وَقف الملكُ من على عرشهِ أمرا حراسهُ بالخروجِ وتركه لوحده مع ابنته ،وبعد خروجِهم ،أخبر الملكُ ابنتَهُ بالجلوس ،ثم إخبارهُ بِما تُريد،يَتحولُ لون وجه ريبيكا إلى أحمرا كامل لتخبرهُ وهي تتقطعُ في كلامِها
{أ-أبي ،إني أُحبُ شخص ما ،وأريدُكَ أن تعرفَ ذلكْ}
صُدم الملك بكلامِ ابنته ورد عليها بَعْد أن وقفَ من على عرشهِ
{لا،لا يُمكنك ذلك يا ريبيكا، لَقدْ قطعتُ وعداً مع عائلة مارسيل أنك ستتزوجينَ ابنهم ،علينا أن نُصلحَ روابطنا معهم }
وفور انتهاء المَلك من كلامه هذا نظر إلى عيني ابنتهِ ليرى الدُموع تنهمِرُ من عينيها رأى الملكُ هذا المشهد فتخيلتْ لهُ ريبيكا كأنها تارا فأحسَ الملكُ بشعورٍ غريب يتخللهُ ،وسط ذلكَ غادرت ْ ريبيكا قاعةَ العرشِ مسرعةً وهي تبكي ،تاركةً أباها غارقاً فذاك الشعور الذي انتابهُ والذي أشعرهُ بحزنٍ شديد ليعودَ ويجلس على عرشهِ ،مثحدتا مع نفسه "
ما الذي اصابنيِ ،هل أنا حقا مستعدٌ لفقدان ابنةٍ أُخرى ،أليس من المٌفترضِ أن أتعلم الدرسَ من حادثةِ تارا؟!
وَلكن قبل كُلِ هذا من تَكونُ تارا هذه والذي كَثُر عنها الحديث في الٱونةِ الاخيرة ،وما الذي حدثت لهذه الفتاة والذي جعلت الملك يخاف من أن يحصُل لريبيكا كذلك ؟
وما كانَ قَصْدُه أنه عليه أن يُصْلح الروابط مع عائلةِ مارسيل ؟
لإجابة عنْ كُلِ هذه الاسئلةِ ومعرفة حقيقة الامور ،عَلينا بالعودةِ إلى خمسِ سنواتٍ للوراء وبالتحديد في السنة 22 بعد توحيد الممالك على يد الملك الحالي بيرت ماتين ،
فِي يومٍ ربيعي من تلك السنة كان كريغ والذي يبلغُ من العمر حينها 16 سنة يَتدربُ كعادتهِ على دمى سيخيةٍ فيقدِمُ إليه أخوهُ الاصغر هونتر ( 10) ،رفقةَ أُختيه ريبيكا ( 19) وكاثرين ( 18) ،ليطلُبوا منه البحث معهم عن شقيقتهم الكبرى تارا وذلكَ بغرض أن تلعبَ معهم وتحكي لهم قصصا كالمُعتادْ ،رفضَ كريغ ذلك في البدايةِ بحجة أنهُ يتدرب ولكن وبعدَ إصرارا كبيرا من إخوتهِ وافق كريغ على طلبهم مُرغما ،وذهبوا بعدها باحثين عنها ليجدونهَا بعد بحثٍ طويل تحت شجرةٍ خضراءَ كبيرة ٍ يحجبُ ظلها نور الشمسِ الساطع ،يجدونها مع حبيبِها يوچين ،لِيُنادي الصغيرُ هونتر على أُخته صارخا {تاااااراااا، لقدْ أهملتي إخوتك بعد تعرُفِك على هذا الشخص البائس}
وهكَذا ككُل يوم تلتقي تارا بحبيبها يوچين تحت ظل هذه الشجرة ،حتى أصبحتْ بينهُما علاقةُ حبٍ كبيرة حتى أنهم عهدوا الزواجَ ببعضهم البعض ،لكن الرياح لم تسر كما تمناها الحبيبين ،ففي أحدِ الايام وبينما كانتْ تَستعِدُ تارا للخُروجِ بُغْيةَ مُلاقاةِ حبيبها ،نادى عليها أحدُ حُراس الملك مخبرا إياها أن أباها الملك يُناديها إلى قاعة العرش ،تَوجهتْ تارا إلى هُناك وفور فتحها باب القاعةِ ترى أبيها رُفقةَ عائلةِ مارسيل الموالية للماتين ،عائلةُ مارسيل تُعتبرُ جزءا مهما من عائلة الماتين وهم أقرباءٌ إلى حد ما وأيضا مارسيل هم ثاني أغنى عائلةٍ في قارةِ ميروبس بعد عائلةِ ليام حُكام مملكة أركاديا ،وقَد عرضتْ عائلةُ مارسيل على الملك بيرتْ عقدَ رابطةِ زواج بين ابنهم لين مارسيل و ابنة الملك الكُبرى تارا ماتين لتزدادَ الروابط والعلاقات بين العائلتين ولتقويتها أكثر وأكثرْ ،وافقَ الملكُ على ذلك لاعتباره أن عائلة مارسيل وعائلة ماتين يشتركُونَ نَفسَ العرق والدم ،والمعروفُ عن الملك بيرت أنهُ متعصبٌ لعرقه ودمه كيفَ لا وهو الذي قاد أكبر حربٍ في تاريخ القارة لإعتقادهِ فقط أن عرق الماتين هو الأجدرُ بحكمها
وقفتْ تارا أمام الموجودين في القاعة دون ان تُدرك أي شيء من هذا وقبل أن تسْتفسِر أبيها عن سببِ مناداتها صَدمها الاخيرُ بقولهِ أنها ستتزوجُ لين مارسيل ،ولدهشتها وارتباكِها من ما سمعتْ أجابتْ تارا الملك دون تفكير أو وعي {لا أستطيعُ ذلك يا أبي! فأنا أُحِبُ شخصا أخر!}
تفاجئ الملكُ وكل الحاضرين بكلام تارا الذي كان صادقا لأنه خرج َ دون أن تضرب له حساب ليأخذ الملكُ انتباه كُل الموجودين بقوله
{ما الذي تقولينه؟ ومن يكونُ هذا الشخص؟}
وَبعد أن أخبرتهُ أنه من عائلة پارد رد الملكُ غاضبا صارخا في وجه ابنتهِ مع نبرةٍ تتجلى فيها السُلطة
{هل أنتي مجنونة؟ أحدُ أتباعنا ؟لا يُمكنكِ ذلك ستتزوجينَ لين لقدْ حَسمتُ قراري}
وبِحزنٍ شديد ودموعٍ تتدفقُ من عينيها تُوافق تارا مُرغمةً على أمر أبيها {حسنا أمركَ يا أبي}