# الفصل الخامس: حقيقة الأحجار
جلس جين على الوسادة المقابلة للطفلة الغريبة، لي سو-يون. كانت الغرفة هادئة، مضاءة فقط بضوء شموع زرقاء غريبة تنشر رائحة عطرية لم يشم مثلها من قبل. خارج النوافذ الورقية التقليدية، كان الضباب الملون يتموج حول المعبد، كأنه يحميه من العالم الخارجي.
"قبل أن أبدأ،" قالت سو-يون بصوتها الطفولي الذي يحمل حكمة قديمة، "يجب أن تفهم أن ما سأخبرك به ليس معروفاً حتى لقادة الاتحاد أو لكانغ دو-هون. إنها الحقيقة الكاملة، التي ظلت مخفية لقرون."
أومأ جين برأسه، مستعداً لسماع أي شيء بعد كل ما مر به.
"الأحجار ليست من هذا العالم،" بدأت سو-يون. "هذا جزء يعرفه القليلون. لكن ما لا يعرفونه هو أنها ليست مجرد أشياء - إنها أجزاء من كيان حي، كائن قديم من عالم آخر."
"كائن؟" كرر جين، محاولاً استيعاب الفكرة.
"نعم. كيان قديم، أقدم من الزمن نفسه، كان مهمته الحفاظ على الحدود بين العوالم. نسميه 'الحارس'."
رفعت يدها الصغيرة، وظهر فوق الطاولة نموذج ثلاثي الأبعاد من الضوء - كرات متعددة متصلة بخيوط رفيعة من النور.
"هناك عوالم متعددة، جين. عالمنا هو واحد فقط من بينها. والحارس كان يحمي الحدود، يمنع العوالم من الاصطدام أو التداخل."
تحركت أصابعها، والنموذج الضوئي تغير، مظهراً كياناً غامضاً يشبه الظل يتحرك بين الكرات.
"لكن منذ ألفي عام، حدث شيء ما. صراع بين قوى قديمة أدى إلى إصابة الحارس بجروح بالغة. سقط على عالمنا، وتشظى إلى أجزاء."
تغير النموذج مرة أخرى، مظهراً الظل وهو يتحطم إلى شظايا متوهجة تسقط على كرة واحدة.
"هذه الشظايا هي ما نسميه الأحجار. كل حجر يحمل جزءاً من وعي الحارس وقوته. وأقوى هذه الشظايا، وأكثرها وعياً، هي أحجار المصير السبعة."
"وأنا... أحمل واحداً منها؟" سأل جين.
أومأت سو-يون. "حجر التغيير، الجزء السابع والأقوى. الوحيد القادر ليس فقط على رؤية المصائر، بل على تغييرها."
"لكنني لم أشعر به أبداً. لم أستخدمه."
"لأنه اندمج معك بشكل كامل، جين. في ذلك اليوم، عندما كنت في الخامسة عشرة، عندما حاول والداك حماية الحجر من كانغ والاتحاد، حدث انفجار للطاقة. كان الحجر يبحث عن حامل متوافق، وأنت كنت هناك."
"لكن لماذا أنا؟"
ابتسمت ابتسامة غامضة. "التوافق ليس بالصدفة. بعض البشر لديهم... صدى روحي مع أجزاء معينة من الحارس. أنت متوافق مع جزء التغيير لأن روحك تحمل نفس الصفات - العزيمة، الإرادة، القدرة على رؤية الاحتمالات والتكيف معها."
صمتت للحظة، ثم تابعت: "لكن هناك شيء آخر يجب أن تعرفه. الأحجار ليست مجرد أدوات قوة. إنها تسعى لإعادة توحيد نفسها، لاستعادة الحارس."
"وهذا ما يحاول كانغ فعله؟ جمع الأحجار لاستعادة الحارس؟"
هزت رأسها. "كانغ يعتقد أنه يمكنه استخدام قوة الأحجار المجتمعة لإعادة تشكيل الواقع، لإصلاح ما يراه أخطاء في العالم. لكنه لا يفهم الحقيقة الكاملة."
