63 - طريق الغش يأتي مع عواقب

=+=

"هل انت جاهز؟" سألني جين بعدما ذهب الجميع إلى غرفهم للراحة, كان وجهه يوحي بالقليل من التردد.

"هل المعلومات لا تزال في عقلك؟" تحدثت وانا اتذكر شرحه السابق, ذاك الذي كان عن مهارة <الأنغماس>.

"لا أزال قادرًا على تذكر معلومات الجزء المُصلح بشكل كافي, ولكن يجب أن تعيد نقل الجزء المدمر. هل انت جاهز؟" سأل جين, ولكني لم أرد.

أحتاج إلى القليل من الوقت لجمع المعلومات في عقلي, وطرد جميع الأشياء لا تملك أي صله بالأمر.

التركيز بعد كل تلك الأحداث كان صعبًا, ولا يزال عقلي مُرهقًا للغاية, ولكني لا املك وقتًا للراحة للأسف.

أستغرق الأمر بضع دقائق, كانت طويلة حقًا في ذهني, بالكاد أستطعت تهدئة نفسي من كل شيء وتذكر فقط الأشياء الملطوبة.

"سوف أفعلها الآن." تحدثت, ورد جين علي سريعًا.

"حسنًا." أغمض عينه أثناء قول ذلك, وفعلت انا أيضًا.

<الأنغماس>

***

أستغرق الأمر بضع ساعات وبضع مرات من أستخدام المهارة, ولكننا أتممنا الأمر في الوقت المناسب على الأقل.

بعد أن أعتادت عقولنا على تأثير المهارة المُثير للصداع, أصبح أستخدامها أسهل بكثير, ولم نعد نشعر بتأثير اليد الثالثة ذاك.

كان الأمر سهلًا لي نوعًا ما, واجهت صعوبة فقط في تنظيف أفكاري والتركيز على المعلومات المطلوبة.

ولكن بالنسبة لجين… لا أستطيع تخيل الصداع الذي يشعر به الآن حتى..

"هذه أربعين فاكهة." أخرجت ما يكفي من المخزون الخاص بي, ووضعته على الطاولة أمام جين.

"أبدأ عندما تشعر أنك جاهز." تحدثت وأنا أنظر إلى وجه جين, لا تزال أعينه مُغلقه والعروق على جبهته أشتدت كثيرًا.

على الرغم من أن أحصائيات الحكمة عنده عالية كثيرًا, إلا أن كمية المعلومات ليست قليله أبدًا, مفهوم الفاكهة المقدسة نفسه من أعقد الأشياء التي فكر فيها عقلي.

بحثت عن مادة فوق نطاق البشر لمدة أسبوعين, ونقلت المعلومات إلى عقل جين في أقل من بضع ساعات.

أي شخص مكانه كان لربما ينهار او يستسلم, يطلب راحة على الأقل, ولكنه لم يفعل.

"سوف أبدأ" قال, ثم بدأ يمسك الفواكه واحدة تلو الأخرى.

{تحويل}

{تحويل}

{تحويل}

{تحويل}

{تحويل}

***

مرت الساعات مرة أخرى, وبدأت أشعر أن عملية التحويل لن تنتهي في أي وقت قريب.

لا أزال لم أستحم أو أرتدي ملابسي التي حصلت عليها من لوكاس, يجب أن ننتهي بسرعة لكي أفعل كل تلك الأشياء…

لا يمكنني أن أظهر في القصر مرة أخرى بمظهر متسول, ذلك لن يدعم قضيتي بالتأكيد.

قاطع جين أفكاري أخيرًا, تراجع ظهره إلى الوراء وهو يلهث بصوت عالي, مخزون المانا الضخم الخاص به أصبح فارغًا تمامًا.

للمرة الثانية في نفس اليوم… وصل جين إلى حدوده. شيء من شأنه أن يُحبط الكثير من المحاربين والجنود.

كلما أستخدم جين التحويل على فاكهة, كان يحولها إلى نوعين من السوائل ويضعها في حاويات مختلفة.

سائل أخضر وسائل أحمر. كلاهما بنفس الكمية تمامًا.

أحدهما سوف يدمر عضلاتي إلى أقصى حد, الأخر سوف يعيد كل الأشياء إلى حالتها المثالية.

أخرجت سائل الأمبروسيا من مخزوني, ووضعته كله في عُلبه السائل الأحمر, ذلك المختص بالتدمير.

"الطاقة الموجوده في هذه الفاكهة نقية إلى أقصى حد… لا يوجد أي بشري يستطيع أن يصل إلى هذا النقاء.." تحدث جين وهو يراقبني

تفاجئت قليلًا من كلماته, يبدو أن معرفته عن هذه الفاكهة قد زادت كثيرًا بعد أن استخدم التحويل عليها لوقت طويل.

"سوف أستخدمها في حوض الأستحمام." تحدثت وأنا أحزم العُلب معي, توجهت على الفور نحو الحمام.

لم أنسى أن أعطي جين لوح التحكم.

"يمكنك جعل كيليان يقود المركبة أن أردت الراحة. شوف افعلها أن كنت في مكانك" تحدثت قبل أن أُغلق الباب.

"حسنًا." رد جين, وذلك كان آخر ما سمعته منه قبل أن أبدأ في خلع ملابسي.

من حُسن الحظ أن جدران هذه العربة عازلة للصوت, وإلا فربما احتاج إلى قمع صوتي.

على الرغم من وضعي سائل الأمبروسيا في الجرعة, إلا أن الكمية بعيدة عن أن تكون كافية.

في أحسن الأحوال, فقد أشعر بنفس الألم الذي شعرت به عندما كُسر عقلي في مجتمع الدمى.

ولكن حتى وإن حدث ذلك, فلا بأس… يمكنني أن أستخدم بعض مخدرات الألم العادية بعد أتمام العملية تمامًا, أو أنوم نفسي ببعض الوسائل.

كل ما يهم هو أن الألم الذي سوف اشعر به في وسط العملية لن يجعلني مجنونًا من نوع ما, هذا هو كل ما يهم.

تأكدت من حرارة الماء الموجوده في الحوض, ثم دخلته.

أخرجت الجرعة الحمراء من مخزوني, يبدو أنها قد خُلطت مع الأمبروسيا تمامًا الآن.

أمبروسيا… فاكهة أسطورية على شكل التفاح, ما أخذناه من ألدريك كان عُصارتها فقط.

سبب رفع هاتفي لسعر الأندروسيا كثيرًا هو بسيط حقًا.

تأثير التخدير في الأمبروسيا ليس إلا شيء ثانوي, ما فيها من تأثيرات لا يمكن أن يُثمن.

أولًا, قدرة علاج تحت المستوى الأسطوري بالكاد, ولكن فوق المستوى الآثيري.

ثانيًا, القدرة على أطالة العمر.

ثالثًا, زيادة مباشرة لأحصائيات الحكمة بمقدار مستوى واحد.

لا يمكن أستخدام الأمبروسيا إلا مرة واحدة في العمر لكل شخص. تراكم كل تلك التأثيرات في جرعة واحدة جعل الهاتف يرفع من ثمنها كثيرًا.

أفضل مخدر, جرعة علاجية رائعة, وسيلة لرفع أحصائيات الحكمة, زيادة العمر. كيف يمكن أن تكون رخيصة؟

لولا أنه أستخدامها يقتصر على مرة واحدة, لكان سعرها أعلى بكثير.

بلعت لعابي, شعرت ببعض الخوف عند النظر إلى الجرعة الحمراء تحت فمي, 'هل أملك الشجاعة اللازم لتعريض نفسي لألم هذه الجرعة؟' قبل أن اجيب السؤال, شربت الجرعة كاملة رغمًا عني.

لا أستطيع أن أصبح ضعيفًا الآن… ليس وأنا على وشك مواجهة أكثر البشر موهبة وعبقرية.. ليس وانا على وشك مقابلة اخطر البشر علي حاليًا…

أن أصبحت ضعيفًا, فسوف أفقد كل شيء.. سواء في هذا العصر او العصر السابق.

