لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
====
"لم أعتقد أبدًا أنني سأقع في كل هذا…" تمتم كيليان بصوت منخفض وهو ينظر إلى المشهد المذهل حوله.
بعد أن أعطاه كاسيان أخبارًا عن مهارة معينة موجودة في الشرق, قرر أن يذهب إلى هناك في أسرع وقت.
لا يستطيع الذهاب إلى الأكاديمية مع داريستان, وبدا أن التخاذل لعدة أشهر فكرة سيئة جدًا, لذا فقد قرر الاستماع إلى نصيحة كاسيان والعمل على تطوير قوته حاليًا.
سافر لمدة شهر حول الشرق دون راحة ليجمع نوعًا غريبًا من الشارات المصنوعة من مواد مميزة, ثم سافر إلى كهف موجود تحت بحيرة مُنعزله مُغطاه بالمياه السوداء.
بدت فكرة الغطس سيئة جدًا, ولكنه لم يشعر بأي خطر كما أنه وثق بكاسيان قليلًا, لن يدله إلى فخ مميت كهذا دون سبب.
ذهب ليشتري بعض المعدات مع الذهب الذي حصل عليه من مجتمع الدمى, استغرق الأمر بضعة أيام منه حتى عثر على ذلك الكهف.
ثم أخيرًا, وضع جميع الشارات التي جمعها على حائط حجري, وفُتحت بوابة سحرية فجأة أجبرته على الانتقال.
وجد نفسه في قاعة خالية من الضوء تقريبًا, فقط بعض النيران الغريبة المصنوعة من النيران الزرقاء, لولاها لما استطاع رؤية شيء حتى.
اشتعلت النيران في زاوية القاعة مضيفة هالة غريبة على الغرفة, ولكنها لم تؤثر على الحرارة على الإطلاق, كما لو أن هدفها الوحيد هو توفير الضوء.
في منتصف القاعة, تدفقت سلاسل معدنية من السقف وجميعها ربطت شكلًا واحدًا, كان أسودًا تمامًا كما لو انه ظل, وشكله استمر بالتغير دون توقف.
رجل في منتصف العمر, امرأة عجوز, شيطان, طفل, وحش, طاولة… لا حدود حرفيًا…
"لم يقل كاسيان أي شيء عن هذا…" صر على أسنانه وهو يتقدم بغض النظر عن إرادته, لا يوجد أي مخرج لهذه القاعة, والبوابة السحرية التي نقلته إلى هنا اختفت منذ وقت طويل.
اللحظة التي تجاوز فيها منتصف القاعة, لاحظ شيئًا غريبًا, 'أنا أسقط!' بالكاد استطاع تصديق ما يحدث.
على الرغم من أن القاعة مُظلمة للغاية, إلا إنها ليست إلى درجة جعل رجل مثله يُخطئ حفرة بلا قاع على أنها أرض صلبة!
هناك شيء خاطئ بلا شك…
"كرييد, أمسكه." صوت بارد انتشر في القاعة فجأة, وقبل أن يستطيع كيليان استيعاب ما يحدث بالكامل وجد نفسه يُدفع بقوة هائلة.
كرييد, رجل طويل القامة في بداية الثلاثين من عُمره, جلد أسمر وشعر أسود بالكامل, وطويل إلى درجة غير معقولة.
شيء أسود غريب انتشر حول عينيه, وكان واضحًا حتى في مثل هذه البيئة.
قفز كرييد نحو الحفرة دون أدنى قلق, وصل إلى كيليان الذي يسقط وامسكه بسهولة, ثم بدأ يطفو كما لو أنه يقوم بشيء عادي.
بمجرد الوصول إلى الأرض الصلبة مجددًا, رماه كرييد إلى الأمام.
سقط كيليان على ركبتين بلا وعي, لا يزال قلبه ينبض بمعدل غير طبيعي.
هناك شيء غريب يحدث… لا يُفترض به أن يصبح بهذه الحالة حتى وإن سقط من ارتفاع عالي..
هُناك شيء يُؤثر على عقله.. بلا شك!
رفع كيليان رأسه ليلقي نظرة إلى الأعلى, استطاع رؤية الشخص الذي أمر كرييد للتو. بدوا متشابهين لدرجة غير معقولة.
ولكن الفرق انه ارتدى ملابسًا بيضاء مثل جين, شعره كان طويلًا للغاية, وارتدى تاجًا يشتعل بنيران سوداء.
شعر كيليان بيد قوية فوق رأسه فجأة, امسكه كرييد وأجبره على النظر إلى الأرض مجددًا.
"لا ترفع رأسك دون إذن, أيها الدخيل!"
'انتهى أمري.'
فقد كيليان وعيه بعدها فورًا, والسبب كان الإرهاق الشديد.
الأمر الغريب أنه كان في حالة جيدة قبل عدة دقائق, ولكن المانا الخاصة به بدأت تختفي بمعدل سريع للغاية منذ أن دخل هذه القاعة رغمًا عنه.
أمال كرييد رأسه قليلًا بغرابة, لم يفهم ماذا يحدث.
هذا الرجل كان نشيطًا للغاية عندما رصدوه قبل قليل, ولكنه فقد وعيه بشكل مفاجئ للغاية الآن, 'هل هو يمثل؟' فكر وهو ينظر إلى وجه كيليان المجعد.
"ضعه في غرفة حجز مؤقتة, قلعة آيلموت ليست مكانًا يمكن الوصول إليه بطريقة عادية, علينا معرفة كيف اخترق شخص مثل هذا جميع حواجزنا." أمر الرجل ذو تاج النيران السوداء, ثم اختفى في الظل فورًا.
