لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
======
عصبة كاستور التي كانت في قمة قوتها قبل أن أفقد الوعي, في مجرد عشرة أيام تقلصت إلى هذا القدر.. وحتى خسروا علمهم..
نظرت إلى دارو وهو يتقدم حتى منتصف القاعة, ثم توقف أمامي مباشرة. "يبدو أنك قد استيقظت."
أومأت برأسي, "أرى أنك أنجزت ما عليك بامتياز كالمعتاد."
أبتسم قليلًا, ثم تقدم وسلم علم عُصبة كاستور لي. "هؤلاء الأسرى الذي وجدت لهم فائدة, البقية جميعهم إما نجحوا في الفرار, أو..."
تحرك إلى الجانب بعدها, حوط جنود عصبتنا الأسرى من جميع الجهات, واستطعت إلقاء نظرة أفضل عليهم.
ثلاثة سحرة ماء, خمسة سحرة نار, بعض المحاربين…
ثم الفتاة التي كانت في نهاية الطابور, وجدتها مألوفة للغاية.
فيلا هان, زميلتي في صف النخبة وساحرة هواء موهوبة للغاية, من المؤسف أنها لم تستطع الفرار من دارو على ما يبدو.
تكشرت تعابير وجهها وهي تنظر إلى الأعلى حيث جلست أنا, وعضت على شفتيها. يبدو أنها لم تتوقع رؤيتي.
غطيت وجهي في معركتنا الأخيرة, لذا فلا أُرجح أنها تتذكرني, ولكن طالما أنها ليست غبية للغاية فيجب أن تربط النقاط ببعضها الآن.
بذكر ذلك, لا تزال قدمها مُصابة على ما يبدو, حيث استندت على قدمها اليمنى فقط ورفعت اليسرى في الهواء قليلًا.
بعض الجروح والنُدب قد خُلفت على وجهها ايضًا, نتيجة للقتال مع دارو على ما يبدو. هذا الرجل لا يمزح حتى أمام الأضعف منه.
تبادلنا النظرات لحوالي الدقيقة, ولكن لم يتحدث أحد طوال تلك المدة.
الجو متوتر للغاية, حتى الجنود الذي جائوا مع دارو ينظرون نحوي بغير تصديق, يبدو أنهم لم يتوقعوا مني الأستيقاظ بعد التعرض لتلك الإصابات.
"ماذا حدث مع العُصبة الأخرى؟ بروسيون." نظرت إلى دارو وسألته.
"نجحوا بالهروب في اللحظة الأخيرة كما أنهم أخذوا العلم… تدخل مفاجئ من أيليسا جعلني عاجزًا عن تتبعهم."
أومأت برأسي, بغض النظر عن الجزء الأخير فإن أداء دارو مُثير للإعجاب حقًا, حتى في الجيش الرسمي سيتم اعتبار هذه الأنجازات جيدة جدًا.
أتسائل عن أفكار كبار المُجتمع وهم يشاهدون هذا الاختبار… أشك إن آمون مهتم حاليًا, ولكن بعض جنرالات الجيش مثل ريكاردو والمدير روبيرتو مهتمين بالتأكيد.
ربما دافين…
***
قرب الحدود بين شمال وغرب المجال البشري..
قُرب كوخ معين لم يمضي الكثير من الوقت منذ أن غادره كاسيان وبقية الحزب, وقف جين مستندًا على جذع شجرة ضخمة, ونظر إلى الأمام بعيون فيها الكثير من النعاس.
وضع يده أمام فمه وتنهد, ولم يستطع إلا الابتسام ببعض القلق وهو ينظر إلى الكوخ, 'هل أفعلها؟ كيف ستكون ردة فعلها؟ وهل ستتقبلني حقًا؟' شعر بضغط شديد في هذه اللحظة بالذات.
على الرغم من أن قضاء الفترة الأخيرة مع بيرين قد غيره كثيرًا, خاصة بعد أن فقد الأغلال السابقة التي قيدته طوال حياته - لوانا-.
أصبحت عيونه أكثر حيوية, ونفس الأمر مع تعابير وجهه.
"بغض النظر عن ارادتي… يجب أن افعلها." جمع كل ما لديه من شجاعة, وتقدم نحو الكوخ, شعر بكل خطوة كما لو أنها تطعن قلبه.
لقد توسل بيرين لوقت طويل جدًا لكي يتم إرساله إلى مهمة قريبة من هذا الموقع, لا يمكنه أن يُضيع الفرصة فقط بسبب الخوف.
رفع يده ببطء, وطقطق على الباب. لم يمر الكثير من الوقت قبل أن يُفتح, وقابل بصره مشهد تخيله كثيرًا مؤخرًا.
أخت ليرا الصغرى… ليرا. الفتاة التي احبها وشاهدها تتحول إلى عجينة دموية أمام عينيه تمامًا, وفقط أمتار قليلة فصلت بينهم في ذلك الوقت.
لا يمكنه قول أن ذلك المشهد لم يُشكل عُقدة من نوع ما فيه.. خاصة بعدما رأى حالة والديها عند سماع الأخبار المؤسفة.
الكثير من الكلمات طغت على عقل جين, كثيرة لدرجة إنه لم يخرج من فمه سوى بعض التمتمات الغير مفهومة. أراد قول الكثير ولكن من المثير للسخرية إنه عجز عن ذلك.
شخص يُمكن اعتباره في قمة المجتمع في المجال البشري, لا يستطيع إلا أن يتمتم بهذا الشكل أمام فتاة ليست مستيقظة حتى.
مُثير للسخرية نوعًا ما.
"الأقزام سيهاجمون هذه القرية, اهربي وانشري الأخبار قدر أستطاعتكِ." أخرج شارة حكومية من مخزونه, ووضعها في يد الفتاة.
بصفته تلميذ رئيسي عند بيرين, فأنه حصل على هذه الشارة كلما خرج لإنجاز بعض المهام. فقط هو وداريان يملكون صلاحية استخدامها بحرية.
بعد قول تلك الجملة, استخدم أقصى سرعته ليختفي. حتى إنه نسي أستعادة الشارة.
الشخص الذي اقترب من الموت بقدر لا يمكن احصاؤه لم يستطع تحمل قول جملة إضافية.
صفع جبهته وبدأ يلعن نفسه داخليًا.
"لا يهم.." نجح بتهدئة نفسه بعد عدة دقائق, وبدأ يركض بسرعته القصوى نحو جهة مختلفة. "لا تزال هناك عائلة آشير… لا يمكن أن أتركهم معرضين للخطر.."
توقف فجأة وهو يمشي, حيث شعر بصداع حاد لا يمكن تجاهله, "هذا يتكرر كثيرًا مؤخرًا.." بصق جانبًا لتغيير طعم فمه, خرج بعض الدم هذه المرة.
'هناك خطب ما في هذا الجسد..' نظر إلى شاشة حالته لبعض الوقت, خاصة الجزء المتعلق بكاسيان.
'يبدو أنه يمر بأشياء شبيهة أيضًا.. كيف يمكن أن يتعرض لمثل هذه الأشياء في المكان الأكثر آمانًا؟'
'أتمنى أن لا يستدعيني دون إنذار مُسبق… سيكون ذلك محرجًا بعض الشيء إن حدث وسط كلامي مع شخص مهم.'
***
مرت أيام قليلة منذ مقابلته لأخت ليرا, الآن تعدى بعض المناطق في الشمال.
عليه أن يقطع الشمال كاملًا قبل الوصول إلى الشرق, وهذا مزعج نوعًا ما ولكن لا يوجد حل فعلي.
قابل العديد من الوحوش في طريقه, تجنب بعضهم كان مستحيلًا للغاية, عادة ما يواجه أي شيء يعترض طريقه على أي حال, طالما لم يكن قويًا للغاية…
كان الطريق مسالمًا للغاية عندما سافر في الغرب نظرًا إلى وجود عائلة ستارهولد هناك, كما أن ليونيل انطلق في جولات صيد كثيرة مؤخرًا لدرجة أن الوحوش بدأت تخرج تدريجيًا من الغرب بالكامل, فقط أقوى موجات الوحوش بقيت عند الحدود.
نظر جين إلى الوحش الذي سقط فوقه فجأة, كائن مظهره غريب ومرعب للغاية.
لديه وجه حصان عظامه بارزة بعض الشيء, عُنقه كانت في حالة سيئة للغاية لدرجة إنه فقط حبل رقيق من الجلد ربط رأسه بجسده.
كان نحيلًا للغاية, طول أقدامه يعادل الخمس أمتار تقريبًا, بينما يديه صغيرة لدرجة أنها لم تتجاوز العشرين سنتيمتر حتى, وبرز منها زوجين ضخمين من العيون.
لا داعي للتحدث عن رائحته… العفن يقتل حقًا.
"هذه الوحوش المزعجة.. الشمال يبدو مثل أرض رُعب.."
السفر في الشمال لم يكن أكثر الأشياء أمانًا منذ المقام الأول, وبعد اختفاء العائلة المالكة مونهولد أصبحت الأمور أسوأ بكثير. لم تعد هناك مقاومة لهذه لوحوش إلا الجولات النادرة لعملاء الحكومة.
والحكومة تملك الكثير من العمل لدرجة إنها بالكاد تستطيع كبح المظاهرات في الشوارع حاليًا… لا يوجد أي حل فعلي.
ربما تتغير الأمور في الأشهر التالية بسبب أن حدود الحرب ستكون هنا, ولكن لا شيء حاليًا.
قفز جين حول الوحش لعدة دقائق منتظرًا بروز أي فرصة للضرب, قد تبدو العنق نُقطة ضعف جيدة للضرب, ولكنها ليست كذلك على الإطلاق.
رتبة هذا الوحش هي S, وحتى شخص مثل جين قد يفقد بعض الأطراف أن تعامل معه دون الحد الأقصى من الحذر.
يستطيع استخدام مهارة {المتحكم} لاجبار الوحش على التوقف ثم توجيه ضربة قاضية سريعًا, ولكنه قرر أن يُركز على تطوير مجالاته الأخرى مؤخرًا.
لم يستخدم إلا فنون المانا وسيف الصباح ضد هذا الوحش, تذكر ليونيل للحظة. قوة ذلك الشخص ليست منطقية على الإطلاق.
سيف الصباح <الخطوة الأولى: 56%>
{تغليف المانا.}
{تسليح.}
لا داعي لقول أن تلك المعركة لم تستمر لوقت طويل..
====
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم.