لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
====
"وصلنا أخيرًا, هذه هي تارتاروس!"
فوق جبل ضخم كاد يُلامس الغيوم, وقف راداجون عند الحافة مُرتديًا نفس البدلة الحمراء المعتادة, وتحدث بلهجة لعوبة كما لو أنه ليس شيطان غضب.
نظر لوكاس إليه بنظرة غريبة قليلًا ولكنه لم يقل شيئًا, تقدم ببطء ليلقي نظرة بنفسه. وما رآه كان مذهلًا بحق.
في المدارس الخاصة التي تعلم فيها عندما كان صغيرًا, سمع الكثير من القصص والمعلومات عن الشياطين, ومن ضمنها الأماكن التي يعيشون فيها.
جحيم مشتعل, سماء حمراء تنزف دمًا, أو على الأقل رائحة عفن لا تنتهي.
والآن, أدرك أن كل تلك الأشياء مجرد هراء أستخدمه البشر لحفر الكراهية في عقول أطفالهم بطريقة رخيصة وسريعة. أو ربما لمنعهم من أن يصبحوا متعاقدين في المستقبل.
في الشهر الماضي تعرف لوكاس على راداجون أكثر أثناء سفرهم, رأى قوته المرعبة ومدى استخفافه بالأشياء, بدا مثل شاب عادي أصبح قويًا فجأة. لم يُظهر أي عنف غير مُبرر, ولم يبدأ بالصراخ فجأة.
تحت لوكاس, كانت هناك حضارة مُتقدمة لدرجة غير معقولة, أكثر من البشر بكثير!
كل شيء يصرخ بالبذخ والعظمة, من الهياكل الشاهقة والمباني العالية, وحتى الشوارع التي أمتدت حيث يصل بصره.
تم استخدام الذهب والرخام وبعض المعادن النادرة كما لو أنها تراب بلا قيمة حرفيًا, بدت هذه مدينة أحلام للبشر!
'أليست هذه مدينة لشياطين الغضب؟ إلا يُفترض أن تعم الفوضى في كل مكان؟ إلا يُفترض أن يقاتلوا بعضهم بهمجية في كل لحظة؟ . ه-هذا ليس ما توقعته..'
كُسرت جميع المعتقدات السابقة في عقل لوكاس, حتى أن نوع ضئيل من العدائية تجاه البشر قد بدأ ينمو داخله.
من الجانب, نظر راداجون نحو لوكاس وهو يقاوم الضحك بكل قوته. بعد أن هدأ نفسه رفع يده قليلًا, ليطير كل من لوكاس ووالدته في الهواء.
كاثرين لم تنطق بكلمة منذ شهر تقريبًا, اكتفت بأتباعهم وأكل الحد الأدنى من الطعام, من الواضح أنها كانت خائفة ومكتئبة في نفس الوقت.
"فلنحصل على نظرة أوضح قبل أن نُكمل." قال راداجون وهو يطير تحديدًا فوق الحدائق ووسائل الترفيه العديدة الموجودة.
لم يعرف الكثير عن ذلك, فقط قادة العشائر الكبيرة والجنرالات الكبار, وكاسيان أيضًا.
صنع كاسيان ثلاث عوالم رئيسية في اللعبة, والتصنيف التكنولوجي هو:
1- العالم الثاني.
2- العالم الأول: الذي جاء منه ملك الشياطين.
3- العالم الثالث: الحالي.
الفرق التكنولوجي بين كل تصنيف هو مثل السماء والأرض, ملك الشياطين الذي تسبب بانقراض 'التنانين' تقريبًا لم يفعل ذلك بالقوة المحضة, بل عن طريق الانضمام إليهم وقتلهم من الداخل.
وأثناء فعل ذلك, تعلم الكثير.. الكثير حقًا. لدرجة أنه أصبح منهم تقريبًا.
رجل مثل هذا, كيف يمكن أن يُنشئ حضارة ليست متفوقة في التكنولوجيا؟
تارتاروس, عاصمة شياطين الغضب. مدينة وصلت إلى مستوى لن يراه البشر في هذا العالم يومًا.
وحاليًا, الرجل الذي تسبب بكل شيء منذ ملك الشياطين كان يستريح فوق عرش صلب مثل المعدن.
****
=+=
الخاتمة
حرب الأعلام, اليوم الثاني والثلاثين.
بعد اختراق عُصبة كاستور وطرد بروسيون بعيدًا, تقدمت عُصبتي سريعًا واحتلت القلعة التي فصلت بين الشمال زالمركز.
كان الأمر سهلًا وسريعًا للغاية منذ أن دارو قد أنهى جميع فرص العدو للهجوم في مثل هذه الفترة القصيرة.
وللمرة الثانية, غيرنا المقر الخاص بنا.
