# الفصل الثالث: محاولة الهرب

كان الظلام لا يزال يخيم على الغرفة عندما فتح جين عينيه. لم يكن متأكداً من الوقت - ربما كانت الساعات الأولى من الصباح. كان الحلم لا يزال طازجاً في ذهنه، صور الظلال التي تبتلع كل من يعرفهم تطارده.

جلس على حافة السرير، يفرك عينيه المتعبتين. كان عليه التفكير بوضوح. تقييم خياراته. وضع خطة.

أولاً، كان عليه معرفة المزيد عن المكان الذي يُحتجز فيه. من استكشافه المحدود، استنتج أنه في مجمع تحت الأرض، ربما مخبأ سري لعشيرة القمر الأسود. كان هناك حراس، بالتأكيد، وحواجز سحرية كما ذكرت هاي-ين. لكن كل مكان له نقاط ضعف.

ثانياً، كان عليه تقييم من يمكن الوثوق به - إذا كان هناك أحد على الإطلاق. كانغ كان خطيراً، لكنه صريح بطريقة غريبة. مين-جون كان عدواً واضحاً. هاي-ين... كانت لغزاً. هل كانت حقاً تلعب لعبتها الخاصة، أم كانت مجرد أداة أخرى في يد كانغ؟

ثالثاً، وهو الأهم، كان عليه التفكير في مين-آه. إذا كان كانغ يراقبها فعلاً، فإن أي محاولة للهرب قد تعرضها للخطر. لكن البقاء هنا، الانضمام إلى عشيرة القمر الأسود، قد يكون خطراً أكبر على المدى الطويل.

نهض وبدأ يفحص الغرفة بدقة أكبر. الجدران كانت من الخرسانة الصلبة، بلا شقوق أو فتحات. الباب كان معدنياً ثقيلاً، مع قفل إلكتروني من الخارج. كان هناك فتحة تهوية صغيرة في السقف، لكنها كانت ضيقة جداً حتى بالنسبة لشخص نحيف مثله.

تفقد الأثاث البسيط - السرير، الطاولة، الكرسي. كلها مثبتة في الأرض، لا يمكن استخدامها كأسلحة. لم يكن هناك شيء يمكن استخدامه للهرب.

ثم لاحظ شيئاً - مصباح صغير مثبت على الحائط بجانب السرير. كان مثبتاً بمسامير، لكن ربما يمكن فكه. وإذا استطاع الوصول إلى الأسلاك الداخلية...

بدأ العمل بهدوء، مستخدماً حافة الصينية المعدنية التي تركتها هاي-ين لفك المسامير. كان الأمر صعباً، لكنه نجح أخيراً في فك المصباح. كما توقع، كانت هناك أسلاك كهربائية داخله. قطع بعضها بحذر، وصنع أداة بدائية يمكن استخدامها لفتح القفل الإلكتروني.

كان يعلم أن هذه خطة يائسة. حتى لو نجح في فتح الباب، كان عليه التعامل مع الحراس والحواجز السحرية. لكن البقاء هنا، انتظار ما قد يخططه كانغ له، لم يكن خياراً.

بعد ساعة من العمل الدقيق، كان جاهزاً. أصغى بانتباه، منتظراً اللحظة المناسبة. كان هناك حارس خارج الباب، يمكنه سماع خطواته المنتظمة. كان عليه انتظار تغيير الحراسة.

وأخيراً، سمع ما كان ينتظره - خطوات تبتعد، ثم صمت قصير قبل أن تأتي خطوات جديدة. هذه كانت فرصته.

تحرك بسرعة نحو الباب، وأدخل الأداة المرتجلة في فتحة صغيرة بجانب القفل الإلكتروني. كان يعلم أن لديه محاولة واحدة فقط - إذا أطلق إنذاراً، فسينتهي كل شيء.

