وعندما كانتْ الاجواء مشحونةً بالطاقة السلبية وقد كان الكلُ فاقدا للأمل وكأن جنازةً قد حدثت هناك، في تلكَ الاثناء كانَ قد اختفى حتى الضبابُ الذي كان يلفُ الغابةَ مُعظم الوقتِ، رفعَ كريغ بصرهُ إلى الأعلى وفجأةً صُدمَ كأن صاعقةً قد أصابتهُ، ثم بلحظات ابتسمْ، كانتْ تلكَ إبتسامة كريغ عندما يتوصلُ إلى أمرا ما قال لنفسه وهو يضرب على رأسه :
- كيف لم ألحظ هذا من قبل!
ثم بعدهَا وجه سؤالا إلى إريك
- هاي، اريك أريدُ أن أسألك، واذا كانت إجابتُكَ كما أتوقع فأظنني وجدتُ طريق الخروج!
وقفَ الثلاتةُ من مكانهم بعد كلام كريغ قائلينَ في انٍ واحد {{{ماااذا، أقلتَ أنكَ وجدتَ طريق الخروج؟كيف ذلكَ؟}}}، ردَ عليهُم كريغ بعدَ أن طالبهُم باالهدوء قائلا :
- حسنا ذلكَ يعتمدُ على جوابِ إريك
نظرَ الأخرون إلى إريك بحماسةٍ وكأنهُ يمتلكُ في يديه مفاتيحَ الخروج من جحيم هذه الغابة ليقول :
- وما هو سؤالك يا كريغ؟
ثم وجهَ كريغ السؤال الذي يُفترضُ أن الجوابَ عنهُ هو مصيرُ الاربعة لإمكانيةِ الخروج من الغابة من عدمها :
- سابقا عندما أنقدت نالي من ذات الرداء الأبيض كيف وجدتنا؟
ردتْ نالي على سؤال كريغ قائلةً :
- أولم يكن ذلك بمحضِ الصُدفة؟
لكنَ إريك أخبر أُختهُ ذلكَ لم يكن صدفةً قائلا :
- لم يكنْ ذلكَ صُدفةً لقد رأيتُ النار التي أوقضتموها وافترضتُ أن أشخاصاً ما في الغابة، ولكن كيف لهذا أن يكونَ مُفيدا؟
ابتسمَ كريغ ابتسامةَ النصر بعد أن نظر في وجه إريك ثم قال له :
- وكيفَ رأيتَ النار والغابةُ يلفُها الضبابُ طوال الوقت؟
ردَ اريك على تساؤُل كريغ هذا مُستغربا :
- في ذاك الوقت كان الضبابُ قد انقشع ،مثل ما حدث الٱ..
لقدَ فهم اريك ما توصلَ إليه كريغ الذي أشارَ بيده إلى شجرةٍ عملاقة بالقرب منهم، شجرةٌ تختلفُ حجما وعلوا عن باقي الاشجار الاخرى ليقول لإريك والبقية:
- هذه الشجرةُ كانت مفتاحَ استنتاجي وجواب إريك أكد على ذلك
ثم وجه سؤالا إلى نالي قائلا :
- نالي!، عندما كنا سندخلُ الغابة ألم نرى هذه الشجرة العملاقة من الخارج؟
وضعتْ نالي يدها على جبينها محاولةً التذكرَ ثم قالت :
- بالتفكير في الأمر أظن أنك مُحق
كما قال كريغ كانت تلكَ الشجرةُ هي طريقُ الخروج، كان استنتاج كريغ بعد أن رأها وبنى فرضيةً تأكدت صحتها بعدَ جواب اريك، فرضيةُ كريغ بُنيت بعد أن إنقشعَ الضبابُ المحيط في الغابة ورأى بعض العلامات وخصوصا الشجرة العملاقة في مكانها، إذن فعندما يحدثُ الضباب تتحولُ الغابةُ إلى متاهةٍ وكل شيء فيها يتغير، لكن وعندما يختفي الضباب لبعضِ الوقت تعود إلى وضعها الطبيعي، كريغ المعروف بنظرته الشاملة قد رأى شجرةً كبيرة تبرزُ قبل دخوله للغابة، ما يعني أن المخرج بجانبهَا وما أكد ذلك سؤالهُ اريك عن طريقةِ وجوده لهم في وقتٍ سابق، إنه اليومُ الخامس منذ دخول نالي و كريغ إلى الغابة، كانت كافية ليكتشف أمير ميروبس سر الغابة وخدعتها البسيطة، أصبحوا يعرفونَ الان كيفية الخروج منها ،لكن صوتا غليظا مرعبا ليس له مصدر أرعب وارعش جسم الاربعة، ضحكةٌ طويلة بداك الصوت المرعب جعل نالي تختبئُ خلف كريغ بعد ان استمرَ بالضحك لفترة، قرر الصوت أن يثحدت أخيرا ويقول (أنا أثني عليكم، إنكم ثاني الاشخاص الذين أدركوا سر الغابة )، صارَ الاربعة يلتفتون يسارا ويمينا محاولين معرفةَ مصدر الصوت، لكن دون نتيجة ليصرخَ سينساتي قائلا
- من هناك، أظهر نفسكْ!
ثحدتَ الصوتُ مرةً أخرى (أنا روحُ الغابة ليس لدي وجود، فقط صوتي أنا من أتحكمُ بهذه الغابة، وبما أنكمُ وصلتم إلى هذه المرحلة، فسأسمحُ لكم بالخروجِ، ولكن عليكم أولا تجاوز حارس الغابة الضخم)، وفجأة سمع كريغ ومن معه صوتاً قويا قادما من تحت أقدامهم وكأن زلزالا يحدث، فانشقت بعدها الارضُ وخرج مخلوقٌ عملاق يبلغ قرابة 20قدما، له وجه بشري نظر إليه كريغ ثم أصيب بصدمةٍ كبيرة، عيناه لم تُفارق وجهَ العملاق وكأنهُ تعرف إليه، وفي خضَمِ ذلك ثحدت الصوت المرعب مرة أخرى قائلا (إذا تغلبتم على حارس الغابة العملاقْ سأسمحُ لكم بالخروج، لكن وإن فشلتم فالموت في إنتظاركم)
بسطَ كريغ أصابعهُ بعدمَا كانت قبضتهُ ترتعشُ غضبا، ثم جعلَ الصوت يعده، إذ هزمَ العملاق أن يجيبهُ عن أسئلةٍ سيطرحها عليه إضافةً إلى السماح لهم بالخروج، وافق الصوت على مطالب كريغ الذي ابتسمَ بعدها ثم حاولَ ستلَ سيفهِ لكن وقبل أن يخرجهُ من غمده بالكامل أوقفهُ سينساتي بعد أن تقدمَ لأمام حاملا فأسهُ والحماسةُ تغمره
- اترك هذا الأمر علي يا كريغ
لم يعترض كريغ على ذلكَ بل وشجع سينساتي على ذلكَ قائلا بينهُ وبين نفسه
- حسنا، لنرى هل أنت حقا تستحقُ إعجابي!
جهزَ سينساتي نفسهُ لمقاتلة العملاق الذي يحملُ نصلاً ضخما بضخامةِ جسده، لكن ذلك لم يُرعب سينساتي بل زادهُ حماسةً، وقد بدأ القتالُ الذي سيحددُ مصير كريغ ومن يرافقهُ إما إنتصارُ سينساتي وخروجهم من الغابةِ، أو خسارتهُ والموتُ مصيرهم حينها، بدأ القتالُ بتصادُمِ أسلحة الطرفين مراتً ومرات، قبل أن يقفزَ سينساتي ويخترقَ بفأسهِ جسدَ الوحشِ العملاق، متجها نحو ذراعهِ ممزقاً إياها تمزيقاً لدرجة إقتلاعها من مكانها، لكنَ اندفاع سينساتي المتواصل هذا، قد انقلبَ ضدهُ ليوجهَ إليه العملاقُ لكمةً قوية من يده الثانية فيصطدم سينساتي بأحد الاشجار، لتنكسرَ بعضٌ من أضلاعهِ فاقدا بذلك الوعيَ لبرهةٍ من الزمن، على الرغمِ من أن هذا العملاق بطيئٌ لضخامتهِ إلا أن ضربتهُ تُعادلُ أضعافا من ضربة إنسانٍ قوي، عادَ سينساتي إلى وعيهِ بسرعةٍ كبيرة وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أنه سيتراجعُ عن القتال وأنه سيكون مرتعبا وخائفا، حدث العكسُ تماما بعد أن نهض يضحكُ والدماء تغطي وجهه، لقد تأججت داخلهُ نار أقوى ورغبةٌ في القتال أكثر، ورغمَ تحذيرات كريغ المُتواصلة له في تجنبِ مواجهة العملاق على مقربةٍ، إلا أن سينساتي كانَت تقودهُ غريزته متجاهلا بذلك كل كلامٍ أو حديث يدور بجانبه فواصل بذلك هجماتهُ القريبة مُتفاديا ضربات الوحش بسرعةٍ كبيرة فاجئت جميعَ من يشاهد، تزدادُ سرعةُ بديهة سينساتي كل ما زادت حماسته، هذا الشيءُ قد أغضبَ الوحشَ كثيرا ليبلغَ صُراخهُ عنان السماءِ مفرجاً غضبهُ في إقتلاع الأشجار المحيطة والضرب على الأرض بقوةٍ تجعلُ الأبدان ترتعش، تلك اللحظة هي ما كان ينتظرهُ سينساتي، تخلى العملاق عن حذرهِ الدفاعي لينقضَ سينساتي على رقبتهِ ملتفا حولها، كأفعى إلتفَتْ حول ضحيتها تسلبُهَا حقَ الحياة، أمسكَ سينساتي فأسهُ ويغرزهُ في عنق العملاق الوحش ذهابا ومجيئا، أغمضتْ نالي عيناها لقساوة ورعب المشهد ولسبب ما تذكرت ما رأته سابقا في ضباب المخاوف، لكن سينساتي قد بدا مُستمتعا بذلك والدماء حول وجهه، قد بدا كالشيطان يُعذبُ ضحاياه، لقد ذبح ضحيتهُ أخيرا وفصل رأسهُ عن جسده، ثناتر العملاق وتفككت كلُ أطراف جسده، ليسقطُ أرضا كما تسقطُ أوراق الشجر في الخريف، انتهت المعركةُ بدماءٍ غزيرة على وجه سينساتي مع أضلعٍ مكسورة لكنهُ قد فاز بالمعركة الأشرس ليسقطَ هو الأخير مغميا عليه ليركض إليه كريغ حاملا إياه قائلا لهُ وهو يعرف بأنه لا يستطيعُ سماعه :
- إنك بالفعل شخصٌ عظيم
ليحولَ كلامهُ إلى صوت الغابة :
- والٱن قد انتصرنا على حارسك اللعين، ستفي بوعدكَ أليس كذلك؟