178 - أجتياز الحدود

لا اله الا ا لله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

فوق أرض عشبية لا حدود لها, هبطنا ببطء.

بشكل غريب, تبدو هذه المنطقة مألوفة للغاية. كما لو انها …

"نعم, أنها نفس المنطقة التي قضينا فيها ساعتين قبل الإختبار بيوم." تحدث ايفور قبلي.

"معلمك دائمًا ما يتوقع أسوأ السيناريوهات, لذا فقد قرر أن يكون درسنا في بيئة تشبه البيئة التي تحتاج إلى اجتيازها للوصول إلى حيث نُريد.."

شعرت بثقل غريب في صدري فقط, بروس اللعين… كيف يمكن لشخص مثله أن يختفي دون إنذار مسبق؟

لم ترصد الأكاديمية وجود أي دخلاء في ذلك اليوم, ولم تكن هناك أي أضرار تُذكر أي أنه لم يُجبر على الذهاب إلى أي مكان.

ولكن لم يراه أحد وهو يخرج, ولا حتى حواجز آرين وفيكتور رصدته, الأمر كما لو أنه اختفى دون أي تدخل خارجي.

لا أريد أن أعترف بذلك, ولكني قلق بشأنه حقًا… الأمر مثير للسخرية نظرًا إلى مدى اتساع فارق القوة بيننا.

لتجعل تلميذك يقلق عليك..

"أعتذر, ولكن يبدو أن استمراري بالسفر معكم سيكون صعبًا للغاية." أشار بيرين بذقنه إلى الشمال, حيث ظهر ثلاث أشخاص من بعيد مثل النجوم في السماء.

المانا انتشرت حولهم مثل البحر, وتدفقت خصلات الشعر الذهبية من رؤوسهم مثل شلالات مصنوعة من الثراء, ورائحة المعدن فاحت منهم.

خرج سيف بيرين من النصل لوحده, وطار في الهواء حولنا. برزت منه هالة غريبة أوقفت مانا الأقزام قبل أن تصل لنا.

"صلاحية الأقزام هنا أكثر من غيرها, من المؤسف أني لن استطيع إخفاء وجودي عن آلاتهم الإعجازية, ولكن يجب أن لا يكون وجودكم انتم بالذات مهمًا." تحدث بيرين بهدوء وهو ينظر إلى الأقزام الثلاثة في الهواء بوجوههم الصارمة, عشرات الآلات الحربية من الرتبة S+ نزلت خلفهم مثل القمامة.

"ثلاثة أقزام في الرتبة SS-, هل أنت واثق؟. يمكنني تقديم بعض الدعم-" تحدث ايفور, ولكن بيرين قاطعه.

"لا تُشغل نفسك… كنت أتوق منذ سنوات طويلة للعثور على فرصة مثل هذه مجددًا.. لتنفيس كل الضغوط التي مررت بها على هذه المخلوقات القذرة.." تجعدت حواجب بيرين بمجرد النظر لهم.

"مخلوقات وضيعة, أشكال قبيحة ورائحة صدأ… لا أعرف كيف تحالف البشر معهم لمئات السنين.." التقط سيفه الذي طاف مستخدما قوة مبالغ فيها, والهواء الذي خرج من فمه تبخر متحديًا المنطق.

"أحرص على الفوز..." تمتم جين قبل أن يمسكني فجأة, ثم بدأ يركض بالسرعة القصوى نحو أقصى الغرب.

فعل ايفور نفس الشيء.

"لن يهزمني أي قزم!"

اختفى بيرين في الهواء بمجرد قول ذلك. وبدأت آلاف التشكيلات السحرية التابعة للأقزام في البروز من اللامكان.

لم يكن ذلك قتال يمكن لآلات حربية في الرتبة S+ أن تتدخل فيه, لذا فقد تم أمرها بأن تتبعنا لتقضي علينا.

ولكن قبل أن تبدأ بالسعي نحونا حتى, نيران ذهبية حولتها جميعها إلى رماد, سيف الصباح… هل ستكون وصية الكسل فعالة بهذا القدر عندما اتقنها كليًا؟

***

ركضنا لساعات, ولا تزال الهالة الفريدة تتسرب من السماء بلا نهاية, لم تضعف مهما ابتعدنا. كان جين يبتسم كلما نظر إلى الأعلى ليرى هالة معلمة, فهي دليل على أنه لا يزال يُقاتل بقوة.

أما ايفور, فقد كان مشغولًا بفحص المناطق المحيطة بصريًا دون أي راحة.

"توقفوا." توقف ايفور فجأة, وصلنا إلى حدود جرف عالي.

مشى ببطء نحو الحافة ليلقي نظرة سريعة. حيث امتدت غابة شاسعة لا حدود لها, بأشجار تجاوز طول أقصرها العشرين مترًا.

"يجب علينا التسلق نحو الأسفل لمئتين متر لكي نُكمل سيرنا…" وضع ايفور يده على ذقنه وهو يفكر بصوت عالي. نظر إلى الجوانب أيضًا: "أو يمكننا السفر يمينًا لستين كيلومترًا حيث يكمن انخفاض طبيعي."

"بذكر الأمر.. هذه المنطقة حيث يوجد ذلك الفخ.." تراجع ثلاث خطوات على الفور بمجرد قول تلك الجملة.

مخلوق أخضر ضخم ظهر من اللامكان فجأة وحجب أشعة الشمس عننا, لسان وردي ضخم امتد من فمه مثل سوط قوي, وهدد بتحويلنا جميعًا إلى عجينة دموية.

"ضفدع لعين, هناك الكثير مثله في الجنوب." امتلأت تعابيره بالاشمئزاز.

لو أنه لم يتراجع لخطوتين قبل قليل لتم ابتلاعه من قبل الضفدع.

راقبته وهو يستدعي سلاحه من خاتم التخزين, بندقية سحرية ذات مظهر بدائي, وهى عبارة عن أنبوب معدني بسيط مُتصل بخزان مانا عند بداية, ومقبض.

توهجت المانا ببريق أخضر للحظة, ثم انطلقت طلقة قوية بشكل لا تصدق, بدا كما لو إن مدفعًا ضخمًا هو ما أطلق وليس تلك البندقية ذات المظهر الهزلي.

توسع جسد الضفدع بشكل غريب ثم تقلص, وفي النهاية انفجر مُبعثرًا جميع أشلائه في المنطقة المحيطة, وبطريقة ما لم يتسخ ايفور منها.

صف اسطوري, صياد. مزيج بين صفوف مثل: 'قاتل', 'رامي أسهم', ومدرع جزئيًا.

إنه صف يتميز بالقليل من قوة المدرعين, دقة أعلى من الرماة, ونفس خصائص القتلة.

ناهيك عن المسافة القريبة التي أطلق منها للتو, يستطيع إصابة مخلوقات صغيرة مثل النمل من على بعد مئات الأمتار, وذلك بسبب عقد ملزم قد وقعه ذات يوم.

"لو لم تتراجع في الوقت المناسب.." تحدث جين وهو ينظر إلى الأشلاء في كل مكان.

"كُنت سأموت, غالبًا. هذا الضفدع في الرتبة A+ فقط ولكن اللعاب الخاص به سام للغاية." مرر ايفور بندقيته فوق اللعاب الذي سقط على الأرض, ومررها لي ولجين.

"أنه ليس مُقرفًا, لأراد بعض العلماء استخدامه كعطر أو معقم لو غضضنا النظر عن تأثيراته."

نظرت إليه بشكل أوضح, بالطبع أعرف بعض الأشياء عن هذا اللعاب, إنه في الواقع أحد أفضل مواد التخدير التي يستخدمها البشر والأقزام, دون احتساب الأمبروسيا طبعًا.

بكمية كافية من هذا اللعاب, حتى أشخاص مثل ايفور وجين سيصابون بالشلل, مؤقتًا بالطبع.

"أعتقد أني سأخزنها معي, أحتياطًا فقط.."

==

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/06/06 · 125 مشاهدة · 850 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024