فما سببُ قول كارتر لهذا الكلامْ؟ وما علاقتهُ مع كريغ ؟
وبالرغمِ من رؤيتها سقوط كريغ من المنحدر لم تقتنع ديالا بموته ،فَتوجهت رفقة حارسها إلى قريةٍ تُدعى أرغونيا قبيلة أكلي لحوم البشر ، وهي وجهة ضرورية للعبور الى العاصمة الملكية ولا توجد طريقٌ غيرها للوصول إلى ليموريا ، وبعد أن وصلت ديالا و كارتر إلى أرغونيا وقف عليهم حراسُ القرية الذين يضعون جماجم وأسنان الحيوانات المفترسة على عنوقهم ،إنهم أشخاص مرعبين حقا ، تتكلم ديالا معهم
{خذوني إلى زعيمكم،أخبروه أن ديالا تريد ملاقاته }
نظر الحُراس المتوحشين إلى بعضهم البعض وقاموا بإرسال أحدهم إلى زعيم أو حاكم القرية ،لإخباره بذلك .
وبعد فترة وجيزةٍ عاد الشخص إلى مكان ديالا وأخبر رفاقه أن الزعيم وافق على رؤيتها دون الكلام معاهم بل فقط بإيماء بالرؤوس ،أمر الحُراس ديالا وكارتر بالتجرد من أسلحتهم والتقدم إلى مقر الزعيم ،أخذين اسلحتهم ،وبعد وصولهم إلى أمام غرفة الزعيم كان يوجد أمامها حارسين ضخام أقوياء أخبروا ديالا بالدخول لوحدها وإنتظار كارتر لها في الخارجْ، لتطلب ديالا من كارتر الانتظاار وعدم الخوف عليها ، وكأنها واثقة من نفسها أن الزعيم لن يؤديها أو يمسها ، تدخل الاخيرة إلى اين يوجد الزعيم وتقول فور دخولها
{لقد مر وقتٌ طويل ، أليس كذلك يا لومبار }
قالت هذا الكلام مع إبتسامة خبيثةٍ على وجههَا ، يلتفتُ زعيم القبيلة والذي يدعى لومبار حاملاً فيديه كأسين من النبيذْ يقدمُ أحدهم إلى ديالا ،ويردُ على كلامها ساخراً منها
{نعم بالتأكيد أيتُها الملكة السابقة ، لقد مرت 15 سنة }
خيمَ بعدها الصمتُ في ارجاء الغرفةِ وبدء يرمق بعضهم الاخر بنظراتٍ حادة ، لتكسِر ديالا الصمتَ السَائد قائلة
{حسنا يا لومبار أعرف أنكَ تكرهُني ،لكن أُريدُ منك خدمةً!}
يضحكُ لومبار ضحكةً ساخرة سُمعت حتى خارج الغرفة
{ومَا الذي جَعلك تعتقدين انني سأقوم بذلك؟}
تَتقدمُ ديالا نحو لومبار مُخبرة اياه أنها سَتقدم له الكثير من المال ،لكن لومبار رفض الامر ليخبر ديالا بعد ان جلس على كرسيه
{تعلمين أننا قبيلةٌ لا تهتَمُ بالمال!،أنا أرفضُ عرضكْ}
إقْتربت ديالا من هذا الاخير تضعُ يدها على الكرسي وتمسك بيدها الاخرى قَضيبَ لومبار وتبعدُ يدها الاخرى من الكرسي وتمسك بها يد لومبار فتضعُها على صدرها بإبتسامةٍ ماكرة
{وما رأيكَ فهذا العرض إذن؟}
ينظرُ لومبار إلى وجه ديالا القريب منه مع إبتسامةٍ خبيثة
{وهل لي أن اعرف ما هي الخدمةُ التي تريدين أن أفعلها لك؟}
تخبره ديالا بأنَ كريغ ماتين حاول قتلها فدفعهُ كارتر من على المنحدر ،لكنها لم تقتنع بموته رغم ذلك وتريدُ من لومبار امساكه عند يمر من أرغونيا نحو ليموريا ،ارتَسمت على وجه لومبار معالمُ الصدمة وكأنهُ صُعق بشيءٍ ما
{هل تقصدين َ الامير كريغ ماتين ابن الملك بيرت؟!}
ردتْ عليه ديالا {نعم إنه هو }
وبعدَ أن كان مصعوقا في البداية ،إلتف لومبار مُبتسما ابتسامةً عريضة وخبيثة ليثحدت إلى ديالا قائلا لها :
{وماذا افعل ُ به عندما أُمسكه ؟}
جاوبتهُ ديالا بأن يسجُنه ويبلغها بذلك لتَأتي وتقتلهُ بنفسها ، وافقَ لومبار على ذلك ،وبعد مغادرة ديالا لغرفته جلس لومبار على كرسيه وبدء يضحكُ ضحكةً هيستيرية تدل على السعادةِ الغامرة ،وبقى يضحكُ كالاحمقِ لفترة من الوقت ،فما سببُ ذاك يا ترى ؟