في ذلك اليوم, بدأ كل شيء…

عند عودتي من المدرسة, كنت اراقب الأطفال الأقل حظًا مني, منهم اليتيم أو الفقير, ربما كلاهما.

كنت أقارنهم بنفسي دائمًا, كان الأمر مجرد شيء لا شعوري, ولكنه تحول لشيء أسوء.

بدأت أحتقرهم مع الوقت, رفضت أن أتكلم معهم, أقترب منهم, أو حتى تركهم يمشون قربي.

بصفتي شخصًا قد أستيقظ, كان التنمر على من حولي سهلًا للغاية, حتى معلمي المدرسة لم يقوموا بالكثير لمحاولة أصلاح عقدتي.

لا أعرف كيف أنتهى بي الأمر بتلك العقلية, لم أكن نبيلًا أو غنيًا حتى, ربما ذلك الغرور الشديد.

الغرور الذي نمى ببطء بعد أن مدحني كل من حولي, بصفتي شخص أستيقظ قبل سن العاشرة.

حتى أني أيقظت مهارة وراثة, ولكن نظرًا لطبيعتها المهينة لم أبح لأحد بشأنها, ولا حتى عائلتي.

الغرور الشديد دمر شخصيتي وقريبًا حياتي الرائعة, دون أن الاحظ حتى.

كان أمرًا غير متوقعًا, فقد والدي وظيفته كعامل حكومي لعائلة ستارهولد, وبما أن أمي لم تكن عاملة, تدهور وضعنا سريعًا.

لم يخبرنا بسبب فقدانه لوظيفته قط, بدا أنه أساء بلا قصد لشخصية مهمة نوعًا ما, توضح ذلك عندما رفضته جميع المكاتب والمجالات. لم يقبل به أي مكان عمل على الرغم من شهادته الجامعية رفيعة المستوى, وكونه مستيقظ بقوة ليست سيئة.

كفتى مغرور, لم أقبل ذلك.

كرهت أن يتدهور وضعي وأصبح ما كنت أكره, كنت طفوليًا للغاية.

ولكن بما أن عمري في ذلك الوقت كان 12 سنه فقط, لم أعرف الصواب عن الخطأ, ووقعت ضحية أغراء شيطاني.

بدأت في تجنب المدرسة دون علم والديّ, والعمل في متجر بقالة بمكان بعيد لجمع المال.

ظننت بشكل طفولي أني أستطيع المساعدة بالوضع المالي بالراتب المخزي الذي حصلت عليه كقاصر.

بما أن ذلك الحي لم يكن مشهورًا بالأمن وجودة معيشة عالية, لم يكن من الصعب العثور على وظيفة كقاصر بسن الثانية عشر.

أستمر الأمر لعدة أسابيع, كنت مسؤول عن ترتيب الرفوف والأغراض الباردة, بالأضافة إلى تنظيف المكان بشكل مستمر.

كثيرًا ما لاحظت أشياء غريبة بشأن صاحب المتجر أثناء عملي, كان رجل في منتصف عمره بلحية مصففه جيدًا, وملابس نظيفة.

كان محترمًا جدًا, ولم يبدو لي أبدًا كمن يعمل في متجر بقالة, ما جعلني أشك به أكثر هو تسليمه لبعض الأكياس المجهولة للمشترين.

سيطر علي الفضول يومًا ما, ذهب صاحب المتجر إلى دورة المياة لعدة دقائق, توجهت وقتها إلى حيث كان يتعامل مع الزبائن.

لاحظت أنه كان يخرج تلك الأكياس الغريبة من تحت المنضده, أمسكت أحد هذه الأكياس وفحصت محتواها.

كان الكيس ورقيًا باللون البني, بداخله كان هناك شكل مألوف, من الواضح أنه قنبلة.

بخوف شديد, أعدت القنبلة إلى مكانها وقررت أن ذلك سيكون آخر يوم لي في تلك البقالة, كنت طفلًا وليس غبيًا, عرفت خطر الأنخراط في مثل هذه الأمور جيدًا.

من سوء حظي, كان صاحب المتجر واقفًا خلفي طوال الوقت, ولاحظ كل ما فعلته.

هددني في ذلك اليوم كثيرًا, وأجبرني في النهاية على فعل شيء لم أتصوره.

كان مستيقظًا دخل الرتبة C- بالفعل, أقوى مني بعدة أضعاف.. قال أنه سيفتعل مجزرة مع عائلتي أن لم أفعل ما قاله.

أعطاني القنبلة التي أمسكتها توًا, بالأضافة إلى عنوان منزل ليس ببعيد.

