لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
الشخص الذي سيدفع ثمن رفاهية اسلافه.
=====
لم أتوقع أبدًا أن السفر بهذه السرعة قد يكون ممكنًا, ولا حتى على الأشخاص مثل بيرين.
المركز هو المنطقة الأكبر في المجال البشري, وقد قطع بيرين نصف تلك المسافة في ساعة فقط, ثم تجاوز غالبية الشرق في خمسين دقيقة.
ساعتين تقريبًا, ووجدت أننا قد وصلنا إلى الساحل الشرقي, حيث استطعت رؤية جبل الضباب المألوف من بعيد, وذلك المعبد الأسود الذي توهج بحيوية.
بعد اختفاء الضباب في ذلك اليوم أصبحت جميع الوحوش الموجودة في جبل الضباب هائجة وبدأت قتالًا واسع النطاق, ثم حاولت احتلال الأراضي القريبة.
من حسن الحظ أن رد صنهولد كان سريعًا, وتمكن كايسار وقواته من إبقاء الخسائر عند الحد الأدنى, وحتى القُرى القريبة لم تهاجر وقت طويل.
هبط بيرين على الأرض وأنا وأيفور خلفه, كُنا عند حدود المدينة وتحديدًا عند الساحل.
تغير تعبير بيرين فجأة, ونظر سريعًا نحو البحر, أصبحت عيونه ضيقة كما لو أنه يحاول تركيز بصره أكثر, وفي النهاية أبتسم.
ماذا يحدث في عقله؟ هل جُن جنونه أخيرًا؟
هل يحلم بشأن جلبيرت في هذا الوقت بالذات؟ أم شيء آخر…؟
لم ننتظر مكاننًا لوقت طويل, حيث ظهر شكل مألوف ذو شعر ابيض من بعيد بعد ثواني قليلة. ركض فوق التراب الرطب وبالكاد استطعت تتبعه.
توقف أمامنا في النهاية. "شعرت بأنك قد اقتربت." نظر جين إلى بيرين أولًا, ثم نحوي.
أبتسم بيرين بشكل سريع, ثم أشار بيده ليغطينا الاثير مجددًا, وجين معنا هذه المرة.
عندما طرنا في الهواء وسافرنا بسرعة خيالية، شعرت بنظرات فضولية تقع على ظهري.
جين مشوش غالبا، لا أظن أنه توقع رؤيتي بهذه السرعة، وبصراحة حتى أنا لم أفعل.
"مهمة طارئة أخرى, هل انتهيت من الحالية؟" تحدث بيرين على الرغم من أننا قد قطعنا بعض الكيلومترات بالفعل.
"نعم. بالمناسبة, كيف عرفت انني في الشرق حاليًا..؟" سأل جين بالقليل من التشويش, نظر إلى بيرين من الخلف وفي عينيه الكثير من التقدير.
لاحظت انه تغير بالفعل, لم يكن يطرح الأسئلة من قبل, وفي صوته الآن مشاعر أكثر بكثير. يبدو أن التخلص من لوانا قد حرره من عُقدة كبيرة في شخصيته.
"لديك اثنين من الأصدقاء المتوفين, عائلة الأول عند حدود الشمال والغرب, والثانية عند الساحل الشرقي, أجريت بعض التخمينات ببساطة."
توقف بيرين لبضع دقائق, ثم أكمل كلامه.
"بالنسبة للمهمة التالية, فيتوجب عليك أن تكون الحارس الشخصي لهذا الفتى, مجددًا بالنسبة لك على ما أظن." أمال رأسه نحوي قليلًا وهو يتحدث.
أصبح جين جديًا, "ماذا تُريد ان تفعل؟"
من الواضح أني لن أحتاج إلى حارس شخصي إلا أن وقعت في خطر لا استطيع التعامل معه, لذا فمن المنطقي أن يتخيل جين الاحتمال الأسوأ.
"من المُفترض أن أجري تبادل طلاب مع بروس حاليًا وإن أعلم هذا الفتى عن الاثير, ولكن بسبب بعض الظروف. لن نستطيع اكمال الدروس في الوقت المناسب."
بدأ بيرين يتحدث ويشرح الوضع الحالي للجميع, حتى أنه تحدث عن الطفرة, يبدو أن بروس قد أخبره عن الأمر مسبقًا. لا اعلم كيف أشعر بشأن هذا الأمر.
"أنه يحتاج إلى ناس أقوى منه لمراقبته باستمرار, وإلا فقد يقتل نفسه باستخدام القوة مفرطة. ايفور سيساعدكم على السفر ولكنه لن يُكمل معكم حتى النهاية لبعض الأسباب, سيعمل أيضًا على تدريبكم قليلًا."
غير بيرين وضعيته ليقابلنا أثناء الطيران, ونظر بالتحديد نحو جين.
"جين, على الرغم من أن ايفور أدنى منك رتبة, إلا أنك ستحتاج إلى التعامل معه كمعلم لك. هل كلامي مفهوم؟" تحدث بنبرة صارمة.
أومأ جين برأسه.
"أما بالنسبة لكاسيان, لا تظن أن كل العمل سيتم إنجازه بواسطة جين وأيفور, أحدهم سيكون المرشد والآخر وسيلة لقمعك عندما تفقد السيطرة. لا تزال غالبية الجهد تقع على عاتقك, لا تنسى هذا.
أيضًا, خذ هذا." أخرج كتابًا من مخزونه, ورماه نحوي.
إنه كتاب صغير. 70-80 صفحة تقريبًا, ولكن هالة غريبة طفت حوله. "نظرًا إلى ضيق الوقت الذي سأستطيع قضاءه معك, وضعت كل المعلومات الي تحتاجها عن الأثير فيه."
"أحرص على عدم إظهاره لأي شخص, لأنه كما ترى.. أنه يملك هالة مميزة, ويملك البرابرة نوعًا من العلاقة المميزة مع الاثير أيضًا.." لأول مرة بدا بيرين غير واثق من كلامه.
ولكني لم أهتم, خزنت جميع نصائحه في عقلي جيدًا وحرصت على عدم نسيانها.
لا يزال استيعاب ما يحدث صعبًا للغاية على عقلي, خرجت من الاختبار وهربت من الأكاديمية, سافرت إلى الشرق والآن إلى الغرب وكل هذا في فترة قصيرة للغاية.
ولكن لا يوجد شيء استطيع فعله, بالنسبة لشخص ملعون مثلي فيجب أن أكون قد اعتدت على التغيرات السريعة بالفعل.
***
مرت أربعين دقيقة حتى تجاوزنا حدود الشمال الشرقي, ثم ساعة أخرى حتى تجاوزنا حدود الشمال الغربي. ولم يصمت بيرين لثانية واحدة.
"أطلعت ايفور بالفعل على الموقع الذي يجب عليكم الذهاب إليه, قد لا يكون الناس هناك مُرحبين كثيرًا, ولكن ربما يكون وضعك مختلفًا بما أنك تملك 'القليل' من دماء اميرتهم السابقة, وإن لم يحالفك الحظ فسوف يحرقونك حيًا على عمود خشبي عشوائي, الأمر يعتمد على مزاجهم لأكون صريحًا."
".."
هذا الرجل.. لم يحاول إخفاء الاحتمالات السيئة عني حتى.
أنا حقًا لست مرتاحًا حاليًا.
لتوضيح الأمر, أنه يريد مني السفر متجاوزًا حدود الغرب للذهاب إلى القبيلة البربرية المسماة دروسا, تلك التي انحدرت والدة كاسيان ستارهولد منها.
وكل هذا معتمدين على احتمالية صغيرة, وهي أنهم سيقبلوني كفرد منهم ويعلموني طريقة التحكم بالطفرة, لا أزال أفكر ببرام, ذلك الفتى عرف أني أملك دماءً بربرية.
لا أزال أريد معرفة عن ماذا أراد أن يتكلم معي بعد ان ننتهي من الإختبار, من المؤسف أن ذلك مستحيل الآن.
"ماذا عن الحرب؟" سالت ببعض التمني.
هل سيتم أعفائي منها بسبب الطفرة؟ كم أتمنى هذا..
"أن لم تستطع العودة في غضون خمسة أشهر لسبب ما, سأحاول قدر استطاعتي أن أتوسط لك, ولكن لا يجب ان تطيل أكثر من ذلك ان أردت الاستمرار في العيش داخل المجال مستقبلًا, أتمنى أن تفهم هذا." تحدث ببرودة غريبة.
"الولادة لعائلة ملكية في أوقات الحرب هو لعنة حقًا.." تمتمت وأنا أصر على أسناني.
لم أطلب أيًا من هذا…
"يمكنك تخيل أنك المسؤول عن دفع ثمن كل الرفاهية التي أستمتع بها الملوك في أوقات السلام." تحدث ايفور وهو ينظر إلى الأرض, تمتم بهدوء مثلي تمامًا.
=====
لا تنسوا التعليق
نقابة المؤلفين في خانة الدعم