أومأ كرييد برأسه, ثم أعاد أنظاره إلى كيليان الساقط أرضًا. 'هناك شيء غريب فيه. لا يبدو مثلنا ولا يملك أي هالة, ولكنه يملك جوهرًا..' بقي مركزًا لوقت طويل وهو يحلل كيليان, ولكنه عجز عن الوصول إلى أي نتيجة في النهاية.
'الاستجواب هو الحل الوحيد في النهاية… يا له من وقت سيء لاكتشاف تهديد جديد مثل هذا.. مملكة آردينت بدأت تحركاتها بالفعل..'
***
فقد كيليان وعيه, ولم ينتبه أن شيئًا مهمًا للغاية قد طرأ على شاشة الحالة الخاصة به منذ أن دخل تلك البوابة.
{
الاسم: كيليان
العنوان: -
مهارة الوراثة: -
الصف: مُبارز
الحالة: جفاف مانا.
المستوى: B+
الاحصائيات:
قوة: B+
سرعة: A-
قوة تحمل: B
ذكاء: B-
حواس: B+
حكمة: A
حظ: E+
جاذبية: C-
(ملاحظة: لا تحسب إحصائيات الجاذبية والحظ في تقييم المستوى)
المهارات:
الحاسة السادسة: S+
جوهر الظل: -
خطوة الظل: A+
الفنون القتالية:-
أساس السيف: 100%
الشفرة السريعة: 40%
جوهر الظل: -
}
****
في الوقت الحالي, عانى كيليان داخل كابوس, ولم يعرف بماذا يفكر حتى.
كل شيء حوله كان أسودًا, والأسوأ هو أنه لا توجد أرض تحته. استمر بالسقوط لوقت طويل ولم يستطع استعادة توازنه مهما حدث. شعر بغثيان شديد.
بعد عدة ساعات من تلك المعاناة, ظهر وحش عملاق من اللامكان, بأجنحة طولها تجاوز العشر أمتار, وحراشف سوداء جعلت رؤيته في هذه البيئة أمرًا مستحيلًا. ولكن بغض النظر عن ذلك, برزت الأنياب البيضاء مثل القمر وسط الليل, ولم يكن ذلك جيدًا جدًا لقلبه..
من حسن الحظ أنه استيقظ في اللحظة الأخيرة قبل أن يتم ابتلاعه, ولم يضطر إلى الشعور بألم التحول إلى أشلاء.
ذلك الكابوس كان واقعيًا للغاية, شعر بالوقت واليأس الحقيقيان, ولم يدرك أنه في الواقع داخل كابوس إلا عندما استيقظ.
نهض وأسند ظهره على الجدار خلفه, ثم وضع يده على صدره وشعر بقلبه ينبض بمعدل مجنون. تدفق العرق على جبينه منذ مدة طويلة, وشكل بركة ضئيلة على الأرض الحجرية تحته.
"استيقظت أخيرًا. عقلك قوي حقًا بالنسبة لشخص يفتقر إلى الهالة." تحدث شخص مجهول بصوت عميق, يده كانت فوق رأس كيليان منذ أن أستيقظ.
قصير جدًا. جلده أسمر مثل أولئك الرجلين من قبله وشعره بُني. عند النظر الى عظامه التي برزت عبر جلده أدرك كيليان أن هذا الشخص غالبًا ما يعاني من نقص التغذية.
"أنا لينكس. وانت ستخبرني بكل شيء عنك فورًا."
في اللحظة التي تليها, خرجت ظلال غريبة من يد لينكس وأحاطت رأس كيليان.
في الثانية التالية, تغيرت البيئة المحيطة بطريقة خيالية, ولم تتخذ شكلًا جميلًا..
مُختبر بارد, جدران معدنية وأنابيب سوداء في كل مكان, أرضية مُتسخه بالزيت وخزانات مانا عند الزاوية.
وفوق سرير صلب, استلقى فتى مألوف للغاية. رُبط بسلاسل معدنية عديدة, وعض على رقعة جلد وُضعت بين أسنانه.
فوق السرير تدلت المزيد من الأنابيب ولكنها اختلفت بشيئين, حيث أنها قد صُنعت من معدن مجهول, وتدفقت أشعة ليزر مُعززة بالمانا منها, اخترقت جسد الفتى أثناء التعديل عليه, ومن الواضح أن تلك العملية لم تخلو من الألم…
لم يتم استخدام أي مُخدر.
فتى لم يبلغ العاشرة بعد, وهو داريستان..
إما كيليان فقد وجد أنه لا يستطيع التحرك, تمكن من رؤية المختبر كاملًا بتفاصيل دقيقة, مثل تعابير وجه الفتى, ومشاعره الغير مُستقرة, والحقد الذي نشأ في قلبه.
غلت دماء كيليان في غضب, صر على أسنانه وبدأ يشد على جميع عضلات جسمه ليتحرك ويوقف المهزلة التي رآها أمامه, ولكنه لم يستطع..
أنه يرى الماضي.. ولا يمكن أن يُغير منه شيء..
انه يُفضل الموت على رؤية هذا المشهد مرة أخرى. ولكن من المؤسف أن الأمر ليس بيده.
هكذا… مرت أشهر طويلة داخل عقله.. وتكرر المشهد لآلاف المرات.
مأساة مونهولد.. تلك العائلة حُكم عليها بالفناء قبل هجوم الأقزام عليهم حتى.
===
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم.