لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
============
في أكاديمية الأمل, أحد المختبرات الخاصة ذات الدرجة الأعلى, والتي لا يستطيع أستخدامها إلا ثلاثة أشخاص.
مدير الأكاديمية روبيرتو, المعلمة آرين, والمعلم فيكتور, هم كبار علماء المجتمع البشري بغض النظر عن المدير.
هذا المختبر أحتوى كل أنواع المعدات التي يمكن أستخدامها في مجالات مختلفة, من الطب إلى التكنولوجيا.
أنه كبير بحجم منزل متوسط تقريبًا, مع مخزن واسع مُرفق بشكل جانبي يحتوي على مواد غالية.
الحماية الموضوعة على هذا المختبر لوحده تعادل الحماية الموضوعة على مخازن العوائل الملكية, مع وجود أفراد حكومة في المستوى S- تمامًا خارج الباب.
حاليًا, المعلم فيكتور أدوم هو من أستخدم الغرفة, البشري الذي يملك عقل قزم… أو هذا ما اطلقه الناس عليه على الرغم من أنه لم يقبله.
ليس أنه يستهين بنفسه, بل لأنه يرى نفسه أفضل من الاقزام حتى! هذا هو مستوى النرجسية الذي وصل له!
جلس فيكتور على ارضية المختبر الباردة والمعدات الغالية متناثره في كل مكان حوله, ملابسه ممزقة ومتسخه بجميع المواد وفاحت منه رائحه بلاستيك محروق, ولكنه لم يهتم على الاطلاق.
كما لو أنه شخص مجنون, بدأ يُفكر بصوت عالي.
"قالوا أن صنع محاكاة واقعية بنسبة 100% أمر مستحيل, ولكن أنظر إلى هذا الآن…" بدأ يضحك بشكل غريب أثناء التكلم.
لا يمكن لومه, فقد أمتنع عن النوم لأسابيع لتحقيق هذا الأنجاز مستمرًا بأتمام معادلات وعمليات مستحيلة على العقل البشري عادة.
"خداع الحواس الخمس الرئيسية, بالإضافة إلى الجانبية مثل التوازن والأفكار نفسها… وحتى احتواء اشياء تفوق الحواس مثل المفاهيم الأسطورية وما فوقها.
ثم جهاز يستشعر الأشارات العصبية ويترجمها بشكل مثالي تمامًا كما هي في الواقع…
لقد فعلتها حقًا! صنعت جهازًا يقدر على خداع عقول البشر! لقد صنعت الجهاز الذي يطابق الواقع!" توسعت أعينه, مظهرًا الجنون العميق الموجود داخل عقله.
بل الحماس للتوضيح بدقة أكبر… حماس عالم أستطاع كسر حدود الطبيعة بعقله.
على الرغم من أنه لم يفكر كثيرًا في العواقب الجانبية…
=+=
"وصلت في الوقت المناسب بالكاد." تحدث بروس عندما دخلت القاعة التدريبية.
"من الصعب حقًا أن يكون الرجل صالحًا في مثل هذا العالم, أحد الأشخاص الذين ساعدتهم أصر على العثور علي, وأضطررت إلى الأختباء قليلًا." رفعت كتفاي وتنهدت بشكل مصطنع.
أدار بروس عينيه, غير مصدقًا لقصتي على ما يبدو, وسرعان ما غير الموضوع.
"لقد تغير الجو حولك عن الأمس, هل فعلتها؟"
أومأت برأسي.
"نعم, أدركت الأمر عندما حاولت التدرب بطريقة أخرى, سأخبرك لاحقًا."
سرعان ما انتهى الحوار البسيط بيننا, تفاجئت أنه لم يطلب مني عرض الضغط, بل بدأ مباشرة في التدريب البدني المعتاد.
ألا يهتم بالأمر؟ أم أنه ينوي الألتزام بالترتيب والتطرق إلى موضوع الضغط لاحقًا؟
لم أفكر كثيرًا في الأمر, بدأت أجري في دوائر حول القاعة أثناء تذكر الأوقات التي قضيتها داخل جهاز المحاكاة.
ثم تمارين المرونة, بدأت تصبح أسهل كثيرًا علي مؤخرًا, أستطيع أحناء ظهري وعناق ركبتي أثناء الوقوف.
الوصول إلى هذا المستوى يستغرق سنينًا طويلة مصحوبه بالجهد, ولكن نظام بروس الجحيمي المصحوب بموارد تُقدر بالملايين جعلت التقدم أسرع بكثير.