"وما هي الحقيقة الكاملة؟"
"أن جمع الأحجار، خاصة أحجار المصير، بدون فهم طبيعتها الحقيقية، سيؤدي إلى كارثة. الحارس سيعود، لكن ليس كما كان. سيعود مشوهاً، غاضباً، وسيدمر الحدود بين العوالم بدلاً من حمايتها."
شعر جين بقشعريرة تسري في عموده الفقري. "وهذا ما رأيته في الرؤية؟ الشقوق في السماء؟"
"نعم. بداية انهيار الحدود بين العوالم. وإذا حدث ذلك، فإن عالمنا، وعوالم أخرى، ستتصادم وتتدمر."
"وكيف يمكن إيقاف ذلك؟"
نظرت إليه بعينيها القديمتين. "هناك طريقتان. الأولى هي منع جمع الأحجار تماماً. والثانية..."
ترددت للحظة. "الثانية هي استخدام حجر التغيير لإعادة توجيه عملية الاندماج، للتأكد من عودة الحارس إلى طبيعته الأصلية كحامٍ، وليس مدمر."
"وكيف أفعل ذلك؟ أنا لا أعرف حتى كيفية الوصول إلى الحجر بداخلي."
"هذا ما أنا هنا من أجله." ابتسمت. "لمساعدتك على فهم قوتك واستخدامها."
"وأنت؟ من أنت حقاً، لي سو-يون؟ كيف تعرفين كل هذا؟"
نظرت إلى النافذة للحظة، كأنها تفكر في كيفية الإجابة. "أنا... جزء من الحارس أيضاً. لكن ليس كالأحجار. أنا ذكرى، صدى، جزء من وعيه الأصلي الذي نجا من التشظي."
"أنت... لست بشرية؟"
"هذا الجسد بشري، أو كان كذلك يوماً ما. طفلة ماتت منذ قرون، واخترت شكلها لأتواصل مع البشر. لكن ما أنا حقاً... يصعب شرحه بلغتكم."
فجأة، توترت سو-يون، رأسها يلتفت نحو النافذة. "إنهم هنا. أسرع مما توقعت."
"من؟"
"كلاهما. الاتحاد وعشيرة القمر الأسود. وصلوا إلى حدود الوادي."
نهض جين بسرعة. "كيف عرفوا أين أنا؟"
"الحجر بداخلك استيقظ، جين. قوته تشع الآن كمنارة لمن يعرف كيف يبحث عنها." نهضت أيضاً. "لدينا وقت قصير. يجب أن أعلمك كيفية الوصول إلى قوتك قبل وصولهم."
"كم من الوقت لدينا؟"
"ساعة، ربما أقل. الحواجز ستؤخرهم، لكنها لن توقفهم."
قادته خارج الغرفة، عبر الفناء، إلى البرج المركزي للمعبد. داخل البرج، كان هناك درج حلزوني يؤدي إلى غرفة علوية دائرية. كانت الغرفة خالية باستثناء دائرة من الرموز الغريبة منقوشة على الأرضية، وفي وسطها، حجر أبيض كبير.
"هذا حجر الصدى،" شرحت سو-يون. "سيساعدنا على إيقاظ حجر التغيير بداخلك بشكل كامل."
"هل سيؤلم؟" سأل جين، متذكراً الألم الذي شعر به عند لمس الشجرة.
"نعم،" أجابت بصراحة. "استيقاظ الحجر بالكامل سيكون مؤلماً. لكن البديل أسوأ."
أشارت له ليجلس على الحجر الأبيض. "أغمض عينيك. ركز على تنفسك. ابحث داخل نفسك عن شيء مختلف، شيء ليس منك، لكنه أصبح جزءاً منك."
جلس جين وأغمض عينيه، محاولاً اتباع تعليماتها. في البداية، لم يشعر بشيء غير توتره وقلقه. لكن تدريجياً، مع تعمق تنفسه، بدأ يشعر بشيء ما - نبض خافت في صدره، ليس نبض قلبه، بل شيء آخر، أعمق، أكثر بدائية.
"أشعر به،" همس.
"جيد. الآن، تخيل أنك تمد يدك نحوه، تلمسه، تتواصل معه."
فعل كما طلبت، وفجأة، شعر بألم حاد يخترق جسده. صرخ، لكنه استمر في التركيز، مصمماً على الوصول إلى القوة التي بداخله.
في ذهنه، رأى ضوءاً أزرقاً، يتشكل تدريجياً إلى حجر متوهج. كان جميلاً ومخيفاً في آن واحد - يشع بقوة قديمة، ويبدو كأنه ينبض بوعي خاص به.
"تحدث إليه،" سمع صوت سو-يون من بعيد. "ليس بالكلمات، بل بالنوايا. أخبره ما تريد."
حاول جين التواصل مع الحجر، مرسلاً أفكاره نحوه: "أحتاج إلى قوتك. أحتاج إلى حماية من أحب. أحتاج إلى تغيير المصير."
للحظة، لم يحدث شيء. ثم، ببطء، بدأ الحجر ينبض بقوة أكبر، وشعر جين بحرارة تنتشر من صدره إلى بقية جسده. كانت مؤلمة لكنها ليست غير محتملة - كأن جسده يتكيف مع قوة جديدة.
ثم، فجأة، انفتحت عيناه. لكن ما رآه لم يكن الغرفة التي كان فيها. بدلاً من ذلك، رأى شبكة معقدة من الخيوط الضوئية، تمتد في كل اتجاه، تتشابك وتتفرع. كل خيط يمثل مساراً، احتمالاً، مصيراً محتملاً.
"هذه هي المصائر،" سمع صوت سو-يون. "كل خيط هو مسار يمكن أن تتخذه الأحداث. بعضها أكثر سطوعاً من غيرها - تلك هي الأكثر احتمالاً للحدوث."
حاول جين التركيز على أحد الخيوط الأكثر سطوعاً، وفجأة، وجد نفسه يرى مشهداً - كانغ دو-هون، يقف في دائرة من الأحجار، قوة هائلة تتدفق منه، والسماء تتشقق فوقه.
"هذا هو المسار الحالي،" قالت سو-يون. "المصير الأكثر احتمالاً إذا لم تتدخل."
انتقل جين إلى خيط آخر، ورأى نفسه ميتاً، ومين-آه تبكي فوق جثته، بينما يقف كانغ في الخلفية، وجهه خالٍ من التعبير.
خيط ثالث أظهر مشهداً مختلفاً تماماً - جين يقف مع كانغ، كلاهما يحمل أحجاراً متوهجة، يعملان معاً لفتح بوابة بين العوالم.
"هناك العديد من المسارات المحتملة،" شرحت سو-يون. "لكن قوتك، قوة حجر التغيير، تكمن في قدرتك على اختيار مسار وتقويته، جعله أكثر احتمالاً للحدوث."
"كيف؟" سأل جين، مذهولاً من كل ما يراه.
"ركز على المسار الذي تريده. تخيله بوضوح. ثم... ادفع نيتك نحوه."
حاول جين التركيز على مسار جديد - مسار يرى فيه نفسه ينجح في إيقاف كانغ، وإنقاذ مين-آه، ومنع انهيار الحدود بين العوالم. كان خيطاً ضعيفاً، باهتاً، لكنه موجود.
ركز كل إرادته عليه، دافعاً قوته نحوه. ببطء، بدأ الخيط يسطع أكثر، يصبح أقوى.
"نعم، هكذا،" شجعته سو-يون. "لكن كن حذراً. كل تغيير في المصير له ثمن. كلما كان التغيير أكبر، كان الثمن أعلى."
"ما نوع الثمن؟"
"يختلف. قد يكون ألماً جسدياً، أو فقداناً للذكريات، أو حتى جزءاً من روحك. القوة العظيمة تأتي دائماً بتكلفة عظيمة."
فجأة، انقطعت الرؤية، وعاد جين إلى الواقع. كان لا يزال جالساً على الحجر الأبيض، لكنه شعر بتغيير عميق في داخله. كان الحجر مستيقظاً الآن، يمكنه الشعور به ينبض في صدره، جزءاً منه لكنه منفصل في نفس الوقت.
"نجحت،" قالت سو-يون، عيناها تلمعان بمزيج من الفرح والحزن. "حجر التغيير مستيقظ بالكامل الآن."
"ماذا علي أن أفعل الآن؟" سأل جين، يشعر بقوة جديدة تسري في عروقه.
"الآن، يجب أن تواجه من يأتون. وتتخذ قراراً."
"أي قرار؟"
"من ستثق به، إن كان هناك أحد. كانغ، الاتحاد، أو طريقك الخاص."
نهضت وتوجهت نحو النافذة. "إنهم يقتربون. اخترقوا الحاجز الأول."
وقف جين بجانبها ونظر إلى الخارج. في الوادي أدناه، رأى مجموعتين تتقدمان نحو المعبد من اتجاهين مختلفين.
من الشرق، كانت هناك مجموعة ترتدي الزي الرسمي للاتحاد - حوالي عشرة أشخاص، يقودهم جو سونغ-هو، مع يو-ري وهيون-سو بجانبه.
ومن الغرب، كانت هناك مجموعة ترتدي عباءات سوداء مع رمز القمر - عشيرة القمر الأسود، يقودهم كانغ دو-هون نفسه، مع القناع ومين-جون وهاي-ين خلفه.
"كلاهما هنا،" تمتم جين. "كلاهما يريدني."
"وكلاهما سيخبرك بنصف الحقيقة فقط،" قالت سو-يون. "الاتحاد يريد استخدام قوتك لمنع كانغ من جمع الأحجار. وكانغ يريد استخدام قوتك لمساعدته في جمعها."
"وأنت؟ ماذا تريدين مني؟"
نظرت إليه بعينيها القديمتين. "أريدك أن تفهم القوة التي تحملها، وأن تستخدمها بحكمة. لا لمصلحة الاتحاد أو كانغ، بل لمصلحة العوالم كلها."
صمتت للحظة، ثم أضافت: "لكن القرار في النهاية لك، جين سو-هو. أنت حامل حجر التغيير. أنت من سيقرر مصير الجميع."
نظر جين مرة أخرى إلى المجموعتين المتقدمتين. كان عليه اتخاذ قرار، وبسرعة.
"هل يمكنني الهرب؟" سأل. "أخذك معي، والاختباء حتى أفهم قوتي بشكل أفضل؟"
هزت رأسها. "لا يمكنني مغادرة المعبد، جين. أنا مرتبطة به. وحتى لو هربت، فسيجدونك. قوة الحجر المستيقظ ستقودهم إليك أينما ذهبت."
تنهد جين. "إذن علي مواجهتهم."
"نعم. لكن ليس وحدك." وضعت يدها الصغيرة على ذراعه. "سأكون معك، وسأساعدك قدر استطاعتي."
"شكراً لك." ثم فكر في شيء آخر. "مين-آه... هل هي بأمان؟"
ابتسمت سو-يون. "أختك في طريقها إلى بوسان كما طلبت. لكن... هناك شيء يجب أن تعرفه عنها."
"ما هو؟"
"مين-آه ليست مجرد شفاءة عادية. حجرها... له صلة بأحجار المصير أيضاً."
شعر جين بقلق جديد. "ماذا تعنين؟"
"حجر الشفاء الخاص بها هو في الواقع جزء صغير من حجر الأمل - أحد أحجار المصير السبعة. لم يستيقظ بالكامل بعد، لكنه موجود."
"هل هذا يعني أنها في خطر أيضاً؟"
"نعم. إذا اكتشف كانغ حقيقتها، فسيحاول استخدامها للوصول إلى حجر الأمل الكامل."
شعر جين بغضب يتصاعد داخله. "لن أسمح بذلك."
"أعرف. لهذا السبب يجب أن تتعلم استخدام قوتك بسرعة." نظرت من النافذة مرة أخرى. "لقد وصلوا إلى الحاجز الثاني. سيخترقونه قريباً."
"ماذا نفعل الآن؟"
"ننزل لمقابلتهم. الاستماع إلى ما يقولونه. ثم تتخذ قرارك."
أومأ جين برأسه، وتبع سو-يون أسفل الدرج الحلزوني، عبر الفناء، إلى البوابة الرئيسية للمعبد.
وقفا معاً على الدرجات الحجرية، ينتظران وصول المجموعتين. كان جين يشعر بقوة الحجر تنبض في داخله، مستعدة للاستخدام إذا لزم الأمر.
بعد دقائق، اخترقت المجموعتان الحاجز الثاني في نفس الوقت تقريباً، وتقدمتا نحو المعبد من جانبين متقابلين.
