وبالعودة إلى العاصمة الملكية ،ولليوم الثالت على التوالي واصل رجلٌ غريب الظهور في أحلام هونتر لكن الاخير كان يستيقظ مفزوعا في كل مرة ٍ،إلا أن قرر في اليوم الرابع عدم الاستيقاظ وفهم ما يجري ، فإذا بالرجُل يثحدتُ إلى هونتر قائلا له {لا تخف يا هونتر ،أنا في صفك،عندما تستيقظ أنا أيضا أذهب ،إن أحلامك هي طريقتي الوحيدة لأحدثكْ }

رد هونتر على الرجُل الغريب مستغربا لأنه لا يزال لم يفهم ما يحصُل داخل احلامه التي بدت كالواقع

ا من تكون أنت؟ وكيف يمكنك محادثتي عبر أحلامي!}

اقترب الرجل من هونتر واضعا يده على كتف الاخير مخبرا إياهُ بصوتٍ خافت كأنه خائفٌ من سماع شخص اخر كلامه قائلا لهُ

لإنهاءِ ما بدأه چيرمن القَدرُ قد أوجدك

ولقوةِ صدمة هونتر بسبب ما سمع استيقظ مفزوعا حائرا مُمسكا رأسهُ وبقي يطرحُ تساؤلاتٍ على نفسه "

من يكون هذا الرجل؟

"

"وما هو هذا الذي بدأه چيرمن وعلى إنهائه؟!"

قضى هونتر يومهُ كاملا في طرح تساؤلاتٍ كثيرة ٍ لم يجد لها جوابً

وفي نفسِ ذلك الوقت عادَ حصان كريغ (وايتمون) وحيدا إلى القصر مفزوعا ،أخبر الحرسُ الملك بيرت بذلك فأرسل دورياتٍ للبحث عن كريغ فقد كان الخوف سائدا في كل أرجاء المملكةِ من حدوث شيء للملك المُستقبلي والاخصُ بالذكر هونتر و وكاثرين اللذان سيطرا عليهم الفزع والخوف من فقدان اخٍ اخر بعد تارا ،وبعيدا عن القصر الملكي وفي مكان ما في غودلاند يستيقظُ كريغ فيجدُ نفسه محمولا على ظهرِ فتاةٍ جميلة ذات شعر أبيض فيقفزُ الاخير من على ظهرها ،لكنهُ شعر بألالامٍ حادة ولم يقوى على الوقوف ، لتُعاتبه الفتاة قائلةً

{ماذا تفعلُ أيها الغبي ان رجلكَ مكسورة، لن تستطيع الوقوف!}

ردَ كريغ الغاضب وهو يرمُق الفتاة بنظرات حادة أفزعتها

{من تكونين أنت؟وما الذي حدث لي؟}

وضعت الفتاةُ دلو الماء الذي كانت تحملهُ أرضا وأمسكتْ جبينها وهي تتنهد من عناد كريغ مجيبةً إياه

{يا إلهي! ما هذا الفتى الثرتار ،لقد وجدتك بالقرب من الواد مغمى عليك ورجلُك مكسورة ً، فأردتُ أن أحملك إلى قريتي القريبة من هنا حيث يتواجد لدينا طبيب ممتاز قادر على علاجك}

لكنَ كريغ واصل عنادهُ رافضا الذهاب معها بحجة أن لديه عملا عليه القيام به في أقرب وقتْ ،لكن الفتاة لم تستسلمْ وتأمرهُ بالذهاب معها إلى القرية ليعالجْ ،يصرخُ كريغ في وجهها {{من تعتقدين نفسك لكي تأمرينني ،أنا لن أذهب معكي إلى أي مكان }}

وقَبل أن ينهي الاخير كلامه الغاضب ، تَضربهُ الفتاة في رجله المكسورة ليفقد الوعي فتحملهُ متجهةً صوب قريتها،تَصِلُ الفتاة ُ أخيراً إلى قبيلتها والتي تُدعَى بقبيلة الماساي والتي تقعُ أقصى شمال غودلاند ،وتوصفُ القبيلةُ بأنها الاكثرُ وحشيةً ورشاقة ويمتازون بشعرهم الاحمر وعيونهم الزرقاء ،وتضمُ القبيلةُ ثلات مجموعاتٍ من الناس ،أولها "توروبو"، وثانيها تسمى "كيكويو" وثالتها وهي العائلةُ الحاكمة والاكثر قوة "الماساي"، وتُقيم القبيلةُ احتفالاتٍ بمناسبات الزواج ، وتبدأ حياة ُ الطفلِ فيها بشيء مُروعٍ يحمل الالم ،ف بالنسبة للذكور يبدؤونَ اختبارهم وهم في سن الرابعة فيتمُ فيها إخراجْ القَواطعُ السُفلية لأطْفَال بسكين وعندما يكْبرون في السن يقومون برسمِ الوشم على المعدة والذراعينْ

ويَجبُ على الشباب تلبيةُ مُتطلباتِ حماية القبيلة، فيعيشونَ لمُدةٍ تَصِلُ إلى أشهرٍ عدة في الادغال حيثُ يَتعلمونَ التغلب على الدببةِ ووالاسود

ويجوزُ للحاكم أن يتزوج عددا كبيرا من النساء قد يَصِلُ إلى 70 امرأةٍ ،وتَعتمدُ هذه القبيلة على الماشية لكل من الطعامِ وأدوات الطبخ وكذلك المأوى والملبس ،فيستَخدمونَ القُرونَ كَأطباق والأبواق الكبيرة كأكوابِ الشرب

وبالعودة إلى القصة تأخد الفتاة ُ ذات الشعر الابيض كريغ إلى غرفة طبيب القرية والذي يدعى رون تضعُ الفتاة كريغ على السرير وتنادي على الطبيب وعند دخوله إلى الغرفة ينظرُ رون إلى الفتى الجريح الفاقد للوعي نظرة صدمة واندهاشٍ في ظل كلام الفتاة التي تقول {أرجوك يا رون عالج هذا الفتى لقد وجدتهُ في هذهِ الحال بالقرب من الوادِ}

لكن رون لم يكُن منتبها ولا مصغيا لكلام الفتاة فقد كان جلُ تركيزه منصبا على كريغ ، بعدها التف رون نحو الفتاة ممسكا اياها بقوةٍ سائلا اياها

{هاي!نالي أين وَجدت هذا الفتى ؟}

تجيبه الفتاة والتي يبدو ان اسمها نالي

{ماذا تفعل يا رون افلتني انت تألمني}

يعودُ رون إلى وعيه ويُزيحُ يديه عن نالي بعدما كان يُمسكها بقوة قائلا لها {أنا حقا أسف يا نالي،لكن أين وجدت هذا الفتى؟}

اقتربت نالي من وجهه لتصرُخ غاضبة {ألم تكن تستمعُ لكلامي قبل حين !لقد قُلت لك أنني وجدتهُ جريحا بجانب الواد}

يضحكُ رون بعد كلام نالي محاولا تهدئتها وهو يحكُ رأسه ثم يلتفتُ نحو كريغ فتختفي ضحكته وتتحولُ ملامحهُ إلى ملامح جديةٍ كأنهُ وجدَ ما يبحثُ عنه ،طمأن بعدها رون نالي الواقفةَ بجانبه واعدا إياها أنهُ سيعالجُ كريغ ، إبتسمت نالي لتقول ل رون وهي مغادرة

{اذا انت قلت هذا فيعني أنك ستعالجه، أنا اثق بك }

لتغادر بعدها الغرفةَ وتترك رون الذي توجه نحو كريغ جالسا بجانبهِ يتحسسُ ملابسهُ مفتشا إياه فيجدُ القِلادة التي كانت قد أعطتهُ إياها أمهُ إيڤا ،فيبتسمُ بعدها رون إبتسامة ً خافتة وحزينةً في ذات الوقتْ قائلا في نفسه "

انهُ هو بدون شك"

2022/03/13 · 95 مشاهدة · 769 كلمة
Hafidmatin
نادي الروايات - 2025