لا أعرف كيف وصلته تلك المعلومات, ولكنه عرف عني كمستيقظ موهوب, خاصة في فنون التسلل والضربات السريعة والدقيقة.

تلك الليلة, أنفجرت قنبلة قوية للغاية في أحد المنازل المنعزله, نشب حريق لذلك السبب ومات كل من في المنزل.

ما عرفته الشرطة وتم وضعه في الأخبار هو أن حريقًا نشب لسبب مجهول, ولم يعرف أحد سببه, لم يتم العثور على القنبلة.

وبسبب عدم وجود أي مراقبة في تلك المنطقة, لم تلتقط أجهزة التصوير وجودي قرب ذلك المنزل قبل ثوان من الأنفجار.

وبالطبع, كان صاحب المتجر يصورني أثناء فعل ذلك, وكانت تلك أول خطوة لي نحو عالم لم أرد أن أنخرط فيه.. ولكني أُجبرت على ذلك.

نظرًا لقوانين المدينة, كنت سأخرج كبريء حتى لو نشر صاحب المتجر ذلك التصوير بما أنه تم أجباري, بالإضافة إلى أني طفل.

ولكني لم أرد أن يعرف أبي عن ذلك, لذا أستمررت في العمل مع ذلك الشخص رغمًا عني.

لصدمتي, عندما عدت إلى المتجر في اليوم التالي, تم أعطائي كمية من المال تعادل شهرًا مما أحصل عليه عادة.

قال صاحب المتجر: "هذه هي عمولة المهمة التي قمت بها, يمكنك أخباري في أي وقت أن أردت فعلها مجددًا." وضحك بشكل مثير للغثيان.

حظيت بعدة ليالي خالية من النوم, وذهبت لطلب مهمة أخرى قبل أن الاحظ ما كنت أفعله.

أعطاني مهمة سرقة سهله, دخلت منزلًا في منتصف الليل وسرقت عدة أرطال من مسحوق أبيض لم أعرف شيئًا عنه في ذلك الوقت.

مع كمية مال مضاعفة, شعرت بالأدمان.

ثم مرة أخرى.. وأخرى.. وأخرى..

مر شهر منذ بدأت أخذ المهام من صاحب المتجر, بدأت أطلق عليه أسم الوسيط.

لم أستوعب في ذلك الوقت, ولكنه كان يخدعني كفأر.

بدأ بمهام سهلة, مهام لم تجعلني أشعر بالكثير من الذنب (دون أحتساب الأولى).

وتدريجيًا, كان يجعلها أسوء وأسوء أخلاقيًا, جعلني أنحدر بشكل سريع وذكي, بدأ بأعطائي مهام غير أخلاقية دون أن أشعر بأني مجرم.

في يوم ما, قام والدي بزيارة مدرستي بعد تلقيه أتصال من المدير, كان الموضوع بشأن تغيبي المستمر.

تفاجئ والديّ كثيرًا, حيث أني كنت فتى مطيع قبل شهر لا أكثر, وبدأت أتغيب فجأة.

ظنوا أني بدأت أصاحب أصدقاء سوء للعب في الأرجاء, وسايرتهم في ذلك.

بدأ والدي يوصلني إلى المدرسة ويعيدني إلى البيت بنفسه بعد توبيخ شديد منه, ويجعل أمي تتأكد من أن لا أذهب خارجًا لما تبقى من اليوم.

بعد أخذ قسط من الراحة لأسبوع ونصف تقريبًا, بدأت أستوعب ما كنت أفعله, وقررت أن أتوقف على الفور.

كنت قد جمعت كمية ضخمة بالفعل من المال, تكفي لجعلنا ننتقل ونعود إلى منزلنا القديم لوقت طويل, ويمكن لأبي أن يتدبر نفسه بحلول ذلك الوقت.

في تلك الليلة, طلب والدي طعامًا من الخارج بعد أن وصله تبرع من جمعية لم يسمع بها قبلًا.

كان ذلك أنا, وضعت طردا مليء بالمال مع رساله أمام الباب, شك والدي طبعًا ولكنه لم يرفض على الرغم من ذلك.

عندما وصل الطعام من الخارج, طرق عامل التوصيل الباب, وذهبت لفتحه بنفسي.

أنصدمت, من أحضر لنا الطعام كان الوسيط, وخرج من طرف بنطاله خنجر صغير مغطى بالدم.

سلمني الطعام دون أي مشاكل وغادر لحسن الحظ, ولكنه اوصل لي رسالة دموية في نفس الوقت.

ترك العمل أو الأستمرار به ليس قرارًا يمكنني أتخاذه لوحدي..

====

الديسكورد في خانة الدعم.

لا تنسوا التعليق.

2024/01/22 · 436 مشاهدة · 978 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024