أدركت أيضًا كيف ستكون هذه التدريبات مفيدة لي مستقبلًا… ستساهم كثيرًا خاصة في الحرب القريبة.
ولكن على الرغم من كل شيء, لا يزال جسدي نحيفًا بعض الشيء.
لم تنمو لي الكتلة العضلية التي تخيلتها, أصبحت بشرتي صحية أكثر وجسدي أقوى, ولكن الشكل العام…
على الأقل لم أعد أبدو مصابًا بسوء التغذية مثل السابق, هذا ما يهم.
عند أقتراب نهاية تدريبات المرونة, وبعد أن حاول بروس كسر ظهري لبعض الأسباب, وجدت أني اقل أرهاقًا من العادة.
أهذا لأني حظيت بوقت ممتع في الصباح؟ هل المزاج الجيد له مثل هذا التأثير؟ أن كان الأمر هكذا فقد أقلل بعضًا من ساعات نومي مقابل اللعب.
"الآن, أظهر لي الضغط الذي تعلمته." سألني بعد أنتهاء فترة الراحة القصيرة.
أردت الجلوس بشكل مريح أكثر للتركيز, ولكنه أوقفني.
"أستخدمه بشكل عرضي دون أن تُركز, يجب أن تعتاد على فعله هكذا."
أومأت برأسي, وأستخدمته على الفور.
تضاعفت الجاذبية المحيطة بعدة أضعاف, ورأيت لحية بروس تُسحب إلى الأسفل بشكل طريف.
"يبدو مقبولًا, بل جيد جدًا." أظهر علامات الرضى على ملامحه أثناء تثبيت لحيته.
أبتسمت وأنزلت رأسي مُرهقًا, ثم تنفست بعمق, لقد أنتهيت من ذلك أخيرًا…
أريد الأنتهاء من تعلم الهالة بشكل كامل قبل أن يبدأ الأختبار الكبير بعد أسبوع من الآن, وذلك لكي يساندني قدر الأمكان.
أيضًا, أشعر بشوق كبير لتعلم فن قتالي آخر, فن سيجعل جسدي بالكامل عبارة عن سلاح متنقل.
"تدريب الهالة تاليًا, يجب أن يكون سهلًا عليك بما أنك تستطيع التحكم بالطاقة الرمادية, ولكنك ستحتاج إلى يومين او ثلاثة على الرغم من ذلك."
عندما انتهى بروس من الكلام, نهضت وأبتسمت نحوه.
"الآن." نطقت كلمة واحدة, ثم أشرت إلى الارض.
وقبل أن يرد بروس, صُبغت عيوني باللون الأبيض كاملًا, وأختفى البؤبؤ في كلاها.
***
أرض غرفة التدريب الأسفنجية غطاها الثلج منذ وقت مجهول لا يعلمه أحد. لا, بل القاعة التدريبية كاملة غُطيت, حتى الجدران والآلات, وبروس كذلك.
وخلف كاسيان, ظهرت مجسمات غريبة بالكاد يمكن فهمها على الرغم من بساطتها.
مرآة مكسورة, يمكن رؤية مشهد غريب عبر الشظايا التي لا تزال عالقة فيها.
ساعة رملية لا رمل فيها, شجرة سوداء ميتة لا اوراق فيها, أنتشرت فروعها الجافة مثل صواعق البرق في الهواء, وحبل مهترئ تدلى من الغصن الأقوى.
سرعان ما لاحظ بروس شيئًا غريبًا, كما لو أن الوقت تجمد ثم عاد, ظهرت الشجرة الميتة خلفه, والحبل المهترئ حول عنقه, وكان يُشنق منذ بعض الوقت.
'مُذهل.' هذا ما فكر فيه.
'أنها عبارة عن لوحة فنية! وهناك خمسة عناصر كاملة يمكنه أستخدامها… لا حدود لأمكانيات ذلك الغر…' بروس الذي لم يحسد أحدًا قط في حياته, حسد كاسيان الآن.
ولكن بما أنه تلميذه, سرعان ما تحول ذلك الحسد إلى السعادة والفخر.
'كاسيان… سأحرص على أن تنمو جيدًا, لتضع البشر في راحة يدك مستقبلًا.' عندما انتهت أفكاره, أمسك حبل المشنقة وقطعه بسهولة.
