62 - عودة العدو من الرماد

في مكان بعيد ضمن حدود بحر الشرق…

عند جزيرة لم يمر الكثير منذ أن غادرها كاسيان والبقية, وفوق شجرة ضخمة, جلست فتاة بمظهر همجي.

المظهر اللطيف والأنيق السابق لها أختفى تمامًا, مر أسبوعين منذ أن أستيقظت ولم تستحم أو تغير ملابسها لمرة واحدة.

تسارع نمو شعرها ووصل الارض, ولكنها لم تكلف نفسها عناء قطعه حتى.

صورتها التي كانت أهم ما لديها سابقًا أصبحت أقل همومها الآن, حيث سيطر على عقلها حافزين أكبر بكثير.

الأنتقام أولًا, ثم الأدمان.

لأن عبدها اللعين رفض أن ينصاع لها او يغادر ببساطة, بل جعلها عبده للفاكهة ايضًا.

كل ما يمكنها أن تفكر فيه هو الفاكهة, ودون وجود أحد بعد الآن للحد من أدمانها, فقد اكلت الفواكهة ليلًا ونهارًا.

بعد أن تخلص أحد ما من جميع الفواكه الموجوده في المخزون, أضطرت ديانا إلى أن تتسلق لجزيرة موجودة في مكان أبعد حتى.

فوق الجزيرة التي مكثت فيها طوال حياتها, الجزيرة التي كانت الأعلى بين البقية, والتي كانت الأكبر أيضًا.

هناك وجدت مصدر نمو الفواكه, حيث كان أحد الحراس الثلاثة يقطف المحصول السنوي وينزله لتوزيعه على الأسياد.

كانت آثار الدمار موجوده في كل مكان حول مكان نمو الفواكه, حيث من الواضح أن شخصا ما حاول تدمير هذه الفواكه للأبد, ولكن عند النظر إلى الشجرة التي لم يتم خدشها حتى, من الواضح أنه فشل.

كل يوم نمى ما يقارب ال60 فاكهة من هذا المكان, ولم تتردد ديانا في أكل كل شيء.

أصبح وجهها مصبوغًا بالعصير الذهبي للفاكهة, بينما ملابسها البيضاء تحولت إلى اللون البني الأسود بسبب الطين.

عند أبتلاع الفواكه من أغصان الشجرة القذرة, لم تغسلها حتى وأكلتها مع الطين.

أحصائيات الذكاء عندها لا تزال في الرتبة B-, ولكن جميع الأحصائيات الجسدية أستقرت عند الرتبة A+.

"لم يعد لها تأثير…" نطقت لاول مرة منذ أسبوعين, عم اليأس على وجه ديانا.

"لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟" بكت بصوت عالي, سحبت أظافرها على الطين القذر ونزلت دموعها عليه.

دخل بعضه إلى انفها وفمها, كانت سوف تغسل لسانها على الفور في السابق, ولكنها لم تفكر في الامر حتى.

"لم تعد تُشبع أدماني.." بكت بصوت أعلى بعد مرور كل ثانية, وبدأت تضرب رأسها بالأرض.

"كاسيان! كاسيان! كاسيان!" توسعت عينيها بلون أحمر دموي, ونطقت الأسم الذي أستمرت في التفكير فيه طوال الأسابيع السابقة.

ومن المؤسف أن سبب التفكير فيه لم يكن الحب, بل شيء أكثر شيطانية بكثير.

"سوف أجعلك ترى.. أستمتع قدر أستطاعتك حاليًا, لأني سوف أتي إلى الغرب قريبًا.." رفعت رأسها المليء بالطين, وبدأت تعود أدراجها.

"أن كانت الفواكه لا تكفي, فسوف أنشئ تركيزًا منها, لا بد أن الحراس السابقين لم يفكروا بالامر منذ أن رتبتهم بقت S- لعقود طويلة.." فكرت.

لم يخبر الحراس الثلاثة أي أحد أن مفعول الفواكه يتوقف عند الرتبة A+, لو انهم اخبروا العجوز آدم او أي شخص لديه معرفة علميه بسيطة, لوجدوا حلًا.

"مجرد حفنه من الأغبياء الضعفاء, لم يستطيعوا حماية مجتمعهم حتى.." عند التفكير أنها, كاسيان والحراس من نفس العرق, لم تستطع إلا أن تبصق على الارض.

"بشر قذرون." فكرت عندما قفزت من على حافة الجزيرة العلوية دون أي هموم, كما لو أنها على وشك الأنتحار.

"أحتاج إلى مختبر الجد, من الجيد أنه علمني أشياء كثيرة قبل أن يموت هو أيضًا.." نظرت إلى الورقة التي أخرجتها من خاتم الفضاء في تلك اللحظة.

قرأتها على الرغم من أنها كانت تسقط بسرعة مجنونة, أصبح غضبها أكثر بعد كل حرف.

—--------

من فرقة المقاومة

مرحبًا أيها الناجي, تعلن فرقة المقاومة أن مجتمع الدمى قد حُل أخيرًا, تم القضاء على جميع الأسياد.

حصولك على هذه الرسالة يعني اننا وجدنا عينه من الفاكهة المقدسة في دمائك(الوسيلة التي أستخدمناها للتفرقة بين الضحايا والمجرمين).

للتخلص من آثار الأدمان, سوف تَدُلك هذه الورقة على موقع المختبر الذي تم بدأ أدمانك فيه, وضعنا كمية كبيرة من العقار المضاد للأدمان تكفي الجميع. (يمكن للعقار أن يعمل لمرة واحدة, أحذر.)

بعد أخذ العقار, يمكنك دخول البوابة التي صنعناها للوصول إلى الساحل, حيث وضعنا عشرات السفن الأضافية التي يمكنك أستخدامها للأنتقال, لا تنسى التخلص من السوار والحصول على مخزون من الغذاء قبل المغادرة.

—----------

"فرقة المقاومة وكاسيان… أنهما مرتبطان بالتأكيد…" نقطت ديانا عندما أصطدم جسدها بقمة قصرها القديم, حيث لا تزال جثث عائلتها هناك.

تعرض جسدها لكسور وأنتشر الدم في كل مكان, ولكنها لم تمت, والألم لم يؤثر على عقلها المُدمن.

"سوف أقتلهم جميعًا.." فكرت عندما بدأت تعرج نحو المختبر ببطء.

***

=+=

أجتمعنا جميعًا ما عدا أيلارا بعد فترة قصيرة, حيث لا يزال عاجزًا عن الأستيقاظ.

بالإضافة إلى ذلك, داريستان هدأ أخيرًا وجاء لقضاء الوقت معنا, بدأ مخزون المانا الخاص به يمتلئ بالفعل.

كان الجميع ما عداه عابسون عند التفكير بامر أيلارا.

"سوف أحصل على تلك الجرعة مهما كان الثمن.." حاولت أن أهدئ الأمور بذلك التصريح, وقد نجحت جزئيًا.

"بشأن ذلك… أ-أنا.. أ-أنا أعتذر.." بتردد كبير, أعتذر داريستان. من الواضح أن ذلك كان صعبًا على شخص ذو كبرياء مثله.

لقد ظن أن جين أستخدم مهارة او أداة نقل آني لكي ينقذني بطريقة ما, وأنه السبب لأخذه لي للهواء عاليًا.

قد لا يكون مخطئًا تمامًا, ولكني كنت سأموت على يد ألدريك أيضًا أن لم يظهر, لذا فلا يمكن لومه حقًا.

"لديك حس مسؤولية عالي حقًا, ولكن لا علاقة لك بالامر." نظر جين لي قليلًا عندما تكلم, ما قصده كان واضحًا.

"أنا أسف.." تحدثت بصدق.

"لا أقصد أن ألومك يا كاسيان, ولكني أتمنى أن تعمل على نفسك أكثر, تجنبًا لأي حوادث أخرى." أغمض عينه وهو يتحدث. 'ذلك ليس خطأ أي منا, ولكنها مسؤولية الجميع…' فكر.

"سوف نساعدك في محكمة الوراثة لكي تحصل على تلك الجرعة." تحدث كيليان وداريستان في آن واحد, ثم بدأوا في النظر إلى بعضهم.

لا اعرف الكثير عن حاجة داريستان وكيليان بي, ولكن يبدو انهم يريدون مساعدتي لكي أساعدهم بعدها.

لا بأس في ذلك, أنهم يفيدونني على أي حال..

قد تكون حادثة أيلارا مؤسفه للغاية, ولكنه على الأقل وَحد الجميع على قضيتي دون أن اتحدث حتى.

سوف اعطيه الجرعة بعد فعله هذا…

"من الغريب حقًا انكم تؤمنون بنجاته من الأساس. الم يخبركم الجنود أن الأمر ليس مؤكدًا حتى؟" تحدث أليوس وهو يغادر الغرفة التي تم فيها علاج أيلارا.

أظلمت تعابير الجميع عند النظر اليه, هل مات حقًا؟ قد ينهار هذا الفريق وقد تم أنشائه للتو..

وقف جين وتوسعت عينيه, ومضت بضوء احمر وهي تنظر إلى أليوس. لم يهتم الأخير كثيرًا بالتهديد.

"حسنًا… لقد نجى فعلًا, ولكني أشك بأحتمالية أستيقاظه في أي وقت قريب.." ضحك أليوس قليلًا, معيدًا اللون إلى تعابير جين.

يبدو أن هذه المجموعة لن تتفرق الآن على الأقل.

"بشأن الجرعة الأسطورية, لا تخبر أحدًا أنك تريدها قبل الجلوس على العرش, لن يجلب ذلك إلا نزاعات وخيانات لا داعي لها."

***

ركل لوكاس الارض تحته بغضب شديد وهو يستمع إلى محادثة الفرقة من الخارج.

أشتدت العروق على جبهته, بالكاد منع المانا الخاصة به من الأنتشار حتى.

أن أنتشر مخزونه المرعب من المانا دون أي قمع, فقد يُغمى على جميع اعضاء الفرقة ما عدا جين.

وقد يسبب قتالًا لا داعي له مع أليوس, لن تكون النتيجة في صالحه أن حدث ذلك.

'قتال أحد أعضاء مجلس العائلة لا يبدو خيارًا سليمًا.' تنهد لوكاس في النهاية وهدأ من نفسه.

'الجرعة الاسطورية ستكون لها… وفقط لها! ' بدأ لوكاس يمشي بعيدًا عن العربة أثناء التفكير.

'رفضنا دعم لوانا لأنها لن تعطينا تلك الجرعة. أن رفضت انت أيضًا, فسوف نخسر سببنا الوحيد لدعمك! كاسيان ستارهولد!'

صر لوكاس على اسنانه عندما عاد غضبه. 'أتمنى أن يكفيك دعم أليوس فقط, لأننا لن نفعل ما لم توقع عقد لأعطائنا الجرعة الأسطورية!' أختفى لوكاس بعدها من بين الأشجار, وذهب ليستريح في مكان ما.

=====

لا تنسوا التعليق و..

2024/02/16 · 371 مشاهدة · 1172 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024