52 - رياح الحرب 4

****

في مكان قريب…

"أقفز إلى اليمين!" صرخ كيليان وهو يركض, كانت الجدية هي الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته على وجهه وهو يتنقل بسرعة عبر أشجار الغابة.

حمل شابًا لم يصل إلى العشرين حتى على ظهره, الشخص الذي جلبه معه بعد أن تحرر من مجتمع الدمى, والشخص الذي جعله يحتاج مساعدة كاسيان وجين.

بذكر كاسيان, كان الأثنان يركضون معًا عبر أشجار الغابة محافظين على مسافة من الأقزام.

"أليس قتالهم عن قُرب أفضل؟" تحدث كاسيان بضيق وهو يتجنب رصاصة بتعليمات كيليان.

لم يتغير تعبير كيليان, وأستمر في المشي نحو الاتجاه الذي اخبرهم جين عنه.

قد تبدو فكرة كاسيان صائبة منذ أن أعدائهم من الأقزام, جنس يعتمد عادة على القتال البعيد أو متوسط المدى.

"أُفضل أن نتراجع حاليًا, هُناك مقاتلين في الرتبة A في صفوفهم!" قفز كيليان إلى الجانب عندما أنتهى من الكلام, ومن المفاجئ أن قزمًا قد ظهر هناك من العدم.

"هذا على سبيل المثال!" صرخ كيليان وهو يزيد من سرعته, القزم الذي هاجمه للتو لديه قوة في الرتبة -A.

على الرغم أن قوته الأجمالية يجب أن تكون أفضل من الأقزام في نفس المستوى كبشري, وخاصة أن جسده تم التعديل عليه ليصبح أقوى, إلا أن أعداد الأعداء لا تزال كثيرة للغاية.

لو كان كاسيان في الرتبة B مثله لكانت الأمور مختلفة, ولكن حتى فن قتال أسطوري لن يقوم بالكثير الآن.

{نزول الحلم}

قطع كاسيان ذراع قزم أقترب منه كثيرًا, وأستمر في الركض مع كيليان.

المشهد خلفه كان مخيفًا للغاية, ركض عشرات الأقزام الأقوياء خلفهم كالديدان, وكل منهم في الرتبة B على الأقل.

حتى أن بعضهم في الرتبة A- ! لا توجد أي فائدة من القتال حاليًا.

نظر كاسيان إلى كيليان, من الواضح أن حمل شخص على ظهره قلل من سرعته كثيرًا, خاصة أن القوة الخالصة ليست ميزته الكبرى.

"لن نستمر كثيرًا على هذا الحال! يجب أن نفعل شيئًا ما!" تحدث كاسيان عندما أمسكه قزم آخر من قدمه, بدأت الأمور تتحول إلى أسوء وضع ممكن.

-

"ماذا تفعلون بحق الخالق؟!" صرخه عاليه من السماء جذبت أنتباه الجميع, حتى الأقزام الذين تبعونا.

بدأ بعضهم في الأرتجاف خوفًا, بينما ضحك الأخرون, ردود الفعل المتفاوته حولي جعلتني عاجز عن توقع ما هو قادم.

وقف في السماء قزم بطول 140 سم, طويل جدًا بالنسبة لبني جنسه, بدلًا من الشعر الفضي الشائع, كان شعره ذهبي اللون, دلاله على أنه مختلف حقًا عن غيره.

بالطبع عرفت ما الذي يعنيه الشعر الذهبي لهذا العرق, ولم أحب الأمر كثيرًا.

كلما كان لون الشعر مائل أكثر للون الذهبي, كلما كانت المانا والقدرات العقلية للقزم أفضل, شعر القزم في الهواء كان ذهبيًا تمامًا.

الطاقة المنتشرة حوله دلت على شيئين: كمية المانا لديه, وأن سيطرته ليست مُطلقة عليها.

تطلب الأمر مني بعض الوقت للتعرف على هويته, ولكني فعلت في النهاية. لقد كتبت وصممت شخصية هذا القزم بالذات بنفسي.

أستخدم القزم أجنحة معدنية فضية اللون للطيران, ربطها بكتفه مثبتًا أياها جيدًا, وأمسك مطرقة ذهبية عملاقه في يده.

بصفتهم الجنس الأفضل من ناحية القدرات العقلية. والمانا الأسوء بين الأجناس على الأرض, كثيرًا ما أعتمد الأقزام على الأدوات الخارجية.

بهالة قامعه حوله, أختفى القزم في الهواء من شدة سرعته, أنه في الرتبة A- على الأقل.

"تحرك!" صرخ كيليان بصوتٍ عال, ولكنه كان متأخرًا للغاية.

=+=

{وصية الكسل}

ظهر القزم فوقي في الثانية التالية, والمطرقة التي أمسكها أُحيطت بصواعق برق لا تُحصى.

أضاءت الصواعق المنطقة المحيطة باللون الأزرق المُعمي, وتوقف الأقزام في الخلف عن متابعتنا أخيرًا.

ربما لأن الصواعق من شأنها أن تؤذيهم أيضًا, أو شيء آخر…

أنطلق سيفي الأسطوري ببطء في البداية, ولكنه تصادم مع المطرقة في الوقت المناسب عندما أنتهيت من تحضير القوة داخله.

كيفية تسارع هذا السيف وتأثيره على ما حوله هو لغز يصعب فهمه, ومن الواضح أنه لا يقتصر على السرعة فقط.

أشع ضوء ذهبي من ختم وصية الكسل, كان شديدًا لدرجة أني رأيته بنفسي, ومن الواضح أنه أثر على رؤية القزم أمامي ولو لثانية.

تضاربت قوانا للحظة, انتهى الأمر بجسدي يتعرض لبعض الصواعق, وتم قذفي إلى الوراء بسرعة عالية.

أستخدمت الكثير من طاقة الختم في تلك الضربة, مما جعل تحمل هجوم القزم أسهل بكثير علي.

وبسبب جسدي الاستثنائي, أستطعت التعافي من الصواعق بعد مدة بسيطة, لا يزال يلسعني قليلًا.

'لن استطيع الدفاع ضد أكثر من ضربة أضافية…' شددت قبضتي على السيف, وحاولت التنبؤ بموعد قدوم الضربة التالية.

رفعت سيفي فوق رأسي بشكل عمودي, وأنتظرت.

"الآن!" كيليان صرخ بصوت عالي, لا يزال واقفًا حيث كان قبل قليل, نظر الي بذعر واضح.

لان موجات الأقزام قد أحاطت المنطقة على الأرجح, فإن كل ما نستطيع فعله حاليًا هو أنتظار تعزيزات أما من جين او ايلارا.

{نزول الحلم} نفذت الخطوة الأولى فور سماعي لصوت كيليان, أستعدادي هذه المرة جعل ضربتي تصل أولًا.

قدرة كيليان جيدة للغاية… لا يمكن الأستغناء عن هذا الشخص حقًا.

بالإضافة إلى أن فن وصية الكسل أسطوري للغاية, يستطيع أن يتلاعب بمفهوم السرعة كاملًا, أنه أمر مذهل حتى وأن لم أستطع التدخل فيه كثيرًا.

تصادمت المطرقة مع سيفي مرة أخرى, كان الأمر أفضل قليلًا بالنسبة لي هذه المرة, ولكن النتيجة نفسها في النهاية.

تم قذفي إلى الخلف مع أصابات متوسطة, وبدأت التراكمات تُزعج حركة جسدي.

'الرتبة A- مذهلة للغاية… من الواضح أنه اخترق الرتبة مؤخرًا فقط, ولكنه لا يزال قادرًا على ضربي وانا استخدم سيف وفن قتالي أسطوريان…'

تنهدت قليلًا أثناء محاولتي للنهوض.

الهجوم القادم سيكون آخر هجوم أستطيع تنفيذه بنفس القوة…

قدرتي على الصمود أمام مطرقة الصواعق تلك لا تأتي مع تكلفة رخيصة.

كل نزول حلم أستخدمه يتطلب أخراج أقصى لطاقة الكسل, تلك التي صقلتها لأربع أشهر في مجتمع الدمى وأسبوع بعد ذلك.

علي أن أتأقلم بطريقة ما…

أبتعدت على الفور من المكان الذي سقطت فيه, أبتعدت كثيرًا بالفعل ولا أستطيع سماع صوت كيليان بعد الآن.

الأمور بدأت تتحول إلى الأسوء…

في مثل هذه المعركة الخطيرة علي, على الأقل بدأت في أدراك عيوبي.

'الأعتماد كثيرًا على وصية الكسل في مستوى منخفض ليس بالخيار الموفق…' تجنبت صاعقة سقطت من السماء بالكاد, لولا أنها تتوهج قبل أن تنطلق لما استطعت فعلها.

أجنحة ميكانيكية, مطرقة حرب ومخزون مانا ضخم بصفته متفوق عرقيًا, لماذا لا يستمر في توجيه الضربات لي من السماء؟

لاحظت أشراق السماء فوقي في عدة اماكن, تحركت على الفور خارجًا من نطاق كل منها.

من المؤسف أن الأقزام ليسوا مثل البشر, حتى مع أني الشخص الذي صنع شخصية هذا القزم في الأعلى, إلا أن توقع أي شيء عن اسلوبة القتالي مستحيل ببساطة.

الأقزام لا يعتمدون عادة على نوع ثابت من المعدات, الشيء الوحيد الذي يُحدد قدراتهم القتالية هو مدى سرعة معالجتهم للأفكار, ومخزون المانا لديهم.

لذا فإن توقع أفكار ألدريك - القزم ذو الشعر الذهبي أمر صعب للغاية.

لكي يأتي ألدريك بنفسه إلى هنا لنصب كمين للبشر, ماذا يحدث حقًا؟

صاعقة فوتتني بمقدار شعره جعلتني أعود إلى التركيز في المعركة. لماذا نزل ألدريك لضربي شخصيًا في أول مرتين, ولكنه يضرب عن بعد الآن؟

هل كان يستخف بي ببساطة؟ ولكن صدور هذا الفعل من قزم يعتبر أمرًا غير معقول.

ربما يتعلق هذا الأمر بمعداته… مطرقة الصواعق والأجنحة الميكانيكية…

أستبعد الأجنحة من تفكيري لأنها لا تزال تعمل كما كانت منذ البداية, لذا فهل الأمر مُتعلق بالمطرقة؟

بدأ سقوط الصواعق يتسارع شيئًا فشيئًا, علي أن أجد حلًا بسرعة وإلا فسوف يتساقط كالمطر قريبًا.

<تسريع الفكر>

'فكر… فكر… فكر…'

'شيء مُتعلق بألدريك, كيف يسيطر على كمية المانا الهائلة لديه.. الصواعق, توقيت نزولها ودقتها في كل مرة…'

قفزت إلى الجانب في آخر لحظة, تجنب تلك الصاعقة الأخيرة أجبرني على التعثر… من المستحيل أن أتفادى الضربة التالية الآن.

ولكن على الأقل, أدركت أخيرًا سر مطرقة الصواعق!

=====

الديسكورد في خانة الدعم.

لا تنسوا التعليق

2024/02/07 · 344 مشاهدة · 1175 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024