عمل بتركيز شديد، متذكراً تدريبه كصياد مكافآت. كان قد تعلم الكثير عن الأقفال الإلكترونية خلال السنوات، وهذا النوع كان قديماً نسبياً.

بعد لحظات من التوتر، سمع صوت نقرة خفيفة. نجح! فتح الباب ببطء، محاولاً تجنب أي صرير.

نظر بحذر إلى الخارج. كان هناك حارس واحد، واقفاً على بعد عدة أمتار، ظهره إليه. كان يرتدي عباءة سوداء مع رمز القمر، وكان يحمل سلاحاً - مسدساً على ما يبدو.

تحرك جين بصمت خلف الحارس، مستخدماً سنوات خبرته في الصيد. عندما اقترب بما فيه الكفاية، لف ذراعه حول عنق الحارس في حركة خنق سريعة. حاول الحارس المقاومة، لكن جين كان أقوى وأسرع. بعد لحظات، فقد الحارس وعيه.

أنزل جين الحارس بهدوء إلى الأرض، وسحبه إلى داخل الغرفة. أخذ مسدسه وتفقد جيوبه - وجد بطاقة أمان وجهاز اتصال صغير. قد يكونان مفيدين.

خرج إلى الممر مرة أخرى، هذه المرة مسلحاً. كان الممر طويلاً، مع عدة أبواب على الجانبين. لم يكن متأكداً من الاتجاه الذي يجب أن يسلكه، لكنه تذكر أنهم جاؤوا من اليمين عندما أعاده مين-جون إلى الغرفة. لذا اتجه إلى اليسار، على أمل أن يجد مخرجاً.

تحرك بحذر، متوقفاً عند كل زاوية للاستماع. كان المكان هادئاً بشكل غريب - ربما لأنه كان ليلاً، ومعظم أعضاء العشيرة كانوا نائمين.

بعد عدة منعطفات، وجد نفسه في ممر أوسع، مع لافتات تشير إلى اتجاهات مختلفة. إحداها كانت تشير إلى "المخرج الشرقي". هذا ما كان يبحث عنه.

اتبع اللافتة، متحركاً بسرعة أكبر الآن. كان يعلم أن الوقت ليس في صالحه - سيكتشفون هروبه قريباً.

وصل أخيراً إلى باب كبير مع لوحة أمان إلكترونية. استخدم بطاقة الحارس، وفتح الباب بصمت. كان أمامه درج يؤدي إلى الأعلى.

صعد الدرج بسرعة، قلبه يخفق بقوة. هل كان الأمر بهذه السهولة حقاً؟ كان هناك شيء مريب في هذا الهروب السلس.

وصل إلى باب آخر في نهاية الدرج. استخدم البطاقة مرة أخرى، وفتح الباب ببطء.

الهواء البارد لفح وجهه، وللمرة الأولى منذ أيام، رأى السماء. كانت ليلة صافية، والنجوم تتلألأ فوقه. كان في ساحة خارجية واسعة، محاطة بأسوار عالية. على بعد عدة أمتار، كان هناك بوابة كبيرة - طريقه إلى الحرية.

تحرك بحذر عبر الساحة، مستخدماً الظلال للاختباء. لم يكن هناك حراس مرئيون، مما زاد من شكوكه. كان هذا سهلاً جداً.

وصل إلى البوابة وتفقدها. كانت مؤمنة بقفل إلكتروني آخر. استخدم البطاقة مرة أخرى، لكن هذه المرة، لم يحدث شيء. كانت البطاقة لا تعمل على هذا القفل.

"هل تبحث عن هذه؟" جاء صوت من خلفه.

استدار جين بسرعة، مسدسه جاهزاً. كانت هاي-ين تقف هناك، تحمل بطاقة أمان أخرى بين أصابعها. كانت ترتدي نفس الفستان الأحمر، وتبتسم ابتسامتها الغامضة المعتادة.

"كنت أتساءل متى ستحاول الهرب،" قالت بهدوء. "أنت أسرع مما توقعت."

صوب جين المسدس نحوها. "أعطني البطاقة."

ضحكت. "هل ستطلق النار علي، جين؟ وتنبه الجميع بوجودك؟"

كانت محقة، بالطبع. طلقة واحدة وسيكون محاطاً بأعضاء العشيرة في ثوانٍ.

"ماذا تريدين؟" سأل بحذر.

تقدمت نحوه ببطء. "قلت لك، أنا ألعب لعبتي الخاصة. وأنت جزء منها الآن."

"لماذا أنا؟"

"لأنك مهم، جين. أكثر مما تدرك." توقفت على بعد خطوات منه. "السيد كانغ محق في شيء واحد - أنت متوافق مع أحد أجزاء حجر المصير. لكنه لا يعرف أي جزء."

"وأنت تعرفين؟"

ابتسمت. "لدي... شكوك. لكن هذا ليس مهماً الآن. المهم هو أنك بحاجة للهرب، وأنا سأساعدك."

خفض جين المسدس قليلاً، لكنه ظل حذراً. "لماذا تساعدينني؟"

"لأن كانغ مخطئ. جمع أجزاء حجر المصير لن يصلح العالم - سيدمره. وأنت الوحيد الذي يمكنه منع ذلك."

"كيف؟"

"ستعرف في الوقت المناسب." رمت له البطاقة، التي التقطها بيده الحرة. "هذه ستفتح البوابة. خلفها مباشرة، ستجد دراجة نارية مع مفاتيحها. خذها واذهب إلى العنوان المكتوب على هذه الورقة."

أعطته قصاصة ورق صغيرة. "ستجد هناك شخصاً يمكنه مساعدتك على فهم ما يحدث حقاً."

نظر جين إلى العنوان - كان في منطقة نائية خارج نيوسيول.

"ماذا عن مين-آه؟" سأل. "كانغ يراقبها."

"سأتأكد من سلامتها،" وعدت هاي-ين. "لدي... نفوذ مع السيد كانغ. لكن يجب أن تذهب الآن. لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يكتشفوا هروبك."

تردد جين. هل يمكنه الوثوق بها حقاً؟ لكن لم يكن لديه خيارات كثيرة.

"كيف أعرف أنك لا تكذبين؟"

ابتسمت ابتسامة حزينة. "لا تعرف. لكن فكر في الأمر - لو كنت أريد إيذاءك، لكنت أطلقت الإنذار بمجرد رؤيتك هنا."

كانت محقة مرة أخرى. استخدم البطاقة على القفل، والبوابة فتحت بصمت.

"شكراً،" قال، غير متأكد مما يجب أن يقوله.

"لا تشكرني بعد،" قالت هاي-ين. "الطريق أمامك طويل ومظلم، جين سو-هو. وستحتاج إلى كل قوتك لما هو قادم."

ثم استدارت وبدأت تبتعد. "اذهب الآن. وتذكر - لا تثق بأحد. حتى أنا."

تردد جين للحظة، ثم عبر البوابة. كما وعدت، كانت هناك دراجة نارية سوداء تنتظره. ركبها، وأدار المفتاح، والمحرك اشتعل بهدير خافت.

نظر إلى الخلف مرة أخيرة. كان المجمع عبارة عن مبنى ضخم يشبه المستودع، محاط بأسوار عالية. لم يكن هناك أي علامات تشير إلى أنه مقر لعشيرة سرية. كان مموهاً جيداً.

ثم انطلق في الليل، غير متأكد مما ينتظره، لكنه مصمم على اكتشاف الحقيقة وحماية أخته.

---

كان الفجر يلوح في الأفق عندما وصل جين إلى العنوان الذي أعطته إياه هاي-ين. كان كوخاً صغيراً في منطقة جبلية، على بعد ساعتين من نيوسيول. المنطقة كانت هادئة ومعزولة، محاطة بالغابات الكثيفة.