ثم عندما سقط إلى الأرض, ركلها بقوة مما جعل الثلج يطير ويختفي في الهواء, ثم لكم الشجرة وحول خشبها إلى غبار.
'كيف أتعامل مع المرآة والساعة الرملية؟' شعر بالحيرة لبعض الوقت, ومن الصادم أنه لم يجد جوابًا بسرعة.
'المرآة غير ملموسة, والساعة تبتعد عني بنفس السرعة التي أتحرك فيها.' أغمض عينيه للحظة وبدأ يركز على طبيعة هذه الهالة.
'فقط الحبل والشجرة يشكلان بعض الخطر, بما أنه لم يعتاد على الهالة بعد فلا يستطيع أستخدام جميع العناصر كاملة…'
بما أن الفرق بينه وبين كاسيان كبير للغاية, أحتاج في الواقع إلى التركيز لكي يدرك تأثيرات الهالة.
عندما يكون جسدك مصنوعًا من المعدن, لن تشعر عندما تسقط ريشة على ظهرك.
'اليأس وخيبة الأمل والخوف… أستطيع أكمال القتال معه بشكل عادي في الحالات العادية ولكني سأكون تحت سيطرة تلك المشاعر…
بغض النظر عن الشجرة والحبل والثلج التي لم املك الوقت الكافي لأستيعاب تأثيراتها, فإن هذه هي تأثيرات الساعة الرملية والمرآة, أم هل هي المرآة فقط؟ لدي شعور أن الساعة لا تفعل أي شيء حاليًا.' أنزل بروس يده التي دلك فيها ذقنه.
ثم أخذ نفسًا عميقًا!
'في هذه الحالة انا البشري الذي لا يعرف الخوف! انا البشري الذي لا أُشغل نفسي بخيبة الأمل!' أنطلق الضغط الخاص به, وكُسرت هالة كاسيان على الفور.
"انت نجحت!" أبتسامته توسعت وهو يتحدث بصوت عالي, الفخر جعله يرفع رأسه إلى السقف.
"اليوم سننتهي هنا!" صفق بيده, ثم بدأ يتحرك نحو كاسيان.
=+=
عدت إلى غرفتي ولا تزال الفرحه تحترق داخل صدري, لا استطيع تصديق ما سمعته.
تدريبات اليوم أنتهت؟ لم تغرب الشمس حتى الآن!
ليس فقط أنه لا توجد صفوف, بل مجرد تدريب بدني بسيط؟ هل تحقق حلمي أخيرًا؟
شعرت بقلقي وأكتئابي يتدحرجان خارج عقلي أخيرًا, ولكني تذكرت أمرًا مزعجًا بعدها.
لقد دعاني لتناول العشاء بعد قليل… أردت الرفض ولكني شعرت ببعض الذنب.
كما تذكرت اليوم الأول الذي رفضت فيه دعوته, وبدا أن الرفض مجددًا مجرد وقاحة, كما أنه لا يوجد المزيد من التدريب…
لذا ذهبت لأستهلاك المواد, ثم أستحممت وأرتديت ملابسًا خفيفه عادية, تناولت الطعام وخرجت بمجرد غروب الشمس.
بالطبع لم أرتدي ملابس الأكاديمية, سنتناول عشاءً عاديًا في الخارج ولا داعي للتفاخر بلباسي.
سيجلب ذلك أنظارًا لا اريدها, كما أني لا املك ملابس اكاديمية خفيفة بصراحة.
أخشى أن أرتدي شيئًا منها فينكسر كرسي المطعم, لن يكون ذلك لطيفًا للغاية.
وجدت أن بروس ارسل لي موقعه في مساحة ركن السيارات داخل الأكاديمية, تتبعت الخريطة على الهاتف وسرعان ما وجدت نفسي واقفًا أمام سيارة رمادية قديمة.
"من أين أحضر شيئًا قديمًا لهذه الدرجة… لا تزال تستخدم العجلات!"
حاولت فتح الباب الجانبي ولكنه كان مغلقًا, والنافذة سوداء لذا لم أرى الداخل.
ثم بدأت النافذة تنزل من الاعلى ببطء, وتكشف وجه شخصين مألوفين في الداخل.
"...."
"..."
المعلم أيفور في السيارة, الأمر المحرج هو أنه أستمر بالنظر إلى الامام أثناء فتح النافذة عن طريق تحريك العصى اليدوية.
