53 - رياح الحرب 5

اولًا, يحتاج بناء الصاعقة وتوجيهها بدقة نحو هدف من مسافة بعيدة الكثير من السيطرة.

ثانيًا, ألدريك يملك كمية مانا هائلة جدًا بالنسبة إلى جسده, ولذلك فإن السيطرة عليها بالكامل امر مستحيل, ومن المفترض أنه لا يستطيع أطلاق مثل هذه الصواعق.

ثالثًا, أن كان قزم عبقري مثله يستطيع أن يطلق مثل هذه الصواعق, لفعلها منذ البداية وتخلص مني في غضون دقيقة على الأكثر.

ما الذي دفع شخص من المفترض أنه عبقري على أن يتصرف بشكل مُستعجل, ومحاولة ضربي مباشرة.

هل يُقلل مني نظرًا إلى رتبتي المنخفضة؟ ولكن هذا غير منطقي أيضًا.

بسبب أنعدام المانا عندي, وأني لا أكشف عن الهالة عمدًا, فإن معرفة رتبتي الحقيقية يتطلب بعض الوقت, ولا تستطيع الاجهزة فعلها مهما أستغرقت من الوقت, خاصة تلك التي تعتمد على المانا.

أيضًا, رآني ألدريك من قبل وأنا أتجنب وأقضي على أقزام في الرتب B, تلك المعلومة بالإضافة إلى أنه لا يعرف رتبتي الحقيقية يجعل من المستحيل عليه أن يُقلل مني.

وأعيد نفس الشيء مرة أخرى, عبقري قتال مثله لا يجب أن يتخذ مثل ذلك القرار المُستعجل بلا سبب.

نظرت إلى سيفي, كانت هناك علامة شبه شفافة عليه كما توقعت.

{وصية الكسل}

اطلقت الطاقة نحو العلامة التي ظهرت على السيف, ودمرتها على الفور.

الصاعقة التي كانت على وشك ضربي أنحرفت فجأة, وأصابت مكان بعيد للغاية عني. مثل هذه الدقة المنخفضة… كان تخميني صائبًا…

ولكن ألدريك مُذهل حقًا! حتى مهارة السيطرة الخاصة بوالد الدمى لم تُفلت من أنتباه سيفي وختم وصية الكسل, ولكن ألدريك أستطاع وضع علامة علي بشكل مُباشر, ولم الاحظ لا انا ولا سيفي ذلك.

خمنت بضعة أشياء, هل لأن طبيعة مهارة أب الدمى لم تكن تحاول أخفاء الأمر من الأساس, ولذلك أستطاع سيفي الذي لم تنطبق عليه المهارة أن يلاحظ؟

هذا الاستنتاج يعني أن سيفي لا يملك الكثير من القدرات الأستكشافية كما توقعت.

ولكن الأستنتاج الثاني كان مقنعًا أكثر بالنسبة لي,

هل الأمر لأن العلامة التي وضعها ألدريك ليست عدوانية بطبعها مثل مهارة أب الدمى؟

هذا يعني أن سيفي حساس فقط للتآثيرات المباشرة, ولا يهتم كثيرًا بمثل هذه العلامة التي لم تفعل الكثير.

أن كان تخميني صحيحًا, فإن مهمة هذه العلامة الوحيدة هي تحديد أحداثياتي, ثم نقلها إلى مطرقة الصواعق التي سوف تضربني تلقائيًا.

بعد كل صاعقة, يتم ضبط الدُقة بشكل أفضل بناءً على سرعة وحجم الهدف, وربما أسلوب حركته حتى.

وبعد مُدة معينة, تزداد سرعة ودقة الصواعق إلى مستوى شبه مثالي, ويصبح تجنبها مستحيلًا.

معدات مُرعبة جدًا… وضع علامة على أي هدف دون أن يلاحظ, ثم الهرب باستخدام الأجنحة, وسوف تفعل المطرقة الباقي.

حتى وأن كان هدفه شخص في رتبة أعلى منه, فلا فائدة أن لم ينتبه إلى علامة الأحداثيات.

علامة تجوزت حتى أدراك سيفي, ولم أكن لأكتشفها بنفسي لولا معلوماتي عن ألدريك ووضع المانا الخاص به.

وضعت سيفي على كتفي الأيمن, ونظرت بتعب إلى ألدريك الذي ظهر من السماء.

"سوف يكون هذا مُتعبًا…" تنهدت, وأشتدت قبضتي على السيف.

منذ أن أكتشفت طريقة عمل المطرقة, فإن تلك الحيلة لن تنفع مرة أخرى أبدًا, ولكن الأمر لا يزال خطيرًا للغاية حتى وأن قاتلني وجها لوجه مثل المرات الأولى.

كما قلت سابقًا, فإن صد ضربة مباشرة له يتطلب أن أهاجمه بأطلاق ختم الكسل إلى أقصى حد ممكن.

وحتى مع فعل ذلك, فأنا لا اهرب من دون أصابات, الطريق الذي أسير نحوه يؤدي إلى الهزيمة بلا شك.

لا أزال قادرًا على أن أستخدم وصية الكسل بأقصى أخراج مرة واحدة فقط, وبعدها سنتهي الأمر.

لا أستطيع أستخدام تأثيرات العقل عليه نظرًا إلى فرق القوة بيننا, وسيكون ذلك صعبًا علي حتى لو كنت بنفس رتبته على الأرجح.

السبب الوحيد الذي جعلني قادرًا على تطبيق الكسل ضد سيباستيان هو أنه كان في حالة من الأرهاق والنعاس بالفعل. بينما ألدريك في حالة مثالية, وربما يملك وسائل لمقاومة السيطرة العقلية والوهم.

شخص بمثل مهارته من المُترض أن يحصل على حماية عقلية قوية…

لا أستطيع أستخدام تأثير الكسل العقلي, يمكنني أن اصد مرة واحدة فقط, ولا املك أي طريقة للهجوم عليه.

فصلني عمدًا عن كيليان وتركه للأقزام الآخرين على الأرجح, ربما قيمني كالخطر الأكبر لأنه لم يستطع تحديد رتبتي تمامًا.

تنفست بعمق, هذه هي قوة عبقري في الرتبة A-! أنا عاجز تمامًا!

حتى مع تحليلي فن قتالة ومعداته بشكل كامل, فإن توجيه ضربة واحدة نحوه يُعد أمرًا مُستحيلًا.

لحسن حظي, فإن هدفي ليس الفوز عليه.

أشرت بسيفي عليه, حاولت أن أحسن من عقليتي قدر أستطاعتي.

'هدفي هو أنتظار قدوم جين, أفترض أنه يخوض معركة أكثر أهمية الآن. أن أصبح الأمر خطيرًا للغاية سوف أستدعيه.'

أختفى ألدريك في الهواء من شدة سرعته, ثم رفعت سيفي إلى الاعلى عموديًا.

علي أن أنجو مهما كلفني الأمر!

***

بنفس الشخص الذي حمله على ظهره, كان كيليان يتجنب ضربات الأقزام حوله دون أي فرصة لتوجيه هجوم مضاد.

كان أغلبهم في نفس رتبته, ولكن كمية ليست بالقليلة منهم تجاوزته أيضًا, ووصلت إلى الرتبة A- وأعلى قليلًا.

بصفته شخص أستطاع قراءة خبير في فنون العقل مثل سيباستيان, فإن هؤلاء الاقزام لا يعتبرون أهداف صعبة للغاية.

قراءتهم أصعب قليلًا لأن عقولهم متميزه, ولكنها لا تزال بمتناول يد كيليان.

من المؤسف أن جسده ليس قويًا مثل عقله ومهارته…

قوة التحمل عنده كانت الأفضل, نظرًا إلى أن جسده عُدل لكي يعمل لفترات طويلة, ولكن قوته وسرعته لا يزالان تحت المستوى قليلًا.

سيكون كافيًا كما هو أن كان أعداءه مجرد أقزام في الرتبة B, ولكنهم أقوى بكثير من ذلك.

أيضًا, محاصرة هؤلاء الأقزام له بدأت تُصبح أكثر أحكامًا, وحتى هو بدأ يعجز عن أيجاد فتحة للهرب.

ليس أنه لم يستطع قراءة تحركاتهم, كان يستطيع فعل ذلك بسهولة, ولكنه لم يعثر على فتحات ببساطة.

لم تختص قدرته بصنع فتحات لأستغلالها, بل فقط لأستشعار الخطر إلى حد معين, أنه ليس كلي العلم بعد كل شيء.

عقول هذه الأقزام… من المفترض أن صُنع ظروف دون أي فرص للهروب منها أمر مستحيل تمامًا, ولكنهم حققوا ذلك الآن.

حلق رُمح ثقيل نحوه من الخلف وهدد بأختراق الشخص الذي حمله على ظهره, أن تهرب من هذا الرمح سيحتاج إلى تحمل ما هو اسوء.

"لن تفعل!" صرخ بصوت عالي, ورمى الشخص الذي حمله في آخر لحظة.

"اللعنة!" صر على أسنانه بصوت مُنخفض, أخترق الرمح قدمه وثبته على الارض.

"أين ستهرب الآن!" صرخ أحد الأقزام من حوله, وبدأوا في القفز نحوه ونحو الشخص الأخر مثل الموجات.

عرف ماذا يجب أن يفعل, ولكنه تردد نوعًا ما.

'قد يكشف هذا عن هويته… سيؤدي ذلك إلى نتائج سيئة للغاية…' صر على أسنانه مجددًا, يمكن سماع صراخه من شدة الألم والتردد.