أوقف الدراجة النارية على مسافة آمنة، وتقدم سيراً على الأقدام، مسدسه جاهزاً. لم يكن يعرف ما أو من ينتظره هناك.

اقترب من الكوخ بحذر. كان يبدو مهجوراً - نوافذ مغلقة، لا دخان من المدخنة، لا علامات على وجود حياة. لكن حدسه أخبره أن هناك شخصاً ما بالداخل.

طرق على الباب بحذر. لا استجابة. طرق مرة أخرى، أقوى هذه المرة.

"ادخل،" جاء صوت من الداخل أخيراً - صوت رجل مسن، متعب.

فتح جين الباب ببطء، مسدسه مخفياً خلف ظهره، جاهزاً لأي شيء.

داخل الكوخ، كان هناك رجل عجوز يجلس بجانب موقد صغير. كان نحيلاً، بشعر رمادي مشعث ونظارات سميكة. يداه كانتا ترتعشان قليلاً وهو يحرك عصا في النار.

"أخيراً وصلت،" قال الرجل العجوز دون أن ينظر إليه. "كنت أتساءل متى ستأتي، جين سو-هو."

تجمد جين. "كيف تعرف اسمي؟"

ابتسم الرجل العجوز ابتسامة متعبة. "أعرف الكثير من الأشياء. اسمي الدكتور تشوي جين-هو. كنت باحثاً في الاتحاد... قبل وقت طويل."

خفض جين مسدسه قليلاً، لكنه ظل متوتراً. "هاي-ين أرسلتني إليك."

"آه، هاي-ين." تنهد الدكتور تشوي. "فتاة ذكية. خطيرة، لكن ذكية."

أشار إلى كرسي مقابل له. "اجلس. يبدو أنك قطعت طريقاً طويلاً."

تردد جين، ثم جلس، مسدسه الآن في حضنه. "ما الذي يحدث؟ من هم عشيرة القمر الأسود حقاً؟ وما هو حجر المصير؟"

ضحك الدكتور تشوي ضحكة متعبة. "مباشر. هذا جيد. ليس لدينا وقت للمجاملات."

نهض ببطء وتوجه إلى خزانة قديمة. فتحها وأخرج صندوقاً خشبياً صغيراً.

"لفهم ما يحدث، عليك أولاً فهم الأحجار،" قال وهو يعود إلى مقعده. "ليست كما يخبرك الاتحاد. ليست هدية من الكون أو تطوراً طبيعياً."

فتح الصندوق، كاشفاً عن حجر صغير يشع بضوء أخضر خافت.

"هذا حجر معرفة من المستوى A،" شرح. "يمنحني القدرة على فهم آليات عمل الأحجار الأخرى. لكنه أيضاً... يكلفني."

لاحظ جين الآن التجاعيد العميقة على وجه الرجل، والشحوب غير الطبيعي لبشرته، والارتعاش في يديه. كانت علامات الاستخدام المفرط للحجر.

"الأحجار تأخذ بقدر ما تعطي،" تابع الدكتور تشوي. "كل استخدام يستنزف جزءاً منك - جسدك، عقلك، روحك. وأحجار المصير هي الأسوأ من بينها."

"ما هي أحجار المصير بالضبط؟" سأل جين.

"أندر وأقوى أنواع الأحجار. سبعة أجزاء من حجر واحد أعظم، تم تقسيمه منذ قرون. كل جزء يمنح القدرة على رؤية جانب من المصير - الموت، المعاناة، الخسارة، الخيانة، الحب، الأمل، والتغيير."

"وكانغ يجمعها؟"

أومأ الدكتور تشوي. "نعم. لقد وجد جزأين حتى الآن - حجر الموت وحجر المعاناة. يعتقد أنه إذا جمع كل الأجزاء السبعة، فسيتمكن من إعادة تشكيل الواقع نفسه."

