61 - الى المدينة 1

'أيلارا!'

نهض جين على الفور عندما رآه, ووصل اليه في غضون لحظة. 'ماذا حدث له بحق الخالق؟!' الفجأة كانت ظاهره على ملامحه.

نظر إلى وجه أيلارا الشاحب, جسده وملابسه التي ثُقلت بالدماء, ولم يستطع إلا أن يرتعش.

"ل-لكن كيف؟" نطق جين وهو لا يصدق.

من المؤسف أن الجنود الذين حملوا جسده لم يعطوه وقتًا كافيًا لملاحظة حالة صديقه. أستمروا في المشي نحو العربة على عجلة.

"أنه في حالة خطيرة جدًا, مسألة نجاته من عدمها تعتمد على أن كان سيستسلم ام لا." اعطى أحد الجنود تقريرًا بسيطًا لجين أحترامًا لقوته.

"ولكن حتى أن تعافى تمامًا, فلا توجد أي طريقة لأعادة توصيل قدمه." أنهار تعبير جين عندما سمع نهاية التقرير.

قبل لحظة واحدة من نقله إلى كاسيان, كان ايلارا في حالة مثالية للغاية, قضى على آلة حرب بسهولة على الرغم من أنه أخترق للتو.

'ماذا حدث عندما أنتقلت؟!' صر جين على اسنانه وهو ينظر إلى الأسفل, خرجت الدماء من قبضة يده عندما شد عليها.

نظر إلى شكل أيلارا يختفي داخل العربة, شعر بحزن وأسف شديدين. 'ماذا يجب أن افعل؟ سوف يصبح معاقًا حتى وأن نجى… كيف يمكن أن اعوضه عن قطع طرف؟'

***

"ماذا حدث له حتى؟!" عبس كاسيان وهو ينظر إلى أيلارا فوق السرير, كان فاقدًا للوعي وبشرته شاحبه للغاية.

على عكس ما حدث مع جين, توقف الجنود لكي يأخذ كاسيان نظرة أفضل عليه.

"إلا يمكن إعادة توصيل قدمه؟" سأل كاسيان عندما تذكر ما فعل في جبل الضباب.

"هذا أن كانت سليمة, تم قطعها بشكل وحشي للغاية, وسقطت من على ارتفاع مئة متر دون وجود مانا تحميها. وصادف أنها سقطت على مجموعه من الأحجار الحادة. أن أعدنا توصيل قدمه, فلن تكون إلا عائقًا له." شرح الجنود الأمور بشكل مختصر, ثم أكملوا السير نحو الغرفة الطبية.

"سوف نقدم أفضل رعاية طبية يستطيع الجنود مثلنا تقديمها, ولكننا يجب أن ننفصل بعدها للأسف." وضع لوكاس يده على كتفي وهو يتحدث, مواسيًا أياي.

لم أستطع إلا أن اشعر بالقليل من الذنب عند رؤية ما حدث لأيلارا. "هل نملك أي شيء يمكن أن يساعده في مخزون العائلة؟" سألت بعد القليل من التردد.

نظر لوكاس الي بقليل من الحيرة, وأنزل يده من على كتفي. "نعم بالتأكيد, ولكن لماذا؟. أن كان لأجل كسبه في صفوفك, فلا داعي لأن تفعل ذلك! محاربين الرتبة S في العائلة كُثر للغاية, الكثير منهم سوف يقبلون العمل تحتك بمجرد أن تأمر بذلك!" شرح لوكاس مع القليل من الانفعال, لماذا يضغط على نفسه هكذا؟

"انت لا تعرف.." أبعدت نظري عن لوكاس, وذهبت لأستريح على مقعد قريب, لم يعرف إلا أنا وجين سبب أصابة ايلارا هكذا.

لولا أني كنت في وضع خطير للغاية, لما اضطر جين إلى الانتقال الي رغمًا عن أرادته, ولكان لا يزال مع ايلارا عندما هاجمه الأعداء..

لو كان جين معه, كان ليخرج بقطعه واحدة على الأقل… كل ذلك لأني وضعت نفسي في موقع خطر..

على الرغم من أني لا اعتبر ايلارا مهمًا للغاية بالنسبة لي, إلا أني لا أزال اعتبره حليفًا. وشخصيتي التي قررت عدم التخلي عنها أخبرتني أن أعوضه.

حتى وأن كان غريبًا عني, فقد أضطر إلى تحمل ألم وأصابه كبيرة تسببت بها انا جزئيًا.

لا أريد أن امرر الأمر هكذا ببساطة, كما لو أن ذلك حدث له دون علاقة لي بالأمر.

وضعت يدي فوق رأسي, وأغمضت عيناي لبعض الوقت. سوف أستريح قليلًا ثم أستحم.

يجب أن اُحضر عقليتي تمامًا, حيث سوف اصل إلى المدينة اليوم..

"بغض النظر عن أهميته لك, فإن مخزون العشيرة لا يملك إلا جرعة أسطورية واحدة!, يجب أن تُعيد نظرتك عن الأمر!" تكلم لوكاس, بدا صوته مزعجًا للغاية لي الآن.