جلست فوق العرش الصلب, في هذا الوقت كانت القاعة خالية نوعًا ما.
أوسكار يساري وبرام يميني. دارو في الخارج يفعل شيئًا ما.
مقابلي, جلست فيلا على ركبتين, أصابتها جعلت الوقوف شبه مستحيل, كما أنها أصبحت أسوأ مع الوقت نظرًا إلى تعذر وجود رعاية طبية.
"لأكون صريحًا, عُصبة كاستور عديمة الفائدة كليًا في الوقت الحالي. أحتمال أن أوفر مواردي ووقتكم بدأ يرتفع كثيرًا مؤخرًا." حركت أصابعي حول يد العرش, أريد أن أنهي هذا الحوار حقًا.
لو أننا في الواقع لقضيت عليها ببساطة, ولكننا في اختبار.
حتى وإن قتلتها, فسوف تعيش في الواقع, وهي من النخبة. لا أريد عداوات غير ضرورية, لذا فيجب أن أبقى محترمًا مع الجميع قدر استطاعتي.
"افعلها." تحدثت فيلا بهدوء, لم تتغير وضعيتها ولا ملامح وجهها على الإطلاق.
"لا أملك إلا خمس أفراد أو نحو ذلك في الخارج, لا أمل لهذه العصبة. لذا افعلها." صرت على اسنانها وهي تجبر نفسها على الوقوف, وبدأت تمشي نحوي ببطء.
لم يوقفها أحد, الجميع عرف أنها لن تستطيع أيذائي مهما فعلت, هذا هو مستوى الثقة الذي حصلت عليه في هذا الشهر. أو ربما يريدون موتي. أحد الاحتمالين.
سقطت فيلا في النهاية منذ أن الألم كان شديدًا للغاية عليها, ولكنها وضعت يديها على رُكبتيّ وأسندت نفسها, ونظرت مباشرة في عيني.
"في اللحظة التي رأيت فيها تلك القرون, عرفت مدى وحشيتك." قالت دون تغيير نبرتها الهادئة, سمعها الاثنين بجانبي ولم يبديا أي ردة فعل.
برام يعرف عن الطفرة بطريقة ما, وأوسكار ممُثل محترف, أراهن أنه يُسجل معلومات عني حاليًا.
"في تلك اللعبة, اخترقت عيوني هذه بقرونك, من يستطيع فعل مثل ذلك الشيء الرهيب في مجرد لعبة؟ أنت فعلت. من مستعد لفعل المزيد من الأشياء الرهيبة في مجرد أختبار؟ أنت!" حاولت أن تبصق نحوي في النهاية, ولكني أمسكت رأسها وحركته جانبًا على الفور, سقطت البصقة فوق حذاء أوسكار, أظلم وجهه قليلًا.
"يبدو أن تكوين الصداقات وسط معركة أمر عقيم.." تنهدت, وأمسكت وجهها بيدي الأخرى. تغليف الهالة, شكل الوحش, أغلب قوتي.
هي مجرد ساحرة, جسدها ليس مميزًا حقًا.. والطفرة التي زادت قوتي لكي أحصل على هذه المتعة السريعة والرخيصة, أصبحت أكسل بكثير من أن أقاومها مؤخرًا..
تحطم رأسها في النهاية, موت مؤلم للغاية.
في اليوم الذي جربت لعبة العالم القتالي فيه, ساحرة الرياح تلك التي قتلتها… كانت فيلا؟ يا لها من صدفة مريضة..
هل هذا يعني أن بقية ذلك الحزب هم أيضًا طلاب نخبة؟ هذا يُفسر الكثير بطريقة ما..
أخذت رُقعة قماش صغيرة سلمها برام لي, ومسحت الدم من يدي ووجهي. سقط جسد عديم الرأس على الأرض وأصبح أوسكار هائجًا.
"ماذا كان ذلك؟!" صرخ في وجهي, تجاهلته.
هناك أشياء أكثر أهمية للتفكير فيها…
ذلك المدرع الذي ضرب رأسي بالمطرقة, رون على الأرجح. ولكن ماذا عن السياف والقاتل؟
أن كانوا حزب البطل التقليدي, فإن السياف هو أيمون بلاك, ولكن ماذا عن القاتل؟ نظرت إلى أوسكار من الجانب.
قد يعرف بعض المعلومات أن سألته, أريد معرفة هوية ذلك القاتل أن أمكن لأريح قلبي.
ربما يكون مجرد شخص عشوائي تدخل في لحظة حرجة بما أن حزب البطل يفتقر إلى مغتال, ولكني أفضل أن أضمن الأمر.
"كاسيان… أنت لا تُدرك ماذا فعلت للتو." أصبح وجه أوسكار شاحبًا وهو يرفع جسد فيلا من على الارض. "يمكن تبرير وحشيتك السابقة على أنها نوع من الخطط أو دفاع عن النفس, ولكن هذا… لقد وصلت إلى مرحلة بعيدة جدًا!"