في النهاية, تحركت يديه في تشكيل غريب, والمانا حولها كانت تنتشر في المنطقة.

"أستيقظ! درايستان!" صرخ بصوت عالي قبل أن يتعرض لاصابات شديدة, كان اقرب نصل على وشك أن يضرب وجهه في حوالي الثانية.

"ما الذي يحدث هنا؟" فتح داريستان عينه على منظر مُرعب, وللحظة لم يعرف ما يقول.

ومع ذلك, بدا الأمر بسيطًا نوعًا ما, عشرات الأقزام الأقوياء كانوا يقفزون فوقه بنوايا قتل واضحة, سوف يموت أن لم يفعل شيئًا.

وضع يده على شعره الأصفر, وذكريات عديدة هاجمت عقله. الختم الذي وضعه كيليان كان الشيء الوحيد الذي منع أستيقاظه مع تلك الذكريات.

عبس على الفور, ولم يستطع إلا أن يُنفس غضبة على كل شيء حوله.

{رقصة القمر}

المهارة التي ورثها من والده, الشخص الذي مات قبل أربعة أشهر تقريبًا.

فكرة أنه نساه لأشهر أغضبته كثيرًا, وفكرة أنه كان بعيدًا عن تحقيق هدفه طوال ذلك الوقت أغضبته أكثر.

نصل أبيض غريب تجسد في يده, كان قصيرًا وخفيفًا للغاية, أشبه بسلاح مغتالين.

تحرك على الفور وكشف عن هالته في الرتبة B-, النصل في يده تجول حوله وقطع كل شيء يمكن الوصول اليه.

لو كان الهواء ملموسًا, لتم قطعه أيضًا, سيفه سريع لهذه الدرجة.

الأقزام الذين كانوا على وشك إصابته بأسلحتهم لم يدركوا كيف ماتوا حتى, بينما تراجع من هم متخصصين في المجال البعيد على الفور.

الأطلاق على داريستان وحلافئهم يحوطونه مثل البعوض أمر مستحيل, ولكن حتى بعدما مات الجميع عدا هدفهم لم يستطيعوا التصرف على الفور.

لم يتوقعوا أبدًا أنه سينجو من ذلك التطويق حتى, ناهيك عن قتل كل من هم حوله.

تجاهل داريستان الأقزام البعيدين, وتوجه على الفور نحو كيليان.

صد كيليان النصل الذي كان من المفترض أن يخترق رأسه براحة يده, الألم الذي شعر به لم يكن منطقيًا.

تم أختراق قدمه اليسرى, كتفه الأيمن, راحة يده, وذراعة الميكانيكية أمسكت سيفًا آخر.

من حسن حظه أن داريستان وصل في الوقت المناسب, ولم يحتاج إلى تلقي طعنه أخرى.

رقص حول الأقزام بسرعة غير منطقية, وجد كل من هم في الرتبة B+ وأسفل رؤوسهم على الأرض, بينما أشتبك من هم في الرتبة A- وأعلى معه.

أخرج كيليان جرعة علاجية من خاتمه الفضائي وشربها, ذلك الخاتم الذي اعطاه جين له بعد التطهير النهائي لمجتمع الدمى.

كانت الجرعة آثيرية الرتبة, مثل تلك التي عالجت عظام كاسيان بالكامل بعد أن دمرها فانتوس.

خف الألم على الفور, وأستطاع أن يقف بشكل معوج قليلًا.

الأصابات التي تلقاها ليست مُزحه, لولا ارتفاع قوة جسده بسبب مجتمع الدمى لما نجى حتى مع جرعة آثيرية.

وحتى مع ذلك, لا يزال الوقوف مهمة صعبة للغاية بالنسبة له.

"أنزل إلى الأسفل!" صرخ كيليان بصوت عالي, أراد أن يدعم سيده على الأقل.

"أرتاح هناك دون الكثير من الكلام! سوف أتصرف معهم!" صرخ داريستان بصوت عالي, ولكنه لا يزال ينزل إلى الأسفل كما اخبره كيليان.

مهارة الوراثة: رقصة القمر, مهارة مُتعددة الأستخدامات, ويقال أنه لا أحد في تاريخ عائلة موونهولد استطاع استخدامها بقدرتها الكاملة, ولا حتى أعظم قادتها الذين حُفرت أسمائهم في كُتب التاريخ.

والآن بعد أن تدمرت تلك العائلة كليًا, داريستان موونهولد هو الشخص الوحيد الذي يمتلكها.

الناجي الوحيد من العائلة الملكية المُدمرة, العائلة التي أدى دمارها إلى نشوب الحرب العالمية الأولى للعصر الحديث…

شخصية مُعجزة تمامًا مثل جين وداريان…

=======

لا تنسوا التعليق

2024/02/08 · 337 مشاهدة · 1502 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024