك،" شرح كانغ. "استمع جيداً."في التسجيل، كان جو يتحدث: "نحتاج إلى طُعم. شخص يمكننا التضحية به إذا ساءت الأمور.""ماذا عن ذلك الصياد؟" اقترحت يو-ري. "جين سو-هو. إنه
مستقل، ليس لديه روابط قوية بالاتحاد.""وإذا قُتل؟" سأل هيون-سو، يبدو متردداً."خسارة مقبولة،" قال جو بلا مبالاة. "المهم هو تتبع عشيرة القمر الأسود إلى مقرهم."شعر جين بالغثيان. كان كل ما قاله كانغ صحيحاً - لقد استخدموه كطُعم، غير مبالين بما قد يحدث له."لا يمكن أن يكون هذا حقيقياً،" قال، رغم أن الشك بدأ يتسلل إلى قلبه."لكنه حقيقي،" قال كانغ بهدوء. "الاتحاد ليس المنظمة النبيلة
التي تعتقد أنها. إنهم يستخدمون الناس، يتلاعبون بهم، يضحون بهم لأهدافهم الخاصة."أوقف التسجيل ونظر إلى جين. "أتعرف لماذا يخافون منا حقاً، سيد سو-هو؟ ليس لأننا خطرون، بل لأننا نعرف الحقيقة. الحقيقة عن الأحجار، عن أصلها، عن قوتها الحقيقية.""وما هي هذه الحقيقة؟" سأل جين، محاولاً استيعاب ما رآه للتو.ابتسم
كانغ. "الأحجار ليست هدية أو صدفة كونية كما يدّعي الاتحاد. إنها أدوات، صُممت لغرض محدد. وأحجار المصير هي المفتاح لفهم هذا الغرض."تقدم كانغ وأمسك بكتف جين. "انضم إلينا، سيد سو-هو. ساعدنا في العثور على بقية أجزاء حجر المصير. معاً، يمكننا كشف الحقيقة وتغيير هذا العالم للأفضل."نظر جين إلى عيني كانغ، باحثاً عن أي علامة على الكذب أو الخداع. لكن كل ما رآه كان إيماناً راسخاً - إيمان رجل
مقتنع تماماً بأنه على حق."وإذا رفضت؟" سأل جين.تنهد كانغ. "عندها سنضطر لإطلاق سراحك، بالطبع. لا نجبر أحداً على الانضمام إلينا. لكن..." نظر إلى الشاشة التي تعرض الأكاديمية. "لن نستطيع ضمان سلامة أختك. الاتحاد سيعلم أنك كنت معنا، وسيستخدمونها للوصول إليك."كان هذا تهديداً مبطناً، وجين يعرف ذلك. لكن كان
هناك أيضاً جزء منه بدأ يتساءل - ماذا لو كان كانغ محقاً بشأن الاتحاد؟"أحتاج وقتاً للتفكير،" قال أخيراً.أومأ كانغ. "بالطبع. خذ الوقت الذي تحتاجه. لكن لا تأخذ وقتاً طويلاً جداً. الأحداث تتحرك بسرعة."ثم أشار إلى مين-جون. "أعد سيد سو-هو إلى غرفته. وتأكد من أنه يحصل على كل ما يحتاجه."ابتسم مين-جون ابتسامة غير ودية. "بالطبع،
سيدي."بينما كان مين-جون يقود جين عائداً إلى غرفته، همس بصوت منخفض: "لا تنخدع بكلمات السيد كانغ اللطيفة. إذا لم تنضم إلينا، فسوف تموت. وأختك أيضاً."نظر جين إليه بغضب. "لمس أختي وسأقتلك بنفسي."ضحك مين-جون. "أنت؟ صياد بدون حجر؟ أنا أمتلك حجر برق من المستوى S. يمكنني تحويلك إلى رماد قبل أن تتمكن
حتى من الحركة."وصلا إلى غرفة جين، ودفعه مين-جون إلى الداخل بقسوة. "فكر في عرض السيد كانغ. إنها فرصتك الوحيدة للبقاء على قيد الحياة."ثم أغلق الباب، تاركاً جين وحيداً مع أفكاره المضطربة.جلس على السرير، محاولاً استيعاب كل ما حدث. هل كان الاتحاد يستخدمه حقاً؟ هل كانت عشيرة القمر الأسود تقاتل من أجل
قضية عادلة؟ أم أن كانغ كان يتلاعب به، يستخدم الحقيقة الجزئية لإقناعه؟وماذا عن حجر المصير؟ القدرة على رؤية المصائر المظلمة... فكرة مخيفة. لكن إذا كان بإمكانه استخدامها لحماية مين-آه...قطع أفكاره صوت طرق خفيف على الباب. فتح الباب ببطء، وظهرت هاي-ين مرة أخرى."أرى أنك التقيت بمين-جون،" قالت، ملاحظة تعبير وجهه الغاضب. "لا تهتم به. إنه مجرد كلب السيد كانغ المخلص."دخلت وأغلقت
الباب خلفها. "هل أراك السيد كانغ التسجيلات؟"أومأ جين برأسه. "هل هي حقيقية؟""نعم،" قالت ببساطة. "الاتحاد ليس العدو، لكنهم ليسوا الأبطال أيضاً. إنهم يفعلون ما يعتقدون أنه ضروري للحفاظ على النظام."جلست بجانبه على السرير. "والسيد كانغ ليس الشرير الذي يصوره الاتحاد، لكنه ليس منقذاً أيضاً. إنه رجل لديه رؤية، ومستعد لفعل أي شيء لتحقيقها.""وأنت؟ ما هو دورك في كل هذا؟"ابتسمت
ابتسامة غامضة. "أنا ألعب لعبتي الخاصة، جين. كما يجب أن تفعل أنت.""ما الذي تعنيه؟"اقتربت منه، صوتها يخفض إلى همس. "هناك طريق ثالث، بين الاتحاد وعشيرة القمر الأسود. طريق لمن يريدون الحقيقة الكاملة.""وما هي هذه الحقيقة الكاملة؟"نظرت حولها بحذر، ثم همست: "الأحجار تدمر العالم ببطء. كل استخدام لها
يضعف نسيج الواقع. وأحجار المصير هي الأسوأ من بينها.""إذا كان هذا صحيحاً، فلماذا يريد كانغ جمعها؟""لأنه يعتقد أنه يمكن استخدامها لإصلاح الضرر. لإعادة ضبط العالم. لكنه مخطئ. لا يمكن السيطرة على قوة كهذه."وقفت فجأة. "لقد تحدثت كثيراً. سيعود الحراس قريباً."توجهت نحو الباب، لكنها توقفت ونظرت إليه مرة أخرى. "فكر بحذر في خياراتك، جين سو-هو. قراراتك في الأيام القادمة ستحدد ليس
فقط مصيرك، بل مصير الكثيرين."ثم غادرت، تاركة جين أكثر ارتباكاً من أي وقت مضى.استلقى على السرير، محاولاً ترتيب أفكاره. كان عليه الهرب، العودة إلى مين-آه، التأكد من سلامتها. لكن أين كان الحق؟ مع الاتحاد الذي استخدمه كطُعم؟ مع
كانغ وعشيرته الغامضة؟ أم مع هاي-ين وتحذيراتها الغامضة؟وماذا عن حجر المصير؟ هل كان حقاً متوافقاً مع أحد أجزائه كما اقترح كانغ؟أغمض عينيه، والإرهاق يغلبه أخيراً. قبل أن يغرق في النوم، خطرت له فكرة مقلقة - ماذا لو كان كانغ محقاً؟ ماذا لو كان مصيره مرتبطاً بالأحجار أكثر مما كان يتخيل؟وفي أحلامه، رأى حجراً يشع بضوء
أزرق، يناديه، يدعوه للمسه. وخلف الحجر، رأى ظلالاً - ظلال مين-آه، وأصدقائه، وكل من عرفهم. جميعهم يسقطون، واحداً تلو الآخر، في ظلام لا نهاية له.استيقظ فجأة، عرق بارد يغطي جبينه. كان مجرد حلم، لكنه شعر بحقيقته في أعماقه.كان عليه الهرب. الآن.