(
العصى اليدوية:
)
بروس الذي جلس عند مقعد السائق تظاهر بأنه يركز على الطريق, السيارة لا تزال مركونة…
دون الأدلاء بأي تعليق, ذهبت وفتحت الباب الخلفي لأجلس, لا يمكنني جعل المعلم ينهض اليس كذلك؟
الباب الخلفي مغلق أيضًا, بدأت النافذة تفتح ببطء تمامًا كالسابق.
بيرين مورنينجستار أستمر بالنظر إلى الامام كما لو أنه يركز على الطريق لكي لا يضيع بروس أثناء فتح النافذة ببطء.
"..."
"..."
ما هذه السيارة؟
سمعت صوتًا بجانبي فجأة, فتح أيفور الباب وكان على وشك الخروج.
"سأذهب." قال كلمة واحدة, وكان على وشك المغادرة, ولكن بروس أمسكه من كتفه بالكاد وسحبه.
"لقد وعدتني لا يمكنك!" تحدث بصوت عالي.
دارت عيون أيفور وبدأ يحاول أبعاد يد بروس عنه. "ما هذه الرفقة الغبية التي احضرتها معك؟ تجمع أولياء أمور؟ هل ضرب أحد الطلاب تلميذك؟ أتركني بالفعل!" رأيت الاحراج على وجه أيفور لأول مرة.
ثم مد بيرين يده من الكرسي الخلفي ووضعها على كتف أيفور الأخر.
"أرجوك أخي الأكبر!" تحدث بيرين محاولًا أن يبدو لطيفًا.
"..."
"أتركني أنت أيضًا! عمرك فاق القرن!" كادت عيون أيفور تتحول إلى اللون الأبيض, كما لو أنه سيفقد الوعي في أي لحظة.
****
نظرت إلى الخارج عبر النافذة, بعد الكثير من 'المحاولات', أقنع العجوزين أيفور بالبقاء وجلست في الخلف بجانب بيرين.
تسائلت كيف يمكن أن يجلس شخص مثل ايفور في الكرسي الأمامي بينما بيرين هنا, فأكشفت أنه من يصل أولًا يجلس أولًا.
أيفور في الثلاثينيات من عمره, بينما بروس وبيرين تجاوزوا القرن, وهم يتصرفون بمثل هذه الطفولية…
فتحت النافذة ونظرت إلى الشوارع والمباني الشاهقة طوال الطريق, محاولًا تجاهل المحادثات العشوائية قدر أستطاعتي, ولكني فشلت بشكل فضيع.
تشاجر بيرين وبروس عدة مرات, بينما أغلق أيفور عينيه وحاول أغلاق حاسة السمع عنده مثلي.
ضرب بروس مقود السيارة عدة مرات وأرتفع صوته كثيرًا أثناء الجدال على اشياء غير مهمة مثل قلة الارض الفارغة المتبقية في المركز البشري.
شيء لا يعنيهم ولن يصبح مشكلة مباشرة إلا بعد عقود من الآن…
وأخيرًا وصلنا, بعد وقت طويل للغاية.
مطعم موجود في زاوية شارع عشوائي موجود عند حدود المنطقة, قدنا السيارة لنصف ساعة لنصل إلى هنا.
نظرت إلى لوحة المطعم فقط لأجد أنها فارغه, الدهان او الحبر المستخدم للكتابة قد ذهب مع الزمن على الارجح.
أستطعت معرفة أن هذا المطعم فُتح قبل ولادتي فقط من نظرة واحدة, ذلك واضح للغاية.
دخلنا جميعًا اليه في نفس الوقت, شممت رائحة البخور الرائعة وفتحت عيني. بدا عاديًا للغاية.
أرضية من البلاط الأبيض وخمس طوائل موجوده عند الجانب الأيمن, خمس كراسي عند كل واحدة.
إما الجانب الأيسر, فقد وُضعت منضدة أمتدت لطوال المطعم حتى النهاية, يمكن الطلب ودفع الحساب عندها.
وخلف المنضدة, جلس شاب مماثل لعمري على الكرسي الطويل أثناء اخذ غفوة عميقة.
يبدو أن هذا المطعم لا يستقبل الكثير من الزوار وهذا متوقع, ولكني لم اهتم بذلك.
الشاب الذي جلس عند المنضدة كان مألوفًا… العامل في هذا المطعم هو… برام فوروريكس؟
======
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم.