# الفصل السادس
"لن أنضم إلى أي منكما،" أعلن جين بصوت واضح وثابت، مفاجئاً الجميع.
ارتفع همس بين صفوف الاتحاد، بينما ضيق كانغ عينيه خلف قناعه.
"أنت تلعب لعبة خطيرة، جين سو-هو،" قال كانغ بهدوء. "لا يمكنك الوقوف وحدك ضد كل هذه القوى."
"لست وحدي،" قال جين، ملقياً نظرة سريعة على سو-يون. "وأنا لا أقف ضدكم بالضرورة. أنا أقف مع الحقيقة."
تقدم جو سونغ-هو خطوة. "جين، أنت لا تفهم. الأمر أكبر منك. أكبر من جميعنا. إذا وقع حجر التغيير في أيدي كانغ—"
"فماذا ستفعلون به أنتم؟" قاطعه جين. "تخبئونه؟ تستخدمونه كسلاح؟ تجرون عليه تجارب كما فعلتم مع الأحجار الأخرى؟"
بدا الارتباك على وجه جو. "كيف عرفت عن—"
"أعرف أكثر مما تظن،" قال جين. "أعرف أن الاتحاد أجرى تجارب على الأحجار لعقود. أعرف أنكم حاولتم استخراج قوتها وتكرارها صناعياً. وأعرف أن تلك التجارب أدت إلى إضعاف الحدود بين العوالم."
"انظر إليه،" ضحك كانغ. "يتحدث مثل خبير الآن. الطفلة علمتك جيداً."
"وأنت، كانغ،" التفت جين إليه. "تدعي أنك تريد إصلاح العالم، لكنك في الحقيقة تريد إعادة تشكيله وفقاً لرؤيتك أنت. تريد أن تكون إلهاً."
"أريد إنقاذ البشرية من نفسها،" رد كانغ بحدة. "العالم يتجه نحو الدمار. استخدام الأحجار بشكل عشوائي يضعف نسيج الواقع. إذا لم يتم فعل شيء، فسينهار كل شيء."
"وحلك هو تسريع الانهيار؟" سأل جين. "جمع أحجار المصير سيؤدي إلى عودة الحارس، لكن ليس كما كان. سيعود مشوهاً، غاضباً."
"هذا ما أخبرتك به الطفلة،" قال كانغ. "لكنها لا تعرف كل شيء. أنا درست الأحجار لعقود. أعرف كيفية التحكم في عملية الاندماج."
"لا أحد يستطيع التحكم في قوة الحارس الكاملة،" تدخلت سو-يون. "حتى أنت، كانغ دو-هون."
"سنرى،" قال كانغ ببرود.
التفت جين إلى المجموعتين. "لن أختار جانباً في حربكم. سأتبع طريقي الخاص. سأتعلم كيفية استخدام قوتي، وسأفعل ما أعتقد أنه صحيح."
"وما هو الصحيح برأيك؟" سأل جو.
"منع كارثة. حماية من أحب. إيجاد طريقة لاستعادة التوازن دون تدمير العالم."
ضحك كانغ ضحكة قصيرة. "كلمات نبيلة. لكن كيف ستفعل ذلك وحدك؟"
"ليس وحده،" تقدمت هاي-ين فجأة، متجهة نحو الدرجات حيث يقف جين. "أنا معه."
نظر إليها كانغ بغضب. "خائنة."
"لم أكن مخلصة لك يوماً، كانغ،" قالت بهدوء. "كنت أتبع مساري الخاص دائماً."
"وأنا أيضاً،" جاء صوت من خلف مجموعة الاتحاد. كان هيون-سو، الذي تقدم ببطء نحو جين. "لقد سئمت من أكاذيب الاتحاد."
"هيون-سو!" صرخت يو-ري. "ماذا تفعل؟"
"أفعل ما يجب فعله،" قال وهو يقف بجانب جين. "لقد رأيت ما تفعله تجارب الاتحاد. رأيت النتائج. لا يمكنني الاستمرار في دعم ذلك."
وقف الثلاثة - جين، هاي-ين، وهيون-سو - على درجات المعبد، مع سو-يون خلفهم. كانوا مجموعة غريبة، متحدين بهدف مشترك رغم خلفياتهم المختلفة.
"هذا لن ينتهي هنا، جين سو-هو،" قال كانغ. "ستحتاج إلي في النهاية. وعندما تدرك ذلك، سأكون منتظراً."
ثم أشار لأتباعه بالتراجع. "دعونا نذهب. لدينا أحجار أخرى للعثور عليها."
"جين،" ناداه جو. "أنت ترتكب خطأً. الاتحاد يمكنه حمايتك. يمكننا مساعدتك على فهم قوتك."
"كما ساعدتم والديّ؟" سأل جين بمرارة.
تراجع جو، غير قادر على الرد. ثم أشار لفريقه بالانسحاب أيضاً.
تراجعت المجموعتان ببطء، كل منهما تراقب الأخرى بحذر، حتى اختفتا في الضباب المحيط بالوادي.
عندما أصبحوا وحدهم، التفت جين إلى رفاقه الجدد. "شكراً لكما."
"لا تشكرنا بعد،" قالت هاي-ين. "لقد جعلنا أنفسنا أعداءً لأقوى منظمتين في العالم. الأمور ستزداد صعوبة من الآن فصاعداً."
"لماذا انضممت إلي؟" سألها جين. "كنت تعملين مع كانغ لسنوات."
"عملت معه، نعم. لكنني لم أؤمن بأهدافه أبداً." نظرت إلى سو-يون. "أنا... لدي صلة بالمعبد. بالطفلة. منذ زمن طويل."
"وأنت؟" سأل جين هيون-سو.
"رأيت ما تفعله تجارب الاتحاد،" قال بصوت منخفض. "رأيت الأشخاص الذين ماتوا، الوحوش التي خُلقت عن طريق الخطأ. لم أعد أستطيع تحمل ذلك."
"حسناً،" قال جين. "نحن أربعة الآن. ماذا بعد؟"
"أولاً، يجب أن نجد مكاناً آمناً،" قالت سو-يون. "المعبد لم يعد آمناً. الآن بعد أن اخترقوا الحواجز، يمكنهم العودة في أي وقت، وبقوة أكبر."
"وأين نذهب؟" سأل جين.
"بوسان،" قالت هاي-ين. "أختك هناك، أليس كذلك؟ يجب أن نجدها قبل أن يفعل الاتحاد أو كانغ."
شعر جين بالقلق يعتصر قلبه. "هل تعتقدين أنهم سيستهدفونها؟"
"بالتأكيد،" قالت سو-يون. "خاصة إذا اكتشفوا حقيقتها."
"حقيقتها؟" سأل هيون-سو.
"مين-آه تحمل جزءاً من حجر الأمل،" شرح جين. "أحد أحجار المصير السبعة."
بدت الدهشة على وجه هيون-سو. "هذا... يفسر الكثير. قدراتها الشفائية دائماً ما كانت أقوى مما يمكن تفسيره بحجر شفاء عادي."
"إذن نحن متفقون،" قالت هاي-ين. "نذهب إلى بوسان، نجد مين-آه، ثم نقرر خطوتنا التالية."
"لكن كيف نصل إلى هناك؟" سأل جين. "الطرق ستكون مراقبة الآن."
ابتسمت هاي-ين. "لدي وسائلي الخاصة. تعالوا معي."
قادتهم إلى الجانب الخلفي من المعبد، حيث كانت هناك مساحة مفتوحة تشبه ساحة تدريب قديمة. وفي زاوية منها، كانت هناك مركبة مموهة تحت أغطية وأغصان.
أزالت الأغطية، كاشفة عن مركبة عسكرية صغيرة ذات دفع رباعي. "كنت أتوقع أن أحتاج إلى خطة هروب."
"مذهل،" قال جين. "هل كنت تخططين لهذا طوال الوقت؟"
"دائماً أخطط لكل الاحتمالات،" قالت ببساطة. "هذه المركبة مزودة بتقنية تشويش. ستخفينا عن أجهزة تتبع الاتحاد وعشيرة القمر الأسود، على الأقل لفترة."
"سو-يون،" التفت جين إلى الطفلة. "هل يمكنك مغادرة المعبد الآن؟ قلت إنك مرتبطة به."
نظرت إلى الأرض للحظة. "يمكنني المغادرة، لكن... بثمن. سأضعف خارج المعبد. قوتي محدودة."
"هل ستكونين بخير؟" سأل بقلق.
ابتسمت ابتسامة شاحبة. "سأتدبر أمري. المهم الآن هو حمايتك أنت ومين-آه. أنتما المفتاح لكل شيء."
"حسناً،" قال جين. "لنذهب إذن."
صعدوا جميعاً إلى المركبة، هاي-ين في مقعد السائق، جين بجانبها، وهيون-سو وسو-يون في المقاعد الخلفية.
أدارت هاي-ين المحرك، والمركبة انطلقت عبر الوادي، متجهة نحو ممر جبلي مختلف عن الذي جاء منه جين.
"هذا طريق سري،" شرحت هاي-ين. "سيأخذنا إلى الطريق السريع الجنوبي، بعيداً عن المناطق التي قد يبحثون فيها عنا."
بينما كانت المركبة تشق طريقها عبر الممر الوعر، نظر جين إلى الخلف، نحو المعبد الذي كان يختفي تدريجياً في الضباب. شعر بشيء غريب - كأن فصلاً من حياته قد انتهى، وفصل جديد، أكثر خطورة وغموضاً، قد بدأ.
"هل تشعر به؟" سألت سو-يون فجأة، ملاحظة نظرته.
"نعم،" أجاب. "شعور بأن كل شيء قد تغير."
"لأنه تغير بالفعل. اتخذت قراراً، جين سو-هو. قراراً سيؤثر على مصير العوالم كلها."
"هل كان القرار الصحيح؟" سأل، الشك يتسلل إلى صوته.
"لا أحد يعرف،" قالت بصدق. "المستقبل مليء بالاحتمالات. لكن... أعتقد أنه كان القرار الشجاع."
ابتسم لها، ثم التفت إلى الأمام مرة أخرى، عيناه على الطريق الوعر أمامهم.
بعد ساعة من القيادة عبر طرق جبلية متعرجة، وصلوا أخيراً إلى الطريق السريع. كان الوقت قد أصبح عصراً، والشمس تميل نحو الأفق.
"سنصل إلى بوسان في منتصف الليل تقريباً،" قالت هاي-ين. "يجب أن نتوقف للتزود بالوقود والطعام."
"هل من الآمن التوقف؟" سأل هيون-سو.
"لا، لكننا مضطرون. المركبة لا يمكنها الوصول إلى بوسان بخزان واحد."
توقفوا في محطة وقود صغيرة ومعزولة. بينما كانت هاي-ين تملأ الخزان، ذهب جين وهيون-سو لشراء بعض الطعام والماء. بقيت سو-يون في المركبة، متخفية تحت بطانية.
داخل متجر المحطة، لاحظ جين شاشة تلفزيون صغيرة تعرض نشرة إخبارية. وعلى الشاشة، كانت هناك صورته، مع عنوان "مطلوب للاستجواب".
"هيون-سو،" همس، مشيراً إلى الشاشة.
نظر هيون-سو وشتم بصوت منخفض. "لقد بدأوا بالفعل. الاتحاد يستخدم نفوذه."
"هل سيفعلون الشيء نفسه معك؟"
"على الأرجح. وربما مع هاي-ين أيضاً. نحن خونة الآن."
أسرعا في شراء ما يحتاجونه والعودة إلى المركبة. أخبرا هاي-ين بما رأياه.
"كان متوقعاً،" قالت وهي تقود المركبة بعيداً عن المحطة. "الاتحاد لديه نفوذ كبير في وسائل الإعلام والشرطة. سيجعلون حياتنا صعبة."
"وماذا عن عشيرة القمر الأسود؟" سأل جين.
"هم أكثر... دهاءً. لن يلاحقوننا علناً. سيرسلون أتباعهم سراً."
"مثل مين-جون؟"
"نعم. مين-جون من أخطر أتباع كانغ. قاتل بارد ومتعقب ماهر."
قاد الحديث عن المطاردين جين إلى التفكير في أخته مرة أخرى. "هل تعتقدين أن مين-آه وصلت إلى بوسان بأمان؟"
"سنعرف قريباً،" قالت هاي-ين. "هل أعطيتها عنواناً محدداً؟"
"نعم، منزل صديق قديم. شخص يمكنني الوثوق به."
"آمل ذلك،" قالت هاي-ين. "الثقة أصبحت سلعة نادرة هذه الأيام."
استمروا في القيادة عبر الليل، متناوبين على القيادة للحفاظ على يقظتهم. كان جين يشعر بتوتر متزايد كلما اقتربوا من بوسان. كان قلقه على مين-آه يتضاعف مع كل كيلومتر.
وفي الخلف، كانت سو-يون قد غفت، رأسها يميل على كتف هيون-سو. بدت أصغر سناً وأكثر هشاشة وهي نائمة، مجرد طفلة عادية وليست كياناً قديماً من عالم آخر.
"هل تعتقد أنها تقول الحقيقة؟" همس هيون-سو، مشيراً إلى سو-يون. "عن كونها جزءاً من الحارس؟"
"لا أعرف،" اعترف جين. "لكنها تعرف أشياء لا يمكن لأحد معرفتها. وقوتها... حقيقية."
"الأمر كله يبدو مجنوناً،" قال هيون-سو. "قبل أسبوع، كنت مجرد عضو في الاتحاد، أؤدي واجبي. والآن..."
"والآن أنت هارب، تساعد شخصاً يحمل حجراً قديماً بداخله، وطفلة تدعي أنها من عالم آخر."
ضحك هيون-سو ضحكة قصيرة. "عندما تضعها بهذه الطريقة، يبدو الأمر أكثر جنوناً."
"لماذا انضممت إلينا حقاً؟" سأل جين. "أعني، أنا أقدر ذلك، لكن... كان قراراً كبيراً."
صمت هيون-سو للحظة. "لقد رأيت أشياء في الاتحاد... أشياء لا يمكنني نسيانها. تجارب على أشخاص حاملين للأحجار. محاولات لاستخراج قوة الأحجار وتكرارها صناعياً."
"وماذا حدث؟"
"كوارث. أشخاص ماتوا في عذاب رهيب. آخرون تحولوا إلى... أشياء. مخلوقات مشوهة." تنهد. "وعندما اعترضت، قيل لي إنها تضحيات ضرورية من أجل الصالح العام."
"لذا قررت الانشقاق."
"كنت أفكر في ذلك منذ فترة. لكنني لم أكن أعرف إلى أين أذهب، أو ماذا أفعل. ثم ظهرت أنت، مع قصتك عن الحارس وأحجار المصير. وفجأة، رأيت فرصة للقيام بشيء حقيقي، شيء مهم."
"أتمنى ألا تندم على قرارك،" قال جين.
ابتسم هيون-سو ابتسامة متعبة. "أنا أندم بالفعل. لكنني سأندم أكثر لو بقيت."
بحلول منتصف الليل، كانوا قد وصلوا إلى ضواحي بوسان. كانت المدينة الساحلية هادئة في هذه الساعة المتأخرة، شوارعها شبه خالية.
"ما هو العنوان؟" سألت هاي-ين.
أعطاها جين العنوان - منزل في حي سكني هادئ على أطراف المدينة.
عندما اقتربوا من المنزل، شعر جين بتوتر غريب. كان هناك شيء خاطئ، شيء لا يستطيع تحديده.
"توقفي هنا،" قال فجأة.
توقفت هاي-ين على بعد عدة منازل من الوجهة. "ما الأمر؟"
"لا أعرف. شعور سيء."
استيقظت سو-يون، عيناها تتسعان. "إنه فخ. هناك أشخاص ينتظرون في المنزل."
"كيف تعرفين؟" سأل هيون-سو.
"أستطيع الشعور بهم. أربعة... لا، خمسة أشخاص. يحملون أحجاراً."
"الاتحاد أم عشيرة القمر الأسود؟" سأل جين.
"لا أستطيع التمييز من هذه المسافة. لكنهم ينتظرون."
"ومين-آه؟" سأل جين بقلق. "هل هي هناك؟"
أغمضت سو-يون عينيها للحظة. "لا. لا أشعر بوجودها."
"هذا جيد على الأقل،" تنهد جين براحة. "ربما لم تصل بعد."
"أو ربما وصلت ورأت الفخ، فهربت،" اقترحت هاي-ين.
"ممكن. مين-آه ذكية."
"ماذا نفعل الآن؟" سأل هيون-سو.
فكر جين للحظة. "نحتاج إلى معرفة من هم، وما إذا كانت مين-آه بخير."
"يمكنني الاقتراب والتحقق،" عرضت هاي-ين. "أنا جيدة في التسلل."
"خطير جداً،" اعترض جين. "إذا كانوا من الاتحاد، فسيعرفونك. وإذا كانوا من عشيرة القمر الأسود، فسيعرفون أنك انشققت."
"لدي فكرة أفضل،" قالت سو-يون. "يمكنني إرسال... جزء من وعيي للتحقق."
"ماذا تعنين؟"
"شكل من أشكال الإسقاط. لن يستطيعوا رؤيتي أو الشعور بي، لكنني سأتمكن من رؤيتهم."
"هل هذا آمن؟" سأل جين بقلق.
ابتسمت ابتسامة ضعيفة. "لا شيء آمن تماماً. لكنها أفضل خياراتنا."
"حسناً. لكن كن حذرة."
أومأت برأسها، ثم أغمضت عينيها وأرخت جسدها. للحظة، لم يحدث شيء. ثم بدأ جسدها يتوهج بضوء أزرق خافت، وشعر الجميع بتغير طفيف في الهواء، كأن شيئاً غير مرئي قد غادر المركبة.
مرت دقائق في صمت متوتر. ثم، فجأة، عادت سو-يون إلى وعيها، متنفسة بصعوبة.
"ماذا رأيت؟" سأل جين.
"الاتحاد،" قالت بصوت متقطع. "خمسة منهم. بقيادة جو سونغ-هو ويو-ري."
"هل رأيت أي علامة على مين-آه؟"
هزت رأسها. "لا. لكنني سمعتهم يتحدثون. يعتقدون أنها ستصل قريباً. لديهم معلومات عن تحركاتها."
"كيف؟" سأل جين بغضب. "كيف عرفوا أين ستذهب؟"
"لا أعرف. لكنهم يعرفون."
"يجب أن نجدها قبلهم،" قال جين بإصرار. "لكن كيف؟"
فكرت هاي-ين للحظة. "هل يمكنك استخدام حجر التغيير لتتبعها؟ ألا يمكنك رؤية المصائر المحتملة؟"
"لم أتعلم كيفية استخدامه بشكل كامل بعد،" اعترف جين. "لكن... يمكنني المحاولة."
نظر إلى سو-يون، التي أومأت برأسها مشجعة. "ركز على أختك. على الرابط بينكما. ثم ابحث عن خيوط المصير المرتبطة بها."
أغمض جين عينيه، محاولاً اتباع تعليماتها. في البداية، لم يشعر بشيء. ثم، تدريجياً، بدأ يشعر بالحجر ينبض في صدره، وبدأت صور تومض في ذهنه.
رأى مين-آه، جالسة في حافلة ليلية. كانت متوترة، تنظر باستمرار من النافذة. ثم رأى الحافلة تتوقف في محطة، ومين-آه تنزل، تحمل حقيبة صغيرة.
"إنها في محطة الحافلات المركزية،" قال جين، عيناه لا تزالان مغلقتين. "وصلت للتو."
"هل هي بمفردها؟" سألت هاي-ين.
ركز جين أكثر. "نعم. لكن... هناك شخص يراقبها. شخص يرتدي معطفاً أسود."
"عشيرة القمر الأسود،" قالت هاي-ين. "كانغ أرسل أتباعه أيضاً."
فتح جين عينيه. "يجب أن نصل إليها قبلهم. الآن."
أدارت هاي-ين المركبة وانطلقت بسرعة نحو وسط المدينة، حيث تقع محطة الحافلات المركزية.
"كيف سنعرف أين هي بالضبط؟" سأل هيون-سو.
"سأعرف،" قال جين بثقة. شعر بشيء جديد - رابط، خيط غير مرئي يربطه بأخته. كان الحجر يساعده على الشعور بها.
وصلوا إلى محطة الحافلات بعد عشرين دقيقة من القيادة السريعة. كانت المحطة شبه خالية في هذه الساعة المتأخرة، مع بضعة مسافرين متأخرين فقط.
"ابق هنا مع سو-يون،" قال جين لهيون-سو. "هاي-ين وأنا سنبحث عن مين-آه."
نزل جين وهاي-ين من المركبة وتوجها بسرعة نحو المحطة. كان جين يتبع الشعور الغريب، الرابط الذي يقوده نحو أخته.
"هناك،" همس فجأة، مشيراً إلى فتاة تجلس على مقعد بعيد، تحمل حقيبة صغيرة.
كانت مين-آه تبدو متعبة ومتوترة، عيناها تتفحصان المكان باستمرار. وعلى بعد عدة أمتار منها، كان هناك رجل يرتدي معطفاً أسود، يتظاهر بقراءة صحيفة.
"أرى الرجل الذي يراقبها،" همست هاي-ين. "إنه من عشيرة القمر الأسود. أعرفه."
"كيف نصل إليها دون لفت انتباهه؟"
فكرت هاي-ين للحظة. "سأشتت انتباهه. أنت اذهب إلى أختك."
قبل أن يتمكن جين من الاعتراض، كانت هاي-ين قد تحركت بالفعل، متجهة نحو الرجل. رآها تتعثر فجأة وتسقط أمامه، متظاهرة بالإصابة.
استغل جين الفرصة وتحرك بسرعة نحو مين-آه. عندما رأته، اتسعت عيناها بالدهشة والارتياح.
"جين!" همست، واقفة لتعانقه.
"لا وقت للشرح،" قال بسرعة. "نحن في خطر. يجب أن نغادر الآن."
أمسك بيدها وقادها بسرعة نحو مخرج جانبي، بعيداً عن الرجل الذي كان مشغولاً الآن بمساعدة هاي-ين.
خرجا من المحطة، وبعد لحظات، لحقت بهما هاي-ين، تركض.
"هيا،" قالت بإلحاح. "لقد اكتشف الخدعة."
ركضوا نحو المركبة، حيث كان هيون-سو وسو-يون ينتظران. عندما رأت مين-آه سو-يون، توقفت للحظة، مذهولة من مظهر الطفلة الغريبة.
"من هؤلاء؟" سألت بارتباك.
"أصدقاء،" قال جين بسرعة. "سأشرح كل شيء لاحقاً. الآن، ادخلي."
دخلوا جميعاً إلى المركبة، وانطلقت هاي-ين بسرعة، متجهة خارج المدينة.
"هل تتبعنا أحد؟" سأل هيون-سو، ينظر إلى الخلف.
"لا أعتقد،" قالت هاي-ين. "لكننا لا نستطيع المخاطرة بالبقاء في بوسان. يجب أن نجد مكاناً آخر للاختباء."
التفتت مين-آه إلى جين، عيناها مليئتان بالأسئلة. "جين، ما الذي يحدث؟ من هؤلاء الناس؟ ولماذا كان ذلك الرجل يراقبني؟"
أمسك جين بيدها. "الأمر معقد، مين-آه. لكنني سأخبرك بكل شيء. أولاً، هؤلاء هم هاي-ين، وهيون-سو، وسو-يون. هم... حلفاء."
"مرحباً،" قالت مين-آه بتردد.
"مرحباً، مين-آه،" ابتسمت سو-يون. "سعيدة بلقائك أخيراً."
نظرت مين-آه إلى الطفلة الغريبة بفضول. "هل نلتقي للمرة الأولى؟ تتحدثين كأننا نعرف بعضنا البعض."
"أعرف عنك،" قالت سو-يون ببساطة. "كما أعرف عن أخيك. وعن الحجر الذي تحملينه."
اتسعت عينا مين-آه. "كيف تعرفين عن حجري؟"
"لأنه ليس مجرد حجر شفاء عادي،" قال جين. "إنه جزء من شيء أكبر بكثير. كما هو الحجر الذي بداخلي."
"الحجر الذي بداخلك؟" كررت مين-آه بارتباك. "جين، أنت لا تملك حجراً."
"بلى، أملك. لكنه كان نائماً، مختبئاً. حتى اليوم."
وبدأ جين يشرح لأخته كل ما اكتشفه - عن الحارس، وأحجار المصير، وحجر التغيير الكامن بداخله، وحجر الأمل الذي كان جزء منه بداخلها. أخبرها عن والديهما، وكيف ماتا حقاً، وعن كانغ والاتحاد، وعن الخطر الذي يهدد العالم.
استمعت مين-آه بصمت، عيناها تتسعان أكثر مع كل تفصيل جديد. وعندما انتهى، جلست صامتة للحظات، تحاول استيعاب كل شيء.
"هذا... يبدو مجنوناً،" قالت أخيراً.
"أعرف،" ابتسم جين ابتسامة متعبة. "لكنه حقيقي. كل كلمة."
"وأنا... أحمل جزءاً من حجر المصير؟"
"نعم. حجر الأمل. لهذا السبب قدراتك الشفائية قوية بشكل غير عادي."
نظرت إلى يديها. "هذا يفسر الكثير. دائماً ما شعرت أن هناك شيئاً مختلفاً في قدراتي."
"وهذا هو سبب كوننا في خطر الآن،" قال جين. "كانغ والاتحاد، كلاهما يريدنا. يريدون استخدام قوتنا."
"وماذا سنفعل؟" سألت مين-آه.
"نختبئ. نتعلم. نستعد." نظر إلى سو-يون. "ونحاول إيجاد طريقة لإيقاف كارثة."
"أعرف مكاناً يمكننا الذهاب إليه،" قالت هاي-ين. "منزل قديم على ساحل الجزيرة الجنوبية. معزول ومحمي."
"هل سنكون آمنين هناك؟" سأل هيون-سو.
"لا مكان آمن تماماً،" قالت سو-يون. "لكنه سيمنحنا الوقت الذي نحتاجه. وقت لتعليم جين ومين-آه كيفية استخدام قوتهما."
نظر جين من النافذة، إلى الليل المظلم خارج المركبة. كان يشعر بمزيج غريب من الخوف والتصميم. كان قد اتخذ قراره - لن ينضم إلى كانغ أو الاتحاد. سيتبع طريقه الخاص، طريقاً ثالثاً.
وبينما كانت المركبة تشق طريقها عبر الليل، متجهة نحو الجنوب، كان جين يعلم أن الرحلة الحقيقية قد بدأت للتو. رحلة ستحدد ليس فقط مصيره ومصير أخته، بل مصير العالم كله.