سوف أفقد فرصتي الأخيرة في العودة إلى عائلتي الحقيقية, والهرب من هذا العصر اللعين.

سبب فعلي هذا ليس القوة, اللعنة عليها. ما أريده هو فقط السلام لنفسي, والهرب من ذلك الشيطان اللعين الذي يسعى لنشر الألم لا غير.

أخذت نفسًا عميقًا, ثم بدأت عظامي ترتج, وعضلاتي أصبحت هلامًا. قبل أن افقد قوتي كاملة, وضعت الجرعة الخضراء عند فمي,

من المؤسف أن تأثير العلاج ليس فوريًا, يتعين على جرعة التدمير أن تؤدي دورها أولًًا.

وبسبب أفتقاري إلى المعدات المتطورة, لم أعرف كم سوف يستغرق ذلك. دقائق, ساعات او حتى أيام. لا أعرف حقًا.

ضغطت على أسناني بكل قوتي, خرج الدم من جميع فتحات وجهي. بُخار أحمر أنتشر في الغرفة, السبب كان واضحًا.

'مؤلم مؤلم مؤلم..!!' لم تمر سوى بضع ثواني منذ بدأ العملية, وقد بدأت الدموع تهرب من عيناي بالفعل.

أن كان هذا هو الألم بعد أستخدام الأمبروسيا, فكيف يكون بالأصل؟.. شعرت بالألم يزداد لمجرد التفكير في الامر.

"توقف توقف!" لم أستطع كبح نفسي وبدأت أصرخ بصوت عالي, مُحاصرًا بين أربعة جدران عازلة للصوت.

ربما فكرة القيام بهذا داخل حوض الأستحمام لم تكن موفقه…

تقلبت داخل حوض الأستحمام, أختنقت لوهلة, تقلبات جسدي جعلت الماء يندفع خارجًا, لم يمر الكثير من الوقت قبل أن أعلق لنفسي داخل الحوض دون أي ماء متبقي.

وفي ذلك الوقت, بدات أشعر بالشلل التام, حيث لم يعد جسدي يستمع إلى أوامري, لا توجد للعضلات أي قوة كافية لأن تتحرك.

ولكن على الرغم من الضعف الذي أصبحت عليه, لا يزال التأثير المُدمر مستمرًا بنشر الدمار داخل جسدي, وسرعان ما وصل الأمر إلى عظامي.

"العظام أيضًا؟!!" صرخت بصوت عالي, بدأت الأمور تخرج عن نطاق توقعاتي منذ مدة طويلة.

كان يجب أن اتوقع شيئًا كهذا! لم املك أي معدات متطورة حتى, لماذا ظننت أني أعرف كل شيء عن العملية؟!!

"غبي! غبي! غبي!" أستمرت صرخاتي في التعالي, ربما تعدت الجدران العازلة حتى من علوها.

'لكي أشعر بكل هذا الألم.. ماذا فعلت في حياتي حتى؟' بعد العجز الذي شعرت به, جاء الندم.

لماذا نمت بعد قتل اليتي, هل كان الذهاب إلى جبل الضباب قرارًا صحيحًا حتى؟

هل قرار وراثة عائلة ستارهولد صحيح؟ هل يجب أن استسلم فقط وأترك ملك الشياطين يفعل ما يريد؟

ولكني أريد أن أعود إلى عائلتي… ما الذي أستطيع فعله لأخفاء هذا الألم؟

'هل يجب أن أستسلم وأفقد الوعي؟'

فكرت, ولكن صوت تكسر العظام أنتشر في الغرفة بعدها بلحظة, وطرد كل النعاس الذي شعرت به.

"مؤلم أكثر من العضلات حتى!" صررت على أسناني عندما أصبحت عيناي جافة, أنتهت الدموع ولم تعد تخرج.

"متى سينتهي الأمر؟!"

=====

الديسكورد في خانة الدعم.

أي أسئلة بشكل عام ضعوها في الفصل 999/Q&A

لا تنسوا التعليق.

2024/02/17 · 334 مشاهدة · 1260 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024