شعرت بغضب غير مُبرر فجأة, بالكاد منعت جسدي من التحرك, أنا أعرف أن الطفرة تؤثر على أفكاري الآن أكثر من أي وقت مضى, أعرف أن قتل فيلا بتلك الطريقة بالذات ليس أمرًا طبيعيًا, ولكن هناك شيء غريب آخر…
بعد ذلك اليوم, بعد نجاتي من ذلك الوحش وظهور تلك النيران الغريبة, مقاومة الطفرة أصبحت أصعب بكثير… حتى شكل الوحش لم يعد له تأثير يُذكر.
'أيجب أن أنسحب حقًا؟' صررت على أسناني وأنا أفكر. عقلي يخبرني بأن هذا هو الحل الأفضل لتجنب فقدان سيطرتي بالكامل, ولكني لسبب ما لا يمكنني أن أنطق بكلمة: 'أستسلم.'
هل بروس يشاهدني الآن؟ إلا يُفترض به أن يفعل شيء ليساعدني؟ يُخرجني على الأقل أو أي شيء آخر..
أريد أن أخرج من هذا الاختبار بالفعل, أريد أن أحل مشكلة الطفرة هذه, أريد أن أعود بالزمن لتصحيح أخطائي, ولكن من المؤسف أني لا أستطيع فعل أي شيء..
أنه مثل وجود أصفاد حول جسدي بالكامل, لا يمكنني قول نوع معين من الكلمات, ولا استطيع مقاومة بعض التصرفات.
كما لو أني.. تحت نوع مُعين من العقاب.
زيادة القوة هذه تُنقذني في المواقف الحرجة, ولكنها في المقابل تُسيطر على عقلي شيئًا فشيئًا..
نظرت إلى أوسكار وهو يخرج من القاعة, وجثة فيلا بين يديه. لن يعود على الأرجح.
"شيء سيء حدث هنا." دخل دارو القاعة فجأة, ألقى نظرة نحو الجثة المخيفة في يد أوسكار, ثم نحوي. الدم غطى المنطقة المحيطة.
أصبحت عينيه ضيقة قليلًا, كما لو أنه يركز علي بالذات. شعرت ببعض الحماس لسبب ما. السيطرة على مشاعري أصبحت صعبة للغاية..
وصية الكسل, إلا يُمكنها أن تساعدني على المقاومة؟.. شعرت ببعض الأمل لثانيه, ولكني استوعبت سريعًا.
وصية الكسل تستطيع مقاومة بعض السموم أو أنواع السيطرة الخارجية, ولكن الطفرة هي هجوم من جسدي نفسه, من جيناتي نفسها!
بدأت أقدامي تتحرك, نهضت وأردت أن أمشي نحو الاثنين في نهاية القاعة. أمسكت ذراع العرش بقوة وحاولت منع نفسي, وجهي أصبح أحمرًا من شدة الضغط.
في البداية كانت الطفرة تؤثر على أفكاري عندما أكون تحت تهديد القتل. أما الآن… احتجاج من أوسكار ونظرة سيئة من دارو يكفيان لجعلي أكاد أفقد السيطرة.
انطلق صرير من أسناني, أخرجت أحد أسلحتي الأحتياطية, أخذت نفسًا عميقًا وطعنت قدمي بقوة.
الألم جعلني أهدأ لثانيه, ولكن كل شيء عاد كما هو في اللحظة التالية, بل ربما أكثر حتى.
"أوقفني!" همست لبرام, نظرت إليه بوجه احمر من شدة الضغط الذي وُضع على جسدي هنا.
أن لم يمنعني أحد, فقد اهتاج حقًا. غريب.. لا يوجد خطر على حياتي مثل المعتاد, كل ما في الأمر أن أوسكار عارضني ودارو نظر إلي ببعض الاستجواب!
هل وصلت الطفرة إلى هذا المستوى؟! مجرد نظرة أو كلمات صريحة تحمل هذا التأثير ؟!
"لا يجب أن تقمعها بهذا الشكل.." همس برام نحوي, وبقي واقفًا في مكانه دون إبداء أي فعل.
[ماذا يحدث معك؟ هل تحتاج مساعدة؟!] سمعت صوت مألوف في عقلي فجأة, إنه جين..
[لا! لا تنتقل..] بمجرد أن قلت ذلك, أغلقت التخاطر قسرًا.
أن كان قد شعر بما أعاني منه فهذا يعني أني في مرحلة خطيرة جدًا الآن…
في مثل هذا الوقت, استطعت التفكير بحل مضمون واحد فقط, ولكن هل يجب أن افعلها حقًا؟ الكشف عن أعظم كنوزي…
هاتف الصانع
=====
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم.