16 - دهشة! سر غابة الخلود الشيطاني

عادَ الصوتُ الغليض المرعب مرةً أخرى ليقولَ (افتحَ) فتتحركُ الأشجار ليظهر طريق الخروج من الغابة، ثَم يتبعها قائلا (والٱن قم بطرح أسئلتك، سأُجيبكَ عليها )

في تلكَ الاثناء خارج الغابة كان فجرُ اليوم السادس منذ دخول كريغ و نالي الغابة قد بزغ، وفي قبيلة الماساي كان يستعد رون ويجهزُ نفسهُ للتوجه إلى (غابة الخلود)، يفتحُ الأخيرُ صندوقا يبدو رثا وقديما وعليه غبارٌ كثيف يأخد منهُ القوس والسهام ثم يتحدث إلى القوس وكأن له أذانا قد تسمعه

- لقد مر وقتٌ طويل بالفعل!

يضعُ رون القوس والسهام على ظهره بعد ربطهم ويخرجَ من خيمتهِ باتجاه الغابة، فقد عاشَ الأيام الخمسة الماضية مثوترا خوفا على نالي فالشيء الذي كان يمنعهُ كل يوم من اللحاق بهم إلى الغابة هو كلامُ كريغ لهُ قبل بضعة أيامٍ الذي قال فيه :

- الناسُ هنا بحاجتك لكي تعالجهم، لا داعي للقلق أنا سأُعيد إريك ونالي إلى هنا معي، من الواضح أن هذه الغابة غريبة، لذلك أريدك أن تمهلني أسبوعا واحدا، إن لم أخرجهم قبل أسبوع، يمكنكَ الدخول حينها

وبالعودةِ إلى داخل الغابة حيثُ إريك والبقية، إنتظر الجميعُ سؤال كريغ الأول على صوت الغابة، تقدم الأمير حاملا سينساتي على ظهره ثم قال :

- سؤالي الأول هو ما هدفُ هذه الغابة الغريبة؟ ومن أين اتت؟

ضحك الصوتُ مرةً أخرى ثم رد على تساؤل كريغ (إنك شخص عبقري بالتأكيد)، ثم أخبرهُ أن هدفَ الغابة هو إرعابُ من يدخلُ إليها وجعلهم يستسلمون ويفقدون الأمل في الحياة لإنتزاع أرواحهم منهم، أما عن الشطر الثاني من السؤال فقدْ كان الجوابُ صاعقا وغريبا بعض الشيء بالنسبة للجميع، أخبرهم الصوت أن ساحرا عاش في عهد چيرمن قد خلق هذه الغابة بسحرهِ الشيطاني كان اسمُ الساحر هو "هازارد"، الغرابةُ في الجواب هو أن جميعَ من يحي على قارة ميروبس يؤمنُ بأن چيرمن هو الإله الذي خلقَ كل شيء فكيفَ يمكنُ لبشري أن يعيش في نفس عهد إله، ثم أكمل بصوته المرعب أن عملَ الغابة في انتزاع أرواح الناس قد بدأ بعد موت هذا الساحر ب 100 سنة، والأمر قد انطلقَ عندما تنكرتْ الغابة بشكل رجل عجوز يخرجُ إلى العامة في قارة ميروبس ويخبرهم بأنه قد دخل الغابة وبعد أن خرجَ منها قد أصبح خالدا وعاش لدهرا كامل، طمعُ الناس ورغبتهم في الخلود قد منعتهم من التفكير في الأمر وتهاتفوا وتسابقوا إلى الغابة بغرض الخلود وعيش حياةٍ أبدية، البشريةُ ومنذ بداية خلقها سعت إلى السلطة والقوة العظمى وذلك في نظرهم قد يتأتى إذ أصبحوا خالدين، حينها وفقطْ بدأ يُطلق على الغابة بإسم (غابة الخلود)، وقد أخبر صوت الغابة كريغ والبقية أن شخصا واحدا فقط قبلهم قد تمكنَ من الخروج من الغابة وهو رجل

لكن كل هذا لم يجعل إريك و نالي مُستغربين بقدر ما جعلهم سؤال كريغ الثاني ذلك الذي قال فيه :

- حسنا، سؤالي الثاني بخصوص الوحش العملاق الذي هزمهُ هذا الشخص(مشيرا إلى سينساتي الفاقد للوعي)هل وجههُ يعود إلى إسكندر مكاندي؟}

أجاب صوت الغابة على تساؤله بعد أن نوه به على معرفتهِ للتاريخ محذرا إياه في نفس الوقت من الغوص في ذلكَ إن هو أراد الحفاظ على حياته

-(نعم إنهُ هو الإمبراطور الأول والوحيد لقارة ميروبس )

طالبَ كريغ بالشرح أكثر وإفهامه كيف لشخصٍ بشري أن يتحول إلى وحش ضخم، كان الأمر وما فيه حسبَ الصوت أن إسكندر مكاندي القائدُ الأعظم والأقوى في تاريخ ميروبس قد دخل رفقة ال 400 من جنوده الاقوياء والذين يطلقُ عليهم بجيش المعجزة لكونهم لم يخسروا أي معركةً على الإطلاق، ليسَ لأنهُ أراد الخلود، بل أراد معرفةَ سرها الشيطاني، لكنَ الغابةَ قد سلبت روحهُ وروح جميع جنوده بعد أن استسلموا وفقدوا رغبتهم في الحياةْ وفي حقيقة الأمر أن الوحش الضخم ما هو إلا وحشٌ عادي من وحوش الغابة قد ثم نقل وجه إسكندر له بسحر الغابة الشيطاني، استشاط كريغ غضبا صارخاً في وجهِ الغابة :

- اسكندر لا يُمكن أن يهزمَ من مجرد غابةٍ لعينة مثلك، لا بد أنك فعلت خدعةً ما أوقعته

استغربتْ نالي و إريك من غضبِ الأخير الذي بدى لهم مُبالغا فيه، لماذا قد يغضبُ لمقتل شخص قبل 600سنة وهو ليس له به علاقةٌ أصلا، ضحكَ صوتُ الغابة المرعب من ردة فعل كريغ المنفعلة ثم يقول له (بالفعل لقد كان إسكندر أصعب شخص مر على الغابة، لقد جربنا معهُ كل الأمور بدايةً لإرعابه ولم يسقطْ مستسلما، لكنهُ على عكسكَ أنتَ والشخص المقنعُ الذي خرجَ من هنا قبل 7 سنوات فقد كان الاسكندر محبا للحياة، كان لهُ شيء يخشاه، اولائك كانوا جنودهُ الذين صورناهم له بأنهم يموتون شخصا تلو الاخر، ضباب المخاوف قد أسقط إسكندر أرضا مستسلما مفلتا سيفهُ الشهير)، إرتبكَ كريغ وعلت وجههُ ملامحُ الإندهاش والإنبهار وعلى عكس عادته قد فقد رزانتهُ متجاهلا كل ما قالتهُ الغابة وركز على أمر واحد فقط قائلا :

- أتقصد أن سيف إسكندر الأسطوري "الأولڤبيرت موجودٌ هنا في هذه الغابة؟

بدت الحماسةُ تظهرُ بشكلٍ كبير على ملامح كريغ قبل أن يصدمه صوت الغابة بالخبر غير السار بالنسبة له )لكي أكونَ أكثر تحديدا، لقد كان هنا حتى قبلَ 7 سنوات عندما جاء الشخصُ الوحيد الذي استطاعَ الخروج من هنا وأعطيته إياه بعد أن إدعى أنه من سلالة اسكندر مكاندي )،يبدو أن الصدماتْ لغرابة أجوبة الغابة تتوالى على كريغ الذي رمى سينساتي من على ظهرهِ من ما سمعَ، بقى على هذه الحال لثواني معدودة ثم انفجر ضحكا كالمجنون يضرب على رأسهِ بقوة، تغيير تام لتصرفُ كريغ في طُرفةِ عين :

- لا بدَ أنك غابةٌ غبية أتقولينَ سُلالة مكاندي؟، عائلةُ مكاندي قد أبيدتَ كلها قبل 600 سنة

كمَا قال كريغ تماما فقبلَ أكثر من نصف قرن من الان وبعد إختفاء إسكندر مكاندي وجنوده أُبيدت عشيرة مكاندي كُلها على يد العوائل الاربعة الحاكمة في الوقت الحالي بقيادة عائلة الماتين، فكيفَ يمكن لهذا النسل أن يستمرَ لحد اللحظة وهو قد أُبيد عن اخره قبل وقتٍ طويل أو هذا ما كان يعتقدهُ كريغ وكلُ ميروبس، تجيبهُ الغابة عن طريق الصوت بالتالي لتكبحَ كل شكوكه وثقته في نفسه

(لم أصدقهُ أيضا في البداية لكنهُ قد خلعَ قناعهُ اللعين ثم أراني عينيه القرمزيتين والتي كانت تشبهُ اسكندر لدرجةٍ كبيرة فمنحتهُ السيف الذي طلبهُ كمكافأةٍ لحلهِ لغز الغابة )،تجمدَ العرقُ في وجه كريغ وجلسَ أرضا من صُداعِ كل تلك المعلومات الغريبة التي أخبره بها صوت الغابة، جلس تائها والأفكارُ تتضاربُ في رأسهِ، قبل أن تعيدهُ نالي إلى وعيهِ بمد يدها لهُ قائلةً :

- هيا يا كريغ أمسك بيدي لنخرج من هنا

حملَ إريك سينساتي من على الأرض وتوجهوا خارج الغابة، وفي نفس ذلك الوقتْ خارجها بالتحديد جلسَ رون يترقبُ ويتنظر غروبَ اليوم السادس ليدخلَ الغابة كما اتفق مع كريغ فإذا به يرى نالي تُمسكُ يد كريغ وخلفهما إريك يحملُ على ظهره شخصا لم يتعرف إليه فابتسمَ قائلا :

- ذاك الماتيني اللعين قد فعلها حقا، انه ابن والده

قبلَ أن تراهُ نالي ملوحةً لهُ بيدها وهي تقفزُ فرحا ثم نظر إليه إريك فيبتسمُ إبتسامة فرحةٍ هو كذلكَ، يقفُ رون متوجها إليهم فتقفز نالي مُعانقةً إياهُ، أما إريك فقد صافحهُ بطريقتهم الخاصة بعض أن وضع سينساتي المغمى عليه، سلامٌ بالمرافقِ ثمُ عناقٌ حار يتبادلون فيه كل أنواع الشتائم، وبعد أن أنهوا ذلك شكر كل من رون و إريك وأعربُوا عن إمتنانهم الكبير لكريغ المُنهمك في التفكير على مُخاطرتهِ بنفسه من أجل إخراج إريك من الغابة، ثم انتبه رون إلى سينساتي المُغمى عليه والمليئ بالكدمات والجروح قائلا :

- يبدو بأن صديقكم هذا بحاجةٍ للعلاج!، هيا بنا نعود إلى القبيلة لأعالجه

وقفَ الجميع متجهين صوبَ القبيلة وفاللحظة التي حاولَ فيه إريك حملَ سينساتي جاءَ إليه كريغ مطالبا إياهُ بأن يتركَ هذا له.

فصل [غابة الخلود] انتهى.

2024/01/11 · 29 مشاهدة · 1168 كلمة
Hafidmatin
نادي الروايات - 2025