توقفتا على بعد عدة أمتار من الدرجات، كل مجموعة تنظر بعداء إلى الأخرى.
"جين سو-هو،" ناداه جو سونغ-هو، قائد فريق الاتحاد. "نحن هنا لمساعدتك. عشيرة القمر الأسود خطيرة. هم من قتلوا والديك."
"لا تستمع إليه، جين،" قال كانغ دو-هون بصوته الهادئ. "الاتحاد هو من كذب عليك طوال حياتك. هم من أخفى عنك حقيقة من أنت."
نظر جين بينهما، ثم إلى سو-يون، التي أومأت برأسها مشجعة.
"أعرف الحقيقة الآن،" قال جين أخيراً، صوته أقوى مما توقع. "أعرف عن الحارس. أعرف عن أحجار المصير. وأعرف ما بداخلي."
بدت الدهشة على وجوه الجميع، باستثناء كانغ، الذي ابتسم ابتسامة باردة.
"إذن الطفلة أخبرتك،" قال كانغ، ناظراً إلى سو-يون. "لكن هل أخبرتك كل شيء؟ هل أخبرتك عن الثمن الحقيقي لاستخدام قوتك؟"
"أخبرتني بما يكفي،" قال جين. "أعرف أنك تريد جمع أحجار المصير لإعادة تشكيل الواقع. وأعرف أن ذلك سيؤدي إلى كارثة."
"كارثة؟" ضحك كانغ. "بل خلاص، جين. خلاص من عالم فاسد، عالم يموت ببطء بسبب استخدام الأحجار بشكل عشوائي."
"لا تستمع إليه، جين،" قالت يو-ري، متقدمة خطوة. "كانغ مهووس. يعتقد أنه يمكنه التحكم في قوة تفوق فهمه."
"وماذا عن الاتحاد؟" سأل جين. "هل تنكرون أنكم استخدمتموني كطُعم؟ هل تنكرون أنكم أخفيتم عني حقيقة والديّ وحقيقة ما بداخلي؟"
بدا الارتباك على وجه جو. "الأمور... معقدة، جين. نعم، ربما لم نكن صادقين تماماً معك. لكننا فعلنا ذلك لحمايتك."
"حمايتي؟" سخر جين. "أم حماية مصالحكم؟"
"كلاهما يكذب عليك، جين،" قالت هاي-ين فجأة، متقدمة من خلف كانغ. "كلاهما يريد استخدامك."
نظر إليها كانغ بغضب، لكنها تجاهلته. "الفرق الوحيد هو أن كانغ صادق بشأن نواياه. يريد استخدام قوتك لتغيير العالم. الاتحاد يريد استخدامك للحفاظ على سلطتهم."
"وأنت، هاي-ين؟" سأل جين. "ما هي نواياك الحقيقية؟"
ابتسمت ابتسامة غامضة. "قلت لك، أنا ألعب لعبتي الخاصة. لكنني أريد نفس الشيء الذي تريده - حماية من تحب، ومنع كارثة."
"كفى من هذا،" قاطعها كانغ. "جين، أنت تقف على مفترق طرق. يمكنك الانضمام إلي، ومساعدتي في إصلاح هذا العالم المكسور. أو يمكنك الانضمام إلى الاتحاد، والاستمرار في العيش في كذبة."
"أو يمكنك اختيار طريقك الخاص،" قالت سو-يون بهدوء. "طريق لا يخدم كانغ ولا الاتحاد، بل يخدم التوازن."
نظر جين إلى الجميع، عقله يعمل بسرعة. كان يشعر بقوة الحجر تنبض في داخله، تنتظر قراره.
ثم، فجأة، سمع صوتاً في رأسه - صوتاً عميقاً، قديماً، ليس بشرياً تماماً.
"اختر بحكمة، حامل التغيير. مصير العوالم يعتمد على قرارك."
ك
ان صوت الحجر نفسه، جزء من وعي الحارس القديم.
نظر جين إلى سو-يون، التي أومأت برأسها، مؤكدة أنها سمعت الصوت أيضاً.
"لقد اتخذت قراري،" قال جين أخيراً، صوته ثابت رغم الاضطراب في داخله.
وقف الجميع في صمت، ينتظرون إعلان قراره الذي قد يغير مصير العالم كله.