لماذا يجب أن أتحمل كل شيء بحق الخالق… قد ينفجر عقلي قريبًا من كل هذه الضغوطات..

جبل الضباب, مجتمع الدمى, جين وأيلارا, حرب الوراثة, معاداة ألدريك لي… لماذا يجب أن اتحمل كل هذا؟

تنهدت بصوت عالي. "سوف نناقش الأمر لاحقًا…" بعد قول تلك الجملة, توقفت عن الأهتمام بأي شيء حولي.

ربما أستمر لوكاس في التحدث, ولكني لم أهتم, كل ما أريده هو راحة العقل.

قبل نهاية اليوم, يجب أن أشفي جسدي, أتعامل مع امر أيلارا, أوضيح الأمور للجميع, وأقناعهم مجددًا لمساعدتي في حرب الوراثة.

'داريان ولوانا… أنتم تجعلون كل شيء مُعقد حقًا..' عبست قليلًا عند تذكر أيامي الاولى في هذا العالم.

تلك الورقة التي تحولت إلى رماد, لعنة كاسيان السابق, المذكرات الغريبة.

'هل لا يزال ألفريد هناك يا ترى؟ انا متأكد من أن لوانا أخبرت الجميع عن موتي, أتسائل كيف ستكون ردة فعله عندما أعود؟' أبتسمت قليلًا عند تذكر وجه ذلك العجوز.

على الرغم من أني لم امكث لأكثر من أربعة أيام في تلك الغرفة, إلا أنها لا تزال أفضل مكان قضيت وقتي فيه منذ وصولي إلى هذا العالم.

من المثير حقًا للسخرية أني لم أزر إلا مكانين صنعتهما بنفسي على الرغم من مرور نصف سنة.

الأماكن التي صنعها الذكاء الصناعي مثل قرى الشرق والغرب, الأراضي الطبيعية, مجتمع الدمى لا يمكن أحتسابها.

أكاديمية الامل, بركة القمر الأحمر, غرائب العالم الخمسة الأخرى…

بعض مُدن الشياطين والأجناس الأخرى, جبال الشمال الجميلة والخطيرة, أسواق الجنوب الرخيصة ومسابقاتهم الشهرية.

لم ازر أي من تلك الاماكن التي صنعتها بنفسي…

في الواقع, رحلة الست أشهر هذه كانت فقط لكي أنجز مهمة واحدة, وأحصل على فن قتال أسطوري.

'هل تستحق كل هذه الأشياء ايها الوغد الصغير؟' فكرت وأنا أنظر إلى سيفي داخل المخزون.

أهتز السيف قليلًا عندما وجهت أنظاري له, 'هل أزعجك كلامي؟!' توترت نوعًا ما عندما بدأ السيف يُمزق نسيج الفضاء داخل المخزون.

'بذكر الأمر… المعركة مع ألدريك والأقزام رفعت مستوى أتقاني كثيرًا.'

نظرت إلى شاشة الحالة الخاصة بي.

اسم: كاسيان ستارهولد

عنوان: -

الصف: مبارز

مهارة الوراثة: شكل الوحش

حالة: ملعون / عاجز عن الأختراق

المستوى: C+

أحصائيات:

القوة: C

السرعة: C-

قوة التحمل: B-

الذكاء: -

الحواس: C

الحكمة: B+

الحظ: F-

الجاذبية: C+

(ملاحظة: لا تحسب احصائيات الجاذبية والحظ في تقييم المستوى)

مهارات:

تسريع الفكر: F

الفنون القتالية:

وصية الكسل (1/5): 91%

أساس السيف: 99%

{

منذ أن تعدى مستوى أتقاني عتبة ال90%, بدأ السيف يهتز بشكل غريب, حتى أنه أستجاب لبعض كلماتي على عكس السابق.

نظرت إلى النصل الذي أصبح أكثر نظافة, هل أختفى القليل من الغبار أيضًا؟ لا يمكن أن يكون هذا وهمًا.

أتمنى أن يحل المستوى القادم من وصية الكسل مشكلتي الحالية… لا أستطع أن اقاتل ناس بفن قتالي لا يملك إلا حركات كبيرة.

لشرح الامر أكثر, فإن فن وصية الكسل يعتمد على التلاعب بعقل العدو ليشعر بالنعاس, ثم القضاء عليه بحركة واحدة قوية ولكن مُكلفه للغاية.

ولكن ضد أعداء يستطيعون تحصين عقولهم مثل الأقزام, فلا فائدة كبيرة من تأثير العقل.

وضد أشخاص مثل ألدريك, ضربات فرديه قوية لا تملك تأثيرًا كبيرًا عليه.

ولكن عند النظر إلى رقصة القمر الخاصة بداريستان, التي أعتمدت أكثر على مجموعة من الحركات الصغيرة, تمت محاصرة ألدريك وأُرغم على الهرب في غضون دقيقة.

على الرغم من أن النصر سيكون لألدريك لو أني لم أخبر داريستان بجوهر تشكيلة 'ملك السماء', إلا أن السبب الرئيسي وراء فوز داريستان كان لرقصة القمر في النهاية.

يجب أن احل هذه المشكلة قريبًا…

======

شسمه

2024/02/15 · 334 مشاهدة · 1088 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024