"هل هذا ممكن؟"

"نظرياً، نعم. لكن التكلفة..." هز رأسه. "لا يمكن لعقل بشري أن يتحمل قوة الحجر الكامل. سيدمره، ويدمر العالم معه."

"إذن هاي-ين كانت تقول الحقيقة،" تمتم جين.

"هاي-ين تقول ما يناسبها،" قال الدكتور تشوي بحدة. "لديها أجندتها الخاصة. لكن نعم، في هذه النقطة، هي محقة."

"وما علاقتي أنا بكل هذا؟" سأل جين. "كانغ يعتقد أنني متوافق مع أحد أجزاء الحجر."

نظر إليه الدكتور تشوي بتمعن. "وهو محق. أنت متوافق مع حجر المصير. لكن ليس أي جزء - أنت متوافق مع حجر التغيير."

"حجر التغيير؟"

"الجزء السابع والأقوى من حجر المصير. يمنح حامله القدرة ليس فقط على رؤية المصائر، بل على تغييرها."

شعر جين بقشعريرة تسري في عموده الفقري. "كيف تعرف أنني متوافق معه؟"

ابتسم الدكتور تشوي. "لأنني رأيت العلامات. قدرتك على البقاء على قيد الحياة في مواقف مستحيلة. حدسك غير العادي. وهناك شيء آخر..."

تردد للحظة. "والداك لم يموتا في هجوم عشوائي، جين. كانا يبحثان عن حجر التغيير. وقد وجداه."

شعر جين كأن الأرض تميد من تحته. "ماذا؟"

"والداك كانا باحثين في الاتحاد، مثلي. كنا نعمل معاً على دراسة أحجار المصير. وعندما اكتشفنا موقع حجر التغيير، ذهبا لاستعادته. لكن كانغ وصل أولاً."

"كانغ قتل والديّ؟" سأل جين، الغضب يغلي في داخله.

هز الدكتور تشوي رأسه. "ليس بالضبط. كانغ كان زميلاً لنا أيضاً. كان يعمل معنا في الاتحاد. لكنه اكتشف شيئاً - حقيقة عن الأحجار جعلته ينقلب ضدنا."

"ما هي هذه الحقيقة؟"

"أن الأحجار ليست من هذا العالم. إنها أجزاء من كيان قديم، كائن من عالم آخر سقط على الأرض منذ قرون. والاتحاد كان يعرف هذا منذ البداية."

صمت الدكتور تشوي للحظة، كأنه يجمع أفكاره. "عندما اكتشف كانغ هذا، حاول إقناع الاتحاد بالتوقف عن استخدام الأحجار. قال إنها تضعف نسيج الواقع، وأن استمرار استخدامها سيؤدي إلى كارثة."

"لكن الاتحاد رفض الاستماع،" استنتج جين.

"بالطبع. الأحجار كانت مصدر قوتهم. لن يتخلوا عنها." تنهد الدكتور تشوي. "لذا انشق كانغ وشكل عشيرة القمر الأسود. هدفه الأصلي كان جمع الأحجار وتدميرها. لكن مع مرور الوقت، تغير. أصبح مهووساً بفكرة استخدام أحجار المصير لإعادة ضبط العالم بالكامل."

"وماذا عن والديّ؟"

"كانا في الوسط. متعاطفين مع مخاوف كانغ، لكنهما لم يوافقا على أساليبه. عندما اكتشفا موقع حجر التغيير، حاولا الوصول إليه قبل كانغ أو الاتحاد."

"وماذا حدث؟"

"وقعت معركة. كانغ، والداك، وفريق من الاتحاد. انفجرت قوى الأحجار. والداك قُتلا، وحجر التغيير... اختفى."

"اختفى؟" كرر جين، غير مصدق.

"نعم. لم يعثر عليه أحد منذ ذلك الحين. لكن هناك نظرية..." تردد الدكتور تشوي مرة أخرى. "نظرية تقول إن الحجر اندمج مع شخص كان في مكان الحادث. شخص متوافق معه."

نظر مباشرة إلى عيني جين. "شخص مثلك، جين. كنت هناك في ذلك اليوم. كنت في الخامسة عشرة، تبحث عن والديك عندما تأخرا في العودة."

شعر جين بدوار مفاجئ. صور غامضة تومض في ذهنه - انفجار ضوء أزرق، صراخ، ألم حاد في صدره. ذكريات كان قد دفنها عميقاً.

"أنت تقول إن حجر التغيير... بداخلي؟" سأل بصوت مرتجف.

"لا أعرف بالتأكيد،" اعترف الدكتور تشوي. "لكن هناك علامات. قدراتك غير العادية. حقيقة أنك نجوت من الانفجار بينما قُتل الآخرون. وحقيقة أن كانغ مهتم بك الآن."

"لكنني لم أر أي مصائر. لم أغير أي شيء."

"ربما لأن الحجر كامن. نائم. ينتظر... شيئاً ما ليوقظه."

وقف الدكتور تشوي ببطء، متكئاً على عصا. "لكن الآن، عليك أن تختار، جين. كانغ سيأتي خلفك. والاتحاد أيضاً، بمجرد أن يعرفوا من أنت حقاً."

"ماذا علي أن أفعل؟" سأل جين، رأسه يدور بكل هذه المعلومات.

"أولاً، عليك حماية أختك. إذا كان كانغ يراقبها، فهي في خطر. ثانياً، عليك اكتشاف ما إذا كان حجر التغيير حقاً بداخلك، وكيفية استخدامه."

"وكيف أفعل ذلك؟"

"هناك شخص يمكنه مساعدتك - طفلة تدعى لي سو-يون. إنها... مختلفة. لديها صلة بأصل الأحجار."

"أين أجدها؟"

"في معبد قديم في جبال الشمال. لكن الوصول إليها لن يكون سهلاً. المعبد محمي بحواجز قوية."

فجأة، سمعا صوت محركات من الخارج. نظر الدكتور تشوي من النافذة، وجهه يتجهم.

"إنهم هنا،" قال بصوت منخفض. "أسرع مما توقعت."

"من؟" سأل جين، واقفاً بسرعة، مسدسه جاهزاً.

"الاتحاد. يجب أن يكون لديهم جهاز تتبع على الدراجة النارية."

لعن جين غباءه. كان يجب أن يتوقع شيئاً كهذا.

"هناك باب خلفي،" قال الدكتور تشوي بسرعة. "اهرب عبر الغابة. خذ هذا."

أعطاه خريطة صغيرة. "ستجد طريقك إلى المعبد. أخبر سو-يون أنني أرسلتك."

"ماذا عنك؟" سأل جين.

ابتسم الدكتور تشوي ابتسامة حزينة. "سأكون بخير. لدي علاقة قديمة مع الاتحاد. سأؤخرهم."

تردد جين. "شكراً لك."

"لا تشكرني بعد. رحلتك للتو بدأت، جين سو-هو. والطريق أمامك مظلم ومليء بالمخاطر."

ثم دفعه نحو الباب الخلفي. "الآن اذهب. وتذكر - الحقيقة ليست مع كانغ ولا مع الاتحاد. الحقيقة في داخلك."

خرج جين من الباب الخلفي وركض نحو الغابة. خلفه، سمع أصوات سيارات تتوقف وأبواب تُفتح. كان الاتحاد قد وصل.

اختبأ بين الأشجار، مراقباً المشهد. رأى عدة أشخاص يرتدون زي الاتحاد يقتحمون الكوخ. أحدهم كان جو سونغ-هو، قائد الفريق الذي جنده.

بعد لحظات، أخرجوا الدكتور تشوي. لم يبدُ أنهم يعاملونه بقسوة، لكنهم كانوا حازمين. وضعوه في إحدى السيارات وانطلقوا.

