175 - المدير الميت عقليًا

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=======

لم أستطع التفكير ولو بفكرة واحدة, لم أشعر بما حولي, تجمد كل شيء استطيع استخدامه للمقاومة, وفقط شيء واحد بقي كما هو..

المشاعر, كل ما استطيع الإحساس به هو مشاعر السعادة والفخر, بالكاد استطيع رؤية أي شيء حتى.

كل شيء مصبوغ باللون الأحمر المشوه, أشتبكت مع دارو وبرام باستمرار دون توقف, شعرت بقوة لا يمكن حسابها.

سبب كون كل شيء باللون الأحمر هو أن وجهي مُغطى بالدم حاليًا, دمائي ودماء من يواجهوني. ظهرت نفس تلك النيران القرمزية حول يدي اليمنى التي أمسكت جور, وتحركت بسرعة وقوة غير مألوفة.

شعرت أنني في شكل الوحش حاليًا, توسعت قروني البيضاء أكثر من المعتاد ودخلت إلى خط نظري, وأظافري نمت لتتخذ شكل مخالب متوسطة الحجم, ولكنها لم تصل إلى صلابة المعدن.

كل شيء حولي صغير.. كل شيء حولي لا يستحق الذكر… لا أواجه إلا الضعفاء حاليًا, الضعفاء فقط.

دارو الذي يستطيع قطع النيران بالكاد رد على نيراني القرمزية, ويد برام التي توهجت بضوء أحمر بدأت ترتجف منذ وقت طويل, لن يستغرق كسرها الكثير من الوقت.

أما أوسكار, فلم يكن من الممكن رؤيته في أي مكان, إنه ينتظر فرصة لضربي من الظل على الأرجح.

كوني الأقوى في هذه القاعة جعلني أشعر بنوع غريب من الفخر المُسبب للإدمان.. عرفت أن هذا خاطئ, عرفت أني لا يجب أن أفعل هذا, ولكن الشعور كان أفضل من أن أقاومه.

لا أعرف كم مضى من الوقت, في النهاية فقدت الوعي, شعرت بدوار شديد.

يجب أن انسحب من هذا الاختبار, وأعثر على حل فورًا..

****

"أهلًا."

في حديقة عشبية مسالمة, فتحت عيني فجأة. تفحصت جسدي على الفور, لا إصابات .. لا دم.. كما لو أن المعركة السابقة لم تحدث حتى.

بعد التأكد من سلامتي بالكامل, نظرت إلى مصدر الصوت أخيرًا لأجد شخص لم أتوقع التحدث معه في أي وقت قريب.

مُدير الأكاديمية روبيرتو. ارتدى دروعه القادمة من العصور الوسطى كالمعتاد ووضع يده فوق شعره الأسود كما لو أنه يفعل شيئًا لا يُريده.

"لأكون صريحًا معك, هذا شيء يُفترض أن يفعله بروس وليس أنا ولكنه, كيف أقولها… مفقود. يمكنك قول أنه مفقود."

المدير الذي تحدث بنبرة وملامح شيطانية عندما أعلن عن حرب الأعلام تغير تمامًا, تحدث معي كما لو أنه يكبح ضحكة عالية وراء كل كلمة, كما لو أنه لا يأخذ أي شيء على محمل الجد.

ثرثر لوقت طويل وأشار بيديه في كل مكان كما لو أني صديقه من عشر سنوات, وتكلم عن قصص لا علاقة لي بها, حتى أنه أساء إلى بعض العوائل الملكية بشكل عرضي. إنه طفولي للغاية.

'إنه غريب للغاية..'

"حسنًا, سأعود إلى الموضوع الآن. سأقولها لك ببساطة, يجب عليك أن تنسحب من الأختبار, ولكني لا استطيع إجبارك على ذلك." لوح يده جانبًا لتظهر شاشة ضخمة من العدم.

عبر تلك الشاشة استطعت رؤية نفسي مرميًا فوق سريري, وباب غرفتي قد تم إغلاقه بصخور ضخمة. يدي اليمنى تكاد تتحول إلى رماد, وجسدي مُغطى بالدم.

"كان الأمر ليكون أسهل لو أنهم قتلوك ببساطة, ولكنهم اكتفوا بوضعك في غرفتك كما ترى.

يجب أن أعترف, استطعت تكوين مثل هذه العلاقات مع أفراد عصبتك في ثلاثين يومًا. عشرين بما أنك فقدت الوعي في آخر عشرة.. ولكن هذا ليس مهمًا الآن.

لديك مهارات اجتماعية جيدة حقًا, ولكنك لا تملك الانضباط الكافي لدعمها.

على أي حال… لا فائدة في النهاية. جسدك مُصاب بالشلل الآن, المشي سيكون مهمة صعبة بحد ذاته.

عندما أنهار جسدك في قتالك ضد ذلك الوحش, حصلت على جرعة علاج, ولكن لا يوجد شيء شبيه هذه المرة."

"لذا سأكرر الأمر لك, هل تُريد الأنسحاب؟ أم لا؟ درجاتك عالية نوعًا ولكنها ستكون عديمة الفائدة إن لم تُكمل…"

الانسحاب! أريد أن أنسحب بالطبع! هذا هو كل ما أريد فعله!

ولكن… لم يخرج شيء من فمي, هناك ضغط غريب في صدري يجعلني عاجزًا عن قول أي كلمة, بالكاد استطعت التنفس حتى.

"أرى.." وضع روبيرتو يده على ذقنه وهو ينظر لي. "قال بروس أن شيئًا كهذا قد يحدث." فرقع أصابعه لتظهر بوابة جوارنا, خرج منها مُعلم صفوف التكنولوجيا والإسعافات الأولية - فيكتور أدوم, والشخص الذي صنع هذه المحاكاة.

"جميع قراءات مشاعره تُظهر أنه لا يُريد الانسحاب, ولكن.." عند النظر إلى تعابير وجهي, تغير كلامه: "يبدو أنه يُعاني من بعض الاضطرابات العقلية الخطيرة, ابقاءه في تلك المحاكاة قد يكون خطيرًا عليه."

رفع روبيرتو يده وأوقف فيكتور.

"تقول إنه يُريد الاستمرار, أتركه كما يُريد إذًا."

تجعدت حواجب فيكتور قليلًا, ولكنه في النهاية تنهد وأومأ برأسه. "أعادته خطيرة جدًا, ولكن طالما أنه أراد ذلك… لا مشكلة على ما أظن.." نقر على بعض الأزرار في الهواء.

"سوف تكون مشلولًا, ولكن ستكون قادرًا على مشاهدة الارتفاعات التي ستصل لها عُصبتك بدونك!"

إنه يسخر مني بوضوح… إنه يعرف أني أعاني من شيء يمنعني من قول ما أريد, ولكنه لا يزال يعبث معي.

إنه عجوز نذل لا يهتم بأي أحد غير نفسه, كل شيء يحدث هو مجرد وسيلة ترفيه بالنسبة له, وأنا أكره ذلك.

"أنتظر لحظة." صدى صوت هادئ في الهواء, وبعدها ظهرت بوابة أخرى بجانب فيكتور.

اندفعت منها يد بسرعة هائلة وحطمت الشاشة ثلاثية الأبعاد إلى قطع صغيرة.

خرج المعلم ايفور من تلك البوابة. هو الشخص الذي أوقف فيكتور في اللحظة الأخيرة. "كلام بروس كان واضحًا, وله الأولوية في تحديد المسائل المُتعلقة بتلميذه." صدى صوت لشخص آخر.

ظهر بيرين مورنينجستار من نفس البوابة, وسيفه قد خرج من الغمد بالفعل, تهديد واضح وصريح.

ماذا يحدث حتى…

"ما المعنى وراء هذا؟" أراح روبيرتو رأسه بشكل جانبي, ونظر إلى بيرين بابتسامة مُستفزة, من الواضح أنه ليس خائفًا.

"لن يعود إلى المحاكاة." تحدث بيرين بنبرة صادمة, سيفه لا يزال يطفو في الهواء مُطلقًا هالة تهديد واضحة وصريحة.

"وبأي حق تقول هذا؟ يجب أن يُكمل الأختبار انصياعًا للقوانين ومشاعره الشخصية." رد روبيرتو.

وقف بيرين وخلفه ايفور مُقابلين روبيرتو الجالس على الكرسي. فيكتور أبتعد قليلًا مُبديًا موقفه المحايد, من الواضح أنه لا ينوي التدخل

"قوانين؟ مشاعر شخصية؟ هل قررت استخدام هذه الكلمات أخيرًا؟" تجعدت حواجب أيفور وهو يتحدث, من الواضح أن أنطباعه عن روبيرتو ليس جيدًا على الإطلاق.

"أساس كلامي هو أنا, أنا فقط ولا أحد غيري." لم تتغير ملامح بيرين منذ أن جاء إلى هنا, مشى ببطء نحوي ووقف أمامي.

"عظيم! أنت لم تكمل حتى سنة واحدة من التعليم هنا, اتعلم هذا؟ لم أتوقع أن شخصًا قد عاش ما يتجاوز القرن من الزمان لا يملك الكثير من الصبر!"

لم يرد بيرين, بدلًا من ذلك نظر نحو فيكتور."أخرجنا من المحاكاة."

تدخل روبيرتو في نفس اللحظة:"فيكتور, إن أردت عيش هذا اليوم بصفته الأخير في حياتك, أخرجهم من المحاكاة."

تدفق العرق على جبين فيكتور.

"تفضلوا, جميعكم." بعد ثواني من التفكير, امسك جهازًا لوحيًا ورماه عاليًا في الهواء. يبدو أنه سيترك المسألة على عاتق الأسرع.

اختفى كل من بيرين وروبيرتو في نفس اللحظة وهدفهم هو ذلك الجهاز, فقط لكي يختفي قبل أن يصلوا له في النهاية.

اختفى الجهاز اللوحي, وظهر حجر كريم غريب في مكانه فجأة. "انتهى الأمر." قال ايفور عندما ظهر الجهاز اللوحي في يده بشكل غريب.

مهارة فريدة من نوعها حصل عليها بما أنه يملك صف الصياد الأسطوري, يستطيع تبديل أماكن أي شيء يُريده مع القليل من الشروط. حتى اثنين في الرتبة SS- لم يستطيعوا إيقاف تلك المهارة.

"اختطاف طالب من الأكاديمية وفرض نتيجة الفشل عليه, ثم قتال المدير بنفسه.. بيرين وأيفور! يجب على القانون أن يُعاقب أمثالكم!" صدى صوت روبيرتو في كل مكان فجأة.

"أهذا صوت مُنفذ للقانون؟" سخر بيرين بلا وعي.

حتى أنا لاحظت وجود خطب ما في صوت روبيرتو, من الواضح أنه مستمتع للغاية حاليًا..

بجدية.. شخصيته مُعقدة للغاية, لا أعرف ماذا يريد حتى.

في البداية قال أني بحاجة إلى الخروج, ثم قال أني لا استطيع الخروج, والآن قاتل اثنين من قمة المجتمع بشكل عرضي.

أن لم أكن أعرف حقيقته لأعتقدت أنه ميت عقليًا, وذلك لا يمكن أن يكون أبعد أكثر عن الحقيقة…

=====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/06/03 · 147 مشاهدة · 1222 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024