قصر ستارهولد الملكي, الطابق الأخير.

الطابق بأكمله كان عبارة عن قاعه كبيرة مُخصصه للأجتماعات الكبرى, من المُقرر مسبقًا أن يتم عقد حدث كبير هنا اليوم.

تمامًا عند الدرج الذي أدى إلى هذا الطابق, كانت هناك بوابة معدنية ضخمة تستطيع تحمل هجمات وحوش قوية, ولا يمكن للكثير تحريكها بسهولة.

بالطبع, وقف بعض الحراس عند الباب للقيام بالعمل, ذلك لكي لا يضطر أعضاء العائلة الكرام الى فتح الباب الثقيل بأنفسهم.

بمجرد عبور الباب أول ما يمكن رؤيته هو الطريقة المُتقنه التي تمت صناعة الأرضيه بها.

مجموعات مُعقدة بألوان مختلفة من البلاط, خطوط نُقشت بأنماط محسوبة مريحة للعين,

عَكس البلاط الضوء الأصفر للثرايا بالأعلى, كانت لوحدها كافية لأنارة القاعة كاملة, ولكن ذلك لم يمنع من وجود عدة أزواج أضافية أصغر حجمًا معها.

كانت مصنوعة من الذهب الخالص, وزُينت بالجواهر.

كانت الجدران اليمنى واليسرى متطابقة نوعًا ما, ولكنها تقسمت إلى ثلاثة أجزاء من شدة ضخامتها.

الجزء السفلي كان مُزين بمنحوتات خشبية وحجرية صُنعت بأنماط معينة.

وفوق المنحوتات, عند الجزء الأوسط من الجدار. تم تعليق لوحات لرؤساء العائلة منذ نشأتها على طول الممر.

وفي الجزء العلوي الثالث, نوافذ مُزينة بالأحجار الزرقاء أدخلت وهجًا لطيفًا من ضوء الشمس الخارجي, وأن لم يكن لازمًا بسبب الثرايا.

على الرغم من كمية النقود المخيفة التي تم أنفاقها لصنع وتزيين هذه القاعة, إلا أنها أطلقت شعورًا من الرقي الراحة أكثر من البذخ والأسراف.

تمثيلًا لما أراد مهندسي هذه الغرفة أن تبدو, ولكي تُنصف مكانة الملوك الذين يدخلوها مئات المرات في فترات حكمهم.

ولكن اليوم, لم يكن هناك ملك.

تم وضع كراسي عديدة على طول الممر بشكل جانبي, وأمامها طوائل أمتدت لتغطي جميع الكراسي, وذلك كان على كلا الجنابين.

في نهاية الممر, وأمام عرش الملك. تم وضع منصة عالية كما يتم في المحاكم, إلا أن من جلس هناك لم يكن شخصًا واحدًا.

تم وضع مقاعد وطوائل تقابل المنصة العالية حيث وقف القضاة.

جلس أكثر من مئة فرد لعائلة ستارهولد الملكية على الكراسي الجانبية, منهم كبار سن ومنهم شباب.

كانت القاعة صامته تمامًا, إلا أن ذلك تغير فور فتح الباب المعدني الضخم عند نهاية الغرفة.

توضحت قطرات العرق على جبين الجنود وهم يفتحون الباب للمرة المئة هذا اليوم, إلا انهم لم يتجرؤا على التهاون ولو لثانية واحدة.

عُندما فُتح الباب بالكامل, كان من الممكن رؤية شخص بعمر الثامنة عشر يدخل. الشخص الذي تسبب بهذا الأجتماع اليوم.

***

=+=

أخذت نفسًا عميقًا قبل أن اخطو داخل القاعة, لم يكن هناك أحد بجانبي سوى كيليان كرفيقي الوحيد داخل هذا القصر.

مر أكثر من أسبوع ونصف منذ وصولنا إلى المدينة, أُجبرنا على الأنتظار بسبب أن العضو الثامن من المجلس لم يأتي بعد. كان على أليوس أن ينهي مهمته لتنظيف الغرب قبل كل شيء.

وبما أن أنتظار أليوس كان في صالحي, لم أشكي على الأطلاق, ليونيل هو السبب الأكبر لقرار تأجيل اللقاء إلى هذا اليوم من الأساس.

مشيت ببطء عبر القاعة الضخمة, أنهالت أنظار جميع أعضاء العائلة وهالاتهم علي مثل المطر.

أي شخص بأرادة ضعيفة كان ليستسلم بالفعل ويتراجع ليخسر, ولكني قاومت.

ضحيت بالكثير من أجل أن هذا اليوم, لا يمكنني أن اتجرأ حتى على التهاون.

عجلتي لأن أتعرض لألم العلاج بدلًا من أنتظار المزيد من الأمبروسيا كان من اجل لحاق هذا اللقاء قبل فوات الآوان.

أعدت تلك الملابس السوداء إلى لوكاس بالفعل, حيث أرسل لي العم ليونيل اللباس الذي يتعين علي كشخص نقي الدم أرتدائه.

ملابس صفراء تميل إلى البياض, تمامًا مثل لون النجمة في شعار ستارهولد المعروف بين الناس,

قميص أبيض, بنطال بيج ورداء يصل إلى الركبتين بنفس اللون. وحذاء أسود.

من جيب المعطف العلوي, تدفقت ساعة ذهبية من أجل المظهر, وتم تعليق خمس نجوم على كتفي تعبيرًا عن مكانتي.

بالمقارنة مع لوكاس الذي حصل على ثلاث نجمات فقط, من الواضح أن مكانتي أعلى.

لاحظت نظرات الناس حولي, تذكرت كيف كان الأحتقار في عيونهم سابقًا وكيف تغير الآن.

قبل أن تنتقل ذكرياتي إلى هذه الحقبة, ومن ذكريات الذي سبقني, عرفت تمامًا كيف كانت تصرفات ومعاملات هؤلاء الناس مع هذا الجسد.

لم يكن أي منهم ينظر الي كما فعلوا اليوم, بدا انهم ينظرون إلى محارب حقيقي أستحق الأحترام.

كيف لن يفعلوا وقد وجدوا أني وصلت إلى الرتبة B- في فترة قصيرة تبلغ السبعة أشهر؟

تدرب بعض الناس مُنذ عمر العاشرة أو حوله, ولم يصلوا إلى الرتبة B- إلا قبل سن العشرين بالكاد.

ولكني فعلتها في سبعة أشهر…

على الرغم من العواقب والألم الذي تحملته للوصول إلى هذه الرتبة, إلا أن كل شيء تعرضت له يبدو سخيفًا الآن.

بعد أن حصلت على الأمتيازات, نسيت الألم الذي رافقها.

أحنى بعض أعضاء العائلة رؤوسهم عندما نظرت اليهم, بينما أكتفى الأخرين بالأيماء قليلًا, مظهرين أعترافهم.

توقفت خطواتي البطيئة أخيرًا عندما قابلت المنصة العالية, حيث جلس سبعة أشخاص وملامحهم رُسمت عليها الجدية التامة.

"الوريث السابق, الأمير كاسيان ستارهولد. يمكنك أن تجلس." تحدث ليونيل بصوتِ عال نيابة عن البقية, كان يبتسم بشكل لائق.

أومأت له بلا وعي, ثم جلست على الكرسي الخشبي بجانبي, ووضعت يدي على ركبتي.

"شكرًا لك." تحدثت بشكل موجز.

"يستطيع زميلك أن يجلس أيضًا." تحدث ليونيل وهو ينظر إلى كيليان خلفي.

لم يرد عليه, بل أكتفى بأن ينحني شكرًا قبل أن يجلس بجانبي. تماسك كيليان بشكل أفضل من ما توقعته, يستحق حقًا أن يكون رفيق داريستان الموثوق.

نظرت بطرف عيني إلى لوانا التي كانت جالسة على كرسي جانب المنصة الضخمة, بمعنى أنها أعلى مكانة من جميع اعضاء العائلة ولكن تحت المجلس.

حتى وأن كان الأمر هكذا من الخارج فقط, لا يزال عليها أن تلتزم بأقوال المجلس بينما هي في هذا المكان, وإلا فقد يتم أخذ أفعالها كحجه للتخلص منها إلى الأبد.

بعد أن أنتهيت من ألقاء نظرة على لوانا, تفحصت المنصة العالية ومن كانوا جالسين هناك بحذر.

فقط واحد منهم كان في الرتبة SS-, بدا أنه قد أخترق حديثًا. كان لون شعره ذهبي وأنتشر في كل مكان.

أشعت عينيه بضوء أزرق, وكتف يديه وهو ينظر الي دون أي مشاعر.

ألكسندر ستارهولد, الشخص الأقوى في العائلة حاليًا, وهو الوحيد الذي أتخذ جانبًا محايدًا تجاه قضية العرش.

في رأيه, يجب تجاهل مقدار نقاء الدم او العمر, وتنصيب الرئيس التالي للعائلة حسب الموهبة والشخصية.

بقية الأعضاء كانوا جميعًا بين الرتبة S+ ونصف خطوة إلى SS-, أضعفهم هالة كان أليوس, الذي جلس بجانب ليونيل تمامًا.

'كما قال جين تمامًا.' نظرت إلى أعضاء المجلس السبعة, ولم أجد أوكتافيوس في أي مكان.

'يبدو أن لوانا تخلصت منه بطريقة ما حقًا. من المؤكد أنه لن يتجاهل أجتماع بهذه الأهمية ببساطة, لابد من حدوث شيء ما له.' فكرت. 'ولكن لماذا لم يشك أعضاء المجلس بأي شيء, أم هل هم متواطئون مع لوانا؟. ولكن كان أليوس وليونيل ليقولوا شيئًا لي, وأن كان تلميحًا حتى.' الأمر مُعقد حقًا.

لا اعرف بدقة مدى السيطرة التي تملكها لوانا على هذه العائلة, ولكنها ليست هينه بالتأكيد.

أن كانت قادرة على الأطاحة بأكتافيوس دون أن يشكي أحد, فما الذي لا تستطيع فعله؟

أبتسمت داخليًا, يمكنني على الأقل أن اكمل خطتي كما أردت.

'تعتقد أنها خدعتني مثل اعضاء المجلس… لا يمكنها أن تكون أكثر خطأً.' عدت بتركيزي إلى المنصة على الفور.

امسك أليوس ببعض الأوراق التي كانت أمامه, وقرأها بصوت عالي بحيث يسمعها الجميع.

"كاسيان ستارهولد, الوريث الأحق لوراثة عائلة ستارهولد الملكية. خرجت من القصر قبل موعد تتويجك بنصف عام تقريبًا, وقد تأخرت لشهر كامل وأكثر. نظرًا إلى أن موقع أختفائك كان جبل الضباب, وعدم العثور عليك حتى بعد أختفاء الضباب, تم أعلان أنك ميت, ومن ثم تمرير الحكم إلى الوريث الأحق التالي, داريان ستارهولد - الملك الحالي.

على الرغم من أنك قد ظهرت الآن وفي حالة صحية كاملة, ومع أثباتات لهويتك, إلا أن المجلس يرى تأخرك لمدة طويلة أستهتار وأستخفاف بمكانة العائلة في المجال البشري, مما يعني أنك لا تصلح للوراثة منذ المقام الأول.

ما أن كنت سوف تحصل على مكان لك مرة أخرى في العائلة يعتمد على شيء واحد فقط, وهو سبب تأخرك لكل تلك المدة, تفضل بالإجابة رجاءً."

أنزل أليوس الأوراق, وتوقف عن القراءة.

====

لا تنسوا التعليق.

الديسكورد في خانة الدعم.

2024/02/23 · 323 مشاهدة · 1232 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024