انتظر جين حتى اختفت السيارات، ثم نظر إلى الخريطة التي أعطاه إياها الدكتور تشوي. كانت تظهر طريقاً عبر الجبال إلى معبد قديم. وفقاً للخريطة، كانت الرحلة ستستغرق يومين سيراً على الأقدام.

لكن قبل أن يذهب إلى هناك، كان عليه التأكد من سلامة مين-آه. لا يمكنه الذهاب مباشرة إلى شقتهما - كان الاتحاد وعشيرة القمر الأسود يراقبانها على الأرجح. لكنه يعرف طريقة للتواصل معها.

بدأ يشق طريقه عبر الغابة، متجهاً نحو الطريق السريع. كان عليه العودة إلى نيوسيول، لكن بحذر شديد. كان الجميع يبحث عنه الآن.

وبينما كان يمشي، كانت الأسئلة تدور في رأسه. هل كان حجر التغيير حقاً بداخله؟ هل كان هذا سبب نجاته من مواقف كان يجب أن تقتله؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكنه استخدامه لحماية مين-آه والآخرين؟

وفوق كل ذلك، كان هناك سؤال أكبر يطارده: من يمكنه الوثوق به في عالم حيث الجميع يبدو أنهم يكذبون؟

---

في مقر عشيرة القمر الأسود، كان كانغ دو-هون يقف أمام شاشة كبيرة، يراقب تسجيلاً للقاء جين مع الدكتور تشوي. كان وجهه خالياً من التعبير، لكن عينيه كانتا تلمعان بشيء يشبه الرضا.

"أخبرته بالضبط ما أردت أن يعرفه،" قال، وهو يوقف التسجيل. "جيد."

خلفه، كانت هاي-ين تقف بهدوء. "هل كنت تتوقع أن يهرب بهذه السرعة؟"

ابتسم كانغ ابتسامة باردة. "في الواقع، كنت أتوقع أن يكون أسرع. لكن النتيجة هي نفسها. الآن سيبحث عن الطفلة."

"وماذا عن الاتحاد؟"

"إنهم يلعبون دورهم بشكل مثالي. اعتقال الدكتور تشوي سيؤكد لجين كل ما قيل له."

استدار كانغ ليواجه هاي-ين. "أنت لعبت دورك جيداً أيضاً. كان من الضروري أن يثق بك، ولو قليلاً."

"شكراً لك، سيدي،" قالت هاي-ين، وجهها خالٍ من التعبير. "هل تريد مني متابعته؟"

"لا. دعه يجد طريقه إلى المعبد. دعه يجد الطفلة. دعه يكتشف قوته." ابتسم كانغ مرة أخرى. "ثم سنأخذ ما هو لنا."

"وماذا عن أخته؟"

"استمر في مراقبتها. لا تتدخل... بعد. ستكون مفيدة عندما يحين الوقت."

أومأت هاي-ين برأسها وغادرت الغرفة، تاركة كانغ وحيداً مع أفكاره.

نظر مرة أخرى إلى الشاشة، إلى صورة متجمدة لوجه جين. "قريباً، سيد سو-هو،" همس. "قريباً ستفهم دو

رك الحقيقي في كل هذا."

ثم فتح درجاً وأخرج منه صندوقاً صغيراً. فتحه، كاشفاً عن حجرين - واحد يشع بضوء أزرق، والآخر بضوء أحمر.

"اثنان من سبعة،" تمتم. "وقريباً، الثالث."

أغلق الصندوق ببطء، عيناه تلمعان بتصميم بارد. الخطة كانت تسير كما ينبغي. وجين سو-هو كان يتحرك تماماً كما توقع.

المرحلة التالية من اللعبة قد بدأت.

2025/04/26 · 4 مشاهدة · 2749 كلمة
Chrollo
نادي الروايات - 2025